ازياء, فساتين سهرة


العودة   ازياء - فساتين سهرة و مكياج و طبخ > أقسام عامة > قصص و روايات > روايات مكتملة
تسريحات 2013 ذيل الحصان موضة و ازياءازياء فكتوريا بيكهام 2013متاجر ازياء فلانتينو في باريسمكياج العين ماكياج دخاني makeup
روايات مكتملة ~~~~****سجينات خلف قضبان القصور****~~~~~ يوجد هنا ~~~~****سجينات خلف قضبان القصور****~~~~~ هنا تنقل الروايات المكتملة فقط

فساتين العيد


 
قديم   #21

جود ي الحلوه


رد: ~~~~****سجينات خلف قضبان القصور****~~~~~


~~~~****سجينات خلف قضبان القصور****~~~~~






صار له ساعة من وصل جالس مع خواله وقلبه مشغول .. يبي يروح لها ويجلس معاها
يبي يتكلم ويرتاح .. ويريح قلبه وقلب امه اللي صار لهم حول الـ 5 ايام مشغولة قلوبهم
عليها وعن سبب وضعها اللي تعيشه الحين .. استأذنهم يبي احد يشوف له الطريق يبي
يطلع لها الغرفة اللي هي فيها .. بعد ماشافو له الطريق طلع هو ونجود لغرفتها .. شاف
امه قاعدة عند راسها وتقرا عليها .. اشر لها بعيونه يبي يعرف اذا هي نايمة او لا مدت
يدها له : تعال يمه ..
قرب منهم .. وشافها مغمضة عيونها وماتتحرك ابد .. جلس جنب امه وقلبه يعوره من
شكلها .. ماتبي تاكل ولا تبي تكلم احد .. وهالشي اول مرة يصير لها .. طلب من امه
تبعد عنها شوي ومسك يدها .. حسها مثل قالب ثلج من شدة برودتها .. مسح على شعرها
وناداها باسمها .. انتظر انها تتكلم بس ماتكلمت .. وهالشي اصلا هو متوقعه وعارف
من الاول انها ماراح ترد .. اشر لامه ونجود يطلعون من الغرفة ويخلونه لحالهم وفعلا
طلعو ثنتينهم .. قرب منها اكثر وناداها بصوته الحنون : دنو .. انا داري انك تسمعيني
بس ماتبين تردين .. كذا يعني تزعليني منك ؟ وانتي اللي طول عمرك ترمين همومك
علي .. قولي لي كل شي .. تكلمي وربي لاشيل الحزن منك بس لايضيق صدرك ...
بس تكفين اذا لي غلا وخاطر عندك بس ريحيني .. ترى ورب البيت ماعرفت انام من
يوم قالت لي امي عن اللي صار لك وانا تعبان فهميني بس شلون رحتي عنده .. انتي
كنتي عنده ؟ طقك ؟ فهميني الله يرضى عليك ..
مد يده لها وضغطت عليها بقوة .. قربت منه اكثر وارتمت بحضنه وصاحت .. يمكن
هذي اول مرة من صار لها اللي صار تبكي عند احد .. كانت كاتمة كل شي بقلبها ...
ماتكلمت او شكت اي شي .. ضمها بقوة وخلاها تصيح بحضنه وحس باظافرها تنغرز
بكتفه .. كان يبيها تفرغ كل اللي بقلبها بس تتكلم .. يبي يسمع تفاصيل اللي صار في
هذيك الليلة .. انتظرها تتحرك او تبعد عن حضنه .. بس هي لقت هالحضن اللي كانت
تتمناه من اول .. هالشخص اللي مهما رمت همها عليه يتحمل ومايشكي .. كان موجود
دايم معاها باوقات كان ابوها يغيب عنهم .. وحتى امهم تكون عند اهلها لحد ماغيبه
عمله عنهم من 4 سنوات بعد التحاقه بالجيش وعمله في تبوك ..
مسك كتفها يبي يبعدها عنه شوي لكنها تمسكت اكثر فيه .. تركها براحتها وهو يهمس
لها بحنية : دنو تكفين وربي ماجيت هالمشوار كله الا عشانك وماخذيت هالاجازة الا
بعد حب الخشوم وانتي تعرفين شلون شغلي وارتباطاته ابي بس توعديني انك تقولين
لي اللي صار لك .. وانا ادري بغلاتي عندك وادري انك عمرك مارديتني ..
انتظرها شوي يبي منها اي رد .. بعدت عنه شوي وناظرته .. حس انها مخنوقة ومو
قادرة تتكلم او توصف له مشاعرها اختصر كل شي بسؤال كافي انه يريحه ويريحها
هي بعد من هالضغط النفسي اللي تعيشه : احد لمسك ؟ احد قرب منك .. " ماعرف
شلون يوضح لها سؤاله كان خايف ومتوتر " يعني ..
هزت راسها بسرعة بلا .. ونزلت دموعها على خدودها : لا ما صار شي بس واحد
فيهم .. وبدت تتنهد وهي تحكي تفاصيل تلك الليلة المرعبة بالنسبة لها .. سمعها للآخر
ارتاح كثير انه محد افقدها شرفها .. لكن تضايق من حال اخته .. اخطر الاوقات اللي
ممكن تأثر على الانسان هي لحظة الاستيقاظ من النوم .. هاللحظة الانسان مايكون في
حالة ادراك كلي للي حوله .. واي شي يتعرض له ممكن يأثر عليه بشكل كبير .. وهذا
اللي صار لها .. صحت على عيون قذرة تلتهمها .. ويدين متطاولة تلامس جسدها ..
وهالشي كان كفيل بهالصدمة النفسية اللي هي تعيشها ..
كانت تحكي له كل شي وترتجف .. ومابين كلمة والثانية تتردد الحروف كثير .. كان
واضح تأثير الصدمة عليها .. رحمها كثير هاللي صار لها مو قليل .. ضمها لصدره
وبدا يهديها .. هو بعد يبي من يسكن اوجاعه ... يبي له من يداوي جراحه .. يتحمل
كل شي عنهم بس مايبيهم يتضايقون او تتكدر خواطرهم .. مستعد يشيل هالحمل عنهم
تعود هالشي من صغره .. دايم يكون موجود معاهم ولهم .. الاخ الكبير اللي كل بنت
بهالدنيا تمناه .. : انتي قدها .. تحملي عشان خواتك ونادر .. وعشان امي .. ادري ان
اللي صار لك مو سهل .. بس كنتي قوية وقدرتي تواجهينه .. تحملي عشاني انا ..
مسكت المخده ولمتها بحضنها وضغطت عليها بقوة .. ناظرته وهزت له راسها : ان
شاء الله .. بس ابي ارتاح ..
مسكها من يدها وقام : تعالي معاي بس خلي امي تشوف انك طيبة عشان ترتاح طلبتك
سحبت يدها بكل هدوء : بعدين .. مو الحين عشان خاطري .. انت قول لهم اني طيبة
بس ابي اقعد لحالي ..
ابتسم وهو يحس براحة انه غير من نفسيتها شوي .. اول مادخل لها ماكانت تتحرك او
حتى تنطق بحرف واحد .. كلامه معاها واسلوبه خلاها تفك عقدتها شوي شوي وتقول
له كل شي صار .. احترم رغبتها ودنق عليها حب راسها .. ومشى طالع من عندها ..
قبل مايطلع تذكر انه ببيت خاله .. طلع جواله من مخباة ثوبه واتصل على امه تشوف
له الطريق .. ثواني وجاته واول مافتحت الباب راحت لها عيونها على طول .. واول
ماشافتها قاعدة وتناظر الشباك ارتاح قلبها انها قامت مسكها من يدها وسحبها لخارج
الغرفة : مافيها الا العافية يمه .. بس خلوها ترتاح شوي وهي بتطلع من نفسها .. هي
وعدتني وانا اعرفها ماتخلف بوعدها ابد ..
حطت يدها على راسه : الله يخليك لي ياوليدي ويوفقك ..
ابتسم لها وحب راسها وراح للمجلس يقعد مع خواله ..




/
\
/
\







كل البنات طالعين من الصباح لبيت خالتهم الا هي كانت تحس انها تبي تختلي بنفسها
شوي .. تبي تعرف شلون تقرر حياتها .. ابوها للحين مافاتحها بالموضوع رغم انه
صار له متقدم لها من كم يوم .. رغم انها سمعته يتناقش مع امها كذا مرة بس للحين
محد جا كلمها وهالشي زاد قلقها وخوفها .. تناهى لمسامعها همسهم في الصالة وهم
يتناقشون في موضوعها .. سمعت صوت ابوها اللي اتعبته سنوات العمر ومشقات
الحياة وصعوباتها : اخوها بيجينا وبشاوره وعقب بحاتسيها وباخذ رايها والله يامريم
ماودي اكسر بخاطر خواتها .. يعني تهقين ماتجي بخواطرهن يوم اختهن اللي دونهن
تعرس قبلهن ؟
اشرت له بعينها تبيه يقصر صوته لا تسمعه موضي : خواتها مايبون يوقفون نصيب
اختهن هن لاجاهن النصيب راحن .. وربعنا بيعذرونك هم يدرون بحالنا كله هالبنات
ملي البيت .. من وين لنا نكسيهن ونطعمهن ؟ انشدو عن الرجال وتسانه رجالن سنع
وراعي دين لاترده ياولد عمي ..
سكت شوي وقعد يفكر بكلامها .. اوقات يقتنع .. واوقات ثانية لاشاف نورة وشيخة
يتردد مايبي يجي بخاطرهم شي لاشافو اختهم اللي اصغر منهم بسنوات تتزوج قبلهم
مايبي يبت في الموضوع الين يجي راكان للديرة بعد اسبوع ونص ويعرف رايه ...
يبي يشاوره هذا ولده الكبير وسنده بهالدنيا ..
من جهتها كانت تسمع كل الحوار .. كلام ابوها فتح جروح بداخلها هي بعد تتألم لهم
تبي تفرح فيهم قبلها .. تتمنى لو ربي يكتب لهم نصيب وتشوف كل وحدة فيهم في
بيت رجلها ومعاها عيالها ..
وبنفس الوقت تحس انها ودها تصرخ وتسمع العالم .. تبي تقول لهم ابيه .. هالانسان
انا احبه وابيه .. ومادام هو اشتراني انا بعد بشتريه ..كبر قدره بقلبها بعد ماتقدم لها
حست انه فعلا شاريها مالتفت ابد لأي فوارق بينهم رغم انه مدرس وهي ماكملت
تعليمها .. مثلها مثل اغلب بنات الديرة .. طوفان مشاعر يجتاح قلبها في هاللحظة
تخاف ينرفض تخاف يقولون له تعال بعد مايتزوجون خواتها ويروح ولا عاد يرجع
لهم ابد .. وهي تحبه وتبيه ومقتنعة فيه ..
تعبت من كثر التفكير وحست انها لو بتقعد في هالدوامة بتتعب اكثر قامت على طول
وراحت عند خواتها اول مادخلت عليهم تركت كل تفكيرها وهمومها وراها ورجعت
لهم بشخصيتها المجنونة : من تحشوووووووون فيه ؟
التفتو كلهم عليها مفزوعين .. ضحكت نورة على شكلها شعرها منتفش ومارتبته اول
ماقامت : كدي شوشتس بالاول وتعالي عقب نعلمتس ..
فطسو كلهم على شكلها وهي ترتب شعرها .. قعدت على طول وفكت جديلتها وبدت
تسويهم من اول .. شعرها متوسط الطول ومو ناعم يعني متوسط .. بس اذا صحت
من النوم ومع الحركة يعتفس كله ويصير شكلها حوسة ومضحك بنفس الوقت مدت
يدها وخذت الابرة والخيط ..
سحبته منها سارة على طول : شيلي يدتس عساها الكسر مانبيتس تخيطين معنا من
زين شغلتس يالرفلا ..
طقتها على يدها بقوة : ضفي وجهتس عني .. بخيط غصبن عليتس .. اعوذ بالله وش
ذا الحسد .. الحمدلله ان رزقي ماهو بيدتس تسان انا ميتة من زمان ..
حطت شيخة يدينها على اذونها وصرخت فيهم : بس اسكتو ادوختونا بهذرتكم لعنبو
ابليسكن وانت ماتجتمعن الا وتطاقن ..
ضحكو ثنتينهم وطنشو كلامها .. واستمرو بمناوشاتهم اللي تصير بينهم في كل مرة
يجتمعون فيها ,, وحاولت موضي بقدر الامكان تترك قلبها الحين .. وتغيب نايف
مؤقتا .. وتتركه خارج حساباتها حتى اشعار آخر .. وتتمتع بتفاصيل وقتها معاهم ..
ماتدري يمكن اذا ربي كتب نصيب بينهم تترك الديرة وتروح معاه للرياض وتبعد
عن خواتها وبنات عمها وبنات الديرة .. وماتشوفهم الا في فترات متباعدة .. مجرد
ماطرى هالشي بداخلها ولد احساس حزن عميق على لحظة راح تفقد فيها هالقلوب
الطيبة ..




/
\
/
\





قاعد بغرفته قبال المراية يناظر كشخته .. فرحته لاتقاوم اليوم وهو رايح يتقدم لها
كان يعد الدقايق والثواني يبي هالوقت يمر بسرعة ويطير لها .. فرحة لاتوصف
بعد ما اعطي له الضوء الاخضر انه يتقدم لها هاليوم .. اليوم هذا اللي انتظره من
زمان وتمناه والحين قدره له رب العالمين .. ناظر في نفسه بالمراية كان راضي
عن شكله يحس ان فرحته والحب اللي بعيونه يجمله اكثر .. ابتسامته تزين وجهه
وتزيده جاذبية على جاذبيته .. احساسه يقول له انها راح توافق عليه .. هالشي
هو متأكد منه بعد ماجس النبض .. ماراح يطول بالملكة وامور الخطبة .. فترة
بسيطة ويتزوج على طول .. شهرين او ثلاث بالكثير يكفيه هالسنين اللي قضاها
في انتظارها .. مايبي يضيع يوم واحد بعيد عنها .. تفكيره كله يروح لها مايقدر
يقاوم احساسه الجارف اللي يحبها بجنون .. سمع صوت ابوه يستعجله .. التفت
له على طول وابتسم على مضض .. هالصوت صحاه من ذكرياته المريرة وخلاه
يستوعب واقعه ... هالمرة غير كل التفاصيل تختلف .. ولا
شي مثل قبل .. لا احساس اندفاع وحب جارف يسبقه ولا لهفة وانتظار وترقب
لهاليوم .. ولا اي اشعور آخر .. مجرد شخص مسير على كيف مايرضي ابوه
وخلاص .. رايح معاه ارضاء له ورغبة منه يفرحه ويحسسه بالسعادة اللي هو
يتمناها .. فرق كبير بين خطبته الأولى والحين .. برود بداخله واحساس بتبلد
يلف مشاعره .. يمكن لانه رضى بالامر الواقع واستسلم لهم بالآخر .. هم يمشونه
على كيفهم وين مايبونه يروح هو معاهم .. بيروحون للمياء اللي قالت لهم انها
بتكلم نورة يوم السبت او الاحد وهم يجون يوم الاثنين يتقدمون بشكل رسمي
وبعدها ترجع معاهم للرياض الى بعد العيد .. ووقتها يتلقون جواب اهل نورة
على خطبتهم ..
نزل وشاف امه وخواته قاعدين هم بعد ساحبين على الدوام كعادة اغلب الطلاب
في المدارس والجامعات آخر يومين او ثلاثة قبل الاجازة يعطون انفسهم اجازة
مسبقة .. رسيل مبوزة ومو عاجبها الوضع ابد وتناظر فيه بنظرة رجاء انه يغير
رايه في آخر لحظة .. اما سما كان الحماس ظاهر عليها .. قرب من امه وحب
راسها ويدها : ادعي لي يمه تكفين ..
رفعت يدها للسماء ورفعت صوتها وهي تدعي له : الله يوفقك ياوليدي ويسهل لك
دربك ويسخر لك بنت الحلال وتوافق عليك ويتمم عرسك على خير يارب ..
ناظرها ابو طلال بنص عين : الدعاوي كلها راحت لحبيب القلب والمسكين اللي
رايح معاه بنفس الخط ماجاه شي .. حتى لو انها دعوة بالغلط ..
ابتسمت على كلامه : الله يوفقك ويوفقه بس هو معرس وابي افرح فيه لا تسوي
فيها الحين تغار من ولدك ..
كان واقف مكانه يناظرهم واضحة الفرحة عليهم ناظر سما وهو يشوفها مطلعة
عيونها فيه حس انه وده يبوسها .. فيها شقاوة حلوة تبين على نظراتها وحركاتها
شافته يناظرها واستغلت الفرصة شوي : طلال تكفى بروح معاكم .. كلهم حالفين
علي ما اروح .. واللي يسلمك طلبتك ..
ناظرها مستغرب .. هذي تتكلم جد ولا تمزح .. بس اللي اكد له كلامها رد رسيل
عليها بعصبية : اوووه ترى قلبتي روسنا بحنتك .. وين تروحين له .. على بالك
يعني تمشية ووناسة ..
التفت لها ابوها وقال بصوت حازم : وانتي للحين على هالموال .. قلت لك لا من
الاول لا تقعدين تغثين اخوك بعد .. ان شاء الله اذا ربي كتب نصيب بينهم تروحون
معنا ..
قامت رسيل بترقى لجناحها وقالت بلا مبالاة : وع .. وين نروح له اصلا .. عني
انا متنازلة والله لو تحبون السما مارحت لهم .. هذا اللي ناقص بعد ..
ماردو عليها لانهم من فتحو هالسالفة وهذا موالها بعكس حماس سما الغريب سلمو
عليهم واستأذنوهم طالعين .. ركب طلال سيارته وركب معاه ابوه .. ورددو دعاء
السفر
"الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر،( سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَإِنَّا
إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ )
" اللهم إنا نسألُكَ في سفرنا هذا البرَّ والتقوى، ومن العمل ما ترضى، اللهم هون علينا
سفرنا هذا واطو عنا بعده، اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل، اللهم إني
أعوذ بك من وعْثاءِ السفر، وكآبة المنظر وسوء المنقلب في المال والأهل" .. وتوجهو
لقرية العتيق .. مكان مايسكنون بيت ابو راكان ..




/
\
/
\

 
قديم   #22

جود ي الحلوه


رد: ~~~~****سجينات خلف قضبان القصور****~~~~~


~~~~****سجينات خلف قضبان القصور****~~~~~



الجزء الخامس
[ الفصل الثاني ]‎‎‎‎



/
\
/
\



{ .... يـآ الله اي جنون يعتريني لانسلخ مني ..
واي غباء يكاد يفقدني ذاتي ..
بل اي حنين بات يسلبني لحظات الفرح ..
واصبحت انزفك جرحاً .. حتى آخر قطرة ندم ..
هل بات حبك وصمة ألم .. اتعايش معها ماتبقى من العمر ؟
رحماك ربي فما عدت احتمل هذا العذاب ..



طريق جديد لأول مرة يسلكه .. غريب عليه هذا الطريق .. والأغرب ثورة مشاعر
متناقضة بداخله .. مابين احساس الاندفاع لتجربة جديدة قد تحمل الفرح او الحزن
ومابين التفكير بالماضي .. كان اغلب الطريق ساكت واذا تكلم قال جمل مقتضبة
ناظر لمفرق في الطريق وماعرف وين يروح بالضبط وهدا شوي : هالحين شلون
اكمل طريقي ولا اروح يمين ؟
التفت ابوه يناظر اللي حوله .. : امش قدام اسأل الراعي اللي قاعد تحت الشجرة ..
راح له وكلمه من شباك السيارة .. اخذ منه الوصف بالضبط وتحركو اول مادخلو
القرية ذهل من اللي يشوفه .. اطفال في عمر الزهور بثياب ممزقة الا القليل منهم
يلعبون بطرف القرية بأقدام حافية .. وبيوت طينية جدا صغيرة دخلو للداخل اكثر
وكل ماتعمق في القرية زاد تفاجأه .. التفت لابوه وشاف نفس علامات الدهشة على
وجهه تجمعو حوله اطفال الديرة اول مرة يشوفون سيارة بهالفخامة اغلب السيارات
عندهم وانيتات .. حتى المدرسين سياراتهم عادية او حتى سيارات قديمة لمثل هالطرق
نزل قزاز الشباك واشر لواحد من العيال يجي له .. كان مستانس حيل انه ناداه وراح
له ركض .. وجو معاه باقي العيال يبون يشوفون هالانسان اللي عمرهم ماصادفوه ..
ابتسم له ابتسامة بريئة وانتظره يتكلم .. : وين بيت ابو راكان ؟
قرب منه ولد كبير شوي ومبين انه في المتوسط .. : بيت عمي عبدالرحمن بعيد مو
هنيا .. " حك راسه وهو يناظر في البيوت وماعرف شلون يوصف له " امش وراي
وانا اعلمك ...
وقبل يتكلم طلال تكلم ابوه يخاطب الولد : اركب وانا عمك ..
استحى الولد وبانت علامات الخجل .. على وجهه قرب من السيارة وركب في السيت
الخلفي وعيونه على كل العيال اللي يناظرونه وبداخلهم يتمنون لو كانو مكانه .. كانت
لمعة الفرحة بادية في عيونه وهو يتأمل داخل السيارة .. التفت له ابو طلال وابتسم
له : يقرب لك ابو راكان ؟
نزل عيونه وتكلم بخجل : ايه عمي اخو ابوي الله يرحمه ..
هز له راسه : الله يرحمه يارب ...
كان يدلهم الطريق الين وصلو بيت طيني صغير بجانبه عدد من البيوت وامامه امتداد
لارض مافيها بناء .. شاف مجموعة رجال قاعدين .. اكيد انهم رجال القبيلة مجتمعين
عند ابو راكان .. على طول نزل مشعل يركض ووقفو الرجال الا رجال واحد فيهم
ظل قاعد مكانه .. نزل ابو طلال ونزل بعده طلال اللي للحين مو قادر يستوعب اللي
هو يشوفه .. ومابين احساس الشفقة بداخله على هالناس وطبيعة معيشتهم تولد بداخله
احساس آخر انه بزواجه بينتشل انسانة من صميم الفقر .. سلمو على الرجال وقعدو..
انصدم يوم شاف ابو راكان وهالشي خلا احساس الشفقة يكبر اكثر من قبل حس انه
بهالزواج راح ينقذ عائلة كاملة من الفقر والألم .. ورسم بداخله نوع من الرضى انه
يعمل هالخير لهم .. الموضوع كان ممهد مسبقا .. واليوم هم يتقدمون بشكل رسمي ..
تكلم ابو طلال كرجل محنك واستمعو له باصغاء تام اما هو فضل صمت يوم تكلمو
الشياب .. اعجب في رجال القبيلة .. اللي يجمعهم مع بيت ابو راكان اواصر معرفة
وتقارب حتى لو من بعيد لكنهم جو اليوم يشاركونه هالفرحة : وابد والله يا ابو راكان
ان شاء الله اذا ربي كتب نصيب نعرفكم اكثر .. واي شي تبي تعرفه انا حاضر
هذا هو ولدي رجال كلن يشهد له بالصلاح .. ومو لأنه ولدي قاعد امدحه .. هذي
شهادة كل من يعرفه ..
بانت معالم الفرحة على وجه ابو راكان .. كان مستانس اليوم بخطبة نورة اللي من
اول والكل يدعي لها ربي يرزقها بالزوج الصالح تكلم بعد ما اطال التفكير : والنعم
والله يا ابو طلال .. رجالن طيب ومن نسلن طيب .. واحنا ياخوك نشري الرجال
ومانبي لبناتنا الا الستر ..
استمر النقاش والحوار بينهم قرابة الساعتين .. حتى صدح صوت الحق معلن دخول
وقت صلاة المغرب .. قامو بعدها كلهم للمسجد القريب .. وقعد ابو راكان يصلي
مكانه ..
رجع من الصلاة ومشى معاهم يلتمس الطريق .. بدا الظلام يحل .. والانوار قليلة
في هالمكان والبيوت فيها مكتفين بانوار عند الباب الخارجي بعضها مكسر والبعض
الآخر معطل .. جلس وهو ينتظر ردهم على كلام ابوه .. ومايدري ليش حس انه
يبيها يمكن احساس الشفقة اللي كبر بداخله خلاه يتحمس انه يعوضها عن هالحرمان
اللي تعيشه ..او يمكن لانه حس انها ممكن تكون مختلفة تناقض تمرد وشراسة حنين
اللي اتعبته تكلم مع ابو راكان بكل راحة وهو يحس هالانسان يدخل القلب من اوسع
ابوابه .. راحو الكل لبيوتهم وبقو هم وابو راكان وعيال اخوه بدون اي تعقيد للأمور
ابتسم بوجهه السمح لابو طلال وتكلم بكل حب : على بركة الله يابو طلال ..
ناظرو بعضهم مستغربين .. وتكلم ابو طلال يستفسر : يعني شلون تم الموضوع ؟
ابتسم له على طول : تم وانا اخوك .. ومتى ماتبون العرس والله مانردكم ..
هز راسه يبي يستوعب اللي ينقال .. هو توه مقرر يخطب وهذول وافقو ويتكلمون
عن العرس بعد .. : بس ياعمي الله يهداك شاور الأهل بالأول .. وبعد ابي اعرف
راي البنت ..
اشر له بيده بمعنى لا : بنتي رايها من رايي ماعمرها عصتني.. وانا قلت كلمتي والله
ما اردها ولا ابدلها ..
قبل يتكلم اشر له ابوه بيده يسكته : اجل توكلنا على الله .. وخير البر عاجله بس خلنا
نروح نبلغ الاهل وبعد العيد ان شاء الله نجي لكم بالمهر ونحدد العرس ..
تبادول هالاثنين الابتسامات وجلس هو بينهم مذهول .. ابد ماكان يتوقع يصير هالشي
يعرف الابو يشاور اهله ويسأل البنت عن رأيها ويردون عقب اسبوع او اثنين او حتى
يمكن اكثر .. توه مابعد استوعب وضعه الجديد .. حددو الملكة بنفس يوم الزواج حسب
عادات اهل هالديرة .. كان يقاوم كل الصراعات اللي بداخله .. صراخ من الاعماق
" يااارب هذا كله حلم " فتح عيونه وشاف كل شي قدامه .. سمع كل الكلام اللي مايبيه
شاف ابوه يطالعه .. وابتسم لابو راكان مجاملة .. استأذنوه ومشو راجعين للرياض
بعد ماطلعت لهم لمياء من بيت ام محمد اللي كانو مجتمعين فيه الحريم ..





/
\
/
\



قبلها بوقت وقبل مايجي طلال وابوه كانو البنات مجتمعين .. نورة ركبت راسها
ماتبي هالعرس ابد .. رغم كل محاولات اقناعها الا انها رافضة كليا لهالموضوع
وماتبي حتى النقاش فيه : يمه واللي يسلمتس مابي اطلع من الديرة .. لاحد يغثني
تسانه يبي العرس ياخذ شيخه ..
شهقت شيخة على طول وقالت باعتراض : يقال لي الحين بايرة يومتس تنازلتي
عنه .. حلال عليتس مابيه ولا ابي العرس ..
قربت منها خالتها ومسكتها مع يدها : هذا كلامتس ؟ وانا اقول نورة العادزل اللي
كلن يشاورها وياخذ رايها وشوله تركبين راستس وماتبين العرس يابنيتي اذا ماهوب
عشانتس عشان خواتس اللي ينتظرن نصيبهن يجيهن لا اعرستي .. هماه ابوتس
مايبي يزوج موضي الا عقب ماتعرسن انتي وشيخه .. كبري عقلتس ولا تظلمين
خواتس وانا خالتس ..
مسحت دمعة وحيدة نزلت من عينها وناظرت خواتها اللي يناظرونها : خواتي على
عيني وراسي بس عرس مابي .. انا من عرفت الدنيا وانا ماشوف الا هالديرة شلون
تبوني اروح لمتسان ما اعرفه .. ولا اعرف اهله .. وهاللي جايني وش اللي يدريني
تسانه صاحي ولا علومه شينة ..
ناظرتها امها بنظرة حانية .. وربتت على كتفها : اخوتس بينشد عنه .. وعن اصله
وفصله .. لاتكسرين بخاطر ابوتس ماشفتي فرحته يوم درا باللي جايينتس ..
سمعو صوت الباب وعرفو انها لمياء جايتهم ركضت نورة للحمام ( تكرمون) تبي
تغسل وجهها .. سحبت نفس عميق ومسحت وجهها بطرف كمها .. رتبت شعرها
ورسمت ابتسامة مغصوبة على شفايفها وطلعت سلمت عليها تكلمت معاهم وسولفت
كانت تشوف الفرحة بعيونها بس ماقدرت تتقبل هالفكرة ابد من امس وهي تعارض
وترفض ومحد سمع لها .. يشوفون في رفضها رفس للنعمة اللي المفروض تحمد
ربها عليها رغم انهم مايعرفون وضعه المادي ولايدرون مستوى الثراء اللي يعيشه
الا انه رجل عازب من المدينة معناها فرصة ذهبية يحسدونها عليها كل بنات ديرتها
بعد نص ساعة من جلستها معاهم استأذنتهم انها تبي نورة على انفراد ودخلت معاها
بالغرفة وسكرو الباب .. كانت نورة مبتسمة في داخلها لانها تدري انه كل شي بينقال
راح يسمعونه .. لانه البيت صغير والغرف متلاصقة .. جلست هي وياها بينهم دلة
القهوة .. بطبعها خجولة ماتعرف شلون تتكلم مع اي ناس من غير ديرتها .. لاحظت
لمياء ارتباكها وحيرتها .. مبين من حركة عيونها مو عارفة تركز نظرها على شي
معين : اليوم جيتك ابي اعرف رايك .. ادري انه صعب تفكرين وتقررين بيوم بس
ابي اعرف وش اللي جا في بالك ؟
حست بحرارة بوجهها .. اللي صار احمر من هالموقف .. : والله مدري وش اقول
لتس يا ابلة ..
مسكت يدها وظغطت عليها تبي تهدي رجفتها : ناديني لمياء .. مالها داعي الرسمية
رفعت راسها وابتسمت لها وحاولت توصل لها رفضها بافضل طريقة : انا مابي
ابعد عن اهلي وعن الديرة .. ماتعودت اعيش الا مع جماعتي وبديرتنا .. واخوتس
بيلقى اللي تسعده ان شاء الله .. " وترددت الحروف بداخلها .. كانت تحاول تقاوم
رجفة يدها .. وحرارة وجهها اللي تصاعدت " تكفين لا تحرجيني ..
احترمت رغبتها في الرفض .. شي طبيعي لانسانة عاشت 29 سنة من عمرها في
قرية كل من حولها بالنسبة لها اهل .. خصوصا انها لاحظت ان هالبنت محبوبة عند
كل اللي حولها : نورة انا مابي اجبرك على شي .. انتي فكري واستخيري وان شاء
بتلقين الخيرة في اللي كتبه لك رب العالمين ..
حاولت تعترض بس اشرت لها تسكت : لاتقولين شي الحين ولا ابي اسمع اي كلام
لافكرتي واستخرتي ردي لي .. واي قرار تتخذينه راح يرضي الكل ويرضيني حتى
لو رفضتي ..
نزلت راسها تفكر بكلامها ..بالاخير استسلمت لها كنوع من رد الجميل للإنسانة اللي
وقفت معها في اصعب ظروفها : ان شاء الله ..
كان كل شي بداخلها رافض لهذا الزواج بكل صوره .. هي تشوف ان العريس مو
مناسب لها .. او بالأصح هي مو مناسبة له .. ومنظورهم لها منظور شفقة مو اكثر
وماتبي تبني حياتها على اساس شفقة قد يتصدع او حتى ينهدم هذا الاساس اذا حست
انها بلا كرامة في زواج غير متكافيء بنظرها .. رجعو يجلسون معاهم بالصالة ...
كانت كل النظرات مصوبة عليها .. شافت بعيون موضي ترقب وهالشي زود الإلم
بداخلها " اعذريني ياموضي .. هالمرة بخيب رجاتس " غمضت عيونها وهي تسمع
سوالفهم .. وبداخلها دعاء يتردد انه ربي يصرفه عنها ..



/
\
/
\



بعد مامشو رجعو لبيتهم كانو رايحين بقلوب كلها فرح وترقب الا هي .. تمشي
وكأنها تساق الى موتها .. تدري انه مستبشر خير من كلامه امس .. بس هي الحين
بتخذله .. اول شخص يتقدم لها بحياتها بكل سهولة ماتبيه .. رغم انها بنظر الكل
عانس وهذي فرصتها الوحيدة الا انها رافضة هالفرصة مهما كانت النتائج .. دخلت
تصلي العشا .. وتمددت بالغرفة تبي ترتاح ارهقت نفسيا وجسديا هاليومين .. وماتبي
تتعب نفسها اكثر ..
سمعت صوته يناديها من الصالة وفزت على طول رايحة له .. شافت امها وخواتها
وسلمان قاعدين حوله .. جلست وهي تتجاهل نظراتهم لها .. : سم يبه ؟
اشر لها تجي جنبه : تعالي عندي وانا ابوتس ..
قربت منه وهي تحس قلبها يضرب طبول ماتدري شلون تقول له انها ماتبي هالعرس
نزلت راسها وناظرها ابوها .. شوي وتكلم : مثل ماتعرفين يابنيتي اليوم جاتس ناس
يخطبونتس .. وانا عطيتهم ..
فتحت عيونها على اتساعها تبي تتأكد وش اللي سمعته : وش عطيتهم ؟ " للحظة بس
استوعبت معنى كلامه وتساقطت دموعها على طول " شلون يعني ؟ الحين انت خلاص
موافق وقاضي وحتسيي مايغير شي ؟
ناظر زوجته مستغرب ردة فعل نورة هو كان يتوقع انه همها تتزوج مثلها مثل اي
بنت بس الحين تفاجأ بهالرد : انا عطيت الرياجيل كلمة .. وهقوتي فيتس ماتكسرين
كلمة ابوتس ..
التفت على امها وخواتها .. تبي احد يتكلم يقنعه يفهمه انها ماتبي تروح عنهم او تبعد
ماتبي هالعرس مادامه بيعيشها بعيد عنهم قالت بصوت مكسور : بس انا مابي هالعرس
يبه ..
ضغط على نفسه وحاول لأول مرة يكون صارم معاها بكلامه : نورة .. انا قلت كلمتي
وما اعيدها .. انا ابوتس واعرف مصلحتس اكثر من نفستس ..
قامت واقفة وهي مو مصدقة انه هذا كلام ابوها او تفكيره : بعتني يبه ؟ يوم شفت المال
والجاه اللي بيجي لك من هالعرس بعتني رميتني لهم انا نورة الغالية ترميني لهم عشان
وصخ دنيا ؟
قاطعها بلهجة حازمة : انا مابعتس ولا رميتس .. انا شريت الرجال اللي جاين عشانتس
وماقلت كلمتي الا وانا عارف ان الله مايخيبني ..
شافت شيخة تقوم وتدخل الغرفة .. بدت دموعها تغرق خدودها وهي تحاول تستوعب
اللي يصير .. مجرد اجبارها على الزواج اهون مليون مرة من فكرة انهم باعوها بدون
حتى مايشاورونها .. : يبه انتو حتى مانشدتو عنه .. ماتدرون هو صاحي ولا مجنون
ارخصتني وانا اللي كنت اظن اني غالية عندك .. شلون تبيه يقدرني اذا اهلي ماقدروني
تسنكم ماصدقتو احد يطق الباب ورميتوني عليه ونزلت راسها وبدت تنشج نشيج يقطع
القلب .. غطت وجهها وراحت للغرفة بعد ما التزم الجميع الصمت كان كلامها موجع
مؤلم .. ابوها كان يبي يسعدها مادرى انه بيشوف دموعها بس هو ما ارخصها .. يبي
لها السعادة ورضى بالانسان اللي توسم فيه الخير جاتها امها وشافتها قاعدة بركن الغرفة
الصغيرة حاطة راسها على رجلينها وتصيح .. : بس يانورة .. بس وانا امتس لاتقطعين
قليبي والله انه مايهون علي صياحتس .. يابنيتي محد ارخصتس الشاهد الله كلنا نحبتس
ونغليتس .. وابوتس ما رضى باللي جاتس الا وهو عارف انه رجال ..
رفعت راسها لامها .. كان خشمها احمر من الصياح .. ناظرت دمعة بعين امها : ياليته
غصبني عقب مانشد عنه .. وربي ارحم علي من هاللي يصير الحين .. تهقين وش قال
الرجال علي ؟ طايحة بتسبودهم .. ماصدقو يجيهم اول معرس ورموها عليه ..
مسحت على شعرها الطويل وسكتت ماتدري وش تقول لها .. كلامها جدا في الصميم
رجعت نورة دفنت راسها بين يدينها وقعدت تصيح احساس مقيت اللي يراودها بهاللحظة
هي طول عمرها تتمنى تتزوج مثلها مثل كل اللي بعمرها واللي الحين عندهم عيال بعد
بس ماكانت تبي تتزوج بهالطريقة المهينة .. حست بأنها كانت عبء ثقيل على اهلها
هم ماصدقو حصلو اول فرصة وتخلصو منها .. تجاهلت كل اصوات التهدئة حولها
ماكانت تبي احد يخرجها من دوامة معاتبتهم حتى ولو كانت بداخلها .. كل تفكيرها راح
له هو .. ماتلومه ابد لو ظن انها انسانة رخيصة مالها اي قيمة تذكر .. تسائلت بداخلها
كيف ممكن هالشخص يقدرها ويحترمها وهو يشوفها بضاعة بيعت له بثمن بخس ..
وقت طويل مضى عليها وهي في مناحتها .. حست بصدرها يألمها من كثر النحيب ..
رفعت راسها ومسحت وجهها بظهر كفها .. شافت موضي قاعدة جنبها ويدها على
راسها .. حاولت تبتسم لها بصعوبة وماقدرت .. رمت نفسها بحضنها ورجعت لها
نوبة الصياح من جديد تكلمت بصوت متقطع من بين شهقاتها : يبون يبعدوني عنكم
ياموضي .. والله مابي اروح انا شلون اقوم الصبح وما اشوف امي وابوي بالصالة
من اللي يكد لمنيرة شعرها ؟ من اللي يحنيكن ويخيط لكن هدومكن ؟ علميني ياموضي
شلون لا جا المطر ما اطلع معكن نتمشى بالمزارع .. و .. و وضاع منها الكلام بوسط
شهقاتها ..
ضمتها بقوة وهي تمسح على ظهرها : كلنا بنعرس وبنروح يانورة ..
قاطعتها بسرعة : بس انا مابي اروح .. الله يخليتس قولي لهم ابي اقعد معكم .. تكفين
ياوخيتي .. ورجعت تبكي بصوت اعلى .. ماكانت تحس باللي حولها .. حزنها اكبر
واعظم من مقدار تحملها ..
نزلت دموع موضي عليها .. وحولها خواتها يناظرونها .. كلهم ساكتين ودموعهم
على خدودهم .. تلاشى صوت بكائها .. وهدت انفاسها عرفت انها اكيد الحين نامت
اشرت لشيخة تقرب منها .. مسكتها شيخة ومددتها على الارض ولحفتها ..
ليلة كان المفروض تحمل لهم الفرح .. باتت واحدة من اتعس الليالي اللي مرت عليهم
بحياتهم احساس حسرة كبير بداخل ابو راكان من سمع كلام بنته .. يمكن هو تسرع
بس كان هدفه انه يسعدها ويعوضها عن حرمانها ليلة كئيبة مرت ببطء شديد عليهم
رغم محاولتهم انها تمضي مثلها مثل كل ليلة ..




/
\
/
\




كانت ساكتة طول الطريق من ركبت معاهم .. رغم انها حست بداخلها كلام كثير
ودها تقوله .. ودها تعرف وش انطباعهم عن اهل القرية وحياتهم .. متأكدة انهم
انصدمو مثلها اول ماجات لهالمكان .. ماكانت تظن ابد انه في اماكن تعيش بفقر
وحاجة مثل اللي شافتهم .. تجربة غيرت بداخلها الكثير وجعلت منها انسانة تحب
العطاء بغير حدود .. كانت ترد على تساؤلات ابو طلال باختصار .. تعتبره مثل
ابوها .. شخصيته مشابهة لشخصية ابوها الشيء الكثير .. جبلو على حب الخير
والتفاني والعطاء الدائم .. وانزرع هالشي بداخلها من الصغر .. ونما هالاحساس

وكبر بعد ماكانت تروح مع امها للجمعيات الخيرية وتحضر الندوات فيها .. لكن
تعيينها في هالقرية خلاها تتعايش مع هالواقع وتفهم احتياجاتهم ومشاعرهم وكل
اللي يفكرون فيه .. احبت القناعة والرضى بالقضاء والقدر هالصفتين يملكونها
وكأنهم ملكو كنوز الارض ..لاحظت صمته من اول مامشو غارق في دوامة من
الافكار .. هالشي مبين على ملامحه تبي تجلس معاه وتوصل له رد نورة اللي
قالته لها .. تبيه يتقبل الرفض لو صار بأي وقت .. ماتنكر انها صدمت برفض
نورة القاطع .. خيل لها انها بهالعمر راح تتحين اي فرصة وترضى .. لكن كان
تفكيرها مغاير لتوقعاتها ...وصلو الرياض وتوجه للبيت ونزلت معاهم .. كانت
تبيه .. تبي تعرف وش اللي دار في باله .. اي شي ممكن يقوله لها عن هاليوم
من حياته دخلت وتوقعت تلقى احد من البنات او خالتها ام طلال بس مالقت احد
قعدت بالصالة اللي فوق تنتظره دخل غرفته على طول وابو طلال دخل جناحه
اكيد بينام بعد هالمشوار المرهق شخص عملي الى ابعد درجة .. طال انتظارها
وهو بعده ماطلع مشت رايحة لجناحه وطقت الباب بهدوء انتظرته يرد بس ماسمعت
شي .. طقت اقوى من اول وفتح الباب على طول : اووووه عسى بس ما ازعجتك؟
رفع حاجبه وناظرها : يمكن 3 ساعات الا ربع رايح .. وكثرهم راجع وماشي حول
الـ 700 كيلو ابي ارتاح جايتني الحين وش تبين ؟ قولي لي بعد تبين العرس باكر ؟
زمت شفايفها وحاولت تخفي ابتسامتها : بتنام يعني ؟
زفر بغضب وهو يحاول يضبط اعصابه ماينفجر فيها :لا ابي منك الإذن لو سمحتي
خير وش عندك ؟
لفت بتروح عنه مبين مزاجه مو متقبل شي .. هذا لو قالت له انها رافضته وش يقول
لها : سلامتك روح نام بس ..
مسكها من يدها قبل تبعد : لمياء عندك شي تكلمي ترى مزاجي مقفل وواصلة معاي
لاتخليني احط حرتي فيك ..
فكت يدها وقعدت تفرك مكان مسكته : مافي احد بالبيت مادري وينهم .. قلت اقعد
معاك نسولف ونتناقش بالموضوع .. ابي اعرف رايك ..
طلع يمشي قدامها رايح للصالة يقعد فيها .. وانتظرها تجية وراه : رايي ؟ يابنت الناس
حيل الله اقوى .. وش اقول بس كله من تحت راسك يالسوسة ..
قعدت قباله وقالت ببراءة : وش مسوية انا عاد يقولون يابخت من جمع راسين بالحلال
وانا البنت معجبتني من زمان وماعندي اغلى من اخوي اتمناها له ..
رجع راسه على ورى ومسك جواله يناظره : سويتي اللي براسك وخلصتي ؟ جاية
تغثيني اليوم بعد .. ليش ماتروحين بيتكم تشوفين ابوك واخوانك تقابلينهم وتقعدين معهم
اطلقت ضحكة عالية على اسلوبه .. وناظرها بتعجب : قايل شي يضحك ؟
تجاهلت نظرته وهي تضحك : انا مادري انتي ليش معقد حياتك ياخي عيش ببساطة
اضحك فرفش شوي .. كل شي ماخذه بجدية ..
ابتسم نصف ابتسامة وهو يناظرها : نفس كلام سما .. تشبه لك كثير هالبنت .. احس
انك انتي اللي اختها مو رسيل ..
ضحكت على كلامه : حتى خالتي تقوله .. وميساء بعد تقول انه رسيل اختها وسموي
اختي ..
حط الجوال على الطاولة ومسح وجهه بيده : لا رسيل مغرورة شوي .. يمكن بينهم
نفس الاهتمامات بس الشخصية فيها اختلاف ..
استغلت فرصة انه رايق وبدا ياخذ ويعطي معاها بالكلام وحاولت تجس نبضه شوي
بطريقتها : اليوم تكلمت مع نورة ..
ناظرها مستفهم : من نورة ؟
كشت على وجهه وهي مبتسمة : رايح هالمشوار كله وتخطب ماتدري وش اسم اللي
متقدم لها ..
ضحك بصوت عالي وهو يحس بغبائه : الا اعرف اسمها بس ماجت على بالي ابد ..
" وحاول يبين عدم اهتمامه " امممم .. وش فيها ؟
رتبت الكلام قبل تقوله وتكلمت : تبي الجد تفاجأت انها رفضت الكلام في هالموضوع
" لمحت نظرته المصدومة هو بعد .. بس كملت كلامها " لكن جلست معاها لحالنا و
حاولت اقنعها .. ومارضيت الا وانا ماخذة كلمة منها انها تفكر وتستخير ..
ركز في كلامها وهو يحاول يستوعب انه رايح يخطبها وهي ترفضه : ترفضني ؟
حاولت تفهمه الموضوع شوي شوي : مو ترفضك بس بعدها مو متقبلة فكرة انها تبعد
عن ديرتهم ومحتاجة وقت تفكر فيه وتستخير ربها ..
ركز نظره على عيونها يبي يتأكد اذا هي فعلا صادقة بكلامها ولا بس تقول هالكلام
تجس نبضه : وهي عندها غير هالخيار عشان ترفض ؟ .. ومن قال انه بكيفها اصلا
ابوها تكلم وتفاهم معانا وانتهى الموضوع .. وبعد العيد بنروح لهم نحدد موعد العرس
قاطعته قبل يكمل كلامه : طلال وانت كل شي بالدنيا بتاخذه عناد .. قلنا لك اخطب
قلت ماتبي .. والحين اقول لك البنت مو مقتنعة تقول مو بكيفها ..
وقف وهو متنرفز من اللي سمعه آخر شي توقع انها ممكن حتى تتردد مو عاد ترفضه
يحس انها بتلقاها فرصة وجتها من الله ولازم تستغلها ولا ضاعت عليها : مو عناد
يابنت الناس .. بس احنا اتفقنا وانتهى الموضوع ورفضها او موافقتها ماتغير شي ...
بعدين تحمد ربها اللي جاها واحد مثلي .. وهي بهذيك الديرة من اللي بيعرفها ولا
بيدري عن بنت اسمها نورة .. وقال ايش مو مقتنعة ..؟ استغفر الله بس
ومشى نازل مع الدرج ..
قامت وراه تبي تلحقه : طلاااال .. وين رايح انت ؟ الحين هي ترفض وتعصب علي
انا .. " شافته ماشي ولا يلتفت لها ابد صرخت بأعلى صوتها " يااامغرور ..
وقفت مكانها وهي مقهورة منه .. الحين خلاها بالبيت لحالها ومحد فيه .. لو طلع ابو
طلال ولا جا سامي وهي بصالتهم .. مسكت الجوال بتدق على احمد اخوها يجي
يمرها بس نزلت الجوال يوم شافت ام طلال وبناتها داخلين البيت .. على طول نزلت
لهم وراحت تستقبلهم : ياهلا والله ومسهلا ..
طنشتها رسيل وهي تفصخ صندلها العالي ( تكرمون ) وراحت لها سما ركض : لمو
يالله حيها .. قولي انك بتنامين عندنا اليوم ..
ابتسمت لها ام طلال وقربت منها تسلم عليها : اجل قاعدة لحالك بالبيت ؟
ضحكت لها : ايه ولدك قليل الخاتمة حطني وراح وخلاني ..
سحبتها سما من يدها وبدت سيل الاسألة اللي ماينتهي عن تفاصيل يومهم وردة فعل
طلال .. وشلون العروس وهالتفاصيل اللي تصير بكل خطبة .. وجاوبتها لكل شي
الا انها ماعلمتهم برفض نورة لطلال .. ولفكرة الزواج من خارج الديرة ..
لاحظت عدم اهتمام ام طلال بالموضوع وكأنها رضت انه يبي يتزوج بس مو مقتنعة
بالعروس .. اما رسيل تركت الجلسة كلها لان السوالف بالنسبة لها ضيقة صدر ..
الوحيدة اللي كانت مستمتعة بهالتفاصيل هي سما .. تحس انهم على مشارف تجربة
جديدة يعيشونها بهالبيت ..
طلال اللي من طلع وهو يحس بنار تغلي بصدره .. جرح لكبريائه ترفضه وحدة اقل
منه بكافة المستويات .. لا في تعليم او مادة او حتى مستوى اجتماعي وهذا بحد ذاته
اعتبره اكبر اهانة له تلقاها بحياته .. صحيح هو ماكان يبيها وماحس انها مناسبة له
بس في الاخير هالزواج كله مايفرق عنده لكن انها ترفضه هذا شي ثاني .. ماكان حاط
في باله ابد انها تتردد بالموضوع .. لكن بالنسبة له كون انها رفضت هذا شي كفيل انه
يشعل كل مشاعر الغضب والتمرد بداخله .. مايتوقع ابوها يغير رأيه بعد ما اعطاهم
كلمة .. البدو معروفين كلمتهم وحدة ومستحيل يغيرونها .. وكلام لمياء خلق بداخله
نوع من التحدي .. اللي ماراح يخسره ابد ..




/
\
/
\




لمت شعرها القصير ومسكته بشباصة وهي ترتب بادراح الدولاب .. سحبت دفترها
الوردي اللي كانت تكتب فيه كل مذكراتها قبل ماتكبر وتترك هالدفتر للذكريات ..
قلبت في اوراقه وهي تسترجع آلامها .. هذا الشي الوحيد اللي كانت تشكي له بلا
توقف ..
" يمه اليوم حرقو بنتك .. وينك تشوفين شلون شوهوها ؟ "
التاريخ ١٢ - ٥ - ١٤٢٠ هـ
قبل ١٠ سنوات وكم شهر كانت بعمر الـ ١٣ وقتها ولانها رفضت تدخل غرفتها قبل
يجون ضيوفهم .. اوسمت جسدها بملعقة سخنتها على النار لحد ماتغير لونها .. ابدا
ماشفع لها صراخها وترجيها .. كانت قاسية قلبها جامد لايعرف الرحمة .. تلذذت في
تعذيبها وسماع تأوهاتها كانت تستمتع وهي تشم رائحة جسدها المحترق .. غمضت
عيونها وهي تكتم آهة بصدرها .. قلبت الأوراق بسرعة وفتحت على صفحة فاضية ..
دورت بين اغراضها على اي قلم راحت لدرج الكومدينة واخذت القلم وتركت المجال
لقلبها ينزف حروف نثرتها على هالصفحة ..

" امي ..
يا اعذب كلمة حرمت منها منذ الصغر .. استفيقي من سبات الماضي ..
دعي الأقدار تهديني حضورك ذات ألم ..
وازرعي الأحلام فيني جدديها .. ايقظي فيها الحياة بعد
ان تمادو بتعذيبي وابادوها ..

امي ..
وخالق السماء قتلوني .. قتلو طفولتي وصباي في مهدها ..
اوجعوني حد احتراق الجسد والقلب معا ..
وبت انزف اوجاعي قطرة .. قطرة .. وانزف معها بقايا الأمل ..
فما عادت الأحلام تهبني وجهك ذات اغفاءه ..
وما عادت الذاكرة قادرة على استرجاع
ملامحك المنسية ..

امي ..
ورب المصحف الشريف .. وأدوا صغيرتك حين غرة
والقوا بها في غياهب بئر الحياة ..
بلا طوق نجاة .. او حتى بصيص أمل "


رفعت نظرها وشافته جاي لها .. خبت الدفتر تحت المخدة وكأنها تخبي آثار جريمة بشعة ..
وقف عند باب الغرفة وركز نظره عليها : تعالي وراي للصالة ..
هالطلب كان كفيل انه يزرع بداخلها خوف عظيم منه " يااااارب اكفيني شر منال " تسارعت
نبضات قلبها وهي تمشي وراه كانت تحس انها تساق لموتها .. جلس على الصوفا الطويلة
باللون العنابي الفخم وانتظرها هي تجلس بعد .. وقفت مكانها وهي تدعي ربي بداخلها يهديها
الأمان .. رفع راسه وناظرها : اجلسي ..
ارتبكت وقعدت على طول .. كانت مركزة نظرها عليه تبيه يقول لها كل شي ثواني الانتظار
كفيلة انها تقتلها شوي وشافته يطلع من جيبه جوال ومده لها .. برودة سرت بجسدها وعجزت
حتى انها تمد يدها تاخذه " صوري .. شاف صوري معاه يارب خذ عمري قبل لايعذبني "
صحاها من مخاوفها صوته الهادي : هذا جوالك .. خذيه ..
ما استوعبت كلامه بعده الخوف مزروع بقلبها .. رفع صوته اكثر : ديما خذي الجوال ..
مدت يدينها المرتجفة وهي تصارع خوفها منه كمل كلامه بلهجته الصارمة .. : لا تمسحين
السجل ابد .. كل يوم باخذه واراجع سجل مكالمات اليوم كله ..
ابتسامة سخرية ارتسمت على شفايفها " يا الله وش هالغباء اللي تعيشون فيه .. راقبو اللي
تستحق المراقبة "
هزت له راسها وقالت بصوت اقرب للهمس : ان شاء الله ..
ثواني صمت وتكلم بعدها : انتبهي لنفسك يابنتي .. ترى البنت اهم ماعليها سمعتها ..
" بنتك ؟ .. بنتك .. لاتمثل الدور مو لايق عليك دور الأبوة .. بنتك اللي انت تقصدها تلعب من
وراك .. " نزلت راسها وهي تسمع باقي كلامه .. وبعد دقائق مشى طالع من البيت .. هذا
هو ابوها من عرفته ظالم اغلب حياته .. مع لحظات تحس بداخله ندم وهاللحظات ماتكون
الا اذا صارت مرة ابوها مو فيه .. فتحت جوالها المغلق من فترة طويلة .. وقعدت تقلب
فيه .. اول شي جا على بالها انها تكلم عمتها .. على طول اتصلت عليها وسمعت صوتها
اللي تحبه .. بعد ماسكرت منها رجعت لغرفتها سحبت الدفتر من تحت المخدة واعادت
قراءة اللي كتبته تساقطت دموعها على خدودها بغزارة .. كان الحنين يقتلها يمكن لو تعرف
انها ميتة ارحم ..على الاقل تفقد الامل .. لكن هي تجهل كل شي ودوامة التساؤلات انهكتها
عاشت هالعمر كله صراعات .. كان التعذيب الجسدي بالنسبة لها ارحم من احساس الفقد
اللي تعيشه .. وملامح الضياع اللي تعتريها .. رجعت الدفتر مكانه بآخر درج بالدولاب تحت
كل اغراضها القديمة واللي مازالت تحتفظ فيها سحبت من بين هالاغراض .. قلادة صغيرة
دائرية من الخشب .. مربوطة بحبل جلد ومحفور عليها بخط ركيك اسمها ابتسمت وغمضت
عيونها وهي تسترجع ذاك اليوم بصعوبة .. لانها ضاعت منهم على البحر وقعدو تقريبا حول
الساعتين يدورونها .. اهدى لها هذي القلادة بعدها بكم يوم .. ضحكت على تفكيرهم بذاك
الوقت .. يتخيلون من ابسط واتفه الامور انهم يقدرون يحلون اصعب المشاكل .. وهو كان
بالنسبة لها حلال كل المشاكل .. رجعت للواقع بخليط مشاعر مختلفة .. حنين وامل وخوف
وترقب حست ان رضى ابوها عليها اليوم حافز لها انها تدلع نفسها مادام محد اصلا يذكرها
اتصلت على احد المطاعم وطلبت لها وجبة عشا .. حطت جوالها على السرير وقفلت عليها
الجناح ودخلت تتسبح ...




/
\
/
\




اول ايام شهر ذي الحجة .. توه واصل الديرة عند اهله اللي كانو صايمين التطوع ..
سلم عليهم واستقبلوه كعادتهم بفرح .. لاحظ هدوء نورة الغير معتاد يعني فرحتها
هالمرة اقل من العادة وهي اللي دايم تستقبله بفرح كبير .. جلس معاهم وانتظرو اذان
المغرب وافطرو على قهوة وتمر .. وبدت السوالف تاخذ مجراها الطبيعي قال له ابوه
على خطبة خواته الثنتين وبلا شعور منه راحت عينه لشيخة .. رغم احساس السعادة
الكبير بقلبه بس يبي يتطمن عليها وعلى مشاعرها .. شافها ماسكة طرف
شيلتها وتلفها على اصبعها : تبيني اقول بعد حتسي المطوع شي يبه .. وهو الصادز
لاترد نصيبها .. وهذا هي نورة جاها نصيبها .. وشيخة ان شاء الله بتلحقهن ..
ابتسم ابو راكان على كلامه .. رغم انه بعده صغير الا انه يحب يحسسه باهميته
بهالبيت وانه رأيه لازم يأخذه بعين الاعتبار التفت على بناته وركز نظره على موضي
اللي ذابت مكانها من الخجل .. : موضي ..
مارفعت عينها له لانها تدري وش بيقول لها .. وانتظرته هو يتكلم ويقول لها كل
اللي يبي : مثل ماتعرفين المدرس اللي جا خطبتس من اسبوع .. وهالحين ابي اعرف
رايتس ؟
صرخة تمرد بداخل نورة " وتثبتها قدامي يبه ؟ تسألها هي وانا محد شاورني " حست
بألم كبير بداخلها .. لان موضي صغيرة والعمر قدامها شاوروها اما هي ماصدقو احد
يتقدم لها ووافقو على طول .. بدون مايحسبون لمشاعرها وكلامها اي حساب ناظرت
وجه موضي المستحية وللحظة بس حسدتها على موقفها اللي هي فيه .. تمنت انها
مثلها تخير وتوافق بكل فرحة طلعت كلمة موضي اللي الكل متوقعها : الشور شورك
يبه ..
ماكانت محتاجة انها تنطق لهم موافقتها .. الفرح كان مبين على وجهها من يوم جا
وتقدم لها .. التفت ابو راكان على ولده : بس ياوليدي نبي ننشد عن الرجال واهله ..
رفعت نظرها وطالعت ابوها بتعجب " يبه خلاص .. الحين تأكدت انك مرخصني "
كانت تقاوم غصة مريرة بحلقها .. لامت نفسها ليش زعلانة عليه هو معاه حق كل
هالسنين وهي في مجتمعها وديرتها عانس .. يكفي لاقابلت حريم الديرة كلهم تشوف
بعيونهم نظرة الشفقة وكلمة وحدة دايم يرددونها لها " الله يرزقتس بالزوج الصالح "
هالكلمة يقولونها حتى قبل مايسألونها عن اخبارها او وش مسوية ..
قامو البنات وراحو للغرفة ووقفت موضي ترقص من الوناسة وقامت تتكلم بصوت
هامس : بعرس ياناس بعرس " ورفعت يدها للسماء " يالله لك الحمد والشكر .. يارب
لاتخيب رجاي ولا تنكد علي فرحتي ..
منيرة ضحكت بصوت عالي .. وحصة ترقص معاها .. نطت شيخة وسكرت فم
منيرة لايطلع صوتها ويعرفون ان موضي انهبلت عليهم ..
للحظة بس ابتسمت غصب عنها .. الفرحة بعيون موضي كانت كفيلة انها تنتشلها
شوي من احزانها وتشاركها فرحتها .. حطت يدها على فمها وهي تناظر موضي
اللي فلت شعرها وقامت تلفح به وهي تغني : مباركين عرس الاثنين .. ليلة ربيع
وقمرا ..
سكتو كلهم يوم شافو راكان واقف على الباب ميت ضحك على شكلها .. اما هي
كانت مستمرة في اعلان فرحتها .. انتبهت لهدوئهم ورفعت راسها وهي تبعد شعرها
اللي انتفش كالعادة .. ويوم شافت راكان حست بالفشيلة وقعدت مكانها ضحك على
شكلها بصوت عالي وحب يمازحها : والله لو يشوف شوشتس ليهون ..
حطت يدها على وجهها تغطيه من الفشلة وضحكو عليها خواتها .. طلعت منيرة من
من البيت رايحة لبيت خالتها تعلمهم بهالخبر الحلو ..
وبعد صلاة العشا على طول تعشو وقعدو بالصالة .. الا نورة اللي كانت تبي تقعد
لحالها بالغرفة .. اما هو كعادته كل مايجي للديرة لازم يسأل عنها وعن اخبارها
واكيد خواته مايقصرون يقولون له كل سوالفهم ..
من بكرة بعد صلاة الظهر راح لابو مساعد اللي يعتبر صلة الوصل بين اهل القرية
والرياض .. كان توه جاي ماخذ حمولة حطب يبي يروح يبيعها لاهل الديرة بالرياض
قرب منه وسلم عليه .. وبعد السؤال عن الاخبار والاحوال مد له ورقة : شوف ياعم
هذا رقم خويي ابيك تدق عليه وتقول له ينشد لنا عن هالرجال وعن اهله .. وانت لا
جيت ليلة العيد ابي اخذ منك العلم كله ..
ابتسم له مساعد واشر له على خشمه : ابشر على هالخشم .. ان شاء الله انه رجلن
صالح .. وعسى الله يكتبه من نصيب وخيتك ..
ابتسم له بامتنان : يالله يارب ..
رجع لبيتهم وهو يمني النفس انه يلمحها لو شوي .. بس للأسف كان الباب مسكر دخل
للبيت وفتش اغراضه وطلع من بينهم خاتم حلو شافه بالسوق واعجبه .. كان اكسسوار
لانه ابد مايقدر يشتري ذهب .. بس من شافه وهو يتمنى تزين به يدها .. لفه بقطعة
قماش مرمية من بقايا قصاصات القماش اللي يخيطونه خواته .. وصوت على سلمان
يجيه .. على طول جا له ركض وهو فرحان .. ابتسم على شكله وحاول يعيش معاه
دور الاخ الكبير وتكلم بجدية اصطنعها : ليش ماجيت الصلاة ؟
ارتبك وقعد مكانه : والله اني بلحقكم بس يوم توضيت ولا هو بآخر ركعة وصليت
بالبيت ..
سحبه من يده وقعده جنبه .. : لو اعلمك سر ماتقول لاحد ؟
هز راسه فرحان : لا والله ما اعلم احد ..
ناظره يبي يتأكد : اكيد ؟
لحس اصبعه ومرره على رقبته بحماس : ورب الكعبة ما اعلم احد .. وعساني اموت
مسك يده وهو يضحك : بس .. بس صدقتك ..
مد له اللي بيده وعطاه : روح بيت خالتي ولا تكلم احد ابد واذا شفت هيا عطها هاللي
بيدك .. ولا سألت من وين لك .. قول لها من راكان ..
فتح عيونه متفاجيء وقبل يستفسر كمل راكان : اصه .. لا تقول شي هالحين روح
وانت ساكت ولا قالت لك شي علمني .. ايه واذا لقيت عندها احد نادها بلحالها ..
هز راسه له .. ويوم حس انه مو فاهمه رجع يعيد له الكلام : فهمت علي زين ؟
مسك اللي بيده وقعد يردد الكلام يبي يتأكد انه فاهم : اروح لبيت خالتي واعطيه لهيا
واقول لها من راكان .. وما اعطيها الا لاصارات بلحالها .. وما اعلم احد عشان ربي
مايحطني بالنار ..
ضحك عليه وعلى تفكيره .. وهز له راسه : اجل يالله روح ..
وعلى طول قام من مكانه ركض على بيت خالته .. وهو يحس انه فرحان بهالثقة
اللي عطاها له راكان ..




/
\
/
\




بيدها مصحفها وتقرأ ماتيسر من القرآن .. وهي تسمع صراخ سارة اختها على
محمد ومشعل اللي يلعبون كورة بالبيت .. بعدها سمعت صوت سلمان وهو يدور
عليها سكرت المصحف ورفعت راسها تناظره وهو واقف عندها : خير وش تبي
تلفت حوله وهو خايف احد يشوفه وجا قعد جنبها ومد لها الخاتم بكل هدوء ..
اخذته منه ورفعته تناظره : وش ذا ؟
نزل يدها يبيها تخبيه لا يجي احد ويشوفهم : لاحد يشوفه .. هذا " وبعد تفكير "
مدري وشو بس عطاني اياه راكان ..
من سمعت الاسم تسارعت نبضات قلبها وضغطت على اللي بين يدينها وهي تقاوم
رجفة يدينها .. رفعت نظرها له تبي تتأكد من اللي سمعته .. : وش قال لك ؟
قرب وجهه منها وقال بصوت هامس : والله قال لي وده لهيا ولا تعلم احد ولانشدتك
من وين لك قول لها من عند راكان ..
اتسعت ابتسامتها وزادت فرحتها باللي سمعته .. اشرت له يروح خلاص بس هو
وقف مكانه : هو يقول علمني وش تقول لك ؟
ضحكت من قلب وطنشته : اقول توكل بس ..
برطم على طول وطلع وهو زعلان عليها راجع لبيتهم .. اما هي قامت وسكرت
باب الغرفة وفتحت الخرقة اللي ملفوف فيها الخاتم .. اول ماشافته فرحت فيه ..
يمكن هي ماتعرف وش قيمته بالضبط او بالاصح مايهمها .. الاهم انه من حبيب
قلبها لبسته في يدها وضحكت على طول .. كان واسع شوي حتى بأصبعها الاوسط
هي معروفة انها شديدة النحافة .. واكيد هو يعرف هالشي بس بعد وش اللي يعرفه
وش هو مقاس اصبعها ..
سعادتها بهالخاتم لانه ذكرها .. ولانها بباله ومانساها .. مانسى هيا اللي من صغرهم
وهم يحبون بعض .. وهي تنتظر بس متى يتخرج ويتزوجون .. بطبعهم وعاداتهم
الملكة تصير بنفس يوم الزواج ماعندهم فترة ملكة او فترة يتعارفون فيها المخطوبين
او غيره .. هالعادات مابعد صارت عندهم ولا حتى يقتنعون فيها زواج تقليدي على
الطراز القديم نفس ابائهم واجدادهم ..
فتحت سارة الباب بقوة وهي متنرفزة وواصلة حدها على طول خبت يدها بحجرها
وهي تتجاهل نظراتها : وش يبي منتس سلمان ؟
مسكت المصحف ورجعت فتحته وهي تحاول ماتركز نظرها فيه : ابد جاي يسولف
لي عن راكان مثل دايم ..
جلست وهي ترتب خصلات شعرها الطايرة : قولي يا الله اني اعرس على واحدن من
الرياض مثل بنات عمي .. وياخذني من هالفقر ورداة الحظ واطلع واشوف الدنيا
والناس شلون عايشين ..
ناظرتها بتعجب وقالت باستفهام : وش فيها ديرتنا ؟ عسى ماهيب عاجبتس ؟
تجاهلت نبرتها المستهزأة وتكلمت بكل اندفاع : لا ماتعجبني وابي الفكة منها اليوم
قبل باتسر .. ياعساني اغمض عين وافتحها ولا انا بالرياض ومطلقة هالفقر ..والله
لو اعرست على واحد من الرياض يا هالديرة ماعاد اطبها ولا اجيها ..
تكلمت بنرفزة وهي تحاول تدافع عن ديرتها : انتي مغسول مختس .. مدري من اللي
لاعبن عليتس وقايلن لتس بتلقين السعادة لا رحتي هناك ..
قالت بحماس : ايه .. لاصارن الفلوس بيدي والعب بهن على كيفي بحس السعادة ..
قامت وحطت المصحف على التجوري اللي بطرف الغرفة .. وقعدت جنبها تبي
تقنعها بكلامها : سويرة ومن قال لتس ان السعادة بالفلوس ؟ هذانا مستانسين واحنا
اللي مانلقى شي ناكله بالايام ..
هزت راسها مو مقتنعة بكلامها :وش وناسته ياحسرة وانا اسمعتس كل ليلة تصيحين
واخواني وامي وعيال عمي .. لا تنصبين على نفستس ياهيا .. محدن يعيش بالفقر
مبسوط .. ماغير ضيقة وهم وكدر ..
ولمحت الخاتم اللي بيدها .. هيا اول مانتبهت لنظرتها خبت يدها ورى ظهرها وهي
مو عارفة وش تقول لها .. سحبت يدها وشافت الخاتم : هيا ؟ من وين لتس هالخاتم ؟
نزلت راسها مستحية وعرفت على طول سارة انه من راكان .. : ذهب ؟
هزت لها كتوفها : مدري ..
كشت على وجهها على طول وتكلمت بغرور : قلت لتس وجيه فقر .. حتى الذهب
مانعرف له .. " طلعته من اصبعها وقعدت تطالعه " والله ماهقيت راكان يجيب لتس
ذهب .. من وين له ياحسرة ..
سحبت الخاتم من يدها وقامت على طول : وانتي وش عليتس مني ومنه .. يجيب لي
اللي يبي انا راضية فيه ومعجبني ..
خذت الخرقة المرمية ولفت الخاتم فيها وخبتها مع باقي اغراضها وطلعت للصالة مع
امها .. وهي تشوف اخوانها يشوتون الكورة في صالتهم الصغيرة ..



/
\
/
\



مضت الايام واقبل عيد الاضحى يحمل معاه تباشير الفرح وصول العم مساعد بعد
المغرب يحمل لهم اخبار سعيدة انتظروها من اسبوع .. وصلهم كل كلام الوليد عن
نايف واهله .. كلن يمدحهم ويشكر فيهم .. تهلل وجه ابو راكان بعد ما ارتاح من
حمل ثقيل كان على صدره .. اي ابو في الدنيا همه يزوج بناته بالأخص لانه يبي
من يسترهم ويكون لهم سند بالدنيا .. قعدو برا وكل من مر من عندهم بارك لهم
بالعيد كانت موضي تعيش اسعد ايام حياتها بعد ماحمل لها هاليوم اجمل خبر كانت
تنتظر سماعه من ايام .. جاهم سلمان يركض من بعيد وبيده سلك مواعين مولع
باطرافه نار ويلعب فيه .. : يبه باتسر العيد .. ؟
ابتسم له ابوه : ايه ان شاء الله .. ياولدي لا تلعب هالنار لا تحرقك ..
قامت له امه واخذته منه : منت صاحي انت ورا ماتركد وتلزم ارضك مثل الاوادم
وانت من اذن العصر ماشفناك ..
قعد معاهم وهو يصيح : الحين ليش ماتبوني العب .. محدن قاعد ببيته كل العيال
طلعو .. هااا اسمعي حسهم ..
قبصته مع فخذه وسحبته جنبها : والله ماتسير .. هذا هم عيال عمك قاعدين ببيتهم
ماطلعو ..
غمض عيونه وهو يحس بالألم في فخذه : والله ان مشعل يلعب معهم انا شايفه وهو
اللي عطاني هالسلك وقال روح العب بعيد عنا ..
ضحك ابوه عليه وهو يصيح : قوم وانا ابوك روح مع ولد عمك .. ولا تبطي ولا
تقعد تصيح مثل الحريم ..
فز على طول فرحان وهو يمسح دموعه : انا ما اصيح بس قبصة امي عورتني ..
ضحكو كلهم عليه وعلى كلامه .. فرحة العيد كانت تبان عليهم .. بساطتهم تخليهم
يحسون بالسعادة لمجرد مرور طاري فرح .. هالعيد غير حمل معاه اجمل البشائر
لهم .. موضي ونورة اللي جاهم نصيبهم رغم ان نورة للحين تعيش بعذاب تفكيرها
بمصيرها المجهول اللي رموها فيه الا انه اهلها وجماعتها فرحانين لها .. بعد ماقرر
ابوها يخلي زواجها في غضون شهر .. ماتحتاج وقت اكثر عشان تجهز نفسها ..
ومتى ما جو لهم اهل طلال بلغوهم بالموعد ويتركون عليهم باقي التفاصيل .. دخلو
الحريم بعد صلاة العشا في بيت ام محمد ودخلو معهم البنات يتحنون .. كلهم تحنو
قبضة .. وزادو عليهم الحريم بحنا رجليهم .. نامت ام راكان ببيت اختها والبنات
رجعو لبيتهم ينامون وكل وحدة حاطة الحنا بيدها وقابضة عليه .. قبل صلاة الفجر
قامو على صوت امهم تقومهم لصلاة الفجر وصلاة العيد .. وتسابقو على الحمام
( تكرمون ) كل وحدة فيهم تبي تغسل يدينها وتشوف الحنا وشلون .. وكل ماطلعت
وحدة فيهم قامت توري امها وخواتها .. وقفت منيرة مقربة يدينها من وجهها وتشم
ريحة يدينها : ياااازين ريحة الحنا يمه ..
قعدت امها وهي تقرب ثوب لابو راكان : ايه والله يازين ريحته .. وين راكان ؟
طلع لهم وهو يحك راسه وبالقوة يفتح عيونه .. نطو عليه خواته كل وحدة تبيه
يشوف حناها لاحظ من بين حركاتهم وفرحتهم .. نورة اللي من وصل وهو يحس انها
مكسورة .. شي بداخلها انكسر وماقدر انه يصلحه .. رغم انه تكلم معاها وحاول
يقنعها ان الامر خيرة من رب العالمين ... الا انه كان عاجز انه ينتشلها من دوامة
احزانها .. طلعو بعد طلعة النور لصلاة العيد بالمصلى اللي باطراف الديرة كانو
كل اهل الديرة طالعين .. وكل جماعتهم واقاربهم .. البنات تملا قلوبهم الفرحة
بفساتينهم اللي لاول مرة يلبسونها .. رغم بساطتها ورغم انها حملت لهم من ضمن
قائمة التبرعات .. والعيال يركضون وهم لابسين الشمغ وكاشخين فيها .. سلمان
كل شوي يروح لراكان يضبط له التشخيصة .. صلو صلاة العيد وقعدو يستمعون
للخطبة .. موضي كانت تعيش ايام بالنسبة لها قمة السعادة وقمة تحقيق الحلم ..
تنتظر اليوم اللي يجي فيه نايف ويعرف خبر موافقة اهلها .. بهالايام القليلة زاد
حبه بقلبها .. حست انه هالحب اكبر من انها توصفه او تشرحه لاحد .. بطبعها ابد
ماكانت خجولة .. وكل اللي حولها عرفو بفرحتها .. هم يدرون انها مطيورة وتبي
العرس من زمان .. وهذا كفيل انه يفسر لهم سبب فرحتها .. اما هي كانت تعيش
احساس الحب والفرح بنفس الوقت ..
بعد ما انتهت الخطبة توجهو لبيت ابو مقرن اللي متعودين كل يوم عيد تنذبح الذبايح
وكلهم يفطرون ببيته .. بحكم انه راعي حلال ويذبح عدد من الذبايح ويوزع لحمها
على كل بيت في هالديرة اما الفطور بعد مايتم الذبح ويغلسون الذبايح يبدون يسوون
لهم المقلقل اللي يعتبر فطور تقليدي في العيد .. قبل صلاة الظهر بدو شباب القبيلة
يطبخون الغدا .. وبعد ماحطو لهم الغدا .. تغدو كلهم ورجعو كلن لبيته شايلين معاهم
الاكياس اللي فيها نصيبهم من اللحم الموزع .. طبعا بعض اهل الديرة المقتدرين
يذبحون ذبيحة وحدة .. ولو ان عددهم قليل جدا ومايقارن بالفقراء بينهم ..




/
\
/
\




مجتمعين ببيت خالهم الكبير يبون يتعشون اول ايام العيد ببيته ..دانا مازالت للحين
بعزلتها ورغم انها تكلم امها وخواتها الا انها تتحاشى تختلط مع بنات خوالها او
حتى خالاتها ربي سهل امورهم واستأجر لهم عادل شقة متواضعة تناسب امكانياتهم
المادية بايجار يقدر هو يدفعه ويصرف عليهم بنفس الوقت وراح يحاولون بالفلوس
اللي كانو يودعونها من فترة لفترة انهم يأثثون هالشقة ويستفيدون منها في مواجهة
ظروف حياتهم الصعبة ..
من فترة ارسلت لرسيل انها تعبانة شوي وماتبي تكلم احد بهالفترة بعد ماشافت كثرة
اتصالاتها عليها .. ماحبت انها تقلق او تفكر انه شي صار لها .. حبت بس تطمنها
وتترك الحديث بكل الامور الجديدة اللي طرت عليهم بعدين لاستقرت نفسيتها جلست
معاها رغد شوي .. قبل ماتنزل وتروح تقضي اول ليالي العيد مع بنات خوالها
وخالاتها ..
بمجلس الرجال تجمعو الكل باستثناء عادل اللي ماقدر يجيهم بهالعيد بعد ما استنفذ
كل اجازاته .. وهو توه راجع لتبوك من اسبوع وشوي .. بعد العشا قعدو الشياب
يتناقشون .. والشباب كانو بطرف المجلس .. لهم سوالفهم واهتماماتهم الخاصة ...
قضو هالليلة كلها سهر ووناسة .. ومن تأخر الوقت مشو كلن رايح لبيته .. وقبل
يطلع ابو ناصر لغرفته صوت على يزيد يجي له .. جا عند ابوه وقعد معاه وراحو
باقي اخوانه .. انتظره يبدا كلامه .. وبعد تفكير فاتحه بالموضوع : مثل ماتعرف
هالحين وضع عمتك وبناته ونبي نستر عليهن ونخطب لك دانا بنت عمتك الكبيرة
والعرس لا تخرجت ان شاء الله .. واذا عمتك وده تعرسون قبل ماعندي مانع ..
طالع في ابوه مو مصدق .. هذا مجتمع مع عمانه ومقررين وخالصين ماعليه الا
ينتظر المملك يجي ويكتبون العقد .. : بس يبه انا ابي اختار زوجتي بنفسي ..
ناظره بعصبية قبل يكمل كلامه : وبنت عمتك وش فيه ؟ وش قاصره عن غيره ؟
تنفس بعمق وهو يحاول يركز بكلامه : ماقاصره شي يالغالي .. بس هذا عرس مو
لعب بزران خذن وجيتك .. ابي انا اكون مقتنع واختار الانسانة اللي احسه تناسبن
ماحط في باله كلام ولده ولا اهتم فيه اصلا : انا مكلم عمانك وعمتك تدري من اول
اذا انت ماخذيت بنته من بياخذه ويستر عليه ؟
كان وده يصرخ فيه .. ماعجبه اسلوب ابوه معاه كان طريقته في فرض الامر عليه
تعسفيه ومافكر يسأله .. يمكن لو جا شاوره وترك له المجال انه يفكر .. ممكن كان
يستخير ويقتنع .. بس الحين جاي له بكل سهولة ويقول له قررت انا وعمانك وبعد
عمته تدري .. : بس مابيه .. البنت معقدة نفسيا وطول وقته حابسة نفسه بحجرته
ما اهتم لكلامه ابد هو قرر وكلم اخوانه .. وموافقة يزيد بالأخير شكلية طال النقاش
بينهم وهو يحاول يقتنع بوجهة نظر ابوه .. يمكن لو ترك له الخيار انه يختار ماكان
راح يختار غيرها .. لانها الانسب لعمره ولانه يبي يساعد عمته بظروفها .. لكن
طريقة ابوه في اجباره .. ووضعه امام الامر الواقع كان يقهر .. قام من عنده وطلع
للملحق ينام لان الدور الثاني بنات عمته فيه ومايبي يضايقهم بوجوده .. سكر الباب
بكل قوته وهو يردد كلام ابوه براسه ..



 
قديم   #23

جود ي الحلوه


رد: ~~~~****سجينات خلف قضبان القصور****~~~~~


~~~~****سجينات خلف قضبان القصور****~~~~~


وتتْعَثَّر سمَاوَاتِي ../ وَ أنَادِي خَطْوتِي : زِمّي
و ينْفِينِي السَّهَر لآخر مسَافَات العَنَا وأرْتاَب

عَلى شبَّاكِي المَهْجُور أدثَّرنِي بصُوت [ أمّي ]
أَرتّل آيَة أَوجَاعِي ويخْشَع من حدَاي البَاب

دَرَاوِيش الحزِنْ مَدَّوا يدِيْهُم قَصْدُهُم غَمِّي
وأنَا تغْرَق مَنَادِيْلي جفَا ../ و مْرَايتِي غِيَّاب

جمَعْت اللي تفَرَّق مِن حَكَايَاهُم عَلَى كُمِّي
يُوَاسِي دَمعتِينٍ فِي المَحَاجِر جَرحَهَا مَاطَاب

تسِيْل بطِيشَهَا وتزْرَع سَنَابِلهَا عَلَى فَمِّي
تَعرِّي بالحَكِي هَمِّي ../ ويلْبَسْهَا الحَنِيْن ثيَاب



مسحت دمعة نزلت على خدها وبدت توزع الباودر على وجهها كرهت احساسها
المتعلق بالماضي الى حد كبير .. لاهي قادرة تعيش حاضرها .. ولا قادرة تبني
احلام لمستقبلها من صغرها تعودت تكون هالشخصية الانهزامية رغم انها بأوقات
تحاول تصنع قوتها الا ان الزمن اقسى منها .. اليوم ثاني ايام العيد والجمعة ببيتهم
هذا معناه ان ضيوفهم كثار وهالشي يريحها الى حد كبير ترتاح من الحرب النفسية
اللي تواجهها كل يوم من مرة ابوها ومنال .. ناظرت بشكلها بالمراية ماكانت جميلة
جدا .. بنت مملوحة وتميزها نعومتها .. ويمكن نظرة الحزن بعيونها تكسبها جاذبية
التفتت للباب وشافت اللي واقفة تناظرها .. على طول راحت لها وحضنتها : ياهلا
والله عمتو ..وربي توني اقول وش فيها تأخرت ..
ضحكت لها وسلمت عليها : جاية من اول بس انتي الله يهداك للحين ماخلصتي ترى
كلهم جو الظاهر مابقى احد ..
وقفت مكانها مرتبكة .. وهذي عادتها لاصار فيه جمعة كبيرة .. شخصيتها تعودت
على عدم الاختلاط بالناس كثير .. وهالشي مسبب لها فوبيا من هالمناسبات الكبيرة
حست بضربات قلبها تتزايد : اوووف وانا ليش مانزلت من اول .. وربي ما اعرف
ادخل عليهم الحين ..
مسكتها من يدها تبيها تنزل معاها : وانا يعني الحين ليش جايتك تعالي وادخلي معاي
في حريم جايين من اول ماسلمت عليهم ..
سحبت جوالها وركضت ورا عمتها وهي تقفل الباب : عمتو اصبري تكفين ..
وبعد ماقفلت الباب مشت مع عمتها .. شافت بنات عماتها بالصالة وبنات اهل مرة
ابوها .. طنشتهم وراحت للمجلس مع عمتها .. اول مادخلت تسارع نبض قلبها وعلى
طول حست انها بدت تعرق تقدمت بسرعة ومسكت يدها وكأنها طفلتها الصغيرة
بدت تسلم على الحريم اللي تعرفهم واللي ماعمرها شافتهم " اوف من هاللي مجمعينهم
الظاهر اهل الرياض كلهم عازمتهم فوزو " بدا يخف خوفها شوي وهي تسمع كلامهم
وتشوف ابتساماتهم .. دنقت تحب راس عمة ابوها الكبيرة اللي جالسة بنص المجلس
ومن الكبر ماتقدر تقوم .. وتناهى لمسامعها صوت حرمتين يتهامسون ووقفت تبي
تسمعهم .. كانت ماسكة يد عمتها وتسولف معاها .. بس اذنها وعقلها مكان ثاني ..
" ايه والله انك صادقة سبحان الخالق كن الزمن رجع 15 سنة وهذي سلمى قدامي "
صرخت بداخلها رجاء " كملو .. تكفون ابي اسمع شي عنها حتى لو مو زين بس
تكلمو "
غمضت عيونها تبي تسمعهم تبي تركز بس ماعاد سمعت شي ابد .. فجأة سمعت
صوت عمتها اللي صحاها من دوامة الماضي اللي رجعت لها ابتسمت وفكت يد عمة
ابوها ومشت تسلم على باقي الحريم .. في شي بداخلها يشدها لهم ودها ترجع وتسأل
يمكن احد يجاوبها وترتاح .. طلعت للصالة لاول مرة تتمرد على نفسها دايم وهي
مع عمتها مثل الطفلة اللي ماتمشي الا ويدها بيد امها سلمت على البنات اللي نصهم
ماقامو لها مو جديد هالشي عليهم تعودت نص هالعايلة يعادونها .. مسكت روان من
يدها : تعالي انتي يادوبا واحشتني ..
باستها على خدودها وقعدت تسولف معاها .. كانت متجاهلة كل النظرات المسلطة
عليها تدري فيهم محد يحبها لا بنات عماتها ولا خواتها ولا بنات خوالهم وخالاتهم
بالطرف الآخر من الجلسة كانو جالسات حنين ومنال .. : حنينو تشوفين ديموووه
الجوال بيدها ..
التفتت على ديما وشافتها توري روان شي بجوالها : طيب واذا جوالها بيدها
وش اللي يصير ؟
مسكتها مع وجهها وركزت نظرها بعيونها : يعني راضي عليها ..
هزت راسها متنرفزة من كلامها : ياختي انتي مريضة نفسيا ولا شلون ؟ ترى عمرها
ماشافت يوم حلو بهالبيت حتى لو رضى عليها .. خفي على البنت شوي خافي ربك
احس انها عدوتك مو اختك ..
فتحت عيونها على آخرها متفاجأة : لااااا ياعمري لاتمثلين الطيبة ماتليق لك ابد ..
قاطعتها وقالت بنرفزة : الدعوة مو طيبة .. بس انتو ماترحمون .. خلي ابوها يرضى
عليها يمكن تستانس ولا تفرح وهي من عرفتها دايم بكى ودموع ..
مسكت كاس العصير : هيييه انتي تبين اكب هذا كله عليك .. وش هالحنية اللي اليوم
ممسكة معاك .. ولا مسوية فيها تبين تكونين اسم على مسمى ..
طنشتها وماردت عليها .. وهالشي خلا منال تكمل بقهر : تدرين عاد صلاح الدب من
شافها وهو كل شوي اختك حلوة .. واختك نعومة ..
اطلقت ضحكة عالية خلت كل اللي بالصالة يلتفتون لها : اجل الدعوة غيرة ؟ سبحان
الله هذا اللي بغيتيه انتي .. بس تستاهلين طبخن طبختيه يالرفلا كوليه .. اجل انتي
ذايبة فيه حب وغرام وهو طايح تغزل باختك .. بعدين بيني وبينك البنت مملوحة ..
طقتها على فخذها : الحين انتي خالتي ولا خالتها ؟ يعني انا اشكي لك وتدافعين لي
عنها ..
بعدت يدها عنها : وججججججع عساها الكسر ان شاء الله وش قايلة انا الحين من
عرفتك وانتي حاقدة عليها يعني مو جديد هالكلام .. وهذا كله عشان امها ؟ يابنت
الناس خليك شوي حقانية ترى نفس طريق امها انتي تمشينه الحين ..
قاطعتها بدفاع عن نفسها : لااا حبيبتي وين نفس الطريق .. وش جاب الثرى للثريا
على الاقل انا مو متزوجة ولا خنت رجلي وجبت حبيبي ببيته .. هذا هو صلاح
بيموت علي بس انا قلت له ماراح ياخذ شي مني الا لاتزوجني .. يعني لا تقارنيني
فيها ..
سحبت جوالها من شنطتها تبي تشوف من المتصل : طيب طيب لاتغثيني بس بعد
البنت ماسوت شي وهي محبوسة الليل والنهار .. يعني كرهك ماله مبرر .. ياربي
هذا ماجد الغثيث .. خذي ردي عليه قولي تزوجت .. ماتت اي شي بس فكيني منه
من عطاني هالـ 3000 وهو يمن علي الا يبي يشوفني ..
خذت منها الجوال ونعمت صوتها وردت عليه بكل دلع ... ناظرتها حنين بتعجب
" هذي اللي لسانها تو هالطول صار هذا صوتها .. والله انكم يالشباب ماخذين اكبر
مقلب فيها " كتمت ضحكتها والتفتت عليها منال ورمت الجوال عليها : وووع وش
تبين فيه هذا لا صوت ولا اسلوب ..
رجعت جوالها للشنطة وتكلمت وهي ماتناظرها : حدني الزمن عليه يوم زواج منى
كنت ابي فستان فخم وماعندي الا هو لهفت منه هالكم الف ودبرت عمري فيهم ..
ضحكة على خبث خالتها .. وقعدت تناظر ديما وهي شايلة سلة الحلاو ورايحة فيها
للمجلس .. : احس انها متمردة اليوم ؟ والله لاكسر خشمها ..
قامت على طول من عندها : تدرين عاد انك جبتي لي المرض بدخل اقعد مع الحريم
ابرك لي .. ولو اني ما اطيق اشوف ميساء بس بعد ارحم من سوالفك ..
وراحت وتركتها قاعدة مكانها .. كانت طول الليل تحس بقلبها محروق من ديما ..
واللي زاد القهر كلام صلاح عنها .. بعد ماراحو اغلب المعازيم شافت ديما طالعة
للدور الثاني وعلى طول لحقتها : تعااالي انتي وين رايحة ؟ ولا خلاص الحين فضى
لك الجو تكلمين الحبايب ؟
مالتفتت لها كانت تحس بخوف بس حاولت تتمرد على خوفها : كلا يرى الناس بعين
طبعه .. بعدين انا تعبانة وابي انام مو فاضية لصراخك ..
لحقتها بسرعة ووقفت قدامها : والله وصار لك لسان وتعرفين تردين " مدت الجوال
قدامها ولوحت به " نسيتي الصور ياروح امك ؟
دفتها عن طريقها ومشت رايحة لجناحها كانت تحس بكل جسدها يرتجف خوف لكنها
قاومت احساس الخوف فيها ولأول مرة بحياتها : لا مانسيتهم ويعني وش اللي راح
يصير يطقوني ؟ يحرقوني ؟ ترى تعودت حتى لو ذبحوني مافرقت معاي مافي شي
اتحسف عليه ..
دخلت جناحها وسكرت الباب بقوة .. قفلت الباب وجلست على الارض ترتجف وعلى
طول اجهشت بالبكاء ماعرفت وش الاحساس اللي بداخلها بالضبط هل هو تمرد او
حنين او حتى استسلام لسجنها الفاخر ..



/
\
/
\




ثالث ايام العيد بمزرعتهم الكبيرة على طريق الخرج .. كان واقف عند بعض النخيل
المزروع مع عمال المزارع .. كانت الساعة حول الـ 9 ونص صباحا والجو بارد
وتزيد برودته بالمزارع .. تفكيره مابين نقيضين حياته اللي قبل .. وحياته اللي راح
تتغير بعد كم يوم او اللي بدأت في التغير .. ماينكر انها احتلت جزء كبير من تفكيره
مو لشي الا لانه يبي يعرف شلون فكرت ترفضه .. يعني هو توقع انه اي بنت في
سنها لو تقدم لها اي شاب بمواصفاته راح توافق بدون اي تردد .. ومو بس هي اي
بنت راح توافق عليه .. انسان وسيم وناجح وغني وهذي مواصفات اي بنت تتمناها
بنظره .. لكن هي رغم ظروفها رفضته ولو ما اعطاهم ابوها كلمة كان انكتب في
حياته انه تقدم لبنت ورفضته وهذا بنظره شي كبير .. هالرفض خلق بداخله نوع من
التحدي انه يكسبها بأي طريقة ويثبت لها ان مجرد تفكيرها بالرفض اكبر خسارة ..
شاف سامي توه داخل للمزرعة وعلى طول اتصل عليه : تعال لي عند غرف العمال
واول ماسمع رده سكر منه على طول وقف مكانه ينتظره يجيه واول ماوصل عنده
تكلم من شباك السيارة بدون نفس : هلا .. بغيت شي ؟
اشر له بيده ينزل له .. وبدون مايجادله نزل يعرفه لو حاول يعترض بيخليه ينزل
بالقوة .. شافه وهو جاي يمشي له وبادره بالهجوم : ماشاء الله تارك ابوك وضيوفه
من امس ومشيناها تو تخلص سهرتك وجاي الصباح " وقبل مايتكلم سامي او يقول
شي كمل محاضرته " وهاللبس اللي مليون مرة قلت لك لاتلبسه عند الرجال ماتفهم
انت ؟ ولا تبيني اعلمك شلون تتسنع وتصير علومك علوم رجال ..
كان فيه نوم وعيونه صايرة حمرا من كثر السهر ومع البرد اللي مو قادر يتحمله
كل هالاشياء اجتمعت عليه وتنرفز من كلامه : وانا سهران مع اخوياي ماقعدت مع
المعقدين ..
قرب منه ومسكه مع طرف التي شيرت : لا تنافخ لا اكسر لك راسك .. ياخي انت
ماتعلمت الاحترام الكبير ولا الصغير كلهم نفس المعاملة .. والله مابي الومك .. اللوم
على امي اللي مدلعتك ومخليتك على كيفك ولا انا لو اني ذاكر وربي مايذبح ذبيحة
العيد الا انت ..
فتح عيونه مصدوم من كلامه : مستحييييييييييييييييل .. من جدك انت ؟
وصل حده من اسلوب اخوه الدلوع واللي ينافس فيه دلع خواته : روح من قدامي
قبل لا اذبحك .. والله ودي اطقك بس اخاف انك تصيح مثل خواتك ..
التفت له يبي يرد عليه وقبل يقول شي كمل كلامه : وياويلك لو عتبت باب المزرعة
الليلة .. ابيك جنبي ولو اقوم خطوة تقوم معاي .. وهالخلاقين اللي تلبسها لو شفتها
عليك مسطتك بالعقال على ظهرك قدام الله وخلقه ..
كان وده يصرخ عليه ماصار له اكثر من دقيقتين واقف معاه وقال له فوق الالف
تهديد .. هز راسه مايبي يعلق لانه عارف انه بيفتح لنفسه سيل جديد من التهديدات
تركه يروح ورجع يتمشى شوي قبل مايروح يفطر مع الشياب .. يحس انه رايق
شاف سلطان واقف عند بيت الشعر اللي باحدى زوايا المزرعة واشر له بيده يجيه
وبالفعل على طول جا له سلطان اللي كان توه صاحي من النوم سلم عليه ووقف
يسولف معاه : ياخي وش اللي حادك على البرد .. ياليتك بس تشوف خشمك شلون
صاير احمر..
مسك خشمه وحس انه صاير قالب جليد ومد يده ولفها حول كتف سلطان .. كان
طلال اطول منه رغم انهم بنفس العمر : والله ودي اغير جو واوسع صدري ..
ابتسم بدون مايلتفت له : اجل مشغول بالك بالعروس ..
ماينكر انه كان يفكر فيها كثير .. رغم ان حنين كانت مثل كل مرة تظهر له بوسط
تفكيره ويبدأ معاها سلسلة المقارنة عن مشاعره بذيك الفترة ومشاعره الحين .. بس
تفكيره خذاه لرفضها وليش انها رفضته وهو يشوف انه انسان ماينرفض : لا ابد
مابي اشغل نفسي بأي تفكير وهالموضوع بالذات انا من الاول مافكرت فيه يعني
مثل ماتعرف ابي ارضي امي وابوي ..
وقف مكانه والتفت له : ياخي انت نصاب .. يعني الحين تبي تقنعني انك مافكرت
فيها ابد ولا جات في بالك ؟
ضحك على كلامه دايم يكشفه : وانت وش دخلك ؟ سبحان الله ناس حاشرة نفسها
بكل شي ..
جلسو على درج الفيلا الخارجي يكملون سوالفهم وبادره سلطان بكلامه : تدري عاد
اني ماراح اقول لك تكلم ولا ابيك اصلا تقول لي شي لاني داري والله لو افحط ما
تكلمت ولا قلت .. بس نفسي اعرف شلون رياض يخليك تتكلم ..
ابتسم على طاري رياض : لاتسألني الله اللي عطاه غلا غير عن الناس كلها .. من
غير ما اقول شي يقول هو كل اللي بخاطري .. يعني باختصر مايحتاج اتكلم له هو
عارف اللي بالخاطر كله ..
سحب العصى الصغيرة اللي كانت طايحة جنبه وقعد يحركها على الارض : والله اني
اتمنى يكون عندي صديق نفس رياض .. يعني اوقات تحتاج تشكي اللي بقلبك بس
مو اي احد تشكي له ..
تكلم وهو يوخر بيده العصى عنه : لا من هالناحية بقول لك مستحيل رياض هذا مافي
مثله ابد .. " وسكت وهو يناظر سيارتين مع البوابة الكبيرة للمزرعة وحدة فيهم كانت
سيارة ابو طارق والثانية سيارة طارق " قوم عن الباب خلنا نروح لقسم الرجال ...
تسارعت نبضات قلبه وغمض عيونه يبي يروح بسرعة .. اكيد جاية معاهم هالشي
مايبي له كلام مادام خالة امه جاية اكيد بتجي معاها .. مايبي يشوفها ولا يبي حتى
يلمحها .. طلع الجوال وبدون تفكير اتصل على لمياء .. اللي طولت وبعدها ردت
وهي تلهث ومبين على صوتها انها كانت تركض : هلا طلول ..
سكت شوي وبعدها تكلم : سالفة خطبتي لاتقولونها لاحد فاهمة ؟ حذري على امي
وخواتي ..
فهمت من كلامه انه مايبي هالشي يوصل لحنين وهالشي خلاها تتضايق من تفكيره
اللي للحين يروح لها : عشانها يعني ؟ ترى مردها تعرف اذا مو اليوم بتعرف بعدين ..
سوا نفسه مو فاهم كلامها : من هي ؟ " وكمل كلامه لانه مايبيها تقول اسمها " انا
مابي ينتشر الكلام يمكن البنت ترفض وبيقعدون العالم يتكلمون وانتي عارفة ..
سمعت اصوات بيت ابو طارق وتأكدت شكوكها وعرفت انه الحين قاعد يخبي عليها
مشاعره " يارب ما اكون ظلمت نورة يوم اخترتها له " : انت عارف ان الموضوع
خالص من وقتها .. بس ياطلال اذا بتظلم بنت الناس معاك اتركها من الاول ارحم
لها ولك تراها عاشت طول عمرها محرومة ومن عذاب في عذاب مو ناقصة تجي
انت وتزود همومها ..
هالكلام هزه من داخله .. هالانسانة ماعرف وش المشاعر اللي يحسها اذا تذكرها
مابين احساس شفقة واحساس تحدي وعلى حسب مزاجيته كل شوي يطغى احساس
على الآخر .. سكر منها وكلامها مازال يعاد ويتكرر في باله ..



/
\
/
\


شايلة شنطتها اللي فيها اشيائها الخاصة واغراضها المهمة وهي تسلم على خالاتها
وبناتهم .. ومشت لخارج الفيلا المتوسطة متوجهة لسيارته .. كان واقف عند باب
السيارة يكلم صديقه بهالوقت اللي كان ينتظرهم فيه .. ومن شافها جاية عرفها هي
الوحيدة من خواتها اللي جسمها متوسط .. اما نجود ورغد دبدوبات شوي .. حس
فيها هالمرة حياة اكثر من يوم اخذهم من الرياض .. يمكن تكون فرحانة برجعتها
للرياض اللي ولدت وعاشت فيها اول ماشافته واقف استحت تركب وامها وخواتها
مابعد جو .. ووقفت عند باب السيارة من الجهة الثانية .. ماكانت تدري عن اتفاقية
خوالها ولا عن الكلام اللي صار مع امها .. ولا تدري وش اللي يدور في بال يزيد
الحين .. كل اللي تعرفه انه ولد خالها اللي ساكن بالرياض والحين راجع بعد العيد
وماخذهم لشقتهم الجديدة اللي استأجرها لهم عادل من فترة .. كانت تحس بارتباك
كبير وماكان هو يقل ارتباك عنها .. ثواني وشافت رغد جاية تركض وهي متغطية
تبي تسابق رائد وتضمن لها مكان معاهم لان السيارة صغيرة وهو متحلف انه بيقعد
مع خواته ورا ويخليها تجلس متقدمة عنهم شوي .. ضحك يزيد بصوت عالي وهو
يشوف شكلها وهي بعباتها وتركض ورائد يركض وراها .. فتحت الباب وركبت
على طول وهي تصارخ بفرحة : سبقتك ..
لاول مرة من فترة تطلع منها ضحكة من القلب .. ركبت على طول وهي تسمع
تذمر اخوها من جلسته الغير مريحة طول الطريق .. : ريود حبيبي تعال عندي ..
قرب منها ولمته في حضنها : هاه كذا مرتاح ؟
شق الضحكة على طول وهز راسه بفرح : ايه ..
ماخلص كلمته الا على جية نجود اللي تصارخ عليهم وهي قافلة اخلاقها : وخرو
عني الحين الباب شلون يتسكر ..؟ والتفتت عليهم : رائد تقدم شوي تراك مضايقنا
تكلم وهو شوي ويصيح : وين اروح يالدوبا كله منك انتي ورغد كل شوي تاكلون..
كان واقف برا وسامع كل نقاشاتهم وهو ميت ضحك عليهم .. نجود وعصبيتها
ورغد ورجتها ورائد وصراخه .. الا هي كانت ساكتة وماقالت الا جملتين ماعرف
شخصيتها ابد .. ولايعرف عنها شي رغم انها بنت عمته .. يمكن لانها كانت اقرب
وحدة لابوها وعمها اللي توفى ولعادل اخوها واحتكاكها بخوالها مو ذاك الزود ..
شوي وجات عمته تركب السيارة وركب هو بعد .. وحرك السيارة راجعين للرياض
هالمرة المشوار بالنسبة لها غير .. غير عن كل مرة يرجعون وغير عن يوم يجون
للقصيم .. هذيك المرة كانت مغيبة مؤقتا عن العالم الخارجي كانت مازالت تصارع
احاسيس غريبة بداخلها .. احساس التحرش الجسدي .. واحساس فقد الامان من
اللي المفروض يكون مصدر الامان لها .. واحساس الرحيل المؤلم عن الماضي بكل
مافيه من افراح وآلام وذكريات موجعة .. هالمرة بعد غير عن كل مرة يرجعون
كانت ترجع بفرحة لانه ابوهم جاي يصالح امهم .. راجعين لبيتهم لذكرياتهم لحياة
تعودوها من فتحو عيونهم على هالدينا .. بس الحين راجعين لمصير مجهول وحياة
جديدة وبيت جديد صحت من ذكرياتها وهي تشوف عين رائد اللي يطالعها مسكت
خشمه وقربت من اذنه : وش فيك تطالعني ؟
همس لها : مابيك تصيحين ..
لمته في حضنها اكثر : لا تخاف ماراح اصيح .. والله مستانسة انا راجعين الرياض
التفت على يزيد ورجع طالعها بعدها : طيب ليش ماتسولفين مع يزيد مثل رغود و
جودي؟
همست له : استحي منه ..
ضحك عليها وعلى كلمتها وهو فرحان انها قاعدة تسولف معاه : يعني هم مايستحون
هالكلمة خلتها تضحك من قلب عليه وخلت الكل يلتفت لها .. الا يزيد اللي عرف انها
ضحكتها حطت يدها على فمها وقربت من اذنه ماتبيهم يسمعون : لا بس هم متعودين
يسولفون معاه وانا ماتعودت ..
التفتت عليهم رغد : مدري وش الاسرار اللي عندك انت وياها .. عسى بس ماتحشون
فينا ..
لف عليها وقال لها وهو يضحك : والله اللي على راسه بطحا يحسس عليها ..
هالكلمة بس خلت كل اللي بالسيارة يضحكون عليه .. قالت له نجود على طول : ما
شاء الله ماتتعلم من الكلام الا طولة اللسان ولا دروسك ماتفلح فيها ولو نبيك تحفظ
شي ماحفظته ..حست نفسيتها تغيرت كثير من بعد هالسوالف هي دائما كانت اقوى
من كل الظروف تعرضت لاقسى ضرب وتحملت تعرضت للسباب والشتائم باقذر
الالفاظ وبعد تحملت .. كانت مبتسمة تتحمل كل شي بس مايجي لخواتها ورائد شي
بس هالمرة انهكت .. كان الموقف اقسى من تحملها وانكسرت .. هالهالة من القوة
اللي كانت تحيطها تهشمت وبانت من وراها بنت ضعيفة جدا محتاجة من يقويها و
يطبطب عليها .. وصلو للرياض وهالمكان بس كان كفيل انه يزرع بقلوبهم الفرحة
اللي يتمنونها .. مشى يزيد للشقة ووقف ينزل لهم الاغراض كانت شقة متواضعة
من 4 غرف وحمامين ( تكرمون ) ومطبخ وصالة مساحة هالشقة يمكن ماتساوي
مساحة جناحين من الدور الثاني بقصرهم .. لكن ايجارها مناسب لامكانيات عادل
اللي يدفع بعد ايجار شقته بتبوك .. غير مصاريفه على نفسه وعلى اهله ..
رغم خيبة الامل اللي اعترتهم اول مادخلوها .. الا انه كان بداخلهم تحدي لتغيير
مجرى حياتهم للأفضل مثل مايتمنون ..


/
\
/
\



اول يوم بعد عودة المدارس هذا معناه لمياء اليوم جاية وراح يتحدد مصيرها ماتبي
هاليوم يجي ابد تتمنى كل اللي فات كان حلم وانتهى قعدت مع خواتها وبنات عمها
تحت اشجار وحدة من مزارع الديرة وهالجلسة كالعادة تكون من احلى الجلسات
وناسة وسعة صدر .. موضي وسارة كعادتهم كل مرة يجلسون فيها مع بعض لابد
من الطقاق .. وحصة وشيخة وهيا والسوالف .. الا هي كانت سرحانة ومشغول بالها
طول الوقت تفكر مو مرتاحة ابد لمصيرها وحياتها .. ويوم صارت الساعة حول
الـ 10 مشو راجعين لبيوتهم .. ومابين هالطرقات الصغيرة كان احساس الوداع
بداخلها .. تمشي وهي تحس نفسها تودع كل شي بهالديرة اللي راح تتركها في فترة
قريبة .. شافو حريم من الديرة قاعدين مع خالتهم وراحو قعدو معاها .. كان ودها
تهرب من كلامهم " الحين الديرة ماعندهم الا انا يسولفون فيني " تعليقاتهم وتخطيطهم
ليوم عرسها كل هالكلام ماكان مفرح لها ابد .. قربت موضي منها : وراه محد يحتسي
عني وانا عروس مثلتس ؟
بعدت عنها وهي تضحك : لانتس مطيورة لاجابو طاري العرس قمتي ترقصين ..
طقتها على يدها وضحكو ثنتينهم ..
عدى عليهم الوقت قضوه بين بيتهم وبيت خالتهم .. الى قبل صلاة العصر قامو يرتبون
بيتهم ويجهزون القهوة ينتظرون لمياء تجيهم .. موعدها كان معاهم من الاول على هاليوم
وفي المدرسة أكدت هالكلام لمنيرة .. نورة صلت العصر ونادت شيخة اللي جاتها وهي
توها مخلصة صلاتها : شيخة انا بدخل بالغرفة الثانية .. اذا سألت عني الأبلة قولي لها
اني راقدة ..
ماعجبها تهرب نورة من الموضوع من بعد كلامها مع ابوها وهي ترفض احد يكلمها
في موضوع الخطبة : نوير الله يهداتس الحين هي جايتن عشانتس وتبي تكلمتس وشوله
تحشرين عمرتس بالغرفة وماتطلعين لها ؟
سكتت شوي قبل تتكلم : انتي تدرين ان هالخطبة كلها ماهيب عاجبتني بس عاد شسوي
حيل الله اقوى .. واذا نشدتكم عن رايي قولي لها اللي قاله ابوي .. وماعقب كلمة ابوي
شي .. ياشيخة تكفين والله اني مابي اشوفها ..
رفعت يدينها : انا ماعلي بروح اعلم امي وتفاهمي معها ..
وقبل تمسكها ركضت شيخة للصالة : هين يالنذلة والله لاوريتس بيحدتس الزمن علي
وقولي نوير ماقالت ..
دقايق وجاتها امها .. شافتها جالسة وغارقة بتفكيرها .. جلست جنبها ومن انتبهت لها
نورة ابتسمت لها .. مسكت يدها وتكلمت بكل حنان : يابنيتي لاتكسرين بخاطري ولا
تنزلين راس ابوتس .. انا ادري انتس ماتبين هالعرس مير عشاني ياميمتس اقعدي معنا
ولا تحتسين اذا ما ودتس انا بقول انتس مستحية .. فرحي قليبي عسى الله يفرحتس دنيا
وآخرة ..
نزلت راسها وحاولت كتمان حزنها .. تبي ترضي امها : ابشري يمه الله يهونها علي بس
عسى ربي يكتب لي السعادة لاسعيت لرضاكم .. يمه طلبتس بنتس لاتخلينها من دعاتس
كل ماجابني لتس طاري ارفعي يدينتس للسما .. وقولي يا الله انك توفدزها وتسخر لها
رجلها ...
وقبل ماتكمل كلامها نزلت دموعها .. مسحت على شعرها وهي تحاول تهديها : والله
يانورة انتس رضية والدين .. واذا الله كتب لتس سعادة من رضاتس فيني انا وابوتس ..
قومي يابنيتي واقعدي معنا وان شاء الله ربي بيسهل لتس امورتس ..
مسكت يد امها وحبتها .. وقربت منها حبت راسها : ابشري .. هذاني بلبس وبجيكن ..
وقامت ومدت يدها تقوم امها .. مسحت دمعتها اللي على خدها ورسمت ابتسامة رقيقة
تخفي حزنها على فراقهم .. وقامت تلبس قبل تجيهم لمياء ..
جلست بالغرفة تدعي ربها يهدي قلبها .. ومن سمعت صوتهم يرحبون فيها قامت تبي
تروح لهم .. قربت منها تسلم عليها : ياهلا والله .. يالله انك تحيها ..
ارتسمت ابتسامة على وجهها وهي تجلس معاهم .. هي كذا دايم مبتسمة رغم كل آلامها
وجروحها .. تكلمت امها بفرحة عجزت تخفيها .. موافقتهم واستعداداتهم وكل شي ..
كانت تناظرهم وهي تخفي كل احاسيسها لكن شعور واحد هالحين يراودها .. يالله وش
كثر تحمل لهم حب بقلبها .. هالفرحة اللي لها بقلوبهم تشوفها بلمعة عيونهم حتى شيخة
اللي تداريها وتخاف تقول طاري العرس عندها كانت متحمسة لها ..
حصة تصب لهم القهوة وكلهم قاعدين ومستانسين .. التفتت ام راكان للمياء : يابنيتي
يالمياء .. انتي تعرفين ماحولنا اسواق ولا عمرنا طبيناها .. والمهر جهزو لها انتو اللي
ودكم فيه ..
تكلمت نورة بسرعة : لا يمه انا ابي نص المهر لي .. والباقي يسوون فيه اللي يبون وبعد
هاللي بيجهزون لي منهم .. ابيهن يفصلن لخواتي وبنات عمي منهن لعرسي .. ولتس انتي
وخالتي ..
محد اعترض على كلامها .. ماصدقو انها اقتنعت اخيرا ورضت .. وهذا شي من ابسط
حقوقها .. وبدت الفرحة على وجيه البنات انها حتى بهالعرس مانستهم ..
كبرت نورة كثير بعين لمياء وماندمت انها بيوم اختارتها لاخوها .. تشوف انها تستحق
تهدى لها السعادة والراحة مثل ماتحاول هي تسعد قلوب كل اللي حولها .. : طلال بيجي
بعد بكرة ان شاء الله ويتفق مع العم ابو راكان على كل شي .. وانا جيت لكم اشوف وش
اللي تحتاجونه لا رجعت الرياض .. ومادام تبوني انا اللي اختار لكم .. ابد ابشرو باللي
يرضيكم ..
ارتسمت الفرحة على وجوههم .. وبدت تتوزع الابتسامات .. كانو يحتاجون هالفرح من
زمان والله ماخيب رجاهم .. جتهم التباشير ورا بعضها .. بعد ماطلعت لمياء من عندهم
وراحت معاها موضي توصلها .. قعدت نورة مكانها وهي تسمع تخطيطاتهم للعرس وش
يبون يسوون ومن هالسوالف .. احساس رضى سرى بداخلها على شوفة هالفرحة بقلوبهم
كانت كفيلة انها تنسيها شوي من همها اللي متعبها لابعدت عنهم ..




/
\
/
\


على الواجهة البحرية في الدمام .. جلسو بعد صلاة العصر .. الجو هالأيام بالنهار يكون
حلو .. هي وزوجها وعيالها وبينهم قهوتهم والحلى اللي شارينه من محل الحلويات ...
صار لها من تزوجت الحين 9 سنوات .. تأملت عيالها اللي يلعبون حولها .. ولدين بعمر
الزهور خالد اللي عمره 7 سنوات .. وريان اللي عمره 3 سنوات .. وهالطفلة الصغيرة
اللي ماكملت شهرها الثالث " ديم " تشوف فيها نفس ملامح بنتها اللي فقدتها .... تحمل
نفس البراءة والرقة .. رجعت بالزمن 15 سنة وتذكرت ذاك اليوم المشئوم اللي حمل
لها خبر رجعة ابوها لهم بعد غيابه .. كانت نايمة ويوم صحت قالو لها انه ابوها اخذها
مشوار وبيرجعها ..
طال انتظارها وتعالى رجائها انهم يرجعون بنتها .. انتظرت اكثر وجاها بوجه عابس
ارتابت كثير اول ماشافته قرب منها وتكلم بصوت الى الآن تسمع رنته بإذنها : قولي
لا اله الا الله ..
هزت راسها باستنكار ومسكت يده تترجاه : تكفى لاتقول بنتي صار فيها شي طلبتك ..
قال لها كلام مازال صداه يتردد الى هاليوم في قلبها .. : صار عليهم حادث بالطريق
والبنت من وصلت المستشفى توفت .. وابوها في العناية المركزة ..
ابد مارحموها ولا رحمو ضعفها .. اثقلوها بهالهموم بلا ذنب يذكر .. حتى عزا بنتها
منعوها تحضره .. شلون تروح لناس هي بنظرهم بلا اخلاق او شرف .. ترجتهم بس
تشوفها وتودعها ولكن محد سمعها .. تحملت قسوة العيش ببيت اخوها ومرته اللي
كانت تعايرها على الطالعة والنازلة .. وترمي عليها كلام مؤلم عن شرفها اللي ضيعته
واخوها اللي كل ماشافها شكى لها من ضيق حاله وانه مو قادر يتحمل مصاريفها رغم
انها كانت تتنازل عن الكثير قدرت بصعوبة تشتغل في احدى المشاغل النسائية عشان
تلبي كل احتياجاتها ومصاريفها وتريح نفسها من زن اخوها عليها .. اللي كل شوي
جايب لها عريس على كيفه وكل واحد فيهم من اصحاب الملايين .. وبعد رفضها لاكثر
من شخص هددها يطردها ويتركها تعيش باللي يجيها من المشغل .. متحجج انه البيت
صغير وجودها يسبب لهم زحمة بهالبيت .. اضطرت مع هالتهديد انها تستسلم وتتزوج
هالرجل الغني رغم انه متزوج بأخرى .. امرها تترك هالشغل وتتفرغ لبيتها وزوجها
والحين هي تعيش حياة مستقرة يكفيها وجود اطفالها حولها وهالشي كفيل انه يزرع الفرح
بقلبها .. حتى لو كان هالفرح ناقص بعد مافقدت بكرها .. صحت من زحمة افكارها على
صوت صياح ديم .. لمتها لحضنها وبدت تسكتها سحبت شنطتها وطلعت منها الرضاعة
وبدت ترضعها .. كان يسولف لها عن المال والاعمال عن كل شي بس مو هذا اهتمامها
هي ام وجبلت على حب اطفالها .. وهالشي عندها بكنوز الدنيا كلها ..
أذن المغرب وقامو لأقرب مسجد يصلون وبعدها يروحون لبيتهم .. كانت دائما ماتردد
في قلبها دعاء بأن يجمعها الله مع بنتها في الجنة .. بعد ماحرمت منها في الدنيا .. صلو
المغرب ورجعو لبيتهم .. شالت بنتها وطلعت لغرفتها كانت تسمع صراخ ريان وراها
طلعت من شنطتها حلاو مصاص ومدته له تبيه يسكت عنها حطت ديم بسريرها الصغير
فتحت درجها وناظرت صورتها اللي حفظتها من ضمن الصور اللي ماقدرو ياخذونها
منها .. " يارب اجمعني بها في جنات النعيم " رجعت الصورة مكانها وتركت ديم تنام
وطلعت تقعد مع عيالها وزوجها ..




/
\
/
\




البيت كله انقلب فرح هاليومين احساسهم برضى نورة ارضاهم كثير .. ونايف واتفاقهم
معاه .. وطلال اللي اليوم راح يجيهم وتتحدد كل الامور بزواجه من نورة .. رغم ان
حصة من الليل وهي مريضة .. الا انها كانت تناظرهم وهي منسدحة وتشارك خواتها
فرحتهم ..
اما هو كانت جيته هالمرة غير .. كان متأكد ان كلمة ابوها مستحيل تتغير بس رفضها
اللي وصل له قهره .. هالمرة جاي يبي ينهي كل شي بسرعة .. مايبي يفكر لان التفكير
بالنسبة له تراجع .. وصل لهم وكانت هالمرة القرية غير .. يعرفها ويعرف بيتهم ..
وهالبيوت اللي من شافها رجع باحساس ثاني .. احساس امتنان عظيم للخالق اللي اسبل
عليه بواسع نعمته .. ومنظر ابو راكان كان كفيل انه يعظم احساس الشكر للخالق على
نعمة الصحة .. هالمرة ماكان موجود الا هو وعيال اخوه ورجال كبير في السن اكيد
انه يقرب لهم .. سلم عليهم وجلس .. ورغم انه متعود على مخالطة الرجال والاجتماع
معاهم مهما كانت مراكزهم الا انه هالمرة تمنى ابوه يكون معاه .. حس انه ضايع ومو
عارف شلون يبدأ ويتكلم .. حددو الزواج بعد شهر ونص .. وتكلمو في كل امورها
ومن بين كل الكلام كان يوصيه على بنته .. كان يتكلم معاه وعيونه تناظر سلمان ..
هالولد مملوح وعيونه فيها شقاوة .. قرب من ابوه وتكلم بصوت

حتى هو
سمعه : يبه امي تبي العرس بالديرة ..
ابتسم بخاطره وهو يشوف ابوه يسكته وقبل يتكلم ابو راكان بادره : ان شاء الله العرس
بالديرة .. واحنا لارجعنا الرياض الاهل بيسوون حفلة كبيرة ويعزمون معارفنا ..
علامة استفهام كبيرة اعتلته بذاك الوقت لو قبل شهر احد قال له انت بتتزوج وتخطط
للزواج بيحس ان اللي يكلمه مجنون والحين هو قاعد يتفق على كل مراسم زواجه ..
معقولة يكون تخطى مرحلة حنين .. او ان احساس التحدي بداخله معطيه حماس انه
يشوف هالبنت ويعرفها .. كان متأكد انه مو بسهولة هالموضوع ينسيه حبه الأول و
ايامه معاها ولو انه اغلبها كانت بالنسبة له خيبة امل ..
البنات كانو طول الوقت واقفات بشباك بيت ام محمد يناظرونه .. كان الشباك خشبي
ومن بين الفتحات اللي فيه كانو يناظرونه .. وهم يتهاوشون كل وحدة تبي تشوفه الا
نورة اللي ماكان هالانسان اللي قاعد برا يعني لها اكثر من رجل فرض عليها التفتت
موضي عليها : ياويل حالي يالنوري تعالي شوفي الزين ..
طنشتهم ماتبي تقوم ولا تبي تشوف شي : قلت لتس مانيب جاية ولا ابي شوفته ..
موضي وهي تطق سارة اللي تسحبها وبتوقف مكانها : سويرة انقلعي عني بشوف
رجل اختي .. وش ذا الحسد اوووف ..
زمت شفايفها وهي تناظره : وش هالحظ اللي جاكن كل وحدة جايها واحدن مريش
ودراهمة ماليتن جيوبه ..
صرخت فيها امها على طول : سويرة وش هالحتسي ؟ تبين تحسدين بنات عمتس
ادعي لهن ربي يسعدهن ويسخر لهن رياجيلهن ماهوب تحسدين حظهن ..
زفرت بضيق من كلام امها : وش اني قايلة الحين ؟ .. مابي الا الله يعطيني مثل
حظهن واعرس على واحد من الرياض ويعيشني بالعز اللي بيعيشونه ..
مسكت موضي طرف دراعتها من عند الصدر : ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِن شَرِّ
مَا خَلَقَ * وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِن شَرِّ النَّفَّـاثَـاتِ فِى الْعُقَدِ * وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ
إِذَا حَسَدَ ) ونفثت على صدرها .. عويذ الله منتس يالحسودة .. عز الله بتوقفين
رزقنا وما اعرسنا ..
طقتها بقوة خلتها تطيح على الارض : من زين رجلتس تراني شايفته ماهوب مثل
هالمزيون ولا عنده مثل دراهمه ..
مدت لها لسانها تبي تقهرها وقبل تتكلم او تقول شي مسكتها امها : اركدي يامال
الصلاح ماعليتس فيها خبيلة .. هدت الاجواء شوي الا من تفكير سارة اللي تتمنى
مثل حظ بنات عمها .. ومشاعر نورة اللي تحس بأنها تعيش آخر ايامها بهالديرة
ومع اهلها ..
اما هو مشى بعد صلاة المغرب راجع للرياض .. ثقل على قلبه كالجبال العرس
تحدد معناها كل شي راح ينتشر وكل معارفهم بيعرفون هالخبر .. وهذا معناه
انه راح يوصل لحنين وتعرف هو متأكد انها ماتستاهل حبه بس يحس انه خذلها
وهالاحساس بالنسبة له قاتل .. وصل للبيت وتجاهل الكلام مؤقتا مع اي احد ومن
بكرة راح يعلم اهله بكل القرارات والاتفاقيات اللي صارت .. ما اطال التفكير
بهالموضوع كل شي بالنسبة له كان مرهق بما فيه الكفاية وهو محتاج ينام
ويرتاح عشان يبدأ يوم جديد ..



/
\
/
\



هاليوم بالنسبة له اسعد ايام حياته .. طريقه للرياض يحمل له اكبر فرحة كان يتمناها
من سمع موافقتهم ورضى البنت وهو يتمنى يرجع بنفس اليوم بس اضطر يكمل الى
يوم الثلاثاء ويرجع يكلم اهله ويتقدمون لها رسمي عشان يحددون كل شي حسب
عادات اهل البنت وجماعتها .. وقع الصباح بالمدرسة ومشى راجع للرياض .. كان
يسابق الوقت حتى يكتب له يلتقي بمحبوبته .. اللي اختارها من بنات هالكون كله ..
وصل قبل الظهر ودخل بيتهم وهو يمني النفس بشوفتها في اقرب فرصة خصوصا
انه ماشافها من زمان وشوقه اللي فيه اكبر من احتماله .. شاف امه وابوه قاعدين
بالصالة على الارض ويناظرون التلفزيون .. دخل عليهم وسلم وقعد معاهم .. كان
ينتظر الفرصة تجي له ويفتح معاهم الموضوع .. حاول يخفي فرحته وبدا يتكلم مع
ابوه : يبه .. انا نويت اكمل نص ديني واتزوج ..
تهلل وجهه فرح .. وناظرته امه بسعادة ماتوصف : هذي الساعة المباركة يانايف ..
والله اني من زمان انتظر الله يهديك وتجيني تبي العرس ..
كمل ابوه على كلامها : اجل نعقد العزم نروح لبيت عمك نخطب لك من بناته ..
قاطعه قبل يكمل كلامه : لا يبه الله يهداك وش بنات عمي .. انا مختار وقاضي
من زمان .. بس ابيكم تروحون معاي ونكلم اهلها ..
مع انه كان يتمنى ولده ياخذ وحدة من بنات عمه لكن بالأخير احترم رغبته وماحب
انه يكدر خاطره : ابشر وانا ابوك .. اعين ياولدي واعاون من هي اللي تبيها وان
شاء الله نصلي العصر ونروح لابوها نخطبها لك ..
تردد شوي قبل يتكلم وهو يقاوم صورتها اللي بخياله : يبه بس البنت مو بالرياض ..
عدل جلسته وناظره باهتمام : اجل وينها فيه ؟
تنقلت نظراته بين امه وابوه يبي يشوف ردة فعلهم : من الديرة اللي انا ادرس فيها ..
قاطعته امه على عجل : بدو ؟
هز راسه بإيه .. وتكلم ابوه على طول : لا ياولدي ما اتفقنا على كذا انت تعرف
عاداتنا ماناخذ من البدو ولا نعطيهم ..
بطبعه عصبي ويتنرفز على طول ضبط اعصابه لانه مايبي يتنرفز على امه
وابوه : يبه وش عاداته هذي اللي انتهت من زمان .. والبدو وش فيهم ماهم
باوادم يوم ماتعطونهم ولا تاخذون منهم ..
هز راسه بالنفي ينهي النقاش : بنات عمانك وجماعتك عندك اختار فيهم اللي
تبي ومن نسلم من صلاة العصر رحت معك نخطبها .. اما البدو لاهم منا ولا
احنا منهم .. البنت يجيها نصيبها من ديرتها ولا بكيفها ..
مسك راسه يبي يستوعب كلام ابوه اللي يسمعه : يبه انا مكلمهم ومتفق معهم ..
وسألو عني وعنكم وعطوني الموافقة وخلصنا .. بس نروح لهم ونحدد كل شي ..
قاطعه بعصبية : ومن اللي قال لك تفتي من راسك .. ماتعرف عاداتنا من خلقنا
وهي معنا ؟ وش اللي يخليك تروح للناس وتكلمهم وانت ماشاورت اهلك ؟ ولا
رحت هناك وسرحت بهالديرة على كيفك وشفت بناتها وتبي تاخذ منهم ..
قام واقف وهو يحاول يضبط اعصابه لآخر لحظة : انا مارباني الا انت وتعرف
شلون ربيتني وبنات هالديرة ماشفت منهم الا الستر والسنع اللي ماشفته ببنات
عمي وهالبنت انا خاطبها وموافقين اهلها مقدر الحين اجيهم واقول لهم انتو بدو
ومانبيكم ..
كان يناظر امه يبيها تتكلم او تقول شي بس توقف بصفه لكنها اكتفت بالصمت
وهي تتابع نقاشهم الحاد .. قام ابوه وقبل يمشي تكلم بكل صرامة : يانايف انا
قلت كلمتي وحدة وما اثنيها ,, بنات الجماعة خذ منهم اللي تبي اما بدو انسى
اني ارضى ولدي ياخذ منهم ..
وطلع من البيت تارك نايف يصارع حيرته من كلام ابوه من عادات ظالمة توقع
انها انتهت من زمان .. التفت على امه بنظرة رجا : يمه يرضيك اللي سمعتيه؟
اخطب بنت الناس واكلم اهلها وش اسوي الحين ووش اقول لهم ؟ ابوي ركب
راسه ومايبيني اخذ منكم ؟
صفقت يدينها وهي تردد : لا حول ولا قوة الا بالله .. والله ياولدي مابيدي حيلة
تعرف ابوك لا قال الكلمة مايغيرها .. وانت الله يهداك وش اللي خلاك تروح لهم
وتخطب بنتهم وتعشمهم وانت تعرف ابوك ..
جلس جنبها ومسك يدها : يمه تكفين كلميه ترضينها لولدك ؟ يمه طلبتك لا ترديني
ناظرت فيه بحنان وهي تهز راسها : ان شاء الله بكلمه .. بس ما اوعدك ولا ابي
امنيك بشي ما اعرف تاليه ..
كل شي بالنسبة له تحول الفرح لحزن .. والامل تهشم وتحول لألم ولا هو قادر
يصدق اللي يصير معاه .. هالموضوع نساه او بالاصح ما جا على باله ماتوقع
ان ابوه يحمل هالتفكير المتخلف .. ماكان يدري وين يروح بعد هالصدمة اللي
تلقاها .. هالبيت بالنسبة له هدم حلمه وهو توه يبنيه .. يبي يبعد شوي وينفرد
بنفسه .. يبي يعيد حساباته يمكن يلقى حل لهالمشكلة اللي طاح فيها .. طلع من
غير مايسلم على امه وهو مايدري وين يروح بالضبط ..




/
\
/
\







واقفة تغسل المواعين وهي تتأفف ومو عارفة شلون تنظفها : يمممممممه خلي
رغيد تجي تساعدني والله تعبت ..
ماتت ضحك على اختها وهي واقفة حايسة بهالمواعين : الحين هالكم صحن
والكاسات تبين من يساعدك فيهم ؟ اجل وش اقول انا اليوم اللي تكسرت يديني
من مواعين الغدا ..
وقفت رغد من وراها وقالت بصوت عالي : وهي الصادقة واصلا اليوم الدور
عليك .. امي تقول كل يوم على وحدة والله مو شغلي انا قاعدة ارتب بالصالة
قبل ما انام .. مو ناقصة يقوموني عشان ارتبها ..
مسكت الصحن بيدها كأنها بترميه عليها : وش ترتبين اصلا ؟ صالة مافيها
الا زولية وتلفزيون والكنب توه مابعد طلع ..
حطت دانا يدينها على اذونها تسكرهم .. : بروح انام احسن لي من هالازعاج
خلاص لاتكبرونها كل يوم وانتو تتهاوشون .. كلنا مانعرف نشتغل ولا عمرنا
سوينا شي .. بس الحين حدنا الزمن ولازم نساعد امي اجل احنا نقعد ونرتاح
وهي تكرف .. يكفي ان الغسيل والكوي والطبخ عليها ..
سكتو ثنتينهم راضيات بهالكلام .. وطلعت رغد تكمل ترتيب الصالة من كل
الاشياء اللي مناثرينها .. وراحت دانا للغرفة اللي تجمعها مع خواتها تبي تنام
بالغرفة الثانية اللي تنام فيها ام عادل مع ولدها رائد كانت قاعدة تكلم عادل
وتفاتحه في موضوع دانا : وانا والله ياوليدي مادري اعلمه الحين ولا اخليك
انت تعلمه وتقول له الموضوع بطريقتك ..
تكلم على طول : لا يمه اصبري مو وقته الحين .. انا ماصدقت البنت صارت
تسولف وتجلس معكم تبون تجيبون لها طاري الزواج .. خليها ترتاح شوي
مع الوقت انا بمهد لها الموضوع وبعرف نفسيتها تكفين يمه خوالي لا يتدخلون
ومحد راح يجبر اختي ابد .. اذا ماوافقت يدور نصيبه مع وحدة غيرها ..
كانت تسمعه وهي تحس بارتياح لكلامه .. هي خسرت زوجها وماتبي تخسر
احد من عيالها وبهالزمن محتاجة اللي يكون سند لها .. بعد ماسكرت من عادل
بعدت رائد شوي من حجرها وغطته وجلست تفكر بسير حياتها .. مايهمها
شي كثر ماتتمنى لعيالها وبناتها تتسهل حياتهم ويتوفقون .. ويكون حظ بناتها
احسن من حظها بهالدنيا اللي رماها على هالزوج اللي مايخاف ربه .. هي من
قلبها تتمنى يزيد لدانا .. شاب مقتدر وولد خالها وهالشي يخليها متطمنة للي
تبي تزوجه بنتها وتدري وش كثر يزيد يحبها ويمكن اذا تزوج بنتها بيداريها
عشانها هي .. وهالشي يخليها ترتاح كثير ..تبي تتطمن عليهم وتلقى لهم اللي
يسترهم ويكون سندهم بدنيتهم ..
رفعت راسها وشافت دانا واقفة على الباب تناظرها .. ابتسمت لها واشرت
لها بيدها تجيها .. : تعالي يمه ..
قربت من امها وحبت راسها وجلست جنبها : كنت ابي انام بس حسيت انك
اليوم كله كنتي مشغولة وماقعدت معاك .. قلت اجي اجلس شوي قبل انام ..
ابتسمت لها بحنية : اجل قايمة الحروب بالمطبخ ؟
ضحكت على كلامها اكيد سامعة كل شي : ايه ماتعرفينهم هالثنتين على كل
شي يتهاوشون ..
رفعت يدينها تدعي لهم : الله يهديهم يارب .. وش فيتس يادانا ضايقن خلقتس ؟
ابتسمت وهزت راسها تبي تطمنها : لا والله .. بس مابعد تعودت على وضعنا
هالحين .. والبيت ما اكتمل تأثيثه مادري بس ما حسيت بالاستقرار ..
وقبل ماتتكلم شافت نجود واقفة على الباب ومتخوصرة : ياسلااااااام قاعدين
سوالف وفلة حجاج وانا اكرف بالمطبخ ..
اشرت لها تسكت ماتبيها تصحي رائد : اقصري حستس لايقوم هالحين علي
قامت دانا على طول : زين يمه انا بروح انوم الحين تصبحين على خير ..
تكلمت بصوت هامس : تلاقين خير وانا امتس ..
وطلعت دانا وراحت تمشي هي ونجود لغرفتهم شافو رغد نايمة ونص اللحاف
مو عليها : ماشاء الله هذا وهي توها نايمة عفست الدنيا ..
قعدت تحك راسها وهي تفرش فرشها اللي تنام عليه : وربي مادري شلون
هالحريم يسوون كل شي .. انا من بعد ماتعشينا وانا اغسل بهالمواعين ومابغت
تخلص .. شلون ينظفون ويطبخون ويغسلون ولا وتقعد مع رجلها بعد .. على
رفالتي هذي عز الله ما اعرست ..
انسدحت على جنبها وهي تضحك على كلام اختها : توك صغيرة على الزواج
لا خلصتي جامعة وتخرجتي ذاك الوقت تزوجي .. ومن الحين لوقتها قدامك
حول الـ 6 سنين يعني بتصيرين خبرة ان شاء الله .. وخلاص مابي اسمع
شي ابي انوم خلاص ..
سكتت نجود وحاولت هي تلغي كل شي كان مؤرق حياتها على الاقل هاللحظة
تبي تنام وهي مرتاحة وراضية عن نفسها ..




/
\
/
\




انواع النقاشات الحادة قاعدة تصير اليوم .. لمياء وحماسها لتجهيز كل شي
لنورة ورسيل واعتراضها على حضور الزواج في الديرة .. وسما واندفاعها
لهالزواج .. وام طلال ومحاولة تنسيق الرد المناسب في حال احد سألهم عن
سبب اختيارهم نورة .. قعدون يقلبون بكتالوجات الأزياء اللي قدامهم وكل
وحدة فيهم تختار لهم فستان .. : تدرين عاد انا بوديه لهم واخليهم يختارون
اللي يبونه والله احترت ماعرف وش اللي يعجبهم ..
ناظرتهم وهي مستغربة اهتمامهم بهالزواج اللي معارضته شكلا ومضمونا
من البداية : قراوى وش اللي يعرفهم اصلا وش اللبس اختاري لهم اي شي
اكيد يعجبهم ..
التفتت لها امها معصبة : رسيل وش هالكلام ؟ للحين ماخلصنا من كلامك
اللي مايسوى .. خلاص الله كتبها من نصيب اخوك اذا ما احترمتيها هي
احترمي اخوك .. وخليني اسمع منك هالكلمة مرة ثانية ..
سكتت وهي مقهورة منهم كل ماتكلمت سكتوها .. ام طلال قعدت تصارع
كل التناقضات اللي بداخلها هي خايفة من هالتجربة ورغم انها كانت دايم
تقابل المحتاجين بالجمعيات الخيرية اللي تروح لها .. بس هالمرة بتروح
لهم بديرتهم بتشوف شلون هم يعيشون .. شلون حياتهم اللي سمعتهم يتكلمون
عنها وماعمرها شافتها .. اتصلت على خالتها تبي تبلغها بخبر خطبة ولدها
كانت تبي الخبر يوصل لحنين بأسرع طريقة ..
استأذنتهم لمياء راجعة لبيتهم بعد ما اتفقت يروحون من بكرة للسوق يشترون
لنورة كل شي تحتاجه .. وقعدت رسيل مكانها طول الوقت تتأفف من حماس
سما اللي مطفشها ..
سما كانت تشرب عصير وهي تناظر امها : ريسو .. تتوقعين شلون عايشين
ببيوت طين ؟ يعني نفس اللي بالجنادرية ؟
التفتت عليها وناظرتها مستغربة : وهذا شي يخليك متحمسة انك تروحين لهم
روحي الجنادرية ولا الدرعية وريحي نفسك ولا تغثينا ..
قاطعتها بنفس الحماس : لااااا شلون ما احضر عرس اخوي .. صاحية انتي
بعدين غير الزواجات اللي دايم نحضرهم يعني بشوف اجواء غير ..
دخل عليهم ابوهم بوقت نقاشهم .. وسمع رسيل وهي تكلم سما : عني انا ما
راح اروح ابد .. لا جو الرياض وسوينا لهم حفلة ذاك الوقت اشوفها ..
شهقت سما على طول : من جدك ؟ ماتبين تحضرين عرس طلول؟
التفتو ثنتينهم على ابوهم وهو يقول بصرامة : كلكم بتروحون محد قاعد ..
قامت على طول تبي تعترض : لا والله ما اروح هذا اللي ناقص بعد ..
شافت امها تهددها بحركة يدها قعد ابو طلال واخذ الجريدة اللي على الطاولة
اللي جنبه : والله ماتحلفين علي .. زواج اخوك وكلكم بتروحون محد قاعد
ماقدرت تعترض على كلامه وطلعت لجناحها زعلانة ..
اما سما قربت جنب ابوها وقعدت تسولف معاه وتعيد عليه اسألتها اللي من
راحو وهي كل شوي تسأله عن الديرة وبيوتها واهلها وكل هالتفاصيل ..



/
\
/
\



بمكان ثاني وببيت ام سعود قامت الدنيا ولا قعدت بعد ماعرفت بخطبة طلال
للحين ماتدري من هي اللي خطبها كل اللي تعرفه انه زواجه بعد شهر واقل
من اسبوعين .. ومن سمعت هالكلام جن جنونها .. ركضت لغرفتها وخذت
الجوال وعلى طول اتصلت على منال .. ومن سمعت صوتها انفجرت فيها
تصيح : منوووو الحقي علي .. طلال بيتزوج
ما استوعبت اللي قالته لها : وشوووو ؟
مسحت دموعها بيدينها اللي ترتجف وعادت كلامها : طلال خاطب وبيتزوج
منو تكفين تعالي ابيك الحين .. وربي ماني قادرة اصدق اللي سمعته .. وربي
ضاقت فيني الدنيا ..
ناظرت ساعتها شافت الوقت بعده مبكر تروح لها : اوكي الحين جايتك ..
سكرت منها ورمت نفسها على سريرها تصيح .. بالفترة الاخيرة كانت متأملة
انه يرجعها .. سمعت كلام من امها كثير انه للحين يحبها ومانساها .. كانت
تبيه يجي لها يقول انه يبيها وترجع له .. بدون حتى اي شروط لانها تبي تستقر
وتعيش حياتها مثل كل اللي حولها .. والحين يوم عرفت انه بيتزوج تحطمت
كل آمالها هذا معناه انه نساها .. انه تجاوز مرحلة حبها وراح يدور غيرها ..
قعدت تصيح بصوت عالي وهي تتذكر كل شي صار معاه كلامه ,نظراته, حبه
اللي غرقها فيه .. وكانت تتجاهل وتطارد ورا ملذات حياتها والحفلات وجلسات
البنات .. وروحات المجمعات والزواجات اللي ماعمره حرمها منه ..
بحياتها ماحست انها متحسفة عليه كثر هاللحظة كانت متأكدة انه بيرجع الحب
اللي لها بقلبه كانت واثقة منه وعارفة انه مستحيل يعطي هالحب لغيرها ..
تذكرت قبل زواجها بـ 3 اسابيع يوم تعبت وتنومت في المستشفى يومين مستحيل
تنسى نظرة الخوف بعيونه .. واحساس الحب اللي غمرها .. هداياه اللي هاليوم
مازالت عندها .. صور ملكتهم وزواجهم كل هالتفاصيل اللي تحتفظ فيها للحين
مو قادرة تصدق انه هالانسان بيروح لغيرها ..
فتحت الدرج وطلعت البوم صور زواجها .. ماكانت تقدر تشوفهم زين من الدموع اللي
ملت عيونها .. " لاااا .. لاحد يقول طلال راح لغيري .. لااا مستحيل " كانت
تقاوم صرخاتها لا تطلع وتملى هالبيت .. تأملت الصور وش كثر كان فرحان
فيها .. لحظات مانستها ولا عمرها راح تنساها .. رغم انه من طلقها ماعاد سأل
عنها ولا عاد جاب طاريها .. حتى امه وخواته ماعاد صارو يحتكون فيها ..
اخذها الوقت ونست نفسها مابين هالصور ورجعت لها كل الذكريات الحلوة اللي
بيدها هدمتها .. النعمة اللي كانت بيدينها ورفستها .. جاتها منال وشافتها على
حالها قربت منها وضمتها : حنينو هونيها وتهون لا تكدرين خاطرك ولا تزعلين
مثل ماراح هو لنصيبه بيجيك انتي نصيبك ..
غمضت عيونها وهي رافضة تسمع هالكلام : بس انا مابي غيره .. والله مابي
غيره .. ليش مارجع لي ليش يروح لوحدة ثانية غيري .. ليش وهو اللي كان
يحلف لي عمره ماحب ولا راح يحب غيري ..
ربتت على ظهرها وهي تحاول تهديها : هذاك اول ياحنين خلاص 6 سنين
انهت هالحب من زمان ..
بعدت عنها وقالت بصراخ : بس هو مانساني كلهم يقولون للحين يحبني مايبي
العرس لانه للحين يحبني وماقدر ينساني ..
ناظرتها وهي منهارة وتكرر كلامها كل شوي : حنين اصحي لو يحبك كان
جا لك ماراح لغيرك .. هذاك اول يوم كان يحبك ويبيع الدنيا كلها عشانك بس
انتي تكبرتي عليه وقلتي له انك ماتبينه .. ليش تلومينه يوم راح لغيرك ..
سكرت اذونها وقعدت تصارخ بصوت عالي : بسسسسسس .. اسكتي مابي
اسمع منك شي .. انا ابيك تواسيني وجايتني تزيدين النار اللي بقلبي ..
قربت منها ومسكت يدها تهديها : انا ابيك تشيلينه من راسك .. طول عمرك
ماتبين احد يكلمك عنه .. ليش الحين اللي تبينه ..
رمت نفسها على مخدتها وبدت نحيبها : لاني احبه .. ومستحيل اخليه يروح
لوحدة غيري .. والله احبه افهميني يامنال ..
قربت منها وبدت تهديها من وصلت لها وهذا حالها تبكي وتردد نفس الكلام
وكل شوي تقول انها تحبه وان طلال لها .. وانتظرتها لحد مانامت .. ونامت
هالليلة عندها ..



/
\
/
\




جلست معاهم توريهم هالموديلات اللي اختارتهم ..وكل وحدة فيهم متحمسة
لفستانها اللي تبي تفصله .. ناظرت نورة بالموديل اللي اختارته لها لمياء
وهزت راسها بلا : لا يا ابلة مابيه تسذا .. شلون البسه عند جماعتنا والله
ما البس عاري ابد ..
ضحكت على كلامها : اولا مليون مرة اقول لك ناديني لمياء .. لعنبو ابلسيك
اخت زوجك وتناديني ابلة .. ثاني شي هالفستان مو عاري بس الكم من قماش
التل ..
حركت يدينها قدام وجهها معترضة : لا لا .. مابيه اذا هو تسذا هاتي لي غيره
بعد تفكير حاولت تقنعها : الفستان عاجبك ؟
هزت لها راسها بإيه وكملت كلامها .. : خلاص انا اخلي الخياطة تعدله لك
ويصير ساتر نفس اللي تبينه .. كذا زين ؟
ابتسمت لها على طول : ايه ..
ناظرت موضي وسارة اللي يتهاوشون على نفس الموديل .. وضحكت من
قلب : خلاص لاتطاقون ولا شي افصل لكم ثنتينكم نفس الموديل وتطقمون
بالعرس ..
كانت تضحك معاهم ومستانسة على بساطتهم .. اختياراتهم كل شي كان يتسم
بالبساطة .. كانت تبي تختار لهم فساتين مناسبة لمحيطهم وبنفس الوقت تكون
راقية وعلى الموضة .. بعد ما اتفقت معاهم على كل شي واخذت قياساتهم
خصوصا انهم كلهم تقريبا اجسامهم واطوالهم مشابهة لبعض .. كانو اضعف
منها .. لكن الطول مقارب لها .. سلمت عليهم واستأذنتهم بترجع الرياض من
بكرة ..
بهالموعد كان يصادف رجعة راكان اللي يبي يساعد اهله باحتياجات العرس
وطلباته في ديرتهم .. مدت له نورة مبلغ من اللي عندها بدون حتى ماتعده ..
وهي مبتسمة له : هذي خلها معك اشتر لك ولابوي ولسلمان وعيال عمي كل
اللي تبونه بالعرس .. واهم شي لا تنسى البشوت ابي اشوف ابوي وهو لابس
البشت ..
يا الله وش كثر هالبنت تحمل تضحية بقلبها .. هذا كان احساس الكل وهو
يناظرها .. مد يده واخذ المبلغ منها وابتسم لها التفتت عليهم وشافت نظراتهم
لها .. لمعت دمعة بعينها وحاولت ماتصيح : وربي مدري شلون اقدر اعيش
وانا ما اشوفكم .. ولا ادري وشلون احس اني مستانسة وانا بعيدة عنكم في
ديرة ما اعرف فيها احد .. ولا ادري هالعالم شلون عايشين ..
وقامت على طول لانها ماتبي تصيح قدامهم .. بالايام الاخيرة كانت تقاوم
كل مشاعرها .. تبي تظهر لهم انها هي نفسها القوية اللي تعودو يشوفونها
حتى في اصعب الظروف تتحمل وماتنزل دمعتها .. هالمرة عشانهم راح
تتحمل كل شي بس ماتطفي هالفرحة اللي بعيونهم ..
كانو خواتها حاسين باحساسها .. الفرحة اللي بقلوبهم لها .. لكن احساس
الحزن لفقدها اكبر مايقدرون ينكرون هالشي .. بس مايبون يزيدونها على
همها هم .. كانو يضحكون لها وهم يكتمون احساس الحزن بداخلهم ..قعدو
شيخة وموضي يرتبون في الاغراض اللي جابها لهم راكان من الرياض
سمعو صوت امهم وهي تكلم راكان : لا تنسى بيت خالك وانا امك .. تراه
ناذرن لا اعرست نورة انه يحضر عرسها ..
التفتت لها شيخة معصبة : لا يعزمه ولا يجينا يمه .. هذا هو صار له 10
سنين ما نشد عنا وش نبي فيه الحين ..
ناظرتها بحزم وسكتتها : هذا خالتس ولازم يحضر عرس اختس .. ومن
اللي قال لتس انه مانشد عنا .. الحمدلله دايم تجينا علومه وتاصله علومنا ..
نفضت الغبار اللي بيدينها وضحكت : وينه ماجاتس ولا نشد عنتس وماقال
عندي خوات ولازم اشوفهن .. وينه مايجي لخالتي هيله اللي مالها بعد الله
غيره ..
هالمرة سكتها ابوها منهي النقاش : شيخة اقصري حستس خالتس ونبي
نعزمه تسانه بيجي حياه الله ..
دخلت للغرفة عند نورة وبدت في نوبة صياح .. وش اللي يجيبه الحين ..
هذا معناه سعد بيجي وبتشوفه وبتتجدد كل احزانها اللي حاولت تنهيها ..
قربت منها نورة : شيخة اذكري ربتس .. تراه خالتس لا تاخذينه بحوبة
ولده .. وسعد هذا شيليه من راستس بيجيتس نصيبتس اللي احسن منه
بعد ..
رفعت راسها وناظرتها .. بلعت ريقها وتكلمت : انا ماعلي فيه هو ..بس
ليش نقدرهم ونذكرهم وهم من راحو ماعاد ذكرونا ..
سحبت المخدة وحطتها ورا ظهرها ومددت رجلينها : ماعليتس فيه ؟ و
رسايله اللي تقلبينها ودموعتس اللي حفرن خدودتس .. ووقفتس كل يوم
على الدريشة وش تسمينهن ؟ ياشيخة تراه راح ولا عاد هو براجع لتس
ارميه ورا ظهرتس وعيشي حياتس .. خليني اروح للرياض وانا متطمنة
عليتس ومرتاحة ..
هزت راسها باقتناع .. وكملت بابتسامتها النقية : اجل شقيهن الحين ..
تكفين طلبتس ياشيخة عشاني هالمرة ..
قربت منها وحبت خدها : وربي انتس اغلى من عيوني .. ولو تطلبينهن
مني مايغلن عليتس .. الا هالرسايل تكفين يانورة وربي حتى لو احرقتهن
اللي بقلبي هو نفسه ماتغير ..
سكتت وماجادلتها ماراح يغير حبه الا حب جديد يدخل قلبها .. " عسى
الله يرزقتس بابن الحلال اللي ينسيتس سعد وينسيتس امن جابته "




/
\
/
\



في هالليلة شخصين كانت بيوم من الأيام تجمعهم حياة وحدة واحلام وحدة
الليلة كل واحد فيهم يفكر بالثاني كنهاية .. شي مضى وانتهى .. هو كان
يفكر بزواجه اللي بقى له 3 ايام بس .. بعد ما اجرو كشف ماقبل الزواج
وطلعت نتائجهم ايجابية اما هي مازالت في دوامة حزنها اللي ابتدت من
سمعت خبر خطبته ..
كان بغرفته اللي تغير كل شي فيها .. كل شي بجناحهم تبدل باشياء جديدة
وغرفة الملابس اللي قفلتها لمياء ماتبيه يشوف اغراض نورة .. كان قاعد
يبدل ملابسه يبي ينام .. يناظر بهاللي حوله كله .. غير عن قبل كل شي
اختيار امه الراقي في الاثاث .. تمدد على سريره وسحب الجوال من علي
الكومدينه ناظر الساعة كانت 1:36 ص .. كتب مسج قصير وارسله ورجع
الجوال مكانه .. دقايق وسمع صوت رنته .. : هلا والله ..
جاه صوته الهادي : هلا بك طلال .. فيك شي ؟
رفع نفسه شوي وسند ظهره على المخدة : لا مافيني الا العافية بس بغيت
اسولف معاك شوي .. لاتقول المدام جنبك الحين ..
ضحك على سؤاله : ايه جنبي بس نايمة اليوم بدري .. والله مدري عنها
يمكن تمثل علي والحين تسمعني .. اصبر خلني اطلع من الغرفة ..
اتسعت ابتسامته : وربي احسها بتطلع من الجوال تذبحني ..
سكر باب الغرفة وطلع بالصالة : حلال فيك الذبح .. بس مردودة بإذن
الله كل لحظة ازعاج وقلق عيشتني فيها راح اعيشك نفس اللي حسيته
قبل .. لعنبو ابليسك احد يدق الساعة 2 الا ثلث ..
قاطعه على طول : انا مادقيت ارسلت لك كانك فاضي كلمني واذا بتقعد تمن
علي سكرت هالسماعة في وجهك ..
مثل عليه العصبية وقال بتهديد : اذا انت رجال سوها .. " واختفى صوته
بعدها " ناظر الجوال وشافه فعلا سكر .. مات ضحك على حركته ورجع
اتصل عليه : ياخسيس تسكر السماعة بوجهي ؟
اطلق ضحكة عالية : انت متحديني وتعرفني ابد العناد يجري بدمي .. لو
هو ابوي عاندته ومشيت اللي براسي ..
صرخ بأعلى صوته : يااامسكينة هاللي بتاخذك والله ان امها داعية عليها
ورب البيت بتذبحها بعنادك وشخصيتك اللي تمرض ..
كتم ضحكته على اسلوبه اللي تعوده منه : بس تحبني ولا تقدر تستغني عني
ابد ...
استمرت مكالمتهم وقت طويل يدري انه يحب يسهر وارسل له المسج مايبي
يزعجه اذا كان مع زوجته كان محتاج يتكلم معاه كل ما اقترب موعد زواجه
زادت الهموم بقلبه .. كان اوقات يحس انه وده ينسحب .. يترك كل شي وراه
ويرجع يعيد حساباته .. يخاف من الفشل يخاف انه يحبها ويتعلق فيها وتعامله
بنفس برود حنين اللي اتعبه .. مايبي يتأمل بهالزواج شي لانه مايبي ينصدم
يبي يترك كل شي للأيام تعرفه من هي وكيف شكلها وش هي صفاتها .. هو
متأكد من كلام لمياء عنها انها انسانة اخلاقها عالية وهذا اكثر شي هو يطمح
له .. حاول يريح نفسه من تفكيره اللي اتعبه هو وعد نفسه انه يبعد حنين من
تفكيره وحياته مادام هو بدا حياة جديدة مايبي يكون مع زوجته بمشاعر منهكة
ومستهلكة .. ذكر ربه وتغطى وهو يطمح بنوم هادي بعيد عن اي منغصات او
أرق ..




 
قديم   #24

جود ي الحلوه


رد: ~~~~****سجينات خلف قضبان القصور****~~~~~


~~~~****سجينات خلف قضبان القصور****~~~~~



وصلو مطار الرياض من ساعة والحين راجعين للديرة هو وامه وزوجته
وخواته الثنتين وعياله .. احساسه جدا غريب مشاعر مربكة تجتاحه من
فترة .. الندم اللي بدا يحسه على قراره اللي اتخذه في لحظة طيش وتسرع
والحنين اللي ياخذه لها ولذكرياته معاها .. كانت بريئة تحبه بجنون وهو
يحبها اكثر .. ويوم سافرو لجدة وعدها يخلص دراسته ويجيها يتزوجها
مثل ماكانو يحلمون .. راح هناك وتعرف بعد فترة على سحر .. جذبته
جرأتها كلام الحب اللي كانت تغرقه فيه .. واندفع بكل جنون لها تحدى
اهله عشانها .. وبعد صراعات ومشاكل رضو يخطبونها له .. تزوجها
ومن اول ايامهم بدت المشاكل.. عجز انه يعيش بدون مايشك فيها .. كل
لحظة تمسك فيها التليفون كان يحس انها ممكن تخونه وتكلم غيره مثل
ماكانت بيوم تخون اهلها وتكلمه ..
وكل لحظة يطلع فيها من البيت تزرع شكوك بقلبه وش اللي ممكن تسويه
من وراه ..كبرت بينهم المشاكل وطلقها .. لكن اضطر انه يرجعها بعد
ماعرف انها حامل بطفله الاول .. هو يدري انها مستحيل تسامحه ابد
مافي شي يغفر له اللي سواه .. هو خانها وخان براءتها واحلامها .. وبكل
برود اهدى لها الوداع .. اشتاق للديرة ولاهلها ولعماته .. يدري ان كل من
في هالديرة يكرهه بس هو ندمان ووده يصرخ بأعلى صوته ويعلن ندمه
يتمنى بس يعرف اذا هي تحبه او مازالت تحمل له مشاعر بقلبها .. تجاهل
نظرات سحر اللي في السيت الخلفي ومسلطتها عليه .. من اول ماعرفت
بروحتهم للديرة بدت سيل الاعتراضات والاحتجاجات .. تدري انه لا راح
للديرة بيذكرها .. كان دايم لا تهاوشو تكلم عن شيخة لها .. يبي يقهرها
ويستفزها .. وهالشي زرع بداخلها غيرة من هالانسانة اللي تجهل من تكون
تبي تشوفها .. تبي تعرف وش اللي فيها زود عنها عشان يعايرها فيها ..
اصرت تجي معاهم رغم انها مستحقرة هالديرة باللي فيها بس مستحيل
تخليه يجي من دونها .. مستحيل تتركهم يسوون اللي يبون في غيابها ..
كانت تتصور الكل مثلها متفتح ومنفلت .. ماكانت تدري ان شيخة رغم
صغر سنها في ذاك الوقت الا انها كانت تستحي منه كثير وبصعوبة
تكلمه .. وصلو للديرة عند بيت ام محمد راح يقضون هاليومين في الديرة
في بيت اهل ام سعد .. كان الاستقبال حافل لقاء بعد قطيعة دامت 10
سنوات .. منظر بيتهم المتهدم نصه وبيوت هالديرة رجع مشاعر قديمة
كانت تسكن قلوبهم .. هالبساطة اللي افتقدوها وقلوب هالناس اللي رغم
كبر ذنبهم سامحوهم .. اللقاء كان مؤثر بين ابو سعد وخواته اختلطت
الدموع بالضحكات .. وهو كان واقف يناظرهم شاف بعيون ابو راكان
عتب كبير له .. كان يدري انه مايستحق تسامحهم هو اخطأ ولازم يتحمل
نتائج غلطته كانت هالليلة مختلفة عن غيرها مشاعر حزن عميق اختلطت
مع مشاعر الفرح وبعد بكرة راح يكون زواج نورة اللي كلن كان ينتظره
ويتمناه ..




/
\
/
\




من الصباح بدري جاتهم لمياء اللي قدرت تجيب لهم نقاشة من الرياض
كانت تدرك صعوبة هالشي خصوصا ان هالديرة بعيدة عن الرياض بس
زيادة المبلغ المالي كانت كفيلة انهم يجون قامو البنات من بدري واستعدو
لهاليوم .. تحنو وجابت لهم لمياء فساتينهم والاكسسوارات اللي يحتاجونها
بدا هالبيت خلية نحل كانت طول اليوم تصيح ودموعها مو راضية توقف
وهي تحسب انها ماراح تقعد بهالبيت اكثر من يوم ونص .. وبكرة في
الليل راح ياخذها زوجها للرياض .. حاولو يهدونها يقولون لها اي كلام
يشغلها عن التفكير بأهلها .. بس ماكانت تقدر تتجاوز هالتفكير ابد .. مر
هاليوم بسلام وجا يوم الزواج الموعود .. من الصباح بدا الازعاج في
البيت .. التجهيزات في الخارج واغلب اهل الديرة صاحين من بدري
وكل واحد فيهم يحس انها بنته ولازم يستقبلون ضيوف ابو راكان ..حطو
خيمة كبيرة للرجال بمدخل الديرة .. وخيمة اخرى للحريم قريب من بيت
ابو راكان في المساحة الفاضية اللي بين بيتهم والمزارع .. وجزء من
هالخيمة مغطى عشان تقعد فيه نورة وقت دخول طلال عليها .. ووقت
مايجون يسلمون عليها .. لانه في ديرتهم ماتنزف العروس .. جو كلهم
من بدري بيت ابو طلال وابو سلطان .. ورياض صديق طلال .. سما
من اول مامشو وهي تحس بحماس مو طبيعي حتى غلبها النعاس ونامت
بنص الطريق .. اما رسيل كانت مقهورة انهم اجبروها تجي هالمشوار
سيارة سلطان كان فيها ابوه وميساء وبناتها .. وسيارة احمد فيها لمياء
والكوافيرات اللي جابتهم معاها .. اما في سيارة طلال كان معاه رياض
وام طلال وبناتها وسامي مع ابوهم .. وصلو قبل صلاة العصر .. فتحت
رسيل عيونها على اتساعها وهي تناظر ديرتهم وعلى طول نزلت دمعتها
الناس وجمعتهم وفرحتهم بشوفة اهل طلال جايين مناظر بيوتهم الصغيرة
اذهلتها .. ماكانت متصورة ابد اللي كان ينقال لها كانت تتوقع الكلام فيه
نوع من المبالغة ولايمت للواقع بصلة .. لكن انها تكون بهالمكان صدمها
طقت سما على كتفها تصحيها : سموووي قومي شوفي قريتهم .. شي
يحزن وربي ..
فزت على طول من نومها وقامت تتلفت وهي متفاجأة مناظر ماتخيلت
وهي بنت العز والدلال انها بيوم تدخلها كل من في السيارة كانت وجيههم
تحمل ذات الملامح الدهشة والحزن والترقب .. اكثر واحد كان متضايق
هو سامي اما رسيل تحولت مشاعرها بهاللحظة لشفقة .. نزلو وهم مو
عارفين شلون هالناس اللي راح يستقبلونهم .. الترحاب الكبير وابتساماتهم
النقية اللي تجمل وجيههم ومشاعرهم اللي ماتعرف الكره ابد .. وبساطتهم
اللي تحبب الناس فيهم .. دخلو كلهم في القسم المخصص لنورة عشان
يجهزون وتجي نورة تقعد بعد مايخلصون كلهم عشان يبدأون فيها .. سما
كانت فرحانة عرفت خوات نورة وصارت لازقة فيهم وتسولف معاهم ..
واللي جات على جوها موضي .. اعجبها خبالها اللي يشابهها .. فيها نفس
الشقاوة والفضول .. رغم اختلاف طبقاتهم رسيل كانت مبتعدة عنهم بس
تتأملهم ومشاعرها مابين غرور وشفقة .. ام طلال تركت كل شي خلفها
وتعيش هاللحظة بكل تفاصيلها هالليلة اللي تمنتها من زمان اخيرا صارت
وماراح تتعب نفسها بتفاصيل ثانية .. ميساء كانت تطالعهم وبداخلها الف
فكرة وفكرة تتمنى تنفيذها .. بدو الاستعداد لهالليلة كل شي جابوه معاهم
اشياء حتى يمكن اهل القرية ماعمرهم شافوها او سمعو فيها ..
على صلاة المغرب جهزو كلهم .. وطلعو لهالخيمة الكبيرة اللي نصبوها
للعرس .. وجت نورة من بيتهم لهالقسم المخصص لها وبدأ مشروع تجميل
عروس هالليلة ... كانت ترتجف خوف وغصب عنها دموعها كانت تنزل
بغزارة بدو يهدونها شوي يبون يعرفون يحطون لها الميك اب بدت تهدى
وتسبح وتذكر ربها في هالوقت اللي يزينونها فيه .. انتهو منها وطلعو من
عندها .. لبست فستانها وساعدتها شيخة اللي كانت عندها..
شوي ودخلت عليها لمياء اللي تفاجأت من شكلها : ماشاء الله تبارك الله ..
لا اله الا الله عز الله بينهبل طلال اليوم ..
نزلت راسها بحيا وهي تمسك يد شيخة .. سمعو صوت راكان يناديهم من
برا وراحت شيخة تكلمه شوي وقالت لها انهم جايبين لها الدفتر اللي لازم
توقع فيه .. انسحبت لمياء وهي مبتسمة : خلي اخوك يدخل ..
دخل بعدها وجا عندها مد لها الدفتر يبيها توقع .. ارتجفت يدينها وطالعت
في شيخة برجاء : تكفين وقعي عني .. ماعرف شلون اوقع ..
على طول صرخ راكان : لااااااا تكفين الا شيخة هي وخطها اللي مدري
وش يبي ..
ضحكت على طول وخذت القلم : زين علمني شلون اوقع ؟
قعد يفكر شوي وبعدها قال لها : اكتبي اسمتس وحطي خط عليه يصير
توقيع ..
ناظرته باستفهام : راكان ؟
ضحك على طول عليها : والله مدري وشلون اللي يجي معتس ..
وقعت بالطريقة اللي حست انها اسهل شي ومدت له الدفتر .. حب راسها
وبارك لها : الف مبرووووك يالنوري عسى الله يكتب لتس السعادة يارب
ضحكت له ولشيخة اللي جات تسلم عليها وتبارك لها وقعدت كل شوي
تستقبل احد يجي يسلم عليها .. واصوات الطق والاهازيج من الفرقة اللي
حجزوها .. والحماس اللي تحسه من اصوات البنات .. دخلو عندها اهل
طلال ونزلت راسها اول ماشافتهم .. الكل انبهر من شكلها ابدا ماتوقعوها
بهالجمال وهالنعومة .. كانت بليلة عرسها حورية تبهر كل من شافها
سلمو عليها وباركو لها ووقفو يسولفون معاها .. كانت مستحية ومو قادرة
ترد عليهم ابد .. الوحيدة اللي تاخذ وتعطي معاها كانت لمياء .. رسيل و
سما كانو يتهامسون : وااااااااي ريسووو تجنن .. احلى من حنينوه ..
ناظرت فيها رسيل متعجبة : تبين الجد ؟ والله اني احسب لمو تبالغ بجد
ماتوقعتها بهالجمال .. رسيل اللي كانت متضايقة يوم شافت اهل الديرة
ارتاحت شوي بشوفة نورة .. على الاقل شكلها حلو وبيقولون خذو قروية
لانها حلوة .. دقايق وجاهم راكان يقول ان طلال بيدخل عندها هنا بس
وقف قلبها .. نادت امها ومسكت يدها بقوة : لا تروحين عني تكفين ..
ربتت على كتفها : بتغطى وانا امتس واجيتس ..
لبسو كلهم عباياتهم ودخلو عليهم راكان وطلال .. مشى معاه راكان لنورة
اللي جا ووقف جنبها سلم عليها .. وبعد ماوقف يناظر اهله التفت عليها
يبي يشوفها ..




/
\
/
\







الجزء السادس
[ الفصل الثاني ]‎‎‎‎



/
\
/
\



{ ... يافاتنة .. !
ما بال احلامكِ تهوي بك ِ نحو سرادق الأحزان .. ؟
وما بال عيناك ِ تحكي تفاصيل الحرمان ,,
ورجفة يداك ِ تصور آخر لحظات الوداع .. ؟

قولي لهم ..
سينتهي العصر القديم بأوجعه ..
ستحلق طيور الحلم نحو بلاد الأفراح ..
سأمضي معه وبه وله .. وسأكون ملكته المتوجة
بكل فخر على عرش قلبه ..

قولي لهم ..
سنلتقي يوماً على مرافيء السعادة ..
ستجمعنا الأقدار مرة تلو الأخرى ..
وسأبقى انا ..
كما انا تلك البريئة الطاهرة العفيفة ..
وحتى ذلك الحين .. احتفظوا لي بين
اضلعكم دعوات صادقة .. وذكرى جميلة .. !



من بين كل اللي حوله وكل اللي ينقال واصوات التبريكات .. كان جاي هاللحظة
يبي يشوفها اول مارفع نظره لها خفق قلبه بشده .. وتسارعت نبضات قلبه بشكل
جنوني ماقدر يشيل عيونه عنها .. ابهرته ملامحها ونعومتها .. ركز نظره عليها
ونسى كل اللي يدور حوله .. كان يسمع تبريكاتهم بس عيونه كانت عليها رغم انها
ماكانت تناظره ولا رفعت عينها له .. كانت فاتنة الى حد صارخ .. ملامحها عربية
اصيلة يكسوها الحزن مهما حاولت تخفيه بابتسامتها الخفيفة .. التفت على طول
يدور لمياء شافها واقف تأشر له بيدها فهم انها تبيه يمسك يد نورة .. كان يحس
بارتباك فظيع لاول مرة يحسه .. مد يده وشبكها في ايدينها .. كانت باردة كالثلج
وحس برجفتها اول مامسكها .. : مبروك يانورة ..
لفت وجهها بحيا تدور امها وخواتها .. وجات عينها بعين راكان .. كان مبتسم لها
لمح في عيونها نظرة استنجاد .. يعرفها اخته خجولة جدا تستحي حتى من الحريم
اللي ماتعرفهم .. شلون وهي الحين تمسك يد رجال ماعمرها شافته ولا تعرفه ..
ظل يسترق لها نظراته بين فترة وفترة .. قرب منها سلمان اللي جا يركض وهو
فرحان ان اخته عروس .. ومو داري انها الليلة بتودعه .. جلسو على الكراسي
اللي حطو لهم بهالمكان .. كانت تطالع بكل شي الا هو .. واشغلت نفسها بسلمان
اللي يناظر فستانها وخيوط التطريز اللي فيه بانبهار .. اشر راكان لخواته يطلعون
وطلع هو بعد واخذ سلمان معاه .. وبهالوقت خذو ام طلال وخواته راحتهم معاه
كانو يباركون له بهالمناسبة .. ويرد عليهم برسمية .. ارهفت سمعها له ولكلامه
حست انه انسان ثقيل وراكز .. من بين الكل كانت لمياء مستانسة .. تحس انها
اعجبته .. ماقدر يخفي نظرته لها ولو انه حاول يكون جامد قدامهم .. بس كانت
تشوف شلون يستغل اي غفلة منهم او كلام عشان يناظرها ,, باركو لها وطلعو
سلمت امها عليها وقبل تطلع مسكت يدها .. كان ودها تصيح تبيها تقعد معاها ..
همست لها في اذنها تهديها : نورة الله يهداتس تراه رجلتس وبعد شوي بتروحين
معه بروح اشوف ضيوفي لاتفضحيني معهم .. استسلمت لها وفكت يدها اول
ما التفت لها شاف حركة صدرها اللي قاعد يطلع وينزل بسرعة .. رحم وضعها
وحاول انه يسولف معاها شوي يضيع ارتباكه وارتباكها وخجلها .. : شلونك ؟
قدر بصعوبة انه يسمع تمتماتها .. : بخير ..
صوتها وشكلها ابدا ماتخيلها بهالشكل .. قالت له لمياء انها كبيرة .. وهالشي هو
كان يظنه بس شكلها مو علي عمرها .. اللي يشوفها يعطيها عمر ببدايات العشرين
كانت نحيفة شوي .. وطولها متوسط امام طول طلال .. مكياجها كان ناعم والكحل
اعطى لعيونها سحر خاص اشغلت كل تفكيره وتجرد من اي تفكير في الماضي
هو يدري انه مانسى ماضيه ابد .. بس هو قرر ولازم يكون قد قراره ومستحيل
يظلم نفسه او يظلمها معاه .. اما الحب مازال مشروع مؤجل بالنسبة له ..
بمكان آخر وبين المعازيم جلست رسيل تناظرهم باستغراب كان اغلب هالحريم
لابسين براقعهم رغم ان كل اللي حولهم حريم ماكانت منسجمة ابد مع هالاجواء
حتى لبسها هي وسما اللي كان مصدر انتقاد اهل الديرة .. لانهم يشوفون انه مو
لبسنا ابد .. وحتى صوت الطق والاغاني الشعبية ماراقت لها .. كانت مستغربة
وناسة امها اللي نست كل شي بوقتها وكانت تعيش احساس ام العريس .. وسما
اللي كل ماقعدت معاها شوي قامت مع موضي وسارة يضيفون الحريم ..
جات وقعدت جنبها وهي تضحك : ريسو وش مزهقتس ؟ ههههههههههههههه
ياحلو لهجتهم ياناس ..
التفتت عليها وكشت على وجهها : بزر محد يشره عليك اصلا ..
طقتها على يدها وهي تضحك : اقسم بالله انهم فلة موضي هذي مجنونة ماخذه
الدنيا سعة صدر .. انا يوم شفت بيتهم قلت هذول ماتوقف دموعهم ..
حركت اصبعها بمعنى اخلصي علي : ايه ايه وش بعد ؟ ممكن توفرين سوالفك
لا رجعنا ترى راسي مصدع من هالطق ومن صجة بزرانهم ..
قربت من اذنها : ريسوو تتوقعين وش يسولفون الحين ؟
ابتسمت غصب عنها : ماتعرفين اخوك يعني ماعنده سالفة .. اذا ماكان يهددها
ويعطيها اوامر بداية حياتهم الزوجية ولا ما اكون رسيل على بالك يعني يعرف
للرومانسية وسوالف الحب والغزل ؟
كتمت ضحكتها وهي تناظر موضي من بعيد : لا ادري فيه بس كنت ابي اعرف
هالانسان اللي مابحياته قال سالفة شلون الحين يسولف معاها ..
ضحكو ثنتينهم وكل وحدة فيهم تقول شي متوقعته .. واستمرو بحشهم في اخوهم ..
وهم متوقعين انه نورة الحين قاعدة تندب حظها اللي رماها على هالانسان الجامد ..



/
\
/
\



بنفس المكان كانت تحس بضيقة كبيرة بصدرها من شافتها .. من بدا العرس وهي
قاعدة مع نورة .. ماتبي تشوف بيت خالها ولا زوجته .. ويوم اضطرت تطلع
عشان تقعد نورة مع طلال حست نفسها مخنوقة تبتسم وهي بداخلها غصة كبيرة
وجودها .. نظراتها اللي مسلطتها عليها .. ابتسامتها اللي حست فيها سخرية كل
شي كان قاتل بالنسبة لها قاومت كل احساس للحنين انها تشوفه .. مجرد شوفتها
لزوجته عمقت جراحها اكثر .. وجسدت صورة خيانته بوضوح .. تمنت بهاللحظة
تكون نورة معاها هي اللي تفهمها .. هي اللي لاشافتها بعدت عنهم وراحت لحالها
جاتها تواسيها موضي رغم طيبتها الا انها ماخذه الدنيا وناسة وماتهتم لهالتفاصيل
وتشوف من تعلقها بماضيها ضياع عقل .. وحصة ومنيرة بعدهم صغار .. كانت
تخفي مواجعها خلف ابتسامتها المزيفة .. وداع نورة وجروح سعد وشوفة زوجته
تجمعت عليها وانهكتها .. جلست جنبها موضي بكل دفاشة : الحقي علي ياشيخة
هالصندل كسر رجليه .. وربي احس اني شوي واتكرفس قدام الله وخلقه .. مدري
شلون يلبسونه ياوجه الله لو البس مثل اللي لابسته اخته المغرورة والله اني لاغرز
متساني .. " التفتت عليها شافتها غارقة في تفكيرها " هيه انتي تراه عرس النوري
لاتقلبينه نكد عشان هالرخمة اللي رجع عساه يروح ولا عاد نشوفه ..
التفتت عليها معصبة : وانتي وش عليتس انا اللي بتنكد ولا انتي .. ولا تدعين عليه
تراه ولد خالتس ..
هزت كتوفها وهي تزم شفايفها : تخلخلت حنوتسه .. مالت عليه هو وولده غايب
هالسنين كلها وجاي الحين مسوي ان عنده خوات ياشيخ طير انت تعرف الاخوة
خوى راسك يابعيد ..
ضحكت على شكلها وهي معصبة : والله انتس عجيز بدو .. قومي ارقصي بس
استانست انها شافت شيخة تضحك : ايه اضحكي ولا عليتس فيه ولا عليتس في
مرته الحضرية وربي انها حومة تسبد هي وخلاقينها اللي مشققة من كل متسان
ليت من يسترها ..
قبصتها في فخذها : اسكتي الله يقلعتس كليتي لحوم خلق الله .. لعنبو ابليستس من
بقى ماحشيتيه ..
شافو امهم تأشر لهم يجونها وقامو ثنتينهم لها .. قالت لهم يروحون معاها يودعون
نورة اللي بتمشي الحين مع زوجها واهله .. ومن قالت هالكلمة بدت الدموع تسيل
كان الوداع محزن الى حد كبير .. ودعوها اهلها وخواتها وبنات عمها وخالتها ..
كل اللي يقربون لها من قريب او بعيد بكو على فراقها .. حبت راس امها ويدها
وضمتها بقوة : يمه تكفين ادعي لي ..
مسحت دموعها بطرف شيلتها : الله يوفدزتس ويسخر لتس رجلتس وييسر لتس
كل امورتس يابنيتي .. انتبهي لنفستس ولبيتس .. ولا تسمعين لاحد اي شي عن
رجلتس .. وبابتس لاقفلتيه خلي سرتس دونه ولا تطلعينه لاحد ترى يدور الزمن
ويفضحون سرتس ومحد نافعتس وصوني رجلتس وراعيه ولاتقصرين بحقوقه
واسعي لرضاه عسى الله يرضى عليتس دنيا وآخرة ..
هزت راسها لامها وهي تصيح .. ماكانت قادرة تتكلم او حتى تقول شي وهي
تشوف هالوجيه اللي تعودت عليها يودعونها هالوداع الأليم .. قربت منها شيخة
وضمتها .. كانت تحس باظافرها تنغرز بظهرها وهي تلمها بقوة .. : النوري
لاتخليني تكفين وربي ضايقة فيني .. شلون انوم الليلة ومنتي بجنبي .. ولحافنا
واحد ..
قربت فمها من اذنها وتكلمت من بين دموعها : تراه مايستاهلتس .. تكفين مابي
اروح وانا دارية انه حارق قليبتس .. طمنيني طلبتس ..
بعدتها امها عنها يوم حست صوت صياح نورة زاد .. بس نورة رجعت سحبتها لها
وكملت كلامها : بيجيتس نصيبتس ان شاء الله .. واحسن منه بعد خليه مادامه راح
لنصيبه ..
مسكت موضي يد شيخة وقربت من نورة تضمها : ياويل قلبي يالنوري مدري
شلون نعيش وانتي منتي بحولنا .. اثاريتس صدز بتروحين ..
ضحكت من بين دموعها : ايه توتس تدرين وتراتس انتي بعد لاحقتني .. موضي
تكفين خلتس مع شيخة لا يضيق خلقها على هالردي اللي رجع وزود همومها ..
استمر وداعهم وقت طويل .. كانو اهل طلال يناظرونهم بتعجب .. كل هالدموع
وكم المحبة لنورة معناها انها انسانة عظيمة بينهم كان وداع مؤثر نزلت دموعهم
غصب وهم يشوفونهم .. صوت عليهم راكان يبي نورة تطلع .. راحت لها شيخة
لبستها عباتها وغطتها .. رجعت مرة ثانية سلمت على امها وخالتها ومشت .. من
طلعت شافت راكان مسكت يده وضغطت عليها : ابي اسلم على ابوي ..
قرب منها اكثر : ابوي عند الرياجيل شلون تروحين له ؟
هزت راسها باعتراض : والله ما اطلع من الديرة وانا ما استسمحت منه .. ترى
عمري ماراددته الا على هالعرس .. مابي اروح الا وهو راضي علي ..
تكلم بعد تفكير : اجل اركبي مع رجلتس وانا بروح اجيب ابوي بموتر مشاري
سحبت يده قبل يروح : والله ما اركب معه بلحالي ..
ضحك عليها بصوت عالي : هماتس بتروحين معه للرياض ؟
نزلت راسها بخجل وخوف .. وماعرفت وش ترد .. وناظر في طلال اللي واقف
ينتظرهم ولا هو داري وش قاعدين يقولون : اصبري بعلمه واجي لتس .. ثواني
وجاها قربها من سيارة طلال كان واقف ينتظرها عند الباب ارتجف كل جسدها
من هالموقف .. راح تروح هي وياه مشوار طويل حول الـ 3 ساعات لحالهم هي
بالدقايق اللي قعدتهم معاه تمنت الارض تنشق وتبلعها من الموقف اللي انحطت
فيه .. كان فاتح لها الباب .. مدت يدها تبي تسند نفسها على راكان .. شافته هو
واقف جنبها .. نزلت يدها بسرعة بس هو ساعدها عشان تركب .. التفتت حولها
وشافت راكان راكب سيارة مشاري وسابقهم .. حست بخوف فظيع اول ماركبت
وتسارع تنفسها .. سكر الباب وراح من الجهة الثانية وركب مكانه.. التفتت على
الجهة الثانية على طول .. وصارت تناظر بعقد اللمبات اللي موصل بين الخيمة
وبيتهم .. مر وقت طويل قبل ماتشوف راكان جاي يفتح باب السيارة من جهتها
مسكت يده ونزلت معاه .. ودنقت تحب راس ابوها اللي قاعد بسيارة مشاري ..
كان واقف يناظرها وهي تحب راس ابوها ويدينه وتطلبه يرضى عليها .. هو
يوصيها على نفسها وعلى زوجها وهي توصيه على نفسه وامها وخواتها وبنات
عمها .. سمع صوتها كله حزن .. ورق قلبه لها حس انها تمتلك قلب حنون يمكن
مع الايام يكتشفه .. جاته تمشي مع راكان ورجعت ركبت معاه وعينها على ابوها
وراكان سكر عليها الباب وعلى طول تحرك راجع للرياض سمع صوت شهقاتها
اللي كانت تحاول تكتمها .. ماحب انه يكلمها او يقول لها شي تركها تودع ديرتها
بكل راحة .. سحب علبة المناديل ومدها لها .. : نورة ..
التفتت له والتقت عيونهم لثواني .. كانت عيونها مليانة دموع لكنها ساحرة نزلت
عيونها على طول وخذت لها منديل .. ورجعت تناظر بالجهة الثانية ..
رياض هالمرة رجع مع احمد وابو سلطان بسيارة احمد .. اما سلطان رجعو معاه
خواته والكوافيرات اللي جابوهم بسيارة ابوه اليوكن .. وبيت ابو طلال بسيارتهم ..



/
\
/
\



كان الطريق موحش بالنسبة لها ..نسجت كل قصص الرحيل باتقان ومارست ذرف
الدموع بغزارة على وداع الاطلال .. صارعت احاسيس مختلفة وهي تودع هالمكان
احساس الفراق القاتل لقلوب احبتها بجنون وبادلوها المحبة .. واحساس الفقد لمكان
حفظت كل طرقاته وازقته ومزارعه .. واحساس الخوف من تجربة ما ارادت ان
تخوضها من البداية .. تسائلت بداخلها اي قلب يحمل هالانسان وهو يشوفها تصيح
على فراق اهلها ومافكر حتى يقول كلمة يواسيها .. طريق لاول مرة تسلكه ولاول
مرة تكون خارج اسوار ديرتها الصغيرة .. تمنت تغمض عينها وتفتحها وتلقى كل
شي كان حلم غبي والحقيقة انها مازالت بينهم .. اول مادخلت الرياض حست بدهشة
كبيرة .. شي ماكانت ابد تشوفه ادهشتها مبانيها وانوارها وشوارعها .. وسياراتها
رغم ان الوقت كان متأخر الا انها شافت عالم آخر غير اللي تعودت تشوفه .. نزلت
عينها ماتبيه يضحك عليها وهي تتلفت تبي تشوف كل شي .. " مردتس تشوفين كل
شي بوقته " رددتها بداخلها وهي تفرك يدينها بارتباك .. لاحظ حركتها وعرف انها
تحاول تقاوم خوفها .. مالامها ابد على موقفها هو يحس بارتباك من انفراده فيها
شلون هي اللي ماتعودت على الاختلاط بناس كثير .. ومجتمعها اللي نشئت فيه كان
صغير ومحدود .. وصلو الفندق ماكانت تدري وش اللي وقفو عنده ولا هي فاهمة
شي اصلا بس فضلت الصمت تبي تعرف كل شي من نفسها ولا انها تترك فرصة
لاحد انه يضحك عليها .. اول ماركبو اللفت وتحركو حست بدوار وتمسكت فيه بكل
قوتها لف يده على كتفها وقربها له .. وصلو جناحهم ورفعت راسها تناظر كل شي
حولها .. ناظرت الجناح وفخامته شي ابد ماكان يخطر على بالها ولا حتي في اكثر
احلامها تمرد .. كان ماسك شنطة ادوات مكياجها وعطورها اللي حطتهم لمياء معاه
بالسيارة ..
شافها واقفة سحبها من يدها وسكر الباب .. ودخل للغرفة على طول شاف الشنطة
اللي قال للسواق يوصلها لجناحهم موجودة اغراض له ولها لهاليومين اللي بيقضونها
بهالفندق .. اخذ اغراضه ودخل بعدها يتسبح ..
وقفت مكانها عند الباب محتارة " ياربي هذا وين راح ؟ اروح وراه ولا اقعد بذا
الغرفة .. ؟ " وبعد تفكير قررت تجلس لحد ما يجيها نزلت طرحتها على كتوفها ..
وقعدت بعباتها .. مررت يدينها على خدها ولمست بقايا دموعها .. تلفتت حولها
وشافت مراية عند المدخل راحت لها وناظرت شكلها .. تفاجأت من منظر الكحل
السائل على خدودها .. دورت الشنطة وشافتها عند الباب راحت لها تبي اي شي
تخفي فيه اثار الدموع اللي شوهت وجهها .. وبدت تمسحها شوي .. ماكانت تبي
تصيح اكثر .. تعبت وهي من قبل العرس وطول الطريق تصيح .. " يارب فرج
عني هالضيق اللي احسه " خذها تفكيرها لهم وقاومت دموعها لاتنزل .. غمضت
عيونها بقوة وسحبت نفس عميق من الداخل وزفرته ببطء .. فتحت عيونها وشافت
انعكاس صورته وراها .. كان يناظرها .. نزلت عينها على طول : ادخلي الغرفة
خذي الاغراض اللي تبينهم .. والحمام ( تكرمون ) بداخل الغرفة انا ابي انام الى
وقت صلاة الفجر .. وقعد في الصالة ينتظرها تدخل الغرفة حست وقتها انها ودها
تذبحه هي ماقدرت ترفع عينها وتناظره .. ولا قدرت حتى ترد عليه اذا كلمها الا
بصعوبة .. يبيها تمشي هالخطوات كلها وهو قاعد يناظرها ..اشغلت تفكيرها بكل
شي الا هو ومشت .. واول مادخلت الغرفة زفرت كل انفاسها اللي كتمتها بلحظتها
فتحت الشنطة وشافت الاغراض .. من قلب شكرت لمياء انها ما احرجتها باللي
اختارتهم لها .. كانو كل القميصين طوال .. لكن اختارت استرهم وقعدت مكانها
على الارض تشوف كل شي قدامها .. تمنت كل البنات معاها ويكتشفون كل شي
مع بعض .. ويعلقون تمنت موضي تكون موجودة عشان تضحك وهي تعلق على
كل صغيرة وكبيرة قدامها غطت فمها تخفي ضحكتها وهي تتخيل نظرات عيونهم
المتفاجأة لو يشوفون اللي تشوفه .. تخيلت موضي يوم بتصير بمكانها هل راح
تخفي انفعالاتها ولا بتكون كالعادة مفضوحة بكل تعابير وجهها وكلامها اللي تقوله
ببراءة بدون ماتحسب له اوقات حساب وراكان تمنت ربي ييسر له اموره ويتخرج
ويتزوج هيا .. ويعيشها الحياة اللي تتمناها ..
دخل وشافها ماسكة قميصها الاوف وايت وغرقانة في افكارها .. كان مقهور منها
طول الوقت ساكتة وسرحانة .. ماحس لوجوده اي اهمية .. حتى يوم يكلمها ماترد
عليه .. تمدد على السرير وتغطى .. فزت من سرحانها يوم انتبهت له .. وحست
باحراج شديد .. كان مرهق ومو قادر يقاوم النوم اكثر : هذا هو الحمام ورجاء
بدون ازعاج تعبااان وابي ارتاح شوي .. رجع بعدها قلب على جنبه الثاني وتغطى ..
قامت على طول بدون تفكير ودخلت تتسبح بدلت ولبست القميص والروب جففت
شعرها الاسود الطويل شوي وفتحت الباب بكل هدوء مشت على اطراف اصابعها
وطلعت لصالة الجناح ..
ماكان قادر ينام .. ذبحه التفكير بحياته رغم انه مرهق كثير من هاليوم الحافل ومن
مشوار الطريق بروحته ورجعته .. شافها وهي طالعة مبين عليها خايفة .. ضحك
بداخله على برائتها وحياها .. كان يدري انها مستحيل تجيه ومن سمع صوت الباب
تسكر تأكدت شكوكه ..
قعدت على نفس الصوفا اللي كانت قاعدة عليها بالاول .. سحبت المخدة وحطتها
تحت راسها وتغطت بعباتها وغمضت عيونها .. ما استغرقت وقت طويل حتى
تنام .. هي عمرها ماتعودت تقعد الى هالوقت ابد .. الساعة 11 بالنسبة لها سهر
كيف الحين والساعة جاوزت الـ 3 ونص ..
صحى من نومه الساعة 8 وهو مايدري شلون فاتته صلاة الفجر .. قام على طول
توضا وصلى وطلع للصالة شافها مستغرقة في النوم قرب منها يصحيها واستوقفته
ملامحها نعومتها وشعرها الطويل المتناثر على وجهها غمض عيونه وسحب نفس
عميق وهو يقاوم كل احاسيسه بهاللحظة ومسك كتفها يصحيها : نورة ..
همهمت وقطبت على طول .. ضحك بداخله عليها " وربي لو تدري انه انا لتقوم
متروعة " .. رجع يهزها بخفة وهو ينادي باسمها .. فتحت عيونها بتعب وشافته
قاعد على ركبته ويده على كتفها .. رجعت غمضت عينها على طول ..
قام واقف مايبي يحرجها اكثر : قومي صلي الساعة 8 راح عليك وقت الفجر ..
وطلع من الجناح والفندق كله .. تاركها لوحدها ماتدري وين راح او متى بيرجع..



/
\
/
\



بايدها ساندويتش جبن وهي تناظر التلفزيون .. التفتت على امها .. : يمه كتبي
وملازمي كلهم ببيتنا .. شلون الحين بدرس واختباراتي اللي راحو علي شلون
اعيدهم " وبعد تفكير " ولا اعتذر عن هالترم كله وارتاح ..
التفتت عليها بعصبية : وش قلتي ؟ كل شي تبينه نروح وناخذه لتس ودراستس
بتكملينه .. واذا على غيابتس يزيد يسوي لتس عذر من المستشفى ..
قاطعتها على طول : ومن يوديني ؟ ولا تقولين يزيد لانه مو سواق عندنا وبعد لا
تقولين لي مع رسيل .. لانك تدرين وشلون بيتهم بعيد عنا ومستحيل اخليها تطق
هالمشوار كله عشاني ..
قامت رايحة للمطبخ وهي تقول لها : كل شي ندبره .. اخوتس بيزين كل اموركم
اصبري انتي الصبر زين ..
سحبت الريموت من جنبها وقعدت تقلب بهالقنوات من الزهق .. سمعت رنة جوالها
رفعت جوالها وشافت المتصل .. : هلا والله بالقاطعة ..
سمعتها تصارخ عليها : لا والله احلفي بعد .. من القاطع الحين ؟ انا ولا انتي اللي
ادورك من زمان .. واذا رديتي كلمتين وقلتي مشغولة ..

ضحكت على كلامها : ايه ما استحي شفتي شلون ؟ كيف كان عرس اخوك ؟
سكتت شوي وبعدها تكلمت : يضيق الخلق .. مدري شلون اعلمك بس حالتهم تكسر
الخاطر .. والزواج كله احس مو مقتنعة انه هذا زواج اخوي تعرفين بخيام وين يوم
زواجه على حنينوه بأفخم قاعة وكل شي راقي هذول قراوى .. احس انه مو مستواي
قاطعتها بعصبية : واذا قراوى مالهم رب يعني ؟ وش اللي مو من مستواك شوفيني
الحين انا بشقة تمشي الحال .. ماعاد صرت من مستواك انا بعد ؟
تفاجأت من عصبيتها : دنو وش قلت انا ؟ و انتي تعرفين اني احبك انتي .. مافكرت
لا بشكلك ولا وش عندكم .. بس شي ماعمري تخيلت اني اشوفه .. يعني مجتمع
بحياتي ماخالطته فجأة الاقي نفسي معاهم ماقدرت اتأقلم مع الوضع على طول ..
تنهدت شوي : زين مايهم اهم شي شلون زوجة اخوك ؟
تكلمت بحماس : قممممممممممممر .. نفسي حنينوه تشوفها وتنقهر .. بس لو شفتي
شلون ودعوها وربي غصب علي صيحوني .. الديرة كلها جو يسلمون عليها ..
والله مادري وش اقول ما استانس الا امي وسما من رجعنا وهي صدعت راسي
تتكلم نفس لهجتهم ..
ضحكت من قلب عليها : هالبنت وربي تجنن ربي يسعدها .. " سمعت صوت امها
تنادي عليها " ريسو بروح اشوف امي تبيني بالمطبخ ..
على طول وافقتها : اوكي .. يالله اكلمك بعدين .. ودعتها وراحت بعدها للمطبخ ..
تبي تساعد امها بتجهيز عشاهم .. وعلى طول من شافت امها .. ابتسمت لها
مازالو يخطون اولى خطواتهم في حياتهم الجديدة .. دانا تعدت مرحلة كبيرة من
صدمتها .. بعدها عن ابوها وعن كل اللي كان يصير خفف من جروحها ولو انه
يبقى لها اثر ....تكلمو كثير وقررو قرارات مهمة بحياتهم .. نجود ورغد نقلوهم
لمجمع قريب منهم .. وبيروحون لمدارسهم مع نقل الطالبات .. وهي راح يدبرون
لها سواق مع مجموعة طالبات تروح للجامعة .. اما رائد يروح ويجي مع يزيد
اللي تكفل بمشاويره ..
بعد ماجهز العشا فرشو سفرتهم وتعشو .. كانت جلستهم ضحك من قلب هالجلسة
اللي فقدوها من زمان بالنسبة لهم حياة جديدة .. ام عادل تنتظر اليوم اللي راح
يكلم عادل فيه اخته على موضوع خطبتها صار له فترة مأجل الموضوع وهي
تبي تعرف رأيها وانطباعها .. تعرفه انسان عاقل وتحترمه دانا كثير .. واكيد
راح يقدر يقنعها باسلوبه او حتي لو رفضت بيعرف وش هي مبرراتها الحقيقية ..
بعد العشا اتصلت عليه وطلبت منه يفاتحها بالموضوع تبي تعرف رايها وترتاح
وتبي تريح اخوها اللي كل شوي يتصل ويسأل ..
قعدو كلهم بالصالة بعد مارجعت امهم من غرفتها .. دقايق واتصل عادل على
دانا .. ردت عليه وكانت تسولف كالعادة .. ومن طلبها تقوم لغرفتها يبي يكلمها
بموضوع شافتها رايحة لغرفتهم .. دعت من قلبها ربي يطمنها على بنتها وعلي
استقرارها وهي اللي ماعرفت الراحة بحياتها ماعرف كيف يبدا معاها الموضوع
بالضبط بس كان يبي يجيبه بابسط طريقة : دنو شرايك بيزيد ولد خالي ؟
استغربت سؤاله : من اي ناحية ؟
بعد تردد : يعني من كل النواحي بصورة عامة .. اخلاقه شكله اي شي " حس
نفسه غبي وماعرف يصيغ السؤال صح " والله مادري بس تكلمي ..
ابتسمت على ارتباكه : تكلم انت من الآخر ..
حس انها فهمت سؤاله وماعصبت .. وهالشي ريحه الى حد ما : بصراحة خالي
مكلم امي يبيك ليزيد .. وكنت ابي اعرف رايك بالموضوع لاني طلبتهم من الاول
يأجلونه .. ويوم حسيت انك رجعتي دنو اللي اعرفها كلمتك ..
قاطعته قبل يكلم كلامه : ومن اللي بيتزوج خالي ولا يزيد ؟ يعني الكلام من راس
خالي .. طيب افرض الرجال مايبيني ؟
سمعته يقول بحماس : لا هو موافق ..
ضحكت بسخرية : موافق ؟ ليه هو العروس .. عادل بختصر عليك كل الكلام لاني
مابي اوجع راسي واهذر على الفاضي .. انا عرس الحين مابي ولا افكر فيه ابد ..
ابي حياتنا تستقر واتعود على وضعنا الجديد وارتاح له .. مستحيل اتخلى عن امي
وخواتي واحنا نبدا هالحياة الجديدة والشي الثاني انا كل حياتي تعذبت ومابي اعيش
مع انسان انفرض علي .. اذا هو اللي يبيني وباقتناع منه صدقني ماراح ارده لاني
اعرف وش هي اخلاقه .. بس الاكيد مو الحين ولا في هالفترة ابد .. تكفى ياعادل
مابي احد يضغط علي ..
ارتاااح كثير لكلامها .. كان خايف من ردة فعلها .. انها ممكن تتعقد وترفض اي
شخص يتقدم لها بس كلامها كان عين العقل .. ورغم انها طولت وهي تحت تأثير
صدمتها بس هالشي ما أثر عليها .. او بالاصح هي ماتبي تبين انه اثر عليها ابد
والدليل انها ماجابت طاري للموضوع مع انه يدري ان سبب من اسباب التأجيل ..


/
\
/
\



هذي ثاني ليلة لهم مع بعض .. في علاقة يلفها الجمود من الطرفين .. هو جامد
بقراره وبإرادته .. وهي متمنعة عنه خوف وحيا .. تحس انها بتموت جوع من
الصباح وهي ماكلت الا الكيت كات اللي بالثلاجة .. من طلع الصباح مارجع الا
بعد الظهر كمل نومه وماطلب لها غدى .. والحين بعد صلاة العشا وهذا مو مبين
عليه انه مهتم فيها .. كانت ماسكة مصحفها وتقرا منه .. على الاقل احسن لها
من هالطفش اللي تعيشه .. طلع لها من الغرفة وشافها جالسة وبيدها مصحفها
وقف مكانه يتأملها .. حست باحد واقف ورفعت عينها تشوفه .. اول مالمحته
واقف يناظرها نزلت عينها على طول .. ارتبكت وهو ماكان اقل منها ارتباك ..
تنحنح شوي : لمي اغراضك بنروح نسلم على اهلي وبنمشي للشرقية ..
غمضت عيونها بقوة .. كان ودها تصرخ فيه هالوقت بالديرة يعتبر متأخر وهذا
توه بيروح الشرقية .. اللي ماتدري كم بيكون المشوار .. وماتعرف عنها الا بكتاب
الجغرافيا ..
كان وده يروح لها ويجبرها على الكلام .. قهرته بصمتها كل ماقال لها شي سكتت
بدون ماترد عليه .. : وبنتعشى في اقرب مطعم قبل نمشي ..
حست براحة كبيرة انها بتتعشى .. من امس وهي تقاوم جوعها صحيح انها تعودت
على قلة الأكل بس هي على فطور الامس .. قامت على طول .. رجعت خصلات
شعرها بارتباك وراى اذنها ومشت وهي منزلة راسها .. عدت من جنبه ودخلت
الغرفة هالمرة جد كان وده يذبحها " هذي مستخسرة الكلمة علي ولا وش سالفتها "
طلع قعد في الصالة .. الحين هذي شلون يطلع منها الكلام وهي ماتقول شي ماصار
هذا كله حيا .. ولا يمكن لانها ماتبيه حاسة انها مو متقبلته .. هو بعد ماكان يبيها
" اوووف بقلعتها عمرها ماتكلمت ليش احرق اعصابي " شافها واقفة بعباتها عند
باب الغرفة وبيدها شنطتها .. قعد مكانه مسوي انه مو منتبه لها يبيها تتكلم وتناديه
بس حس انه ممكن يطول انتظاره وهي ماتكلمت قام شال الشنطتين وحطهم عند
الباب .. : مشينا ..
طلعو من جناحهم ومسك يدها وهم باللفت كان يدري انها بتخاف اكيد وماكان يبي
يحرجها .. ركبو سيارتهم ومشو حاول يكسر حاجز الصمت ويسولف معاها شوي
يمكن تنفك عقدتها وتتكلم : شفتي امي وخواتي ؟
حس نفسه غبي على هالسؤال اكيد شايفتهم .. ضحك على نفسه وعلى غبائه بس
ارتاح يوم سمع صوتها الهامس : ايه ..
" لا ؟ عسى ماتكلفتي بس " : اليوم ماراح نطول عندهم بس بنسلم عليهم وبنمشي
بس بعدين بتعرفينهم زين .. ابيك تحترمينهم من احترامك لي .. واذا وحدة منهم
غلطت عليك بكلمة كبري عقلك وطنشيهم .. انتي اكبر منهم ومع الايام بيتعلمون
شلون يحترمونك .. " كان يقصد رسيل لانه يدري وش كثر هي رافضة هالزواج
بكل صوره ..ومعترضة عليه شكلا ومضمونا .. " واذا صادفتي صديقات امي او
قرايبنا ومعارفنا وسمعتي كلام مايسرك .. لا تصدقينه ولا تتصرفين بشي قبل ما
تسأليني ..
هزت راسها باقتناع : ان شاء الله ..
حس انها انسانة عاقلة من كلام لمياء ويدري ان وجودها بحياتهم راح يصاحبه
الكثير من التعليقات .. يبي يهيأها لهاللي ممكن يصير معاها .. عشان تعرف تواجه
مجتمعهم القاسي عليها .. وصلو بيت اهله ونزلت معاه .. تفاجأت من حجم البيت
طول الطريق وهو يفهمها انهم بيسكنون بجناح كامل ببيت ابوه .. دخلو وشافو سما
واقفة عند الباب الخشب الداخلي .. كان ودها تروح تركض لها بس خافت طلال
يصارخ عليها ولا يهزأها قدام عروسته وهي ماودها تتفشل ..
ضحك بداخله على شكلها وهي واقفة عند الباب وشاقة الضحكة تناظرهم .. قرب
منها ودنق عليها سلمت عليه وعلى طول راحت لنورة .. : هلا والله بالعروس ..
ابتسمت لها : هلا بتس زود
كان ودها تصارخ وتتكلم مثلها من امس وهي ماسكة على اللهجة لزقت فيها ودخلت
معاها .. سلمت على ام طلال ورسيل .. حست برود بسلام رسيل وجاها شعور ان
هالبنت فيها شوي غرور .. ماتدري ليه اعطتها نفس الانطباع اللي اخذته عن طلال
ام طلال كان مبين عليها الفرحة لكن محد كان مثل فرحة سما فيهم ..
رحبت فيهم ام طلال وراحت سما تجيب لهم العصير وهالمرة شافوها على طبيعتها
ماكانت تعرف تحط ميك اب مجرد كحل وروج اللي حطتهم كانت اجمل واللي محليها
حمرة الخجل اللي بخدودها رغم انه مبين عليها ان الديرة مغيرة لونها وشكلها
افتح بكثير منها الحين ..
مدت لهم العصير وهي تناظرها فرحانة وقعدت جنب رسيل كانت ام طلال تسولف
معاها وهي ترد باختصار .. ابتسم بخاطره " لا والله طلع العيب فيها .. كلمتين على
بعض ماتعرف تقولهم "
رسيل قربت من اذن سما : طالعي عريس الغفلة احد يعطي عروسته ظهره ويناظر
التلفزيون .. اقسم بالله مريض هالانسان ..
ابتسمت لنورة وهي تقول من بين اسنانها : بعدين نتكلم .. الحين لو يشوفنا نتساسر
هاوشنا وغسل شراعنا قدامها .. فشيلة ..
شوي وجابت لهم الشغالة شنطة نزلتها من فوق فيها اغراض لهم .. قام على طول
اخذها : يالله مشينا .. يمه سلمي على ابوي كنت احسبه موجود بس ان شاء الله لا
رجعنا ..
وقفت سما على طول يوم شافت نورة تقوم : وييييييين ؟ مابعد قعدنا مع العروس ..
تكفى طلول اقعدو شوي ..
طنشها ومشى ومشت هي وراه .. من طلعو من الصالة صرخت بأعلى صوتها وهي
مقهورة منه : اكررررررررررررررهه هالبارد ..
طلعت من هالبيت وهي ما ارتاحت الا لسما مبين انها حبوبة .. اما امه ماتدري ليه
حست انها تجاملها .. ورسيل اصلا ماكلفت نفسها حتى شرف المجاملة ..



/
\
/
\



بشقته اللي مأثثها اثاث فاخر كان يستقبل عشيقاته كل يوم بهالمكان .. انسان اقل
مايقال عنه انسان فاجر .. تعود على هالحياة وعلى مجونه اللي ماله حدود يغيب
ايام عن البيت ومايجيهم الا بلحظات قليلة .. ماتعودو اصلا وجوده لان كل واحد
بالبيت لاهي بدنيته وملذاته .. كان قاعد بالصالة ومعاه صديقته المغربية مقيمة
وتشتغل باحد المشاغل النسائية بالرياض .. وتجي تقضي سهرات هي ومجموعة
بنات معاه ومع عدد من اخوياه .. دقائق ودخل عليهم صديقه ومعاه ثنتين من
صديقاتهم .. بدو سهرتهم الماجنة مابين اغاني ورقص وفجور .. تأفف من كم
الاتصالات اللي ازعجته فيها وقام للغرفة يرد عليها .. تكلم بكل عصبية : نعم
خير وش عندك ؟ تراك ازعجتيني ..
كانت منهارة وتصيح .. صوتها مبحوح من كثر الصياح ..: طارق الله يخليك
استر علي والله لو عرفو اهلي يذبحوني .. مابي منك شي ولا تقعد معاي حتى
اكثر من شهر بس تزوجني استر علي وبعدها طلقني .. " علا صوت صياحها
وهي تترجاه وهو يسمع لها بكل جمود قلب " حتى المهر برده كله وعرس مابي
عرس ولا شي .. طارق ابوس رجلك لا تخليني بهالضيقة لحالي ..
تأفف من اتصالاتها وتشكيها من شهرين وهي مزعجته : توك الحين تندمتي ؟
وين عقلك اول ياحلوة ؟ ترى محد ضربك على يدك انتي اللي جيتيني وانتي اللي
سلمتيني نفسك .. والحين تحملي نتيجة غبائك دامك مو قد هاللعبة ليش دخلتيها
من الاول ..
سكت وهو يسمعها تصيح وتشاهق من كثر الصياح .. كان يبيها تخلص مسلسلها
اللي كل يوم تكرره عليه .. حتى لو سمعت نفس الجواب .. : ماخلصتي للحين ؟
" وبقلة صبر " لاخلصتي دقي علي بروح اتونس واوسع صدري .. ياشين الوحدة
لا ارخصت نفسها وبعدها جاية تسوي شريفة .. وسكر السماعة في وجهها ..
قعد مكانه يفكر بكلامها كرهته بعمره بكثرة اتصالاته .. يوميا تتصل ويطنشها ..
وكل مارد عليها يسمعها كلام اقسى من اللي قبله لكن مازالت محاولاتها مستميتة
رغم انه قفل كل الابواب دونها .. سكر اذونه بقوة وهو يسمع صوت صياحها
بتكرر .. ازعجه هالصوت جدا وضيق خلقه .. مستحيل بيوم يتنازل ويتزوجها
اصلا مايتشرف انه يرتبط بانسانة ضيعت شرفها في لحظة غباء .. ورغم انه
هم اللي شاركها فصول جريمتها البشعة الا انه يشوف نفسه رجل وغلطته تغتفر
بعكسها هي اللي لو عرفو عنها هالشي كافي بتدمير حياتها وممكن تروح ضحية
قضية شرف ..
كان متأكد انها بترجع تتصل عليه .. ما انتظر كثير قبل مايسمع رنة جوالها رد
عليها وهو يصارخ : للمرة المليون اقول لك لو تحبين السما ماجيت لك ولا فكرت
حتى اني اتزوج وحدة مثلك ..
صرخت بأعلى صوتها من حرقتها اللي بقلبها : ياحقير ياواطي .. ان شاء الله
تشوف اللي سويته فيني بخواتك .. عشان تعرف ان الله حق .. روح الله لا يبيحك
ولا يحللك وعساهـ ..
قاطعها بعصبية : تخسين ماتجيبين طاري خواتي الحين قاعدين بالبيت وصاينين
انفسهم مو مثلك اللي كل يوم طالعة مع واحد وجاية تسوين لي فيها المظلومة ..
سكر منها على طول ورمى الجوال على السرير وطلع للصالة .. كان يبي يتونس
ويضيع ضيقة الصدر اللي تصيبه من يسمع صوتها مو اول وحدة تترجاه وتقول
له هالكلام هذي ثالث وحدة افقدها شرفها .. كان ماخذ الدنيا وناسة هدفه الاول
والاخير ارضاء شهواته ورغباته ..
جلس معاهم .. واستانس على رقص البنات اللي كانو معاهم .. ونسى في جملة
هالملذات ان " العرض دين " .. وانه قد يبتلى في عرضه ونفسه مثل ماتطاول
على اعراض الناس وانتهكها ..


/
\
/
\




لهم حول الربع ساعة من جلسو بالمطعم .. ماسألها وش تحب او وش تبي يدري
انها ماراح تجاوب .. اولا لانها مابحياتها دخلت مطعم .. ولانها اصلا ماراح
تتكلم معاه .. اختار على ذوقه وقعد يحاول يسولف معاها .. يحس بكآبة فظيعة
والوقت مو راضي يعدي ابد .. مسك جواله واتصل على رياض وقعد يسولف
معاه اول شي لفت انتباهها بهاللحظة تغير شخصيته 180 درجة شافت قدامها
انسان غير اللي شافته من امس .. " عنده هالسوالف كلها وحادني على الزهق
ياليتك يابوي تشوف اللي رميتني عليه " هزت راسها تبي تغير تفكيرها " وانا
ليش اظلم الرجال وانا توني ماعرفته .. هذاني ماحتسيت معه من شفته " قفل
وهو يسمع صوت الويتر يستأذنه يدخل .. كانت قاطعة عهد على نفسها تشوف
كل شي وتكتشف هالحياة الجديدة عليها بدون ماتسأل وتعرض نفسها للاحراج ..
حط الاكل قدامهم واول ماشافته كان ودها تصيح كل الجوع اللي تحسه وبالاخير
شافت اكلات ماتعرفهم .. اصلا من الاحراج ماتدري شلون بتاكل .. قرب منها
وهو حاس انها بتقعد تفكر وش تاكل ماكان يبي يناظر فيها لانه مايبي يحرجها
ويبيها تاخذ راحتها بالاكل : مادري وش اللي تبينه بس طلبت لك على ذوقي ..
نزلت راسها بخجل وهي مبتسمة رفع حاجب يناظرها وهو مستغرب ابتسامتها
اخيرا اكتشف ان هالانسانة عندها ردة فعل غير الصمت .. سمى بالله وبدا ياكل
اما هي مسكت الملعقة وهي تحركها بالصحن .. كانت مستحية منه كثير وهي
تحس انه قاعد يطالعها .. شاف وجهها صاير احمر من الاحراج : تبيني اقوم
عشان تاكلين ؟
التفتت له وقالت بتوتر : لا .. " ونزلت راسها على طول " .. الحين باكل ..
ضحك بخاطره " لا الحمدلله في تقدم .. طلعت كلمتين " قرب لها الصحن يبيها
تاكل .. بدت تاكل شوي شوي .. ماكلت كثير اللي يشبعها لكن على الاقل ارحم
من جوعها القاتل ..
خلصو عشاهم وقام معاها .. راح هو يغسل ووصلها قبل لدورة مياه النساء
عشان تغسل ورجع ينتظرها اول مادخلت وهي تحس بارتياح فظيع انها قدرت
تطلع من الضغط شوي .. وقفت مكانها وهي تشوف وحدة تقرب منها وهي
مبتسمة : عروس صح ؟
ابتسمت وهزت راسها لها : ايه .. البارح كان عرسي ..
كانت حرمة يمكن بنص الثلاثينات ومعاها بنت صغيرة : توقعت من النقش اللي
بيدينك .. تراها احلى ايام العمر بتستحين واجد .. بس حاولي تعيشينها صح وربي
بعدين تتمنينها وماترجع لك .. وتدلعي عليه اطلبي كل اللي تبين هالايام بس اللي
ماتسمعين كلمة لا ..
ضحكت لها : ان شاء الله ..
حست انها سدت نفسها عن الحياة وحاولت تفهمها مقصدها من الكلام : صدقيني
اذا كان زوجك رجل صالح بتعيشين عمرك كله مبسوطة حتى لو صارت بينكم
مشاكل تراها ملح الحياة ووقتها بتعرفون قيمة الحب اللي في قلوبكم .. بس قلت
كلامي ابيك تعيشين هالايام وتستانسين فيها .. والله يوفقك ويسخر لك زوجك ..
روحي له تحصلينه الحين مشتاق لك وانا اخذتك بالسوالف ..
تغطت وهي تقول لها : اللهم آمين يارب .. مشكورة وماقصرتي عسى عمرتس
طويل ..
طلعت وشافته واقف ينتظرها .. ومن شافها مشى قدامها ومشت معاه .. كانت
الشوارع اليوم غير البارح اليوم زحمة اكثر .. والسيارات والناس اعداد بالنسبة
لها كانت جدا كبيرة .. كان كلامها مريح لها الى ابعد الحدود .. حتى لو كانت
مو متقبلته لكن ماراح تقصر معاه ابد .. هذا اللي تربت عليه وشافت امها طول
عمرها شلون تعامل ابوها وتداريه .. ماتذكر انها بيوم زعلته او ضايقته او حتى
ردت له طلب ..
وصلو للشرقية وللشاليه اللي حجزه قبل فترة .. اول مانزلت حست بنسمة هواء
بارد تلفحها .. انكمشت على نفسها ومشت وراه .. شال الشنطة ودخل معاها ..
وراها الغرفة .. : اذا تبين تنامين نامي .. انا بطلع اقعد برا شوي مافيني نوم ..
وقفت مكانها قدامه وقالت بدون تفكير : وين تروح والدنيا برد ؟
رفت عيونها بتوتر وهي تشتت نظرها بأي شي بعد ماحست باحراجها الفظيع
منه كانت حمرة خدودها تزيدها جاذبية .. قاوم كل احساس بداخله وهو يتحرك
من قدامها : اذا حسيت البرد دخلت .. انتي نامي ولا تشيلين هم ..
طلع على طول لخارج الشاليه وقعد قدام البحر كان الجو بالليل بارد حس بارتعاشة
تسري بجسده وقاوم احساس البرد .. مدد رجلينه وحط يدينه ورى ظهره يتسند
عليها وقعد يتأمل امواج البحر حوله ..
اما هي وقفت عند الشباك الزجاجي الكبير اللي يطل على البحر .. كانت تناظره
او بالاصح تتأمله وهذي اول فرصة لها تشوفه بدون مايدري عنها .. فيه شي
مريح رغم انه غامض وماعرفت وش هي شخصيته .. ماتدري ليش اخذت عنه
انطباع انه مغرور .. بس ماقدرت تعرف اي شي ثاني عنه .. حست انه هادي
وكلامه قليل مو بس معاها حتى مع اهله .. بس الشخص اللي كلمه كان يسولف
معاه .. رغم انه سوالفهم كانت عن الشغل بس حست انه قريب منه .. ماتدري
كم الوقت اللي وقفت فيه تتأمله .. راحت توضت وقامت تصلي لربها .. بعد
ماخلصت صلاتها .. تمددت على الصوفا الطويلة اللي بنفس الغرفة .. ماقدرت
تنام على السرير .. حست انها بتكون قليلة حيا لو سوتها خصوصا انها ماشافت
منه اي تقرب منها .. كانت تضحك على نفسها وهي تشوف اشياء كثيرة حولها
ماتدري وش هي .. ذابحها الفضول انها تعرف مسمياتها .. اللي عرفته شي واحد
كل الاماكن اللي راحت لها كانت الغرفة الوحدة فيهم ممكن تساوي نص بيتهم او
حتى اغلب حجمه نزلت دمعتها وهي تقاوم احساس الحنين الفظيع اللي بصدرها
ماتبي تصيح عنده .. هالشي اللي امها وصتها عليه لازم تكون قوية وماتضعف
ابد ..



/
\
/
\



ببيت ابو زوجة خالهم كانو معزومين على الغدا بعد صلاة الجمعة .. ماكانت
تبي تروح بس امها حلفتها تروح .. بدون ماتقول لها الاسباب .. كانت تبي
الكل يعرف انه ولدهم ماعاد يعنيها وانها تعيش حياتها مستانسة قربت منها
موضي : تكفين ياشيخة اضحكي على كل شي .. حتى لو مافي شي يضحك ..
بس ابيتس تستانسين ..
طنشت كلامها وقامت : شايفتني مهبولة مثلتس اضحك على كل شي .. مانيب
ضاحكة على قل سنع .. موضي والله اني اخاف انها تمدحه عندي وربي لتشب
الغيرة بقلبي ..
مسكتها من شعرها وشدته بقوة : الا والله مهبولة ومافيتس عقل .. من قال
سعد فيه شي ينمدح اصلا .. وماعليتس فيها هي تبي تحرتس وتكيدتس مير
عليتس فيها وكيديها ..
تجهزو وقعدو يستنون خالتهم وبنات عمهم يخلصون .. امهم وحصة ومنيرة
سبقوهم وقعدت هي مع شيخة تكشخها .. تبيها تكون حلوة وتقهر سحر زوجة
سعد : شيخة ماتحسين ان اهل نايف ابطو علينا ؟ من قال بيجيب اهله ماعاد
شفناه ولا جانا علوم عنه ..
وقفت عند الباب تبي تشوف احد من بيت خالتها اذا طلع او لا : اصبري عليهم
بيجون ان شاء الله
مسكتها من طرف عباتها : والله انه قليبي قارصني .. حاسة انه ماهوب جاي
لا هو ولا اهله .. هذا هي نورة تمت امورها واعرست وراحت مع رجلها وهم
للحين ماجو ..
التفتت عليها ورفعت برقعها : موضي وراتس انتي دايم تتفاولين بالشينة .. ان
شاء الله بيجون وبتزين علومتس مير اركدي ياملا الصلاح لا تصيرين مطيورة
وقبل ترد عليها جاتهم سارة تمشي بسرعة : يالله بسرعة خلونا نلحق الغدى والله
ان مصراني تقطعن من الجوع ..
لحقتها موضي ومسكتها : اللي يشوفتس يقول كل حزة وانتي تاكلين .. تراتس
يالله تلقين اللقمة .. احمدي ربتس على النعمة ..
لحقتهم شيخة وهي تسرع خطواتها وهي تشوف خالتها وهيا ماشين وراهم اول
ماقربو من البيت شافته من بعيد .. ماكانت متأكدة اذا كان هو او واحد غيره بس
خالها ماعنده ولد غيره .. ومستحيل عيال خواله يشبهون له لهالدرجة الكبيرة ..
سرعت خطواتها ومسكت يد موضي : هذا هو .. والله انه هو ..
هدت شوي وشافت المكان الي تناظر فيه شيخة وشافته .. حست الدم يفور بقلبها
هذا اللي حرق قلب اختها ونزل دموعها .. هذا اللي باعها عشان وحدة ماتسواها
تمنت لو كان لحاله ماكانت راح تحرم نفسها من فرصة انها تقول اللي بخاطرها
له .. تبيه يعرف انه خسر اثمن شي بحياته يوم فكر يروح لغيرها وان هالانسانة
اللي فرط فيها ماتقدر بثمن .. : امشي ولا تناظرينه لا تخلينه ينتبه لتس ..
اول ماقربو منه تصاعدت نبضات قلبها تغير كثير مع السنين كان عمره 18 يوم
سافر والحين صار بعمر الـ 28 كانت صغيرة وقتها وتعلقت فيه بعد ماراح اكثر
لانها كانت تنتظر رجعته وزواجها .. وترسم احلامها باتقان .. لكن الخبر اللي
وقع عليهم مثل الصاعقة بعد 4 سنوات من سفرهم بنفس السنة اللي توقعت انه
خلاص جاي لها وبيتزوجون .. انه تزوج بسحر .. دخلت على طول بدون ماتلتفت
له لانها ماتبي تشوف احلامها اللي هدمها بصورته .. سمعت صوته وهو يكلم
خالتها .. حتى صوته تغير .. اكسبته هالسنوات رجولة اكثر .. كانت مكسورة
من الداخل اجزائها مهشمة الى حد كبير .. وجروحها تنزف حنين والم .. وقفو
يفصخون عباياتهم وقربت من اذنها موضي : هالمرة مو عشاني .. عشان نورة
اللي طلبتس قبل ماتروح .. واللي من مشت الى هاليوم ماوقفت دمعتس عليها ..
استانسي ولا تبينين لهم شي وانا بسولف وبضحكتس بس اضحكي يابعد عمري
انتي .. ومسكت دقنها تترجاها ..
حبست دموعها لا تنزل وسحبت نفس عميق وزفرته : ابشري .. بس اذا شفتيني
ضعفت قويني .. محتاجتس ..
جاتهم سارة من وراهم : وش عندكم ؟
قالت لها موضي كل شي وقعدت تتوعد زوجته انها تكرهها بحياتها لو تكلمت او
قالت شي يضايق شيخة او تعمدت تزعلها او تضايقها بكلامها .. ضحكت شيخة
عليهم وهم يتوعدون فيها .. هالثنتين مجانين واي شي ممكن يصدر منهم ..
هي من شافت شيخة حست بنار في قلبها .. كانت تبي تحرق قلبها بأي طريقة
مثل ماهو يقهرها بسوالفه عنها .. : والله مادري كيف تتحملو العيشة هنا بدون
جوالات .. المسكين سعد مايجي الليل الا وهو مرة مشتاق لي طول اليوم مايقدر
يكلمني .. والله انو البارح يقول ابغى ارجع لجدة اليوم قبل بكرة ..
موضي ضغطت على يد سارة وهي تهمس بين اسنانها : يازين من قص لسانتس
هاللي لاويته على غير سنع .. تكفين فكيني عليها والله لا ذبحها ..
ابتسمت سارة لها بخبث : بلاتس ماخذتن واحد رخمة ماهوب ضاري على علوم
الرياجيل ماغير يتبع مرته وين ماتوجهه راح وراها ..
صرخت عليها امها تسكتها وضحكو كل البنات حتى شيخة اللي ماقدرت تسكت
وهي تسمع هجوم سارة عليها ..
ردت بكل عصبية : هو انتو كذا يالبدو اذا الواحد يحب مرته قلتو مو رجال وانتو
رجالكم رامينكم ومشغولين عنكم ..
ضحكت باعلى صوتها : ترفقي على عمرتس لا تقطعين انتي وهالخلاقين اللي
متمزعة عليتس وبدت اصوات الحريم تعلى قبل تكبر المشكلة \موضي كانت ميتة
ضحك ومو قادرة تمسك نفسها .. كانت ناويتها بس سارة ماقصرت فيها قالت
اللي بخاطرها واكثر .. وقلبو هالثنتين الغدى هواش ومشاكل ما انتهت الا يوم حطو
غداهم وقتها قامت سارة تبي تاكل وآخر همها تفكر بسحر .. شيخة رغم انها جات
لهالمكان وهي مكرهة الا ان سارة اشفت غليلها .. وحست نفسها حيل مستانسة ..


/
\
/
\



بعد تفكير عميق نزلت لامها فكرتها المجنونة راح تنفذها بس بالاخير ماتبي
تحس انها بهالمعركة خسرانة .. تبي تثبت له انه هو اللي خسرها مو هي ..
جلست جنبها وقالت بضيق : يمه ..
كانت كبيرة في السن وهي آخر العنقود عندها .. تكلمت بدون ماتلتفت لها او
تناظرها : هلا ..
شبكت يدينها في بعض وقالت بتردد : خلاص انا موافقة على عزام ..
التفتت عليها وناظرتها نظرة غريبة : وشو ؟
تكلمت بدلع : انا موافقة على عزام ولد عمي .. كلميهم وقولي لهم اني خلاص
رضيت اتزوجه ..
شالت عينها عنها وهي تحرك راسها : لا حول ولا قوة الا بالله الظاهر انتس
من دريتي ان طلال اعرس انهبلتي ..
قاطعتها بعصبية : وش فيه زود عني عشان يتزوج وانا لا .. وعزام من زمان
خطبني وانا الحين ابيه .. عشان يعرف من اللي خسر فينا .. والله لاخليه يندم
على اليوم اللي اخذ فيه القروية ..
ماكانت تبي تجاريها في اللي تقوله .. تحس انها مجنونة بهاللحظة وتبي تسوي
اي شي عشان تثبت لهم انها خذت نصيبها هي بعد : الناس متكلمين من زمان
وانتي رديتيهم .. والله ما اكلمهم الحين واقول تعالو بنتي تبي ولدكم ..
قربت منها اكثر وهي تترجاها : يممممه تكفين .. يرضيك تتشمت فيني لطيفة
وبناتها ؟ بيقعدون يقهروني كل ماشافوني .. بعدين هم ماخطبو له بعدي واكيد
اذا سمعو بموافقتي بيعجلون بالزواج ..
طنشتها وماردت عليها وهي قاعدة تتقهوى ومو معطية لكلامها اي اهمية تذكر
انقهرت من برودها ومسكت يدها : يايمه طلبتك ؟
بعدت يدها عنها : لطيفة ماعندها علومتس الشينة انتي اللي تدورين للشر وتبينه
ولا الرجال كان صاينتس ومدلعتس وانتي تبطرتي على النعمة .. وجايتني الحين
تبين تقلبينها حروب .. تبين روحي انتي وكلميهم مانيب مكلمة احد ولاني قايلة
شي .. وش اللي يحدني على النقادة مع الناس ..
جلست تترجاها وقت طويل وهي ترفض .. كانت تشوف انها اذا تزوجت ولد
عمها معناها هي اللي بتربح هالمعركة .. يكفي انه انسان من نفس قبيلتهم ونفس
مستواهم المادي والاجتماعي .. وشهادته جامعية .. صحيح انه مطلق لكن هي
راح تشوف انها متفوقة عليه وهو اللي تزوج وحدة قروية وتعليمها ابتدائي ومن
عائلة فقيرة .. وزواجها هالفترة تقدر تحرق قلبه فيها .. لانها بتكون متأكدة انه
بعده ماحب زوجته الجديدة وهذا هو اللي تبيه الحين ..
اخيرا وافقت بعد ماترجتها هالوقت كله .. انها تسولف معاهم وتجس النبض اول
اذا للحين يبيها ولا بيشوفون له وحدة ثانية .. واذا حست انهم للحين يبون بنتها
بتقول لهم انها موافقة ..
ابتسمت بخبث على مخططها .. وهي تهدف لزواج بالنسبة لها مايعني لها اكثر
من مجرد قناع لمعركة تبي تخوضها ضده .. وضد زوجته الجديدة ..
اما امها كانت مقهورة من تفكير بنتها السقيم .. ولا مرة بحياتها قاست الامور
صح .. تبي العالم تطاردها وتركض وراها .. وهي تتغلى عليهم كانت متأكدة
لو تزوجت ولد عمها راح تعامله مثل ماكانت تعامل طلال نفس الغرور ونفس
التكبر واللا مبالاة .. هي اللي عودتها من صغرها على الدلع والانفلات .. وكل
شي تبيه يجيها حتى لو ماكانت تحتاجه .. وحتى لو ماقدرو عليه .. والحين هي
تحصد ثمار تربيتها الفاشلة بنت مدللة وفاشلة بحياتها واحساسها يقول انه حتى
بتجربتها هذي ماراح تنجح اذا تمت على نفس تفكيرها ونمط حياتها ...


/
\
/


 
قديم   #25

جود ي الحلوه


رد: ~~~~****سجينات خلف قضبان القصور****~~~~~


~~~~****سجينات خلف قضبان القصور****~~~~~



الجزء السابع
[ الفصل الأول ]‎‎‎‎



/
\
/
\



دقيقه بس من وقتك!؟

قبل لا تغيب أبي منك
ترجّع عمري وسنيني ،،

تهّد اللي إنبنى فيني

أبي تفهم بأني مت ..
وأنا بفهم بأني هنت ..!


حقيقه ودي تسمعها ..
وقبل هجرك تراجعها !
( كانت دنيتي قلبك
وكانت دنيتك غيري )

هانت دنيتي وقلبي ..
وزانت لك دنيا من غيري !


تحسْب إني أنا براحة ؟
في بعدك وين هالراحة !؟

يا ليت الوقت يسعفني ،،
أوصل لك بقايا نزف ..
بقايا إحساسي المكسور ..
بقايا دمع أبد ما جف !

دقيقه بس من وقتك!؟

قبل لا تطعنه ظهري ،،
أبي طعناتك بوجهي ..!
عشان أقوي أنا قهري ..


عشان عيوني تشوفك
لأنها تكذب همومي ،،
وترفض هجرك وصدّك !
ولا تقدر معي تعوفك

دقيقه بس من وقتك!؟

أنا أدري بأنه كان ،،
وجودي والعدم " واحد "
يا سيدي طيب إعدمني ،،
وقول إن الخطا وارد ..!


دقيقه بس من وقتك !

دقيقه..
بس..


كانت طول الليلة سهرانة تكمل خياطة الملابس اللي ابتدو خياطتها مع نورة .. تبي
تشغل نفسها عن اي تفكير ممكن يعيدها للماضي .. او تفكير في نورة اللي فقدتها
كثير .. ورغم انها نامت بعد صلاة الفجر بس قومتها الصباح مبكر .. ماكانت مدة
كافية انها تشبع نوم ورجعت نامت بعد صلاة الظهر .. فتحت عيونها وهي تسمع
اصوات بالخارج .. ماكانت تدري كم الوقت بالضبط .. مدت يدها وسحبت الساعة
الحديدية اللي على التجوري شافتها تجاوزت الـ 4 ونص .. قامت رتبت شعرها
وتوضت وصلت العصر اللي فاتها بوقته .. قعدت مكانها تردد اذكار بعد الصلاة ..
وسمعت اسمها يتردد بالجلسة اللي بالخارج .. قامت من مكانها وقربت من الباب
المردود شوي وسمعت صوت ابوها وخالها .. ركزت سمعها اكثر ووصلها صوت
امها وهي تتكلم بهدوء : والله ياسعد ماظنتي ترضى انها تاخذك بعد مارحت وخذيت
الحضرية
كان الكلام كالصاعقة اللي نزلت على راسها .. بدا نبض قلبها في التسارع وركزت
اكثر بالكلام .. سمعت صوته يطلب الطلب اللي زمان كانت تتمناه : وهي لها غيري
ياعمتي الله يصلحتس ؟ ومرتي ماعليتس فيها رضت ولا تروح لا هلها ماصبرني
عليها الا هالولدين اللي الله رزقني بهم ..
ضحكت بسخرية بداخلها .. الحين بس جاي يدورها لانه مو مبسوط بحياته معاها ..
جاي يصلح غلطته اللي ادمى قلبها فيها .. لو سمعت اول انه يبي يتزوجها كان راح
تعتبر هالطلب نابع من حب .. لكن هالمرة اعتبرته استحقار لها وتقليل من قيمتها ..
مهما حبته ومهما عانت في بعده مستحيل ترضى تكون مصححة لاخطاء غيرها ..
قد تكون حسرتها عليه لانه كان الفرصة الوحيدة لها .. لكن هي الحين تعودت على
هالشي .. تعودت انها تمشي خطواتها في طريق العنوسة .. او يجيها نصيبها اللي
يعوضها عن غلطته في حقها .. اللي قهرها كانت صيغة الثقة اللي يتكلم فيها وكأن
هالانسانة ماراح يكون لها زوج الا هو واذا مارضت فيه معناها ماراح تتزوج ابد
بداخلها تدري ان هالكلام ممكن يكون صحيح .. لكن مستحيل تقبل انها ترجع له
بهالطريقة .. نزلت دموعها على خدودها وهي تسمع كلام ابوها اللي ماكان مقتنع
ابد باللي يسمعه : يا سعد انت رحت من الاول لنصيبك .. وماعاد لك نصيب في
بناتي .. وهي بيجيها نصيبها ان الله احيانا ..
قاطعه برجاء : ياعمي الله يهداك لا تسدها بوجهي .. والله اني جايك ندمان واللي
تبيه والله لاسويه .. انت انشدها عن رايها واكيد انها مابتردني ..
كانت تتمنى اي وحدة من خواتها معاها بهذيك اللحظة بس للاسف مافي في البيت
احد .. ولا حتى نورة اللي بهالوقت تقوي قلبها حتى لو لان .. استجمعت شجاعتها
وتنحنحت شوي قبل ماتتكلم من ورا الباب : يبه ..
حست انها بتطيح من طولها من الموقف اللي هي فيه .. عمرها ماكانت قوية ولا
عمرها قدرت تتحكم بمشاعرها .. اول ماسمعت رده اللي ريحها : سمي يابنيتي ..
غمضت عيونها بقوة وهي تضغط على قلبها ومشاعرها .. : يبه قول له تراه ولد
خالي وعلى عيني وراسي .. اما العرس لا يطريه ابد .. ماهوب انا اللي يرخصني
واغليه .. واذا هو باعني مرة باتسر يدور الزمن ويبيعني ..
سكتت يوم حست انها ماعاد تقدر تقول اكثر .. كانت تبي تبين قوتها حتى لو انها
بقمة ضعفها .. ماعاد سمعت اصوات ثانية الا صوت قلبها اللي يئن بهاللحظة ..
اما هو ماكان يخطر على باله ولو واحد في المية انها ترفضه .. كان واثق انها ما
راح تصدق انه رجع لها وبترضى فيه على طول .. لكنها خالفت جميع توقعاته ..
استأذنهم وقام بسرعة .. هالمرة راح يعتبر رفضها رد اعتبار لكن ماراح يوقفه
هالرفض .. راح يرجع يكلم عمته تقنعها يمكن تقتنع مع الايام ..
اما هي دخلت للغرفة وقعدت على الارض كانت تحس ببرد وجسمها كله يرتجف
لمت نفسها وهي تقاوم رجفتها .. وعيونها مركزة على الشباك المفتوح .. ماتدري
كم قعدت على هالوضع .. ماحست الا باصوات خواتها داخلين .. وحصة تكلمها
وهي مو مننتبهة لشكلها : شيخة وراتس ماجيتي العصرية اليوم عند صيتة ؟
موضي اللي من فصخت عباتها انسدحت على طول .. : ياشين التعب من اصبح
الصبح وانا ادوج .. ماخليت احد الا سيرت عليه تسني اودعهم .. " في هاللحظة
انتبهت لشيخة اللي ترتجف من البرد قامت لها على طول " بسم الله عليتس وش
فيتس ؟
نزلت دمعتها اللي عاندتها من اول على خدودها وبدت ترتجف بشكل اكبر لفت
على حصة : حصة جيبي البطانية اللي عندتس شيخة وش فيتس " وحطت يدها
على جبينها حست حرارتها شوي مرتفعة " مصخنة الظاهر ..
خذت البطانية تغطيها وهي تسمع شيخة تتمتم عليهم بكلمات مافهمتها .. قربت
اذنها منها : وشو ..
شدت البطانية حولها اكثر وتكلمت بكل وضوح : كان يبيني ورديته .. قلت له
مابيك .. عقب هالسنين كلها رديته ..
موضي على طول فهمت ان قصدها سعد .. من فرحتها صارت تغطرف : يا
بعد عمري يالشيخة والله انتس بنت ابوتس كسرتي راسه انا دارية انه ماهوب
مستانس مع هالشيفة اللي خذاها .. " وتكلمت بحماس " علميني متى ؟ وشلون
ابتسمت بصعوبة على حماس موضي .. وحطت راسها بحجرها وتغطت زين
وغمضت عيونها : بعدين اقول لتس ..
حطت يدها على راسها .. وخلتها ترتاح شوي .. اكيد ماكان قرار سهل عليها
ولا هو بالسهولة ترده وهي ماكان لها غيره وبدت تقرا عليها شوي تبي تحس
انها ارتاحت ..



/
\
/
\



اليوم كان وضعهم افضل من اليومين اللي راحو دار بينهم حوار ولو كان بسيط
الا انه افضل من الصمت اللي صاحبهم بالاول .. مع انه انسان مايسولف ولا
يتكلم كثير الا مع الناس اللي يرتاح لهم .. بس هي زوجته واكيد لازم يعرفها و
تعرفه .. خصوصا وهو يحسها انسانة فيها الكثير من الغموض وهالشي مكسب
حياته معاها اثارة غريبة .. كان توه مخلص صلاة العشا وقاعد على البحر ..
الجو كان بارد والهوا عند البحر يزيده برودة بس هو يحب البرد ويعشق البحر
وجلسته .. التفت وراه وشافها واقفة تناظره او تناظر البحر من خلف الزجاج
اشر لها بيده تجيه .. كان يدري انها جدا خجولة وهالخجل مخلي بينهم حاجز
كبير .. لف وجهه عنها لانه لو قعد يطالعها ماجات ابد .. وبداخله كان يتمنى
انها تجي تجلس معاه .. انتظر شوي واستانس انه سمع صوت خطواتها الهادية
تقترب منه جلست بعيد عنه وهي تطالع البحر وبصوت اقرب للهمس : صليت؟
رفع حاجبه وناظرها كان يبين الخجل عليها مهما حاولت تخفيه حمرة خدودها
ورفة رموشها .. وحركة يدينها المتوترة .. : ايه ..
حست بنظراته لها وماقدرت ترفع عيونها تشوفه .. نظراته تحرجها كثير وهو
ابد مايراعيها .. ومع هذا كلامه قليل جدا .. رغم انه يحاول يسولف معاها لكن
ماحست انه الانسان اللي ممكن يقول كل شي لها .. حست انه كتوم ومحد يدري
اللي بقلبه وهذا شي واضح عليه وبنفس الوقت غامض وهالغموض مخليها تحس
انه غريب عليها .. ماقدرت تحس للحين انه نصفها الثاني .. واللي راح يشاركها
العمر كله .. قعد يسولف لها عن اهله وشغله وعن خواته .. وعن لمياء اللي هي
تعرفها واللي جمعتهم مع بعض ..
ماينكر انه بلحظة عرف برفضها حس بقهر كبير منها ومن هالرفض اللي ماتوقعه
بس فيها شي مايخليه يقسى عليها .. ملامح تصور حزن فظيع مهما اخفته خلف
خجلها وابتسامتها .. مايدري هل حزنها على فقد اهلها او انه في حياتها اشياء
مسببة لها الحزن اكثر .. هو يتذكر كلمة لمياء يوم تقول له انها عانت بحياتها و
ماتبيه هو يزيد الهموم عليها .. بس مايبي يفتح عليها الجروح ولا يبيها تتكلم عن
اي شي محزن بهالفترة .. صحيح انه ماحبها ومستحيل يحبها في 3 ايام بس ..
لكن يحن عليها بشكل كبير وحاس بوحدتها وغربتها حتى ولو كانت في بلدها ..
شافها تلعب في الرمل بيدها بتوتر : نورة
رفعت عينها بسرعة والتفتت له : سم ؟
ماقدر يقول شي وهو يشوف عيونها اللي جات بعيونه .. كانت نادرا ماتكلمه وهي
تطالعه .. شعرها الطويل المتناثر واللي يطير الهوا بعض خصلاته اكسبتها انوثة
اكثر .. مايدري وش كان يبي يقول لها او بالاصح ضاع كل الحكي منه : قربي
ابتسمت بخجل : وين ؟
شاف حمرة وجهها اللي زادت وابتسم بخاطره عليها : قربي مني ليش جالسة بعيد
قربت شوي منه وهي تقاوم خجلها .. بس اشر لها بيده : قربي بعد اكثر .. تعالي
هنا جنبي .. " واشر لها على مكان جنبه بالضبط "
تسارع نبضها وهي تقترب منه .. قعدت قريب وحس انه ميت ضحك عليها بداخله
لو قال لها تقرب اكثر يمكن تذبحه كثر ماهو محرجها بهاللحظة : بس هذا اللي الله
قدرك عليه ؟
كانت بتصيح مكانها من الاحراج رفعت عينها وناظرته : هذاني جيت ..
قام من مكانه وجلس جنبه .

تهّد اللي إنبنى فيني

أبي تفهم بأني مت ..
وأنا بفهم بأني هنت ..!


حقيقه ودي تسمعها ..
وقبل هجرك تراجعها !
( كانت دنيتي قلبك
وكانت دنيتك غيري )

هانت دنيتي وقلبي ..
وزانت لك دنيا من غيري !


تحسْب إني أنا براحة ؟
في بعدك وين هالراحة !؟

يا ليت الوقت يسعفني ،،
أوصل لك بقايا نزف ..
بقايا إحساسي المكسور ..
بقايا دمع أبد ما جف !

دقيقه بس من وقتك!؟

قبل لا تطعنه ظهري ،،
أبي طعناتك بوجهي ..!
عشان أقوي أنا قهري ..


عشان عيوني تشوفك
لأنها تكذب همومي ،،
وترفض هجرك وصدّك !
ولا تقدر معي تعوفك

دقيقه بس من وقتك!؟

أنا أدري بأنه كان ،،
وجودي والعدم " واحد "
يا سيدي طيب إعدمني ،،
وقول إن الخطا وارد ..!


دقيقه بس من وقتك !

دقيقه..
بس..


كانت طول الليلة سهرانة تكمل خياطة الملابس اللي ابتدو خياطتها مع نورة .. تبي
تشغل نفسها عن اي تفكير ممكن يعيدها للماضي .. او تفكير في نورة اللي فقدتها
كثير .. ورغم انها نامت بعد صلاة الفجر بس قومتها الصباح مبكر .. ماكانت مدة
كافية انها تشبع نوم ورجعت نامت بعد صلاة الظهر .. فتحت عيونها وهي تسمع
اصوات بالخارج .. ماكانت تدري كم الوقت بالضبط .. مدت يدها وسحبت الساعة
الحديدية اللي على التجوري شافتها تجاوزت الـ 4 ونص .. قامت رتبت شعرها
وتوضت وصلت العصر اللي فاتها بوقته .. قعدت مكانها تردد اذكار بعد الصلاة ..
وسمعت اسمها يتردد بالجلسة اللي بالخارج .. قامت من مكانها وقربت من الباب
المردود شوي وسمعت صوت ابوها وخالها .. ركزت سمعها اكثر ووصلها صوت
امها وهي تتكلم بهدوء : والله ياسعد ماظنتي ترضى انها تاخذك بعد مارحت وخذيت
الحضرية
كان الكلام كالصاعقة اللي نزلت على راسها .. بدا نبض قلبها في التسارع وركزت
اكثر بالكلام .. سمعت صوته يطلب الطلب اللي زمان كانت تتمناه : وهي لها غيري
ياعمتي الله يصلحتس ؟ ومرتي ماعليتس فيها رضت ولا تروح لا هلها ماصبرني
عليها الا هالولدين اللي الله رزقني بهم ..
ضحكت بسخرية بداخلها .. الحين بس جاي يدورها لانه مو مبسوط بحياته معاها ..
جاي يصلح غلطته اللي ادمى قلبها فيها .. لو سمعت اول انه يبي يتزوجها كان راح
تعتبر هالطلب نابع من حب .. لكن هالمرة اعتبرته استحقار لها وتقليل من قيمتها ..
مهما حبته ومهما عانت في بعده مستحيل ترضى تكون مصححة لاخطاء غيرها ..
قد تكون حسرتها عليه لانه كان الفرصة الوحيدة لها .. لكن هي الحين تعودت على
هالشي .. تعودت انها تمشي خطواتها في طريق العنوسة .. او يجيها نصيبها اللي
يعوضها عن غلطته في حقها .. اللي قهرها كانت صيغة الثقة اللي يتكلم فيها وكأن
هالانسانة ماراح يكون لها زوج الا هو واذا مارضت فيه معناها ماراح تتزوج ابد
بداخلها تدري ان هالكلام ممكن يكون صحيح .. لكن مستحيل تقبل انها ترجع له
بهالطريقة .. نزلت دموعها على خدودها وهي تسمع كلام ابوها اللي ماكان مقتنع
ابد باللي يسمعه : يا سعد انت رحت من الاول لنصيبك .. وماعاد لك نصيب في
بناتي .. وهي بيجيها نصيبها ان الله احيانا ..
قاطعه برجاء : ياعمي الله يهداك لا تسدها بوجهي .. والله اني جايك ندمان واللي
تبيه والله لاسويه .. انت انشدها عن رايها واكيد انها مابتردني ..
كانت تتمنى اي وحدة من خواتها معاها بهذيك اللحظة بس للاسف مافي في البيت
احد .. ولا حتى نورة اللي بهالوقت تقوي قلبها حتى لو لان .. استجمعت شجاعتها
وتنحنحت شوي قبل ماتتكلم من ورا الباب : يبه ..
حست انها بتطيح من طولها من الموقف اللي هي فيه .. عمرها ماكانت قوية ولا
عمرها قدرت تتحكم بمشاعرها .. اول ماسمعت رده اللي ريحها : سمي يابنيتي ..
غمضت عيونها بقوة وهي تضغط على قلبها ومشاعرها .. : يبه قول له تراه ولد
خالي وعلى عيني وراسي .. اما العرس لا يطريه ابد .. ماهوب انا اللي يرخصني
واغليه .. واذا هو باعني مرة باتسر يدور الزمن ويبيعني ..
سكتت يوم حست انها ماعاد تقدر تقول اكثر .. كانت تبي تبين قوتها حتى لو انها
بقمة ضعفها .. ماعاد سمعت اصوات ثانية الا صوت قلبها اللي يئن بهاللحظة ..
اما هو ماكان يخطر على باله ولو واحد في المية انها ترفضه .. كان واثق انها ما
راح تصدق انه رجع لها وبترضى فيه على طول .. لكنها خالفت جميع توقعاته ..
استأذنهم وقام بسرعة .. هالمرة راح يعتبر رفضها رد اعتبار لكن ماراح يوقفه
هالرفض .. راح يرجع يكلم عمته تقنعها يمكن تقتنع مع الايام ..
اما هي دخلت للغرفة وقعدت على الارض كانت تحس ببرد وجسمها كله يرتجف
لمت نفسها وهي تقاوم رجفتها .. وعيونها مركزة على الشباك المفتوح .. ماتدري
كم قعدت على هالوضع .. ماحست الا باصوات خواتها داخلين .. وحصة تكلمها
وهي مو مننتبهة لشكلها : شيخة وراتس ماجيتي العصرية اليوم عند صيتة ؟
موضي اللي من فصخت عباتها انسدحت على طول .. : ياشين التعب من اصبح
الصبح وانا ادوج .. ماخليت احد الا سيرت عليه تسني اودعهم .. " في هاللحظة
انتبهت لشيخة اللي ترتجف من البرد قامت لها على طول " بسم الله عليتس وش
فيتس ؟
نزلت دمعتها اللي عاندتها من اول على خدودها وبدت ترتجف بشكل اكبر لفت
على حصة : حصة جيبي البطانية اللي عندتس شيخة وش فيتس " وحطت يدها
على جبينها حست حرارتها شوي مرتفعة " مصخنة الظاهر ..
خذت البطانية تغطيها وهي تسمع شيخة تتمتم عليهم بكلمات مافهمتها .. قربت
اذنها منها : وشو ..
شدت البطانية حولها اكثر وتكلمت بكل وضوح : كان يبيني ورديته .. قلت له
مابيك .. عقب هالسنين كلها رديته ..
موضي على طول فهمت ان قصدها سعد .. من فرحتها صارت تغطرف : يا
بعد عمري يالشيخة والله انتس بنت ابوتس كسرتي راسه انا دارية انه ماهوب
مستانس مع هالشيفة اللي خذاها .. " وتكلمت بحماس " علميني متى ؟ وشلون
ابتسمت بصعوبة على حماس موضي .. وحطت راسها بحجرها وتغطت زين
وغمضت عيونها : بعدين اقول لتس ..
حطت يدها على راسها .. وخلتها ترتاح شوي .. اكيد ماكان قرار سهل عليها
ولا هو بالسهولة ترده وهي ماكان لها غيره وبدت تقرا عليها شوي تبي تحس
انها ارتاحت ..



/
\
/
\



اليوم كان وضعهم افضل من اليومين اللي راحو دار بينهم حوار ولو كان بسيط
الا انه افضل من الصمت اللي صاحبهم بالاول .. مع انه انسان مايسولف ولا
يتكلم كثير الا مع الناس اللي يرتاح لهم .. بس هي زوجته واكيد لازم يعرفها و
تعرفه .. خصوصا وهو يحسها انسانة فيها الكثير من الغموض وهالشي مكسب
حياته معاها اثارة غريبة .. كان توه مخلص صلاة العشا وقاعد على البحر ..
الجو كان بارد والهوا عند البحر يزيده برودة بس هو يحب البرد ويعشق البحر
وجلسته .. التفت وراه وشافها واقفة تناظره او تناظر البحر من خلف الزجاج
اشر لها بيده تجيه .. كان يدري انها جدا خجولة وهالخجل مخلي بينهم حاجز
كبير .. لف وجهه عنها لانه لو قعد يطالعها ماجات ابد .. وبداخله كان يتمنى
انها تجي تجلس معاه .. انتظر شوي واستانس انه سمع صوت خطواتها الهادية
تقترب منه جلست بعيد عنه وهي تطالع البحر وبصوت اقرب للهمس : صليت؟
رفع حاجبه وناظرها كان يبين الخجل عليها مهما حاولت تخفيه حمرة خدودها
ورفة رموشها .. وحركة يدينها المتوترة .. : ايه ..
حست بنظراته لها وماقدرت ترفع عيونها تشوفه .. نظراته تحرجها كثير وهو
ابد مايراعيها .. ومع هذا كلامه قليل جدا .. رغم انه يحاول يسولف معاها لكن
ماحست انه الانسان اللي ممكن يقول كل شي لها .. حست انه كتوم ومحد يدري
اللي بقلبه وهذا شي واضح عليه وبنفس الوقت غامض وهالغموض مخليها تحس
انه غريب عليها .. ماقدرت تحس للحين انه نصفها الثاني .. واللي راح يشاركها
العمر كله .. قعد يسولف لها عن اهله وشغله وعن خواته .. وعن لمياء اللي هي
تعرفها واللي جمعتهم مع بعض ..
ماينكر انه بلحظة عرف برفضها حس بقهر كبير منها ومن هالرفض اللي ماتوقعه
بس فيها شي مايخليه يقسى عليها .. ملامح تصور حزن فظيع مهما اخفته خلف
خجلها وابتسامتها .. مايدري هل حزنها على فقد اهلها او انه في حياتها اشياء
مسببة لها الحزن اكثر .. هو يتذكر كلمة لمياء يوم تقول له انها عانت بحياتها و
ماتبيه هو يزيد الهموم عليها .. بس مايبي يفتح عليها الجروح ولا يبيها تتكلم عن
اي شي محزن بهالفترة .. صحيح انه ماحبها ومستحيل يحبها في 3 ايام بس ..
لكن يحن عليها بشكل كبير وحاس بوحدتها وغربتها حتى ولو كانت في بلدها ..
شافها تلعب في الرمل بيدها بتوتر : نورة
رفعت عينها بسرعة والتفتت له : سم ؟
ماقدر يقول شي وهو يشوف عيونها اللي جات بعيونه .. كانت نادرا ماتكلمه وهي
تطالعه .. شعرها الطويل المتناثر واللي يطير الهوا بعض خصلاته اكسبتها انوثة
اكثر .. مايدري وش كان يبي يقول لها او بالاصح ضاع كل الحكي منه : قربي
ابتسمت بخجل : وين ؟
شاف حمرة وجهها اللي زادت وابتسم بخاطره عليها : قربي مني ليش جالسة بعيد
قربت شوي منه وهي تقاوم خجلها .. بس اشر لها بيده : قربي بعد اكثر .. تعالي
هنا جنبي .. " واشر لها على مكان جنبه بالضبط "
تسارع نبضها وهي تقترب منه .. قعدت قريب وحس انه ميت ضحك عليها بداخله
لو قال لها تقرب اكثر يمكن تذبحه كثر ماهو محرجها بهاللحظة : بس هذا اللي الله
قدرك عليه ؟
كانت بتصيح مكانها من الاحراج رفعت عينها وناظرته : هذاني جيت ..
قام من مكانه وجلس جنبه .

فتحت عيونها ببطء وهي تسمع صوت تلاطم امواج البحر في الخارج .. ناظرت
حولها وعلى طول غطت نفسها .. ماشافته جنبها وهالشي خلاها تحس بارتياح
كبير .. قامت بكل هدوء وهي تتلفت حولها .. دخلت تتسبح كانت الساعة بحدود
الـ 7 الصباح .. هذي ثاني مرة تفوتها صلاة الفجر بوقتها استغفرت ربها وصلت
وطلعت تشوفه بس ماكان موجود .. " والله مدري هالآدمي وين يروح " قعدت
بالصالة وقربت من التلفزيون .. قعدت تحوس فيه لحد ما اشتغل .. فزعت من
الصوت العالي ورجعت على ورى شوي .. اول شي جا في بالها تدوره لا يكون
شافها .. على طول رجعت تحوس بالازرار تبي تقصر الصوت .. طلعت لها
قائمة الشاشة والالوان .. ويوم حست انها بتجيب العيد سكرته وقعدت مكانها ..
ماعرفت وش تسوي هالوقت كله مو قادرة ترجع تنام ولا عندها شي تتسلى فيه
وماحولها احد .. تنهدت وهي تفكر بخواتها وبنات عمها وش يسوون الحين اكيد
جالسين مع بعض وهي قاعدة هنا لحالها .. ماحست بنفسها الا وهي تغط في نوم
عميق مكانها ..
اما هو من صحى وصلى الفجر كان حاس بملل فظيع .. ماكان يبي يصحيها ولا
يبي يزعجها .. طلع للبحر وبدا يمارس هوايته اللي انقطع عنها من زمان .. ورغم
ان البحر كان بارد الا انه استمر في السباحة .. ماكان عارف انها صحت او حتى
قعدت تدوره رجع للشاليه وهو يرتجف من البرد شافها نايمة في الصالة وابتسم
اكيد قامت وماشافته رجعت كملت نومها .. تسبح وبدل وطلع يجيب فطور بعد
حول الربع ساعة رجع وشافها على نفس وضعها شكلها مستغرقة كثير في النوم
ومو حاسة ابد باللي حولها ... حط الكيس على الطاولة وقرب منها .. يدري انها
خجولة جدا والحين لو صحاها اكيد بتموت مكانها من الخجل .. بصوت اقرب
للهمس : نورة ..
ماتحركت ابد او ابدت اي استجابة لندائه .. قرب منها اكثر وناداها .. فزت على
طول من سمعت صوته .. وبدون شعور تكلمت : وين رحت ؟
قام واقف على طول : صباح الخير بالاول .. تعالي افطري
جلس ينتظرها تجيه .. قامت رتبت شعرها .. ويوم تذكرت انها مكحلة عيونها
شهقت .. خافت ان الكحل سال من عينها وشاف شكلها وقفت على طول وراحت
للغرفة .. يوم شافها تروح فتح عيونه على آخرها استغرب انها طنشته " لايكون
بتكمل نومها بعد ؟ " ما اطال التفكير الا وهي جاية تمشي وهي مبتسمة .. قعدت
في الكرسي اللي مقابله وهي تناظر بيدينه اللي ماسكة الكيس ويوم شافته ماتحرك
رفعت عينها وشافته مبتسم : كل هذا نوم ؟ كل ماجيتك حصلتك نايمة ..
توردت خدودها خجل : وش اسوي يعني اقعد بلحالي بالطفش .. انت مدري وين
تروح وانا ماعندي شي يسليني .. وماعندي من يسولف معي ..
شبك يدينه تحت دقنه وركز نظره فيها : هالشي اعرفيه عني من الحين عشان لا
تنصدمين بعدين .. انا انسان ما اسولف كثير .. واذا رجعنا ان شاء الله وجلستي
مع خواتي بتعرفين هالشي منهم ..
ناظرته مستغربة : اجل وش اسوي انا اذا انت ماتبي تسولف معاي ..
هز كتوفه وهو يحط الفطور قدامها : مشكلتك هذي مو مشكلتي ..
كشرت على طول وبخاطرها رددت " مغرووور وربي مغرور " .. اول ما انتبه
لها لاحظ عليها التوتر .. هو ماكان يقصد اللي قاله بمعناه .. كان يبيها تفهم ان
هالشي فيه ومايقدر يغيره ولازم تتأقلم مع هالوضع .. لكنه قالها باسلوب ابد ما
كان مناسب .. ابتسم وهو يشوفها تهز رجلينها بتوتر : اليوم بعد المغرب بوديك
السوق .. منها نغير جو .. وبعد تشترين اللي خاطرك فيه ..
هزت راسها له بدون ماترد بشي .. تحس انها مشتاقة لاهلها كثير ودها بس لو
تلقى فرصة وتشوفهم لو شوي .. تحس ان هالثلاث ايام بالنسبة لها عمر .. على
الاقل لو تشوف راكان اهم شي تشوف احد من اهلها .. رفعت راسها وهي تشوفه
يقوم .. كانت خايفة انه يطلع او يروح مكان ويخليها لحالها .. حتى لو كان ساكت
او ما يتكلم بس على الاقل تحس بوجود احد معاها بنفس المكان .. : وين بتروح؟
لف من ورا الطاولة وقرب منها : بروح انام شوي قايم من صلاة الفجر .. وانتي
مابتجين تنامين ؟
حست بلهجته فيها نوع من الاستهزاء : انا وهذا نومي ماعجبك .. تبيني انوم اكثر
وتمسكها علي ..
اطلق ضحكة عالية على كلامها ..
تمدد على السرير وكل تفكيره ياخذه لها فرق كبير بين برائتها وجنون
حنين .. انسانة طبيعية ماتعرف التصنع حس بشخصيتها القوة من اهتمامها انها
تعرف كل شي بنفسها كل هاللي تعيشه الحين جديد عليها بس ماعمرها سألته عن
شي .. ومن هالشي ادرك قوتها .. اعجبه خجلها وحياها اللي اوقات يطفشه ويتمنى
يكسر هالحاجز وتاخذ عليه اكثر الا انه يمنحها انوثة تجذبه .. توقع انه راح ينفر
منها .. ماراح يتقبل وجودها وراح يحس انها فرضت عليه .. لكن مايدري ليش
اذا صار معاها يحس انها خلقت له .. يكفيه احساسه بانه راح يكون لها كل شي
بدنيتها وماراح تلجأ لاحد وهو موجود ..




دخل المجلس وشافه قاعد ينتظره .. دايم هالانسان يجي له على كثر المشاكل
اللي سببها لاخته .. ماكان يحبه لكن للأسف كان قدرها تكون له .. : السلام
عليكم ..
طنش يده اللي مادها وقعد بمكانه المعتاد بصدر المجلس .. : من الآخر قول
وش تبي ؟
تنامى احساس الغضب بداخله وهو يشوف نظرات الاستحقار اللي بعيونه ..
رتب كلامه وتكلم : ابي ارجع زوجتي وعيالي
قاطعه على طول : توك تجي تسأل عنهم .. ؟ بعد شهر ونص جاين ترجعهم ؟
اغديك ترجع مع دربك اللي جيتنا منوه .. ومن هاليوم وطالع ما نعرفك ولا نبي
نشوفك بعد اليوم ..
قام واقف وهو يصارخ عليه : باخذهم غصب مو بكيفك .. والحين بيرجعون
معي وقدام عيونك بعد ..
ناظره وهو واقف : اختي بتقعد عندي في البيت معززة مكرمة ولا تبي الرجعة
معك ..
هالمرة حس انه واثق من قرار زوجته وهالشي خلاه يقعد للتفاهم معاه : وينها ؟
خلها تجي وانا اتفاهم معاها ..
حس بداخله احتقار عظيم له وهو متأكد من رضاها عليه مثل كل مرة : وش تبي
به ؟ تبي تغسل مخه مثل كل مرة وتحلف له انك تركت خرابيطك .. ؟ وهالمرة
التوبة ..
شافه ساكت وكأنه قاعد يفكر انتظره يتكلم لكنه اطال الصمت كمل كلامه : وش
فيك ساكت علمن ؟ .. وش اللي جاين تبيه اليوم ؟ مرتك ماهيب راجعة معك ابد
وبتقعد عندي هي وعياله وحتى لو كلمته واستسمحت منه ماهيب راضيتن عليك
لو تحب السما ..
لمح الثقة بكلامه.. و فك ازرار ثوبه العلوية : اذا ماتبي ترجع بكيفها بس
بناتي وولدي باخذهم غصب .. والحين يمشون معاي للرياض ..
ابتسم على كلامه وتكلم بصرامة : محدن يبيك ولا يبي الرجعة معك هذي اختي
وبناته بناتي ولهن مثل ما لبناتي عندي الخير واجد والله ماهوب مخلينا انا بربيهن
وبدرسهن وبزوجهن بعد .. وانت الله لا يشكر فضلك مانبي منك لاخير ولا شر ..
ضحك بصوت عالي وبانت اسنانه الصفراء القذرة : بناتي وتحت حكمي ومحد
يقدر يزوجهم الا انا .. واذا تبي تخليهم عندك انا باخذهم بالقوة والمحاكم بيننا ..
قام واقف وهو يأشر له على الباب : اطلع برا ولا اشوفك فهالبيت .. بناتك مالك
دخل فيهن .. دانا بزوجه ليزيد قريب وبتشوف انت بنفسك ..
ارتفع ضغطه من كلامه وفرضه قراراته على عياله وزوجته : بنتي ماتتزوج
الا اللي انا ارضى عليه .. وولدك مابيه ولابي نسبكم اللي ماشفت منه الخير ..
تعالت اصوات صراخهم للخارج .. كان يهدد ويتوعد انه ينتقم منهم اشر انتقام
وانه راح يحبط كل محاولاتهم اللي راح ينفذونها من وراه .. رفع صوته وهو
يهدد في زوجته وهو متوقع انها في البيت وتسمعه .. مايدري انها معاه وبنفس
المدينة بعد ..
بنفس الوقت على وقت صلاة العصر جات لها امها تصحيها : دانا يمه قومي
صلي بنروح لم بيتنا تاخذين كتبتس واللي تبين منوه .. ابوتس رايحن للقصيم عند
خالتس ..
فتحت عينها وهي تغطي بيدينها على عيونها .. من النور القوي اللي يدخل مع
الشباك : همممم
جلست جنبها ومسكت يدها تقومها : يالله وانا امتس لا تبطين اخاف يرجع قبل
لا نروح البيت ..
قامت وهي تمسح على وجهها : اي بيت اللي نروح له ؟
حست انها ماسمعت شي من اللي قالت لها : ابوتس رايحن لخالتس بالقصيم توه
يزيد معلمن .. قومي صلي هالحين نبي نروح نجيب كتبتس من البيت ..
اول ما استوعبت الموضوع فزت على طول .. قلبها عورها كثير .. تحس انها
ماتقدر تروح للبيت وتشوف كل الماضي الأليم هناك .. : يمه تكفين مابي اروح
روحي انتي وخوذي نجود او رغد .. اي وحدة فيهم بس انا لا تكفين ..
لاحظت توترها من الموضوع ورحمتها وحبت تتركها براحتها : ابشري هالحين
اروح لنجود اكلمه .. وقامت من عندها رايحة للصالة ..
ارتاحت كثير لتجاوب امها وتفهمها لوضعها .. ماكانت مستعدة ابد تروح للمكان
اللي ازهق برائتها وتركها انسانة تصارع الى الآن لاستعادة ذاتها اللي فقدتها في
لحظات طيش ابوها ورغم انها تتصنع القوة الا ان داخلها مازال يئن وواقع تحت
وطأة الماضي بكل صوره .. تحتاج لاحد يقويها احد يفهمها ان اللي صار انتهى
ولا يمكن يصير ابد .. وان حياتها الحين افضل من قبل مازالت الى هاليوم تعاني
من اللي صار لها من طفولتها وكل الصور اللي تكررت قدامها .. قامت تتوضا
وتصلي وهي تشوف نجود جاية تاخذ عباتها وشنطتها : جودي ..
التفتت عليها وهي تلبس العباية : هلا ..
قعدت تفرك يدينها بتوتر : جيبي لي كل الكتب والملازم والدفاتر اللي كاتبة فيهم
محاضراتي .. " نزلت راسها شوي وقالت بصوت موجوع " وجيبي لي ميكي
ماوس بعد ..
ماكان ودها تصارخ عليها او تقول شي .. اسلوبها كان كافي انه يوضح مقدار
المها : لين متى يادنو ؟ وربي مايستاهل حبك ابد .. كل هاللي يصير لنا والعذاب
اللي نعيشه بسبته .. ليش للحين تبكين عليه ..
حطت يدها على فمها ماتبي تصيح .. وسمعت صوت امها تصوت على نجود
تستعجلها .. قربت منها نجود وباستها على جبينها : عشان خاطر امي انسيه ..
شوفي وش كثر تحملت عشان تسعدنا ..
مسكت يدها قبل تطلع : جودي تكفين ابيه تعرفيني ما انام الا لا صار بحضني
فلتت يدها وطلعت من الغرفة رايحة مع امها .. وراحت هي تتوضا وتصلي ..
ماتدري ليش رغم ان الماضي مؤلم لها الا انها تحن له .. تحن للحظات كانت
فيه مثلها مثل اي بنت تعيش حياة مستقرة .. وهالهدية اللي جاتها من ابوها في
طفولتها مازالت تحتفظ فيها كأغلى هدية ملكتها ..



/
\
/
\




شافها وهي تصلي المغرب في الغرفة وقعد على السرير ينتظرها اول ماسلمت
انتبهت لرجلينه قريب منها .. حست بحرارة بوجهها من قربه وبعد تردد التفتت
له مبتسمة .. شافته لابس ثوبه وشماغه جنبه مد يده لها ومسكتها باحراج قربها
منه وقعد يناظرها ويوم شافها منزلة راسها مستحية تكلم : لو سألتك وش اكثر
شي تتمنينه الحين .. وش بيكون ؟
رفعت راسها تناظره وحست انه قريب منها حيل حست بتوتر من الموقف بس
ابتسامته شجعتها تتكلم : اشوف اهلي واسولف معهم ..
ميل شفته وهو يحس بلهفتها بكلامها : تشوفينهم ان شاء الله بعدين .. بس اذا
ودك تسولفين بخليك تكلمين واحد منهم الحين ..
على طول قاطعته فرحانة : راكان ؟
هز راسه بإيه ووقفت بكل حماس تبي تكلمه : تكفى ابي اكلمه الحين ..
ماكان وده يعاندها ويخرب عليها فرحتها .. مسك جواله ودق على رقم الثابت
في الشقة اللي يسكن فيها راكان .. سمعته يسلم ويطلب راكان باسمه .. : هلا
والله .. اي هذا هي جنبي .. اوكي خذها ..
مد لها الجوال وعلى طول اخذته منه .. : راكان ..
رد عليها بلهفة : يا هلا والله يالنوري هلا بعروسنا .. حي هالحس اللي فقدته ..
حست ان دمعتها على وشك النزول لكن قاومتها وجاوبته بلهفة اكبر من لهفته
وفرحة اعظم : هلا بك ياخوي .. وربي انا اللي فقدتكم وفقدت لمة اهلي ..
اخذ شماغه وطلع من الغرفة يبيها تاخذ راحتها بالمكالمة .. سولفت معاه وخذت
علومه وهي مستانسة حيل انها سمعت صوته .. : راكان اذا جيت تبي تروح
الديرة لا تنسى تمر علي .. ارسل معك غريضات لاهلي ..
ابتسم على طول من كلامها .. هالانسانة ماتنسى اهلها حتى لو بعدت : ابشري
اللي تبينه انا حاضر فيه .. الحين قفلي وروحي لرجلتس عيب تخلينه بلحاله ..
ضحكت بقلبها وهي تتذكر كلامه معاها : زين بروح .. " وتلفتت حولها وهي
تضحك " راكان شلون اقفله ؟
سمعت صوت ضحكته العالية وابتسمت : وراك تضحك علي والله اني سبيكة
بهالسوالف وما اعرف لها .. اخلص علي لا تفشلني عند رجلي ..
تكلم وهو مازال يضحك : والله اني ما اضحك عليتس انا مثلتس اول ما اعرف
لشي .. اجل اسمعي شوفي الزر الاحمر .. شفتيه ؟
بعدت الجوال وشافته ورجعت الجوال عند اذنها : ايه اضغطه هو ؟
رد على طول : ايه .. وماخلص كلمته الا الخط منقطع بينه وبينها مات ضحك
على حركتها وهو يدعي لها ربي يسعدها ..
اما هي حطت الجوال جنبها .. وقعدت على السرير مبتسمة .. حمدت ربها انها
سمعت صوت احد من اهلها هالشي خلاها تحس براحة كبيرة رن الجوال جنبها
وفزعت منه طلعت من الغرفة وشافته جالس بالصالة وهو كاشخ اشرت له بالجوال
وقام على طول اخذه منها .. ورد على المتصل : هلا والله وغلا ..
وقفت مكانها تناظره حست بفرحته من رده .. ماتدري من هاللي يكلمه .. التفت
عليها وأشر لها على ساعته .. فهمت انه يستعجلها يطلعون رجعت لفت طرحتها
اللي توها تصلي فيها .. وخذت شنطتها وراحت وراه .. وقفت عند الباب وهي
تشوفه يقفله .. واول مامشى مشت معاه .. " الحين من هاللي مايطلع الحتسي الا
معه .. ويقول ما اسولف " قالتها بقهر في داخلها .. ومشت معاه للسيارة ركب
السيارة وشغلها وركبت معاه .. شافها تهز رجلينها وابتسم في خاطره هذي ثاني
مرة ينتبه لهالحركة فيها واكيد انها الحين متوترة او متنرفزة منه .. : يالله اجل
سو كل اللي قلت لك مابي ارجع الا وكل شي خالص .. واي شي ناقصك دق
علي على طول تراني معتمد عليك بعد الله ..
جاه صوته المستهزيء : اقول ضف وجهك وقابل مرتك ابرك لك .. حتى وانت
توك متزوج ماتركتني بحالي .. قلت لك مليون مرة شغلي واعرفه وكل الاوراق
المطلوبة وقعتها يعني وجودك الحين مثل عدمه .. بس سكر وانقلع واللي يرحم
والديك ..
ضحك بصوت عالي على اسلوبه وهو يصارخ عليه : يالله فمان الله ..
وعلى طول مشى رايحين لمجمع الظهران .. هو مو بالعادة ينزل اسواق ابد بس
الاجواء هالايام برد وماعندهم مكان يروحون له الا المجمعات والمطاعم وهالمرة
كالعادة بهالطريق جمعتهم سوالف بسيطة .. بعد مابركن السيارة دخلو للمجمع ..
ناظر ساعته : وين تبين تروحين ؟
قعدت تناظر بالمحلات حولها ماتدري وين تبي تروح بالضبط : مدري ..
مسك يدها ودخلو اول محل صادفهم .. كان يبيها تاخذ اي شي لها بس عيونها
ماكانت على اللي بالمحل كانت مقهورة من اشكال البنات اللي تشوفهم .. طلعو
بعدها وراحو لمحل عطور .. راح لقسم العطور الرجالية يبي يختار له عطر ..
شافت قريب منه 3 بنات كانو يناظرونه راحت له ومسكت يده : طلال
على طول التفت لها هذي اول مرة تناديه باسمه : هلا ..
رفعت نفسها شوي تبي تقرب من اذنه : خلنا نرجع ..
التفت لها : ليش ؟
ماحبت تبين له اللي هي مقهورة منه : زهقت ..
حس بيدها تضغط على يده بقوة : طيب تعالي نروح لمحل ثاني ..
قاطعته على طول : لا .. لا ابي ارجع هالحين ..
توقع انها متضايقة من المحل او ماعجبها وقبل مايطلع من المحل انتبه للثلاث
بنات واقفين يناظرونه .. شعور غريب بداخله حس فيه وقتها على طول شال
عينه عنهم وطلع .. لفو بالمجمع شوي بس حس انها متضايقة وصوت اذان
العشا خلاه يستسلم اخيرا لرغبتها اول ماركب السيارة زفرت براحة .. كان
حاس انها متوترة .. ماكان عارف ليش بالضبط هل لانها اول مرة تدخله او
لانها تضايقت من البنات اللي في السوق رجح التوقع الثاني وهالشي ارضى
غروره بداخله .. ومشو راجعين للشالية يقضون ثالث يوم لهم من زواجهم ..





 

أدوات الموضوع



الساعة الآن توقيت السعودية الرياض و الدمام و القصيم و جدة 04:32 PM.


 
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024,
vBulletin Optimisation provided by vB Optimise (Pro) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

Search Engine Optimization by vBSEO 3.6.0