ازياء, فساتين سهرة

العودة   ازياء - فساتين سهرة و مكياج و طبخ > الحياة الخاصة و الصحة > التعامل مع الزوج و العلاقة الزوجية
تسريحات 2013 ذيل الحصان موضة و ازياءازياء فكتوريا بيكهام 2013متاجر ازياء فلانتينو في باريسمكياج العين ماكياج دخاني makeup
التعامل مع الزوج و العلاقة الزوجية أمهات المؤمنين رضي الله عنهم .. يوجد هنا أمهات المؤمنين رضي الله عنهم .. العلاقة الزوجية Marital relationship و حياة زوجية سعيدة Married life مشاكل الحياة الزوجية و الحلول الثقافة الزوجية السعادة الزوجية حقوق الزوجين


 
قديم 11-08-2010, 06:31 PM   #26

♥ نــــ الهــ ღ ـــدى ـــور♥


رد: أمهات المؤمنين رضي الله عنهم ..


أمهات المؤمنين رضي الله عنهم ..

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلام على سيِّدنا رسولِ الله، وعلى آله وصحْبه ومَن والاه.

وبعد:
فيأبى الله إلاَّ أن يُتمَّ نورَه ولو كرِه الكافرون، كلَّ يوم نسمع صيحةً من أعداء الإسلام الروافض - عليهم لعنة الله، والملائكة، والناس أجمعين - مِن أجل أن يحطُّوا من سادتنا الصحابة - رضوان الله عليهم جميعًا - ويُقلِّلوا مِن قَدْرِهم؛ ومِن ثَمَّ ينالون مِن شخصِ سيِّدنا رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وهؤلاء قد لَعَنهم رسولُنا الكريم - صلَّى الله عليه وسلَّم - حيث قال: ((لعَن الله مَن سَبَّ أصحابي))؛ رواه الطبراني في المعجم الكبير (13588).

ولم يكتفِ المجرِمون بلعْن الصحابة، بل وصَل بهم الجُرمُ والطغيان للنيل مِن أمِّنا عائشة - رضي الله عنها - والتقوُّل عليها بكلامٍ بذيءٍ تافِه، لا يصدر إلاَّ مِن التافهين الحاقدين على دِينِ الله - عزَّ وجلَّ.

ورحِمَ الله مَن قال:
وَإِذَا أَرَادَ الَّهُ نَشْرَ فَضِيلَةٍ الحمدُ لله، والصلاةُ والسلام على سيِّدنا رسولِ الله، وعلى آله
طُوِيَتْ أَتَاحَ لَهَا لِسَانَ حَسُودِ الحمدُ لله، والصلاةُ والسلام على سيِّدنا رسولِ الله، وعلى آله

لَوْلا اشْتِعَالُ النَّارِ فِيمَا جَاوَرَتْ الحمدُ لله، والصلاةُ والسلام على سيِّدنا رسولِ الله، وعلى آله
مَا كَانَ يُعْرَفُ طِيبُ عَرْفِ الْعُودِ الحمدُ لله، والصلاةُ والسلام على سيِّدنا رسولِ الله، وعلى آله



ومَن قال:
مَا ضَرَّ شَمْسَ الضُّحَى فِي الأُفْقِ سَاطِعَةً الحمدُ لله، والصلاةُ والسلام على سيِّدنا رسولِ الله، وعلى آله
أَلاَّ يَرَى ضَوْءَهَا مَنْ لَيْسَ ذَا بَصَرِ الحمدُ لله، والصلاةُ والسلام على سيِّدنا رسولِ الله، وعلى آله



ومَن قال:
وَمَا ضَرَّ الوُرُودَ وَمَا عَلَيْهَا الحمدُ لله، والصلاةُ والسلام على سيِّدنا رسولِ الله، وعلى آله
إِذَا المَزْكُومُ لَمْ يَطْعَمْ شَذَاهَا الحمدُ لله، والصلاةُ والسلام على سيِّدنا رسولِ الله، وعلى آله



فليقلِ العين ياسر الحبيب، ذلك الحقير الخبيث، ما شاء، فَنَجْمُ أمِّ المؤمنين عالٍ، "وهل يضرُّ السحابَ نبحُ الكلاب"؟!

من هي عائشة - رضي الله عنها؟
هي السيِّدة عائشة، أمُّ المؤمنين، وابنة أبي بكر الصِّدِّيق - رضي الله عنهما - تزوَّجها سيدُنا رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وعمرُها تِسع، في شهر شوال مِنَ السَّنة الثانية للهجرة، وأقامتْ في صُحْبته - صلَّى الله عليه وسلَّم - حوالي ثمانيةَ أعوام وخمسةَ أشهر، وتُوفِّي رسولُ الله - صلَى الله عليه وسلَّم - وهي ابنةُ ثماني عشرة سَنَة، وتُوفِّيت - رضي الله عنها - في المدينة سَنَة سبْع وخمسين للهِجْرة في عهْد سيِّدنا معاويةَ بنِ أبي سُفيانَ - رضي الله عنه.

بعض مما قيل فيها:
روَى أبو معاوية عبدُالله بنُ معاوية، قدِم علينا مكَّة، حدَّثَنا هشام بن عروة، قال: كان عروةُ يقول لعائشة: يا أُمَّتاه، لا أعجبُ مِن فَهْمك؛ أقول: زوجةُ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وبنت أبي بكر، ولا أعْجَب مِن علمك بالشِّعر وأيَّام الناس؛ أقول: ابنة أبي بكر، وكان أعلمَ الناس، أو ومِن أعلمِ الناس، ولكن أعجَبُ مِن علمك بالطبِّ كيف هو؟! ومِن أين هو؟! قال: فضربتْ على منكبي، وقالت: أي عُرَيَّة! إنَّ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - كان يَسْقَم عندَ آخِرِ عُمره، أو في آخِر عمره، وكان يَقْدَمُ عليه وفودُ العرب مِن كل وجْه، فتُنعَتْ له الأنعات، وكنتُ أُعالِجها له، فمِن ثَمَّ"؛ "غاية المقصد في زوائد المسند" (2/1446).

عن عبدِالله بن شقيق، قال: قلتُ لعائشة: أي النِّساءِ كان أحبَّ إلى رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم؟ قالت: عائشة، قلت: فمِن الرجال؟ قالتْ: أبوها؛ "غاية المقصد في زوائد المسند" (2/ 1447).

وعن عبدالله بن صفوانَ وآخَرَ معه أتيَا عائشةَ، فقالت عائشة - رَضِي الله عَنهَا -: يا فلانُ، هل سمعتَ حديث حفْصَة؟ قال: نعم يا أمَّ المؤمنين، فقال لها عبدُالله بن صفوان: وما ذاك يا أمَّ المؤمنين؟ قالت: في تِسعٍ لم تكن في أحدٍ مِنَ النساء إلاَّ ما آتى الله مريمَ ابنة عمران، والله ما أقول هذا أنِّي أفتَخِر على أحدٍ من صواحبي، قال عبدالله بن صفوان: وما هنَّ يا أمَّ المؤمنين؟ قالت: نَزَل المَلَك بصُورتي، وتزوَّجني النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - لسبعِ سنين، وأهديت له لتِسع سِنين، وتزوَّجني بِكرًا لم يَشْرَكه فيَّ أحدٌ مِن الناس، وأتاه الوحي وأنا وإيَّاه في لحافٍ واحد، وكنتُ أَحبَّ النِّساء إليه، ونزَل فيَّ آياتٌ من القرآن كادتِ الأمَّة تَهلِك فيهنَّ، ورأيتُ جبريل ولم يرَه أحدٌ من نسائه غيري، وقُبِض في بيتي لم يكن أحدٌ غير المَلَك وأنا؛ "إتحاف الخيرة المهرة" (7/ 248).

مناقبها:
لقد انمازْت - رضي الله عنها - بذكاءٍ جعَلها تبرز بعِلمها واجتهاداتها، وكان الصحابةُ - رضوان الله عليهم - يَرْجِعُون إليها بتساؤلاتِهم وإشكالياتِهم، ويستشيرونها في مختلفِ المجالات؛ في القرآن وعُلومِه، وفي سُنَّة رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ومداخلها، وفي الفِقه وفي علوم الُّغة والأنْساب والطِّبِّ وغيرها مِن أمور الحياة؛ وذلك لِمَا تميَّزتْ به - رضي الله عنها - مِن سَعَة العِلم؛ بقُربها المتميِّز ومعاشرتها للنبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - ومحبته إيَّاها، ومحبَّتها إياه.

أُمَّنا عائشة المحدِّثة الناقدة:
تقول الدكتورة زينب طه العلوانيُّ في بحث لها بعنوان "دلالات منهجية في القراءات القرآنية للسيِّدة عائشة - الاستدراكات نموذجًا":
"... فقدِ استدركتْ - رضي الله عنها - تعني: أمَّنا عائشةَ - على كثيرين خطأَ فَهْمِهم للحديث، أو الخطأ في استنباطِ الحُكم مِن آية قُرْآنية؛ نتيجةَ الخَلَل في تمامِ الرِّواية، ولذلك فقد تميَّزتْ في استدراكاتِها بخِبْرة جادَّة في التحليل والنقْد، والتصحيح وجَوْدة النِّقاش، على دِقَّةالتركيزِ على بيان نِقاط ضَعْف الرِّواية وأسبابها، دون التركيزِ على تجريحِ الرَّاوي، أو التشكيك في موقفه، ولكن دراسة (الاستدراكات[1]) بهذه الصِّياغة؛ أي: بمعنى دراسة وتحليل مناقشاتِ الصحابة ومراجعاتِهم لبعضهم البعض، مع تتبُّع ورَصْد مناهجِهم في الفَهْم والتحليل في مختلف المسائل والقضايا، لم يتمَّ التركيزُ على دراستها، أو مواصلة تطويرِها كأدواتٍ منهجيَّة تساعد في توسيعِ مساحة مناهجِ التعامُل مع القرآن والسُّنة عدَا ما ورد متفرِّقًا في أصول الفِقه، أو علم فقه المقارنة بيْن المذاهب ونحوها، وذلك في إطارِ مناقشةِ نماذجَ محدودةٍ، ولأغراضٍ تختلف في التناوُلِ والتحليل والغايات عَنْ طرْح الاستدراكات، وتناولها بالصُّورة التي عرَضَها الزركشيُّ ومَن سبَقَه في هذا المجال"[2].

 
قديم 11-08-2010, 06:34 PM   #27

♥ نــــ الهــ ღ ـــدى ـــور♥


رد: أمهات المؤمنين رضي الله عنهم ..


أمهات المؤمنين رضي الله عنهم ..

عائشة الراوية:
ولقدْ رَوتْ أُمُّنا السيِّدةُ عائشةُ - رضي الله عنها - عنِ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - ألْفًا ومائتين وعشرة أحاديث، اتَّفق البخاريُّ ومسلم منها على مائةٍ وأربعة وسبعين حديثًا، ورَوى عنها عددٌ كبير من الصحابة والتابعين، لقد كانتْ تُشكِّل - رضي الله عنها - مدرسةً عِلميَّة لها منهجُها المتميِّز في التعامُل مع القرآن والسُّنَّة.

تكريمها بنزول الوحي في بيتها:
ولقدْ كان يَنزِل الوحيُ على رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وهو في حُجْرتها، فلا تكتفي بسَماع الآية، ولكنَّها كثيرًا ما كانتْ تُثير التساؤلاتِ والنِّقاشَ حوْلَ ما لا تفهمه مِن معاني الآيات، ولقدْ روي عن ابن أبي مُلَيكة أنَّه قال: "ولقدْ كانتْ عائشةُ لا تَسْمَع شيئًا لا تَعرِفه إلا راجعتْ فيه حتى تعرِفَه[3]"، بل كانتْ تحثُّ الناس على السُّؤال فقالتْ تُثْني على نِساء الأنصار: "نِعمَ النِّساءُ نِساءُ الأنصار؛ لَمْ يمنعهنَّ الحياءُ أن يتفقهْنَ في الدِّين"؛ رواه البخاري.

ولقد عُرِفتْ بتساؤلاتها فقالت: سألتُ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - عن هذه الآية وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ [المؤمنون: 60]: أهُم الذين يَشْرَبون الخمْرَ ويَسْرِقون؟ قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا يا بنتَ الصِّدِّيق، ولكنَّهم الذين يَصومون ويُصلُّون ويتصدَّقون، وهم يخافون ألا يُقبَل منهم، أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ [المؤمنون: 61]))؛ رواه ابن ماجه والترمذي.

وقالتْ أيضًا: سألتُ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - عن قوله - تعالى -: يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ [إبراهيم: 48]، فأين يكون الناسُ يومئذٍ يا رسولَ الله؟ فقال: ((على الصِّراط))؛ رواه مسلم.

ورُوي أنَّ النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((مَن حُوسِب عُذِّب))، قالتْ عائشة: أوَلَيْس يقول - تعالى -: فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا [الانشقاق: 8]، فقال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّما هذا العَرْض، ولكن مَن نُوقِش الحسابَ يَهلِك))؛ رواه البخاري.

وهكذا كانتْ عائشةُ - رضي الله عنها - تقرأ سُنَّةَ رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - في ضوْء تعاليمِ القرآن الكريم، ولا تتجاوزه، وكانتْ تَعْلَم أنه - صلَّى الله عليه وسلَّم - كان قرآنًا يمشي على الأرْض؛ ولذلك وصفتْه حين سُئِلتْ عن خُلُقه - صلَّى الله عليه وسلَّم -: "كان خُلُقه القرآن"، وهو وصْفُ القرآن الكريم له؛ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ [القلم: 4].

نموذج مِن تحليلها وقَبولها الأحاديث:
منهج عائشة - رضي الله عنها - في تحليل رِواية "البُكاء على الميِّت":
روَى البخاري عن هشامٍ، عن أبيه، قال: ذُكِر عندَ عائشة - رضي الله عنها - أنَّ ابن عمر رفَع إلى النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّ الميِّتَ ليُعذَّب في قبْره بكاءِ أهله))، فقالت: وَهِلَ ابنُ عمر - رحمه الله - إنَّما قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّه ليُعذَّب بخطيئته وذَنْبه، وإنَّ أهله ليَبْكون عليه الآن)).

ولقدْ جاء في سُن الترمذي ما نُقِل عنِ ابن عمرَ، عنِ النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنَّه قال: ((الميِّت يُعذَّب بكاء أهْلِه عليه))، فقالت عائشة: يرْحَمُه الله، لم يَكْذِب، ولكنَّه وهِمَ، إنَّما قال رسولُ الله لرجل مات يهوديًّا: ((إنَّ الميِّت ليُعذَّب، وإنَّ أهله ليبكون عليه))، ثم قالت عائشةُ - رضي الله عنها - مُذكِّرة الحضور بالرُّجوع إلى القوْل الفَصْل في القرآن الكريم: حسبُكم القرآن؛ قال - تعالى -: وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى [الأنعام: 164]؛ قال أبو عيسى: حديثُ عائشة حديثٌ حسنٌ صحيح، وقد رُوي من غيْر وجه عن عائشة، وقد ذَهَب أهلُ العلم إلى هذا، وتأولوا هذه الآية: وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى [الأنعام: 164]، وهو قوْل الشافعي.

إنَّ العمليَّة النقديَّة التي تبنتْها أُمُّنا عائشة لهذه الرِّواية، تضمَّنتْ معالجة عدَّة قضايا في المتْن؛ منها مناقشة حفْظ الرَّاوي الذي لم يتقن نقْل الرِّواية بالفْظ، ممَّا أدَّى إلى خَلَل في المعنى، مع تأكيدها على ذِكْر مناسبة الرواية، فرسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - لا يقول قولاً، ما لم يكن هناك سببٌ؛ كسؤال، أو حادِثة، أو نحوها، وإنَّ اقتطاع قوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وعزْلَه عن مناسبته، يؤدِّي إلى خَلَل في المعنى والتدليل والاستنباط، وهذا ممَّا جعَل عائشةَ - رضي الله عنها - تؤكِّد في الكثير مِن استدراكاتها على ذِكْر مناسبة الحديث وأسبابه، كأداةٍ منهجيَّة تُقوِّم المعنى، وتُساعد في توضيحِ مواطِنِ الاستدلال به، كما تُساعِد على اختبارِ المتْن وتقييمه.

أمَّا المؤشِّر المنهجي الآخَر الذي اقترحتْه أمُّنا عائشة - رضي الله عنها - في هذه الرِّوايات كمنهجٍ عِلمي قادرٍ على التقييم، فهو دراسةُ الرِّواية وتحليلها ضِمنَ إطار تعاليم القرآن الكريم، واستحضار قِيَمه العليا ومقاصده.

ولقدْ توصَّلت عائشة - رضي الله عنها - في تحليلها لهذه الرِّوايةِ عندَ عَرْضها على منظومة القِيَم القرآنية، أنَّها تُخالِف قِيمةَ العدالة القرآنية المطلَقة، في أنَّ سعيَ الإنسان وعَمَلَه هو الميزانُ الذي يُحاسَب عليه الإنسان حيًّا أو ميتًا، ولا يُؤاخَذ إنسانٌ بعملِ آخَر، ولو كان مِن أقرب المقرَّبين، وهذا ما جاء في مواضعَ كثيرةٍ في القرآن الكريم؛ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى إِنَّمَا تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى الَّهِ الْمَصِيرُ [فاطر: 18]، أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى * وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى * ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى [النجم: 38 - 41]، قُلْ أَغَيْرَ الَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ [الأنعام: 164]، مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا [الإسراء: 15]، فرِواية: ((إنَّ الميِّتَ يُعذَّب بكاءِ أهْله عليه))، تُحمِّل الميت أوزارَ أعمال الآخرين، وهذا ممَّا يخالف قِيمةَ العدالة القرآنية، فالمرء يُحاسَب على فِعْله، وليس على أفعال غيرِه؛ ولذلك فقد بيَّنتِ السيدة عائشة - رضي الله عنها - في روايتها: ((إنَّه ليُعذَّبُ بخطيئته وذَنبِه، وإنَّ أهله ليبكون عليه الآن))، فهو يُعذَّب بذَنْبه لا بذنوبِ غيره.

هذا غيْض مِن فيْض في الحديث عن مناقِبِ أمِّنا عائشة - رضي الله عنها - فماذا قدَّم الكلبُ العاوي، العميلُ الخبيث ياسر الحبيب، ماذا قدَّمَ هو ودولةُ إيران الفارسيَّة؛ دُعاة العصبية والشعوبية، عملاء اليهود والصهاينة، المتواطِئون مع أعداء الإسلام، الذين حَرَّفوا كتابَ الله - عزَّ وجلَّ - وسَخِروا من سُنَّة رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم؟!

ألاَ لَعنةُ الله على الظالمين.
وآخِر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين.

 
قديم 11-08-2010, 06:40 PM   #28

♥ نــــ الهــ ღ ـــدى ـــور♥


رد: أمهات المؤمنين رضي الله عنهم ..


أمهات المؤمنين رضي الله عنهم ..

المقدمة
الحمد لله هو لكل خير يرتجى، وإليه من كل شر المتلجى، والصلاة والسلام على النبي المصطفى وعلى آله وصحبه ومن بهم اقتدى، وإن هدى الله هو الهدى، من تمسك به اهتدى، ومن حاد عنه ظل وغوى.

أما بعد:
قد سلف لنا أحاديث عديدة حول ما يتعلق ب المسلمة، وبعض الموضوعات المتعلقة بها، واليوم حديثنا عن "عائشة رضي الله عنها" يخدم هذا الجانب على وجه الخصوص، وإن كان في موضوع سيرتها ما هو نافع ومفيد للمجتع المسلم كله رجالاً ونساءً ؛ لأن في مواقفها وتعاملها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي ما مر بها من الأحداث والوقائع مع الصحابة رضوان الله عليهم فيه كثير من الدروس والعبر.

والحديث الذي يجري في هذا الصد أيضاً ؛ لأن الحديث عن القدوات في صفوف الرجال يكثر، فقدوات من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن الأئمة العلماء وعن سلف هذه الأمة، ونذكر الإمام أحمد والشافعي وأبو حنيفة والإمام مالك وغيرهم من هؤلاء، ويقلّ ذكر قدوات النساء فلعل ذكر عائشة رضي الله عنها يعتبر مثالاً يحتذى ؛ لما لها من عظيم الفضائل وكثير الخصائص رضي الله عنها وأرضاها.

فعائشة رضي الله عنها كما قال الذهبي: " بنت الإمام الصديق الأكبر خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي بكر عبد الله بن أبي قحافه عثمان بن عامر "، القرشية التميمية المكية النبوية أم المؤمنين رضي الله عنها، قد حازت الفضل من كل جوانبه ونالت الشرف من سائر وجهه وهي التي ولدت في ظلال الإسلام كما قالت: " لم أعقل أبوي الا وهما يدينان الدين "، فقد ولدت في الإسلام وفي بيئة إسلامية.

وحتى ندرك بايجاز أول ما يتعلق بسيرة عائشة رضي الله عنها، نقول: أن النبي صلى الله عليه وسلم عقد عليها وهي ابنة ست سنين، ودخل بها وهي ابنة تسع سنوات، وتوفي عنها صلى الله عليه وسلم وهي ابنة ثماني عشر سنة، فتأمل هذه السيرة التي أهلّتها بعد ذلك الى أن تكون قدوة من القدوات، وعلماً من أعلام الأمة الإسلامية كلها مع هذه الفترة الوجيزة.

لكنها كانت فترة عظيمة؛ لالتصاقها برسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال أهل السير في وصفها أموراً وأوصافاً كثيرة، كما أفاض ذلك ابن كثير في البداية والنهاية، عندما ترجم لها في سنة وفاتها، قال: " أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق ، وزوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحب أزواجه إليه، المبرأة من فوق سبع سموات رضي الله عنها وعن أبيها، وأمها هي أم رومان بنت عامر بن عويمر الكنانية، وكانت عائشة رضي الله عنها تكنى بأم عبد الله، وإن لم يكن لها ولد ولم تلد مطلقاً، لكنها ربت ابن أختها أسماء - وهو عبد الله بن الزبير رضي الله عنه - فكانت تكنى به رضي الله عنها.

من خصائص عائشة التي ذكرها ابن كثير:
وقد أوجز ابن كثير في هذه الترجمة ما سأذكره بإيجاز ثم يأتي تفصيل بعضه، ذكر جملة وافرة من خصائص عائشة رضي الله عنها:
1- لم يتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم بكر سواها.
2- لم ينزل عليه الوحي في لحاف امرأة غيرها.
3- لم يكن في أزواجه أحب إليه منها.
4- قد أتاه الملك بها في المنام في سرقة من حرير مرتين أو ثلاثاً يقول له هذه زوجتك، فتزوج منها بأمر الله وحي الله سبحانه وتعالى.
5- أنها كان لها في القسم يومان يومها ويوم سودة حين وهبتها ذلك تقرباً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
6- أنه مات في يومها وفي بيتها، وبين سحرها ونحرها صلى الله عليه وسلم، وجمع إليه بين ريقه وريقها في آخر ساعة من ساعات الدنيا له عليه الصلاة والسلام وأول ساعة من ساعات الآخرة ثم دفن في بيتها.
7- أنها أعلم نساء النبي صلى الله عليه وسلم، بل هي أعلم نساء الأمة على الإطلاق بلا نزاع في ذلك بين أهل العلم، وقد قال أهل العلم في وصف علمها شيئاً كثيراً يأتي ذكره لاحقاً.

عائشة الفاضلة
الميزة الأولى: في سرقة من حرير
فهذه عائشة رضي الله عنها ربما ذكر في وصفها على سبيل الإجمال و فضائلها كثيرة مشهورة في الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل قد جاء ونزل في حقها آيات تتلى من كتاب الله عز وجل الى أن يرث الله الأرض ومن عليها، في الحديث عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أريتكِ في المنام ثلاث ليال جاء بكِ الملك في سرقة من حرير - يعني مغطاة بقطعة من حرير – فيقول: هذه امرأتك فأكشف عن وجهك فإذا أنت فيه، فاقول: إن يك هذا من عند الله يمضه ) وقد أمضاه الله سبحانه وتعالى.

الميزة الثانية: القرب من الوحي
وفي فضيلة قربها من رسول الله صلى الله عليه وسلم واستيلائها على عظيم محبته، ورد الحديث الصحيح عن عمر بن العاص وهو ممن أسلم في السنة الثامنة للهجرة أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم وقال له: أي الناس أحب إليك يا رسول الله ؟ قال: عائشة، قال: فمن الرجال ؟ قال: أبوها.

فكانت هي حبيبه رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ولذلك قال الذهبي بعد إيراده هذا الحديث تعليق عليه: " وهذا خبر ثابت صحيح رغم أنوف الروافض، وما كان عليه السلام يحب الا طيباً، وقد قال: ( لو كنت متخذاً خليلاً من هذه الأمة لاتخذت أبا بكر خليلاً ولكن أخوة الإسلام أفضل ) فأحبَّ أفضل رجلٍ من أمته، وأفضل امرأة من أمته، فمن أبغض حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو حريٌ أن يكون بغيضاً إلى الله ورسوله ".

لأن الرافضة قالت في عائشة رضي الله عنها أقوالاً مرفوضة مرذولة قبيحة، حتى أن بعضهم قد غالى في ذلك قولاً يكفر به صاحبه إن أعتقده ؛ حيث أنهم فسروا قول الله عز وجل: إِنَّ الَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً [البقرة: 67]، قال بعض الغلاة ممن كانوا على هذه النحلة والملة: " هي عائشة "، تعالى الله عما يقولون في كتابه علواً كبيراً.

وهذا أيضاً حديث عن هشام بن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة - من معرفة الصحابة لمحبة النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة أنهم كانوا يهدون إليه في اليوم الذي يكون عندها، حتى يكون ذلك اليوم أكثر سعداً وفرحاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم -قالت: فاجتمعن صواحبي إلى أم سلمة - وكانت من كبار أزواج النبي صلى الله عليه وسلم سناً، وسيأتي تفسير الحزبين الذين كانا في أزواج النبي عليه الصلاة والسلام بحكم طبيعة وغيرتها - فقلن لها: إن الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة وإنا نريد الخير كما تريده عائشة، فقولي لرسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر الناس أن يهدوا له أينما كان، فذكرت أم سلمه ذلك له، فسكت فلم يرد عليها، فعادت الثانية فلم يرد عليها، فلما كانت الثالثة قال: ( يا أم سلمه لا تؤذيني في عائشة ؛ فإن الوحي لم يأتيني وأنا في ثوب امرأة إلا عائشة ).

وهذه فضيلة لها عن باقي أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا بيان طبيعة فطرة مع العصمة بالشرع والبعد عن مخالفة أمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم.

الميزة الثالثة: أنها ابنة أبي بكر
كان نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم حزبين: فحزب فيه عائشة وحفصة وصفية وسودة ، والحزب الآخر أم سلمة وسائر أزواجه، وكان المسلمون قد علموا حب رسول الله صلى الله عليه وسلم لعائشة، فإذا كانت عند أحد هم هدية يريد أن يهديها إلى رسول الله فأخرّها حتى إذا كان في بيت عائشة بعث بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتكلّم حزب أم سلمة مع أم سلمة ؛ لتكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لها ذلك القول، فقالت أم سلمة في هذه الرواية: أتوب إلى الله من أذاك يا رسول الله.

ثم إنهن دعون فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالت: إن نساءك ينشدنك العدل في بنت أبي بكر فكلمته، فقال: يا بنية ألا تحبين ما أحب ؟! قالت: بلى ! فرجعت إليهن فأخبرتهن، فقيل لها: ارجعي إليه، فأبت أن ترجع، فأرسلوا بعد ذلك زينب بنت جحش رضي الله عنهن جميعاً، فأت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأغلظت له في القول وقالت: إن نساءك ينشدنك الله العدل في ابنة أبي قحافة فرفعت صوتها حتى تناولت عائشة - أي بعض القول - وعائشة قاعدة فسبتها - أي ذكرت لها كلاماً شديداً وقاسياً - حتى إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لينظر إلى عائشة هل تتكلم. قال: فتكلمت عائشة ترد على زينب حتى أسكتها - أي ذكرت لها من القول ما ألجمها وأسكتها - فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( إنها ابنة أبي بكر ).

فشهد لها هذا الموقف بفضلها على أزواج رسول الله صلى الله علي وسلم.

الميزة الرابعة: أفضل من خديجة
وبالجملة فهناك خلاف بين أهل العلم في التفضيل بينها وبين خديجة رضي الله عنهن أجمعين، وقد مال الذهبي إلى تفضيل عائشة رضي الله عنها.

الميزة الخامسة: الثريد على سائر الطعام
ولذلك ورد عن أنس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ).

وهذا تفضيل لها على سائر نساء أمة محمد صلى الله عليه وسلم ؛ لما كان لها من علم وسبق وفضل كما سيأتي ذكره.

الميزة السادسة: زوجة في الجنة
وفي مستدرك الحاكم عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن عائشة قالت:
قلت يا رسول الله مَن مِن أزواجك في الجنة ؟ قال أما إنك منهن، قالت: فخيِّل اليّ أن ذاك لأنه لم يتزوج بكراً غيري.

 
قديم 11-08-2010, 06:41 PM   #29

♥ نــــ الهــ ღ ـــدى ـــور♥


رد: أمهات المؤمنين رضي الله عنهم ..


أمهات المؤمنين رضي الله عنهم ..

وهذا السؤال في حد ذاته ليس مجرد سؤال عابر، بل هو يدل على فطنة عائشة رضي الله عنها وحرصها على الفضل والخير ؛ فإنها كانت ترى أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وشأنه معهن في هذه الحياة الدنيا وإنه كان يقسم لهن، فأرادت أن ترى ما يكون في الآخرة وما تستشرف لها نفسها من أن تكون في الجنة وأن تكون رفيقة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن حسن أدب المصطفى عليه الصلاة والسلام وكمال هديه ولطفه وبره ؛ فإنه أخبر عائشة أنها منهن ولم يفردها بذلك ولم يعرض بغيرها من النساء بل بشرها بذلك، وانقضى ما يدل عليه هدي الرسول صلى الله عليه وسلم وصفة أزواجه أنهن معه في الجنة بإذن الله عز وجل، ولكن في هذا الحديث بشارة واضحة لعائشة رضي الله عنها على وجه الخصوص.

الميزة السابعة: قرب حتى آخر لحظة
ومن الفضائل التي كانت لها أيضاً أنه كما ورد عنها قالت: " توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي، وفي يومي وليلتي، وبين سحري ونحري، ودخل عبد الرحمن بن أبي بكر ومعه سواك رطب فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى ظنت أنه يريده فأخذته - أي أخذت السواك - فمضغته ونفضته وطيبته، ثم دفعته إليه فاستن به كأحسن ما رأيته مستناً قط، ثم ذهب يرفعه اليّ فسقطت يده صلى الله عليه وسلم، فأخذت أدعوا له بدعاء كان يدعوا له به جبريل صلى الله علي وسلم وكان هو يدعوا به إذا مرض يدعوا به في مرضه ذاك، فرفع عليه الصلاة والسلام بصره إلى السماء وقال: الرفيق الأعلى، وفاضت نفسه، فالحمد لله الذي جمع بين ريقي وريقه في آخر يوم من أيام الدنيا ".

ومن فطنة وحكمة وعدالة زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، أنهن رأين تعلق المصطفى صلى الله عليه وسلم بعائشة في وقت مرضه، وكان يسأل وهو يمرض عند نسائه عن يوم عائشة، فلما رأين ذلك أجمعن أمرهن على أن يجعلن تمريض النبي صلى الله عليه وسلم في وقت مرضه إلى عائشة في بيتها في كل الأيام واليالي، وهذا يدل على أهمية الحكمة والعصمة بالشرع في أن تكون أسمى وأرفع من طبيعة الغيرة الموجودة لدى النساء.

عائشة الفقيهة العالمة
هذا الجانب يكاد يكون في غاية الضعف عند نسائنا في هذه الأيام ؛ فإننا إذا تحدثنا عن طلب العلم والحرص على دروس العلم ونحو ذلك فكان الغالب في أذهاننا أن ذلك الحديث مخصوص بالشباب ومن الشابات وبالرجال دون النساء، وكذلك نجد أنه البيئة التي نعيش فيها تظهر فيها نماذج من طلبة العلم والحريصين عليه حفظاً لكتاب الله عز وجل، وحفظا لسنة رسوله صلى الله عليه وسلم واطلاعاً على أقوال أهل العلم وكتب الفقهاء، وغير ذلك نجد ذلك في صفوف الرجال والشباب أكثر منه في صفوف النساء، حتى توهم الناس أنه لا يكون للمرأة قدرة على أن يكون حظها من العلم مثل حظ غيرها من الرجال، بل قد سرى الى بعض الرجال أن زوجة كانت لهم أو بنتاً أو أختاً أنها دون أن تكون لها صلة بالعلم والإستنباط والفهم والفقه مع أن هذا غير صحيح ونشأ عن هذا فقر مهم وفي نفس الوقت خطير ؛ لأن النساء لهن حاجات ومسائل قد يمنعهن الحياء أن يسألن عنها الرجال وخاصة في أمور المعاشرة مع الأزواج وفي أمور الطهارة الخاصة بالنساء.

فلما قل الفقه في النساء أصبح وقوع الخلل منهن لعدم سؤالهن للرجال حياء أو تحرجا أو نحو ذلك أصبح هذا ظاهراً بشكل كبير، وهذا أيضاً مدخل خطير ؛ لأن عدم تهيئ وإستعدادها وميلها وعلمها بإمكانية طلبها للعلم ونبوغها فيه واجرها في ذلك ونفعها لبنات جنسها، جعلها أكثر مناسبة أو تهيئه لأن يصطادها أعداء الله عز وجل وأن يشغلوها بأفكار ومطالعات وقرارات بعيدة عما ينفعها في دينها ودنياها وفي آخرتها بإذن الله عز وجل.

وكذلك في الحقيقة أرى أن جانب العلم سيما في الأمور التي تخص من المهم جداً أن تندب لها النساء الصالحات القانتات العابدات، وأن يحث الرجل من له عليه ولاية من النساء على أن تأخذ حظها من العلم وافراً لتنفع نفسها وتنفع بنات جنسها، وأن حديث الرجال الى النساء قاصر في تأثيره وفي لمسه لحاجتهن ومعرفته بأحوالهن، ولذا يكون لسان الى أبلغ وتعليم للمرأة أقوى ؛ ولأن قدرتها أو لأن الحوائل الشرعية من الحجاب وغير ذلك تمنع أن يكون التواصل العلمي والتربوي كاملا ؛ فإنه لا يغني ذلك من جانب الرجال الغناء الكامل، بل لا بد أن يكون في صفوف النساء المسلمات عالمات ومربيات وداعيات ؛ لأن علمهن بأحوال النساء وقربهن منهن وقدرتهن على معاشرتهن ومواجهتهن ومكاشفتهن ومصارحتهن تؤدي دوراً أكبر ولذلك أسوق هذه القدوة في العلم للنساء ولرجال كذلك، فان عائشة رضي الله عنها قد كان الرجال من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أشكل عليهم الأمر وأعجزتهم المسألة رجعوا إلى عائشة رضي الله عنها فأخبرتهم حكم وخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها، فلذلك قال الذهبي رحمة الله عليه :" أفقه نساء الأمة على الإطلاق ".

وذكر أن مسند عائشة من الأحاديث يبلغ ألفين ومئتين وعشرة أحاديث اتفق البخاري ومسلم منها على مائة وأربعة وسبعين حديثاً، وانفرد البخاري بأربعة وخمسين، وانفرد مسلم بتسعة وستين حديثاً، ولا يوجد في النساء من هي أكثر رواية لحديث رسول الله من عائشة، لم يكن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم بالعدد الكثير من النساء عبثاً، وإنما كان ليطلعن على ما لا يطلع عليه من زوجها في شأن الأمور الدقيقة، فينقلن هذا العلم والأحكام الشرعية المتعلقة بأخص خصائص ما بين الرجل وزوجته لنساء الأمة ورجالها على حد سواء.

ولذلك قال الذهبي: " لا أعلم في أمة محمد صلى الله عليه وسلم بل ولا في النساء مطلقاً إمرأة أعلم منها ".

وقال الزهري: " لو جمع علم عائشة إلى علم جميع أزواجه وعلم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل ".

وقال عطاء بن أبي رباح: " كانت عائشة أفقه الناس، وأعلم الناس، وأحسن الناس رأياً في العامة ".

وتأمل هذه الجملة الأخيرة، بل تأمل هذا النص كله، كانت أفقه الناس وأعلم الناس بالفقه غير العلم فالعلم حفظ والفقه استنباط فقد جمعت بين الأمرين معاً، وأحسن الناس رأياً في العامة أي أنها تعرف أمور الناس ومجريات الحياة ما ينبغي أن يكون من التوجيه وكيف تكون هذه الأساليب، وقد ورد في مسند الإمام أحمد في سند صحيح: أن عائشة رضي الله عنها استدعت قاص أهل مكة الذي كان يقص لهم القصص، ويعظهم بالمواعظ، وقالت له: لَتعاهدنيّ أو لأقاطعنك - أو معنى كلامها - فقال: علام يا أم المؤمنين أو يا زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟! قالت: أن لا تمل الناس وأن لا تنقطهم، وإذا حدثهم فحدثهم يعني يوماً ويوماً.

أي لا تملهم بالحديث فقالت له: لاتملهم بطول حديثك وتكراره، ولا تقنطهم بتأيسهم من رحمة الله عز وجل، وإكثار الخوف عليهم دون أن تفتح لهم باب الرجاء، وهذا يدلنا على تلك العبارة أنها كان أحسن الناس رأياً في العامة، وقال عروة: " ما رأيت أحداً أعلم بفقه ولا طب ولا شعر من عائشة رضي الله عنها ".

وهذه الرواية عن عروة تُروى بوجه آخر مفصل يبين لنا أن عائشة كانت على ذكاء وافر وفطنة عجيبة يقول عروة وهو ابن أختها : " صحبت عائشة رضي الله عنها فما رأيت أحداً قط كان أعلم بآيه أنزلت، ولا بفريضة ولا بسنة ولا بشعر ولا أروى له، ولا بيوم من أيام العرب، ولا بنسب ولا بكذا ولا بكذا ولا بقضاء ولا بطب منها ".

فانظر فقد كانت تعرف الأنساب، ولا غرو في ذلك فهي ابنة نسابة قريش أبي بكر رضي الله عنها، وكونها تعلم علم القرآن والسنة والفقه لاغرو في ذلك لذلك هو يقول: قلت لها: يا خالة الطب من أين عُلّمته ؟ - عرفنا أنك علمت الفقه والأحكام من الرسول صلى الله عليه وسلم والنسب من أبي بكر والشعر من حفظ لكن الطب من أين لك هذا الطب ؟- فقالت: " كنت أمرض فيُنعت لي الشيء، ويمرض المريض فينعت له، وأسمع الناس ينعت بعضهم لبعض فاحفظه ".

فكانت - رضي الله عنها - طبيبة قلوب، وطبيبة أبدان، فهذا يدل على الفطنة، ويدل على أن عائشة لم تكن هتماماتها إهتمامات سطحية كحال نساءنا اليوم ؛ فإن بعض النساء عندها فطنة، وعندها ذكاء، وعندها سرعة حافظه، لكنها موجهة توجيهاً غير سليم ؛ فان عندها فطنة بأن تمزج الموديلات في الملابس فتخلط بين هذا وهذا، وتحفظ هذا وذاك، والأول والثاني، وتعرف أن هذا طراز قديم وهذا طراز حديث ! بينما عائشة رضي الله عنها كانت لها أذن واعية، وقلب مستقبل لكل ما فيه منفعة في هذه الدنيا والدين على وجه الخصوص، لذلك قال عروة: " فلقد ذهب عامة علمها لم أسأل عنه ".

عروة هو ابن أختها - والذي كان ملازماً لها - والذي روى كثيراً من علمها، يقول: لكثرة علمها وتشعبه أنها مات وتوفيت وذهب عامة علمها ولم يستطع أن يسألها عنه لكثرته ومضى الزمان وانتهى عمرها قبل أن يأخذ علمها الغزير، وكانت تحفظ الشعر وترويه كأحسن ما يروي الناس الشعر، ولا تنسوا أن هذا كله والنبي صلى الله عليه وسلم توفي عنها وهي ابنة الثامنة عشر عاماً.

ضبطها هذا العمر الذي اليوم ربما ابنة الثامنة عشرة لا همّ لها إلا أن تحسن وجهها، وتنعّم صوتها، وتميل وجهها، وتكسر في مشيتها، لا تعرف إهتماماً عن أمور الدنيا ولا من أمور الدين، ولا تفكر في آخرة، ولا تحوز علماً، ولا تتأهل الى تربية، ولا تتصدى لفتيا ولا شيئاً من ذلك مطلقاً.

وهذا يدلنا على البون الشاسع بينما كانت عليه أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ونساء المؤمنين، وبين ما آل إليه الحال - إلا من رحم الله - في عصرنا هذا، ولذلك ينبغي للمرأة أن تفطن إلى ما يتعلق بتحصيل العلم، فقد كانت عائشة رضي الله عنها على هذا النحو الواسع من العلم، ولذلك قال الشعبي: " أن عائشة رضي الله عنها قالت رويت للبيد نحواً من ألف بيت ".

 
قديم 11-08-2010, 06:42 PM   #30

♥ نــــ الهــ ღ ـــدى ـــور♥


رد: أمهات المؤمنين رضي الله عنهم ..


أمهات المؤمنين رضي الله عنهم ..

وكان الشعبي يذكرها - يعني عائشة - فيتعجب من فقهها وعلمها ويقول: " فما ظنكم بأدب النبوة إذا كان هذا العلم الذي تحفظه ! "، أي فما ظنكم بالتربيه العملية التي تلقتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن هنا لجأ إليها الصحابة رضوان الله عليهم ونهلوا من علمها، وأخذوا من فقهها كثيراً، كما قال ابن سعد في الطبقات: " كانت عائشة رضي الله عنها أعلم الناس، يسألها الأكابر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ".

وكما قال أيضاً: " ما كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يشكون في شيء الا سألوا عنه عائشة فيجدون عندها من ذلك علماً ".

بل قد صنف الزركشي كتاباً كاملاً سماه [ الإجابة فيما استدركته عائشة على الصحابة ] أي فيما استدركت عليهم من الأخطاء التي وقعوا فيها أو الأقوال التي خالفتهم فيها بحجة ودليل من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك ما ورد في الصحيح: لما قال عمر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الميت ليعذب بكاء أهله عليه )، فقالت عائشة رضي الله عنها: رحم الله ابن الخطاب ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك، وإنما قال: ( إن الكافر ليعذب بكاء أهله عليه )، وكانت تستدرك وتقول: حسبكم كتاب الله وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى [الأنعام: 164].

فكان عندها فقه عجيب، وبصر نافذ، وإحاطة شاملة بكثير مما أثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولذلك كما قال أبو سلمة بن عبد الرحمن: "ما رأيت أحداً أعلم بسن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أفقه في رأي إذا احتيج إلى رأيه، ولا أعلم بآية نزلت ولا فريضة من عائشة رضي الله عنها ".

والمسائل في هذا الباب كثيرة، فلذلك ينبغي للمرأة المسلمة أن تعرف أنها على قدم سواء مع الرجل في التكليف، وفي الفضائل المتعلقة بتحصيل الثواب من كثرة العبادات ومن تحصيل العلم وطلبه ؛ فإن في ذلك خيراً عظيماً لها ولمن وراءها من النساء، وأؤكد على هذه النقطة كثيراً للرجال والنساء ؛ لأننا في الحقيقة مقصرون في تمكين من أن تحوز العلم ومن أن تحصل ما يحتاج إليه وتنتفع به ؛ وكما أشرت فإن الأب قد يحرص على ابنه أن يدفعه الى من يحفظه القرآن ويعلمه بينما لا يلتفت إلى ابنته، مع أن الأمر لو قيل بالمفاضلة لكانت البنت أولى لأنها أكثر تعرضاً للفتنة وبحكم عاطفتها أكثر تعرضاً للإغواء والإغراء بينما ليس كذلك الفتى. وإن كان المسلم مطالب بأن يعتني بتربية أبناءه ذكوراً وإناثاً وتعليمهم على نفس المستوى قدر المستطاع.

عائشة رضي الله عنها الزوجة والابنة
وانتقل إلى جانب مهمّ يهمّ الرجال والنساء معاً، ذلكم هو جانب المعاملة الزوجية التي كانت بين رسول الله صلى الله عليه وسلم - أفضل الخلق أجمعين - وبين عائشة رضي الله عنها، وهي مَن علمنا فضلها وخصائصها، جملة من الروايات والقصص في معاملة رسول الله صلى الله عليه وسلم لعائشة تكشف لنا عما ينبغي أن يكون عليه الرجل مع زوجته، وما ينبغي أن تكون الزوجة عليه مع زوجها.

الموقف الأول: حسن التود
فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم مظهراً لكل جوانب الرقة والحنان والمحبة والتود لعائشة، ويشهد لذلك ما ورد في الصحيح عن عائشة تقول: " لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم على باب حجرتي، والحبشة يلعبون بالحراب في المسجد، وإنه ليسترني بردائه ؛ لكي أنظر الى لعبهم، يقف من أجلي حتى أكون أنا التي أنصرف فاقدروا قدر الجاريه الحديثة السن الحريصة على اللهو ".

فهذا الرسول صلى الله عليه وسلم - وهو مَن هو في عظمته - يتود إلى عائشة، ويمكّنها من أن ترى بعض ما يدخل السرور لنفسها ويقف لأجلها، حتى يكون رداء وساتراً لها، ولا يتحرك حتى تنتهي من فرجتها ومطالعتها، ومن متعتها وسرورها تلطفاً منه عليه الصلاة والسلام، ومراعاة لها ولسنها، فما بال الرجال يأنفون عن أقل من هذا بكثير ! بل يستكثرون به على أزواجهم، ويظنون أن في ذلك إذهاباً لهيبتهم، وأنه لا بد أن يكون الواحد منهم متجهم الوجه، مقطب الجبين، ينظر بعينه شزرا، وتقد عينه جمراً وإن لم يكن كذلك فلا يكون رجلاً.

هذا لا شك أنه من فرط الجهل في أصول المعاشرة ؛ فإن الإنسان قد يتوقى ويتحرز من الناس البعيدين أو الأغراب أما من تكثر الخلطه معهم فلا بد أن تكون معه على لين وتود وتلطف وعلى ترسل في المعاملة من غير تكلف وعلى إبداء ما عندك دون حرج ؛ لأنك ستلقاه كل يوم فلو تحفظت وتحرجت وتهيبت ؛ فإنك لا تستطيع أن تستمر على ذلك، قد ترى الإنسان الآن عندما تتعرف عليه أول أمره لا يتكلم معك في خاص أموره، ولا فيما يتعلق بعض ما يحترز منه من الدعابة والمزاح وكذا، لكن إذا كثرت خلطته وعثرته بدا لك منه كل شيء، فكيف يكون الرجل مع زوجته وهي أقرب الناس إليه وأكثرهم عشرة له، ثم لا يتلطف ولا يتود ولا يكون في سيرته معها على ما هو طبعه وسجيته دون أن يكون متكلفاً ولا متجهماً.

الموقف الثاني: حسن الهجر
وكذلك من لطائف هذه المعاملة الزوجية ما ورد في الصحيحين من حديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: إني لأعلم إذا كنت عني راضية وإذا كنت علي غضبى !

أي أعرف الوقت الذي تكونين فيه غاضبة أو عاتبة علي، فأولاً ليس هناك من غضاضة ولا جرم ولا كبيرة من الكبائر أن تغضب على زوجها، لما قد يقع من أسباب الإختلاف المعتادة في حياة الناس ولكن انظروا إلى أدب عائشة وإلى فطنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فقالت له: كيف ذلك يا رسول الله ؟ أي كيف تعرف رضاي من غضبي، فقال: ( إذا كنت راضية عني قلت: لا ورب محمد، وإذا كنت غضبى قلت: لا ورب إبراهيم )، فقالت عائشة رضي الله عنها: أجل والله ما أهجر يا رسول الله إلا اسمك.

فهنا يدل على أنه قد يقع ما يوجب الخلاف والنزاع، ولكن لا بد أن يكون له حده فلا تتجرأ على زوجها وتشتمه ولا تنتقصه ولا تذكره بما يسؤوه، ولا تنعته بما لا يحب ولا تصفه بما يكره، ولا تنبزه بما هو عيب وإن كان فيه، لئلا توغل صدره وتجعل كما نقول: " من الحبة قبة " ولئلا تنفخ في نار هذه الشحناء البسيطة والمخالفة اليسيرة، فإذا بها تغدوا مشكلة كبيرة وصراعاً عنيفاً لا يحل بسهولة.

ثم انظر إلى أدب عائشة رضي الله عنها وحسن تقديرها وتعظيمها لرسول الله صلى الله عليه وسلم مع إشعارها بمرادها، أليس المراد أن تشعره بأنها غضبى حتى يتلطف معها ؛ فإنها تشعره بأقل القليل الذي يغني عن غيره، فكانت تقول إذا كانت غضبى: " لا ورب إبراهيم " وإذا كانت راضية تقول: " لا ورب محمد "، وما أخطات في القولين كليهما، وإنما أحسنت في الأدب، وانظروا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما قال لها: إني أعرف أنك غاضبة ؛ ليقابل غضبها بغضب، وإنما ليستل هذا الغضب ويدخل هذا المدخل الطيف الودود المحب، ويقول لها مداعباً وملاطفاً: أني أعرف هذه الحالة وهذه الحالة وبيّن لها أنه قد بلغته رسالتها، وعرف مقصدها، وأراد أن يمحو ما كان من سبب هذا الغضب.

 




الساعة الآن توقيت السعودية الرياض و الدمام و القصيم و جدة 03:33 PM.

 

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024,
vBulletin Optimisation provided by vB Optimise (Pro) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. يمنع انتهاك أي حقوق فكرية علماً أن جميع مايكتب هنا يمثل كاتبه وباسماء مستعارة ولمراسلة الإدارة يمكنكم استخدام الإتصال بنا
Search Engine Optimization by vBSEO 3.6.0