مذكرات زوجيه....
قالت خالتي: طيب سأسألك سؤالاً محددا وأجبني عليه:
برأيك أين نقطة الخلاف بينكم...؟
قلت :يا خالتي هي أتت على نقطة خلاف واحدة قولي نقاط وحروف وكلمات وكتب ومجلدات وقواميس وجواميس....!
فقالت وهي تبتسم: كلامك من الصعب فهمه ياسعد فلابد أن بينكم نقطة هي الأساس في خلافاتكم...!
رفعت بصري إلى السماء
ثم ضربت بيدي على فمي عدة مرت وقلت: هناء ياخالتي أشك بأن لها عقل كسائر عقول البشر...اهتماماتها كاهتمامات طفلة في الخامسة عشرة..!
تريد مني كل شيء من غير أن أحصل منها على أي شيء...!
تختلف معي لأبسط شيئ..!
وتبكي أيضا من أقل شيئ..!
وتطلب الطلاق بلاسبب
وأنا محسوب على المتزوجين رغم أني لم أذق يوماً واحداً طعم عيشتهم وأصبحت أفكرجدياً بطلاقها...فأنا لم أعد أحتمل هكذا عيشة...!
قالت خالتي: أن تطلب الزوجة الطلاق فهذا ليس بمستغرب لكن أن يكون الطلاق أمراً وارداً لديك كزوج وكرجل فهذا أمر لايمكن قبوله منك أبداً فالطلاق وضع بيد الرجل لأنه أقدر على ضبط نفسه من ...!
قاطعتها قائلاً : طيب إذا استحالت العشرة بين الزوجين ألا يكون الحل هو الطلاق...؟
قالت :عبارة استحالة العشرة هذه هي (سلة الشيطان) لكي يجمع فيها أكبر عدد من المنفصلين
وأنتم لستم أول زوجين تحدث بينهم مشاكل (ثم قطعتْ حديثها فجأة) وأخذت تجري باتجاه الغداء وهي تقول:
لحظة...لحظة ...سألقي نظرة على الغداء وسأعود...
أخذت أنظرإليها وهي ترفع الغطاء عن القدر
وقلت : آآه يا خالتي لو تعلمين بأنك جزء من مشكلتي مع زوجتي...!!
لم تمض ثواني حتى أقبلت خالتي علي
قلت لها: لوأنزلت الغطاء من على رأسك ياخالتي فكما ترين لايوجد أحد حولنا...!!
قالت بصوت واثق مما يفعل :خارج بيتي لا أنزل الغطاء من على رأسي أبداً مهما كانت الظروف ومهما كان المكان الذي أنا فيه...!!
قلت: سبحان الله منذ عرفتك ياخالتي ولديك مبادئ ثابتة لم تتغير..لم تتغير...!
قالت وهي تشد غطاء رأسها: الإنسان من غير مبادئ ثابته لاقيمة له...!
قلت في نفسي(لماذا في بعض الأحيان عندما أجلس مع خالتي أحس بشعور غريب...!
هل لأنها تهتم بقيمة الإنسان...أم لأن حديثها دائما يخاطب العقل ويرتقي فوق الأنا والذات...!!)
انتبهت على صوت خالتي وهي تقول: سعد أين سرحت...؟ ترى فيه إنسانه معك هنا...!
ضحكت وقلت: بصراحة كنت أفكر في كلامك ياخالتي...
ولا أدري هل استمرار زواجنا بهذا الشكل في صالحنا أم لا...؟
قالت: الصبر والتنازل هو أساس النجاح في الحياة..
والزوج...والزوجة إذا لم يتغافل أحدهما عن أخطاء الآخر وأخذ ينظر له بعين الباحث فالفشل حتماً هو مصير الزواج...
فضلت أن أكتفي بهذا القدر من الحوار مع خالتي
فما تقوله هوعين الصواب لكل المتزوجين
لكنه وللأسف لا ينطبق على واقعي مع زوجتي...
فعلاقتي بزوجتي أكبر من أن ينطبق عليها كلام خالتي...
شكرت خالتي وقلت مارأيك لوصلينا ثم تناولنا الغداء...
إذ لانريد أن نتأخر كثيرا في العودة....
وفعلاً
توضئنا وأتممنا الصلاة...
وبدأنا في ترتيب سفرة الغداء
كان الجوع قد بدأ يتسرب إلينا
تناولنا الغداء بهدوء وأصريت على جلوس برهومي بجانبي لكي أشجعه على الأكل...
كان الجو جميلاً جداً وزاده جمالاً وجود خالتي وأولادها
انتهت النزهة واستقلينا السيارة عائدين قبل الليل....
فمن معه نساء لابد أن يسري قبل الليل(هكذا تعلمت من أبي)
قطعنا الطريق ونحن نتبادل شتى الأحاديث...
توقفنا في إحدى المحطات لتعبئة السيارة بالوقود...
ووجدتها فرصة لكي أتصل بزوجتي...
بعد الاتصال قلت لها: هناء لقد بقي على وصولي حوالي نصف ساعة...
قالت: تصل بالسلامة إن شاء الله(إلين هنا تمام)
انتهت المكالمة
وأكملنا الطريق...
وصلنا إلى بيت خالتي
وقمت ُ بإنزالها والأطفال....
ودعتها وأنا أسمع دعواتها الحارة...
وأنا في الطريق الي البيت توقفت عند محل عطور واشتريت زجاجة عطر صغيرة لكي أقدمها (لفتاة الغلاف) >>>زوجتي...
اتجهت الى البيت وأنا أتساءل: ماذا عساها تكون المفاجأة التي تنتظرك ياسعد...(؟!)
وصلت البيت وترجلت من السيارة...
ودخلت البيت باتجاه غرفتي
ووقفت بالباب وترددت ُ في فتحه وقلت قد تكون المفاجأة (كيكة مكتوب عليها اسمي واسمها وبينهم شمعة) يالأحلامك البسيطة ياسعد...!!
وبقبضة رومانسية فرضها علي التفكير في الكيكة فتحت الباب بهدوء...
وقلت بصوت رومانسي هادئ هنااااء...هناااء...
كانت الغرفة مطفأة الأنوار..
تلقائياً مددتُ يدي وأضأتها...
وبسرعة جلت ببصري في أرجاء الغرفة باحثا عن فتاة الغلاف...ولكني لم أجد أي أثر يدل على وجودها...!!
قلت: ربما هذا جزء من مفاجأتها
لسعادتي...!!
فتحت خزانة الملابس قلت قد تكون المفاجأة هنا ونظرت تحت السرير وأنا أقول....أوهنا ياسعد...أو هناك ياسعد(وأنا أخاف تطلع وتبخ في وجهي على بالها بتخوفي وهي أصلا باخة في وجهي خلقة...!)
ماعلينا...ماعلينا...كل عليه من زمانه باخ....!
أعدت النظر في أرجاء الغرفة وتأكدت بأنه لم يدخلها أحد فآثار الغبار واضحة هنا وهناك...!!
أخرجت جوالي واتصلت بها....
وجاءني صوتها بنبرة فيه من الدلال والغنجة ما يكفي لنساء الأرض...!
قالت: ألوووه...هلاسعد
بادرتها قائلاً: هناء عسى ماشر.....!!
أين مفاجأتك...؟ ألم تقولي سوف تنتظريني في الغرفة...؟
قالت: سعد معليش أختي جاءتنا اليوم ممكن أبات عند أهلي اليوم عشانها...؟ !!!!
قلت: ماشاء الله....على البركة....على البركة..هي وصلت من لندن..؟؟
قالت: لايا حبيبي سعد أنا أقصد أختي هنادي هي من ستبيت عندنا (أختها [الهنا_دي] تسكن في>>> طرف الرياض)
بالكاد سيطرت على أعصابي وألفاظي وقلت: كماتحبين...كماتحبين...وقطعت الاتصال بسرعة
جلست على طرف السرير
ووضعت إبهامي على مفرق جبيني ضاغطاً عليه بشدة وقلت: زواجي بهذه ربما هو تكفير عن جرم عظيم اقترفته فيما سبق من حياتي..!
فهل في تكفيري عن ذلك الجرم بقية....اللهم ربي لا....اللهم ربي لا...!!
بعد قليل من التفكير
أخرجت جوالي
وبحثت في سجل الأسماء عن من ينتشلني من ليلتي هذه...!
فلو جلست وحيدا فسينفجر رأسي...!!
اتصلت بأحمد وتحمد لي بسلامة الوصول ثم قال لي :
سعد إلحق...إلحق لايفوتك العشاء...لن نأكل قبل حضورك
رميت بزجاجة العطر على السرير
وخرجت مسرعا من البيت وانطلقت بالسيارة حتى وصلت...
كان المجلس يضم الكثير من الأصدقاء...بعضهم من (أتى عليه الزمان وتزوج)....والبعض الآخر مازال ينتظر دور الزمان عليه...!
ماإن دخلت
حتى قال: أحمد
يالله...يالله...تفضلوا حياكم الله...العشاء جاهز...
كل أخذ مكانه على مائدة السفرة...
=====
وما إن بدأنا في الأكل حتى سأل فواز أحمد قائلا:
الله ياأحمد أقدر أعرف من أي الأنواع هذا الأرز (وأشار إلى الصحن)
جاوبه أحمد بثقة قائلاً : لو أخبرتك بنوع الأرز هذا فلن تأخذ الأيدي التي أعدته وطبخته...
قال فواز بلهجة بائسة: خلاص أجل ترى زوجتي بتكون صديقة لزوجتك من أول ما أتزوج...!
وبخبث قال أحد العيارين: طيب أنت ياسعد ماالذي تغير فيك بعد الزواج لازم نعرف....؟
فضحكت ضحكة مصطنعة وقلت: لقد أصبحت خبيرا في آخر صيحات الموضة وعناوين أشهر الماركات العالمية
بدأ من (بدي شوب ومروراً بمانقو وانتهاء بولد همز قصدي>>> دبنهامز)
ولاتهون المشاغل النسائية...!
قطع حديثنا
فيصل قائلاً: لقد انقرضت الموديلات الأصلية من النساء وأشك أنه قد بقي لهن بقية فلم تعد هناك بيوت تعد نساء مسئولات ويستطعن إدارة البيوت>>فتجد البنت تأكل وتشرب وتتسوق وقد انحصر اهتمامها بين هذا الثالوث...!
اختلط حديث الأصدقاء ببعضه وفضلت الاستماع على الحديث
حتى أخذت كفايتي من الأكل
وبعدما أثنيت على جودة العشاء استأذنت في الانصراف...
طلب مني صاحب الدار الجلوس فاعتذرت (فأنا لم أعد أعرف ماذا أريد هل أريد الجلوس لوحدي أم برفقتي أحد ما)
ركبت سيارتي وانطلقت بها لا أدري إلى أين...؟
أخذتني سيارتي أوتفكيري لا أدري أيهما...إلى طريق الملك فهد باتجاه الشمال...
استمريت في التفكير وفي القيادة حتى قرأت لوحة تقول (بريدة200كلم...!!)...(بين مدينة بريدة والرياض حوالي 400كلم)
عندها فقط أفقت ...!!
ومن أول مخرج عدت أدراجي مردداً...خيرة إن شاء الله...خيرة إن شاء الله...
بدأت في مقارنة نقاط الاختلاف ونقاط الاتفاق مع زوجتي سائلاً نفسي هل من الممكن بعد كل هذا أن نستمر كزوجين...؟
كانت الأصوات بداخلي تتلاطم كأمواج البحر....!
مع أذان الفجر كنت قدوصلت إلى البيت....
اتجهت إلى المسجد وأديت الفريضة..ثم جلست أدعو الله أن يكتب لي الخير في أمر زواجي سواء بقيت معي زوجتي أم طلقتها فالخيرة فيما اختاره الله...!
ذهبت إلى البيت واستسلمت لنوم...
في المساء جاءني اتصال من الهانم
قالت بعد السلام:سعد ممكن تمرني...إختي هنادي ذهبت إلى بيتها....؟! (يا صبرك يا أرض)
قلت: لكن لم أفهم لماذا أمر بك....؟
قالت: وهذا سؤال تسأله طبعا لكي أذهب معك لبيتي...!!
قلت: لكن وضعت البيت على الرف وجعلتيه آخر اهتماماتك...!
قالت: أنت دائما تنظر للأمور بالمجهر حاول أن تكون طبيعيا في رؤيتك للأشياء...أمن أجل مبيتي في بيت أهلي لليلة واحدة تريد أن تصنع مشكلة لا تكبر الأمور...!
(رفعت بصري إلى السماء وقلت :أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ثم أردفت قائلاً حسنا...سأتي لأخذك بعد قليل)
وقد كان اتجهت إليها وتوقفت عند الباب بانتظارها....
وخرجت على عادتها لم يتغير فيها شيئ فطقوسها كما هي لم تتغير...!!
وما إن ركبت حتى سألتني قائلة: أختك أم بدر مازالت موجودة ألم تسافر إلى بيتها بعد...؟
(كدت أن أقول لها إذا كانت تجلس فوق رأسك فاسألي عنها متى تذهب ولكني بصعوبة بالغة تمالكت نفسي وقلت: ستسافر بعد عدة أيام)
قالت بنبرة فرح: الله يسهل دربها...!
قلت لها محاولا الخروج من هذا الجو ....
هناء مارأيك لو ذهبنا إلى ممر المشاة وقضينا بعض الوقت هناك...؟(أف يارومانسي)
بعد صمت قصير قالت: ماشي الحال...ليه لأ...!<<<يا صبرك يا أرض..!!
اتجهنا إلى المكان المقصود
وترجلنا من السيارة وبدأنا في المشي....
كان الجو جميلاً جداً لم يعكره سوى بعض كلامها المبطن...!!
قلت لها: هناء مارأيك في بيت المستقبل كيف تريدين تصميمه...؟
قالت: أتمنى شقة صغيرة جدا بحيث لايكون فيها أي زيادة في الغرف...ثم قالت :وأنت ماذا تتمنى..؟
قلت: سبحان الله....أنا أتمنى
أن يكون لمنزلي سور أوحديقة ولايهمني عدد الغرف (ثم أردفت قائلا)الحديقة هي الرئة التي يتنفس منها البيت...!
ثم قطعت (هي) الحديث فجأة وبانحراف قدره
(180درجة ) وقالت:
سعد لدي عريس لخالتك أم إبراهيم...!
قلت مستغرباً: ومن يكون هذا العريس..!
قالت: ( أبو راشد...جد صديقتي عواطف فهو يبحث عن زوجة)...!!
قلت: من أبو راشد...!!تقصدين أبو راشد صاحب معرض السيارات...؟
قالت: يبدو أنك على معرفة به...؟
قلت: ويبدو أنك لا تعرفين عنه أي شيئ...(ثم قلت) ألا تعلمين بأن زوجته قد توفيت منذ أكثر من سنة وبأنه قد خرج من العناية المركزة منذ سبعة أشهر فقط... فهو بحاجة إلى ممرضة أكثر من حاجته إلى زوجه
|