تفسير لسورة الصافات
الآيات 114 ـ 122
(وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ *وَنَجَّيْنَاهُمَا وَقَوْمَهُمَا مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ *وَنَصَرْنَاهُمْ فَكَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ *وَآتَيْنَاهُمَا الْكِتَابَ الْمُسْتَبِينَ *وَهَدَيْنَاهُمَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ *وَتَرَكْنَا عَلَيْهِمَا فِي الآخِرِينَ *سَلامٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ *إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ *إِنَّهُمَا مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ )
وهذا موسى وأخوه هارون أنبياء الله
نجاهم الله وقومهما بنوا إسرائيل وفرج كرباتهم فقد كان فرعون يقتل أبناءهم ويترك النساء ويسخرهم فى الأعمال المرهقة الدنية
ونصرهم الله على فرعون وأعوانه وجعلهم يأخذون أرضهم وأموالهم
وأنزل على موسى التوراة بها الطريق المستقيم الواضح هداه
وأبقى لهم الذكرى الجميلة بين من بعدهم
ولموسى وهارون السلام والجزاء من ربهما والرحمة لأنهما كانا مؤمنين بالله صالحين العمل
وهكذا يجازى الله من آمن وعمل صالحا مخلصا لله
الآيات 123 ـ 132
(وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنْ الْمُرْسَلِينَ *إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلا تَتَّقُونَ *أَتَدْعُونَ بَعْلاً وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ *اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ الأَوَّلِينَ *فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ *إِلاَّ عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ *وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخِرِينَ *سَلامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ *إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ *إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ )
وهذا إلياس ( إدريس ) نبى الله
وقصته :
إدريس عليه السلام
ويسمى أيضا ( إليا س )
* هو الجيل السابع من ولد آدم
* وهو أول نبى بعد آدم عليه السلام
* أدرك من حياة آدم 308 سنة
* أول من خط بالقلم على الرمل
" سؤل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخط بالقلم فقال " إنه كان نبى يخط به فمن وافق خطه فذاك " ـــــــ يعنى له مثل فضله من الكتابة
* أول من لبس المخيط ، وكان كلما غرز بالإبرة قال ( سبحان الله )
فأخبر الله الملك أنه يرفع له مثل عمل بنو آدم جميعهم فى عصره
فأحب أن يزداد فطلب من صديق له من الملك أن يكلم له ملك الموت ليدعه أكثر وقت ممكن حتى يزداد من العمل الصالح ، فطار به الملك وهو على ظهره إلى السماء الرابعة ، فقابل ملك الموت وكلمه فى ذلك ، فقال ملك الموت أنه يندهش أن طلب منه قبض روح إدريس فى السماء بالرغم من أنه يعلم أنه يعيش على الأرض
وهذا تفسير قوله تعالى : ( ورفعناه مكانا عليا ) : سورة مريم
* عانى النبى إدريس فى سبيل دعوته ولهذا ذكره الله من ضمن الرسل والأنبياء الذين صبروا وعانوا
وكان قومه يعبدون بعل
فقال لهم اتقوا الله كيف لكم تعبدون بعل وتتركون من خلقه وخلقكم الله أحسن الخالقين
إن الله ربكم ورب آبائكم القدامى
ولكنهم كذبوه وهم يحضرون يوم القيامة ليحاسبهم الله
إلا الموحدين منهم المخلصون العمل لله وحده
وترك الله سيرة طيبة لإدريس بين الناس من بعده
وله السلام والرحمة من ربه فهو من المؤمنين الصالحين وهذا هو جزاء كل من آمن وعمل صالحا وأخلص العبادة لله وحده
الآيات 133ـ 138
(وَإِنَّ لُوطًا لَّمِنَ الْمُرْسَلِينَ *إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ *إلا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ *ثمَّ دَمَّرْنَا الآخَرِينَ *وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِم مُّصْبِحِينَ *وَبِاللَّيْلِ أَفَلا تَعْقِلُونَ )
وهذا لوطا وقصته :
هو إبن الأخ لإبراهيم
لوط بن هاران
نزح مع عمه ، وأنزله مدينة سدوم
كان أهلها يأتون المنكر فى ناديهم وفعل الفواحش التى ابتدعوها ولم يكن يعرفها من قبل أحد وهى الشذوذ الجنسى ، فكانوا يأتون الرجال بدلا من النساء
وكانوا يفعلون جميع الشرور
نهاهم لوط ولكن دون جدوى مع الإيذاء ، والسخرية منه ومن المؤمنين
أرسل الله لهم ثلاثة ملائكة هم : ( جبريل وميكائيل وإسرافيل )
الذين مروا أولا على إبراهيم وبشروه بمولد اسحاق
ثم أخبروه بأنهم قد أرسلهم الله لإهلاك قوم لوط ،
وأمروا لوطا أن يترك القرية هو ومن تبعه من المؤمنين ويترك زوجته التى كانت ترسل إلى قومها إذا أتى ضيف الى زوجها ليفعلوا به الفاحشة
وحاول أهل القرية أن يغتصبوا الملائكة الذين ظنوا أنهم شبان حسنة المظهر وقاومهم لوط وقاوموه
ضرب جبريل وجوههم بطرف جناحه فطمست أعينهم كما قال تعالى :
( ولقد راودوه عن ضيفه ، فطمسنا اعينهم ...)
وخرج لوط باهله إلا زوجه ، فاقتلع جبريل بطرف جناحه بلادهم وكانت 7 مدائن بمن فيهن من أحياء وزرع ومبانى وحيوانات ، وقيل كان عددهم 400 نسمة وقيل 4 آلاف نسمة ، ورفعها إلى السماء ثم قلبها عليهم فجعل عاليها سافلها
ثم أمطرت عليهم السماء حجارة من سجيل ( شديدة الصلابة ) منضود ( يتبع بعضها البعض ) مسومة ( مكتوب على كل حجر اسم من يسقط عليه )
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
ولهذا كانت عقوبه اللائط الرجم بالحجارة
وقال صلى الله عليه وسلم " من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به "
وقال أبو حنيفة : ( إن اللائط يلقى من شاهق جبل ويتبع بالحجارة كما فعل بقوم لوط )
ويقول الله سبحانه وتعالى فى هذه السورة يخبر عن لوط :
فهذا لوط بعث لقومه فكذبوه فنجاه الله هو وأهله إلا إمرأته العجوز فقد هلكت مع قومها ودمر أرضهم وتركها بحيرة منتنة قبيحة المنظر والطعم والرائحة لما كان يفعل فيها من القبائح وأنتم تمرون عليها ليلا ونهارا أيها المسافرون فلتعتبروا بها وتتعظوا
|