ازياء, فساتين سهرة

العودة   ازياء - فساتين سهرة و مكياج و طبخ > الحياة الخاصة و الصحة > التعامل مع الزوج و العلاقة الزوجية
تسريحات 2013 ذيل الحصان موضة و ازياءازياء فكتوريا بيكهام 2013متاجر ازياء فلانتينو في باريسمكياج العين ماكياج دخاني makeup
التعامل مع الزوج و العلاقة الزوجية أمهات المؤمنين رضي الله عنهم .. يوجد هنا أمهات المؤمنين رضي الله عنهم .. العلاقة الزوجية Marital relationship و حياة زوجية سعيدة Married life مشاكل الحياة الزوجية و الحلول الثقافة الزوجية السعادة الزوجية حقوق الزوجين


 
قديم 11-08-2010, 06:45 PM   #31

♥ نــــ الهــ ღ ـــدى ـــور♥


رد: أمهات المؤمنين رضي الله عنهم ..


أمهات المؤمنين رضي الله عنهم ..

لموقف الثالث: قبول الإسترضاء ومن ذلك أيضاً ما ورد في حديث النعمان بن بشير قال:
" استأذن أبو بكر على النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا عائشة ترفع صوتها عليه، فقال: يا ابنة فلانة - وهذه أساليب للعرف عجيبة في تعاملهم هي ابنته لكن في هذا الفعل لم يكن راضياً عنها فلم يرد أن ينسبها إليه وهي تفعل فعلاً لا يحبه، فقال: يا ابنة فلانه نسبها الى أمها - ثم قال: ترفعين صوتك على رسول الله صلى الله عليه وسلم ! فحال النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبينها، فقد أراد أبو بكر أن يتوجه لعائشة ليضربها ويعنفها ".

وقد استنبط بعض أهل العلم أنه يجوز لأبي البنت أن يربيها وأن يزجرها بحضرة زوجها، لكن انظر " فحال النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبينها "، مع إن النبي صلى الله عليه وسلم، هو - إذا صح التعبير - المعتدى عليه، وهي التي رفعت عليه صوتها، ومع ذلك حال بينها وبينه.

" ثم خرج أبو بكر رضي الله عنه فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يترضاها – أي يترضى عائشة ويتلطف معها - ويقول: ألم تريني حلت بين الرجل وبينك - يستشفع بالموقف الدفاعي الذي وقفه صلى الله عليه وسلم - ثم إستأذن أبوبكر مرة أخرى فسمع تضاحكهما - النبي صلى الله عليه وسلم وعائشة رضي الله عنها قد أزال النبي صلى الله عليه وسلم بحسن معاملته هذا الأمر الذي كان سبب هذا الغضب فقال أبو بكر: أشركاني في سلمكما كما أشركتماني في حربكما.

ما أجمل هذا الموقف! وما أرق رسول الله صلى الله عليه وسلم ! وما أحسن تأتي عائشة صلى الله عليه وسلم ولينها وانكسارها لرسول الله صلى الله عليه وسلم ! ومعلوم أن الحياة الزوجية لا تخلو من المكدرات، ولكن هذه المعاملة هي التي تزيل أسباب الكدر، وإذا كانت هناك مكدرات ؛ فإن هناك مهدئات ومسكنات من هذه المعاملة الطيفه، فقد رفعت صوتها على زوجها - ولم يكن زوجها أي أحد بل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم - فقبل منها مراعاة لطبيعتها وغضاًَ للطرف عما سبب لها ذلك الغضب، ثم بعد ذلك حال بينها وبين أبيها، ثم جعل يترضّاها ويستشفع لها بما كان منه من موقف تجاهها ثم تضاحك الزوجان مرة أخرى وعاد الوئام في لحظات.

وإلا فإنه من الممكن أن يطول الأمر والخلاف ؛ فإن الكلمة تجر أختها وأحيانا الحركة تجد غيرها وتزداد الشقة والخلاف والنزاع .

الموقف الرابع: سابقني فسابقته
ومن لطيف أيضاً حسن معاملة النبي صلى الله عليه وسلم، والحديث هنا لعله يكون أكثر توجيهاً للأزواج والرجال أكثر منه للنساء كل هذه المواقف تربيه في سيرة عائشة والنبي صلى الله عليه وسلم لكل الجنسين، في حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت: سابقني النبي صلى الله عليه وسلم فسبقته ما شاء - يعني أكثر من مرة - حتى إذا أرهقني الحم سابقني فسبقني، فقال: ( يا عائشة هذه بتلك ).

موقف جميل جداً لعل الواحد منا يستكثر ما هو أقل منه ! ويرى أن ذلك خرماً لمرؤته، وجرحاً في عدالته، وإنزالاً من منزلته، فإذا ظن ذلك فليستغفر ؛ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد فعل ذلك، ولنا فيه قدوة وأسوة حسنة ؛ فإنه كان يتطلف بهذا.

وهذا يدلنا أيضاً على عظمة رسول الله صلى الله عليه وسلم من وجه آخر ؛ فإنه كان يجيّش الجيوش، ويدرّس الدروس، ويربي الأجيال، ولم يشغله كل ذلك وغيره عن أن يكون مؤدياً الحق لأهله، ومراعياً لزوجته حتى في تفرقه لمسابقتها ومداعبتها وملاعبتها وغير ذلك من الأمور التي ينشغل عنها الناس اليوم، ولا يفطنون لها، ولا يتودن بها إلى أزواجهم، فتبقى الحياة كاحتكاك الحديد بالحديد ليس هناك بينهم التآلف الذي هو من حسن التود والتلطف، والذي يزيل هذا الإحتكاك، ويجعل المسائل على أحسن وجه ؛ مما يجعل الحياة الزوجية هانئة سعيدة.

الموقف الخامس: يضع فاه على موضع فمها
ومن لطفه صلى الله عليه وسلم وعظيم محبته لعائشة رضي الله عنها، وهذا حبٌّ فريد منه فهنا يعلمنا ان الحب في ظل الشرع أمر لا حرج فيه ؛ فإنه قد قالت عائشة رضي الله عنها: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعطيني العظم فأتعرقه - أي تأكل عروق العظم ما بقي من الحم - ثم يأخذه فيديره حتى يضع فاه على موضع فمي ).

تحباً وتلطفاً معها وإشعاراً لمنزلتها عنه.

الموقف السادس: يا رب سلط عليّ حية
هنا أيضاً حادثة لطيفة فيما يتعلق فيما بين الزوجات مع أزواجهن.. الرواية عن القاسم عن عائشة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج أقرع بين نسائه فطارت القرعة لعائشة وحفصة معاً وكان إذا كان باليل سار مع عائشة يتحدث، فقالت حفصة: ألا تركبين اليلة بعيري وأركب بعيرك تنظرين وأنظر – أي نتبادل تجربين هذا البعير وأنا أجرب – فقالت: بلى فركبت، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى جمل عائشة و عليه حفصة فسلم عليها ثم سار حتى نزلوا وافتقدته عائشة، فلما نزلوا جعلت رجليها بين الإذخر وتقول: يا رب، سلّط عليّ عقرباً أو حية تلدغني، رسولك ولا أستطيع أن أقول له شيئاً ! ".

يعني تبدي ما كان من ندمها في هذا الشأن، فهذه مواقف يسيرة من معامله الرسول صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها، وحسن أدب عائشة مع المصطفى صلى الله عليه وسلم، وهذا كله يدلنا على ما ينبغي أن يكون بين الرجل وزوجته، ومن ما يتعلق بعض الإستنباطات الفقهية من عائشة رضي الله عنها ودقة علمها وهذا نوع من المواجه ؛ حتى نتقل من مرحله الى أخرى لأن هناك مواقف أخرى سيأتي ذكرها لاحقا.

الموقف السابع: يا بنية إنك لمباركة
في مسند الإمام أحمد عن عائشة رضي الله عنها قالت: أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كنا بتربان بلد بينها وبين المدينة بريد وأميال وهو بلد لا ماء به، وذلك من السحر انسلت قلادة من عنقي فوقعت، فحبس على رسول الله صلى الله عليه وسلم يلتمسها حتى طلع الفجر، وليس مع القوم ماء فلقيت من أبي مالله به عليم من التعنيف والتأفيف - سقط عقدها فانتظر الرسول يبحث عنه حتى طلع الفجر ولم يتحرك القوم وليس عندهم ماء - ، فأنزل الله الرخصة في التيمم، فتيمم القوم وصلّوا، قالت: يقول أبي حين جاء من الله الرخصه للمسين: والله ما علمت يا بنيه إنك المباركة ! لما جعل الله للمسلين في حبسك إياهم من البركة واليسر.

فهذا مما كان في نزول حكم التيمم ولم يكن فرض قبل ذلك، وهذا كان بركة وبسبب ما حدث لعائشة رضي الله عنها.

الموقف الثامن: يُقبّل وهو صائم
ومن ذلك أيضاً فيما يتعلق بالأحكام الفقهية المنقوله والملتصقه بسيرة عائشة، عن أبي قيس مولى عمر قال: بعثني عبد الله بن عمر إلى أم سلمة وقال: سلها أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبِّل وهو صائم؟ فإن قالت لا ! فقل: إن عائشة تخبر الناس أنه كان يُقبّل وهو صائم ! فقالت له أم سلمة لا ! فقال لها ذلك، فقالت له: لعله أنه لم يكن يتمالك عنها حباً أما إياي فلا !

لأنها كانت رضي الله عنها كبيرة في السن، وهذا حكم أيضاً فقهي فيما يتعلق بهذا.

الموقف التاسع: تنزعي مقلتيك
ومن ذلك أيضاً ما روته بكرة بنت عقبة: أنها دخلت على عائشة وهي جالسة في معصفرة - أي لباس مزين أو فيه صفرة - فسألتها عن الحناء ؟ فقالت: شجرة طيبة وماء طهور، وسألتها عن الحفاء فقالت لها: إن كان لك زوج فاستطعت أن تنزعي مقلتيك فتضعيها له أحسن مما هما فافعلي.

وهذا من أعظم فقه عائشة بالنسبة للنساء تقول إن كان لك زوج فاستطعت أن تنزعي مقلتيك أي عينيك فتصنعينها أحسن مما هما عليه فافعلي، وذلك لكي تكون أقرب وأحب الى زوجها.

حادثة الإفك
هذا موقف في الحقيقة جديرٌ بأن يكون درساً مستقلاً، ولكني أدرجه في هذا الدرس ؛ لأن الحديث عن عائشة يستلزم ذكره وهو ما يتعلق بحادثة الإفك وهي حادثه طويلة، ذكرها الله تعالى في كتابه وبرأ فيها عائشة هذه الحادثة نوجزها:
أن عائشة كانت مع النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في بعض غزواته فلما أرادوا أن ينصرفوا كانت ذهبت لقضاء حاجتها، فجاء القوم ليحملوا هودجها على البعير، وحملوه ولم يشعروا بأنها ليست فيها ؛ لأنها كانت خفيفة الوزن في ذلك الوقت، ومضوا فلما رجعت إلى مكانها وإذا القوم قد غادروا فظلت في مكانها لم تتحرك ؛ لأنهم سيشعرون بها ويرجعون ليأخذوها، وإذا بصفوان بن معطل كان في آخر الجيش، وبعد مضي الجيش بقليل مرّ، فإذا به يرى سواداً فاقترب فإذا هو يرى عائشة رضي الله عنها، قالت: وكان قد رآني قبل أن ينزل الحجاب فاسترجع - أي قال إنا لله وإنا إليه راجعون - قالت فاستيقظت على إسترجاعه فأناخ جمله،قالت: والله ما كلمني حتى بلغنا القوم، فلما بلغت عائشة رضي الله عنها القوم تكلم المنافقون ورأسهم عبد الله بن أبي بن سلول.

وخاضوا في وصم عائشة رضي الله عنها بالفاحشة مع صفوان بن معطل وكانت عائشة رضي الله عنها سليمة القلب سليمة النية، لم تسمع بذلك ولم تشعر به، ثم لما قدمت المدينة وقدم القوم المدينة خاض الناس في ذلك وأشاعوا الكلام، حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم أثر فيه هذا القول وقال: من يعذرني في رجل يتكلم في أهلي ؟!

وكان هناك خلاف بين الأوس والخزرج في هذا الشأن ؛ لأن عبد الله بن أُبي كان من أحد الفريقين، وكانت مسألة ومحنة عظيمة، ثم إن عائشة رضي الله عنها لم تكن قد شعرت بشيء حتى كانت في يوم من الأيام خرجت لتقضي حاجتها مع أم مسطح بن أثاثه - وكان أحد المهاجرين الذين خاضوا في هذا القول وقالوا بهذه الفرية - فلما رجعت عائشة رضي الله عنها وأم مسطح عثرت أم مسطح في حجرة، فلما عثرت قالت: تعس مسطح، فقالت عائشة رضي الله عنها - بسلامة فطرتها وحسن إسلامها -: بئس ما قلت في رجل من المهاجرين ممن شهد بدراً، تدافع عن مسطح، فقالت لها: إنك لا تعلمين ما قال فيك وعلمت بالخبر بعد ذلك.

ثم جاء النبي صلى الله عليه وسلم يقول لها: إن كنت ألممت بشيء فاستغفري الله وتوبي فسكت عائشة رضي الله عنها ولم ترد على رسول الله استعظاما لما قال لها، وظلت - كما تقول عائشة رضي الله عنها في وصف هذا - شهراً كاملا لا يرقأ لها دمع، تبكي وهي حزينة على هذا الأمر حتى أنزل الله سبحانه وتعالى براءتها من فوق سبع سموات، واستأمر النبي صلى الله عليه وسلم قبل ذلك واستشار بعض أصحابه فأما بريرة فاثنت وقالت خيراً، وأما أسامه فقال كذلك، وأما علي رضي الله عنه فقال: سل الجارية فإن تسألها تصدقك الخبر، وكانت أزمة شديدة تتعلق بعرض رسول الله، ومن حكمة الله عز وجل أنه لم ينزل الوحي في ذلك سريعاً بل أبطأ شهراً كاملاً حتى أظهر الله المنافقين وبين مواقف المؤمنين.

وكان درساً عظيماً ذكره الله في سورة النور فيما يتعلق بوجوب التثبت في الأخبار، وفي حسن الظن بالمسلمين، وفي مقارنة المسلم نفسه بأخيه هل يتوقع ذلك من نفسه ؟ هل يرضى ذلك لنفسه ؟ فإن كان الجواب بالنفي ؛ فإنه ينفي ذلك عن أخيه المسلم أيضاً.

وفي ذلك أيضاً تعظيم لحرمة المسلم وعدم الإجراء عليه في عرضه أو في ماله أو في نفسه، وكان هذا الدرس العظيم مدرسة كاملة متعددة الجوانب، حتى الإمام ابن حجر رحمة الله عليه لما ذكر هذا الحديث ذكر فيه من الفوائد أكثر من ثلاثين فائدة كل فائدة من هذه الفوائد تحتاج إلى درس طويل.

 
قديم 11-08-2010, 06:47 PM   #32

♥ نــــ الهــ ღ ـــدى ـــور♥


رد: أمهات المؤمنين رضي الله عنهم ..


أمهات المؤمنين رضي الله عنهم ..

شاهد هذا الأمر هو أن عائشة رضي الله عنها قد كانت قوية الشخصية ؛ فإن بعض النساء من رقتهن وعاطفتهن الغالبة إذا وجهت بأمر لم تفعله، ثم كثر الكلام ربما غلب على ظنها أن تعترف بهذا الذي لم تفعله وتستغفر منه وتبرأ منه بعد ذلك ؛ لأنها لن تستطيع أن تواجه الضغوط من أقوال الناس والشائعات وغير ذلك، ولكن عائشة رضي الله عنها لعلمها بطهارتها وبراءتها وقفت هذه الوقفة القوية بل إنها كانت لها وقفة مع رسول الله بل لما نزلت براءتها قال لها أبو بكر رضي الله عنه: قومي إلى رسول الله أي لتستسمحي وتنهي الأمر، فقالت: والله لا أقوم إليه أبداً فإن الله هو الذي أنزل براءتي، ثبات على الموقف وبيان لما كانت عليه من معرفة نفسها وطهارتها وفي ذات الوقت كان درساً للمسلين عظيماً جداً يقع الناس فيه كثيراً كما قال الله عز وجل: إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ [النور: 15]

وهذا التلقي بالألسنة التلقي يكون بالأذن ولكن قال بعض المفسرين: "إن هؤلاء الذين لا يتثبتون وصف الله تلقيهم بالألسنة ؛ لأنهم من الآذان مباشرة يجرونه على الألسنة لا يمرونه على أقوالهم، ولا يمرونه على الواقع، ولا يتأتون فيه، ولا يستثبتون منه و لا شيئاًَ من ذلك بل ينشرونه مباشرة ".

ولذلك بيّن الله عز وجل أن هذا من أعظم الفرية ومن أعظم البهتان الذي ينبغي أن يتوقى عنه المسلم، سيما إذا كان يتعرض بعرض أخيه المسلم الذي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن شدة وعظمة حرمته بأنه أعظم من حرمة الكعبة نفسها.

وإن حرمه المسلم عند الله عز وجل لها أبلغ وأعلى المراتب، ولذلك كان في وصف هذه الحادثة على لسان عائشة رضي الله عنها ما يصور الحالة النفسية التي مرت بها وقوة شخصيتها حتى تجاوزتها وطهارتها عما وصفت به رضي الله عنها وأرضاها.

وكما قلت عن الحديث عن حادثة إلافك فيه طول لا يتسع له هذا المقام، ولكن أذكر بعض ما كان من وصف عائشة رضي الله عنها في هذا الحادث لماقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: أما بعد ؛ فإنه قد بلغني عنك كذا وكذا ؛ فإن كنت بريئة فسيبرؤك الله، وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه ؛ فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب تاب الله عليه، قالت:فلما قضى مقالته قلص دمعي حتى ما أحس منه قطرة، فقلت لأبي: أجب رسول الله فيما قال ! والله ما أدري ما أقول لرسول الله قالت: وأنا يومئذ حديثة السن لا أقرأ كثيراً من القرآن: إني والله لقد علمت لقد سمعتم هذا الحديث حتى استقر في رؤوسكم من كثره ما قيل وصدقتم به فلئن قلت لكم إني بريئة والله يعلم أني بريئة لا تصدقوني بذلك ولئن اعترفت لكم بأمر والله يعلم أن بريئة لتصدقوني.

نعم كان هذا هو الحال لو اعترفت لكان ذلك أقرب إلى تصديق جميع الناس، ولو أعلنت براءتها لكان أبعد عن التصديق ؛ لأنه قد كثر القول وانتشر وشاع، وهذه سمة الشائعة سمة الشائعات إنها تشيع وتنتشر وتكثر حتى يسمعها الإنسان من أكثر من مصدر، فإذا سئل عنها جزم بها قيل له: أمتحقق قال: نعم متحقق، فإذا سألته عن النسبة للخبر ولمن ينسب ومصدره أو أنه قام بالبحث والتأكد من الخبر وجدته صفر اليدين، إذا سألته ممن سمعت الخبر قال: سمعت كذا وكذا أهو الذي سمع ورأى بنفسه كلا هل سمع ممن وقعت له الحادثة كلا ! فيبقى الأمر في آخر الأمر كما يقولون كما على وكالة يقولون: أَلَا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ * وَلَدَ الَّهُ [الصافات: 151- 152].


هذه كلمة يقولون وتناقل الأخبار من غير تثبت من أفتك الأسباب بالمجتمعات وإشاعة الشحناء والبغضاء والإختلافات والنزاعات بين الناس، ولذلك قالت عائشة رضي الله عنها بعد أن عجز أبوبكر وعجزت أمها عن أن ترد على رسول الله قالت هذه المقالة قالت: والله لا أجد لي ولكم مثلاً إلا قول أبي يوسف - نسيت إسم يعقوب من شدة حزنها وما وقع لها من البلاء -: { فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون }.

ثم تقول عائشة: تحولت فاضجعت إلى فراشي ما تكلمت في هذا القول.

وهنا يدل على قوة شخصيتها رضي الله عنها وأرضاها، وكان ممن حُد في ذلك حسان بن ثابت وحمنة بنت جحش ومسطح بن أثاثة أما غير أولئك فكانوا من المنافقين، وقد كفر أولئك عن ذنبهم بالحد الذي أخذوه ثم بالتوبة الصادقة وقال حسان في مدح عائشة رضي الله عنها:
رأيتك وليغفر الله لك حرة
من المحصنات غير ذات غوائل

حصان رزان ما تزال بريبة
وتصبح غرثى من لحوم الغوافل

وإن الذي قد قيل ليس بلائق
بك الدهر بل قيل إمرؤ متماحل

و كيف ودي ما حيت ونصرتي
لآل رسول الله زين المحافل

وإن لهم عزاً يرى الناس دونه
قصاراً وطال العز التطاول

عقيلة حي من لؤي بن غالب
كرام المساعي مجدهم غير زائل

مهذبة قد طيب الله خيمها
وطهَّرها من كل سوء وباطل



فهذه الحادثة كانت من أعظم الحوادث في سيرة عائشة رضي الله عنها وأرضاها.

من صفات عائشة
الزاهدة المنفقة في سبيل الله عز وجل
وهذا أمر مهم بينما عائشة رضي الله عنها تضرب المثل في ذلك في أبلغ صورة حتى أنه يهدى إليها الشيء وتهدى إليها الأموال الكثيرة الوفيرة ثم تنفق منها كما ورد: أنها جاءها مال فأنفقت منه، ثم لما جاء المغرب قالت لمولاتها: ائتي لنا بطعام الفطور - تفطر من صومها – قالت: لو أبقيت لنا شيئاً حتى نشتري طعاماً، قالت: لولا ذكرتني قد نسيت.

لما كان منها من أمر الإنفاق وحب الإنفاق في سبيل الله عز وجل، ولذلك كانت رضي الله عنها على هذا النحو من الإنفاق في سبيل الله تعالى، وذكر في ذلك كثير من الأحاديث التي تبين أيضاً مشاركة لزوجها فيما يتعلق بشظف العيش وما يكون من الشدة التي تمر به أحياناً فقد قالت عائشة رضي الله عنها أنه: ( ما كان يوقد في بيت رسول الله نار الهلال والهلالان والثلاثة )

وكما قالت رضي الله عنها: كان طعامهم الأسودان:التمرو الماء.

بل كانت هي أول من خيرها النبي صلى الله عليه وسلم في حادثة التخير المشهورة أن يعطيهن من النعيم والمتاع وكذا أو يكون لهن اتباع رسول الله فآثرن رسول الله، وقد كان الصحابة يؤثرونها بالعطايا في ما بعد وفاة رسول الله، ومن ذلك أن معاوية رضي الله عنه بعث لها ثياباً رقاقاً فبكت رضي الله عنها وقالت: ما كان هذا على عهد رسول الله ! ثم تصدقت به.

وهذا يدلنا على طبيعتها التي تريد للمرأة المسلمة اليوم أن لا تغرها الأموال، وأن لا تغرها لين الثياب، بل تكون أسمى من ذلك وأرقى، خاصة وأن النبي صلى الله عليه وسلم قد أخبر أن أكثر أهل النار من النساء، وكذلك ينبهن دوماً الى التصدق فكانت عائشة رضي الله عنها مثالاً راقياً وعالياً في هذا الأمر الذي يتعلق بشأن الإنفاق في سبيل الله عز وجل وأيضاً وصفت بأنها: " كانت للدنيا قالية وعن سرورها لاهية ".

وقد أوصاها النبي صلى الله عليه وسلم كما في سن الترمذي: بأن يكون زادها في هذه الحياة الدنيا كزاد الراكب.

ولذلك كانت على هذا النحو من التخف من الدنيا والإنفاق في سبيل الله عز وجل، وقد كان عمر رضي الله عنه يتعهدها بالعطايا، وقد ورد في حديث مرسل: أنه جاء له درج في بعض المعارك - درج في بعض الجواهر واللالئ - واختلف الصحابة في تقسيمه فقال: ما قولكم أن يكون لعائشة رضي الله عنها ؛ فإنها كانت حبيبة رسول الله ! قالوا: الأمر كذلك فعُهد به إلى عائشة رضي الله عنها فبكت وقالت لعله ألا يصلي عطاؤه من قابل.

أي أرادت أن لا يكون الأمر كذلك، ولكنها عائشة رضي الله عنها وأرضاها فهذا ما كان مروياً أو بعض ماكان مروياً من زهدها رضي الله عنها وإنفاقها في سبيل الله عز وجل، وعن عروة بن الزبير أنه قال في وصفها:" رأيتها تقسم سبعين ألفاً وهي ترقع درعها ".

العابدة القانتة:
كانت عابدة لأنها عاشت في بيت النبوة ورأت رسول الله يقوم اليل فقالت لعبد الله بن قيس وهذا من وصاياها: " لا تدع قيام اليل ؛ فإن رسول الله كان لا يدعه، وكان إذا مرض أو كسل صلى قاعداً ".

وعند الإمام أحمد من حديث عبد الله بن أبي موسى قال: أرسلني مدرك لعائشة رضي الله عنها لأسألها، فجئت وهي تصلي فقلت أقعد حتى تفرغ، ثم قلت: هيهات أي متى ستفرغ من صلاتها ! أي من شدة طولها.

وكانت رضي الله عنها ربما تقرأ الآية فتكررها، كما أثر عنها أنها كانت تقرأ قول الله عز وجل في صلاتها فمنّ الله علينا وقانا عذاب السموم ، فتكررها وتبكي وتقول: " اللهم منّ عليّ وقني عذاب السموم ".

المشاركة في الجهاد
وهذا يدلنا على أن المسمله لها دور بارز في جوانب شتى من الحياة، فقد ورد أنها كانت مع نساء المسلمين في يوم أحد في إغاثة المسلمين ومعاونة جرحاهم وسقيا الماء، كما ورد في حديث أنس: رأيت عائشة رضي الله عنها وأم سليم وإنهما لمشمرتان أرى خدم سوقهما - خدم واحدة الخلخال - تنقلان القرب على متونهما، ثم تفرغانه في أفواههم - يعني في أفواه الرجال من الجرحى - ثم ترجعان فتملآنها ثم تجيئان تفرغانه في أفواه القوم.

وقد ورد لها موقف فريد أيضاً في وقعة الخندق فقد كانت من النساء اللاتي كن في المدينة وقد كن يحصن في البيوت، وكانت فيها جرأة رضي الله عنها فخرجت في أثناء غزوة الخندق تتبع بعض آثار القوم تؤمن؟ بعض الأماكن وجاء في إثرها بعض الصحابة فمروا بها فابتعدت عنهم قليلاً، ثم دخلت على حديقة ومعها عصا أو وتد، فلقيت عمر رضي الله عنه أمامها فقال لها.

ما جاء بك لعمر الله ؟ لعمري والله إنك لجريئة، وما يؤمنك أن يكون بلاء أو يكون تحوز أي تحيز إلى فئة يفر الناس وكذا تقول عائشة: فما زال يلومني حتى تمنيت أن الأرض انشقت بي ساعتئذٍ ثم كان في القوم طلحة فرد على عمر وخف عنها.

زواج عائشة رضي الله عنها
أختم بمسألة مهمة آثرت إرجاءها وهي ما يتعلق بزواج عائشة رضي الله عنها، قد خطبها النبي صلى الله عليه وسلم وهي إبنة ست سنين وبنى بها ودخل عليها وهي إبنة تسع سنين، وكان ذلك في العام الثاني للهجرة بعد عودته من غزوة بدر وكما قال بعض الكتاب:
"لما انتصر رسول الله وأعز الله الإسلام والمسلمين وخرج الرسول بذلك واطمانت أقدامه في المدينة كان الوقت مناسباً أن يبني بعائشة رضي الله عنها، وفي وصف تلك الحالة تذكر عائشة رضي الله عنها ما كان من شأن تغير الجو على المسلمين المهاجرين من مكة لما جاءوا الى المدينة استوخوموا هواءها وأصابتهم حماها، حتى إن عائشة رضي الله عنها تدخل على أبو بكر وبلال رضي الله عنهما، وبلال يقول من شدة شوقه إلى مكة ومن شدة معاناته لهذا المرض كان يقول:

ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة
بوادي المحول أذخر وجليل

و هل أردن يوما مياه مجنة
وهل يبدون لي شامه وطفيل


شامة وطفيل جبال من جبال مكة.
و أبوبكر كانت تدخل عليه وهو من شده الحمى يقول:

كل إمرئ مصبَّح في أهله
والموت أدنى من شراك نعله



وقد أصاب عائشة رضي الله عنها مرض حتى تساقط شعرها وكانت جميعة شعرها قليل الشعر المجموع يعني القليل، وعن ذلك دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: ( اللهم حب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد، وصحها، وبارك لنا فيها وفي صاعها ومدها، وانقل حماها فاجعلها إلى الجحفة ).

تقول عائشة رضي الله عنها: فلما شفيت كانت أمي تهيؤني للزواج وكانت أمي تعالجني للسمنة تريد أن تسمنها بعد أن ضعفت بسبب هذه الحمى قبل أن تدخلني على رسول الله صلى الله عليه وسلم فما استقام لها ذلك حتى أكلت القثاء بالرطب فسمنت كأحسن سمنة ثم قالت: فجائتني مرة وأنا العب مع صويحباتي فقالت: هات هات - تعني تعالي - فجئت حتى حسنتني ثم حتى أخذت نفسي ثم جاءت بي رسول الله، وقالت: أهلك يا رسول الله.

وذكرت عائشة رضي الله عنها في ما كان في وليمة عرسها ومهرها وما كان من بساطة ذلك قالت:
" والله ما ذبح جزور ولا شاة وإنما كان طعام يتهادى به سعد بن عبادة رسول الله، فلما جاء به دعا رسول الله إلى القوم ".

ومن لطائف ما ورد وإن كان فيه إنقطاع وبعضه، وهذه الرواية ترد بحديث قد يجبر هذا الضعف:
أن بعض نساء الأنصار كنّ يزينّ عائشة رضي الله عنها، وكان عند النبي صلى الله عليه وسلم لبن وأراد أن يعطيهن، فقلن لا نريد فقال: لا تجمعن جوعاً وكذبا، فقد كن يحبن ذلك البن ولكنهن يمتنعن حياءً من الرسول.

هنا الأمر متعلق بالزواج المبكر الذي يحتقره بعض الناس ويذكرونه ذكراً فيه إزدراء وانتقاد، وما يعلمون أن في هذا الإنتقاد إنتقاد لفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقول أن الزواج المبكر خير كثير.

من فوائد التبكير في الزواج
1- عصمة وقاية من الإنحراف والمعاصي
سواء للرجل و وبالنسبة للمرأة حتى لا يكون هناك مجال للتعرض للفتنة أو الإعتداء عليها أو نحو ذلك.

2- مصلحة الإستقرار النفسي المبكر
بدلاً من أن يبقى الحال كما هو حال الناس اليوم تبلغ الفتاة وهي ابن عشر وتزوج وهي إبنة ثلاثين وتبلغ سن اليأس وهي إبنة أربعين فيكون ما مضى من عمر في الحرمان أكثر مما مضى في نعمة الزواج والمعاشرة، وهذه الفطرة البشرية لا تكون مستقرة الا بما يحقق غايتها ورغبتها وفق شرع الله عز وجل، ولذلك نجد اليوم جنوحاً في الأفكار وشطحاً في العواطف واختلالاً في التفكير واضطرابا في المعاملة كله ناشئ على أن النفس لم تجد بغيتها وحاجتها الغريزية الفطرية في الوقت المناسب وفي الهيئه المناسبة التي شرعها الله عز وجل.

3- تكثير النسل والتقارب ما بين الأب وأبنائه
فتكثير النسل لأن هذا يمتد مداه طويلاً فكما قال الشافعي: "رأيت جدة ولها إحدى وعشرين سنة "، جدّة وعمرها واحد وعشرين سنة ؟ الآن عمرها واحد وعشرين سنة ولم تتزوج بعد! كيف هذا قد سبق أن ذكرت ذلك مرة تزوجت وعمرها تسع سنوات ولدت بعد سنة فكان عمرها عشر سنوات ثم بعد تسع سنوات تزوجت إبنتها، وبعد سنة أخرى ولدت فكان عمر الأم انتهى إلى الواحد والعشرين وصارت جدة بذلك، فهذا تكثير للنسل.

4- أنه يكون قرب بين الأب والأم وبين الأبناء
ومن حيث السن لا يكون الفارق كبيراً فإن الفارق الكبير في بعض الأحيان كما نرى أن الرجل الكبير يتزوج وهو متاخر يأتي أبناؤه صغاراً فيكون عنده العاطفة والشفقة الشيء الكثير فيغلب جانب حبهم والعطف عليهم دون أن يكون موجهاً أو مربياً لهم ويكون فارق التفكير والإهتمامات بين الأب وإبنه كبيراً بينما في غير هذه الصورة في الزواج المبكر يكون على غير هذا النحو والنهج.

ثم هذا كله يدلنا على ما كان من التيسير في الأمور دون التعقيد فيها فهذه جملة من المواقف التي تتعلق بسيرة عائشة رضي الله عنها وما طويت ذكره أكثر مما ذكرته وأذكر هنا لا يتسنى لنا وقت للإجابه على الأسئلة، ولكن أعلق على ما طلب من ذكر الكتب والأشرطة عن حياة عائشة رضي الله عنها.

لإستزادة من خبر عائشة رضي الله عنها
1- سير أعلام النبلاء للذهبي.
2- البداية والنهاية لابن كثير.
3- فصل في فضائل عائشة رضي الله عنها من كتاب فضائل الصحابة للإما أحمد رحمة الله عليه.
4-"عائشة رضي الله عنها أم المؤمنين" ضمن سلسلة أعلام المسلمين.
5- "الإجابة فيما استدركته عائشة رضي الله عنهاعلى الصحابة" للزركشي.
7- رسالة في مسألة الزواج المبكر والرد على من نفوه وبيان فوائده وجوازه ومشروعيته، للدكتور ملا خير خاطب.
وأكتفي بهذا وأسال الله عز وجل أن يكون في عائشة رضي الله عنها وغيرها من أزواج رسول الله ونساء الصحابة قدوة لنسائنا وأن نكون أيضاً نحن عاملين على تنشئة أزواجنا وبناتنا وأخواتنا على هذا النهج وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

 
قديم 11-17-2010, 04:59 PM   #33

.*. دنيا .*.


رد: أمهات المؤمنين رضي الله عنهم ..


أمهات المؤمنين رضي الله عنهم ..

يكفي ان الله سبحانه سماها ام المؤمنين في كتابه
يكفي ان الله سبحانه برأها في كتابه
يكفي ان الله سبحانه ذكر ان زوجات الرسول صلى الله عليه و سلم هن اهل البيت

ابنة الصديق الذي شرفه الله بصحبة نبيه و برفقته في هجرته .. الذي جاهد بماله و نفسه

الطعن بهم تكذيب للقران
الطعن بهم ما فعله مسلم ..
بل عدو للاسلام و المسلمين

 




الساعة الآن توقيت السعودية الرياض و الدمام و القصيم و جدة 11:44 AM.

 

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024,
vBulletin Optimisation provided by vB Optimise (Pro) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. يمنع انتهاك أي حقوق فكرية علماً أن جميع مايكتب هنا يمثل كاتبه وباسماء مستعارة ولمراسلة الإدارة يمكنكم استخدام الإتصال بنا
Search Engine Optimization by vBSEO 3.6.0