|
#1 | |
:: كاتبة مقتدره :: |
رحلة الأحلام على مدى الأيام من تأليفي لا تفوتكم
السلام عليكم أخواتي رحلة الأحلام على مدى الأيام من تأليفي هذه الرواية من خيالي ولكن فيها كثير من الأشياء وقعت لي أتمنى من قلبي تعجبكم سامحوني أخواتي لا أستطيع نشرها مرة واحدة لازم أنشرها بأجزاء لأنها طويلة **** مقدمة **** بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد الطاهر الأمين و بعد أقدم هدا العمل المتواضع لعائلتي كلهم خاصة والدي العزيزين أسأل الله أن يحفظهما لي و يرزقهما الصحة و العافية إلى كل صديقاتي من قريب و من بعيد كل أساتذتي من الطور الابتدائي إلى الطور الجامعي رحلة الأحلام على مدى الأيام في أحد أيام الشتاء كنت في بيتنا. و ذا بشخص يطرق باب غرفتي و إذا بها أمي تقول بصوت خافت "حفيظة" افتحي الباب. فتحت الباب فدخلت "أمي" مسرعة و هي تردد بصوت خافت هناك شخص بالطابق السفلي فقلت لها سوف أخرج بسرعة اذهبي و أنبئي الآخرين. أسرعت أمي إلى إخوتي و أبي ثم صعدنا إلى الطابق الأخير طابق الخردوات. أين توجد نافذة نستطيع فيها التطلع إلى ما يحدث أمام البيت. و إذا بنا نرى شخصا يخرج فارا من الطابق السفلي. يشبه الذئب لسواد ثيابه وجهه المغطى. و بعد عدة دقائق وصلت الشرطة التي اتصلنا بها و لكنها لم تجد له أثرا بعد ذلك. كان ذلك اليوم مثلجا وصادف يوم المولد النبوي الشريف. فا ستغل اللص فترة تحضيرنا للعشاء لسرقة بعض أثاث المنزل الثمين و قليل الوزن. كان اللص يحمل على ظهره كيسا مملوءا بالمسروقات. حيث يبدو أنه ليس نحن الضحايا فقط بل هناك آخرون. اختفى ذلك اللص في لمحة البصر و صار و كأننا لم نراه و لكننا توقعنا عودته مرة أخرى بعد رحيل اللص سمعنا صوتا ينادي في بيت جارنا " أدهم" الذي كان بيته مقابلا لبيتنا. كان صوت ابنه الصغير" أيمن". ذهب أخي "محمد" يجري و دخل إلى بيت جارنا فوجده مقيدا و فك قيده فشرع يحكي ما حدث له بخوف عميق و الدموع تنحدر من عينيه."بينما كنت أحظر العشاء مع زوجتي و الأولاد نزلت إلى الصالون فإذا بشخص يكسر أحد نوافذه و يقفز متجها نحوي و بيده مسدس فجمدت في مكاني كالصخرة. لأنه كان يهددني بالقتل إذا لم أسلمه مبلغا من المال. و لما لبيت له مراده قيدني وانصرف لشأنه كأنه لم يفعل شيئا " لقد أزعجنا ذلك اللص كثيرا و سبب لنا الحزن. فقر أبي أن يأخذنا في جولة نحو المدينة. فاتفقنا على الذهاب للترفيه عن أنفسنا و نسيان ما وقع ذلك المساء اتجهنا نحو المدينة فسرنا قليلا و في منتصف الطريق واجهنا ما لم نكن نتوقعه انه ذلك اللص. كان خائفا و شرع يجري و ما له من غاية و لكننا هذه المرة أمسكنا به و نزعنا له المسروقات. لقد أجهش بالبكاء و عندما سألناه عن سبب بكائه أخبرنا أنه لم يكن في نيته أن يسرق. ولكنه أراد إسعاد زوجته و الأولاد في هذا اليوم السعيد و لكنه فقير و لا يستطيع شراء حاجياتهم. و ما المسدس الذي كان يحمله إلا مسدس مزيف يعد من لعب الأطفال. و لكن أبي ذكره بأنه مهما يكن فلن يسرق أبدا فهذه معصية كبيرة يعاقب فاعلها عقابا شديدا و أيضا الاحتفال في هذا اليوم بدعة و لا ضرورة لكل هذه التحضيرات. أخبرنا اللص و اسمه" فارس" انه يسكن في كوخ صغير أعلى الغابة وبينما نحن نكلمه سمعنا صوتا ينادي" أبي. أبي" علمنا أنه ابن" فارس". لقد كانت ثياب إبنه رثة بالية مرقعة ترقيعا توحي حقا بالفقر الذي يعاني منه, لقد بلغ قلوبنا الأسف لذلك و عندها قدم له أبي بعض المال, و وعده جارنا "أدهم أن يجد له عملا و لو كمنظف كم كان فارس فرحا بذلك فودعناه و أكملنا طريقنا نحو المدينة و استمتعنا و تنزهنا و عند عودتنا صلينا صلاة العشاء جماعة و تلونا قسطا من القرآن و كم كان ذلك رائعا فنمنا سعداء مطمئنين.لم أستطع النوم و استلقيت على سريري. أتأمل تلك النجوم المضيئة والقمر الساحر بلمعانه.كنت أفكر فيما حدث ذلك اليوم وبعد مدة نمت في الصباح الباكر و كل عادتي أذهب إلى المدرسة كان أبي يوصلني بسيارته عند ذهابه إلى العمل. وفي المساء يأتي لاصطحابي عند عودته ذات يوم بينما نحن نسير في طريق العودة توقفت السيارة بسبب عطل بها. و بينما أبي يصلحها و أنا واقفة أساعده رأيت شيئا ما يتحرك على جانب الطريق.ذهبت إلى هناك مسرعة فوجدت دبا صغيرا بنيا رائعا. يبدو أنه لا يتجاوز الخمسة أشهر مجروحا في أحد رجليه. أخبرت أبي بذلك وبعد إصلاح السيارة قرنا العودة وأخذه عند الطبيب البيطري بالمدينة الذي أخبرنا أنه لا يزال في أشهره الأولى. ولم يمضي على إنهائه فترة الرضاعة إلا أسبوعين( والتي تدوم أربعة أشهر) . فقرنا أخذه والاعتناء به حتى يشفى رغم أنه من المفروض أن يكون مع أمه في الغابة والتي تدوم حياتها معه حوالي عامين.وقررت تسميته" تشوبي" بعد حوالي عام و نصف. كبر تشوبي و أصبح ثقيل الوزن فقررت إطلاق سراحه في الغابة وتركه يتعلم كيفية العيش وحده. بعد أيام بينما أنا ذاهبة الى المدرسة وكان ذلك اليوم ذهب أبي باكرا لأن لديه أعمالا عالقة عليه إتمامها، مما يوجب علي الذهاب في حافلة المسافرين، وكنت ذلك العام ادرس السنة السابعة أساسي أي الأولى متوسط . ركبنا الحافلة واتجهنا نحو المدينة وفي الطريق توقفت الحافلة بسبب سقوط أحد الأشجار وسط الطريق نتيجة العاصفة الثلجية التي هبت الليلة الماضية فلم نجد لنا من سبيل للذهاب إلى المدرسة ،فنزلنا من الحافلة و شرعنا نساعد بعضنا في إزالة الثلج و محاولة رفع تلك الشجرة لإبعادها عن الطريق، و أثناء قيامنا بذلك ظهرت مشكلة أخرى و هي اختفاء الطفل الصغير "أيمن" ابن جارنا "أدهم" فقد ضاع بين الأشجار في الغابة. لقد ذهبو جميعا للبحث عنه، وما بقينا إلا أنا وصديقتي "صارة" و "أخي إسماعيل"،الذي كان هو الأخر معي في الحافلة، لقد عادوا بعد الزوال و لكنهم لم يجدو له أثرا، فقرنا نحن أيضا الذهاب للبحث عنه لقد بحثنا كثيرا حتى تعبنا مع أوان العصر، وحاولنا العودة إلى الطريق ولكننا لم نستطع، فقد تهنا نحن الآخرون في تلك الغابة الواسعة، وكنا تعبين جدا يتملكنا جوع شديد، فقرنا أن نرتاح قليلا،وفكرنا أنه يجب علينا إيجاد مكان آمن لننام فيه قبل حلول الليل، لقد سرنا قليلا و خلال سيرنا صادفنا الوادي الذي سمعت عنه الكثير خلال حياتي السابقة، و بينما نحن نسير انزلقت صديقتي "صارة " وكادت تهوي هناك بداخله، ولكني أمسكت بيدها و أنقذتها، بمساعدة أخي "إسماعيل" الذي أمسك بيدي هو الآخر كي لا أنزلق معها. جلسنا بجانب أحد الأشجار في منحدر قريب من الوادي وبثنا بعض الأغصان لكي تساعدنا على النوم قليلا اتقاء الأرضية الباردة والمملوءة بالثلج، لقد كنا خائفين جدا حتى أننا كنا نصلي بالتناوب خوفا على أنفسنا، لكي لا نتعرض لخطر الذئاب التي تنشط في الليل كالعادة. بعد بزوغ الفجر استيقظت فوجدت أخي "إسماعيل" يؤدي صلاة الفجر فأيقظت "صارة" فصلينا وبعد ذلك جلسنا قليلا لنفكر في مصدر لإطعامنا، فمنذ البارحة و نحن نعاني جوعا شديدا، ولكننا في ذلك الوقت لا نستطيع البحث عنه، لأن الظلام لا يزال يسود المكان و البرد كان شديدا لذلك الصباح. بعد ثلاث ساعات شرعنا نتجول في الغابة بجانب الوادي، ليتنا نجد شيئا نسد به جوعنا، فكرنا في اصطياد بعض السمك من الوادي، ولكننا أخفقنا بسبب عدم خبرتنا وعدم توفر الوسائل للصيد، فحل الزوال ولم نصطد شيئا، ولكن أخي "إسماعيل" كان أبرع منا و تمكن من صيد سمكة كبيرة تكفي لنا الثلاثة فتناولنا غدائنا و حمدنا الله على نعمته علينا. بعد انتهائنا من الطعام أكملنا سيرنا على حافة الودي حتى سمعنا صوتا ينادي "ماما، ماما" هرعنا مسرعين إلى مكان الصوت وإذا به الطفل الصغير"أيمن" وجدناه خائفا جدا و يبكي يعاني بردا شديدا، لولا وصولنا في الوقت المناسب لقد حاولنا طمأنته و منحنا له بعض السمك الذي كنا قد تركناه من تلك السمكة لربما لم نجد طعاما للعشاء، سألناه عن كيفية وصوله إلى ذلك المكان، فأخبرنا انه كان بالقرب منا حتى رأى أرنبا أعجبه كثيرا، فتبعه قليلا حتى وجد نفسه تائها في الغابة، ولكنه ولصغر سنه لا يميز بين الأماكن التي مر بها لأن عمره ثلاث سنوات، فقد تهنا نحن الكبار فكيف لا يتوه هو ،و لكنها كانت مفاجأة رائعة عندما وجدناه، وقد حمدنا الله على سلامته كثيرا . واصلنا سيرنا في تلك الجبال التي كانت تنبؤ بأنه لا مخرج منها خاصة مع شهرتها بالحيوانات المتوحشة كالذئاب والدبة و غيرها وبينما نحن نسير مع أوان العصر لمحنا في الضفة الأخرى من الجبل الذي يتوسطه الوادي، كوخا صغيرا مهترءا مجاورا لأحد الينابيع التي تصب بالوادي، قصدنا الكوخ فوجدنا بداخله شيخا كبيرا يعيش هناك منذ زمن بعيد و اسمه "عمي أحمد"، لقد استقبلنا الشيخ بفرح و سرور و قدم لنا الطعام و ساعد أيمن كثيرا في التكيف مع الجو البارد لذلك المساء بمساعدة "إسماعيل"، لقد كنا تعبين جدا، فبمجرد أداء صلواتنا التي كنا نؤديها بالتقريب من وقتها لأنه ليس لدينا وسائل لمعرفة وقت الآذان، و نمنا بعد ذلك دون إحساس بما يحيط بنا. في الصباح أيقضنا "عمي أحمد"، لأداء صلاة الفجر، وبعدها تناولنا فطورنا، أرشدنا إلى طريق ما يظن أنه سيؤدي إلى طريق العودة، لكننا بمجرد بداية مسيرتنا تعقدت طريقنا واتجاهاتها، و كدنا نتوه مرة أخرى فعدنا إلى كوخ "عمي أحمد" مرة أخرى ولكننا هذه المرة طلبنا منه مرافقتنا و لكننا لم نستطع إقناعه إلا بعد جهد مرير، فله أسباب خاصة جعلته يرفض الحياة خارج الغابة، فرحنا كثيرا عندما قر الذهاب معنا لأننا سنكون مطمئنين معه، و بدئنا رحلة العودة بعد غد. في اليوم التالي انطلقا و سرنا عدة ساعات على ضفاف الوادي، فتعبنا مساءا و قرنا الاستراحة بجواره، بعدما غربت الشمس أشعلنا النار فحل الليل علينا مرة أخرى، و لا زلنا ضائعين في الغابة، وما إن حل الليل حتى انتشرت الأصوات المرعبة محيطة بنا من كل مكان، فخفنا كثيرا ولكننا كنا مطمئنين قليلا مع"عمي أحمد"و"إسماعيل" اللذان سيحاولان حمايتنا ما استطاعوا. زرعنا على الأرض تحت أحد الأشجار كالعادة مجموعة من الأغصان الصغيرة الغنية بالأوراق و بعض الأغطية التي جلبناها معنا من كوخ "عمي أحمد". نمت بعض الليل و استيقظت فأحسست أن شيئا ما يتحرك أمامي فتحت عيني و نهضت مسرعة و أشعلت ضوءا حتى رأيت أمامي دبا واقفا، وطبعا هو"تشوبي" دبي الصغير، فقد أحس بي من بعيد و اشتم رائحتي فتبعها وهذا ما تتقنه الدبة لأن حاسة النظر لها ضئيلة جدا، لقد جلس أمامي فسألته كثيرا عما حدث له خلال غيابه ولكنه لا يستطيع إجابتي طبعا لأنه لا يتكلم، و لكنه كان يصغي إلي باهتمام كأنه يفهم كل كلامي، حتى نال مني النعاس فنمت دون إحساس. استيقظنا مع بزوغ الفجر ولكن "عمي أحمد" استغرب من ذلك عندما رأى الدب أمامنا، ولم يؤذنا كأننا نعرفه و ألفناه من زمن، فسرنا له و أخبرناه انه دب كان يعيش في بيتنا منذ عامين أي منذ أن عثرت عليه في الغابة مصابا على حافة الطريق. بعد شروق الشمس هيئنا أنفسنا لمواصلة مسيرتنا المعتادة للبحث عن مدينتنا الضائعة، سرنا بضع أمتار، فشرع "عمي أحمد" يصف لنا المناطق التي كان يمر بها خلال عيشه بالغابة، وأهم ما يميز تلك المناطق الغنية بأشجار الصنوبر، بشكلها الرائع الأخاذ، لقد اكتسبنا معارف جديدة و معلومات قيمة حول روائع ما خلق الله، و مع حكمة"عمي أحمد" في سرده للمعلوات ازداد حبنا للرحلة و اكتشافاتها. بلغنا احد الجبال التي يمر منها الوادي عادة، فلمحنا اكبر الشلالات بالوادي الذي يبلغ طوله حسب معلومات"عمي أحمد"30 مترا وعرضه 20 مترا، وتنمو على أطرافه مختلف النباتات والأزهار النادرة مثل زهرة الحياة، ذات اللون البنفسجي الفاتح الذي يشبه لون زهرة النرجس في شكلها الفاتن الجمال، وما يميز تلك الغابات أشجارها الرائعة بشكلها المخروطي المنسجم مع شكل الجبال. حل الزوال و نفذ الطعام فبكى "أيمن" كثيرا وجعنا جوعا شديدا لكن"عمي أحمد" كان أدرى منا بأسرار الغابة حيث كان محترفا في الصيد و يعلم أماكن تواجد الحيوانات التي نستطيع اصطيادها كالأرانب، لقد اصطاد لنا أرنبا في مدة قصيرة فتناولنا طعامنا بعد طبخه على الطريقة البدائية، التي ألف "عمي أحمد" الطبخ بها. ارتحنا حتى المساء فتعشينا بما بقي في الغداء، فحل الليل و أوفينا الليلة الرابعة و لم نعد إلى البيت. غاب القمر و بزغ الفجر في مطلع النهار، فاستعدينا لإتمام مسيرتنا نحو مدينتنا الضائعة. لقد كان "عمي أحمد" كريما و حكيما حيث كان يحمل على ظهره "أيمن" بالتناوب مع" إسماعيل"، في المناطق المنحدرة، وكان لا يسمح لنا بالابتعاد كثيرا فكنا نصغي إليه كأننا نصغي إلى أحد أوليائنا. في المساء ومع أوان العصر جلست على أحد الصخور مع صديقتي "صارة" و أيمن نائم أمامنا فلفت انتباهي تلك القمم الثلجية الرائعة و الأشجار و المناظر الخلابة التي وهبها الله لنا لنتفكر فيها ، و كان أكثر ما لفت انتباهي تلك البحيرة المتلألئة بمائها اللامع على سطحها تعكس جمال الغابة بأكملها ، وزرقة السماء التي لا مثيل لها ، فنزداد إيمانا بقدرة الله التي لا ينافسه فيها أحد غيره. حل الغروب ونحن لا نزال على ضفاف الوادي كالعادة، ولكن "عمي أحمد" تحرك حينها حركة غير عادية، فقد رأى في السماء ما لا نراه نحن، و قال : "عاصفة على الأبواب"، و كما تعلمون عواصف هذه المنطقة قوية وباردة كثيرا، فقلقنا على أنفسنا و رأينا أنه يجب علينا الاحتماء قبل حلولها و لحسن حظنا كنا نملك بعض المستلزمات التي جلبناها من الكوخ، لقد كنا بجانب أحد المنحدرات و حاولنا الاحتماء تحت أحد الصخور فحلت العاصفة و كنا قد احتمينا قليلا. لقد انقلبت زرقة السماء إلى سوداء تملأ الفضاء خوفا و حزنا رهيبا، و الرياح التي كانت تزيد ذلك بصوتها المرعب، والثلوج التي كانت تغطي المكان الذي كنا نحتمي فيه، لقد كانت كلها أسباب كافية للخوف على أنفسنا و التفكير في مصيرنا بعدها، فقد بلغ البرد قلوبنا، ولم نستطع السيطرة على أنفسنا، حتى استسلمنا إلى النوم الواحد تلو الآخر. فجأة فتحت عيني فوجدت العاصفة قد هدأت و أشرقت الشمس في الصباح و استيقظنا، فرأينا كل شيء هادئا و كأنٌه لم يحدث شيء، و رأينا السماء مسالمة وديعة لا تنبئ بالخطر، بعدما حمل الليل لنا على غير انتظار تجربة قاسية، فما إن توارت أشعة الشمس و حل الليل حتى اشتدت الرياح فجأة و هذا ما حدث ليلة البارحة. سرنا و نحن نتأمل الثلوج و الأشجار و كيف أصبحت الغابة بعد العاصفة بحثا عن الطعام، و لكن ما كنا نرى غير كل شيء مغطى بالثلوج، و بعض الأغصان الساقطة على الأرض جرٌاء الرٌياح و لكنه بعد السير عدة أمتار أدهشنا شيء لم نكن نتوقعه أبدا، و هو آثار أقدام إنسان جديدة( أي لم تتأثر بعوامل الطبيعة بعد)، فتبعنا تلك الخطى إلى أن بلغنا أحد الكهوف الصغيرة، فاكتشفنا أن الآثار تنتهي عند مدخله، فنادى"عمي أحمد":" هل هناك أحد"، فخرج شاب في مقتبل العمر اسمه "محمد" و هو شاب كان يعرف "عمي أحمد" منذ سنوات ولكنه لم يتسنى له رؤيته وجها لوجه فهو مثلا كان يراه في الضفة الأخرى من الجبل و عندما يذهب إلى هناك لا يجده. بعدما تحدث"عمي أحمد" و "إسماعيل" مع "محمد" قليلا أخبرناه عن رحلتنا فقر الذهاب معنا لأن كانت غايته العودة إلى عائلته التي تقطن بالمدينة نفسها معنا، والتي لم يرها منذ صغره، فأكملنا رحلتنا و نحن نشكل فريقا رائعا: "أنا و صارة"،"إسماعيل"،"عمي أحمد" ،"أيمن" و"محمد"، فكذا أصبحنا أكثر أمانا لأن"عمي أحمد"و"محمد" يعرفان مخاطر الغابة حق المعرفة و تأثيراتها علينا، كما أنه في بعض الأحيان أرى "تشوبي" الذي يأتي دائما في أوانه. قضينا اليوم و نحن نكلم "محمٌد" و نسأله عن عائلته و سبب عيشه في الغابة تارة، ونستريح تارة أخرى في أوقات الصلاة أو الطعام، فحل الظلام و نمنا بأحد المنحدرات كالعادة كي نتقى ذوبان الثلج فوقنا. في اليوم الموالي بينما نحن نسير التقينا ب"تشوبي" الذي فرحت كثيرا لرؤيته و لكنه بعد دقائق من رؤيته تحرك حركة غير عادية، و رفع رأسه و بدأ يدمدم صوته المعتاد صوت الدبة، و فجأة رأينا دبا كبيرا يدمدم بالصوت نفسه فذهب "تشوبي" نحو ذلك الدب بسرعة وبدا و كأنه عانقه ورحب به فبقينا مندهشين لهذا المنظر الرائع و أدركنا أنه ما يكون ذلك الدب إلا أم "تشوبي"، وبعد مدة نظر إلي"تشوبي" نظرة حزن ثم رحل معها. حزنت ذلك اليوم كثيرا فقد طغى على تفكيري رحيله، لأن مفارقته صعبة، فبعدما ربيته و اعتنيت به و قدمت له معالم العيش رفقة الإنسان غادر مع أمه في لحظة واحدة، مما جعلني أخشى عدم رؤيته مرة أخرى مرٌة أخرى، وكان أكثر ما آلمني هو تذكر تلك الأيام التي قضيناها معا في بيتنا و هو صغير، لقد كانت حقا أياما لا تنسى. مواضيع ذات صلة التعديل الأخير تم بواسطة فخآإمهہ جيزآإنيهہ ; 05-24-2015 الساعة 09:29 PM. سبب آخر: وضع الشعار |