ازياء, فساتين سهرة


العودة   ازياء - فساتين سهرة و مكياج و طبخ > أقسام عامة > منتدى اسلامي
تسريحات 2013 ذيل الحصان موضة و ازياءازياء فكتوريا بيكهام 2013متاجر ازياء فلانتينو في باريسمكياج العين ماكياج دخاني makeup
منتدى اسلامي لاتهجروه...ربيع قلبي يوجد هنا لاتهجروه...ربيع قلبي منتدى اسلامي, قران, خطب الجمعة, اذكار,

فساتين العيد


 
قديم   #46

!!*ميوس*!!


رد: لاتهجروه...ربيع قلبي


لاتهجروه...ربيع قلبي

 رد: لاتهجروه...ربيع قلبي

 
قديم   #47

!!*ميوس*!!


رد: لاتهجروه...ربيع قلبي


لاتهجروه...ربيع قلبي

تفسير سورة الفاتحة::p


بسم الله الرحمن الرحيم، الحمدُ لله رب العالمين، والصلاةُ والسلامُ على سيد المرسلين، وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين.



أعوذُ باللهِ من الشيطانِ الرجيم



الاستعاذةُ ليست من القرءانِ إجماعًا، ومعناه: أستجيرُ باللهِ ليحفظني من أذى الشيطانِ وهو المتمرّد الطاغي الكافرُ من الجنّ، والرجيمُ بمعنى المرجومِ وهو البعيد من الخير المطرود المُهان. ويستحبُّ البدءُ بها قبل البدء بقراءة القرءانِ وهو قولُ الجمهور، وقيل: يقرؤها بعد الانتهاءِ من القراءةِ لظاهرِ قوله تعالى :{فإذا قرأتَ القرءانَ فاستعذْ بالله} (سورة النحل/98)، قال الجمهور: التقديرُ إذا أردتَ القراءة فاستعذ، وذلك كحديث :"إذا أكلتَ فسمّ الله" رواهُ الحُميديُّ والطبرانيُّ، أي إذا أردتَ الأكلَ.





{بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1)} البسملةُ ءايةٌ من الفاتحةِ عند الإمام الشافعي، ولا تصحُّ الصلاةُ بدونها، وعند مالكٍ وأبي حنيفةَ ليست ءاية من الفاتحة.



وقد جرت عادةُ السلف والخلف على تصدير مكاتيبهم بالبسملة وكذلك يفعلون في مؤلفاتهم حيثُ إنها في أول كل سورةٍ سوى براءة. والابتداء بها سُنّة غيرُ واجبة في كلّ أمرٍ له شرف شرعًا سوى ما لم يرِد به ذلك بل ورد فيه غيرُها كالصلاةِ فإنها تبدأ بالتكبير، والدعاءُ فإنّه يبدأ بالحمدلةِ.



وما كانَ غير قُربة مما هو محرَّم حرُم ابتداؤُهُ بالبسملةِ فلا يجوزُ البدءُ بها عند شرب الخمرِ بل قالَ بعضُ الحنفيةِ إن بدءَ شربِ الخمر بها كُفر، لكنَّ الصوابَ التفصيلُ وهو أن يقالَ من كان يقصُد بها التبرك في شرب الخمرِ كفَر، وإن كان القصدُ السلامة من ضرها فهو حرام وليس كفرًا، والبدء بالبسملةِ عند المكروهِ مكروهٌ.



ويقدَّر متعلق الجار والمجرور فعلاً أو اسمًا فالفعل كأبدأ والاسمُ كابتدائي. وكلمة "الله" علَم على الذات الواجبِ الوجود المستحقّ لجميع المحامد، وهوَ غير مشتقّ.







{الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)} الحمدُ: هو الثناءُ باللسانِ على الجميل الاختياريّ، والحمدُ للهِ هو الثناءُ على اللهِ بما هو أهله لإنعامهِ وإفضاله وهو مالكُ العالمين، والعالَم هو كل ما سوى اللهِ، سُمّي عالَمًا لأنّه علامةٌ على وجودِ اللهِ.



{الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3)} الرحمنُ من الأسماءِ الخاصّة بالله ومعناهُ أن الله شملت رحمتُه المؤمنَ والكافرَ في الدنيا وهو الذي يرحم المؤمنين فقط في الآخرة، قال تعالى :{ورحمتي وسِعت كلّ شىء فسأكتبُها للذينَ يتقون} (سورة الأعراف/156)، والرحيمُ هو الذي يرحمُ المؤمنينَ قال الله تعالى :{وكان بالمؤمنينَ رحيمًا} (سورة الأحزاب/43)، والرحمنُ أبلغُ من الرحيمِ لأن الزيادةَ في البناءِ تدلّ على الزيادةِ في المعنى.



{مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ(4)} أي أن اللهَ هو المالكُ وهو المتصرّف في المخلوقاتِ كيف يشاء، ويومُ الدين هو يوم الجزاء، فاللهُ مالكٌ للدنيا والآخرة، إنما قال: مالك يوم الدين إعظامًا ليوم الجزاءِ لشدّة ما يحصُل فيه من أهوالٍ.



{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)} أي أن اللهَ تعالى وحدَه هو المستحقّ أن يُتذل له نهاية التذل، وهو الذي يُطلبُ منه العون على فعلِ الخير ودوام الهداية لأن القلوبَ بيده تعالى. وتفيدُ الآية أنه يُستعان بالله الاستعانة الخاصة، أي أن الله يخلُق للعبدِ ما ينفعه من أسباب المعيشةِ وما يقوم عليه أمرُ المعيشة، وليس المعنى أنه لا يُستعان بغير اللهِ مطلقَ الاستعانة، بدليلِ ما جاءِ في الحديثِ الذي رواه الترمذي :"واللهُ في عونِ العبدِ ما كانَ العبدُ في عونِ أخيه".



{اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ (6)} أي أكرمْنا باستدامةِ الهداية على الإسلام.



{صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيهِمْ (7)} أي دينَ الذين أكرمتَهم من النبينَ والملائكةِ وهو الإسلام.



{غَيْرِ المَغضُوبِ عَلَيْهِمْ} وهمُ اليهود {وَلاَ الضَّآلِّينَ (7)} وهم النصارى.



وآمين ليست من القرءان إجماعًا، ومعناها اللهمّ استجبْ.



ويسن قولها عقب الفاتحة في الصلاةِ، وقد جاءَ في الحديثِ الذي رواهُ البخاريّ وأصحاب السن:"إذا قالَ الإمامُ {غير المغضوبِ عليهم ولا الضالين} فقولوا آمين"، واللهُ أعلمُ.

 
قديم   #48

ياسمين بري


رد: لاتهجروه...ربيع قلبي


لاتهجروه...ربيع قلبي

شفاعة القرآن

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): "الشفعاء خمسة: القرآن، والرحم، والأمانة، ونبيكم، وأهل بيت نبيكم."

وقال الإمام الصادق (عليه السلام): "أنذر بالقرآن من يرجون الوصول إلى ربهم برغبتهم فيما عنده، فإن القرآن شافع مشفع."8

 
قديم   #49

!!*ميوس*!!


رد: لاتهجروه...ربيع قلبي


لاتهجروه...ربيع قلبي





القرآن الذي خطّه الخليفة الراشد عثمان بن عفان، من أقدم المصاحف.
ترتيب نزول القرآن:

أول ما نزل منه اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ«‌96‏:1» وآخره وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ«‌2‏:281»[17]
لقد اختلف أهل العلم في آخر آية نزلت على أقوال:
القول الأول: أن آخر آية نزلت هي آية الربا، وهي قوله :يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ سورة البقرة:278 روى ذلك البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما.
القول الثاني: أن آخر آية نزلت آية:وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ سورة البقرة:281 رواه النسائي عن ابن عباس وسعيد بن جبير.
القول الثالث: أن آخر آية نزلت آية الدين: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئاً فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهاً أَوْ ضَعِيفاً أَوْ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى وَلا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا وَلا تَسْأَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيراً أَوْ كَبِيراً إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلَّا تَرْتَابُوا إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةَ تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلَّا تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلا شَهِيدٌ وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ سورة البقرة:282. فقد روي عن سعيد بن المسيب أنه بلغه أن أحدث القرآن عهداً بالعرش آية الدين.
وقد جمع بين هذه الروايات الثلاث بأن هذه الآيات نزلت دفعة واحدة كترتيبها في المصحف، فروى كل واحد بعض ما نزل بأنه آخر ما نزل.
القول الرابع: أن آخر آية نزلت قوله :الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً سورة المائدة:3.
وهنالك أقوال أخرى منها آية الكلالة، كما روى ذلك الشيخان عن البراء بن عازب رضي الله عنهما. ومن أحسن ما قيل في هذا الاختلاف قول من قال: هذه الأقوال ليس فيها شيء مرفوع إلى النبي، ويجوز أن يكون قاله قائله بضرب من الاجتهاد وغلبة الظن، ويحتمل أن كلا منهم أخبر عن آخر ما سمعه من النبي في اليوم الذي مات فيه أو قبيل مرضه، يحتمل أيضا أن تنزل هذه الآية التي هي آخر أية تلاها الرسول مع آيات نزلت معها، فيؤمر برسم ما نزل معها بعد رسم تلك، فيظن أنه آخر ما نزل في الترتيب.
الراجح والله أعلم من أقوال العلماء في آخر الآيات نزولا هي قوله تعالى (واتقوا يوما ترجعون فيه.......) في سورة البقرة:281 وذلك لأسباب : أولا : لأن النبي صلى الله عليه وسلم عاش بعد نزولها تسع ليال، ومن العلماء الذين مالوا لهذا القول الزرقاني في مناهل العرفان وكذلك القطان في كتابه علوم القرآن وأيضا لم يحظ قول من الأقوال الآتية بما حظي به هذا القول من الآثار وأقوال الأئمة. وكذلك ما تشير به هذه الآية في ثناياها من التذكير باليوم الآخر والرجوع إلى الله ليوفي كلا جزاء عمله، وهو أنسب بالختام. وأخيرا ما ظفر به هذا القول من تحديد الوقت بين نزولها وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ولم يظفر قول بهذا التحديد. وأما اختلاف العلماء والروايات في آخر ما نزل فجمع البيهقي بينهما في دلائل النبوة بأن كل واحد منهم أخبر بما عنده من العلم أو أراد أن ما ذكر من أواخر الآيات التي نزلت والله أعلم

 
قديم   #50

ياسمين بري


رد: لاتهجروه...ربيع قلبي


لاتهجروه...ربيع قلبي

ت
فسير سورة العلق للدكتور محمد راتب النابلسي


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علَّمْتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علِّمنا ما ينْفعنا وانْفعنا بِما علَّمتنا وزِدْنا عِلما، وأَرِنا الحق حقاً وارْزقنا اتِّباعه وأرِنا الباطل باطِلاً وارزُقنا اجْتنابه، واجْعلنا ممن يسْتمعون القول فَيَتَّبِعون أحْسنه وأدْخِلنا برحْمتك في عبادك الصالحين.
أيها الإخوة المؤمنون، يقول الله عز وجل في سورة العلق:

اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ(5)

[سورة العلق]

أوَّل آية أُنْزِلَت في كتاب الله تعالى: اِقرأ، فهذا الدِّين العَظيم دِينُ عِلْم ودينُ حقيقة، ودين مَنْهج ودليل وتَعليم وعَقْل، إلا أنَّ القِراءة مُطْلقة واسِعَة جدًا، ويجب أن تقرأ باسم ربِّك، وما لم تَخْتَر مَوْضوعًا يَنْفَعُكَ في الدنيا والآخرة فهذه القِراءة لا تنْفَع، وقد دعا النبي عليه الصلاة والسلام ربَّهُ فقال:

((اللهمّ إنِّي أعوذ بك مِن عِلْمٍ لا ينفَع زمِن قلبٍ لا يَخْشَع، ومِن عَيْنٍ لا تَدْمَع، ومِن أُذُنٍ لا تَسْمَع))

وليس كُلّ عِلْمٍ نافِع، فَهُناك عِلمٌ نافِع وغير نافِع، وليس كلّ عِلمٍ مُسْعِد والعِلم الدِّيني هو وحْدهُ المُسْعِد في الدنيا والآخرة، فقوله تعالى: اقرأ فهِيَ قِراءة ليْسَت مُطلقَة ؛ بل قِراءَةً تنتهي بِها إلى ربِّك، وتعرَّفُ بها إلى ربِّك، وتُعَظِّم فيها ربَّك، وقِراءَةً هادِفَة.
قال تعالى:

اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3)

[سورة العلق]

أكْرَمَك بِنِعْمة الوُجود، وأكْرَمَك بِنِعْمة الإيجاد والإمْداد، والهُدى والرَّشاد، ثمَّ قال تعالى:

الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4)

[سورة العلق]

قال تعالى:

الرَّحْمَانُ(1)عَلَّمَ الْقُرْآنَ(2)خَلَقَ الْإِنسَانَ(3)عَلَّمَهُ الْبَيَانَ(4)

[سورة الرحمن]

فالبيان إحْدى نعَم الله الكُبرى على الإنسان ؛ بالنُّطْق والسَّماع تنتقل المعارِف بين لمُتعاصِرين، ولكن بالقلم والكتابة والقراءة تنتقل المعارف بين الأجْيال، وبين الأُمَم، فلولا نِعْمة القَلَم لما انْتَفَعتْ أُمَّة بِأُمَّة، ولا جيلٌ مِن جيل، والدليل نأخذ أحد العلماء ؛ الإمام الغزالي رحمه الله تعالى، كان يَحْضُر درسه عدد كبير جدًا فلما انتهى التواصل الشَّفَهي ومات انتهى عِلْمُهُ، أما حينما ألَّف كتاب عِلْم الأحياء فَعِلْمُهُ مُسْتَمِر إلى يوم القيامة، فبِالكتابة تنتقل المعارف من جيلٍ إلى جِيلٍ، ومِن أُمَّة إلى أخرى.
أيها الإخوة، قال تعالى:

كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (6) أَنْ رَآَهُ اسْتَغْنَى (7)

[سورة العلق]

فالإنسان في ساعة الافْتِقار يقول: يا ربّ، فإذا أغْناهُ الله وأتَمَّ عليه نِعْمة الصِّحة والمال ينسى الله عز وجل، فالإنسان المؤمن يشْكر الله وهو في الرَّخاء، ولكنَّ الشارِد يَذْكره وهو في الافْتِقار والشدَّة، لذا يَ"غى يتجاوَزُ حُدوده، ويتجاوَز في تَصَوُّراتِهِ، وفي سُلوكِهِ ؛ متى ؟‍ أن رآهُ اسْتغنى ؛ أنْ رأى نفْسَهُ مُسْتَغْنِيًا عن الله، لذلك إما أن ترى نَفْسَك مُفْتَقِرًا إلى الله، وإما أن يُريكَ الله افْتقارَك إليه، إن رأَيْتَهُ وَحْدكَ فهذه نِعْمةٌ عُظْمى، فالصَّحابة الكِرام رأَوْا افْتِقارهم إلى الله في بَدْر فَنَصَرَهُم الله، قال تعالى:

وَلَقَدْ نَصَرَكُمْ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ(123)

[سورة آل عمران]

لَكِنَّهُم في حُنَيْن رَأَوْا كَثْرَتَهُم فَخَذَلَهُم الله، قال تعالى:

وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمْ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ(25)

[سورة التوبة]

فأنت إن رأَيْتَ افْتِقارَك تَوَلاَّك الله، وإن اعْتَدَدْتَ بِقُوَّتِك وعِلْمِك ومالِك، واسَتَغْنَيْتَ عن الله ضِمْنًا خذَلَك الله، لذا مع الاسْتِغْناء الخِذْلان، ومع الافتِقار الإمْداد والرِّعايَة، إذًا يُمكن أن نقول: أنت كلّ يوم في امْتِحانَيْن ؛ امْتِحان الافْتِقار، وامْتِحان الاسْتِغْناء، فبِافْتِقارِكَ يتولاَّك الله، وباسْتِغْنائِكَ يَكِلُكَ الله إلى نفْسِكَ، ومَن توكَّل على نفْسِهِ أَوْكَلَهُ الله إيَّاها ويُؤتَى الحَذِرُ مِن مَأْمَنِهِ، ويُؤْتى صاحِب الاخْتِصاص من اخْتِصاصِهِ وصاحِب التَّفَوُّق من تَفَوُّقِهِ، وصاحِبُ المال مِن مالِهِ، لذا كُلَّما اسْتَغْنَيْتَ عن الله عز وجل أُخِذْتَ من اخْتِصاصِك، ومِن مَأمَنِك وتَفَوُّقِك، قال تعالى:

كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (6) أَنْ رَآَهُ اسْتَغْنَى (7) إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى (8)

[سورة التين]

الآن وازِنْ بين شَخْصَيْن ؛ قال تعالى:

أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (9) عَبْداً إِذَا صَلَّى (10)

[سورة التين]

رَجُلٌ يَنْهى الناس عن الصلاة ؛ حديثُهُ كاذِب ومُنْحَرِف ولئيم وأناني وكاذِب ومُنافق ودجَّال، ما دام يقطع الناس عن الصلاة فَهُوَ مع شَهوَتِهِ ومُنْقَطِع عن الله، قال تعالى:

أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ(1)فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ(2)وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ(3)فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ(4)الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ(5)الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ(6)وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ(7)

[سورة الماعون]

قال تعالى:

فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنْ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ(50)

[سورة القصص]

أين الجواب ؟ اُنْظر إلى أفعالِهِ وشَخْصِيَّتِهِ وُعودِهِ وكلامِهِ ودناءَتِهِ وخِيانَتِهِ، واحْتِيالِهِ واعْوِجاجِهِ فأخْلاقُهُ المُنْحَرِفَة أقْوى دليل على انْحِرافِهِ، وهو أصْغَر مِن أن يُناقَش ألا يَكفي أنَّهُ كذَّاب ؟ ومُحْتال ؟ وأناني ؟ وقَذِر ؟ ويَخُون ؟ أرأيْتَ إن كان على الهُدى ؛ اُنْظر إلى صِدْقِهِ وأمانتِهِ وعِفَّتِهِ واستِقامَتِهِ ومُروءَتِهِ وتواضُعِهِ ورَحْمَتِهِ، سُلوك المؤمن أكبَر دليل على إيمانِهِ، وسُلوك المُنْحَرِف أكبر دليل على إيمانِهِ، وسُلوك المُنْحَرِف أكبر دليل على انْحِرافِهِ، فهذه الآية قَوِيَّة جدًا ! قال تعالى:

أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (9) عَبْداً إِذَا صَلَّى (10)

[سورةال علق]

انْتَهَتْ الآية ! أرأيْتَ إلى أخْلاقِهِ وطِباعِهِ وعلاقاتِهِ وقَسْوِتِهِ وعلاقتِهِ بِزَوْجَتِهِ وأولادهِ، قال تعالى:

أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى (11) أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى (12)

[سورة العلق]

قال تعالى:

كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ (15) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ (16)

[سورة العلق]

مِن أشدّ أنواع التَّنكيل أن تَمْسِكَ الإنسان بِمُقَدِّمة رأسِهِ وتضرب الأرض بِرَأسِهِ ! تضْرب به فناصِيَةُ الإنسان مقدِّمة رأسِه، قال تعالى:

نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ (16)

[سورة العلق]

ماذا يوجَد في ذِهْنِهِ ؟ خُبْث واخْتِيال، وشَط وتَفْكير بالمعاصي، قال تعالى:

فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ (17)

[سورة العلق]

يأتي الإنسان يوم القِيامة وَحْده فَرْدًا، فَهُوَ في الدنيا له جماعَة، وأتْباع وأعْوان، فالإنسان أحْيانًا قد يَحْتاج إلى العِقاب فيأتي مائة تلفون يتوسَّطون لِهذا الشَّخص ! معنى ذلك أنَّ له أتْباع، وشبَكَة مُواصلات، وهذه الشَّبَكة تنتهي يوم القيامة، قال تعالى:

فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ (17)

[سورة العلق]

ليس معه أحد، تقول له: يا بني جَعَلْتُ لك صَدْري سِقاءً وبَطْني وِعاءً وحجري وِطاءً فهل مِن حسَنَةٍ يعود عليَّ خبرها اليوم ؟ فيقول: يا أُمِّي ليتني أسْتطيعُ ذلك إنَّما أشْكو مِمَّا أنت تَشْكين، قال تعالى:

فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ(101)

[سورة المؤمنون]

وقال تعالى:

لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِدًا(48)

[سورة الكهف]

ثمَّ قال تعالى:

سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ (18) كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (19)

[سورة العلق]

فإذا قال لك إنسانٌ: لا تُصَلِّي ! فلا تُطِعْهُ واسْجُد واقْتَرِب، سألني البارِحَة إنسان يعْمل في مُؤَسَّسة وصاحِبُها مؤمن، يَمْنَعُهُ مِن صلاة الجُمُعة، وهو تحت طائِلَة الطَّرْد من العمل !! فقُلْتُ له: لِيَطْرُدْكَ من العَمَل والله هو الغَنِيّ ولا طاعة لِمَخلوق في مَعْصِيَةِ الخالق، قالتْ له: إما أن تكْفر وإما أن أدَعَ الطَّعام حتى أموت ؛ سيِّدُنا سَعْد، فقال لها: يا أُمِّي لو كانت لك مائة نفْس فَخَرَجَت واحِدة تلْوَ الأخرى لما كفَرْتُ مُحَمَّد، فَكُلي إن شئتِ أو لا تأكُلي !! ولا طاعة لِمَخلوق في مَعْصِيَةِ الخالق، والي البصرة قال: إنَّ يزيد يأمرني أن أُنَفِّذ كذا وإن نفَّذْت الأمر عصَيْتُ الله، فقال الحسن: إنَّ الله يَمْنَعُكَ من يزيد ولكنَّ يزيد لا يَمْنَعُكَ من الله ! يأتي مرض خبيث لا يُمْكِن أن يُخَلِّصَهُ أحَد، أقْرَبُ الناس يبتعِدُ منك ! يأتي عِقاب أليم، أما إن كنتَ مع الله يُخَلِّصُك من كلّ أحَد، ويمنع كلّ أحدٍ منك أما إذا كنت مع الجبابرة فلا أحد يمنعُكَ منهم، ولا أحد يمنَعُكَ من الجبار الأعلى،: إنَّ الله يَمْنَعُكَ من يزيد ولكنَّ يزيد لا يَمْنَعُكَ من الله ! ولا طاعة لِمَخلوق في مَعْصِيَةِ الخالق، قال تعالى:

كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (19)

 




الساعة الآن توقيت السعودية الرياض و الدمام و القصيم و جدة 09:23 AM.


 
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024,
vBulletin Optimisation provided by vB Optimise (Pro) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

Search Engine Optimization by vBSEO 3.6.0