ازياء, فساتين سهرة


العودة   ازياء - فساتين سهرة و مكياج و طبخ > أقسام عامة > قصص و روايات > روايات مكتملة
تسريحات 2013 ذيل الحصان موضة و ازياءازياء فكتوريا بيكهام 2013متاجر ازياء فلانتينو في باريسمكياج العين ماكياج دخاني makeup
روايات مكتملة ~~~~****سجينات خلف قضبان القصور****~~~~~ يوجد هنا ~~~~****سجينات خلف قضبان القصور****~~~~~ هنا تنقل الروايات المكتملة فقط

فساتين العيد


 
قديم   #36

جود ي الحلوه


رد: ~~~~****سجينات خلف قضبان القصور****~~~~~


~~~~****سجينات خلف قضبان القصور****~~~~~


الجزء العاشر
[ الفصل الأول ]‎‎‎‎



/
\
/
\



والله اني لو رخصت .. العمر كله في رضاك
مايوفي ربع " حقك " .. وانت حقك مايهون

يايبه " ياتاج راسي" .. يا عسى عمري فداك
ياغناتي والله .. انك لو تبي عيني " تمون "

وش يكون العمر من دون اجتهادي في غلاك
وش يكون العطف والرحمة بدونك وش تكون؟

يايبه " يانور عيني ".. شب عمري في هناك
والله انه ابرد امن الما .. على كبد الظعون !

يايبه ياجعل روحي فدوه " لموطى خطاك " ..
حطني بينك .. وبين الوقت وكبار الطعون ..

" العمر والنفس " واللي املكه .. كله فداك
واعرف انه ربع حقك .. وانت حقك ما يهون



في اروقة المركز الصحي الصغير كان الهدوء مخيم عليهم .. صمت مطبق من
الجميع والوسيلة الوحيدة للتواصل هي نظرات عيونهم .. دقائق الانتظار كانت
مرهقة جدا والقلوب ترتجي اي خبر ممكن يريحهم .. ماكانت هذي اول طيحة له
وهذا اللي مهون الأمر عليهم شوي .. ام راكان اللي اعتادت الوضع كانت تدعي
رب العالمين يقومه بالسلامة .. ابتسمت من قلب وهي تشوفهم يفتحون باب الغرفة
وهو ملقى على السرير بالداخل .. مبين عليه التعب لكنه بخير وهذا هو الأهم ..
" يا الله لا تروعني فيه ياحي ياقيوم " اشرت لمشعل بيدها تبيه يجيها .. مسكت يده
وتكلمت بصوت هامس : يمه مشعل روح لم بناتي وطمنهن على ابوهن وقول لهن
يقعدن بالبيت شوي بنجيهن .. عجل وانا خالتك اكيد هالحين تسبودهن متفطرة من
الصياح .. راح مشعل ركض ودخلت له الغرفة شافته ملقى على السرير وبإيده
مشبوك المغذي .. وكل ملامحه تحكي التعب : خطاك السو يابو عيالي ..
التفت لها مبتسم وهو حاط يده على راسه : خطاتس اللاش .. وش اللي صار علي ؟
مسكت يده بعد تردد خوف احد يلمحها وقبل تقول شي تكلمت الممرضة : هي غيبوبة
سكر .. نسبة السكر كانت كتير منخفضة .. الحمدلله هلأ وضعه تمام بس لازم ينتبه
ع حاله وما يهمل صحته ..
هزت راسها برضى وهي تناظره بنظرات عتاب .. عودته حتى بأصعب ظروفهم
وفي وقت حاجتهم انه ياكل كم حبة تمر اللي مايخلا منه بيت يحفظ له توازن السكر
لأن اي انخفاض او ارتفاع في مستوى السكر ممكن يكون خطر عليه .. واليوم نامت
و وصت موضي تحط لابوها الفطور اللي امتنع عنه .. طلعت من عنده وراحت
تجلس في غرفة انتظار النساء الين مايسمحون له بالخروج ..
اما في بيتهم كان الخوف يكسي ملامحهم ماوقفو صياح من شافوه طايح .. سمعو
صوت مشعل يخترق الهدوء وهو يصارخ بالخارج " يمه يقولون السكر نازل والحين
قام " ركضو البنات وطلعت له شيخة بكل لهفة وهي متلثمة بجلالها : شلونه الحين ؟
كانت حاطة يدها على قلبها .. ودموعها مازالت متعلقة برموشها .. نزل راسه وهو
يكلمها : والله انه طيب .. وخالتي قالت روح لهن وقول لهن لا يجون .. اظنهم الحين
بيجيبونه ..
قعدت موضي عند الباب تصيح وهي مغطية وجهها بيدينها : الله يهداه انا قايلة له
يفطر .. بس مايبي .. نفسه منسده عن الاكل ..
نزلت لها شيخة تهديها وحطت يدها على راسها : مقدر ومكتوب وأنا اختس .. الحمد
لله يارب كل حزن اهون من فرقى ابوي الله يخليه لنا ..
مسكتها خالتها من كتوفها و قومتها تجلسها بالصالة : موضي اذكري ربتس .. وشوله
تصيحين هالحين ومشعل يقول انه طيب ومافيه الا العافية ..
مسحت دموعها وضمت سلمان اللي قاعد جنبها يناظرها : ابونا بخير يالسلمي لا تصيح
بدت على ملامحهم علامات الارتياح وقضو يومهم كله في الانتظار مشعل اللي كل ماراح
للمستوصف رجع يطمنهم عليه .. وكل شوي جايتهم وحدة من حريم الديرة تتطمن على
حالة ابو راكان .. ما كاد الليل يظلم الا وهم يسمعون صوت امهم تطلب منهم يدخلون
الغرفة ..
دخلت عليهم وسكرت الباب وراها واصوات الرجال عنده بالصالة .. تردد على مسامعها
تساؤلاتهم عن ابوهم اشرت لهم يقصرون اصواتهم ورفعت برقعها وهي تجلس : بخير و
مافيه الا العافية .. السكر كان منخفض عنده " كانت تتكلم وعيونها تناظر موضي معاتبه "
قربت من امها اللي تمددت وحطت راسها بحجر شيخة .. وتكلمت والدموع بعيونها : يمه
والله اني ترجيته ياكل حتى اني كنت بوكله بيدي وهو اللي مايبي ..
غمضت عيونها وهي مبتسمة : لا تصيحين وانا امتس .. هذا اللي الله كاتبه .. عسى الله
يطول بعمره ..
استرخت شوي وهي تسمع اصوات بناتها واصوات الرجال بالخارج .. و من راحو لصلاة
العشا قامو البنات وامهم يتطمنون عليه .. مازال هو نفس الشخص القوي بإيمانه .. ابتلي
في نفسه وجسده وصبر واكسبته هالهموم رضى باللي قسمه رب العالمين ناظرهم بابتسامته
الحنونة وهو يشوف بعيونهم نظرات الخوف عليه تجمعو حوله و ابتسامته مازالت مرسومة
على شفاته .. تكلم بصوته اللي اكسبته سنوات العمر قوة و صلابة : الحمد لله رب العالمين
هاللي جاني اليوم تخفيف ذنوب بحول الله ..
ابتسمت له شيخة رغم خوفها الكبير عليه وقامت له تحب راسه اما موضي اللي طول اليوم
كانت تلوم نفسها راحت تجيب له تمر و لبن .. قربت منه وصارت توكله وهي تسولف عليه
وبدا يبان عليهم الراحة بعد هاليوم المتعب ..
التفتو كلهم للباب وهم يسمعون صوت طق خفيف عليه .. دخلت عليهم بعدها هيا وعينها
على عمها .. سلمت عليهم وجلست جنب عمها : اجر وعافية ياعمي ..
ابو راكان بابتسامة حنونة : الله يعافيتس يابنيتي .. شلونتس وشلون امتس واخوتس ؟
بادلته الابتسامة وعيونها تناظرهم : بخير من الله .. مانبي الا انا نشوفك بصحة وسلامة ..
التفت يشوف زوجته وهو يستمع لسوالفهم اصوات ضحكاتهم بدت تعلى و رجعت سوالفهم
مثل المعتاد .. ازمة وعدت برحمة من رب العالمين .. وقضو هالليلة مثل كل ليلة يجمعهم
فيها الحب والتآلف ..


/
\
/
\



احساس غريب يراودها بهاللحظة شي ماقدرت حتى هي انها تفسره .. بالنسبة لها هذي
خطوة جدا مهمة رغم صعوبتها .. طول الطريق كانت تردد ادعية تسهل لها مهمتها اللي
تقصد منها اسعاد اللي يستحقون السعادة .. بحياتها كلها اعتادت انها تقابل الناس وتكون
واجهة لها قيمتها بدون اي خوف او تردد .. لكن لقائها اليوم مختلف لقاء من نوع آخر ..
اليوم راح تنبش الماضي بكل جراحه و همومه ..
كان ملاحظ صمتها طول الطريق وغرقها في دوامة افكارها .. رغم انه حاول اكثر من
مرة يسولف معاها لكن اجاباتها كانت مختصرة جدا .. لفت عليه مستفسرة : الحين شلون
اروح لها وانا ما عطيتها خبر قبل ؟
رد عليها بكل هدوء : خلينا نوصل بالأول وكلميها .. تونا بنصلي الظهر و نتغدا و نريح
شوي بعد ..
هزت راسها برضى وهي تشوفه واقف عند احد الفنادق .. : دقايق واجيك وانتي اتصلي
عليها ..
شافته وهو ينزل وخذت جواله تطلع الأرقام اللي تبيها .. دقت بالأول على رقم الثابت
وانتظرت شوي قبل تسمع صوتها الهادي وبادرتها بالسلام .. : السلام عليكم ..
ردت عليها السلام وتجاوبت معاها في السؤال عن الأحوال .. بكل هدوء سألت : عفوا
منو معاي ؟
ماكانت تدري وش هو انسب جواب بهاللحظة ممكن تقوله .. بس جاوبت بأول شي جا
على بالها : شخصيا ماتعرفيني ولا حتى انا اعرفك .. بس ابي اشوفك اليوم ضروري
ابي اجي لك البيت عندي موضوع مهم ولازم نتناقش فيه ..
سكتت شوي قبل تتكلم : اعذريني ما اقدر استقبلك في البيت وانا ما اعرفك ..
قاطعتها على طول : انا زوجة اخو زوجك الأول .. وابي اتكلم معاك في موضوع بنتك ..
صدمة كبيرة حستها بهالوقت كل قواميس الكلام اختفت .. وكل الحروف استنجدت فيها
لكنها رفضت انها تستجيب لها .. شي ما كان ابد في خيالها بيوم يجي احد وينبش لها
الماضي كله بكلمة ..
لاحظت سكوتها اللي طال .. و تكلمت بتردد : صدقيني ما جيت الا للخير ..
تكلمت اخيرا بعد طول صمت : وش الخير اللي بيجيني منكم ؟ اعذريني اللي راح مابي
افكر فيه ولا ابي حتى اتكلم فيه ..
احساس يأس سرى بداخلها لكن حاولت تستجمع كل أمل ممكن وتقنعها .. شافت فيصل
يركب السيارة وأشرت له بيدها يسكت .. : صدقيني مابي شي اكثر من اللي عاهدت
ربي اجي واقوله .. واذا ماجاز لك كلامي راح اطلع من البيت ..
" كانت ساكتة و توقعت ميساء انها اكيد غارقة في تفكيرها .. وكملت كلامها " اخليك
تفكرين الحين و ارجع ادق عليك بعد ساعة ..
بنفس الهدوء اللي رافقها طول المكالمة ردت عليها : ان شاء الله ..
سكرت منها و لفت على فيصل .. كان صوت انفاسها واضح وكأنها توها طلعت من
صراع .. : ماتوقعت انها راح تعترض ..
اخذ جواله وهو يناظرها : اكيد تبي تعرف اي شي عن بنتها .. مستحيل ما يجي في
بالها اي سؤال عنها .. خلينا ننزل الحين نصلي بعدين ارجعي كلميها ..
حطت جوالها في الشنطة وسكرتها .. نزلت من السيارة وهي تشوف فيصل ينزل ويقفل
ابواب السيارة ..
وصلو لجناحهم وعلى طول فصخت عباتها ودخلت تتوضى .. صلت الظهر وقعدت
بالصالة الصغيرة تفكر شلون تقنعها لو رفضت حطت يدها على قلبها تقاوم كل احساس
مرت فيه من لحظة قررت هالقرار .. تكلمت وهي مركزة نظرها في الفراغ : معقولة
في ام بالدنيا ماتبي بنتها ولا تسأل عليها ؟ الحمدلله اللي ما جات معاي ديما وانصدمت
اكثر من صدمتي الحين .. " رفعت عينها وناظرت فيصل " وش اقول لديما بعدين ؟
قام من مكانه وجلس جنبها لف يده حول كتفها وتكلم : انتي قلتي انها راح تتحمل كل
شي صح ؟
‏"‏ هزت راسها بإيه و كمل " خلاص انتي عليك بوعدك لا تحملين نفسك فوق طاقتها ..
ابتسمت بتوتر وهي تناظره : مدري وش فيني خايفة .. " مسكت جوالها و قامت من
عنده " بروح اكلمها مافيني صبر ..
دقايق وجاته بعدها ماكان باين على ملامحها شي الا انها تفكر .. جلست مكانها وجوالها
بيدها : اخيرا اقتنعت ..
كانت جالسة معاه وبالها يروح لهاللقاء المنتظر انصدمت كثير من ردة فعلها .. تفاجأت
انها ماتحمل بمشاعرها اي لهفة لبنتها .. و هالشي اقسى شي ممكن توصله لديما .. بعد
صلاة العصر تجهزت وراحت لها .. وصلو بصعوبة للعنوان اللي وصفته لهم ونزلت
بكل ارتباك .. دخلت بعد مافتحت لها الشغالة واستقبلتها بالداخل .. لفت انتباهها الشبه
الكبير بينها وبين بنتها .. نفس الملامح الناعمة حتى نفس الشعر القصير .. لقائهم حذر
الى ابعد الحدود انتظرت ميساء دقايق الاستقبال والسلام الطويلة وتكلمت بعد ماوزنت
الأمور بداخلها .. : يمكن تستغربين ليش انا جاية لك اليوم بس حبيت اعرف كل شي
عنك .. سبب طلاقك والمشاكل اللي كانت بعده ..
ناظرتها مستغربة اقتحامها لحياتها الخاصة و لماضيها المؤلم : مابي اكون وقحة لكن
هذا شي خاص فيني .. ومافي شي يخليني اتكلم عن شي انتهى وماله اي قيمة عندي ..
زاد استغرابها من هالانسانة المجردة من كل احساس بنظرها : شلون ماله اي قيمة ؟؟
وش هالأنانية اللي فيكم انتي وياه تجردتو من مشاعركم وتركتوها هي ضايعة بوسط
مشاكلكم .. ما سألتي نفسك شلون تعيش من بعدك ؟ مافكرتي بيوم انها ممكن تعيش
بعذاب ..
استغربت هجومها عليها وكلماتها اللي اعتبرتها كلمات متقاطعة ماقدرت تربط بينها
بأي صلة .. شي غريب اللي سمعته ولا تدري هو صحيح او انها تتوهم .. : لحظة
قبل لا تكملين كلامك .. انتي تتكلمين عن منو ؟
حاولت انها تضبط اعصابها .. النقاش في هالامور ما يحتاج الشد وهي جاية تحط
اجابات لكل تساؤلات ديما وتمشي .. مو جاية تعبر عن مشاعرها اللي فاضت فيها
من اول ما التقو .. : ديما .. بنتك ..
تردد الاسم في بالها اكثر من مرة وهي للحين ماتدري اذا هاللي قدامها صاحية او
مجنونة .. وش بيأثر في انسانة ميتة ومدفونة تحت الارض من سنين مشاكل اكل
عليها الزمان وشرب ارتجفت شفايفها وهي تتجاهل كل حنين بداخلها لبكرها اللي
انحرمت منها من الصغر .. : انا مو فاهمة وش اللي تتكلمين عنه ابد ..
رغم انها ما اعتادت انها تحكم على الناس من كلمات قليلة لكن كرهت فيها انكارها
للماضي بكل صوره .. وانكارها لديما بشكل اكبر .. ماكانت تبي تقول لها شي قبل
ماتسمع منها مبرراتها .. بس اول ما حست انها مو مهتمة لامر بنتها .. تكلمت بكل
صراحة عن كل شي صار لديما .. : وانا ماجيت لك الا يوم ترجتني اعرف عنك
كل شي لانها تعبت من حياتها .. صدقيني هي بخير بس ماتبي ترجع عند ابوها
بعد العذاب اللي ذاقته في بيته ..
قبل ماتكمل كلامها لاحظت انفعالاتها الغريبة .. صار لها حول الـ 3 دقايق تتكلم وهي
مازالت على نفس شكلها عيونها فاتحتها على الآخر وفمها مفتوح ومبين عليها
الصدمة .. نادتها اكثر من مرة بس ماسمعت جواب .. قربت منها بحذر ومسكت
كتفها .. : معاي انتي ..
ارتجف كل جسدها وهي تناظرها برجاء كانت انفاسها متسارعة بشكل جنوني ..
مدت يدها وقبل تمسكها سكرت يدها وضمتها بقوة : قولي اني ما احلم .. تكفين
قولي لي كل اللي اسمعه الحين حقيقة ..
لاحظت شلون ترتجف وكأنها في عز الشتا .. ومن كثر ضغطها على يدها بانت
مفاصلها بيضا .. كان شكلها مفزع وكأنها انسانة غير اللي استقلبتها : والله العظيم
هذا كل اللي صاير ..
مدت يدها ومسكت يد ميساء .. وكأنها تبي تتأكد ان اللي قدامها فعلا بشر وتتكلم
معاها عن بنتها .. بدت تبكي بشكل هستيري وتتكلم بكلام غير مفهوم .. ناظرتها
ميساء مستغربة اللي قاعد يصير قدامها .. ماقدرت تفهم انفعالاتها في البداية كانت
باردة كالجليد .. والحين صارت طوفان غضب وكلامها مو مفهوم .. مسكتها من
كتوفها وهزتها بقوة تبيها تصحى من هالوضع اللي هي فيه صارت تصارخ عليها
تبي تصحيها من حالتها الموجعة رفعت عينها لها .. وناظرتها بعيون مليانة دموع
وبدت كلماتها تصير اكثر وضوح : اعوذ بالله من الشيطان الرجيم " وكملت تبي
تتأكد منها اكثر " بنتي انا ما ماتت ؟
صعقت من سؤالها الغريب وحاولت تقلبه في راسها عشان تفهمه " شلون يعني
هي ماتدري وين بنتها فيه .. " وقبل تتكلم كملت سلمى : ديما ما توفت بحادث
وهي صغيرة ؟
حطت ميساء يدها على فمها مصدومة .. صدمتها الاولى هي الحقيقة المرة اللي
عرفتها .. هي بعد تجهل مصير بنتها مثل ماتجهل ديما مصير امها .. والصدمة
الثانية انها تسرعت وتكلمت كل شي عن ديما وهي ماتدري وينها فيه .. رجعت
تردد كل الكلام وتكلمت اخيرا : من قال لك ان ديما توفت ؟
بالنسبة لها كانت اجابة كافية لها عشان تعرف ان هالـ 15 سنة كلها عاشتها في
خديعة كبيرة .. من المسئول بهاللحظة مايهمها الاهم تبي تعرف بنتها وش هو
مصيرها نزلت على الارض ومسكت يدينها تترجاها ودموعها تنزل : اسألك بالله
بنتي للحين عايشة ؟ تكفين قولي لي انه مو وهم .. " هزت راسها لها بإيه وبدت
تنتحب وهي حاطة يدها على قلبها .. " حسبي الله ونعم الوكيل فيهم .. حسبي الله
على كل من ظلمني .. حسبي الله على كل من حرمني من بنتي ..
كان الموقف اكبر من حدود احتمالها فاض فيها الحزن على اللي تشوفه قدامها ..
كل كلمة سمعتها كانت كفيلة انها تقطع قلبها اكثر على حالها .. ناظرت حولها
اطفالها اللي يناظرونها بنظرات اتهام وكأنها هي المسئولة عن اللي يصير لامهم
نزلت معاها على الارض وضمتها كانت تحس بتسارع انفاسها وهي تردد نفس
الكلمات ..
مر وقت طويل وهي تستمع لاسألتها وتجاوبها بكل صراحة .. كانت تدري انها
كشفت كل شي كان مجهول بالنسبة لها وهذي اول خطوة .. يمكن ديما لا عرفت
كل شي عن امها راح تعيش بسعادة خصوصا ان خوفها اللي حسته اول ماتكلمو
تلاشى بعد ما انصدمت بحقيقة الامور .. مابخلت عليها انها تقول لها كل شي
عن ديما .. كل شي هي تعرفه لان ديما خبت عليهم كثير من التعذيب اللي كانت
تتلقاه من صغرها .. كانت تحس انها مرهقة جدا من الماضي وارهقتها هي اكثر
واجلت النقاش فيه الى ثاني يوم بعد ماوعدتها انها تقول لها كل شي صار معاها
بس تبي ترتاح الحين .. ودعتها ميساء ودموعها الى الآن بعيونها .. تدري انها
تركت وراها انسانة محطمة من الظلم اللي حصل لها وركبت السيارة مع فيصل
بدون ماتتكلم .. كان اليوم مرهق لها بما فيه الكفاية .. وصلت للفندق وتوجهت
للغرفة على طول .. ماكانت تبي تاكل نفسها مسدودة .. تبي بس تفضفض اللي
بخاطرها وترتاح .. تبيه يسمع لها وتتقاسم معاه هموم هي اقحمت نفسها فيها
واوجعتها الى ابعد الحدود .. ما كان اقل منها صدمة كل شي كان يسمعه مؤلم
الى حد كبير .. ورسم له معاناة من نوع آخر ..



‏/
\
/
\



جلست عند الباب تنتظر اي احد يرحمها .. ويفتح لها الباب اللي تقفله عليها
العجوز كل يوم كرهت هالسجن رغم معرفتها بطيبة هالعجوز وخوفها عليها
الا انها حست نفسها ذليلة في هالمكان .. سمعت صوت طرقات خفيفة على
الباب وقامت متفاجأة .. شلون تقفل عليها الباب وترجع تطقه .. قربت من
الباب وتكملت بلهفة : هلا خالتي ..
جاها صوته الرجولي اللي اعتادت من فترة بسيطة انها تسمعه في البيت : ديما
خافت وهي تسمع هالصوت وبعدت عن الباب بسرعة .. سكتت وكأنها تبي
توهمه انه مافي احد بالداخل .. ردد اسمها اكثر من مرة وعرفت انه مصر
يسمع جوابها .. لكن ماقدرت ترد عليه من خوفها ..
لزق اذنه بالباب يبي يسمع اي رد منها لكن ماسمع شي .. كان متأكد انها الحين
خايفة ومتصورة هذا اللي خلف الباب وحش ممكن ينقض عليها مثل اللي عذبوها
طوال سنين حياتها .. معرفتها لمأساتها اللي عاشتها خلته يحمد ربه مليون مرة
على مشاكله اللي هو يعيشها مع زوجته هم يعيشون باستقرار وحب رغم المشاكل
اللي تطغى من وقت للثاني .. لكن هي انسانة عاشت بلا استقرار او حتى حب
سنين عمرها اللي عاشتها .. معاناتها اللي سمع كل فصولها من امه ولدت بداخله
شعور رحمة كبير .. تكلم معاها وهو اللي يبي يزرع الأمان بقلبها : ديما والله
مابي منك شي .. ادري المفتاح مع امي .. انا جاي اتكلم معاك انتي .. وابي منك
تسمعيني للآخر .. لا تقولين شي بس ابي اتأكد انك تسمعيني وانا اللي راح اتكلم
ظلت مكانها بدون ماتتحرك او حتى ترد عليه .. كل الامور اللي صارت لها مو
مخليتها تثق فيه ..
بعد ما انتظر يسمع اجابتها قرر انه يتكلم يمكن اذا سمعت كلامه تتطمن له وتفهم
هو وش يبي منها .. : انا عرفت كل شي عنك من امي .. لا تظنين انها قاسية او
حتى تبي تسجنك بهالغرفة بدون سبب .. هي تخاف عليك حتى لو ماعرفت شلون
تبين هالخوف .. وماتبيك تكلمين اهلك لانها ماتبيك ترجعين للعذاب اللي كنتي فيه
" انتظر اي رد منها لكن كان الجواب في كل مرة الصمت وكمل كلامه " حاولت
معاها انها تسأل عن امك .. لكن خوفها انهم يعرفون مكانك وياخذونك يمنعها ..
صدقيني انا مو مقتنع باللي تسويه .. وراح احاول اسأل عن عنوانها واوصلك لها
تكلمت بعد تردد : شلون ؟
استانس انها ردت عليه وهذا معناه انها كانت معاه من الاول : انتي علميني شلون
اقدر اوصل لها .. علميني اي شي عنها ..
قربت من الباب وكأنها تشوف خلفه النور اللي عاشت عمرها كله تنتظر انه يظهر
لها بعد الظلام .. : ابي اكلم مرة عمي .. هي اللي قالت لي بتعرف كل شي عنها
بس خالتي ماتبيني اكلمهم ..
طلع جواله من جيبه يبيها تاخذه .. ناظر من تحت الباب بس ما كان فيه مجال ابد
انه يعطيه لها .. : كنت ابي اعطيك الجوال .. بس مدري شلون اوصله لك عطيني
الرقم وانا اكملها ..
ناظرت حولها ومن شافت الشباك رجعت تكلمه : جيبه لي مع الشباك وانا اكلمها
" و بخجل " ممكن ؟
استجاب لرغبتها في انها تكلم اهلها وهذا هو المهم الحين .. لانه مدرك ان وجودها
عند امه اكبر خطا وتفكير امه المتحجر ماراح يغير من عذابها شي .. وراح تبقى
حبيسة هالعذاب عمرها كله .. طلع من البيت وشاف الشباك المفتوح شوي .. مده
لها وخذته بيدين ترتجف .. ماكانت تقدر تشوف الارقام من دموعها اللي بعيونها
ولا حتى قدرت تركز باللي بتسويه الحين من رجفة يدينها .. بصعوبة دقت الرقم
وانتظرت الجواب .. لكن للأسف مالقت اي رد .. ماكانت حافظة رقم جوالها او
رقم جوال عمها وماتحفظ الا رقم الثابت .. كررت الاتصال اكثر من مرة ولاقت
نفس الجواب .. بكت على طول على حظها السيء .. توها مافرحت الا وتسكرت
كل الابواب في وجهها ..
حس انها قاعدة تصيح واكيد لانه محد رد عليها .. وحب يطمنها : يمكن طالعين
او محد صاحي .. الساعة توها 10 .. واليوم الخميس ..
حطت يدها على فمها وهي تصيح ومدت له الجوال .. سكت شوي وبعدها قال
لها .. خليه معاك مو محتاجة الحين .. حاولي تتصلين فيهم وانا باخذه العصر ..
سكرت الشباك وجلست على الارض تفكر بكل شي يصير .. هي مو حافظة الا
رقم جوال عمتها بس تخاف انها ترجعها لابوها وهالشي هي اللي ماتبيه الحين
كانت كل شوي ترجع تكرر اتصالها لكن مالقت رد ابد وبعد تفكير طويل قررت
انها تتصل على عمتها على الاقل تعرف شي عنهم .. ومن اول سمعت صوتها
اللي تحبه نزلت دموعها بغزارة .. : عمتو انا ديما ..
جاها صوت شهقتها قبل ماتتكلم : ديمو .. انتي وينك ؟ تكلمي وينك فيه الحين ؟
تكفين قولي لي انك بخير ..
غمضت عيونها وهي تسمع صوته بالصالة يسولف مع ابوه .. ورجعت تكلم
عمتها هيفاء : انا بخير ومبسوطة بعد .. بس مابي ارجع الحين ابي اروح لامي ..
قاطعتها بحزم : انتي مو طفلة عشان تقولين هالكلام .. تروحين وتجين ومحد
داري انتي وينك .. حتى ابوك طايح مريض وما سألتي عنه ..
حاولت تقسي قلبها هالمرة بس وتكون اقوى من كل مرة : عمتو انا مو جاية اتكلم
معاك بهالامور كلها .. انا طيبة وهذا الاهم .. ابي بس رقم ميسو الحين ضروري
ماقدرت تتحمل اللي يصير صوت ديما خلاها تحس بتقصيرها معاها : ياقلبي انتي
لا تعورين قلبي تكفين .. الحين تخبين علي وانتي اللي كل ماضاقت فيك كلمتيني
قاطعتها وهي تتكلم بقوة لاول مرة تظهر على صوتها : وش استفدت من هذا كله ؟
ولا شي تسمعيني وتروحين لبيتك وتنسيني .. وانا اللي اتعذب ومحد حاس فيني
حتى يوم كنت اترجاك تقولين لي اي شي عن امي ماكنتي تتكلمين وتتهربين مني
انا ما اقدر اطول وهالجوال مو لي .. ابي رقم ميساء وخلاص .. تكفين هالمرة
بس سوي لي الشي اللي ابيه ولا تتهربين مني ..
كانت مذهولة من هالكلام اللي تسمعه لاول مرة تحس بنبرة الاحتجاج بصوتها
حتى لو كانت هي المقصودة .. كانت مقهورة انه صاير بينها وبين ميساء اسرار
هي تجهلها بعد ماكانت هي اقرب انسانة لها .. تكلمت اخيرا : الحين برسله لك
بدون مانتنظر منها اي كلمة ودعتها وسكرت .. انتظرت شوي وعيونها معلقة
على الجوال .. واول ماجاتها الرسالة فتحتها بكل لهفة .. بدون اي تردد اتصلت
على رقم ميساء .. اول مرة وكان الجواب " لم يتم الرد " رجعت اتصلت ونفس
الجواب .. بدت تتوتر ودموعها تنزل من هاللي يصير معاها .. اتصلت للمرة
الثالثة وردت بعد كذا رنة .. من فرحتها انها سمعت صوتها حتى ماسلمت عليها
او سألت عن احوالها : وينك من اليوم ادق عليكم على الثابت محد يرد ..
بعدت ميساء الجوال وناظرت الرقم .. رجعت تتأكد من الصوت : ديما ؟
مسحت دموعها وهي تنتظر اي جواب ممكن يريحها هالمرة .. : ايه ديما ميسو
تكفين قولي لي انك وفيتي بوعدك هالمرة ؟
نزلت دموعها وتكلمت بلهفة : شفتها .. تشبه لك كثير يا ديما نفس الشكل ونفس
الظلم عاشته .. " التفتت على فيصل وهي تصيح " قلت لك بتتصل فيني ..
جاها فيصل ومسك الجوال منها : ديما .. ديمااااا ؟
الكلام اللي سمعته كان اجمل من احلامها بكثير .. رغم كل آمالها بس مع كل
عذاب عاشته استبعدت ان هاليوم راح يجي .. صوت عمها وندائاته المتكررة
كانت عالم آخر غير عالمها اللي هي تعيشه الحين مازالت تحت تأثير الصدمة
وتبي من يصحيها .. بدت تسمع صوت ميساء اللي تناديها وردت بكل هدوء
عليها : هلا ..
مسكت يد فيصل وتكلمت معاها .. هالمرة بس تبي تهدي لها فرح كانت محتاجته
من سنين : رحت لها امس .. واليوم بعد بروح لها .. وراح تقول لي كل شي صار
معاها .. الا تعالي هذا رقم مين اللي تكلميني منه ..
قاطعتها بلهفة : مو مهم تعرفين الحين تكفين علميني كل شي لا لا تعالو خذوني
ابي اشوفها .. تكفين بس ابي اشوفها .. تعالي خذيني معاك الحين بروح لها ..
حطت على السبيكر وتكلم فيصل هالمرة : ديما ..
ردت عليه وهي تبكي : عمي تكفى طلبتك تعال خذني الحين لها ..
كان يشوف ميساء جنبه تصيح .. وصوت ديما قطع قلبه اكثر وحاول يكون هو
اقوى منهم .. ابتسم وهو يناظر ميساء : الحين ما اقدر احنا في الخبر .. بس ان
شاء الله ارجع الليلة واخذك لها بهاليومين .. ديما تكفين طمنيني عليك وش اللي
صاير لك .. وين قاعدة فيه ؟
غمضت عيونها بقوة ورجعت فتحتها تبي تتأكد من واقعها اللي صار حلو فجأة
مع انها كانت فاقدة الامل هالكلمات اللي سمعتها كانت اكبر فرحة تلقتها بحياتها
وهذا هو الاهم : ابي اروح لها من بكرة تكفى .. لا تقول لي بعد يومين ..
كان يدري بحجم لهفتها ومن الأنانية انه الحين ما يحقق لها اللي تبيه : ان شاء
الله .. بس علميني انتي وينك فيه .. وين قاعدة ؟ ولا اقول لك سكري انتي الحين
انا بدق عليك .. وبعدها علميني كل شي صار معاك ..
بدت تسولف له عن كل شي صار معاها .. كل التفاصيل من وقت هروبها من
المستشفى الى هاليوم .. سكرت منه وهي تحس انها تعيش بقمة سعادتها بكرة
بس راح تلتقي في امها بعد هالسنين الطويلة .. ناظرت الساعة بالجوال وشافت
الوقت صار بعد صلاة العصر .. معناها العجوز طلعت الحين .. طقت الباب
منتظرة انه يستجيب لندائها .. استمرت بالطق الين جاها صوته : كلمتيهم .. ؟
حست بخجل كبير منه هاللحظة .. بقمة حزنها كانت تتكلم معاه بدون ماتحس
بموقفها والحين بس حست انها ولاول مرة بحياتها تتكلم مع رجال غريب عنها
بعد ارتباك وخجل تكلمت : ايه .. تعال خذ جوالك ..
رجع مرة ثانية للشباك من برا واخذ الجوال منها .. واول مادخل البيت توجه
لباب الغرفة وتكلم معاها .. ماقالت له تفاصيل اكثر من انه عمها راح يتصل
عليه ويعرف منه عنوان البيت بيجي ياخذها بالليل .. وجلست هي مكانها تعد
الساعات .. تنتظر بس الساعة اللي راح تجمعها مع امها بعد فراق دام سنين
طويلة ..

/
\
/
\



اللقاء اليوم كان اهدا من لقاء الامس .. كانت ميساء مبسوطة وملامح الفرح
اللي بقلبها اكبر من اي شي ثاني امس طلعت من عندها وهي تحس بعذاب كبير
انها ضيعت ديما .. واليوم تجي وهي تحمل خبر مفرح انه بنتها مو بس على
قيد الحياة لكنها موجودة وراح يجتمعون بأقرب فرصة .. اول ماجلست معاها
وقبل ماتعرف منها اي شي عن الماضي تكلمت .. : بصراحة انا كنت اظن
انك تركتي ديما لاسباب احنا نجهلها ووعدتها اعرف الاسباب واوصلها لك ..
بس بما اني عرفت انك كنتي تظنين انها متوفية هذا معناه انه مالي حق اليوم
انبش الماضي كل اللي علي اوصلها لك وانتي تفهمينها بكل شي صار .. واكيد
راح احترم خصوصيتك بس ابي اقول لك خبر يفرحك مثل مافرحني انا وفيصل
" ركزت نظرها عليها تبي تشوف ردة فعلها " من ساعة كلمتني ديما ..
حست بقلبها راح يخترق ضلوعها بهاللحظة .. اسم بنتها بحد ذاته يفتح عليها
جروح كثيرة مالها آخر .. اي خبر عنها يزرع امل ابدا ماكان له اي وجود
وجهها صار احمر ورجعت لها نفس الرجفة اللي امس .. تكلمت وهي تحاول
تطلع صوتها بصعوبة : لقيتوها ؟
واول ماسمعت رد ميساء سجدت لربها سجود الشكر .. وبعد مارفعت من
السجود لمحت ميساء دموعها اللي مغرقة خدودها رفعت يدينها للسماء وبدت
تدعي بصوت مسموع " اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك "
مسحت وجهها بيدينها وجلست جنبها تسألها عن كل شي عن ديما .. ماكانت تبي
تخرب عليها فرحتها وتحكي لها معاناتها اللي عاشتها ببيت ابوها تكلمت باختصار
وتركت باقي الامور تقولها لها ديما بنفسها ..
سمعت صوت صلاة العشا وناظرت ساعتها .. ابتسمت وهي تناظرها : مدري
شلون الوقت يمشي عندكم .. يالله بكلم زوجي الحين يمرني ..
مسكتها من يدها تقعدها .. : اجلسي بقول لك كل شي صار معاي .. انتي جيتيني
من الرياض تبين تعرفين كل شي .. وانا محتاجة احد افضفض له عن اللي بقلبي
استسلمت لها وقعدت تسمع كل شي عن ماضيها .. حول الـ 25 سنة من عمرها
اللي ضاع كله ظلم وقهر : كنت صغيرة بعمر الـ 17 يوم شافني عند اخوي وتقدم
لي بعدها .. رفضت انا ورفضت امي لانه كان متزوج .. وبعد محاولات منه اكثر
من مرة تزوجته .. كان يحبني بشكل كبير .. لدرجة اني اوقات استكثر هالحب
على نفسي .. لكن ماريحوني خواته وزوجته الاولى .. كان وقتها عندها ولدها ..
الكبير طارق .. وبنتها اللي ولدتها قبل زواجي بكم شهر الظاهر اسمها منال بكل
مكان يشوفوني يرمون علي كلام وانا اتجاهله .. حتى خالتي كانت توقف معاي
بصفي لانها تدري انهم ظالميني .. تحملت كل شي عشانه لاني كنت احبه .. وهو
بعد نسى كل شي وتركها .. صار وقته كله لي ومايتركني ابد وقتها كنت صغيرة
وهمي كله انه زوجي يكون معاي ومابيه يروح لها وهذا هو اللي كان يبيه بعد ..
نسيت كل شي وانا معاه .. وحملت بديما بعد 8 اشهر من زواجي والحمدلله ولدتها
بالسلامة .. بالنسبة لي كانت تتويج لقصة حب كبيرة كانو الكل يتكلمون عنها ..
وكثرت احقادهم علي .. صرت بالاخير اقول له روح لها بس لا يصير شي بيننا
من كلامهم .. ورغم انه كان اوقات يروح لها .. بس كان يجيني كله شوق لي ..
عشت معاه احلى 4 سنوات من عمري فجأة تغير علي ماعاد صار هو الانسان
اللي عشقته وعشقني .. تغير حاله وصار انسان ثاني كله وحشية .. يطقني بدون
رحمة وتحملت كل شي لاني احبه .. ولانه اوقات كان يجيني ندمان ويعتذر عن
اللي صار لي منه .. واسامحه رغم كل اللي احسه بس كنت اسامحه .. كان عمر
ديما سنتين ونص اول ما بدا يتغير علي .. تحملت فوق الـ 6 اشهر هالعذاب ولا
قلت شي ابد .. رغم انه اوقات كان يتهمني بشرفي ويشك فيني بشكل جنوني ..
فجأة صحيت من نومي على انسان يحاول يعتدي علي والى هاليوم ما اذكر وش
هي ملامحه او حتى شلون دخل للبيت .. والله العظيم مادري شلون دخل غرفتي
كل اللي اذكره انه دخل علي وهالشخص معاي .. ومن يومها ابتدا عذابي الفعلي
كان كل ضرب لي قبل ارحم مليون مرة من تعذيبه لي وما وعيت الا وانا في
المستشفى واخواني حولي .. وبعد اسبوع رجعت مطلقة لبيت اخوي في الشرقية
وانتهى كل شي كان يربطني فيه الا الذكرى اللي ذبحتني وانا اتذكر ايامي معاه
كنت اوقات وانا في قمة سعادتي معاه .. اقول اني راح انحرم من هالسعادة ..
حاولت انسى كل شي واعيش تحملت اهانات اخوي ومرته كل شي كانو يقولونه
لي كنت اتجاهله .. اهم شي اربي بنتي باللي انا تربيت عليه .. وفوضت امري
لرب العالمين انه ياخذ لي حقي من كل من ظلمني ولو بعد سنين .. ونسيت كل شي
صار مادام بنتي معاي ماعاد يهمني شي .. 6 سنين وانا اتحمل كل شي ينقال
في حقي وساكتة .. كنت كل ما اشوف ضحكتها انسى كل همومي .. الين جا اليوم
اللي صحيت فيه من نومي ادورها ومالقيتها دورتها بكل مكان ومالقيتها وبعد
ما سألت قالو لي انها توفت بحادث على الطريق .. " بدت تنتحب بعد ما تجاوز
المها كل احتمال .. حتى ميساء اللي من سمعت لها وهي مو قادرة تتحكم في
دموعها .. قربت منها اكثر ولمتها .. رجعت تكمل وهي تمسح دموعها " والى
يوم امس وانا اظن انها فعلا توفت .. حتى الحين مادري من هو اللي كذب علي
ابوها ولا اخوي .. اللي حلفته امس وانكر انه كان يدري عن شي .. بس والله
الذي لا اله الا هو ماراح اسكت عن حقي هالمرة .. راح اخذ حقي من كل اللي
خدعوني هالسنين " ورفعت يدينها تدعي ربها " اللهم من ابتلاني في عرضي
فابتليه في عرضه .. ومن حرمني من بنتي فاحرمه من اغلى مايملك يارب
العالمين ..
مسحت دموعها وهي تستجمع انفاسها بعد ماحست بصدرها ضاق وماعاد تقدر
تتنفس اكثر .. غطت وجهها بيدينها ورجعت تصيح ربتت ميساء على ظهرها
تحاول تهديها .. : اصبري يا ام خالد .. انتي صبرتي هالسنين كلها وتحملتي
كل عذاب .. والحمدلله ربي بيرد لك بنتك ويقر عينك بشوفتها .. اصبري ولا
تجزعين من الابتلاء .. وتذكري قوله سبحانه وتعالى " إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ
أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ " وانتي الحمدلله صبرتي ونلتي ..
ناظرتها وهي تمسح دموعها ورددت من بين صوت تنهيداتها : الحمدلله رب
العالمين .. الحمدلله ..
لقائهم اليوم استنزف كل مشاعرها ديما عاشت بعذاب لكن عذاب امها كان اكبر
واقسى .. ظلم وتعذيب وقذف في العرض وحرمان من بنتها سنوات طويلة ومع
هذا كانت انسانة صابرة رغم كل جروحها و آلامها ودعتها وهي تتمنى يمر
الوقت بسرعة وتقدر تجمعهم مع بعض باقرب فرصة .. و لاول مرة بحياتها
تكون راضية عن نفسها كل هالرضى اللي سوته امس واليوم انجاز اعظم من
كل انجازاتها بكل حياتها حمدت الله وشكرته كثير .. واحتسبت اجر اللي سوته
عند خالقها .. طلعت من عندها بوعود الفرح القادمة لها بعد ساعات فقط من
الحين .. ورجعو للرياض يتقاسمون الحديث عن هالماضي المجحف بحق ام
ديما ..



‏/
\
/
\


اول ماوصلو للرياض رجع اتصل على نواف اللي رد عليه على طول وهو
اللي كان طول الليل ينتظر هالاتصال : هلا والله .. وصلت ؟

كان يناظر اللوحات حوله ويكلمه : ايه قريب منكم .. بس علمني وين بيتكم
فيه بالضبط ..
قعد يوصف له بيتهم .. وبعد ماعجز انه يوصله .. قال له يوقف عن محطة
البنزين اللي بأول الشارع وهو يجي له .. ورغم ان الوقت كان متأخر الا انه
ماكان فيه مجال للتأخير اكثر .. راح لها عند الباب وهمس بصوت حاول انه
يكون مسموع .. : بروح اجيب عمك الحين ..
فزت من مكانها فرحانة .. ماكانت مصدقة ابد اللي تسمعه .. انتظر شوي انها
تتكلم .. ويوم طولت طلع من البيت رايح يقابله .. اول ماشاف سيارته اشر له
يمشي وراه .. وصلو للبيت ودخله للمجلس .. : هلا والله .. يالله تحيه ..
ضحك فيصل وهو يجلس : غريب هالضيف اللي يجي هالحزة بس انت تعرف
انها بنت اخوي وما اقدر اخليها تقعد ببيت غريب ..
ابتسم له وهو يحاول ينسيه الاحراج اللي لاحظه عليه : من حقك وانا اخوك بس
اصبر شوي الين تقوم الوالدة تتهجد واخليك تكلمها ..
استسلم لرغبته وهو يناظر ساعته كل شوي .. سمعو صوتها تكح وهي تسبح
ربها بصوت عالي .. وراح لها نواف على طول .. تناهى لمسامعه صوت
احتجاجاتها وهالشي خلاه يتطمن انها كانت حريصة عليها .. دقايق وجاته
وهي لابسة عباتها وبرقعها .. وتكلمت بكل صرامة : من انت ؟
كتم ضحكته وهو يسمع صوتها الخشن شوي من النوم : انا فيصل عم ديما
وجاي اليوم ابي اخذها ..
قاطعته بنفس الصرامة : لا والله ما تطلع من هالبيت الا على بيت امها وانا
حلفت لها بالله ماترجع لكم .. ماتخافون الله انتم في هالضعيفة ..
مسكها نواف يبيها تهدا وتكلم فيصل يفهمها كل شي .. قال لها على كل شي
هي تجهله بس حست قلبها مو متطمن .. راحت لديما وكلمتها واول ماحست
انه صادق قالت لها تتغطى ومسكت يدها وراحت فيها للمجلس مرة ثانية ..
اول ماشافت ديما عمها كانت بتركض له .. وهو وقف لها ينتظرها تجيه ..
لكن العجوز مسكت يدها وضغطت عليها : اصبري يابنتي " والتفتت بعدها
لفيصل " هذا هي بنت اخوك قدامك قبل ما تطلع من بيتي احلفك بالله انك
تاخذها لامها وتبعدها عن ابوها الظالم ..
قاطعها وهو يشوف نواف طالع من المجلس يبيهم ياخذون راحتهم : انا اللي
حالف لربي اني بوديها لامها .. وان شاء الله قبل الظهر وانا ماشي ..
لفت على ديما وناظرتها بعيون حاولت تحبس فيها دموعها : اذا وصلتي عند
امتس طمنيني عليتس .. ولا تقاطعيني ابد .. وسامحيني وانا خالتتس تساني
قسيت عليتس ولا ظلمتس والله انه كله من خوفي عليتس .. مابيتس تطلعين
للشوارع وينهشون بلحمتس .. هزت لها راسها برضى : ان شاء الله ..
فصخت نقابها وهي تمسح دموعها وراحت لعمها حضنته .. حطت راسها على
صدره وهي تشم ريحته وكأنها تستنشق ريحة اهلها .. مسح على راسها يبي
يهديها ..
شكرهم على موقفهم معاها .. ووعدهم بزيارات قادمة .. وبعدها استأذنوهم
طالعين راحت لها ديما وحبت راسها وهي تشوف عمها يودع نواف وقبل
تطلع لفت عليه وهمست له : شكرا ..
وقف عند الباب وهو يتكلم بصوت حاول انها تسمعه : شكرا لله اللي ارسلك
لطريقي .. والشكر بعده لك لانك علمتيني معنى الصبر .. وانه مهما كبرت
مشاكلنا احنا افضل من غيرنا ..
كان يدري انها ممكن ماتكون سمعته بس في الاخير حاول يقول اللي بخاطره
لها يمكن تقدر وقتها تحس بالفرح .. ورجعت هي مع عمها لقصره تقضي
آخر ساعات قبل مايحمل لها هذا اليوم ملامح امها اللي غيبت عنها لسنوات
طويلة ..



‏/
\
/
\


/
\
/
\




لاول مرة بحياتها ماكانت تعرف وش هي بالضبط مشاعرها لانها ماعرفت
غير الحزن اللي رافقها بسنين عمرها .. خلف هالباب تقف اغلى انسانة على
قلبها .. ثواني حستها دهور طويلة وهي تنتظرها تفتح الباب وتشوفها كانت
واقفة مع ميساء وكل نبض بداخلها يصرخ شوق اليوم بتشوف امها واخوانها
اللي سولفت لها ميساء عنهم .. ومن انفتح الباب وشافتها رجعت لها صورتها
اللي فقدتها من الماضي .. كانو الاثنين اغراب رغم قربهم ترددت وهي تمشي
خطواتها لها وماعاد تذكر اي شي بعدها الا الحضن الدافي اللي انحرمت منه
صارت الحين تنعم فيه .. رمت نفسها بحضنها وصارت تصيح بصوت مسموع
كان كل من في الصالة يبكي ميساء والشغالة واخوانها الصغار هاللقاء رغم
صعوبته الا انه كان جدا مؤثر ..
ضاع منهم الكلام واختفت كل الحروف بوقتها وارتجفت اجسادهم بهاللحظات
تركتهم ميساء يفرغون كل اللي بقلوبهم بهاللحظة .. بعدتها امها عن حضنها
لثواني ورفعت خصلات شعرها اللي تناثرت على وجهها وقعدت تتأملها وهي
تبكي .. : والله مو حلم اللي اشوفه .. هذي هي بنتي اللي اعرفها والله هي ..
ورجعت ضمتها لحضنها اكثر .. شافت شلون عيالها قربو منهم وهم مايدرون
غير ان هذي اختهم الكبيرة .. وكل شي غيره يجهلونه ..
هزت راسها وهي تضحك من وسط دموعها : يمه والله توني اذكر شكلك يوم
اشوفك ..
التفتت ديما على ميساء وهي مازالت مبتسمة : ميسو هذي امي قلت لك مستحيل
تنساني .. ونزلت دموعها على خدودها قبل حتى تكمل كلامها ..
ابتسمت لها ميساء وهي متأثرة حيل من الموقف اللي قدامها : وفيت بوعدي لك؟
هزت راسها بإيه وهي تناظر بامها .. كانت طول الوقتت جالسة جنبها وكأنها
خايفة انها تفارقها لو بعدت عنها او تركت يدها حتى امها اللي نست من فرحتها
عيالها وبنتها الصغيرة اللي كانت طول الوقت مع الشغالة ..
ودعتهم ميساء وقبل تروح استوقفتها ديما و تكلمت بصوت هامس ماتبي امها
تسمعها : صدق ابوي طايح عليهم ؟
قربت من اذنها وهمست : مرضه اللي كل سنة يرجع له لا تخافين بيرجع يقوم
ويبطش مثل عادته ..
ودعتها بهاللحظة وكأنها تودع الماضي كله معاها وتعيش مستقبل جديد مملوء
بالفرح مثل اللي تتمناه .. رجعت تجلس مع امها تسولف لها .. من حسن حظهم
كان زوج امها عند زوجته الاولى وقدرو يعيشون هالليلة بكل تفاصيلها كانت
فرحانة كثير باخوانها .. واختها الصغيرة اللي تاخذ شبه حتى لو بسيط منها ..
عرفت كل الماضي الأليم كل التفاصيل الموجعة سمعتها حرف حرف .. كرهت
ابوها وكرهت زوجته وعماتها اكثر .. حملتهم كل عذاب تحملته هي وتحملته
امها .. احساسها اليوم غير عن اي احساس آخر كانت تمشي في البيت وتسولف
وتضحك وكأنها تعيش حلم وردي راح تقوم من بكرة وتلقاه راح .. من كثر
التعاسة اللي عاشتها ماكانت متوقعة ابد انها بتعيش لحظات فرح ..
قعدت تطالع البوم صورها كل صور طفولتها من لحظة ولادتها
الين صار عمرها 8 سنوات .. عيال خالها وبناته .. بنات
الجيران صورها مع امها اللي كل ماشافت
صورها تذكرتها اكثر .. وضحكت كثير وهي تشوف صورة لها وهي بعمر الـ 5
سنوات مع متعب وخواته .. لفت على امها تسألها : وينهم الحين ؟
اشرت على صورة افنان وتكملت : افنان متزوجة وعندها ولد الحين .. وجوري
مخطوبة من شهر وللحين ما تملكت ومتعب كمل دراسته في الخارج والحين هو
في الرياض ..
ابتسمت وهي تشوفه كان دايم يحب يضحكها في الصور .. رجعت طالعت امها
تسألها : ماتزوج ؟
هزت راسها بالنفي .. وهي تتأمل ملامح بنتها .. وكملت ديما : ابي اشوفهم يمه
نفسي اشوف بيت خالي القديم .. والحديقة اللي كنا نروح لها كل يوم العصر ..
" وبفرحة " الحين صرت اتذكر كل شي وانتي تسولفين لي .. مادري ليش اول
كنت احاول اذكرهم بس مو كل شي اذكره ..
حطت يدها على قلبها تسكن رجفة ضلوعها كانت تجاوبها وهي تحسها للحين
طفلة .. كلامها واسلوبها حست ان هالسنوات ماغيرت الا من شكلها وصارت
احلى .. لكن تفكيرها وكلامها ظل مثل ما هو نفس البراءة ونفس الطفولة ..
كانت تمشي معاها وتلاحقها بكل مكان تروح له مثل الطفل اللي يتبع امه بكل
خطواتها وكأنها تخاف هي تضيع عنها هالمرة .. حتى بنومها نامت معاها بنفس
السرير بعد ماقعدو لساعتين يسولفون عن كل شي .. كانت تحس الوضع غريب
عليها .. لكن مع الوقت راح تتعود على نمط حياتها الجديدة .. ورغم انها تكلمت
عن كل شي صار لها الا انها ماطرت الممرضتين اللي ساعدو في هروبها ابد
لانها تشوف انهم منحوها اكبر لحظة سعادة بحياتها .. وحمدت ربها اللي ارسل
لها اهل الخير اللي ساعدوها في اصعب الظروف ..


/
\
/
\



قامت الصباح وهي تحس بشوق كبير في قلبها له ناظرت مكانه وانقهرت من
قلب انه مو موجود الحين .. حتى يوم الخميس لازم يروح للشركة .. قامت
من سريرها وغسلت .. بدلت ملابسها وطلعت من جناحها .. ومشت على طول
رايحة لجناح سما .. من حست ببرودة المكيف وظلام الغرفة عرفت انها نايمة
وقبل ترجع مرة ثانية لجناحها لفت رايحة لغرفة سما طقت الباب ودخلت عليها
بدت تصحيها شوي .. وبعد ماعجزت بصوتها الهادي انها تصحيها صارت
تهزها تبيها تصحى ..
فتحت سما عيونها تبي تشوف من اللي يصحيها الحين .. مدت يدها وفتحت
الاباجورة اللي جنبها وناظرت نورة بعيون شبه مفتوحة : وشو؟
ابتسم ونزلت راسها .. : قومي اقعدي معاي زهقت ..
تنحنحت تبي صوتها المبحوح يطلع شوي : كم الساعة الحين ؟
حكت راسها وهي تناظرها بنفس الابتسامة : 9 ونص ..
سحبت اللحاف وتغطت فيه : صاحية انتي وش يقومني 9 ونص يوم الخميس
تعالي الظهر قوميني ..
سحبت اللحاف عنها وهي تهزها : قومي عاد .. هالحين هالسوالف كلها ومابعد
قمتي .. تكفين ابي اعلمتس شي بخاطري ..
تكلمت وهي مازالت معطيتها ظهرها : وشو تكلمي اسمعك ..
جلست على السرير جنبها وهي تصحيها : زين قومي بالاول ثمن اعلمتس ..
بقول لتس اشياء واجد بس مابي احد يعرفهم غيرتس ..
فزت سما من مكانها مستانسة : يعني بتقولين لي سر ؟
هزت راسها وهي تضحك : اييييييه .. سر ومحدن يعرفه غيرتس .. تكفين والله
انها ضايقة فيني ..
كانت تستغرب اوقات من نفسها شلون تسولف مع سما وتجلس معاها اكثر منهم
كلهم رغم فارق العمر اللي بينهم رغم انها حتى اصغر من موضي اختها ويمكن
مازالت في بدايات مراهقتها الا انها ترتاح تسولف لها وتتكلم معاها يمكن لانها
تحس بقلبها صافي مثل قلوب خواتها .. جلست معاها بالاول .. وهي مو عارفة
شلون تبدا تتكلم .. مدت بعدها الجوال لسما وهي مترددة .. : بكتب رسالة وابي
ارسلها لاخوتس .. بس ما اعرف شلون اكتبها وابيتس تعلميني " واول ماشافت
ابتسامة سما توردت خدودها قبل لا تكمل " هالحين ابي ارسلها ..
خذت الجوال بكل فرحة وفتحت على الرسائل : ماعندك شي اصلا ..
ناظرتها مستغربة : شلون ؟
ابتسمت لها تبي تفهمها : يعني ماعندك شي بالوارد عشان ارسله له .. يعني
محد ارسل لك ..
هزت راسها بالنفي : لا انا بعلمتس وش تكتبين له .. وياويلتس لو قلتي لاحد عن
اللي بقوله لتس ..
قعدت ترقص على السرير وهي تضحك : ايه ايه توه طلع الحب .. يالله ياختي
عبري وقولي اللي بالقلب كله ..
طقتها على راسها وهي تضحك على كلامها : لعنبو ابليستس ماتستحين انتي ..
وانتي هذا عمرتس وش عرفتس بهالعلوم كلها ..
بدت تكتب في الرسالة وتضحك : ما عاد احد يجهل شي هالايام .. يالله علميني
وش اكتب ؟ صباح الخير حبيبي
صرخت عليها بأعلى صوتها : لا لا .. مجنونة انتي اصبري ماهوب هذا اللي
بقوله له ..
كانت تضحك وهي حاطة يدها على فمها : وشو بسرعة علميني ..
قعدت تفكر وهي كل ما حاولت تقول كلمة تغيرها .. والتفتت على سما تستنجدها
تقول لها اي شي : والله مدري وش اقول لتس احس ان الحتسي بقلبي بس مايبي
يطلع ..
حطت يدها على خدها وزفرت هوا خفيف من فمها : اوكي علميني وش المضمون
يعني تصبحين عليه مثلا .. " هزت راسها لها بإيه " وش بعد بتعلمينه انك اشتقتي
له ؟
قاطعتها بالاول : لا ... " وبعد تفكير " ايه .. بس مو تقولين له تسذا ولهت عليك
لا قولي اي كلمة وهو يفهمها ..
هزت راسها بتفهم وبدت تكتب الرسالة .. ونورة كل شوي تناظر بالجوال بس سما
كانت تخبيه عنها .. وقفت بعدها على السرير وهي تضحك .. وقعدت تقرا لها
الرسالة بصوت عالي : " يسعد صباحك ياقلبي .. جيت على بالي وحبيت اقول لك
اني اشتقت لك موت "
صرخت بأعلى صوتها وهي تسحبها من طرف البيجاما : لا اصبري مو تسذا
بالاول .. خليها على يسعد صباحك ..وابي اتطمن عليك ..
ضحكت وهي تحاول انها تتملص منها : ارسلتها من زمااااان ..
حطت يدها على وجهها وهي تحس بحرارته تتصاعد وطلعت ركض ورا سما اللي
راحت للصالة : هين والله لاوريتس يالنذلة .. تكفين قولي انتس تنصبين علي ..
وقفت سما من ورا الصوفا اللي بالصالة وهي تستجمع انفاسها : والله اني ارسلتها
من اول ماكتبتها ..
غمضت عيونها وهي تضحك : يافشيلتي هالحين شلون اقابله واقعد معه .. " وكل
ماشافت ضحكها اللي تزيد ترجع تترجاها انها تعلمها باللي صار " بالله عليتس
للحين ما ارسلتيها ..
طلعت رسيل اللي كانت صاحية من بدري على صوت صراخهم شافتهم يضحكون
ومافهمت شي منهم .. وبدون شعور منها قعدت تضحك على شكل سما اللي صارت
تمسح دموعها من كثر الضحك .. وهي تقول لها : يابنت الحلال ليش اكذب عليك
والله اني ارسلتها وتلقين الحبيب الحين ذايب مكانه ..
راحت ركض تلاحقها وسما تبعد عنها .. ورسيل واقفة مكانها مو فاهمة السالفة
ابد .. تخبت سما ورا اختها : ريسو تكفين والله ماعاد اقدر اتحمل .. بموت ضحك
نورة اللي من شافت رسيل وقفت مكانها وهي مبتسمة .. : هين .. علمتس عندي
والله لاردها لتس ان شاء الله ..
وقبل تتكلم سما او ترد عليها سمعت صوت رنة جوال نورة .. واول ماشافت الرقم
صرخت بأعلى صوتها : قرقووووش يدق .. ورمت الجوال بيد رسيل ..
حست نورة باحراج كبير منه ومن رسيل اللي بيدها جوالها .. قربت منها ومدت
لها رسيل الجوال .. خذته منها وراحت لجناحها ترد عليه .. بصوت مقطوع من
الركض والضحك : هلا ..
جاها صوته الهادي اللي زاد نبضات قلبها : هذي اللي مشتاقة لي ردت قبل يتسكر
الخط بشوي ..
مشت شوي وجلست على اول صوفا بالصالة .. وتكلمت بتلعثم : ماكنت بالغرفة
كنت جالسة مع البنات ..
قاطعها بنفس هدوئه .. : وش كثر ؟
حست بنبضها يتسارع من نبرة صوته اللي ذوبتها .. وماعرفت وش تقول حست
من صمته انه ينتظر جوابها .. وتكلمت وهي مغمضة عيونها : كثر هالدنيا ..
عضت شفتها وهي تقاوم خجلها بهاللحظة .. وسمعت صوت انفاسه اللي تنافس
سرعة انفاسها .. : من متى وانتي مشتاقة لي ..؟
كانت تسمع اسألته وهي ودها تذبحه .. ليش يحرجها ويسألها عن كل مشاعرها
وهو مايتكلم ابد .. ولا يقول وش اللي بخاطره .. ماكانت تبي تخفي اي شي تحسه
مادام تكلمت راح تقول له كل احساس يراودها بهاللحظة .. : كل يوم لا قمت وما
لقيتك .. احس اني ابيك تكون جنبي ..
كان متفاجيء من كلامها .. لاول مرة تظهر له مكنونات قلبها رغم بساطتها الا
انها كفيلة بإسعاده كان يحس بانانيته انه يرضي قلبه بسماع هالكلمات وهو ماقال
لها عن اي احساس بداخله .. : طيب غمضي عيونك .. واحسبي لي عشر دقايق
وتشوفيني جنبك ..
شهقت وهي تتكلم بخوف : لا تكفى لا تسرع .. وش عشر دقايق هاللي تقولها
ضحك على كلامها .. وحس بسعادة كبيرة وهو يلمس خوفها عليه : اليوم خميس
والصباح محد يكون صاحي يعني الشوارع فاضية .. ولا اذا تبيني ما اسرع خليك
معاي على الخط .. وعلميني وش كثر تشتاقين لي ..
رغم انها ماتكلم لها الا ان فرحته كانت واضحة بصوته .. حتى جيته لها بهالوقت
معناها انه يبادلها نفس الاحساس حتى لو اخفاه وما تكلم فيه .. سولفت معاه شوي
وهو مستمتع باحراجها .. وتجاهلت هي كل محاولاته وتكلمت باللي قدرت عليه
من كلام قلبها اللي فاض فيها ..
سكرت منه وراحت تكشخ له .. غيرت ملابسها ولبست لها فستان احمر قصير ..
حطت جلوس احمر و خلت شعرها على طبيعته .. تعطرت وهي تسمع صوت
خطواته بالخارج .. طلعت له واول ماشافها واقفة عند باب الغرفة ابتسم .. كان
شكلها حلو وخجلها زايد على ملامحها حلى ..
ناظر عيونها وهو ذايب فيها : علميني الحين وش كثر ..
نزلت راسها بخجل
له : اكثر من هالدنيا بعد ..





مثل عادتهم كل يوم سهر وفجوراعتادت عيونها انها تشوفه .. كل الصور تتكرر
قدامها كل ليلة وهي تجهل كل شي قاعد يصير برا هالشقة الموبوءة بنظرها ..
شافتهم ينامون مثل عادتهم بساعات الصباح الاولى .. وقعدت هي مكانها تدعي
ربها يخلصها منهم .. مر وقت طويل وهي تصيح من هالوضع اللي اتعب نفسيتها
الى اقصى حد ..صحاها من هالهموم صوت رنة مسج .. ماصدقت بالاول هاللي
سمعته .. كل يوم تاخذ جوالاتهم وتحصلها مغلقة واليوم واحد فيهم ناسي جواله ..
قربت تبي تتأكد ولمحت جوال مفتوح اخذته بكل فرحة وهي مو مصدقة عيونها
اخيرا قدرت انها تلقى وسيلة اتصال بالعالم الخارجي بعد ما انعزلت عنه تماما ..
سحبت الجوال ومشت للغرفة وهي تدعي ربها مايكون مقفل برمز قفل .. سكرت
باب الغرفة عليها .. وبعد تفكير راحت للحمام ( تكرمون ) وقفلته عليها .. واول
شي سوته اتصلت على جوال امها .. استغربت انها ماردت عليها واستمرت انها
تتصل عليها اكثر من مرة تعرف امها دايم تقوم لصلاة الليل .. وهذي عادتها من
يوم كانو صغار .. توقعت انها اكيد تصلي وحاطة جوالها على السايلنت واتصلت
على جوالات خواتها .. لكن للأسف محد يرد .. ماكانت مصدقة هاللي يصير معاها
بالوقت اللي قدرت اخيرا انها تتصل فيهم محد يرد .. رجعت تتصل على امها وفي
آخر محاولة اتصلت على الانسان اللي بكل لحظة كان موجود لها .. جاها صوت
غريب واول ماسمعته سكرت .. " اوف من هذا بعد .. " حولت الجوال سايلنت و
رجعت تتأكد من رقم اخوها .. ودقته .. رد عليها نفس الصوت الغريب اللي من
شوي .. اخيرا تكلمت : عادل ؟
استغرب من سماع هالصوت ماكان يجي في باله ابد ان عادل من النوع اللي يتعرف
على بنات او يكلمهم .. : عفوا من تبين اختي ؟
ناظرت بالرقم للمرة العاشرة بالجوال وتكلمت : ابي عادل ..
ناظر بعادل اللي نايم بالصالة عنده وماحب انه يصحيه على موضوع مايستاهل ..
تكلم بحدة : وش تبين فيه ؟
انقهرت من تدخله لكن من كلامه تأكدت ان هذا جوال اخوها ومو غلطانة فيه ..
ترددت قبل تطلع حروفها مرتبكة : انا اخته .. ابيه ضروري ..
استغرب صوتها مو مبين عليه ابد صوت وحدة من خواته : مين نجود ولا رغد؟
" هذا شلون يعرف خواتي .. معقول عادل يسولف عنا عند اخوياه ؟ " : لا و لا
وحدة فيهم .. تكفى اخوي ابيه ضروري ..
ولوهلة بس ميز نبرة صوتها اللي كان يجهلها من البداية .. هالصوت اللي فتح لهم
شبابيك الامل من جديد .. : دانا ؟؟
سكتت متفاجأة من هاللي يعرفهم كلهم وعرف صوتها الحين .. ماردت عليه و
انتظرت منه يقول اي شي تبي تسمع صوت اخوها وترتاح كمل بلهفة : ردي
علي انتي دانا ؟ ... " وبعد طول انتظار " تكلمي انا يزيد ..
حطت يدها على فمها تسكت شهقتها اللي كادت تطلع منها وللحظات نست ان
هالانسان هو اللي خطبها وكان بيكون بيوم من الايام زوجها .. : ايه انا دانا ..
تكفى يزيد تعالو اخذوني من هالمكان .. يبوني اشرب نفس اللي يشربونه و ابوي
يبي يزوجني لصاحبه السكران ..
حاول انه يستوعب كل كلامها اللي قالته عن ابوها .. الحين عرف انها عند ابوها
و على طول فاجأها بسؤاله : احد قرب منتس ؟
قاطعته على طول : لا .. لا .. يزيد .. تكفى عطني عادل ابيه طلعوني من هالمكان
قبل يصحون بيذبحوني ..
حاول انه يهديها قبل يعلى صوتها ويسمعونها .. : زين وينتس فيه الحين ؟
هزت راسها بالنفي وهي تحس بخوف .. وبعد ما استوعبت انه مايشوفها تكلمت
بصوت هامس : مادري ويني فيه .. ابوي ارسلني مع خويه والى هالحين وانا
في هالشقة ..
بعد تفكير تكلم: زين روحي لاقرب دريشة وعلميني وش تشوفين اي شي يخلينا
نعرف مكانتس وينه فيه ..
فتحت باب الحمام ( تكرمون) بحرص وطلعت تمشي على اطراف اصابعها
قعدت تناظر مع الشباك عن اي شي ممكن توصف له شي واضح لكن كان كل
اللي حولها بيوت وعماير على طول نزلت دموعها وتكلمت وهي تصيح : ما
اشوف شي كلها عماير ..
عوره قلبه وهو يسمع صوتها .. كان حاس بمعاناتها بهاللحظة .. وماكان بيده
اي شي انه يريحها تمنى بس انه يقدر يروح لها ويطمنها .. هالفترة اللي اختفت
فيها ومع كل لحظة خوف حسها كان يحس بشعور آخر يلازمه ..غصب عنه
سكنت قلبه واحتلت كل مشاعره .. هز كتف عادل يبي يصحيه بعد ماحس نفسه
اضعف من انه يقويها .. : سكري الحين واتصلي على الشرطة .. وان شاء الله
يقدرون انهم يساعدونتس .. وانا بصحي عادل وارجع ادق عليتس ..
كان يسمع صوت صياحها .. ومبين عليها ماتبي تسكر الين تسمع صوت اخوها
صحى عادل على صوت يزيد اللي يقول له ان دانا اتصلت ومن عز نومه فز
على طول : هاااه ..؟
تكلم يزيد وهو ماد له الجوال : خذ كلم دانا .. " وهزه مع كتوفه " اخلص علي
لا يقوم الحين احد ويشوفه ..
سحب عادل الجوال وهو للحين مو فاهم اللي يسمعه .. : الو ..
جاها صوتها وهي تصيح وتستنجد فيه .. بدا يستوعب كل شي وهو يسمع صوت
شهقاتها اللي تكتمها .. وبدون شعور منه وقف على طول وهو يكلمها صار يدور
في الصالة وهو يحاول يهديها .. وبعد تفكير تكلم : دانا دقي الحين على الشرطة
وقولي لهم ان ابوي اللي خطفك .. مادام ما نقدر نوصل لك هم يقدرون يخلون
ابوي يطلعك غصب مادام صار عندنا الاثبات ..
بعد ما قال لها كل شي سكرت منه وهي ما زالت ترتجف خوف .. رغم انها
كانت تتردد قبل انها تبلغ عن ابوها الا ان هاللحظة ما تحتمل التفكير وهالشي هو
اللي لازم تسويه .. وبدت تدق الرقم بخوف " 999 " ثواني وسمعت صوت يرد
عليها السلام .. قالت لهم كل شي تكلمت عن يوم اختطافها وعن جدولها اليومي
وعطتهم رقم عادل يتصلون عليه وسكرت بعد ما اكدت لهم انها الحين ما عليها
خطر لانهم ينامون الى الظهر ومن يصحون يطلعون ومايجون الا آخر الليل ..



‏/
\
/
\



بنفس هاليوم وفي بيت ابو طارق يحتفلون اليوم بملكة منال على صلاح كانت
هالملكة جدا مختصرة .. مقتصرة فقط على اهل العريس واهل العروس بحكم
ان ابو طارق تعبان .. وهالفترة يكثر شكه فيهم .. وما يخلي احد يطلع من البيت
حتى امهم ..
من اهل صلاح جا لهم امه وخواته الثلاث المتزوجات .. واخته الرابعة اللي
توها مخطوبة .. اما ام طارق فاكتفت بأمها واختها وخوات زوجها اللي جايين
لملكة بنت اخوهم .. حتى ميساء ما قالت لها على هالملكة بعد خلافات العائلة
مع فيصل وقعو العقد وسط اصوات الدي جي اللي يصدح بصوت عالي ورقص
البنات رغم عددهم القليل .. منال كانت تعيش اسعد ايام حياتها وهي تكتب اليوم
من نصيب الانسان اللي تحبه وجمعتهم علاقة باطلة لسنوات ثلاث .. دخل بكل
غروره وابتسامته لنفس المجلس اللي جمعهم اكثر من مرة وشهد على فجورهم
كانت تحس بفرح كبير وهي تشوفه يقترب منها .. واول مالمس يدينها تضاعف
احساس الفرح بإن حلمها صار حقيقة اخيرا ..طول الوقت كانت تضحك معاه
وهو يهمس لها بكلام في اذنها .. واخته مها اصغر خواته واللي اجبرت انها
تكمل تمثيليتهم وتقول انها تعرفها .. عشان تضمن انه محد يسأل شلون عرفها ..
كانت تناظرهم باشمئزاز وهي تحس بعدم ارتياح لهالانسانة اللي اختارها اخوها
ليرتبط فيها .. رغم انها تشوف انه يشابهها يجمعهم نفس التفكير الغير سوي ..
والمكالمات والمقابلات اللي حست من جلستهم مع بعض بإن هذي مو اول مرة
يشوفون فيها بعض .. استغربت شلون اخوها رضى انه يتزوجها وهو اصلا
يعرف غيرها كثير .. وماعمرها كانت الانسانة الوحيدة بحياته ..
انتبه لنظراتها اللي مسلطتها عليهم واشر لها بعينه تبعد عيونها عنهم .. شالت
نظرها والتفتت على امها اللي تشوفها فرحانة فيهم .. كانت تبي تطلع للصالة
ماقدرت تقاوم هالضيقة اللي تحسها بصدرها .. تحس انها مشاركتهم بهالباطل
والحين بس صارت تلوم نفسها .. ارتاحت كثير وهي تسمع اختها الكبيرة تقول
لهم يطلعون ويخلون العرسان على راحتهم .. وطلعت للصالة جلست معاهم
وهي تحاول تتجاهل كل مشاعرها ..
بالداخل كان هاللقاء مثل غيره .. الخجل والحياء طلع بهاللحظة مع اللي طلعو
من المجلس
: الحين انتي زوجتي .. يعني حلالي ..
مسكت يده وبعدتها عنه وتكلمت وهي مبتسمة له .. : ومادام انت مشتاق لي
هالكثر ليش خليت زواجنا بعد 5 اشهر ؟
قرب من اذنها
: انتي تعرفين توني متوظف .. ويبي لي
وقت عشان اجمع اللي يزوجنا .. حبيبتي قربي ليش تبعدين عني ..
كانت تستسلم له باوقات .. وبلحظات ثانية تبعد عنه وتتجاهل نظرات الرجاء
اللي يطلبها فيها انها تسمح له بأكثر من اللي تعود عليه .. واللي رحمها صوت
الطق على الباب بعدت عنه ورتبت شكلها قبل يدخل عليهم طارق وهو مبتسم
كانت خايفة انه يكون ملاحظ عليها اي شي يثبت له هاللي كانت تسويه بهالمكان
لكن ابتسامته وسوالفه مع صلاح ريحتها وخلتها تطلع على طول لاقرب مراية
تشوف شكلها فيها .. طلعت لهم بعدها وهي مو قادرة تكبت احساس السعادة
اللي حسته بهاللحظات وصارت تسولف لحنين عن كل شي صار معاها متجاهلة
نظراتها المتقززة من جرأته في يوم ملكتهم وجرأتها هي في الكلام ..



‏/
\
/
\



بالوقت اللي حست فيه بفراغ كبير يقتلها ماعرفت شلون يعدي الوقت قبل يجي
للبيت .. ماكان ياخذها كثير لطلعات مثل مايقولون لها البنات .. اكثر من مرة
قالو لها تطلب منه يوديها لمطاعم او يمشيها .. بس هي كانت مكتفية بوجوده
في حياتها .. راحت لمكتبه اللي بجناحهم .. رغم انه مايقفله لكن عمرها مافكرت
تدخله ابد .. واول مادخلته تفاجأت من عدد الكتب الكبير اللي عنده .. بدت تتأمل
كل شي حولها وتناظر بالكتب المتوزعة بكل مكان .. بدت تسحب لها كل شوي
كتاب وتحاول بصعوبة انها تقرأ عناوينها خذت لها 5 كتب وقعدت على الكرسي
الجلدي وهي ماسكة الكتب .. حطتهم قدامها وصارت تفتحهم وتحاول تقرا اي
شي فيهم .. كانت الكلمات اكبر من مستوى تعليمها وهالشي زرع بداخلها تحدي
من نوع آخر انها تحاول تكمل تعليمها بأي طريقة مادام المجال متاح امامها ..
خصوصا انها كانت متفوقة بمدرستها ودايم تطلع الاولى عليهم .. بعد مازهقت
من مفردات هالكتب اللي حست الكلام اللي فيهم اكبر من مستوى تعليمها بدت
تقلب صفحات الكتب تشوف الصور في الكتب اللي بداخلها صور .. ثالث كتاب
كانت ماسكته وتقلب بصفحاته بنفس الطريقة .. لكن استوقفتها صورة مو بنفس
الكتاب لكن هالصورة احد مخبيها بين الصفحات ..و اول ماشافتها .. صعقت
وهي تناظرها .. ماكان ابد يخطر في بالها ان الساعات الطويلة اللي يقعدها
بهالمكتب وهو مسكر عليه عشان هالصورة تجمعت الدموع بعيونها واعتراها
غضب سريع لاول مرة بحياتها تحس بقهر كثر اللي تحسه الحين .. ضغطت
على الصورة بقوتها .. وهي تحاول تكسر وجودها بقلب زوجها .. بدت تبكي
وهي تفتش في الكتاب عن صور ثانية لها .. دورت بهالكتاب واكثر من كتاب
لكن وضعها ماكان يسمح لها انها تدور اكثر جلست على الارض وهي ماسكة
الصورة بيدها وتصيح .. اكبر احساس بالخداع حسته بهاللحظة .. الشخص اللي
سلمت له مشاعرها وعواطفها يتلاعب فيها .. ويحتفظ بمشاعره لانسانة ثانية
صارت من نصيب غيره .. حست بنار الغيرة تحرق قلبها وهو تتصور انها
جسد فقط بين احضانه لكن كل احساس بقلبه .. لها هي .. بكت على كل مشاعر
مفضوحة كانت بقلبها وتحسها له وهو اللي يسمع لها يسمع اعترافاتها البريئة

ويكتفي بالاسئلة اللي كثر ما تحرجها تضاعف احساس الحب بقلبها .. حطت
راسها على رجلينها واستسلمت لنوبة بكاء مريرة لوقت طويل ..
اما هو اول ما دخل جناحهم استغرب انها ما كانت في استقباله بالعادة تستقبله
بالصالة اللي بالدور الارضي او تستقبله بصالة جناحهم لكن الحين ما يشوفها
حتى جوالها ماترد عليه .. توقع انها اكيد نايمة .. وقبل مايدخل الغرفة لاحظ
باب مكتبه مفتوح وراح له .. واول ما اقترب منه سمع صوت نحيبها سرع
خطواته يبي يتأكد من اللي يسمعه .. ومن دخل شافها جالسه على الارض
وغارقة في بكائها .. راح لها بسرعة وجلس جنبها : نورة ..؟
ماردت عليه يمكن لانها ماسمعته .. او لانها اصلا ماتبي ترد عليه ولا تبي
تشوفه الحين ..
هزها من كتوفها وهو يناديها .. رفعت عينها له وناظرته .. كان الكحل نازل
على خدودها ..عوره قلبه على شكلها وهو يشوف عيونها .. واضح انها كانت
مطولة وهي تصيح .. : نورة وش فيك ؟ وش اللي صاير ؟
بدون ما تتكلم مدت له الصورة بيدها .. وباليد الثانية سكرت فمها تكتم صوت
شهقاتها .. اول ماشاف الصورة فتح عيونه متفاجيء : من وين جبتيها ؟
قامت وهي تحاول تستجمع قوتها : جاي تسألني الحين اسئل نفسك وانت اللي
كل يوم تدخل بهالغرفة وتناظرها ..
قام واقف ومسك يدها وتكلم بعصبية : فهميني الحين من وين جبتي هالصورة
من وين طلعتيها ..
اشرت له على الكتاب اللي لقتها فيه .. ماكانت تبي تناظره لانها ماكانت تبي
تشوف نظرات الحب اللي كانت توهم نفسها فيها .. قرب منها ومسك يدها
بقوة : اصبري انتي خليني افهمك ..
بعدت يدها وتكلمت بعصبية لاول مرة تظهر عليها : وش تبي تفهمني ؟ حرام
عليك والله تعبت منك وانت ماتبي تحس فيني ..
حط الصورة على المكتب واقترب منها مسكها بيدينه يبيها تناظره : نورة
والله اني مادري انها للحين عندي .. والله العظيم هالصورة كانت بأول سنة
بعد طلاقي .. بس بعدها نسيتها .. وهالكتاب عندي من زمان ..
تخلصت من يدينه اللي ماسكتها وطلعت للصالة وقبل توصل لغرفتهم مسكها
كان يبي يفهمها كل شي بهاللحظة قبل لا تكبر المشكلة ويصعب عليهم حلها
كان يشوف شلون جسدها يرتجف حاول انه يضمها بس كانت تبعده عنها ..
قربها منه وهو يحلف لها : انا حلفت لك بالله اني مدري انها للحين فيه والله
اني غيرت هالجناح كله .. الا هالمكتب لانه كان لي ومحد يدخله بس نسيت
هالصورة .. ولو اني ذاكرها والله لارميها مع كل شي رميته ..
ركزت نظرها بعيونه .. كانت تبي تعرف جوابه وتتأكد من صدقه : انا بس
ابي اعرف شي واحد .. علمني بس وريحني مادام انت للحين تحبها وشوله
تعرس علي وتعذبني ..
قاطعها قبل تكمل كلامها : والله ما احبها .. صدقيني ماعاد احبها خلاص ..
غمضت عيونها وتكلمت بأسى : طلال لا تكذب علي .. انا دارية انك تحبها
للحين .. وكل يوم اشوفها بعيونك ..
حط يده على فمها يسكتها وتكلم .. : حلفت لك بالله انها انتهت من حياتي ..
يابنت الناس افهميني ..
حاولت انها تبتعد عنه لكنه كان متمسك فيها بقوة .. : تكفى ابعد عني الحين
ابي ارتاح ..
ماكان متحمل صوت صياحها ونظرات الاتهام اللي توجهها له .. ضغط على
يدها بقوة وهمس لها : نورة انا .. " وبعد تردد وبصوت مرتبك " احبك ..
والله اني احبك انتي ..




 
قديم   #37

جود ي الحلوه


رد: ~~~~****سجينات خلف قضبان القصور****~~~~~


~~~~****سجينات خلف قضبان القصور****~~~~~


الجزء العاشر
[ الفصل الثاني ]‎‎‎‎



/
\
/
\

{ .. احبكِ ..
قالها .. وتساقطت كل الحروف سواها ..
وتوسدت مسامعي آهـآت قلبِ متسارعة ..
وانا هنـآ اتدثر ببقـايـآ صمتي ..
رغم طوفان مشاعري , حروفي , وربما صرخاتي .. !
تترائى لي من بين شرفات العشق كلماتي ..
فألجمها .. واتوسل اليها قائلة : رفقاً بقلبي يا انتي ..
رفقاً بذاك المتحصن باضلعي ..
تمهلي .. بل اسكتي ..
ودعيه يرسم لوحة من عشقٍ طال انتظاره ..
دعيه يهديني امنيات .. واحلام .. " بحجم الألم " ..
ارجوكِ .. للمرة الأخيرة تمهلي ..
دعيه يرتـّلها عليّ ذات شعور ..
لأعاود استرجاعها ذات حنين .. !



سمعتها بتمعن هالكلمة اللي كانت تنتظرها .. وشعورين متناقضين تصارعت بداخلها ..
احساس قاتل بالجرح واحساس صارخ بالحب وماتدري اي احساس فيهم بيطغى على
الثاني ..
فرحت انها سمعت الكلمة اللي انتظرتها من زمان وبداخلها سامحته لكن ماتبي تضعف
له بسهولة .. ماتبيه يتهاون بجرحها ويستصغر آلامها .. كانت تشوف احساس الالم
بعيونه .. وشي ابد ماعمرها شافته يمكن يكون الحب اللي تجهله ..كان يتكلم بكل هدوء
وهي تسمعه .. وارتجفت شفاهها قبل تطلع كلماتها متعبة .. : طلال لا تقول هالكلمة
ترضيني فيها ..
كمل بنفس الهمس .. : حلفت لك بالله .. ماتصدقيني ؟
غمضت عيونها تبي تطرد صورة حنين من بالها .. ماتبي تفكر بأي شي الا هالانسان
اللي قدامها .. انتظر يسمع جوابها وهو يكبت كل احساس آخر ممكن يباغته هالوقت ..
شعور صعب انك تكون صادق ويكذبك احد .. والاصعب انه يكون اغلى الناس عندك
واكثر من يهمك امره .. هزها وكأنه يصحيها من غفوتها : نورة ..
فتحت عيونها وناظرته .. : مصدقتك والله بس ابي ارتاح شوي ..
جلسها بهدوء وجلس معاها : قولي وش اللي يرضيك وانا اسويه لك ..
هزت راسها بالنفي وهي تمسح دموعها : مابي شي والله " مسكت يده وحطتها على
صدرها " بس هذا اللي يبي يرتاح ..
التفتو اثنينهم للباب وهم يسمعون صوت الطق الخفيف عليه .. رجعت ناظرته : اكيد
يبون ننزل للعشا ..
ابتسم لها وهو يحس بنبضات قلبها المتسارعة : خليك معاي الحين .. بقول لك كل
اللي بخاطري ..
نزلت راسها تنتظر انه يبوح بمكنونات قلبه .. الحين اثنينهم صارو اهدا واي كلمة
راح يقولها بهاللحظة بتكون من قلبه وراح تنتظرها هالكلمة اللي سمعتها تبي تسمعها
وتتأكد من صدق مشاعره وانها نابعة من قلبه مو كلمة قالها لارضائها وبس ..
تكلم بكل حب : لا تفكرين باللي صار اليوم .. ولا يتكدر خاطرك .. شي وانتهى من زمان
ولا عاد له اي قيمة .. ومن خطبتك وانا معاهد ربي اقطع اي شي بالماضي " ماكان
يبي يقول انه بعد ماكان يفكر فيها لان تفكيره اوقات كان يخونه لها .. " والحين انا
معاك .. وراح اكون لك انتي لحالك مثل ما ابيك انتي لي ..
كانت يده ماتزال بين يدينها وعلى صدرها ومع كل كلمة يقولها يحس بتسارع نبضات
قلبها اكثر .. كل شي حولهم كان هادي الا من صوت انفاسهم .. غمضت عيونها وكل
عرق بداخلها يصرخ " قولها .. ابي اسمعها الحين .. تكفى قولها وريحني "
رفع راسها بيده وناظر بعيونها .. عوره قلبه على شكلها كل شي فيها يقتله مايبي يكون
هو سبب جرحها .. ابتسم لها بحب وهمس : والله احبك ..
هالكلمة بس كانت كفيلة انها تنسى كل شي صار .. هالكلمة معناها انه فعلا نسى كل
شي كان قبل .. هو يحبها وهذا الاهم ومستحيل تضيع هالحب من يدها ارتمت بحضنه
وهي تقاوم كل رغبة فيها للصياح ..ماتبي تتعب نفسها اكثر لو وقفت عند كل التفاصيل
المتعبة في حياتها ماعرفت طعم السعادة .. كانت تضحك بداخلها على لقافتها اللي خلتها
تسمع هالكلمة منه ..
: للحين زعلانة علي .. ؟
بعدت عنه وهي مبتسمة : لا ..
: تحبيني ؟
بادلته الابتسامة : ايه " مسكت يدينه وضغطت عليها بقوة " ومابي شي بالدنيا يبعدني
عنك .. والله اني عذرتك وعارفة ان هاللي صار ماهوب بيدك .. بس ابيك تريحني ..
علمني وش اللي للحين ماعرفته ؟
تكلم بكل صدق : كل شي قلته لك ..
سكتت لثواني تسمعه .. ماعمره كذب عليها وهذا هو اللي مريحها صحيح انه ماتكلم
معاها عن الماضي لانه يعتبره حقه ومايحق لاحد انه ينبش فيه لكن نسيانه لكل شي
متعلق فيه مريح لها .. تكلمو كثير وقضو الليل بطوله بجلسة مصارحة .. يمكن كانو
بحاجتها بعد ما اكتفو بالصمت وكتمان المشاعر فترة مو قصيرة ..



/
\
/
\



صحت من نومها كعادتها على صوت ابوها يصحيها .. وزجاجة الخمر بيده اول
شي طرى على بالها وينهم .. وعدوها بيجون والحين صار المغرب ومحد جا شي
متعب هالانتظار اللي ماعرفت آخره كل يوم تقول بيجيها الفرج .. وتغيب شمس
هاليوم والفرج ماجاها .. حست بألم فظيع يعتصر معدتها بوقتها .. ناظرته بتعجب
ماتدري وش يبي فيها الحين .. حطت يدها على بطنها وكأنها تسكن المها وسمعت
صوت قهقهة عالية من الصالة .. غطت نفسها عنه وهي تشوف ابتسامة ابوها ..
ماتدري ليش وقتها راودها احساس خوف كبير من هالابتسامة .. الاكيد انها تحمل
وراها شي هي تجهله ..
وقبل تطول بتفكيرها صعقتها كلماته : بكرة الاعلان عن حكم القاضي .. وبترجع
امك ذليلة للبيت غصب عليها .. " وبغضب " والله لاطين عيشتها .. والله لاخليها
تندم على كل اللي سوته فيني ..
زادت آلامها وهي تسمع تهديداته .. بعد ماظنت ان نور الفجر لاح ببشائر الحرية
جاها اليوم يصحيها على واقع بقائهم في هالسجن الى الابد ..نزلت دموعها بدون
اي توقف .. قاسي هو بكل حالاته .. ولاول مرة من اختطفها تصرخ بألم : حرام
عليك يكفي اللي سويته فينا .. حرام والله اللي سويته فيني .. والله اني اتمنى اموت
في اليوم الف مرة ولا اعيش عندك دقيقة ..
تكلم بهدوء غريب عليه : امك اللي حدتني على اللي اسويه .. ولا انتو عيالي ولا
ابي شي يجيكم ابد ..
مدت يدينها المرتجفة ولامست يده بكل خوف : يبه تكفى ارجع لنا مثل اول .. ابيك
مثل ماكنت اشوفك .. ابي بس مرة تلمني بحضنك خلني مرة بس احس انك ابوي
تكفى والله تعبت .. يبه تكفى بس هالمرة ..
زاد صراخها وهي تترجاه كانت نظراته لها غريبة تمسكت فيه اكثر وهي تترجاه
كان يسمع توسلاتها اللي حركت شي دفين بقلبه .. شي من زمان اندثر بداخله مع
هالمعاصي كلها .. توه للحين ماشرب شي ولا فقد عقله توهم بأول الليل ومابدت
سهرتهم ولا يدري وش اللي بدا في قلبه الحين رفض كل توسلاتها وهو يصارع
احساس الرحمة رفعت عينها له وتكلمت بصوت بالكاد ينسمع : يبه هالمرة بس !
بعد صراع طويل من كل احساس بقلبه .. مد يده بتردد وضمها له .. وبدون اي
اعتراض او حتي مقاومة دفنت نفسها بهالحضن اللي انحرمت منه من صغرها ..
ما امهلها وقت كثير قبل مايبعدها عنه ويقوم يطلع للصالة .. جلست هي مكانها
تناظره مذهولة .. وهي تصارع آلام جسدها المتعبة وآلام قلبها الاكثر تعب ..
ضحكت على املها الغبي وهل كانت تطمح لاكثر من هذا ؟ بالنسبة لها هالحضن
اللي مالمها اكثر من دقايق شي ما كانت ابد تتصوره قامت سكرت الباب وتوضت
وهي تصلي سمعت صوت طق عنيف على باب الشقة .. وزاد خوفها وهي تسمع
صوت صرخات بالخارج مافهمت منها شي .. سلمت بسرعة وفتحت الباب وقفت
من مكانها تناظرهم .. " الحمدلله يارب .. الحمدلله يارب .. " رددتها وهي تشوفهم
يقيدون ابوها واصحابه بالأغلال .. كل الدقايق كانت سريعة تغطت بسرعة وهي
تشوف واحد فيهم جاي لها .. : انتي دانا ؟
بفرحة ماقدرت تخفيها : ايه .. انا دانا ..
مشى طالع من الشقة وهو يناديها تمشي وراه وتركو وراهم كم واحد يفتشون الشقة
باللي فيها اول ماطلعت من باب العمارة اختفت كل الوجيه الا وجهه هو وماتدري
من اللي كان فيهم اسرع للثاني .. ركضت له بكل فرحة ..
دموعها ماوقفت وهي ترتمي باحضانه ماقدرت تصدق للحين ان هالكابوس بكل مافيه
راح يودعهم .. ناظرت عادل بتساؤل : وين بياخذونه ؟
ابتسم بأسى وهو يناظره : وين يعني .. اكيد بيعالجونه اول وبعدها بيسجنونه .. " لفها
له وهو يتأملها " .. دانا تكفين طمنيني عليك ..
مشت بخطوات متعثرة له ووقفت تناظره وهو بالخلف بسيارة الشرطة حطت يدها
على فمها وهي تشوف نظراته لها .. تجاهلت نداءات عادل وقتها .. واول مامسكها
يبعدها عن السيارة التفتت له برجاء : ابي اقول له كلمة وحدة ياعادل ..
حاول يسحبها وهي رايحة له : وين بتروحين انتي ؟ وش تبين فيه بعد كل اللي سواه
فيك ..؟
كانت ماسكة فيه وتناظر ابوها من بعيد .. : ابيه يوعدني يرجع لنا مثل اول .. عادل
تكفى ابي اقول له هالكلمة بس ..
تكلم بصرامة وهو يشوف تجمعات الناس حول العمارة : وهو داري عن هوا دارك ؟
امشي معاي خلي امي تتطمن عليك تراه مايدري عنا ولا عدنا عياله بالاصل ..
كانت تقاومه تبي تروح له تطلب منه هالطلب الاخير .. يمكن بعد هاليوم ماتشوفه
وهو كان يبي يقسي قلبها عليه .. يبيها تنساه وتنسى كل شي يربطها فيه الين يتعالج
ويرجع لعقله .. تجمعو الناس حولهم وتضايق عادل من نظرات الناس .. ماحس الا
بصوت يزيد ينقذه من هالموقف : ياخي خله تروح له لو ما قالت له هالكلمة الحين
بتقعد بحسرته عمره كله ..
استسلم له ومشى معاها له .. اول ماوقفو عند السيارة شافو ابوهم اللي منزل راسه
وما يناظر احد برا .. كان هو حاقد عليه اما هي ماتدري وش اللي تحسه له تكرهه
وبنفس الوقت هو ابوها .. واول مانزل قزاز الشباك .. ضغط على يدها : تكلمي ..
ماكان عندها كلام كثير تقوله له .. لكن كانت تبي منه وعد ممكن الايام تجمعهم في
يوم مثل اي عائلة في الدنيا .. : يبه اوعدني ترجع لنا .. يبه ؟" ارتجفت يدينها وهي
تشوفه .. ماتحرك ابد ولا حتى ناظرها .. " لا ترد علي الحين بس انا راح انتظرك ..
وقفت مكانها تعد كل ثانية انتظار .. " قول اي شي تكفى .. ريحني .. " وخاب املها
في انتظار كلمات ممكن تجدد فيها الأمل ..
ومشت بدون ماتلفت له .. تدري انه ماراح يرد عليها وانها ماراح تسمع الكلمة اللي
تريحها بس يحق لها تعيش هالامنية .. ركبت السيارة مع عادل وتركت خلفها كل
ماضي موجع .. ورجعت معاه لشقتهم الصغيرة ..
بعد ما استوعبت وضعها اخير التفتت له بفرح : عادل انا رجعت خلاص .. ماعاد
بشوفهم كل يوم .. بشوف امي وخواتي ونادر ؟ " وبفرحة " الحمد لله يارب ..
كان يضحك على شكلها وعلى فرحتها .. رغم انه يدري انها تداري غصة بداخلها
بكل كلماتها يبان انها مجروحة كان يكلمها طول الطريق ويسمع ردودها المختصرة
مابين فرح وحزن وهي الغارقة في بحر هالمشاعر .. والى هاليوم ما رست على
شعور معين .. كانت تضحك اوقات وترجع بعدها بشوي تصيح .. ناظرها بخوف
على حالتها .. : دانا .. وش فيك ؟
طنشت كلامه وهي تشوف العمارة اللي فيها شقتهم .. محد بالدنيا بيفهم كل اللي
بقلبها ولا اللي صار عليها .. هم اللي عاشو مع هالأب وهي اللي تحملت تبعات
هالعلاقة الفاشلة .. هم اللي استمرو بحياتهم وهي للآن تدفع الثمن ..
تفاجأت يوم شافته قبلهم عند باب العمارة .. اكيد سبقهم يبشر امها .. " يعني مافي
جوالات .. وش هالغباء اللي فيني ؟ " نزلت بسرعة تاركة كل شي وراها ماتبي
احد بهاللحظة الا امها .. ومن وصلت للدور الثاني شافتهم واقفين عند باب الشقة
بانتظارها .. شافت الدموع بعيونهم وركضت لامها تحضنها .. ماتذكر انها سمعت
اي شي لدقائق طويلة نعمت فيه بهالحضن اللي افتقدته .. كلامهم تعليقاتهم كل شي
حولها كان مغيب الا شعور الامان اللي يكتنفها .. حست بعادل وهو يدخلهم للشقة
ويسكر الباب التفتت لهم .. لنجود ورغد ونادر .. اشتاقت لهم كثير واتعبتها هالايام
اكثر من حدود احتمالها .. لاحظت نظرات امها لها ولمساتها .. وسؤالها المتكرر
عن حالها .. حست بصدااااع فظيع يفتك فيها الى الآن تشم روائحهم .. الى الحين
وهي تخاف ان هذا حلم مثل كل ليلة وراح تصحى على وجه ابوها .. : يمه والله
مافيني شي .. محد سوا لي شي اصلا ابوي ماكان يخليهم يقربون مني ..
كانت نظراتهم لها مستفهمة ماتدري وقتها هي تكذب عليهم ولا تكذب على نفسها
هو صحيح كان يمنعهم لكن كانو يتمادون وهو فاقد الادراك وقتها .. حبت راس
امها وقبل تقوم ناظرت الكل وحاولت تستجمع كل قوة بداخلها : لاحد يسألني عن
اللي صار ابد لان محد بيحس فيني .. هذا شي وانتهى وانا ابي اعيش .. يمكن يجي
يوم واعيش .. " رجعت مسكت يد امها وباستها " الله لا يحرمني منك يمه وربي
اشتقت لك ..
حطت راسها على صدر امها ورجعت تصيح : آمين يارب ..
تمتمت وهي ماتزال على صدرها : اقري علي يمه تكفين .. فيني ضيقة مايعلم
فيها الا الله ..
كانت تشوف اللهفة بعيون بناتها وهم يناظرون اختهم واشرت لهم يخلونها على
راحتها مردها بتقعد معاهم وبيعرفون كل شي عنها .. وبدت تقرا عليها بآيات
قرآنية .. وتحصنها بالأذكار ..



/
\
/
\


رجع لشقتهم بشعور غريب ماقدر يفرح برجوعها فرحة كاملة شكلها كان يكسر
الخاطر وتعلقها بأمل رجعته تعني لها متاعب اكثر .. كان باين عليها الضياع ولو
حاولت تخفيه .. هو بالذات ماتمر عليه هالحالات بكل سهولة .. متأكد انه يبي
لها علاج ولازم تروح لطبيب نفسي .. لأن الضغوط اللي مرت فيها ابد ماكانت
سهلة .. اشياء اصعب من انه اي رجل يتحملها .. فكيف بهالبنت الحساسة ..
دخل الشقة وحط سويتش السيارة على اول طاولة صادفته وجلس على الأرض
اسند ظهره على الجدار وغمض عيونه ..
ابتسم وهو يسمع عتاب صديقه له : طيب سلم بالاول وبعدها اسرح في الحبايب
بدون مايفتح عيونه تكلم : السلام عليكم .. " رجع عدل جلسته وكمل .. " متعب
بسولف لك اللي بخاطري .. بس من الحين رجاء مابي تعليقات اسمعني للآخر ..
هز راسه له بالموافقة وهو مبتسم .. واول ماشاف يزيد هالابتسامة تنرفز : هذا
اوله ؟ اجل مانيب قايل شي ..
حط يده على فمه وهو يحاول يمسك ضحكته : والله العظيم مو قايل شي بس ياخي
الابتسامة في وجه اخيك المسلم صدقة قول وش اللي بخاطرك بنت عمتك ورجعت
لامها وش اللي مضايقك ..
تكلم وهو مركز نظره على التلفزيون : فيه شي مو طبيعي ومابي اقول لاحد هالكلام
ويظن اني اتهمه بالجنون .. بس مادري ليش احسه تتكلم بعقل طفلة .. مو كل الوقت
بس فجأة تكون انفعالاته غريبة وتتكلم بدون تفكير مثل الاطفال اللي يدورون اي شي
يتعلقون فيه حتى لو وهم ..
قاطعه باستفهام : انت يعني مو فاهم وش فيها ؟
التفت له وكمل كلامه : ادري بكل وضعه وكل ظروفه .. بس احساسه هو اللي ابي
افهمه .. يعني ادرس واتعلم واطبق .. وحتى يوم توظفت بالمستشفى صادفت حالات
واجد واي حالة تمر علي اعرف له .. الا هي ما بيدي شي اسويه اخاف اتكلم وتاخذ
بخاطره .. ويمكن تزعل علي عمتي .. واخاف اسكت .. وتضيع علينا البنت وتسوء
حالته ..
حك دقنه وهو يفكر بكلامه : قدم مصلحتها على اي شي وتكلم واكيد هم بيتفهمون
الوضع كله .. شي طبيعي ان حياتها تتغير وان الظروف اللي مرت فيها تأثر عليها
هذا واحنا رجال نتأثر كيف البنات ولا الاطفال ولا تفكر بزعلها او انها ممكن تحقد
عليك .. البنت لازم تتعالج وتعيش مثل الناس ..
بعد تفكير تكلم .. : ياخي عندنا الواحد لو قالو له روح طبيب نفسي .. يقول شايفني
مجنون هذا شلون تفهمه .. ولو هو غريب ما يهمك بس قريبك بتصير سوالف ..
متعب باستفسار : بصراحة بعد ماصارت قريبة منك خايف ترتبط فيها وهذي حالتها؟
قاطعه يزيد بكل هدوء : لا مانيب خايف من هالناحية بالعكس لا خذيته بقدر انا احل
كل اموره .. البلا لو وافقت علي وهي ماتعرف تتخذ قراراته صح .. اخاف يجي له
يوم وتندم .. ويمكن ماينجح زواجنا ..
حاول انه يمسك نفسه هالمرة لا يضحك : ماراح اقول شي لاني حلفت لك ما اعلق
عليك .. بس هونها وتهون .. خلني انا اعلمك بسالفة عجيبة ..
حط يدينه ورا راسه ينتظره يتكلم .. وكمل متعب كلامه .. : البنت اللي انحاشت من
المستشفى .. توني ادري اليوم انها رجعت من اسبوع لامها رغم اني كل يوم اكلم
اهلي بس محد جاب لي طاري الا وحدة من خواتي اليوم .. الحمدلله اللي لقت لها
عيال حلال ووصلوها لامها .. تصدق خاطري اعرف شلون حياتها الحين ..
ضحك بأعلى صوته : والله وصرنا نفكر فيه .. لا يكون الاخ مغرم وولهان ..
طقه على صدره وهو قايم : ياخي تفكيرك سقيم .. انسانة كنت تعرفها من يوم وانت
صغير وقالو لك ماتت فجأة هالبنت رجعت للحياة مايصير عندك فضول تعرف وش
يصير عليها ..
هز راسه بتأييد : ايه .. لا صارت تهمني ..
تركه ومشى طالع من الشقة ويزيد يلحق وراه : تعال وين رايح ..
مسك الباب يبي يسكره وهو يصطنع العصبية : انت اناني تحلفني ما اعلق وتتكلم
براحتك ويوم جيت انا اتكلم قعدت تعلق علي وانا توني ماقلت اللي بخاطري ..
سحبه من يده يدخله : زيييييين ادخل والله مانيب قايل شي .. اعوذ بالله ماينمزح معك
ابد ..
رجع وهو يخفي ابتسامته عنه .. ماكان يبي شي اكثر من انه يعبر عن فرحته لانه
مايقدر يقول حتى للمستشفى وين مكانها لان امها ماتبي احد يعرف وينها مؤقتا ..


/
\
/
\



اما هي من رجعت لامها وهي تحس للدنيا طعم ثاني شعور غير عن اللي كانت
تعيشه قبل .. كل احساس كانت تجهله قبل عاشته بهالايام .. علاقتها مع زوج
امها حذرة جدا .. هو متقبل وجودها مادام هالشي يسعد امها .. وهي تحاول انها
تحترمه ولو انها ماحبته للحين .. يمكن لانها تحس انه يسرق امها منها اوقات ..
احساس انها تتعلم الحب وكأنها مولودة جديدة تهدى لها المشاعر من جديد .. كل
شي كانت تختبره بحذر .. تخاف من صدمة ممكن تقلب حياتها رأسا على عقب
حتى امها اللي كانت تستغل غياب زوجها وانشغاله ببيته الثاني لتقضي معاها كل
دقيقة وكل ثانية .. تسألها عن كل تفاصيلها حتى لو سمعتها خلال هالاسبوع اكثر
من مرة .. حتى في نومها كانت كل شوي تقوم وكأنها تبي تتأكد ان بنتها رجعت
لها وتضمها..
كانت جالسة وبحضنها اختها الصغيرة تلاعبها تاركة امها مع زوجها بغرفتهم ..
رغم انها اوقات كانت تحسدهم على حياتهم معاها الا انها كانت تخاف يجي يوم
وتفقدها .. وتفقد كل شي حلو اكتشتفته مجرد ما جات لها .. ركض لها اخوها
الصغير ريان اللي للحين مابعد تعود عليها مسكته من خده وباسته : الحلو ليش
مانام للحين ؟؟؟
وابتسمت وهي تشوف امها داخلة عليها .. : من جيتي ومحد يبي ينام تراه متعود
ينام من صلاة العشا بس اليوم مسهرني مدري وش فيه ..
اشرت على اختها وهي مبتسمة : نفس شكلي بالصور يوم انا صغيرة ..
جلست جنبها وهي تاخذ ديم منها : حتى اسمها كنت ابيه مثل اسمك " قعدت لدقايق
تطالعها .. وفجأة تذكرت " ايه صح يوم الخميس بنروح الخبر لبيت خالك هو يدري
اني عرفت انك للحين عايشة بس مايدري انك رجعتي لي .. ابيه بس يشوفك واذا
وصل الكلام لابوك وقتها بعرف انه حتى اخواني كذبو علي .. وهذا احساسي والله
اني عارفة انهم يدرون من الاول بكل شي وان شاء الله ربي يكشفهم لي وحقي اللي
سكت عنه هالسنين كلها بيرجع لي ..
مسكت يد امها تترجاها : يمه لا تكفين .. فكينا من المشاكل وتعبها خلينا نرتاح
والله اني تعبت عمري كله .. ما ارتحت الا يوم ربي جمعني فيك ..
شالت ديم وحطتها بسريرها ورجعت جلست جنب ديما .. : الطيب في هالزمن
مايعيش .. ومردهم بيعرفون اليوم او باكر وكل اللي ظلموني وقذفوني فوضت
امري لله وان شاء الله بيظهر حقي عاجلا غير آجل " وبابتسامة " والاسبوع الجاي
عازمتك خالتك ام متعب .. واكيد بتشوفين افنان وجوري ومدى اختهم الصغيرة
ماتذكرينها توها بالمتوسط ..
كانت تحس بخوف من هالاختلاط المفاجيء بالناس .. ابتسمت بتردد : ان شاء
الله .. " وبارتباك " يمه ..
ام خالد بحنان بالغ : ياعيونها ..
فركت يدينها بتوتر وتكلمت : اخاف اشوف ناس كثير .. ما اعرف اسولف يوم
انا صغيرة كانو يحبسوني ومايخلوني اروح معاهم .. ويوم كبرت بس اشوف
اللي يجون عندنا في البيت بس ماكنت اعرف اسولف مع احد ولا اعرف ادخل
عليهم اخاف واحس نفسي كني رايحة لاختبار ..
مسحت على شعرها وهي تستمع لشكواها .. اول شي لفت انتباهها فيها من اول
يوم صادفتها ترددها في الكلام .. يعني جملة بسيطة ممكن تاخذ منها وقت طويل
على ماتقولها .. حتى مشاعرها تلاقي صعوبة كبيرة انها تعبر عنها مثل الكبار
تحس ان مفرداتها بسيطة .. وكأنها ماتعرف بهالحياة الا اللي هي علمته لها في
صغرها .. لاحظت عليها هالخوف من لقائها في زوجها وكأن هالرجل في يده
موتها رغم انها تدري وش كثر هالزوج طيب وماعنده اي اعتراض على وجود
بنتها في حياتها .. تركتها تتكلم الين غطت في نومها .. مددتها على السرير و
انسدحت جنبها تحضنها شافت ريان اللي حاط اصبعه في فمه ويناظرها واشرت
له يجيها .. حطته بينها وبين ديما وغطتهم .. وقعدت تتأملهم وهم نايمين كانت
تحس بخوف انها تفقدها بعد مارجعت لها تخاف يبطش هالمرة مثل المرة الاولى
ويحرمها منها .. اخلصت الدعاء لخالقها انه يحفظ لها عيالها ويبعد عنهم كل
ظالم وحاقد .. وغمضت عيونها ونامت ..



/
\
/
\



جالسة هي وميساء في بيت ابوهم من ساعة يتناقشون .. من بعد زواج احمد
اخوهم اللي صار قبل يومين وهم يحسون بفراغ بعد انشغالهم هالأيام اللي فاتت
بكل الترتيبات اللازمة كانت تلاعب رنا اللي انشغلت عنها روان بمتابعة الاناشيد
على وحدة من قنوات الاطفال .. وطول هالوقت كانت ميساء تحاول تقنعها وهي
الى هالحين مترددة .. : اول شي انتي فهميني شلون يحكمون على وحدة من شكلها
يعني من مرة وحدة خلاص هذي هي اللي نبيها ؟
ميساء وهي تأشر لرنا تروح تلعب بعيد عنها : يعني يبي لها اختراع ذرة ؟ هم
من معارف امي الله يرحمها ويمكن شايفينك اكثر من مرة .. بس هالمرة انتي
عاجبتهم .. يا لمو لا تصيرين متسرعة وفكري بالموضوع بالأول ابوي يقول
انه انسان ملتزم وهذا كان حلمك من زمان .. وفوق هذا امه كانت تعرف امي
وانتي تعرفينها الله يرحمها ما كانت تخالط اي احد الا احسن الناس .. وابوي بعد
مستحيل يغشك ابد ولو ما كان واثق في هالانسان ما جا وتكلم معاك بالموضوع
وترى انتي مو صغيرة يالمياء صديقاتك اللي كبرك كلهم تزوجو ..
بعد تردد : اوكي بفكر بس ماراح اتزوج الين يجي نقلي للرياض بالاول يعني
مو معقولة ما اشوفه الا 3 ايام بالاسبوع ..
عادت كلامها وكأنها تبي تتأكد : اوكي وشو ؟ يعني موافقة ..
قاطعتها على طول : لا وش موافقة الله يهداك .. بس ابي افكر بالاول خلوني
هالاسبوع اللي بقعد فيه في البيت اخذ وقت لنفسي وافكر ..
حطت يدها على خدها : يعني اكيد بتفكرين مو مثل كل مرة تصرفيني ؟
ابتسمت لها وهي تتكلم : والله راح افكر .. وعد مني وش تبين بعد ؟
شبكت يدينها في بعضها وهزت كتوفها : مابي الا سلامتك ..
مسكتها من يدها وكأنها تبي تقومها : يالله اجل خلينا نروح الحين لبيت خالتي
ام طلال نقعد معاهم من زمان ماجلسنا لحالنا اشغلنا هالعرس ..
ناظرت ساعتها وابتسمت : زين بس خلينا نروح نمر البيت اول ناخذ سارة يمكن
يرجع فيصل بعد ساعة .. وهذي الواحد مايأتمنها عيونها فارغة ..
طقتها على يدها : استغفر الله .. مليون مرة قلت لك دعي الخلق للخالق ..
قامت تعدل مكياجها وتشوف شكلها قبل لا يروحون لهم .. وراحت لمياء لغرفتها
تبدل ملابسها وتتجهز .. واول مانزلت شافت ميساء لابسة عباتها وقاعدة تنتظرها
تلفتت تدور بنات اختها ماشافتهم : وين بناتك ؟
وقفت وهي تتغطى : في السيارة .. بحطهم في البيت اذا مرينا سارة ..
لمياء بنرفزة : خليهم يطلعون ويشوفون الناس حرام عليك دايم حابستهم في البيت
لو رايحين عند احد غريب اقول اوكي بس خالتي ام طلال نمون عليها .. " وقبل
تتكلم ميساء اشرت لها بيدها تسكتها " اصلا بسم الله عليهم هادين ومافيهم شقاوة
تقولين يزهقون العالم منهم .. ماعلي فيك انا باخذهم ..
ضحكت ميساء وهي طالعة مع الباب : طيب ماقلت شي .. كليتيني بقشوري ..
ركبو السيارة ورجعو لبيت ميساء يمرون سارة .. وبهاللحظة تذكرت لمياء : يوه
نسيت اقول لهم ان سارة بتجي معانا .. صبر خليني اتصل فيهم ..
وعلى طول اتصلت على الثابت ومن ردت عليها رسيل : السلام عليكم
رسيل : وعليكم السلام .. وينكم تاخرتو ؟
لمياء بضحكة : عن النصب ماصار لي عشر دقايق من قلت لك بنجي .. اسمعي
بتجي معانا سارة بنت عم نورة ..
بعدت الجوال عن اذونها وهي تسمع صوت صراخ رسيل عليها : لا تكفييييييين
الا هذي .. والله انها تغث وتجيب المرض ..
كتمت ضحكتها وهي تكلمها بصرامة : ريسو خافي ربك هذي غيبة ..

سمعتها تتحلطم وماعرفت وش تقول بالضبط .. ودعتها وسكرت .. مرو على
سارة وطول الطريق وهو تشوف حركات سارة وتضحك وبنفس الوقت كانت
تفكر بهالانسان اللي متقدم لها رغم ان الكلام صار بينهم وبين ميساء وماصار
شي رسمي للحين لكن الموضوع فاجأها .. ومحتاجة وقت تستوعبه بالاول قبل
تفكر فيه .. تأملت اسلوب ميساء الذكي كانت تعامل سارة بذكاء وحرص حتى
فهمت من طريقة كلامها معاها كل تفكيرها ..
وصلو لبيت ام طلال ونزلو كلهم ومن اول مادخلو كانت عيون نورة تدور بنت
عمها ومن شافتها فرحت فيها .. وجلسو الكل بالصالة ومثل اي جلسة بعد زواج
كانت كل المواضيع عن هالزواج ابتسمت سارة وهي تسولف : يازين عروسكم
والله شي عجيب ماهوب مثل عندنا بالديرة حطو لنا خيمتين ولبسنا من هالخلاقين
وقلنا عرس " تجاهلت نظراتهم لها وكملت بنفس الاسلوب " بس عاد الله يهداها
نورة ماخلتني ارقص ..
حطت سما يدها على فمها ماتبي تضحك وتنتبه لها نورة .. : بالعكس والله وناسة
الواحد يغير شوي ..
انتبهت نورة لنظراتهم كل ماسولفت سارة عليهم .. خنقتها العبرة وهي تحس انهم
مو متقبلين سارة .. وهالشي مبين عليهم .. هي تجلس معاهم دايم بس اليوم باين
انه محد متقبل وجود سارة مهما حاولو يبينون العكس .. قامت وهي ترسم ابتسامة
رقيقة : سارة تعالي معاي شوفي الاغراض اللي شريتهم لشيخة والبنات ..
قامت معاها مستانسة .. وهي تحاول انها تمشي بهدوء .. بعد كل تهديدات نورة
لها انها تصير هادية بكلامها وتصرفاتها ..
واول مادخلو جناحها دمعت عيون نورة ومسكت سارة بقوة مع يدها : علميني
الحين وش اللي لاعب بعقلتس ؟ سارة اذا ماتهمتس نفستس فكري فيني هذول اهل
رجلي وكل ماقمتي وقعدتي عيبتي في اهلنا وديرتنا .. شلون تبينهم يقدروني اذا
انا ماحسيت بقدر اهلي ..
جلست وهي تتأفف : اشوف من جيتي للرياض صايرة دمعتس على طريف وكل
شوي تصيحين .. وش عليتس فيهم اذا رجلتس مقدرتس جعلهم يحترقون ..
تكلمت بعصبية غريبة عليها .. : سويرة اركدي لا اعرف شلون اعقلتس .. لعنبو
ابليستس وش يحترقون تراهم محترميني ومقدريني وماشفت الزلة منهم ..
وقفت وحبت راسها : حقتس علي والله ماعودها .. والله اني اسولف على نياتي
مدري العالم وش يظنون فيني
حاولت تضبط اعصابها وتبتسم لها :ماعلينا مو هذا اللي ابيتس فيه .. بعد باتسر
بتروحين معي للديرة تكفين طلبتس يابنت عمي لاتفشليني عند رجلي ادري انتس
على نياتتس وتقولين الكلمة ماتحسبين حسابها .. بس بعد مايهمني غيره ..
اشرت على عيونها بابتسامة : ابشري من عيوني .. من اول مانتحرك من الرياض
الين نوصل الديرة ماتطلع مني كلمة وحدة اصلا مانيب فاصخة الحيا يوم احتسي مع
رجلتس لا هو محرم لي ولا هو من الجماعة ومحمد والله ليقص لساني لو حتسيت ..
ابتسمت نورة على كلامها وقامو يرتبون اغراض شيخة اللي بياخونها لها للديرة اما
باقي ملابسها واشيائها الخاصة ودوها لشقتها الصغيرة باحد احياء الرياض ..


/
\
/
\



هالليلة تجمع اثنين مشاعرهم قمة التناقض هي من ملكت عليه وهي تجامله وكل
شعور حب اغدقته فيه كان من ورا نفسها .. اما هو تعلق فيها هالفترة وحبها ..
كان صادق بكل احساس حتى لو كان بأوله .. وهي كانت تبادله باحاسيس مازالت
مغشوشة ومافادت تجربة زواجها الاولى بأي شي نفس السيناريو يتكرر وهذا هو
اللي هي تبيه .. زوج يطاردها وتكون هي محور اهتمامه ويوفر لها المسكن الفخم
والمصروف اللي يخليها تشتري كل اللي تبيه .. والاهم من هذا السفرات والروحات
والجيات اللي تحبها .. ومايسمح لهم وضعهم المادي انها تلبي كل هالرغبات بحكم
انهم من عائلة مقتدرة الى حد ما لكن مو في مستوى ثراء بيت اختها وبيت عمها
او حتى اهل زوجها الاول ..
اول مادخلت منال عندها الغرفة على طول نطت فيها : جات ؟
التفتت منال وراها ورجعت ناظرتها : من هي ؟
بزعل تكلمت : من هي يعني نورة مرة طلال ..
كشرت من طاريها وهي تجلس : لا ماشفتها مع ان كلهم جو الا هي .. وش تبين
فيها .. شي طبيعي انها ماتحضر .. الا وينه للحين ما جاك ؟
حنين وهي تضبط طرحتها : الا الحين بيجي .. منووو مدري ليش احس اني تسرعت
اخاف اتطلق هالمرة بعد .. عاد في التلبفون واجامله لكن الحين شلون بقعد طول
الوقت مبتسمة له .. لا وفوق هذا اقول له كلام حب .. اووووووف ياكرهي له ..
تكلمت وهي رايحة تفتح الباب للي يطقونه : وليش مزعلة نفسك حبيه وتريحين
نفسك من هالتعب كله .. نفسي مرة بحياتي اسمع انك حبيتي ..
واول مافتحت الباب دخلو خواته منال من شافتهم كشرت وهي تشوف امها جاية
وراهم قربت من امها وهمست لها : الحين ليش شايفين انفسهم ؟ وش انا مسوية
لهم ولا وحدة تناظرني ..
لبست نقابها وهي تسمعهم يقولون ان العريس جاي : تغطي ولا تفكرين فيهم انتي
اللي بتاخذين اخوهم ولا حنين ..
تغطت ووقفت عند الباب واول ماشافت عزام داخل ركزت نظرها بخالتها اللي
كانت تستنجد فيها بنظراتها من وقت للثاني .. كان مستانس وشاق الضحكة ويتكلم
معاها بفرحة .. وهي جالسة معاه وعقلها كله يرجع للماضي وهاللي قدامها ما هو
الا طيف لشخص ثاني .. تجاهلت كل الاصوات اللي تسمعها لانها ازعجتها كانت
تبتسم له وقلبها وتفكيرها مو معاه .. نزلت للزفة وهي مازالت على نفس وضعها
الأول .. ابتسامات وضحك غير كل الصراعات اللي بداخلها .. قعدت مكانها وكل
العيون عليها .. جوها صديقاتها يسلمون عليها .. والكل قام يرقص عندها .. وهي
تضحك لهم كانت تحس نفسها مكتومة ومو قادرة تطلع انفاسها سلمت على امها
وهي تناظر فوزية ومنال بقهر مشت راجعة لغرفة العروس وهي ماسكة يد منال
وتوزع ابتسامات : منال مابي اروح معاه والله مابيه تكفين قولي لي هذا كله حلم
واني برجع معاكم ..
منال بضحكة عالية : والله مادري احزن عليك ولا افرح لك .. اصلا اتحدى لو
انتي تعرفين وش هو احساسك بالضبط .. يابنت الناس عيشي حياتك وانبسطي
يمكن يطلع هالعزام طيب وينحب ..
طنشتها وما اهتمت لكلامها رجعت الغرفة وسلمت على منال وطلعت له مع ثنتين
من خواته .. ومن ركبت معاه غرقت بافكارها دايم اذا تضايقت تكلم اي واحد من
اللي تعرفهم ويغدقون عليها كلمات الحب اللي ترضي غرورها كانت تسمع كلامه
لها وهي تكبت كل شعور حقد يكبر بداخلها على اثنين يعيشون بسعادة تشوف انها
هي اللي تستحقها .. حتى ردودها معاه جافة ماتحمل اي مشاعر ابد .. كان مستغرب
هدوئها ومستغرب اكثر شي اسلوبها معاه توقع بالبداية انه اكيد ارتباك من الموقف
اول ماوصلو الفندق ودخلو لجناحهم قعدت وهي مازالت ترسم ابتسامتها بكل اتقان
" هالليلة بس بخليها تعدي على خير .. " ناظرته بابتسامة مصطنعة وهي تتجاهل
صور المقارنة اللي تشوفها قدام عيونها ..
كان يتأملها وهو مستانس فيها .. مثله مثل اي انسان بليلة زواجه .. جلس جنبها
وابتسم لها : مبروك ياعمري للمرة المليون ..
وقفت على طول قبل مايمسك يدها : عزام اطلع شوي ابي اتسبح واغير هالفستان
مضايقني ومو عارفة اجلس فيه ..
استسلم لرغبتها وطلع بكل هدوء .. حست انها مخنوقة وجلستها معاه بمكان واحد
سجن لها .. دخلت تتسبح بعد مافصخت فستانها كرهت نفسها وكرهت كل شعور
تعيشه ماعمرها شافت الراحة من هالاحاسيس اللي بداخلها .. لا هي قادرة تحب
الناس وتعيش بسلام .. ولا هي قادرة تتقبل فكرة انه فيه بالدنيا ناس افضل منها
وهذي قسمة رب العالمين كانت دموعها تنزل وكأنها تغسل همومها اللي اتعبتها
واللي سببها غيرتها من كل اللي حولها .. طلعت وبدلت وفتحت باب الغرفة له
تممدت على السرير وتغطت .. دقايق وشافته داخل عليها .. كانت تشوف الفرحة
بعيونه .. " هذا مو طلال .. ياربي خلااااااص والله تعبت "
تجاهلت كلامه ولمساته وكل شي يصير منه .. ماتبيه الاكيد انها ماتبيه ولا تبي
تكون معاه .. كان قريب منها ويسمعها كلام الحب اللي بقلبه .. اقترب منها
ودفته بعيد عنها .. : وخر عني ..
اول ما ابتعد عنها ناظرها مستغرب صرختها .. مسكها من كتوفها وبعدت يدينه
وهي مازالت تصارخ : قلت لك وخر عني ..
بعد يدينه عنها وابتعد هو بعد .. كان يناظرها وهو مو فاهم وش اللي يصير اصلا
قدامه تكلم بانفاس متسارعة .. : حبيبتي .. وش فيك ؟
غطت وجهها بيدينها وتكلمت بكل هدوء .. : خلني اليوم .. تعبانة وابي انام روح
نام بأي مكان ..
قام واقف وهو مازال للحين مو فاهم وش فيها .. : زين بروح وانتي نامي الحين
ولا تفكرين بشي ابد ..
طنشت كلامه عطته ظهرها وتغطت .. طلع من الغرفة وسكر الباب .. ومن جلس
في الصالة وهو يفكر باللي صار الحين .. مافهم وش سالفتها وافقت عليه ويوم
الملكة حس انها شايفة نفسها عليه .. لكن بعدها وبكل مكالماتها كانت تغرقه بكلام
الحب اللي ما ينتهي حتى يوم جاها مرة زيارة بالبيت .. والحين من ركبت معاه
في السيارة وهي رايحة بعالم ثاني كان متأكد ان هاللي فيها مو توتر من الزواج
وهالليلة لانها متزوجة قبل وعاشت هالتجربة بكل تفاصيلها حتى لو كانت صغيرة ...
والحين اللي فيها اكثر من مجرد توتر .. نفض كل الافكار اللي براسه .. اذا ماعرف
اليوم مصيره يعرف بكرة .. تمدد على الصوفا اللي بالصالة .. وبعد تفكير طويل
استسلم للنوم ..


/
\
/
\



طول الطريق وعيونهم تتلاقى اكثر من مرة لا هو قادر يتكلم ويقول اللي بقلبه
ولا هي قادرة تعبر عن كل احساس يراودها .. هذي اول مرة يفترقون فيها من
يوم تزوجو ورغم ان هالفراق اسبوع بس الا انه جا بعد اسبوعين كانت مشحونة
بالعواطف اللي فاضت فيهم .. مع انه مازال على بخله الا انه افضل من قبل
وصارت تسمع منه الكلمة الحلوة حتى لو كانت اوقات متباعدة .. واول ماوصلو
الديرة انتظرت سارة ومحمد ينزلون قبلها .. وبعد مانزلو التفتت له : متى بتروح؟
ناظر ساعته وبعدها ناظرها : مو مطول بسلم على خالي وبمشي ..
وقبل ماتتكلم شافت سلمان واقف عند بابها يناظرها .. ابتسمت على شكله وهي
تشوف لهفته بعيونه .. كان ابوها بمكانه المعتاد ونزلت على طول .. سلمت على
ابوها وعلى سلمان وقعدت جنبه .. كان ماسك يدها مايبي يفكها .. رفعتها لفمها
وباستها : ياعساني ما انحرم من هالزول يبه .. شلونك ؟
تكلم وهو مبتسم .. هالابتسامة اللي عمرها مافارقته : زان لونتس بخير من الله
" والتفت لطلال " شلونك ياوليدي وشلون نورة معك عساها ماهيب متعبتك ؟
ناظرت ابوها بعتب وهي تستمع لرد طلال عليه : انا بخير الله يسلمك .. وابد والله
عساني بس مانيب انا اللي متعبها ..
ضحكت وهي تلتفت لسلمان اللي من اول يكلمها وهي مو معاه : ابوي ذاك اليوم
طاح علينا ووديناه للمستوصف وقالو السكر " حك راسه يفكر " مدري هو نازل
ولا طالع ..
لفت على ابوها ويدها على قلبها .. : يبه .. صدز انت طايحن عليهم ومودينك
للمستوصف ؟
ناظر سلمان نظرة تهديد وهو يضحك : مافيني الا العافية هذاني قدامتس الحمدلله
على كل حال قومي وانا ابوتس سلمي على امتس وخواتتس تراهن ببيت خالتتس
كانت تدري انه ماراح يجاوبها على سؤالها .. ومالها الا هم يعلمونها بالتفاصيل
كلها .. وقفت تبي تروح لهم وقام معاها طلال : تعالي خذي كل اغراض اختك
بالاول قبل امشي ..
هزت راسها برضى وراحت معاه طلع مجموعة من الاكياس ومد لها شوي منها
وشال هو باقي الاكياس .. دخلت البيت تحطهم بالغرفة ودخل هو وراها يتنحنح
لفت عليه واشرت له يدخل : تعال مافي احد كلهن ببيت خالتي ..
حط الاكياس
: اسبوع كثير وربي .. خليهم 3 ايام

ضحكت وهي تحاول تبعده عنها : حرام عليك وانا متى اشوفهم ولا اقعد معاهم
اليوم وباتسر بنضيع بحوسة العرس .. وبعد باتسر تونا نرتاح من العرس ..
حاول يبين لها انه زعلان يمكن تغير رايها شوي .. : اجل اجيك بعده ..
ناظرته برجاء : طلاااال حرام عليك .. احنا اتفقنا من الاول على اسبوع .. والله
ما ازيدهن ولا يوم ..
: وربي بشتاق لك ..
نزلت راسها وهي تحاول ماتصيح قدامه طول الطريق وهي ماسكة نفسها ماتبي
الحين تضعف ويطلع اللي بالقلب كله مسكت يده وهمست بصوت مخنوق : وانت
بعد بس لا تصيحني الحين .. " وبابتسامة " اذا ولهت علي قبل لا يقضى الاسبوع
تعال ..
مسك خشمها وهو يضحك لها : اجل بجيك بكرة ..
انتبهت لسلمان اللي توه داخل مع الباب وبعدت عنه .. التفت وراه وشافه ابتسم
لها وقبل يطلع : انتبهي لنفسك ..
نزلت دمعة يتيمة حبستها طول هالوقت وابتسمت له : تروح وترد بالسلامة ان
شاء الله ..
مشى طالع من البيت وشالت الاكياس كلها تدخلها الغرفة .. ماكانت تبي تشوفه
وهو رايح .. قعدت تشغل نفسها بترتيبها قبل لايشوفون دموعها .. مسحتها بيدها
وطلعت لهم على طول .. شافت ابوها قاعد مبتسم .. راحت لبيت خالتها وقابلت
كل اهلها وسلمت عليهم .. هالمرة اللقاء مختلف عن المرة الاولى فرحتها بشيخة
وفرحتها انها بتقعد عندهم اسبوع وحزنها الكبير على فراق طلال كلها بقلبها ناظرت
الحنا اللي بيديهم وهي متعجبة ومن اظلم الليل عليهم نامت كل وحدة فيهم بمكانها
تمددت هي جنب موضي وحطت راسها على مخدتها : من زمااااان عن هالضيقة
يازينها وربي ويازين هاللمة اللي ترد الروح ..
لفت موضي عليها وبدت تسولف معاها : مستانسة وربي مانيب قادرة اصدق ان
باتسر عرس شيخة وانا اللي من رجع للديرة قلت اكيد بترجع له ..
همست بصوت ماتبي احد يسمعها : مايستاهلها ولا يستاهل ماطى رجليها .. ان
شاء الله ربي عوض عليها فيه وينسيها سعد وسنينه " وبتردد " موضي بعلمتس
شي بس لا تضحكين علي .. " هزت راسها بفرحة ".. وكملت نورة : ولا تقولين
شي بعد .. بس ابي اقول اللي بخاطري وعقب بعطيتس ظهري وانوم ..
اتسعت ابتسامتها بعد ماحست وش اللي تبي تتكلم فيه نورة .. : قولي ..
قربت من اذنها وهمست : ذابحني الشوق وانا اختس .. يالعنبو ذا الحب لاعبن
في قلبي ياموضي .. بعدت عن اذنها وهي تمسح دموعها اللي نزلت غصب عنها
وعلى طول قلبت على جنبها الثاني وتغطت بلحافهم .. ابتسمت موضي وهي
تردد كلمات نورة في بالها .. " مردتس بتشوفينه يالنوري مير البلا اللي تشتاق
ولا كتب لها ربي تشوفه " .. كبتت كلماتها بداخلها وغمضت عيونها بقوة كأنها
ترتجي النوم ويجيها .. وبعد جهد ووقت طويل نامت ..


/
\
/
\



اليوم عرس شيخة والكل فرحان بهالمناسبة .. يمكن كان الفرق بينه وبين
زواج نورة كل التخطيطات السابقة واللي نفذتها لمياء هالمرة الزواج تقليدي
مثل كل زواجات الديرة .. بسيط الى ابعد الحدود بخيام كبيرة تنصب في كل
زواج لاهل هالديرة وبكرة راح يكون حفل زواجها بالخرج .. بين اهل الوليد
وجماعته .. من بدري جاهم راكان وقبل العصر وصلو ام العريس وخواته
كانو مقررين يمشون على الساعة 11 ومايطول هالعرس لان بكرة وراهم
تعب ومجهود اكثر بعد صلاة العشا وعلى صوت الطق الشعبي تجمعو الحريم
والبنات يرقصون كانت حتى ملابسهم بسيطة .. وشيخة " العروس " مالبست
فستان ابيض اليوم .. كل هالامور مأجلة لبكرة كانت لابسة فستان ذهبي ناعم
وزينتها نورة باللي تعلمته خلال فترة اقامتها بالرياض ..
كانت نورة ماشية وتصب القهوة للحريم ووراها حصة بصحون الحلى اللي
جايبينها اهل العريس .. وقفت تناظر اذا احد يبيها تصب له او لا وضحكت
من قلب وهي تشوف سارة ماشية وجوالها بيدها .. : السوري ..
جاتها مبتسمة : هاااااه ..
ضحكت بأعلى صوتها : هويتي في دزليب ان شاء الله .. وراتس تصارخين
علي ..
وقفت متكتفة وهي تهز رجلها .. وتخفي ابتسامتها ..: مانيب صابة القهوة لو
تموتين .. وش عندتس ؟
تكلمت بصوت حاولت مايسمعها فيه الا هي : مابي منتس شي بس هالجوال
اللي بيدتس وشوله ؟ لا هو اللي شغال بديرتنا ولا شي ..
نغزتها بكوعها وهي تسكتها : اسكتي بس ابي اكشخ فيه عند جماعتنا روحي
صبي القهوة لوضحى هذا هي رافعة لتس فنجانها ..
ناظرتها نورة برجاء : تكفين طلبتس يابنت عمي خوذي الدلة وصبي لهن
وربي تكسرن رجليني ومانيب قادرة اشيل عمري من هالدوخات اللي تجيني
خذت منها الدلة وهي تحط جوالها بصدرها .. : عيبي ماقدر ارد لتس طلب
واللي تامر فيه النوري البيه ..
جلست مكانها وهي تدعي لها : ياجعلني ما خلا من هالزول قولي آمين ..
سمعت صوتها وهي تردد " آمين " دقايق وقامو مع امهم يودعون شيخة ..
ماكان وداعها هالمرة يقل عن وداع نورة حزن رغم انها هي هالمرة اقلهم
حزن عليها لانها تدري انها بتكون قريبة منها ومع هذا بكت لانها وداع ..
اما شيخة حست بقلبها يوجعها من كثر الألم اللي تحسه .. هالمرة بتفارق
اهلها ومهما حاولت تخفي مشاعرها راح تظهر ضمت امها ونزلت دموعها
اللي من اول حبستها : يمه تكفين ابوي لايصير فيه شي وانتي بعد لاتتعبين
عمرتس ترى كلنا نشتري راحتتس ولا نشوفتس تعبانة ..
رفعت يد امها وباستها .. ورجعت حبتها على راسها وعلى جبينها : ادعي
يالغالية ..
ترددت دعواتها والكل يسمعها : عسى الله يوفقتس ويسهل امرتس وعساها
تتيسر دروبتس ويكتب لتس الله بهالعرس الخير كله ..
ودعت بعدها خواتها وقريباتها .. وسلمت على كل اللي جو يسلمون عليها
ومشت معاهم .. كانو حولها خواته وامه اللي ماسكتها من يدها تمشي معاها
للسيارة ..
ركبت معاه بسيارته وراحو هم بسيارتهم الثانية .. كان الفرق بينها وبين
نورة انها ودعت كل شي بصمت لانها تعودت تخفي حزنها بداخلها كل شي
مرت عليه وتشوفه اليوم لآخر مرة وهي عايشة بين اهلها تودعه بهدوء ..
كانت ساكتة بدون اي كلام او حتي انفعالات وبداخل قلبها كل ضجيج هالكون
خوف والم وحزن وتوتر وارتباك .. مد يده ومسك يدها وارتجف جسدها
خوف .. وهالمرة بعد كان هو نقيض طلال بكل شي .. كان حاس بحجم حزنها
واغتنم هالطريق الطويل بالسوالف رغم انه خجول شوي .. لكن قدر يسولف
لها ويسمع منها ردود على تساؤلاته حتى لو كانت بسيطة ..
ساد الصمت لفترة مو قصيرة .. وغصب عنها فاض فيها الحنين .. " يارب
صبرني على فراقهم انت وحدك تعلم وش كثر عندي غلاهم يارب " ماكانت
تبيه يشوف دموعها اللي خذلتها ونزلت .. راحو للرياض لشقتهم ومن بكرة
بيروحون للخرج من اول مادخلت الرياض راحت عينها لكل المناظر حولها
وقعد هو يسولف لها عن الاحياء اللي مرو فيها وكأنه يرضي فضولها ..
ومن وصلو للشقة نزل هو وفتح لها الباب ,, مد يده ومسك يدها وهي تنزل
قفل السيارة وطلع معاها للشقة .. " الحمدلله يارب ان نورة قايلة لي على كل
شي ولا كان تفشلت اليوم عنده " جلست في الصالة وجلس جنبها شال غطاها
وهو يناظرها مبتسم : ابي اشوفك الحين زين ..
نزلت راسها بحيا وهي تحس نظراته تحرجها .. اول ماشاف حمرة خدودها
شال عيونه عنها : الف مبروك ياشيخة ..
تكلمت بصوت بالكاد ينسمع : الله يبارك في عمرك ..
كان وده يقترب منها اكثر بس خجلها يبعده شوي .. يبي يريحها هاليوم من
اي ضغط ويريح نفسه هو بعد .. قام وهو ماسك يدها : تعالي شوفي البيت ..
قامت معاه وهي ترفع عباتها مسك العباية وفصخها : هذا بيتك وانا زوجك
وشوله هالتعب كله ..
حطت يدينها على كتوفها وكأنها تغطيها .. رغم ان فستانها مو عاري الا
ان اكمامه الشيفون كانت مسبب لها احراج كبير مسك يدها وراح يوريها
شقتهم المتواضعة كان اثاثها حلو ورخيص مناسب لامكانياته ومن وصلو
غرفة النوم دخلها الغرفة وفك يدها .. : هذي غرفتك خذي راحتك وسوي كل
اللي تبين .. انا باخذ هدومي وبتسبح وابدل ..
هزت راسها بابتسامة : زين ..
ومن اول ماطلع من الغرفة وسكر الباب .. كانت تتبع كل نصايح نورة اللي
نصحتها فيها .. كل شي كانت مجهزته لها في مكانه بدت تفتش عن قميصها
اللي بتلبسه هالليلة .. جهزت كل شي وحطتهم على السرير وراحت للباب
تقفله دخلت الحمام ( تكرمون ) وتسبحت بعد مالبست وجففت شعرها فتحت
الباب وقعدت تحط روج وكحل .. تعطرت على دخلته عليها .. كانت تبي
تروح للسرير قبل يدخل بس هو فاجأها غمضت عيونها وهي تشوفه يقرب
منها مسك يدها وهمس لها : تعالي ارتاحي ..
جلست جنبه وهي تحس باحراج عمرها ما كانت فيه " الله يسامحتس يانورة
ليتتس مخليتني البس لي دراعة بدل هالفاصخ اللي جايبته لي .. وش يقول
علي الرجال والله ليقول هذي ماتستحي " كان قميصها طويل بسيور رفيعة
وعليه روب طويل من الدانتيل ومع هذا كانت تحس باحراج كبير منه لانها
اول مرة تشوفه وتجلس معاه ..
اما هو كان حاس فيها وبخجلها اللي واضح على كل تعابير وجهها وحاول
بكلامه انه يخليها تتعود عليه شوي



بعد مارجع للرياض طلع هو وخوياه يومين كاشتين بالبر .. رغم ان الجو
بدا يصير حار الا انهم يبون يوسعون صدورهم ويغيرون جو كان مشاري
وعبدالله يطبخون العشا .. وراكان ومنصور يلعبون ورق وكل شوي صوت
صراخهم يعلى .. التفت لهم منصور : ياخي قوي النار بيذبحنا الجوع وعشاكم
ماخلص ..
طقه راكان على فخذه بقوة : اقووووول العب وانت ساكت .. ماعليك فيهم
يالدب ..
ضحك راكان وهو يسمع صوت مشاري يهاوشه .. : ماعليك فيه هالفيل اصلا
مايشبعه شي والله لو تحط له مفطح كلاه بلحاله ..
قام منصور وطمر فوق راكان بكل قوته .. : انا اوريك من هو الفيل يالزرافة
كان راكان يضحك وانفاسه مكتومة بعد ماجلس منصور على بطنه .. : وخر
عني بتذبحني .. الحقووو علي " وبصوت بالكاد يطلع " مشاري الحق علي ..
منصور بكل خبث .. : مانيب قايم الا اذا قلت لو سمحت يامنصور قوم عني ..
كذا ابي اسمعها بذوق واحترام ..
راكان وهو يستجمع انفاسه : لو سمحت " وتنفس بصعوبة " يامنصور قوم
عني ..
وخر عنه منصور وهو يضحك : اييييييييه الحين تعرف شلون تكلم منصور
ولا عاد اسمعك تقول الفيل ولا والله لا اتوطى في بطنك ..
وقف راكان وهو ماسك بطنه ويضحك : اول مرة بحياتي افهم وش معنى
اتوطى في بطنك لعنبو ابليسك خفف من هالشحوم والله اللي تقعد عليه بيموت
قعد يضحك مكانه وهو يلتفت على مشاري وعبدالله : ياعيال وين عشاكم تراكم
ذليتونا يهالكبسة ..
مسكه راكان مع كتوفه واتكى عليها : اصبر وانا اخوك الصبر زين هذا مشاري
اللي طابخ لنا ومايحتاج اعلمك عاد كبسة مشاري لا يعلى عليها ..
استمرو اغلب الوقت على مشاحناتهم بعدها حطو عشاهم وتعشو .. وبعد العشا
ضبط لهم راكان الشاهي وقعدو على نور القمر والضو اللي شابينه يتسامرون
راح عبدالله وجاب لهم المسدس : يالله ياعيال خلونا ننوم وهذا عبوه رصاص
ما اعرف له ..
اخذه منه منصور وهو يبي يحط الرصاص فيه .. قعد يلفه وهو يناظر فيه من
الداخل : ياخي هذا فيه رصاص ..
عبدالله وهو يفرش فراشه : لا والله ابوي يقول لي مافيه رصاص .. عاد شوفه
انت انا ما اعرف له ولا عمري شلته ..
قعد منصور يطالعه كذا مرة : صدقني فيه رصاص اجل وين احط هذا ؟
تمدد عبدالله على فراشه وتلحف تاركهم يحوسون فيه قام بعدها راكان وشال
فراشه يبي يحطه .. ووقف معاه منصور مد له المسدس وهو يأشر له على
داخله : شوفه مليان صح علي ؟
خذاه منه راكان وصار يقلبه في يدينه يبي يتأكد اذا كان فيه رصاص او لا
ثواني بس قبل يفجر اذانهم صوت دوي رصاصة .. جمدت الكل بمكانه قام
عبدالله من مكانه مفزوع وشاف اثنين قدامه بدون اي حركة راكان اللي بيده
المسدس ويناظر مذهول .. ومنصور اللي استقرت الرصاصة في صدره ..
تجمعو مشاري وعبدالله على منصور يبون يكلمونه وراكان مازال على نفس
وضعه ماتحرك .. الصدمة شلت رجلينه وطاح مكانه يناظرهم .. : ماااات ؟
" وبشفايف ترتجف " مشاااري علمني الحين منصور مات ؟
الكل كان مصدوم ومايعرف شلون يتصرف .. راكان اللي صوبه بدون ما
يقصد وعبدالله اللي قال لهم من البداية انه مافيه رصاص اما مشاري رغم
صدمته قرب من منصور يتحسس نبضه .. ويوم لاحظ عليه سكرات الموت
بدا يلقنه الشهادة : قول اشهد ان لا اله الا الله
جا له راكان يبعده عنه : وخر عنه انت صاحي الولد مابيموت .. منصور
رد علي .. منصور تكفى كلمني .. انا راكان رد علي وربي ما ازعلك ولا
اعاندك .. " مسك يده وهو يحسها قالب جليد .. ودموعه تنزل على خدوده
بغزاره " منصور طلبتك هالمرة بس رد علي ..
التفت على عبدالله : يا بو عابد تكفى قول له يرد .. خله يحاتسيني ..
مسكه عبدالله من كتوفه يبعده عنه .. وكمل مشاري تلقينه الشهادة .. ثواني
وسلم روحه لبارئها .. جلس راكان على الارض مغطي وجهه بيدينه : انا
اللي ذبحته .. انا اللي ذبحت منصور ..
قرب منه مشاري وعبدالله وكل واحد فيهم صدمته لا تقل عن الثاني حاولو
يهدونه ويقومون راجعين للرياض بأسرع فرصة لكن صوت صراخ راكان
مو مخليهم يركزون بشي .. قرب منه مشاري ضربه كف يصحيه من حالة
الهستيريا اللي صابته ..

/
\
/

 
قديم   #38

جود ي الحلوه


رد: ~~~~****سجينات خلف قضبان القصور****~~~~~


~~~~****سجينات خلف قضبان القصور****~~~~~


الجزء الحادي عشر
[ الفصل الأول ]‎‎‎‎



/
\
/
\



الى حضرة سمو الحزن : أبسأل بس وشـ باقي؟
وش اللي طالبه منّي لـ أجل تهديني | عنوانك؟

ابسأل حضرتك يا حزن عن اللي كان بأعماقي
قبل لا يمرّني طيفك ... وتدندن جرحي الحانك

علامك جيت لي كلّك ؟ ولا فكّيت لي وثاقي ..
وأنا ما يوم ناديتك ... ولا دقيت بيبانك ..!

حضنت أيّامي بقسوة وأحسّك همت بـ عناقي
وصوّرت العمر بيدك وعلّقته بـ جدرانك ..

ياليتك تبعد وتنسى ياليتك تعلن فراقي ،
أنا ماعاد فيني شي يصبّرني : على شانك

كتبتك يا حزن عمري وفَرَح غيري من أوراقي
أنا لو تحسب جروحي : خطا في عدّها لسانك ..

دخيلك لا تشبّ النار وش إللي يفيد بـ إحراقي
تمهّل يا حزن وإصبر ، قبل تنهيني نيرانك

ترفّق يا حزن .. مابي تشمّت فيني رفاقي !
علامك تحسب طعوني زياده بدفتر إحسانك،

سقاني هـ الزمن مرّه وصنت المر والساقي ..
تقهويت التَعَب منّك .. ولا هزّيت فنجانك،

أمانة عوفها دنياي و رجّع كل أشواقي ..
أنا عندي كثير أحزان ولاني بحاجة أحزانك !



لاحت ساعات الصباح الأولى تحمل معاها قلوب اتعبها هالمصاب العظيم .. الكل
يدري انه مات بوقتها لكن تمسكو بآخر خيط امل انه ممكن يكون على قيد الحياة ..
ومع اعلان وفاته رسميا بدت المأساة وبدت معاها التحقيقات .. بالغرفة الصغيرة
تجمع عدد من المحققين مع الشباب الثلاثة .. كان صوت مشاري هو اللي واضح
وقتها .. لا راكان قادر يتجاوز الحادثة و يتكلم .. ولا حتى عبدالله اللي يلوم نفسه
و يعتبر انه هو السبب في اللي صار كانت اشكالهم تعبر عن المأساة بكل صورها
تكلم الضابط اللي يحقق معاهم : خذوهم التوقيف الحين وضعهم مايسمح نحقق معاهم
ومن بكرة ان شاء الله راح نعرف تفاصيل الحادثة كلها ..
خذو الشباب الثلاثة للتوقيف ومن دخلو تجمعو بزاوية الغرفة شباب صغار والحادثة
اكبر من تحملهم مهما واجهو في الحياة ماعندهم المقدرة التامة انهم يواسون بعضهم
كانت عيونه محمرة ومازالث آثار الدم على ثيابه .. ناظرهم وتكلم بصوت كسير : انا
ذبحت منصور .. انا اللي ذبحته وهو توه ماتخرج .. " التفت لمشاري بعيون مليانة
دموع " كان يبي العرس يامشاري ودايم يطريه .. ذبحته وهو بعده ماشاف دنيا .. بدا
ينتحب بشكل يقطع القلب و بجنبه عبدالله اللي دافن وجهه بين رجلينه ومبين عليه انه
يصيح من اهتزاز كتوفه ..
مشاري اللي حاول يتكلم وماقدر كل الحروف ضاعت منه بوقتها .. كان يبكي بصمت
مايدري اي مصيبة اهون عليه .. وفاة منصور ولا التهم اللي راح تلصق باخوياه ..
حط راكان يده على راسه وهو يناظر مشاري : ياليتني استسمحت منه قبل لا يموت ..
والله اني مانيب قاصد ولا اعرف له .. ياااارب سامحني انت اللي عالم بنيتي ..
رفع عبدالله راسه والتفت له : لا تلوم نفسك انت مالك ذنب والله ماذبحه الا انا ..
" وبصوت مرتجف " يارب لا تعاقبني ..
اقترب منهم شخص في الأربعينات من عمره .. كان الوحيد الصاحي هالوقت معاهم
وبنفس " غرفة التوقيف " شخصين من جنسيات اجنبية .. : السموحة يالأخوان انا
سامعكم من اول ما دخلتو ولا ادري وش السالفة بالضبط .. بس لا تلومون انفسكم كل
شي يصير لنا قضاء و قدر والواحد فينا يطلع من بيته ويقول كم ساعة وراجع يمكن
ماعاد يرجع ابد .. انا راجع لبيتي من الاستراحة ولا شفت اللي طلع بوجهي وموقفيني
الحين بقضية دهس .. والله يستر من اهل المتوفي كان طلبو دية ما اقدر عليها ..
لف عليه راكان وهو كاره وجوده .. حس انهم بوضع مايسمح لهم يتكلمون وهذا جاي
يسولف : ياخوي واللي يرحم والديك اللي فينا كافينا .. محد رايق لك ..
سكت الرجال احتراما لنفسيتهم .. هو الثاني كان مهموم و محتاج يفضفض .. يمكن
بمواساتهم لبعض يخف الألم شوي ..
من التعب نامو كلهم الا راكان اللي ماغمض له جفن طول الوقت يفكر بكل اللي صار
انتبه للنور اللي ظهر له اول ما انفتح الباب وقام أول ماسمع اسمه .. كان جالس
يجاوب على كل تساؤلاتهم وهو يستجمع قوته .. اللي صار له اكبر من احتماله : والله
العظيم وأقولها لك للمرة المليون ماكنت ادري انه فيه رصاص .. ولا عمري شلته
بحياتي ولا اعرف له ..
تكلم الضابط بهالوقت : اوكي .. خلك شوي برا ..
طلع راكان والتفت الضابط لمساعده : كل الثلاثة اقوالهم متطابقة .. مادري اذا هم
متفقين على نفس القصة أو هذا فعلا اللي صار ..
تكلم مساعده : اذا هم يكذبون راح نضغط عليهم واكيد بنحصل ثغرة توصلنا للحقيقة ..
أشر الضابط للشرطي اللي واقف عند الباب يدخل الشباب الـ 3 وأول ماوقفو قدامه
تكلم بصرامة : راكان انت راح تنتقل للسجن بتهمة قتل منصور محمد الـ ...... وبتستمر
معاك التحقيقات .. اما انت يا اخ عبدالله راح تسجن بتهمة حيازة السلاح واستخدامه
بدون تصريح من الجهات المختصة .. " و لف على مشاري يناظره " وانت تقدر تروح
الحين ..
طلعو كلهم و وقف راكان مع مشاري : انتبه لا يدري الوليد باللي صار ابد " هز له
مشاري راسه برضا " واتصل على طلال رجل اختي خله يجيني رقمه بالنوتة اللي جنب
التليفون ..
لاحظ عليه رجفة شفايفه وهو يتكلم ونظرات عيونه اللي تحكي كل معاني الصدمة : ابشر
بكل اللي تبي .. الحين بروح معاهم نبلغ اهل منصور والله يجعل كل امورنا خير يارب ..
ودعهم اثنينهم وطلع من القسم رايح للشقة ومن بعدها يتجه لديرة اهل منصور .. كانت
قريتهم تبعد حول الـ 260 كيلو عن الرياض .. بعيونه تلاشت صعوبة هالطريق مع
صعوبة موقفه ..
جلس مستمع وتارك لرجال الشرطة كامل الحرية انهم يشرحون لابو منصور كل تفاصيل
الحادثة ..
ردد ابو منصور بصوت عالي : لا حول ولا قوة الا بالله .. انا لله وانا اليه لراجعون ..
اللهم اجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها " مسح بيدينه على وجهه وكمل " والله
ما اسكت عن حق ولدي واخذه الين آخر يوم بعمري ..
و رغم كل محاولات مشاري المستميتة لتوضيح الصورة الا ان تهديدات ابو منصور
استمرت .. واللي زاد الأمر صعوبة عليه اكثر صوت صياح الحريم في البيت .. رجع
بعدها للرياض محمل بهموم اكثر من قبل كانت الساعة تجاوزت الـ 11 بالليل .. تسبح
و بدل و جلس بالصالة يستجمع كل اللي صار بهاليوم كله .. بمثل هاليوم قبل اسبوع
كانت هالشقة كلها ازعاج وحركة .. واليوم صمت فظيع منصور و توفى و بكرة راح
يصلى عليه بعد الظهر .. الوليد و تزوج و راكان و عبدالله بالسجن و التهم متفاوتة ..
ذكر ربه وهو يحاول انه يتصبر .. ومن بكرة راح يتصل على طلال مثل ماطلب منه
راكان ..


/
\
/
\


كان جالس بمكتبه ومغمض عيونه وغارق بوسط تفكيره .. طلعه من هالدوامة صوت
رنة جواله .. سحب الجوال وناظر بالرقم لثواني و بعد ماتذكره تركه الين يقفل ويرجع
هو يتصل عليه .. أول ما قفل سجل الرقم باسم راكان قبل ينسى واتصل عليه .. ما
انتظر كثير قبل يجيه صوت مشاري المرتبك .. الجمته الصدمة عن الكلام وهو يسمع
كل تفاصيل الحادث .. كل شي انقال مزعج الى ابعد الحدود .. شباب بهالعمر وانحطو
بهالموقف اللي محد يقدر يتحمله .. ومن وقت اللي سكر من مشاري اتصل على محاميه
و قام رايح له .. اول شي جا في باله انه يطلع راكان من هالمشكلة كلها لانه يشوف ان
عمره ما يتحمل صدمات بهالكبر .. و " هي " شلون لا درت باللي صار لأخوها وهو
يدري وش كثر هي متعلقة في اهلها .. وصل لقسم الشرطة وطلب انه يقابله .. دقايق
ودخل عليه راكان .. شكله هالمرة نقيض اللي يعرفه كان يبان بعيونه رغم الحزن لمعة
الأمل .. واللي قدامه انسان اشبه للميت فاقد للحياة بكل ألوانها .. ومن سلم عليه شاف
التأثر الواضح عليه : راكان اذكر ربك .. هذا شي مقدره رب العالمين وانت مالك يد
فيه .. و بحول اللي ماتنام عينه بتطلع منها ..
رفع راسه وناظره مستفهم : وشلون اسامح نفسي وشلون اعيش باقي عمري وانا ذابح
خويي ..؟
بكل هدوء تكلم : قدر الله وماشاء فعل ..
قطع عليهم نقاشهم الحزين دخول المحامي اللي من شافه طلال قام يسلم عليه .. تركهم
لدقايق اطلع فيها على القضية وبعدها تكلم : راكان ..
التفت له بدون مايرد وكمل المحامي كلامه : ان شاء الله تكون قضيتك سهلة وما تحتاج
للكثير من الاجراءات .. اذا ثبت وقوع الخطا فكل اللي عليك دفع الدية والكفارة اللي هي
صيام شهرين متتالين مثل مايقول الله عز وجل " وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمناً إلا خطأ
ومن قتل مؤمنا خطأً فتحرير رقبة مؤمنة وديةٌ مسلمة إلى أهله إلا أن يصدقوا فإن كان
من قومٍ عدوٍ لكم وهو مؤمن فتحرير رقبة مؤمنة وإن كان من قومٍ بينكم وبينهم ميثاق
فدية مسلمة إلى أهله وتحرير رقبة مؤمنة فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين توبة من
الله وكان الله عليماً حكيماً" .. والحق العام يحدده القاضي وممكن يكون مدة السجن قصيرة
واذا تم العفو واسقطت الدية مايكون عليك الا الكفارة و الحق العام ..
طلال مستفسر : طيب شلون تثبت انه قتل خطا ؟
تكلم وهو مركز نظره على راكان اللي غارق بعالم ثاني بهالوقت : مع التحقيقات والتحريات
.. على العموم تطمن ان شاء الله انها قضية سهلة ..
جمع كل المعلومات اللي يحتاجها واستأذن رايح لشغله وعند الباب استوقفه طلال وبصوت
هامس : واذا ماقدرنا نثبت انه بالخطا ..
رد عليه وهو يسحبه لخارج الغرفة ويسكر الباب : اذا ما عفو عنه اهل القتيل .. بهالحالة
يكون الحكم " القصاص " ..
غمض عيونه وهو يردد : لا حول ولا قوة الا بالله .. الله يعين ان شاء الله ..
رجع لراكان بعد ما ودع المحامي اللي وعده بكل خير .. ومن شافه يجلس تكلم : مشكور
و ماقصرت على اللي سويته كله .. انا مناديك اليوم ابي منك خدمة ..
طلال وهو منصت له تماما : آمر ..
بلع غصته وهو يتكلم : ابيك تروح لم اهلي و تعلمهم باللي صار كله .. ابيك تقول لابوي
هالمرة ابتليت في ولدك .. و تكفى يا طلال مهد له الموضوع شوي .. شوي اخاف يصير
فيه شي والسبة انا ..
بدت تلمع دمعته بعينه الى هالحين وهو مو قادر يصدق اللي صار معاه ومهما سمع من
كلمات تهدية او مواساة بالنسبة له كل هذا كلام واسهل شي بالدنيا الكلام .. قرب منه
طلال وحاول انه يهديه وهو يشوف رجفة جسده : الله يسهلها وانا اخوك ..
وقبل ما يكمل كلامه انفتح الباب و تكلم الشرطي : العذر اخوي .. انت اخذت اكثر من
وقتك وانا مضطر اخذه الحين للسجن ..
قام راكان بدون ادنى مقاومة ومشى معاه كانت خطواته كسيرة و موجوعة .. هو اللي
ماعمره غلط على احد بيوم وليله اصبح قاتل .. وما قتل الا انسان شاركه يومه طيلة 3
سنوات و نص اللي جمعتهم فيها شقة وحدة تقاسمو كل شي بينهم حتى الهموم ..
ومشى هو طالع وراجع للبيت .. بيروح اليوم للديرة بما ان الظهر توه يأذن .. و بداخله
هم كبير من هالحمل اللي اثقل فيه .. " يارب يسر لي امري " ...



/
\
/
\


بصالة انتظار النساء الصغيرة واللي تبعد عن غرفة الدكتورة خطوات قليلة فقط ..
قعدت هي وموضي بانتظار دورها وهم يسولفون .. : هذي متى تخلص زهقنا وهم
ماقضو من هالتحاليل ..
لفت عليها نورة اللي مزاجها اصلا ما كان رايق : وش اللي حادتس تجين معي الا اللقافة
رفعت موضي برقعها وهي مبتسمة : والله من اعرستي و ثاقلن دمتس دام هذي علومتس
لا ابعدتي عنه .. فكينا منتس ولا تجينا خلتس مع رجلتس ابرتس ..
ضحكت على كلامها وهي تحسب في يدها : بقى له ٣ ايام و يجي ياخذني .. ياموضي
والله مدري وش فيني لا صرت عنده يذبحني الشوق لكم .. واذا جيت الديرة احس اني
مابي افارقه .. الله يخليه لي " سكتت يوم شافت الممرضة جايتها مبتسمة و بيدها ورقة "
يارب اجعله خير ..
مدت لها الممرضة الفلبينية الورقة واتسعت ابتسامتها : مبروك مدام هامل " حامل "
لفو على بعضهم ثنتينهم وكل وحدة فيهم مستانسة بهالخبر .. ضمتها موضي وهي
تبارك لها : مبروك يالنوري الله يتمم لتس يارب .. ويرزقتس بالذرية الصالحة ..
مسحت دموعها اللي نزلت من فرحتها وهي تنزل برقعها على وجهها : الله يبارك
بعمرتس .. عقبال ما اشوف عيالتس وعيال عيالتس ..
رفعت يدينها للسماء وهي تضحك : آمين .. الحمدلله ماهنا احد من الديرة ولا خبرتس
وصل لهم قبل لا نوصل بيتنا ..
مشو ثنتينهم ورا الممرضة اللي صرفت لها ادويتها وطلعو راجعين للبيت .. كانت
نورة تحس باحاسيس غريبة .. تختبر مشاعر لاول مرة بحياتها تجربها .. حلمها اللي
راودها من الصغر تحقق اخيرا وبتصير ام مثل ما كانت تتمنى .. اول شي طرى في
بالها كان زوجها تبيه يجي وتزف له هالخبر اللي اكيد راح يسعده .. ودها بس تشوف
علامات الفرحة على وجهه وهي تقول له هالخبر الحلو احساس عظيم يغمرها الحين
ربي جمعهم على خير و حب .. وتعلقت فيه لدرجة صارت تحس انه يقاسمها روحها
ويمكن اكثر بعد .. وهو بعد اللي كانت تحس بحبه قبل مايقول لها اللي بقلبه .. خالتها
اللي كانت دايم تقول لها انها تبي تشوف عيال طلال وتفاصيل كثيرة جميلة بانتظارها
تحس بحماس كبير لهاليوم اللي بينتشر فيه خبر حملها والكل يعرف فيه راح تفكيرها
لسما ورسيل وابو طلال بعد .. ودها تستعجل الايام وتزف لهم هالخبر الحلو وتعيش
اجمل ايام عمرها بانتظار اول مولود لها .. هالمولود اللي تعتبره ثمرة حبها له .. كل
شوي كانت تشوف موضي اللي بتسبقها لاهلها وتزف لهم الخبر وصلو للبيت وركضت
موضي قبل نورة ودخلت تبشرهم ومن اول مادخلت نورة استقبلوها بالتهاني توردت
خدودها خجل من هالاحساس اللي تعيشه الحين سلمت على امها وابوها ودخلت للغرفة
سحبت مخدة وانسدحت لها شوي تبي تريح .. ومع التفكير بهالحلم الجميل اللي تحقق
لها .. خذت لها غفوة ماتدري كم مدتها .. ماقامت الا على اصوات خواتها اللي جايين
لها للغرفة .. ومنيرة اللي واقفة عند راسها : النوري قومي رجلتس جا ..
فزت على طول من سمعت طاريه .. : تقولين الصدز يامنيرة ؟
قعدت قبالها وهي تحلف لها : والله انه جاي تو ابوي يوم يقعد في فرشتنا الا ويشوف
موتره وقال لي ادخلي البيت هذا رجل اختس جاي ..
رتبت خصلات شعرها المتناثرة .. وفكت ضفيرها اللي تعودت دايم بالديرة تسويها
وقفت عند المراية تناظر نفسها وابتسمت .. حطت يدها على قلبها : موضي علميني
الصدز طلال جا ؟ " وقبل ماترد موضي سمعت صوته وهو يسلم على ابوها .. " اي
والله هذا هو جا .. اروح له ولا انتظر لين يصوت لي ؟
سحبتها موضي من يدها تبي تجلسها : اقعدي انتي الحين شوي .. وعقب روحي اقعدي
معهم ..
جلسو هم بالداخل بالوقت اللي كان طلال جالس فيه مع ابو راكان وزوجته بعد السلام
والسؤال عن الاحوال .. تردد الف مرة قبل يقول لهم الموضوع كان يحس بتوتر كبير
لكن هو حمل امانة ولازم يبلغهم هالأمانة : والله مدري من وين ابدا كلامي .. لكن انا
جايك اليوم بخبر مو زين وان شاء الله ..
وقبل يكمل كلمته شهقت ام راكان وحطت يدها على قلبها : راكان ولدي صاير له شي
تكفى ياطلال علمني ؟
اشر لها بيده يهديها : لا يا خالتي مافيه الا العافية .. " رجع ناظر في ابو راكان اللي
بان الخوف على ملامح وجهه .. " يا خالي هو ارسلني اقول لك انك ابتليت في نفسك
وجسدك واهلك ومالك وصبرت .. واليوم ربي ابتلاك في ولدك ومايبي منك الا الصبر
حط يده على عيونه وكأنه مايبي يشوف او يسمع خبر شين عن ولده : وش اللي صاير
وقفت قلبي ..
رحم حالتهم المترقبة وتكلم على طول .. : صوب خويه بالغلط والولد توفى من وقته
والحين موقفينه ..
تعالت صوت شهقة ام راكان وصياحها مع صوت ابو راكان وهو يردد : لا حول ولا
قوة الا بالله .. لا حول ولا قوة الا بالله .. يارب لطفك وسترك " بدا يمسح على لحيته
اللي كساها الشيب وهو يشوف زوجته اللي قلبتها مناحة " قولي الحمدلله على كل حال
هذا قدر رب العالمين .. الحمدلله اللي سلمه لنا .. والله اللي خلقه ماهوب مضيعه يالله
يارب تلطف بولدي ..
بالداخل البنات يسمعون الاصوات ولا هم دارين وش الموضوع سحبت نورة جلالها
و قبل تطلع دخلت لهم امهم وهي تصيح .. مسكتها من يدها وهي مرتاعة : يمه وش
اللي صاير ؟ تكفين لا تقولين راكان صار له شي ؟
رفعت برقعها وقعدت على الارض وهي تصيح وتمسح دموعها بشيلتها .. : ياحسرتي
عليك ياولدي .. راكان بالحبس يانورة مصوبن خويه ..
وقفو الكل مذهولين من كلامها اللي قعدت تعيده عليهم و تصيح .. تسلل الخوف لقلوبهم
طلعت لابوها وطلال برا ودموعها بعيونها ومن انتبهت لشكل ابوها عرفت ان السالفة
جد .. قعدت ومسكت يد طلال : طلال احلفك بالله راكان وش اللي صاير عليه ؟
كانت تتكلم وهي ترتجف وعيونها غرقانة دموع ماكان ابد يحب يشوف الحزن بعيونها
لكن غصب عنه هو اللي جا يقول لهم هالخبر الشين : اذكري الله يانورة راكان مافيه
الا العافية وان شاء الله قضيته سهلة .. بس انتو ادعو له وان شاء الله محد بيخليه ..
ناظرت ابوها وهي تصيح : يبه علمني راكان وش بيصير عليه ؟
كان منزل راسه ومبين عليه التأثر حتى انه مو قادر يقول اي كلمة ولا هو قادر يرفع
راسه ويناظرهم .. رجعت التفتت على طلال تترجاه : طلال ؟
كانت عيونه معلقة بعيونها .. وده انه يضمها لصدره ويسكن رجفتها .. الموقف كله
موتره واللي زاد توتره اكثر صوت صياح خالته بالداخل وبناتها معاها .. : قولي ان
شاء الله خير .. انا كلمت المحامي يشوف قضيته .. وامرها بإذن الله سهل بياخذون
شهادة اخوياه وادلة الطب الجنائي واذا ثبت القتل الخطا .. نروح نتفاهم مع اهل الولد
وان شاء الله الدية امرها سهل ..
التفت لها ابوها وهو يشوف واحد من بعيد جاي لهم .. : قومي وانا ابوتس ادخلي مع
امتس وخواتتس .. وقصرن حسكن لا يطلع الرياجيل هالحين اكيد بيجوني ..
قامت على طول ودخلت للبيت وقعدت مع امها وخواتها .. ماكانت تدري وش تقول
لهم بالضبط لكن كانت تبي تهديهم كعادتها دايم بهالازمات .. : يمه طلال يقول ان شاء
الله امره سهل .. تكفين يمه ادعي له ربي يفرج كربته ويسهل له امره ولدك وتعرفينه
مايخطي على احد ابد وهذي حكمة رب العالمين .. الله اللي كاتب له هاليوم من يوم
خلقه .. ادعي له يمه دعا الوالدين مستجاب ان شاء الله انها توافق ساعة اجابة وربي
يكتب له الفرج ..
رفعت يدينها للسما وهي تردد : يالله يارب ولدي لا تخليه .. يارب انك تفرج كربته
وتفكه من السجن يارب العالمين ..
كان وضعهم جدا حزين الا انهم اشغلو وقتهم بالدعاء له .. حتى في بيت خالتهم اللي
من سمعت الاصوات بالخارج وهي حاسة انه بيت اختها فيه شي وقفت على الشباك
ماتبي تسمع وش اللي صاير .. وبنفس الوقت ودها تعرف وترتاح .. : والله انه فيهم
شي .. هالرياجيل اللي متجمعين عند عمتس وراهم علم ..
قربت هيا تناظر مع امها بخوف : يمه هذا ماهوب رجل نورة ؟
ركزت نظرها فيه وشهقت اول ما تأكدت منه : يارب تستر على بنتي لا يكون فيها
شي ؟ ولا محمد ؟ لا لا ان شاء الله مافيهم الا العافية ..
حطت يدها على فمها وهي تبي تعرف اللي فيهم وترتاح : يمه تكفين روحي شوفي
وش اللي صاير ..
قعدت مكانها محتارة ماتدري وش تسوي .. : وانا وشلون اروح لهن وهالرياجيل
برا .. جماعتي ماعلي فيهم .. بس رجل نورة شلون اطلع وهو يشوفني .. " وبعد
تفكير " هاا اسمعي وانا امتس .. البسي عباتتس واطلعي من البيت روحي يسار ..
الباب مانقدر ندخل منه والرياجيل قاعدين بس روحي لم دريشة البنات وانشديهن
وش اللي صاير .. روحي وانا امتس والله ان رجليني ما يشيلني ..
كان احساسها يقول ان الامر متعلق براكان لكن كانت تكذب احساسها .. طلعت من
البيت وهي مستعجلة ماتبي احد ينتبه لها .. وجات لبيت عمها من الخلف .. وقفت
عند الشباك وطقته عليهم .. : موضي ..
موضي اللي كانت قاعدة بالصالة فزت لها على طول .. ماعرفت تخبي دموعها
وشكلها اصلا مبين عليها آثار الصياح .. وقبل تتكلم بادرتها هيا : ياويل قلبي وش
اللي صاير ياموضي ؟
جات خالتها من وراها وهي متغطية ببرقعها ماتبي هيا تنتبه لصوتها .. : ماهوب
صاير الا كل خير .. مير مانبي نورة تروح عنا ..
هزت راسها بالنفي من لمحت نظرات موضي لامها : لا .. خالتي واللي يسلمتس
علميني وش فيه .. من اللي ميت ؟
قاطعتها موضي : اعوذ بالله من هالطاري .. محد ميت بس " والتفتت على امها "
راكان صارت له مشكلة وان شاء الله بيحلونها ..
وقفو كلهم بالغرفة يناظرون هيا اللي تسمعهم وكل وحدة فيهم تهون عليها وعلى
نفسها وهم مايدرون للحين وش هي خطورة الموضوع بجد طلال من اول يهونه
لهم بس جيته هي اللي مخوفتهم .. رجعت للبيت ودموعها على خدودها .. تنفست
بصعوبة تحاول تاخذ اكبر قدر من الهوا قبل تتكلم .. واول ماوصلت شافت امها
تصيح ومشعل عندها .. عرفت انه واصلها كل شي من مشعل ودخلت هي الغرفة
تبي تقعد لحالها وماتفكر بشي غيره .. كانت صدمتها كبيرة من اللي سمعته شي
واحد كانت تتمناه بهاللحظة ودها بس تشوفه وتقول له انها راح تنتظره العمر كله
بس يرجع لها .. ماتبي الا هو ولا عمرها حلمت الا فيه .. وراح تتحمل كل ظرف
ممكن يمر عليهم .. وتكمل معاه باقي حياتها .. لاول مرة بحياتها تظهر مشاعرها
المدفونة له قدام اهلها دايم مخبية كل شعور حب بداخلها لانها تستحي تقول اللي
بقلبها بس اليوم غصب عنها فاض فيها الحزن .. اول ماشافت امها جاية جنبها ..
حطت راسها على حجرها ودفنت نفسها بحضنها واستسلمت لدموعها : يمه راكان
بيرجع لي .. ماهوب مخليني ولاني بمخليته ..
مسحت على شعرها وهي تهديها وكل اللي تتمناه انه ربي يسهل كل اموره وتعدي
هالمشكلة على خير ..
طلال قبل مايروح كلم سلمان يقول لاهله يدخلون يبي يكلم نورة ..وبعد شوي جا
له سلمان يقول له يدخل دخل وشافها واقفة في الصالة كان خشمها احمر وعيونها
متورمة من كثر الصياح .. : انا ماشي الحين .. تبين تروحين معاي ولا بتقعدين
عند اهلك ..
هزت راسها بالنفي : لا ابي اقعد معهم .. " مسكت يده تترجاه .. " تكفى يا طلال
اخوي لا تخليه طلبتك ..
ضغط على يدها يواسيها : ابشري .. ان شاء الله مانيب مخليه .. بخليك اسبوع
بعد وبجي آخذك يوم الاربعاء الجاي ان شاء الله انتبهي لنفسك ولابوك بعد تراه
يكتم بنفسه وما يتكلم .. ولا تشيلون هم راكان الله بييسر اموره ..
بعدت يدها عنه وهي تسمع صوت امها تدعي له .. ومن شافها جاية حب راسها
قبل لا يطلع : والله لو ما ارسلني لكم راكان ماجيتكم بهالاخبار الشينة .. بس ان
شاء الله ما اجيكم الاسبوع الجاي الا بالاخبار اللي تسركم .. "التفت لنورة وكأنه
يسرق صورتها للمرة الأخيرة قبل يروح .. " يالله فمان الله ..
ودعته بدموع خليط من حزن على اخوها واهلها وعلى فراق زوجها : الله يحفظك
ومشى راجع للرياض ..


/
\
/
[

في اطهر بقعة على وجه الارض وفي بيت الله الحرام وقفت لاول مرة بهالمكان
الطاهر اللي تزوره لاول مرة بحياتها .. كانت تناظر بكل شي حولها بانبهار من
المآذن الطويلة الى ساحات الحرم الواسعة .. واول مادخلو لساحة الطواف وشافت
الكعبة من بعيد دمعت عيونها .. وماقدرت تسيطر على مشاعرها قرب منها ومسك
يدها اول مادخلو في الزحمة .. وابتدو بسم الله الشوط الاول من طوافهم .. رفع يده
يأشر على جهة الحجر السود وهو يردد : بسم الله .. الله اكبر ..
رهبة حستها بقلبها وهي تشوف الناس اللي حولها والاهم من هذا انها في بيت الله
الحرام .. المكان اللي تمنت لو تشوفه مرة بس قبل موتها .. ماتذكر انه بقى احد
من اهلها واللي تعرفهم مادعت لهم كل من جا في بالها توجهت لله بخالص الدعاء
ودعت من قلب لهم .. واهم دعاء كررته برجاء انه ربي يبعد عنها شبح الماضي
بكل آلامه واحزانه ويسخر لها قلب زوجها ويسخرها له ..
اول ماوصلو للركن اليماني دنق وقرب من اذنها يبيها تسمعه : رددي هالدعاء بين
الركن اليماني والحجر الاسود .. { رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا
عَذَابَ النَّارِ} ..
رددت الدعاء في كل شوط بين هذين الركنين .. واستشعرت بقوة روحانية المكان
ابتسمت وهي تشوفه يضغط على يدها يبعدون شوي عن الزحمة بما انهم في الشوط
الاخير يبون يكونون على الاطراف عشان يسهل لهم الخروج من الزحمة ..
قرب من اذنها : صلي ركعتين الطواف مع هالحريم ولا تتحركين من مكانك ابد انا
بصلي واجي اوقف لك هنا زين ؟
شيخة بتجاوب : ان شاء الله ..
وراحت في اول مكان فاضي حصلته .. كبرت وصلت ركعتين الطواف .. وقعدت
تسبح مكانها لحد ما لاح لها زول الوليد وهو يدورها بين الحريم .. قامت على طول
وراحت له .. واول ماشافها ابتسم : يالله هاتي يدك نروح نسعى ..
مسكت يده وهي مو قادرة تقاوم هالفرحة اللي فيها : بسم الله ..
واول ما بدو السعي من الصفا قرأ بصوت مسموع لها (إن الصفا والمروة من شعائر
الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ومن تطوع خيرا فإن الله
شاكر عليم ) .. واستقبلو القبلة قبل ما يبدأون اول اشواط السعي " لا إله إلا الله والله
اكبر .. لا إله إلا الله وحده لا شريك لهُ ، لهُ الملك ولهُ الحمد وهو على كل شيءٍ قدير
لا إله إلا الله وحده ، أنجز وعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده "
اتمو جميع اشواط السعي .. وقصرو شعورهم وحلو احرامهم .. قرب منها وهو يأشر
لها على مكان تصلي فيه : صلي مع هالحريم .. ومثل ماوصيتك قبل لا تتحركين الا
اذا شفتيني ..
كان ودها تصفقه على هالاوامر اللي كل شوي يقولها لها .. هي مو صغيرة او جاهلة
ماتفهم ومن قالها لها اول مرة استوعبتها .. واكيد هي بقناعتها ماراح تتحرك ابد وهي
ماتعرف وين تروح اصلا .. قعدت مع الحريم وهي تنتظر صلاة المغرب .. صوت
الآذان اللي صدح اسرى قشعريرة بجسدها تمنت كل اهلها يعيشون معاها نفس هالشعور
اللي هي تعيشه الحين .. كل احساس عظيم تختبره تمنت لهم نصيب فيه ..
بعد صلاة العشا شافته جاي يدورها وقامت له على طول .. واول مامشو طالعين من
الحرم للفندق اللي مستأجرين غرفتهم فيه .. قعدت تناظر بكل المحلات حولها بفرحة
وهي كل شوي تأشر له على شي : ابي اخذ منهن لخواتي وخواتك ولأمي وخالتي بعد
راحو لمحل اكسسورات .. وفي زاوية المحل الصغير كان جالس شايب يكتب اسماء
على بعض هالاكسسوارات .. اختارت على عددهم وقربت منه تبيه يكتب لها : ابيه
يكتب اسم نورة وموضي وحصة ومنيرة وهيا وسارة .. وخواتك امل " وبخجل "
من هي الثانية ؟
ابتسم وهو ياخذها ويحطها عند الشايب : فرح ..
ابتسمت بخاطرها وشلون نست هالاسم وهو يعني الفرح رجعت تختار اشياء تناسب
امها وخالتها .. وخالتها ام الوليد بعد .. وخذت لها مجموعة مسابيح لابوها وراكان
وسلمان وابو الوليد بعد ..
قرب منها يسألها : تعالي شوفي من ناقص ..
ناظرت بالاسماء تعدهم .. وتكلمت بصوت بالكاد ينسمع : موضي وهيا مابعد كتبهم
ناظرها الشايب مستفسر : ارفعي صوتك يابنتي ماني سامعك ايش قلتي ؟
رجعت تكرر له نفس الاسماء : موضي وهيا ..
كتب لها اسمائهم ومدها لها .. : كدا تمام ؟
اشرت له براسها مستانسة وهي تناظر بالوليد فرحانة .. : خلاص ناخذهن ؟
جمع الولد الصغير اللي مع الشايب هداياهم المتواضعة وحطها لهم بكيسين وحاسبهم
الوليد ومشو راجعين للفندق .. دخلت على طول تتسبح وقعد هو ينتظرها بالغرفة ..
لبست وجففت شعرها وطلعت له .. باسها على خدها دخل هو الثاني يتسبح بعدها ..
جلست على السرير تتذكر كل اللي صار لها اليوم .. وهي تحس بفرحة بعمرها ما
جربتها بحياتها وشكرت ربها اللي عوضها خير بهالانسان اللي دعت من قلب ربي
يسخره لها .. وهذا اهم شي هي تفكر فيه الحين ..


/
\
/
\



صار له يومين يترجاها يجيها البيت وهي رافضة كثرة هالمقابلات اللي تحس
انها بتخليه مايستعجل على زواجهم لكن مع اصراره والحاحه هالمرة رضت
انه يجي عندها ..
وكعادتها كل مرة كشخت له وتعطرت وانتظرته يجي من حظها اليوم اربعاء
والعائلة هاليوم محد يقعد في البيت وابوها من طاح عليهم مريض للحين وهو
كل يوم نايم بعد صلاة العشا .. استقبلته في الصالة استقبال حميمي كعادتهم
من سنوات مضت .. ولبسها هالمرة مايقل خلاعة عن كل مرة تشوفه فيها ..
ومن جلس معاها وهو طول الوقت مقربها منه ويبوس فيها وهي تتدلع عليه ..
مدت له الحلى وهي تبي توكله بيدينها : حبيبي ذوق هاللقمة من يدي ..
كان يناظرها مبتسم ابتسامة كلها رغبة اكل اللقمة من يدها وهو يتأملها : يا
عمري انتي .. الله لا يحرمني من هاليدين الحلوة .. ولا من صاحبتها الاحلى
ضحكت وبعدت عنه وهي تشوف نظراته لها ..
مسك يدها يقربها منه : حبيبتي ..
ناظرها بهيام وجاوبته بدلع : عيونها ..
عض شفته وتكلم وهو مازال مبتسم : الحين محد في البيت صح ؟ " هزت
رساها بالنفي وكمل كلامه " زين تعالي وريني غرفتك .. " وقبل ماتعترض
على كلامه قام " ولا كلمة انتي من زمان واعدتني .. لا تقولين شي الحين ..
يالله عاد حبيبتي ابي اشوف ذوقك عشان اختار لك شي يعجبك ابي اثاث بيتنا
نفس اللي انتي تعيشين فيه ..
قامت معاه وهي حاطة يدها على خصرها : ايه ايه .. اضحك علي بهالكلام
الحلو .. تعال بس تشوفها وتطلع وبعدها نروح نقعد بالمجلس زي دايم ..
ومشى معاها : ابشري من عيوني .. انتي تامرين امر
ياقلبي ..
حست بفرحة كبيرة وهي تحس بحجم الحب الكبير اللي مغرقها فيه .. ورقت
معاه لغرفتها .. وقف عند الباب يتأمل اثاثها الفاخر جدا وهو مدرك بداخله
انه مايقدر .. لو حاول يجيب ولو نص قيمته .. شوي دخل يشوف ادراجها
واغراضها اللي على التسريحة .. حتى ملابسها .. : والله انك بنت نعمة من
جد ..
طقته على كتفه بدلع : حبيييييبي .. وش هالكلام ..
التفت لها
: ياعيون حبيبك انتي .. " حاولت تبعد عنه لكنه تمسك
فيها اكثر وهو يلثم وجهها " حبيبتي لا تزودينها وتصيرين معقدة انتي الحين
زوجتي والكل يعرف ..
حطت يدها على صدره تحاول انها تبعده وهو متمسك فيها اكثر من قبل ..
وماحست بنفسها الا وهو راميها على السرير مر وقت طويل قبل تستوعب
اللي صار لها هالوقت كله .. ناظرته بخوف : صلااااح .. وش سويت انت ؟
اشر لها تهدا وتسترخي : ماسويت شي ياقلبي انتي .. منال .. اليوم ولا بعد
5 اشهر انتي زوجتي .. ليش خايفة ؟ "
يسعد لي ربي زوجتي الغالية تصدقين من اليوم راح احبك اكثر ..
بعدته عنها وهي مصدومة من وضعها معاه : ليش سويت اللي سويته ؟ انا
من الاول قلت لك بعد الزواج راح اكون لك .. " وبدت تصيح " ليش حرام
عليك ..
قعد وهو يناظرها : منال ؟ وش فيك انتي .. تراك حلالي واسوي اللي ابي
بعدين الحين ولا بعد 5 اشهر وش يفرق .. انا انسان احبك وابي اعيش معاك
عمري كله .. امسحي دموعك الحين ولا تقفلين بجوي رجاءً ..
عصبت عليه وهي تشوف بروده معاها : انا اقفل بجوك .. صلاح انا ماعندي
استعداد اعيش هالايام بقلق وتوتر نفسي .. من بكرة تجي تقول لابوي الزواج
بعد شهر ..
قام وهو يلبس ملابسه ويناظرها بقهر : الظاهر انك مريضة انتي .. وشو شهر
ومن وين لي مصاريف زواج وشقة ومقدم عقد وتأثيث انتي تحسبيني مثلك ..
العب في الفلوس ومادري وين اوديها ؟ خلاص انا وعدتك بعد 5 اشهر على
ما يجيني قرض تيسير الزواج .. ووقتها تنحل كل مشاكلنا ..
وطلع من عندها تاركها وراه وهي تصيح منهارة .. هي كانت طول عمرها
معاه تتمنع وماعمرها مكنته من نفسه .. ماتدري ليش هالمرة ضعفت له ..
ليش هالمرة استسلمت له ولمعسول كلامه ووعوده اللي ما تنتهي .. حاولت
تهدي نفسها بالاخير وتقنعها .. هي واثقة من حبه وواثقة انه اختارها هي انها
تكون زوجته .. واكيد راح ينتظر الفترة هذي تمر بسرعة ويعيشون مع بعض
مثل اي اثنين متزوجين قامت تتسبح وهي تعيد نفس الكلام على نفسها تحاول
انها تخفف من احساس الخوف اللي تملكها ..

 
قديم   #39

جود ي الحلوه


رد: ~~~~****سجينات خلف قضبان القصور****~~~~~


~~~~****سجينات خلف قضبان القصور****~~~~~



نزلو من السيارة رايحين لبيت خالهم .. ناظرت حولها واستغربت كل شي تشوفه
البيت تغير وصار مكانه فيلا متوسطة لكن اكبر من بيته المتواضع اللي قبل وبيت
جيرانهم مازال هو نفسه نفس الفيلا القديمة اللي كانت تشوفها حلوة بوقتها وفخمة
الحين تشوفها اقل من عادية .. اما الحديقة اللي كانت تجمعهم ايام طفولتهم تغيرت
كثير وصارت احلى من قبل .. ماعادت هي الحديقة اللي حملت على ارضها احلى
الذكريات .. انتبهت لامها تناديها ومشت معاها ماكانت ابد حاسة بالوقت اللي راح
وهي منشغلة باستعادة ذكرياتها .. دخلت بيت خالها واستقبلتهم زوجة خالها اللي
كانت تكره تحكمها فيهم وفرض اوامرها عليها وعلى امها .. تذكرت هالوجه الحين
رغم انه بنظرها صار ابشع واقبح من قبل .. واصوات عيال خالها اللي مسببين
ازعاج كبير .. تذكرت انها بوقتها كان عندها 5 عيال .. 3 بنات وولدين .. والحين
اكيد العدد صار اكبر بما انها تسمع صوت اطفال ..
استنكرتها في البداية وماعرفتها .. وام خالد طول الوقت كانت تبتسم ابتسامة غريبة
وكأنها بهاللحظة جاية تنتقم من كل اللي سببو عذابها هالسنين كلها .. دخلت ودخلت
معاها ديما .. وجلسو بالصالة شافت بنات خالها الكبيرة ومتزوجة وعندها عيال يوم
كانت هي في بيت خالها كانت هالبنت بالثانوي .. والثانية بعد كانت بالمتوسط يعني
اكيد هالاطفال عيالهم .. كانت ساكتة وهي تتأمل كل شي وكل خطوة تمشيها كأنها
خالد او ريان ماتدري وين تروح او وش تقول بالضبط ..
جلست ام خالد وهي مازالت محافظة على نفس ابتسامتها .. تدري ان زوجة اخوها
ماتحبها هي اللي كرهتها بحياتها واجبرتها تتزوج وتطلع من البيت بعد ماكثر تشكيها
اكثر من مرة .. اما البنات فكانو يحبون عمتهم ويكنون لها كل تقدير لانهم ماعمرهم
شافو الزلة منها ..
تكلمت ام عبدالعزيز وهي ترحب فيهم : يا هلا والله بأم خالد وينك ماعاد تجينا ولا
نشوفك " والتفتت لديما وهي مبتسمة " ماقلتي لنا انك بتجيبين ضيوف معك ولا كان
ضيفناها اللي تستاهله ..
ناظرت ام خالد في بنتها ورجعت تناظر ام عبدالعزيز بابتسامة : من قال انها ضيفة
هذا بيت خالها وهي جاية تسلم على بنات خالها ..
ذهول الجم الكل عن الكلام ولا وحدة فيهم قدرت تعبر او تقول شي قعدو يناظرونها
مستغربين كلامها .. كملت وهي تمسك يد ديما : هذي بنتي ديما .. ماتذكرونها ؟
صدمة خلت الكل يناظرها مستغرب .. لا زوجة اخوها قادرة تتكلم ولا حتى البنات
مصدقين اللي يشوفونه قدامهم هي فعلا تشبه لام خالد والحين بس اللي انتبهو لهالشي
تكلمت رغد بنت خالها الكبيرة : ديما ؟؟؟ عمتي .. ديما اللي توفت ؟
ابتسمت وهي تداري جروحها اللي سببوها لها : ايه هذي هي تشوفين يا رغد ؟ هذا
بنتي ما ماتت ليش ما قال لكم ابوك وانا معلمته اني دريت انها للحين عايشة ؟ اكيد
انه هو لاعبها معاهم .. ولا كان فرح لي اقول له بنتي للحين عايشة يضيع السالفة
ويسكر الخط ..
وقفت ام عبدالعزيز معصبة : حدك عاد الا رجلي ما اسمح لك تغلطين عليه وش
اللي لاعبها من وراك ؟ وش يستفيد اصلا من هاللعبة اللي تقولينها ..
ناظرت بالصالة الواسعة حولها وتكملت ببرود .. : يستفيد هالفيلا الحلوة بدل بيته
الخرابة اللي كان ساكنه قبل .. يستفيد سيارته اللي شراها وهو اللي ماكان عنده الا
كابريس ومكسر بعد " حطت يدها على جبينها وكأنها تتذكر " وش بعد انتي قولي
لي هالمرة وش بعد استفاد من بيعة بنتي ؟
كانت تسمع كلامها مذهولة .. وماعرفت وش ترد عليها .. حتى بنات اخوها اللي
يناظرون عمتهم باستغراب .. ابد ماتوقعو بيوم انهم راح يسمعون هالكلام اللي ما
يخطر على بال احد ..
انتفض كل جسدها وهي تصارخ عليها : جاية في بيتي وتغلط على زوجي وتقولين
على اخوك انه حرامي ..
وقفت بكل برود تكلمها : لا حاشاه اخوي منو قال انه حرامي ؟ قولي خاين .. قولي
نذل .. قولي انسان ماعنده ضمير .. اي شي يخطر في بالك الا حرامي ..
سمعت صوته بالخارج وهو جاي لهم يصارخ .. دخل عليهم معصب .. : قصرو
اصواتكم الله لا يبارك فيكم .. وش هالصراخ كله .. " واول ما انتبه لديما تراجع
للخلف " من اللي عندكم ؟
صوتت له ام خالد وهي واقفة : تعالي ياخوي " قالت هالكلمة وهي تشدد على كل
حرف فيها " مافي احد غريب .. هذي بنت اختك ديما .. اللي قلت لي انها ماتت ..
اللي الله ردها لي وكشف لي كذبكم ..
دخل يناظر ديما باستغراب .. وهو للحين مو مصدق شلون رجعت لامها .. ومن
شافت نظراته مسكت في يد امها بيدينها الثنتين .. وعيونها على امها ماتبي تناظر
بأي شي ثاني بالذات خالها اللي حست بنظراته الحين شي يذكرها بنظرات ابوها
اذا عصب عليها ..
رجع التفت على اخته وهو يصارخ : ومن اللي قال لك اني لاعب عليك ولا ادري
وينها فيه .. هم مكلميني وقايلين لي انها ماتت بحادث .. يوم راحت مع ابوها في
طريق الدمام ..
ضحكت بأعلى صوتها وهي تسمع تردده في الكلام : بتكذب علي بعد ؟ والله وانا
حلفت بالله اني لادفعكم ثمن هالعذاب اللي عشته انا وبنتي .. واسأل الله اللي ردها
لي سالمة بعد هالسنين كلها انه يكشف لي كل الاعيبكم وينصرني عليكم ..
مسكها مع يدها بقوة .. وهو يسحبها .. : تتبلين علي الحين .. بعد ماضفيتك طول
هالسنين وعزيتك وكرمتك جاية تقولين هالكلام ..؟
حاولت تبعد عنه وهي ترد عليه : عزيتني وكرمتني ؟ انت تكذب على منو .. وين
العز اللي شفته عندك وانا من جيت هالبيت وانت ذالني ومسود عيشتي وعلى كل
طالعة ونازلة قلت لي مصاريفك ومصاريف بنتك ..
وقف مكانه وهو مازال يسحبها .. : برااااا .. برا بيتي ولا عاد اشوفك تعتبينه بعد
اليوم ابد .. خذي عيالك وانقلعي لا اشوفك جايتني ..
شالت ديم ومدتها لديما اللي كانت يدينها ترتجف .. ودنقت تشيل ريان اللي كان
يصيح من الخوف .. ومشت طالعة هي وعيالها .. : ماكنت ابي اجي لك ولا ابي
قربك .. جيت بس ابي اعلمك اني بارفع دعاوى على كل اللي حرموني من بنتي
وان شاء الله اشوف يوم فيكم وابرد حرتي اللي للحين مابردت ..
طلعت بعدها على طول رايحة لبيت ام متعب اللي عازمتهم اليوم للعشا .. التفتت
على ديما اللي من وصلت عند الباب قعدت على طول على الدرج .. : يمه ماقدر
اتحرك .. خذي ديم لا تطيح مني ..
نزلت ريان وقعدت جنب ديما تاخذ بنتها الصغيرة منها .. : لا يضيق خلقك .. ولا
تفكرين بشي صار ابد .. يا ما بنشوف ايام سودا بس مابي اسكت عن حقي اكثر
من اللي سكتته .. وان شاء الله ربي يظهر الحق ويريح قلوبنا ..
خذت نفس عميق تحاول ترتاح وزفرته بهدوء .. وبعد ماحست انها ارتاحت قامت
تمشي مع امها رايحين لبيت ام متعب اللي مجاور لبيت خالها ..


/
\
/
\


اول ماوصلو لهم استقبلوهم بفرحة كبيرة .. لاحظت الاضاءات والورود .. اللي
موزعينها بكل مكان .. حست بفرحة كبيرة وهي تشوف احتفالهم البسيط فيها ..
ارتاحت كثير ان امها اجلت روحتهم لبيت خالهم لليوم على الاقل بعد صدمتها
اللي عاشتها هناك .. تجرب هنا شعور مختلف .. افنان ماتغيرت كثير مازالت
للآن بنفس الشكل الا مع علامات النضج اللي فرقت .. جوري بالنسبة لها مو
هي اللي تعرفها بس توقعت من شكلها انها جوري لان مدى ابد ماعمرها شافتها
واصلا هي الصغيرة بينهم .. سلمت عليهم وهي تشوف استقبالهم الحافل لها ..
ماعرفت وش هي بالضبط مشاعرهم دموعهم اللي استقبلوها فيها .. حبهم اللي
غمروها فيه .. كلمات الحب والترحيب اللي رددوها على مسامعها شي ابد ما
قدرت انها تتحمله .. ونزلت دموعها غصب عنها حتى مدى اللي ماعرفتها ابد
و وافي اخوهم الصغير اللي توه بصف خامس ابتدائي ناظرهم بحزن وطلع على
طول طالع من مجلس الحريم .. كان لقائهم موجع ومحمل بعبق الماضي كله ..
جلست معاهم .. كانت تسمع سوالفهم وهي تحس بشعور غريب مو هم نفسهم
اللي كانت تقعد معاهم ساعات اطول من اللي تقعدها في بيت خالها او بالاصح
هي مو نفسها اللي ودعتهم على امل انها ترجع لهم بعد ساعات .. هي وحدة
ثانية غير اللي كانت رغم صغر سنها قائدتهم واللي الكل يسمع كلامها تغيرت
كثير وحياتها خلت منها انسانة ثانية الى الآن ماعرفت طعم السعادة الحقيقي ..
مازالت تعيش بخوف وتردد كبير ..
فاجأتها افنان وهي شايلة كيكة كبيرة مستطيلة وحطتها على الطاولة اللي قدامها
وهي تمد لها السكين : يالله قطعي كيكتك ديوم .. والحمدلله على السلامة ..
مازالت يدينها ترتجف للحين .. مدتها وخذت السكين وهي تبادلها الابتسامة ..
ناظرت امها ورجعت ناظرت الكيكة : الله يسلمك ..
" الحمدلله على سلامة رجوعك يا احلى ديوم .. " اول ماقرت هالعبارة دمعت
عيونها وهي تنقل بصرها بينهم وقطعت الكيكة بيدها اليمين وهي تمسح دموعها
بيدها الثانية .. لمتها امها في حضنها وصاحت غصب عنها ووقفو كلهم متأثرين
ضحكت جوري تبي تلطف لهم الجو شوي .. : خلاص عاد ماصارت من تقابلنا
واحنا ضيافتنا هالدموع .." ابتسمت وهي تمسحها " خلونا نستانس اليوم ديوم
معانا ..
وزعت مدى عليهم العصير وبدت ديما شوي تسولف معاهم .. كانو حاسين فيها
وفي انعزالها شوي ومع هذا ماخلوها بدون مايحاولون يجرأونها اكثر .. كانت
كل شوي تلتفت لامها اللي من تنتبه لنظراتها تبتسم لها ومع الوقت والعشا بدت
تفك شوي وتتجرأ عليهم ..
قومتها جوري ومسكتها من يدها : تعالي بوريك خبالنا يوم كنا صغار ..
مشت معاها وهي مستغربة وين بتوديها : وشو ؟ وين بنروح ؟
قامت وراهم افنان ومدى .. لغرفة جوري بالدور الثاني .. كانت تشوف بيتهم ما
تغير كثير عن قبل .. الا من الاثاث اللي تجدد .. وضعهم المادي جيد واحوالهم
مثل الاغلبية معتمدين على راتب ابوهم في تدبير معيشتهم وراتبه حلو ومعيشهم
عيشة مناسبة .. دخلت غرفة جوري اللي سحبت من تحت السرير شنطة كبيرة ..
فتحتها وديما تناظر فيها مستغربة .. ضحكت وهي تفتحها : هذي فيها كل شي
كنت اسويه قبل .. رسايلي انا وانتي يوم نتزاعل .. ورسايلي انا وصديقاتي بعد
ورسوماتنا وكل شي .. كنت ابي اوريه لعيالي .. بس جيتي انتي اليوم ابي اذكرك
شوي بخبالنا قبل ..
بدت تطلع الاشياء اللي بالشنطة وتشوف اللي له علاقة بديما وجلسو كلهم حولها
مدت لها رسمة كانت ديما راسمتها للحديقة ومهديتها لجوري .. ابتسمت اول ما
شافتها : ما اذكرها والله ..
وضحكت جوري وهي تمد لها رسالة بورقة صغيرة .. : اقريها هذي انتي اللي
ارسلتيها لي يوم زعلت عليك .. يوم تروحين انتي ومتعب للبقالة .. وماتاخذوني
معاكم ..
ضحكت من قلب وهي تشوف الرسالة ومن كثر ماكانت تضحك نزلت دموعها
قربت منها افنان تضحك : تكفيييييين هاتي بقراها ..
بعدتها عنها وهي للحين تضحك : لا مابي .. تفشل وربي انا اكتب هالكلام ؟ ..
مسكت يدها تترجاها : تكفين ديوم كلنا كنا صغار بس خليني اقراها ..
مدتها لها وهي تمسك خدودها من الاحراج .. وافنان تقراها وتضحك ناظرتهم
مدى مستفسرة : وشو ؟ ابي اعرف وش كاتبة ..
انسدحت افنان على ظهرها من كثر الضحك .. : يمه بموت ضحك على التعبير
اجل انتي احسن صديقة في العالم ؟
ضحكت ديما وهي تمسح دموعها : لا ومادري ليش كاتبة اني احبكي ولا استطيع
الابتعاد عنكي .. وربي هذا تأثير المغامرات علينا ..
كانو يضحكون وهم يشوفون رسايل ديما الكثيرة لها ... على كثر زعلاتها منها
ورسوماتهم اللي اكثرها شخابيط غير مفهومة .. لحظات رجعت فيها لكل سنواتها
اللي عاشتها قبل .. رجعت طفة معاهم رجعت لليوم اللي تغيرت منه حياتها ..
وماحست الا بصوت ام متعب تقول لهم ان امها تبي تروح الحين زوجها جايها
بالطريق .. جمعو كل الاغراض ورجعوها في الشنطة .. ونزلت عند امها وام
متعب .. لبست عباتها وجلست جنب جوري اللي قربت من اذنها وهمست لها
ماتبي احد يسمع : ديوم تعالي شوفي متعب بعد ما كبر ..
التفتت لها مستغربة كلامها وابتسمت : مو في الرياض ؟
هزت راسها لها : الا بس جاي هالاسبوع .. تعالي والله مايشوفك بنروح نطل
عليه من دريشة الملحق ..
فكرت بكلامها شوي وبعدها تراجعت : لا من جدك انتي وش اروح اشوفه ..؟
مسكتها من يدها تقومها : مو هذا اللي كنتي طول الوقت معاه وماتفارقينه عاد
لا تنصبين علي وتقولين ماعندك فضول تشوفين كيف صار شكله ..
وقفت مكانها وهي تشوف نظراتهم لهم وهم مايدرون وين رايحين : لا جوري
وش يوديني فكينا اخاف احد يشوفنا ..
التفتت عليهم مبتسمة : ابيها بسالفة وبنطلع نتمشى شوي في الحوش الين يجي
ابو غانم " زوج ام خالد " ..
ومشت معاها ديما تتبعها كانت مترددة بس ماتنكر انها بداخلها جاية تبي تشوف
الكل كيف صارت اشكالهم بعد غياب هالسنين كلها ..
شافت جوري الشباك مفتوح شوي ... ووقفت بعيد تناظره مدت يدها وسحبت
ديما لها : تعاااالي شوفيه ..
وقفت جنبها ديما وهي منحرجة من موقفها وقعدت تناظر باللي جالس بالملحق
ويناظر التلفزيون .. واول ماشافت الشكل التفتت لجوري متفاجأة ..


/
\
/
\















/
\
/
\



وقفت مكانها مو مصدقة اللي تشوفه .. ومن لاحظت جوري تفاجأها سألتها
على طول .. : وش فيك ؟ تراه اخوي مو وحش ..
سحبتها بعيد عن الملحق .. وهي للحين مو مصدقة : شفته والله العظيم شفته
ناظرتها مستغربة وش قاعدة تقول : ديوم سلامات ؟ ادري انك شايفته بس
ليش ارتعتي ؟
شافت امها طالعة وابتسمت تودعها : بعدين اعلمك بروح البيت الحين .. زين ؟
مسكتها قبل تروح : لا والله ماتروحين الا اذا علمتيني .. حاسة انه وراك سالفة
وين شايفة اخوي فيه ..
التفتت لامها اللي تناديها ورجعت تكلمها : والله العظيم سالفة طويلة الحين ماقدر
اقول لك كل شي .. بس هو يشتغل بمستشفى صح ؟
جوري : ايه .. ليش ؟
ديما وهي رايحة ركض لامها : خلاص شفته بالمستشفى ..
ومن شافتها رايحة تركض نادتها اكثر من مرة بس طنشتها وماردت عليها ..
تغطت وطلعت من بيتهم راجعين لبيت امها .. وطول الوقت وهي تفكر فيه ما
تدري ليش حست انه هو بعد خانها .. لانه عرف بمكانها وعرف من هي وما
انقذها ولا حتي فكر يقول لها وين امها فيه .. " اكيد عارف اسمي .. مستحيل
مايعرفه بس لييييييش ؟ " كرهته لانه هو الوحيد اللي مازالت تذكر كل تفاصيله
نستهم كلهم حتى خالها وبناته .. حتى خواته نستهم وماذكرت الا هو اذا رجعت
للماضي ما كانت تحن الا لامها وله .. وهو اللي للحين محتفظة بتذكار منه ومع
هذا كله تجاهلها وتجاهل وجودها وما اثرت فيه رجعتها .. انقهرت منه كثير ..
واللي قهرها اكثر سنين عمرها اللي كانت تنتظر اي وقت ترجع لامها وتشوفه
هو .. هو بعد كانت تتمنى تشوفه .. كانت حاطة ريان بحجرها وماسكة يده
تلعبه .. وفكرها كله يروح له .. كانت بس تتمنى تلاقي فرصة وتسأله اذا هو
عرف انها ماماتت ليش مافكر يوصلها لامها وهو كل يوم يجي يحقق معاها عن
اسباب التعذيب .. وطول الطريق من الخبر للدمام هذا كان تفكيرها اول ماوصلو
البيت طلعت للغرفة اللي تنام فيها .. قبل ماتنتقل لغرفتها الجديدة .. اللي للحين ما
جهزت ..
غسلت وبدلت ولبست بيجامتها وقبل ما تنام انتبهت لامها اللي جاية تجلس معاها
شوي .. ابتسمت لها وهي تمسك يدها تبوسها .. : مابتنامين الحين ؟
ابتسمت لها بحنان : لا ياقلبي ابي اسولف معاك عن اللي صار اليوم اول ابيك
تقولين لي كل شي حسيتيه .. شلون يوم شفتي البنات ؟ مو بنات خالك لانك ما
لحقتي تتهنين بالقعدة معاهم بس ان شاء الله نروح لكل وحدة في بيتها ولا اعزمهم
يجوني .. الله يسعدهم هم اللي دايم يواصلوني .. عسى الله يسعدهم مدري شلون
طلعو من هالام والابو الله يهديهم ويصلحهم .. المهم اني ابيك تسولفين عن بنات
خالتك ام متعب والحفلة .. وكل شي ..
ضحكت على كلام امها .. مثلها بالضبط مهما زعلت من احد ماتحب تدعي عليه
او تقول شي غلط عليه في ظهره : استانست واجد والله .. ماتوقعت اني بستانس
هالكثر قلت يمكن بستحي منهم بس هم الله يسعدهم ماخلوني احس بالاحراج ابد
بالذات جوري .. يمه هالبنت نفسها ماتغيرت .. نفس سوالفها اللي كانت تمسكها
علي اول ..
جلست على الارض وجلست ديما جنبها .. : اجل كانت بينكم سالفة كايدة وانتو
بالحوش صح ؟
بعد تردد فكرت انها تصارح امها باللي في خاطرها وترتاح .. : يمه بعلمك اللي
صار وانتي قولي لي وش اللي فعلا صاير " واول ماشافت انصاتها معاها على
طول تكلمت " طلعت مع جوري بشوف " وبخجل " متعب والله مو انا اللي كنت
ابي اشوفه بس هي قالت تعالي شوفي شلون صار شكله بعد هالسنين ومن شفته
انصدمت وربي .. يمه متعب كان كل يوم يجيني في المسشتفى ..
فتحت عيونها متفاجأة : شلون يعني يجيك ؟
فركت يدينها في بعض بتوتر وهذا طبعها اذا صارت تسولف : يوم طارق اخوي
طقني واغمى علي .. يوم ادخل المستشفى بالاول كنت تعبانة ومابي اتكلم مع احد
وبعدها كنت زعلانة على عمي وزوجته .. لاني كل مرة اطلبهم يساعدوني وهم
يرجعوني لابوي .. وجاني متعب مادري وش شغلته بس هو اللي كان يجي يسأل
عن وضعي في البيت ومن يطقني وكل هالسوالف .. يعني يمه عرفني وما قال
لي شي عنك .. " وبحزن " يعني نفسهم ..
حطت يدها على كتفها : اولا ياقلبي مستحيل يكون عرفك وما قال لامه .. وانتي
تعرفينهم زين وشفتي شلون استقبلوك ثاني شي ديوم متعب ماعاد هو اللي كنتي
دايم معاه اول .. الحين صار رجال وانتي مو محرم له .. شلون تروحين عشان
تشوفينه ..
ضحكت وهي تحس بخجل من كلام امها : والله مو قصدي اشوفه ولا حتى اكلمه
وربي استحي .. بس هي قالت لي تعالي شوفيه بدون محد يدري ..
ابتسمت لها وهي تستغرب اوقات تصرفاتها تتصرف وكأن مالها شخصية مستقلة
واي شخص يطلب منها تسوي شي تسويه بدون ماتفكر في النتائج كملو جلستهم
وسوالفهم .. وبعد ما استئذنتها امها رايحة تنام رجعت تفكر بكل شي صار معاها
اليوم .. وبكل مشاعر تحركت بقلبها ..



/
\
/
\



خلف القضبان الحديدية .. وفي غرفة شبه مظلمة كان يقضي ليله الكئيب يحس
بمشاعر متعبة الى ابعد الحدود .. كل الهموم تجمعت عليه من كل مكان ولا يدري
اي هم فيهم يبديه على الثاني .. الى هالوقت مايدري وش هو مصيره ولا يدري
وش راح يصير عليه .. يتمنى بس يسمحون له يروح لاهل منصور ويشرح لهم
الوضع كله .. يبي بس يقول لهم احساسه بفقده اعظم من اي احساس ثاني والندم
اللي يراوده بكل لحظة يتذكر استعجاله في مسك المسدس وهو يجهله ولا بحياته
شافه او استخدمه .. كان يفكر بأهله وابوه وخواته .. ويفكر بهيا وش اللي ممكن
يكون في بالها الحين .. مايدري وش اللي راح تفكر فيه عنه .. وهل لو قدر يطلع
من السجن بيكون في عيونها مثل اول رغم ان الواقع يقول انه لو طلع راح تتغير
حياته وراح تواجهه مصاعب اكثر ..
واهله اللي ماكان لهم مصدر رزق بعد الله الا هو الحين لا جامعة ولا حتي الدوام
المتعب اللي كان يشتغله رغم الارهاق عشانهم .. كان يدري انه هذا مصيره اللي
قدره له رب العالمين .. انه يولد في اسرة فقيرة وينشأ طول حياته بشقى .. من
صغره وهو متحمل مسئولية واللي بعمره مايعرفون الا الالعاب والكورة .. ولا
حتى عمره اعترض على قضاء الله وقدره .. لكن هيا هي الوحيدة الي مايبي شي
في الدنيا يوقف بينه وبينها .. هم توهم صغار ومابعد عاشو الحب مثل مايتمنون
مابعد عاشو حياتهم مثل كل اثنين مخطوبين .. من كبر وقرر انه يكمل دراسته
عشان يتوظف ويتزوجها على طول .. وكل يوم يروح لجامعته او حتى دوامه
كان يشوفها قدام عيونه .. حلم وردي رسم عليه كل خطط المستقبل يتمنى السنين
تمضي فيه ويحقق هالحلم .. ويوم صار كل اللي باقي على تخرجه سنة وكم شهر
بس يصير هذا كله .. ويدخل السجن بقضية مايدري وش آخرتها ..
يخاف انه يتسلح بالأمل ويكون مستقبله مظلم .. وبنفس الوقت مايبي ييأس وهو
مدرك ان رحمة رب العالمين كبيرة ..
قعد يستمع لشكوى اللي جنبه .. مشاكله وهمومه قاتل ومحكوم عليه بالقصاص
بعد ايام ..مايدري بوقتها هل يواسيه او يواسي نفسه ..ولا يدري حتى وش هو
الكلام المناسب اللي يقوله .. هو محتاج من يطبطب عليه ويعلمه شلون يواجه
مصاعب هالحياة وظروفها ..
" يارب الصبر .. يارب الصبر .. " كان يبي يصبر على كل اللي يصير معاه
اوقات يحس انه وده يموت ولا يعيش بهالعذاب .. يتمنى انه يترك الدنيا بكل هم
وتعب فيها .. وكل ماتسلل اليأس لقلبه دعى ربي يرزقه صبر اكثر .. ويمكن
اوقات كان يهون على نفسه اذا سمع قصص غيره ..
التفت على رجال ممكن يكون في الثلاثينات ملتحي وباين عليه الوقار .. اقترب
منه وسلم عليه .. رد السلام راكان وانتظره يتكلم .. مايدري ليش الحين يتمنى
اي احد يتكلم معاه عشان ينسى الوساوس اللي تراوده كل شوي ..
ربت على كتفه وهو يتكلم بايمان : لا تيأس ولا يضيق خلقك .. محد في هالدنيا
خالي هموم .. كلن له نصيبه .. والله عز وجل قال " لقد خلقنا الانسان في كبد "
وهذي حياتنا من مشقة الى مشقة ومالنا الا الصبر واحتساب الأجر ..
التفت له راكان متسائل : ومن وين اجيب قوة ايمانك ..
قرب منه وهمس له وهو مبتسم .. : انا والله دخلت السجن ما اعرف من الاسلام
الا اسمه .. شراب , مخدرات وبنات .. وكل معصية بهالدنيا سويتها .. وقدر الله لي
اني انمسك من 3 سنوات والى هاليوم وانا اقضي عقوبة القتل .. لاني قتلت واحد
في مضاربة .. وصدر بحقي حكم القصاص .. والحمدلله على كل حال .. الحين
لو اموت .. اموت وانا راضي عن نفسي .. هالسجن رجعني لصوابي وعقلي ..
ورجعني لربي ..
ناظره راكان بتعجب من حاله .. وكيف ان ايامه في الدنيا معدودة ومع هذا يتكلم
وكأنه اكثر الناس سعادة .. كمل كلامه له بنفس الاسلوب المحبب : اذا ضاقت
فيك الدنيا .. وحسيت انك وحيد بهالعالم قول " لا اله الا انت سبحانك اني كنت
من الظالمين " وبإذن الله تفرج كربتك .. قال هذي الدعوة يونس عليه السلام في
بطن الحوت .. وكتب الله له النجاة .. وان شاء الله يكتب لك النجاة من هذا السجن
انت قضيتك قتل خطا .. والله راح يظهر حقك ولو طال الزمان ..
راحة كبيرة سرت بجسده من بعد كلامه معاه .. كان يحس نفسه بمكان مظلم وكل
المنافذ مسكرة عليه .. وبعد كلامه فتحت له نوافذ الأمل اللي بدونها مستحيل نعيش
ابتسم له برضى وشكره على كلامه اللي ريحه .. وقام معاه يصلون الفجر جماعة
وكل اللي بداخله أمل ان الغد يحمل له تباشير فرح حتى لو طال انتظارها ..


/
\
/
\


من يوم صحى ومزاجه مقفل كل يوم يتكلم معاها وهي تتهرب منه .. وهذا حالها
اللي اتعبه .. ماحس انه انسان بشهر العسل ولا عرف طعم العرس من مزاجيتها
اللي اتعبته وكل ماقرب منها قالت له انها تعبانة .. والحين صاير لهم 3 ايام في
اسطنبول بتركيا نفس الشي جلس يناظر ساعته السواق صار له حول الـ 10 دقايق
برا وهي للحين ماطلعت .. اخذ جواله وقام يطق عليها باب الغرفة انتظر ترد عليه
بس ماسمع اي صوت .. رجع طقه اقوى : حنين يالله عاد السواق برا متأخرين
عليه ..
وهالمرة بعد تطنيش وماترد .. حس انه واصل حده منها .. المشكلة انه للحين مو
عارف وش اللي فيها ولا هو لاقي اي تفسير لتصرفاتها .. تكلم وهو يصر على
اسنانه : حنين لا تنرفزيني ادري انك صاحية من اول .. بسرعة تحركي ..
فتحت الباب ووقفت تناظره : مابي اروح .. مالي خلق اطلع اصلا ..
مشى رايح ومعطيها ظهره .. سكر باب الجناح بقوة وطلع .. ركب مع السواق
مايدري وين يروح اصلا حالته واللي يصير معاه مو قادر يفسره ولا هو فاهم
وش اللي يصير بحياته .. يحس انه راح يكرهها من تصرفاتها هو بطبعه عصبي
ومن اتفه الامور يتنرفز والى هالحين وهو ماسك اعصابه .. وقفه باحد الساحات
الكبيرة بوسط اسطنبول وطلع يتمشى .. كان يبي يخطط لحياته صح وده لو بس
يقدر يفهم هي ليش تعامله كذا .. وكل ماسألها قالت له انها ماتدري وش فيها وان
هالشي غصب عنها .. كان يتمشى في الاسواق القديمة وينقل بصره بين المحلات
والناس .. وبالوقت اللي حس نفسه زهق رجع للفندق وشافها جالسة وماسكة بيدها
كيس تشيبس كبير وتناظر التلفزيون .. جلس جنبها وتكلم كآخر محاولة : قلبي ..؟
بدون ماتلتفت له : هلا ..
" الله من شين النفس " رددها بداخله قبل مايتكلم : خلي التلفزيون الحين وتكلمي
معاي .. ابي افهم وش اللي صاير ..؟ من جينا صار لنا 3 ايام ماطلعتي معاي
فيهم ..حابسة نفسك بهالفندق ولا ادري ليش مزاجك معكر ..
تأففت وهي تسكر التلفزيون .. : اوووووووووف وانت مازهقت ..؟ كل يوم تعيد
علي نفس الكلام .. مافيني شي هذا شي من الله ..
ناظرها بقل صبر للمرة الأخيرة : ايه ولمتي هالكلام يعني متى بتتكرمين حضرتك
وتطلعين معاي .. او بالاصح متى تتنازلين وتسمحين لي انام معاك بنفس الغرفة ؟
وقفت متنرفزة من اسلوبه المستهزيء فيها .. : وانت ليش ماتقدر وضعي ؟ يعني
غصب اطلع واكون رايقة ..
قام ومسكها مع يدها بقوة : لا يا حلوة ترى هالحركات ماتمشي علي .. ومن الحين
اعلمك ماتبين تطلعين بحريقة انطقي هنا اوفر .. لا وازيدك بعد بكرة راجع السعودية
ان شاء الله ... وش اللي حادني على الخساير على وحدة ما تستاهل ..
شهقت وناظرته بتعجب : انا ما استاهل ؟؟
بعدها عنه وهي يناظرها بقهر : ايه ماتستاهلين اللي يبي رضاك ووناستك .. حنين
حطيها براسك وربي مانيب مثل ما تظنين .. ترى انا لا عصبت امي وهي امي ما
اعرفها .. وربي لاحرق كل اللي قدامي .. فلا تختبرين صبري وتعاملي معاي مثل
الأوادم ولا والله لاربيك من الاول ..
خافت من شكله وهو معصب وماتكلمت او حتى ردت عليه .. سحب مفتاح غرفة
النوم : انا اللي ابي انام الليلة في الغرفة بتجين اهلا وسهلا ماتبين انطقي بالصالة
وقفت مكانها تناظره وهو طالع من الجناح : عزاااام .. تعال وين رايح ؟
ابتسم وسكر الباب طالع .. " وش هالتناقض العجيب اللي تعيشه " كان يفكر شلون
يوم كان يداريها ويبي رضاها هي مطنشته .. واليوم لانه اتخذ موقف حازم معاها
من طلع سألت عنه .. ماحب يتعب نفسه في التفكير اكثر مو ناقص هموم وضيقة
خلق يبي يروح يتمشى شوي ويتعشى وبعدها بيرجع ينام ومن بكرة الصباح راح
يرجعون للسعودية .. ووقتها راح يعرف شلون يتعامل معاها ..



/
\
/
\


داخل البيت وهو يغني بصوت عالي ومبين عليه فرحان من قلب .. ناظر بالصالة
وماشاف احد فيها طلع بعدها لغرفته .. ومن وصل للصالة اللي بالدور الثاني شاف
اخته جالسة بالصالة متضايقه جلس معاها وهو ماسك زقارته بيده : صباح الورد
يا وردة .. وش عندها الحلوة اليوم قاعدة لحالها ؟
ناظرته مستغربه مزاجه العالي اليوم : ابد امي ومروى وزياد ببيت جدتي .. وانا
مال خلق اطلع .. الا وش فيه جوك اليوم وناسة ..
مد رجله على الطاولة وهو مبتسم : ابد راااااااايق الا تعالي ابوي اليوم طالع صح ؟
منال : لا مسافر من الظهر .. مادري حتى وين راح .. مع ان امي ماكانت تبيه
يروح بس قال يبي يغير جو البيت شوي ..
كانت تكلمه وهي كل شوي تناظر جوالها .. من اول تنتظر صلاح يتصل عليها
وهو مطنشها .. والغيرة قاعدة تاكل بقلبها لانها حاسة انه رجع لسهراته مع البنات
جلس لدقايق سارح بافكاره .. بعدها ناظرها مبتسم : منال ..
رفعت راسها تناظره .. : وشو ؟
كان مازال يناظرها بنفس الابتسامة الخبيثة .. : الحين من هي البنت اللي كل يوم
تروح وتجي في بيت عمي فيصل ؟
ناظرت فيه مستغربة من يقصد : تروح وتجي ؟ يمكن لمياء اخت ميساء ..
قاطعها : لا مو هذي .. وحدة كل يوم تطلع الصباح وترجع بعد الظهر .. شكلها
كذا حلوة من عيونها ..
بعد تفكير شوي تذكرت اخيرا من يقصد : اهااا .. قصدك القروية ؟
فرقع باصابعه لها وهو يغمز : عليك نور هذي هي .. من تصير ؟ وليش كل يوم
تروح لبيت عمي ؟
تكلمت بقرف.. : ايه هذي ميساء جايبتها تشتغل بوحدة من شركات ابوها بالفرع
النسائي اللي هي مديرته وساكنة بالملحق هي واخوها الصغير اذا ما خاب ظني ..
حك جبينه يفكر بعدها رجع يسألها : يعني هي مو من الرياض ؟ " هزت راسها
له بالنفي وكمل " حلو يعني البنت هي مسئولة عن نفسها هنا ..
حست انها فاهمة عليه وعلى تفكيره : وشو .. وش اللي في بالك ترى هالبنات
ماعندهم هالحركات .. اصلا ماعمرها عرفت تليفون ولا جوال يعني لا تفكر
انها بتعطيك وجه .. تراها مو مثل اللي تعرفهم ..
ضحك بأعلى صوته على كلامها : ومن قال لك كل اللي اعرفهم يبون يكلمون
بعضهم بحياتهم ماكلمو ولا كانو يبون .. بس يقولون كثر الطق يفك اللحام ,,
والواحد يبي يستانس ..
حست قلبها عورها من كلامه .. " مستحييييييييل يكون هذا تفكير صلاح عني
لا لا هو يحبني .. اكيد يحبني " : يعني شلون تخليها تكلمك غصب ..
طارق بدنائة : مو غصب يابنت الحلال بس انا ما تعجبني البنت السهلة واللي
تحبني على طول .. ابي اتعب عليها بالاول واعلقها فيني .. " واطلق ضحكة
بصوت عالي " تصدقين احلى شي بالدنيا ثلاث .. الدراهم والنوم والبنات مادام
انا عندي هالاشياء الثلاث فأنا اسعد انسان بالدنيا .. الا شلونه خطيبك ؟ يكلمك
بعدت يدها عن الجوال بارتباك : زين .. الحمدلله زين ..
قام وجلس جنبها : منول حبيبتي ابي منك طلب صغير وابيك ماترديني ..
التفتت له وهي ماتدري وش اللي يبيه : خير ؟ وشو فلوس هالحين ماعندي كل
اللي كانو بحسابي خسرتهم على زواج حنو .. يعني الرصيد صفر ..
اشر لها تسكت : اسكتي بس .. مابي منك فلوس عندي خير كثير .. ابي رقمها
جيبيه لي بأي طريقة ..
ما استوعبت كلامه بالاول ولا عرفت من يقصد : رقم مين ؟
طقها على راسها وكأنه يصحيها : اللي في بيت عمي .. القروية على قولتك ..
ابيك تجيبين لي رقمها ولك اللي تبينه .. اي شي يخطر في بالك اسويه لك ..
قامت معترضه .. : لا فكني من هالسوالف .. انا مليون مرة قلت لك فكني منك
ومن سوالفك والاعيبك .. انت تعلقهم فيك وتتركهم وانا الدعاوي تجي علي ..
مسك يدها وجلسها .. : اجلسي بس واسمعيني .. انتي مالك شغل بشي .. انا
ابي رقمها بس جيبيه لي ولك اللي تبين .. يالله عاد لا تصيرين ثقيلة دم ..
ناظرته بقرف : وش تبي فيها قروووووووية .. يعني ماتعرف تسولف ولا
هي فاهمة شي بالدنيا ..
طارق بابتسامة : هذا اللي انا ابيه .. ابي انا اعلمها على الدنيا شوي شوي ..
يالله تكفين ..
جلست لثواني تفكر بكلامه .. وبعدها تكلمت : اي شي اطلبه ؟ " هز راسه
بإيه وكملت " زين .. بحاول بس اذا ماقدرت لا تضغط علي انا ما احب اتعامل
مع هالاشكال ابد ..
صفق يدينه بوناسة وباسها على خدها : مشكووووووورة يا احلى اخت بالدنيا
انا واثق انك ماراح تردين اخوك وبتجيبينه لي بس لا تطولين ويطفي حماسي ..
" واشر لها بيده وهو نازل " سلااام ..


/

 
قديم   #40

جود ي الحلوه


رد: ~~~~****سجينات خلف قضبان القصور****~~~~~


~~~~****سجينات خلف قضبان القصور****~~~~~



الجزء الحادي عشر
[ الفصل الثاني ]‎‎‎‎
i 1 i


/
\
/
\


{ .. وحدي افتش في مدآئـن الأفرآح عن نفسي ..
ازآحـم موجة المـآضي العتيّ وذكريـآته الموجعة ..
اجتـآز كل يوم لا تشرق فيه شمس الحرية ..
كـي لآ أعـآود نزف الحنين فأفقدني ذآت حلم ..

ومـآزلت ابحث في حنـآيـآ الزمـآن عن وطنٍ ..
اسكنه حد الإرتواء .. وتجتاحني فيه لحظـآت أمـآن ..
فأجدني وحيدة إلآ من خيبة أمل ..
وحفنة ظلآم تكسوني في وضح النهـآر ..
وملآمح النور في غيبوبة حتى حين .. !

إلـهـي ..
اترآهـآ ستشرق يومـاً مـآ .. ؟



بعزلتها اللي اختارتها من ايام .. تعاني من وحدة قاتلة وصورة وحدة تمر قدامها بكل وقت
مشوهة جدا هالصورة .. مشاعرها مستنزفة جدا وماعادت تحس بأي فرح يذكر .. والكآبة
مسيطرة عليها ولو حاولت تسترق لحظات فرح .. كرهت هالكوابيس اللي تقلق نومها كل
ليلة .. وماخلتها تعرف الراحة ابد .. فركت يدينها بتوتر بمجرد مرور صور الماضي اللي
اتعبتها .. رفعت عينها وشافتها واقفة عند باب الغرفة تناظرها .. اغتصبت ابتسامة تخفي
وراها آلامها وتكلمت : هلا جودي ..
ماقدرت تبادلها الابتسامة وهي تشوف كم الحزن اللي بعيونها .. قربت منها وحاولت تكون
مشاعرها طبيعية .. تاركة كل مشاعر الشفقة خارج اسوار هالغرفة : ليش قاعدة لحالك ؟
تعالي اقعدي معانا شوي بالصالة ..
ناظرت بالشباك وكأنها تهرب من واقعها المؤلم وتكلمت بدون تركيز : ماودي اتعبكم معاي
هالضيقة اللي فيني عجزت القى لها حل وربي .. " التفتت لها وهي مركزة نظرها بعيونها
تحاول تستشف منها اي جواب يريحها " جودي احس اني بموت ..
قاطعتها بغضب : بسم الله عليك وش هالكلام يا دانا ؟ انا مادري ليش تتعبين نفسك وتتعبينا
معاك .. خلي هالوسوسة عنك وعيشي حياتك وانتي اللي ماتبين تكملين دراستك .. ولا تبين
تقعدين ولا تطلعين معانا والحل ؟ بتدفنين عمرك وانتي توك صغيرة ؟
ربتت على ظهرها ورجعت تناظر بكل مكان .. : لا تفكرين فيني يانجود .. هذي حياتي
وانا رضيت فيها .. الجامعة كرهتها خلاص ولا ابي اروح لها ابد .. قومي روحي اقعدي
مع امي لا تخلينها لحالها .. وخليني انام عشان خاطري ..
ناظرت ساعتها ورجعت تناظر دانا مستغربة : الساعة توها 9 الا ربع ..
تمددت على فراشها وتغطت بدون ما تتكلم .. انتظرتها لثواني تبيها تطلع واول ما انطفى
النور وتسكّر الباب .. اطلقت العنان لدموعها تنسكب مثل كل ليلة .. ابد ماغيرت فيها اي
محاولات من امها او خواتها ولا حتي عادل انها تطلع من هالعزلة وجو الكآبة اللي يحيط
فيها .. كانت تستمع لسوالفهم وضحكاتهم وكرهت للحظات انانيتهم في استحواذ الفرح لهم
وتركها هي تصارع الاحزان لوحدها .. تجاهلت الاتصالات المتكررة على جوالها وحطته
على السايلنت .. غمضت عيونها بقوة .. وهي تشوفه يأشر والنور يخترق الظلام .. قلبت
الجوال وتركته ورا ظهرها ماتبي تكلم احد ولا تبي تنام تخاف من الكوابيس اللي تزعجها
واستسلمت لافكارها .. حست بضيق فظيع يكتم على انفاسها .. وقعدت على طول تحاول
انها تسحب هوا لداخلها خذت جوالها وردت بدون ماتناظر بالرقم او حتى عدد المكالمات
اللي طنشتها بالأول .. : هلا ..
كان صوته هادي يخفي خلفه طوفان من غضب : اخيرا .. مابغيتي تردين ..
تجاهلت كلامه وتكلمت بكل برود : شلونك ؟
انتبه لصوت انفاسها المتسارعة ..كان وده يسألها بس متأكد انها ماراح تجاوبه ابد : انا
بخير .. بس زعلان عليك واجد .. الحين انا تطنشيني ؟ اللي اول من اتصل على طول
تردين علي ..
دانا بنفس البرود : اللي اول تغير ومستحيل يرجع .. " وبقل صبر " متى تفهمون بس ؟
ما حاول انه يعاتبها او يزود اللي فيها واكتفى انه يبث لها الخبر اللي اكيد راح يفرحها
ويدخل السعادة لقلبها : ابشرك جاني نقل للخرج .. يعني الحمدلله بستقر معاكم واداوم
من الرياض .. واصلا مو كل يوم اداوم .. ايام استلم والايام الثانية اسلم ..
بلا مبالاة : والله ؟ مبروك ..
خيبة امل كبيرة من ردة فعلها .. هو يدري بكآبتها اللي لازمتها من لحظة رجوعها لكن
توقع هالخبر بيكون له اثر حلو بقلبها .. مايدري بلحظتها هل ينقهر من هالبرود ..؟ ولا
يحزن على وضع اخته السيء .. : دنو لا تنسين صلاتك .. واذكري ربك ان شاء الله
بتتحسن اوضاعك .. انا بسكر الحين وان شاء الله اذا جيتكم راح يتغير كل شي .. هذا
وعد مني ..
هالمرة بنظرها وعوده مثل كل الوعود بحياتها .. متبوعة بصدمات عنيفة تبقى آثارها
موجعة مهما تناستها .. ماصدقت هالوعد او بالاصح ماتبي تصدقه لانها ماتبي تنصدم
في واقع يحطم كل شي حلو ممكن تتمناه ما حاولت انها تعطي نفسها مجال اكبر للتفكير
بكلامه .. راح تترك الأيام تبين لها كل خافي .. غمضت عيونها تبي تبعد كل هاجس
ياخذها للماضي اللي اتعبها .. ودعت من قلب " ياااارب امطرني فرح " ..



/
\
/
\



فتح عيونه على صوت ندائاتهم المتكررة هالصوت اللي ازعجه بالأيام الأخيرة لا جديد
يذكر بحياته .. مازال يصارع آلامه اللي اتعبته من يوم الحادث اللي صار .. كل صور
الحادث يشوفها وكأنه صار اليوم .. قام على طول وهو يتجاهل نظرات الكل عليه ..
ومشى ورا الشرطي بخطوات متعبة ..
دخلو لغرفة التحقيق اللي حفظ كل زاوية فيها من كثر مادخلها .. وماتغير اي شي في
التحقيق .. كل يوم نفس الاسئلة تتكرر ونفس اجاباته يرددها رجع بعدها لسجنه وشاف
عبدالله جالس .. راح له على طول : عبود وش اللي جايبك معنا ؟
قام يسلم على راكان وجلس معاه : والله ياخوك مادري وش السالفة مرة يقولون حيازة
سلاح بدون تصريح .. ومرة يقولون مشترك معاه بجريمة القتل و يالله الفرج .. توهم
جايبيني هنا .. ان شاء الله تتسهل امورنا والله اني صاير احسهم يعقدونها ..
قاطعه باستغراب : ومشاري ؟
عبدالله باستهزاء : والله مدري عنهم مو بعيدة يجيبونه هو بعد ويقولون انه متفق معانا
الله يعين وانا اخوك وربي هاللي صاير لنا كابوس مدري متى نقوم منه ..
غمض عيونه واسند راسه على الجدار .. : عبود تذكر يوم اقول لك فيه حلم يتكرر
معاي .. انا حاس انه هذا تفسيره .. والله محد سامع لي يسئلون وياخذون اللي يبون
يعني مدري هم مقتنعين باجاباتي ولا يمشونها لي .. مع انهم قايلين لي انهم مصدقين
انه بالغلط .. بس مدري ليش احس انهم بيقصوني في الآخر " واول ماحس انه يبي
يتكلم اشر له بيده يسكت وهو مازال مغمض عيونه " ودي بس اروح اسلم على اهلي
كلهم .. مدري بس يجيني احساس اني ودي اودعهم ..
استسلم بعدها لصمت طويل وكأنه يسترجع صورهم للمرة الأخيرة .. رجع تكلم بعد
ماحس براحة انه يفضفض اللي بخاطره : دايم افكر باللي كبري .. هم همهم يشترون
جوال جديد .. او حتى موتر جديد .. واكبر همهم وين يسافرون بالصيف .. وانا من
عرفت عمري من هم في هم .. حتى الفرح ما اذكره ..
حط يده على فخذه وتكلم : تبي الجد .. والله بهالعمر ماندري شلون نتصرف لكن انا
متأمل خير و واثق ان الله مو مخلينا مادام احنا على الحق اكيد بيجي يوم وربي يظهر
حقنا ..
فتح عيونه وابتسم له : لا تظن اني يأست لا وربي .. بس محد لاقي دليل ضدنا ولا
حتى معنا .. مدري شلون بيثبتون براءتنا ..
عبدالله يحاول يقنعه : اذا ماعندهم دليل ضدك يعني براءة .. ولا تشيل هم انا حاس
ان الفرج قريب والله يسهل امورنا ..
التفت له وتكلم : ضيييييييقة اللي فيني وربي .. ودي اعرف ابوي شلونه .. خايف
اروح انا واخاف يروح هو وبعدها من بيبقى لامي وخواتي بعد الله ؟ هاللي متعبني
وربي ومكدر خاطري .. وماعاد اعرف طعم النوم .. كل الهواجيس تاخذني لهم ..
مدري وشلون عايشين هالحين ودي اصيح وارتاح بس الى هاليوم مانزلت دمعتي
كملو نقاشهم عن مصيرهم المجهول للآن .. رغم يقينهم بوقوع الخطأ لكن مين اللي
راح يصدقهم .. كل هالتفاصيل مهما تكلمو فيها راح تظل مجهولة لانهم كانو بمكان
مافيه الا ثلاثتهم .. وكل شي صار بذاك المكان بقى فيه ولو حاولو ينبشونه .. يمكن
اللي يشفع لهم انهم سلمو انفسهم وذكرو كل تفاصيل الحادثة ..
قبل اذان الظهر بنص ساعة تمدد شوي بياخذ له غفوة .. وراح تفكيره لأهله .. اكثر
شي اتعبه تفكيره فيهم وحنينه اللي بحياته ماحسه هالكثر لهم .. يخاف يكتب عليهم
الفراق الأبدي وهو كان يمني النفس برجعة طويلة المدى للديرة .. فكر بكل احلامه
اللي بناها طول هالسنين صغيرة هالأحلام ومحدودة بصغر قدراتهم ..
كان وده يروح ويجلس معاهم يمكن يسمع من كل شخص فيهم كلمة اخيرة تحسسه
بالرضى عن نفسه و " هي " وده يشوفها من تغطت عنه وهو يجهل شلون صارت
ملامحها .. يبي يعرف راح تبقى على عهده ولا بتغيرها الظروف عليه .. " لا مو
هيا اللي تتغير .. ياااارب ما تتغير " نزلت دمعته غصب عنه وهو يشوف صورة
ابوه كسير رغم ابتسامته اللي دايم يرسمها على شفاهه .. مهموم رغم ملامح الفرح
اللي يحاول يظهرها للكل .. وامه اللي اتعبته دموعها طوال سنوات نشأته من يفتح
عينه الصباح وهو يشوف دموعها .. اللي ماتوقف الا لا اظلم الليل ونامت ..
حاول ينسى كل تفكير بالماضي بكل جراحه و آلامه .. مادام الحاضر موجع اكثر
بالنسبة لهم .. وكل مافتحت لهم ابواب الفرح تزاحمت مواكب الحزن وغطت على
سير حياتهم ..
مسح دمعته وقام يصلي الظهر جماعة وبداخله تتردد دعوات من القلب للخالق يبدل
احزانه افراح بالأيام الجاية ..


/
\
/
\



حزن يخيم عليهم من يوم سمعو الخبر اللي افزعهم كل من هالبيت تغيرت احوالهم
من سيء الى اسوء .. حتى ابوهم اللي تعودو منه الصبر هالمرة الحزن فاض فيه
ولولا اصرار الكل عليه انه ياكل عشان السكر .. ولا كان امتنع عن الأكل نهائيا
فتحت عيونها تتأمل اللي حولها وماشافت احد بالغرفة بعد تمدد شوي قامت تبي
تشوف وينهم خصوصا انها مو سامعة اصواتهم ابد حست بدوخة كادت انها تفقدها
توازنها .. اسندت نفسها على الجدار وقعدت " بسم الله الرحمن الرحيم " حطت يدها
على راسها تقاوم الدوخة اللي تحسها ورجعت وقفت بهدوء طلعت واستغربت انها
ماشافت ابوها في الصالة غسلت ولبست جلالها رايحة لبيت خالتها .. ومن وصلت
استغربت بعد انه محد فيه .. وقبل ترجع مع نفس طريقها .. سمعت صوت نحيب
من قبل لا تروح للغرفة عرفت مصدر الصوت .. اكيد مافي غيرها راحت لها وكل
اللي شافته جسد ملقى على الارض ويرتجف .. آلمها المنظر اكثر من المها النفسي
بكل هدوء نزلت وقعدت جنبها : هيونة اذكري ربتس مايصير اللي تسوينه بعمرتس
كلنا نصيح بس بعد ماهوب مثلتس من دريتي للحين ماوقفتي صياح " انتظرت لثواني
تسمع منها اي جواب او حتى اي حركة تصدر منها وربتت على ظهرها وهي تكمل
كلامها " ما اوجعتس راستس من كثر الصياح .. الحين ورا ماتقومين تدعين له ؟
يمكن دعاتس يوافق ساعة إجابة ويكتب له ربي الفرج من اوسع ابوابه .. " حست
بجسدها يرتجف اكثر وحاولت ترفعها لها وتضمها " تكفين واللي يرحم والدينتس
خلاص ترى اللي فيني كافيني وربي اني صحت الين ماعاد بقى فيني دموع .. بس
وش نقول هذي حكمة رب العالمين ..
ماقدرت ترفع راسها او تناظرها وكل اللي قدرت عليه بهاللحظة انها ترتمي بحضنها
وتكمل صياح ومابين محاولات التهدئة سمعت تمتماتها اللي بصعوبة قدرت تفهمها ..
ضمتها اكثر لصدرها وكملت .. : هيونة وبعدين معتس وربي مايجوز هاللي تسوينه
بعمرتس .. ترى راكان للحين حي و بحول الله بيرد لنا وبيعرس عليتس بعد ..
بعدت عنها وناظرتها : غصب عني ماهوب كيفي يالنوري .. احس قلبي بينشلع من
مكانه وربي ..
حاولت تقاوم دموعها وهي تستجمع قوتها : زين تعوذي من الشيطان وقومي معاي
نبي نوصل المستوصف ابي اشوف وش آخرة هالدوخة اللي تجيني .. ومن اصبحت
والمغص زايدن علي اخاف انه شي ماهوب زين وانا ساكتة عن عمري " و للحظة
تذكرت " ابوي ؟ لا يكون صاير فيه شي و مودينه للمستوصف ..
ناظرتها بتعب و تكلمت .. : لا عمي مافيه الا العافية .. بس ضاق صدره وقال لهم
يصوتون لاحد ياخذه لبيت المطوع ..
حمدت ربها انها ما أطالت في وساوسها .. مسكت يد هيا تترجاها : تكفين طلبتس
قومي البسي عباتتس وخلينا نروح .. ولا اقول لتس صلي بالأول ركعتين الضحى
وادعي ربتس يسهل امورنا وانا بعد بروح اصلي وعقب بمرتس " رفعت خصلات
شعرها اللي متناثرة على وجهها " زين ؟
تقوست شفايفها منذرة بموجة جديدة من الدموع واكتفت انها هزت راسها برضى ..
رجعت نورة لبيت اهلها ويدها على بطنها تحاول تسكن هالمغص اللي يباغتها من
فترة للثانية ..
توضت و صلت وقعدت على سجادتها تبتهل لله بخالص دعائها ..
قامت بعدها لبست عباتها ومرت على هيا تنتظرها عند الباب .. ثواني وطلعت لها
هيا اللي حتى عيونها مو مبينة .. احترمت نورة رغبتها في البكاء واكتفت بالصمت
كلهم يذوقون من نفس كاس الألم و لو اختلف نصيب كل واحد فيهم .. و هيا اللي
توها ماتجاوزت سنواتها الـ ١٨ قاعدة تبكي مصير الشخص اللي انربط اسمها مع
اسمه من وعت على الدنيا .. كانت تمشي وهي تحس المغص يزيد فيها و تتحمل ..
وبلحظة ضغطت على يد هيا بقوة خلتها تلتفت لها على طول : بسم الله عليتس وش
فيتس ؟
حاولت تقاوم المها وماقدرت قعدت على عتبة اقرب بيت لها .. : بطني .. ماعاد
اقدر اتحرك ..
قعدت قبالها تناظرها بخوف : وش تونسين ؟
غمضت عيونها لثواني وهي تحبس انفاسها : الحين احسن .. بس لا مشيت يزيد
علي المغص ..
و قبل تكمل كلامها انفتح الباب من وراها وطلعت لهم عجوز من هالبيت ناظرتهم
لثواني قبل تتكلم : علامكن يابنات .. وراتسن قاعدات بهالشموس ..
تكلمت نورة وهي تقوم تحب راسها .. : مابنا الا العافية شلونتس ياخالتي وشلون
عيالتس ؟
ركزت نظرها فيها وتكلمت : نورة ؟ شلونتس يابنيتي وشلون امتس وابوتس عقب
هاللي صار لاخوتس " وقبل تجاوبها نورة كملت " والله اني بجي لمكم مير رجليني
ماهيب على خبرتس يا الله حسن الخاتمة ..
كانت واقفة وهي تحاول تسند نفسها على اي شي .. وتستمع لكل كلام هالعجوز ..
ثواني وحست كل شي حولها اسود وما وعت الا على صوت العجوز وبنات ولدها
اللي يحاولون يصحونها ..
غمضت عيونها وكأنها تبي ترتاح اكثر ورجعت فتحتها .. : وين هيا ؟
تكلمت اكبر البنات وهي تمد لها كاس الموية تشربها : راحت هي وأمي يجيبون
لتس احد يكشف عليتس ..
رجعت غمضت عيونها تنتظرهم لدقايق لين سمعت صوت الطبيبة المصرية وهي
داخلة البيت .. بدت بالكشف عليها و سؤالها عن كل الأعراض اللي تظهر عليها ..
رجعت بعدها نورة بمساعدة هيا و وحدة من البنات .. وأول ماوصلت للبيت دخلتها
هيا للغرفة .. قامت ام راكان وبناتها يشوفون وش فيها نورة .. تمددت على فراشها
وهي تقاوم تعبها .. ومع تردد تساؤلاتهم اشرت بيدها تهديهم : الله يهداكن مافيني
الا العافية ..
قاطعتها هيا وتكلمت بحدة : لا والله فيتس .. فقر دم و هم بعدهم ماسوو لتس تحليل
دم .. " التفتت على خالتها وكملت " يبي لها تغذية زينة ولا يموت جنينها ..
شهقت ام راكان وحطت يدها على صدرها : بسم الله عليتس يمه .. من جانا هالخبر
اللي ضيق خلقنا ماعاد التفتنا لعمارنا " جلست جنب نورة ومسكت يدها " وش قالو
لتس وانا امتس ؟
ماكانت تبي تخبي عليهم اللي انقال لها لأنها تدري انه من مصلحتها : منعتني من
الحركة .. و كتبت لي مثبتات لا جا العصر تروح تجيبهن لي موضي ..
قربت موضي منها وهي تناظرها : ابشري ما طلبتي فديتس .. تكفين يالنوري لا
يروح مع من راحو ..
ابتسمت وهي تناظر بأمها : الله اللي بيحفظه .. يمه " وبتعب " ادعي لي ..



/
\
/
\



دخل عليهم بعد صلاة المغرب و ماشاف الا امه وسما سلم عليهم وجلس معاهم ..
افتقدها وافتقد وجودها بانتظاره افتقد ابتسامتها اللي تقابله فيها كل مادخل هالبيت ..
احساس الحنين اللي بقلبه اكبر بكثير من مقدار تحمله وحاجز الصمت اللي تجاوزه
بوجودها .. رجع هالأيام خلفه بمراحل التفت على امه وهو يحارب كل احساس
شوق يجتاح صدره : وين رسيل ؟
ناظرت ساعتها وتكلمت : رايحة لصديقتها اكيد الحين جاية في الطريق ..
مسك جواله يدور على رقمها : وانا كم مرة قايل لهم ولا وحدة تركب مع السواق
لحالها ؟ " ومن اول ماردت عليه تكلم وهو معصب " وينك فيه ؟
حست بخوف من نبرة صوته وردت بكل هدوء : كنت عند دانا و توني طالعة ..
نص ساعة واكون في البيت ..
همست سما لأمها : من يوم راحت والأخلاق قافلة .. يارب يروح يجيبها و ينشغل
عنا ..
ابتسمت ام طلال وهي تناظره بأسى : الله يفرج كربهم ويرجع لهم اخوهم ويقر
عينهم بشوفته ..
رجعت تهمس لها وكلها خوف انه يسمعها : خاطري اشوف نورة .. متى بيجيبها من
الديرة ..؟
اشرت له انها ماتدري وناظرت فيه .. كان معصب ومتوتر هالحالة اللي تكره تشوفه
فيها .. من جلس معاهم وهو بس يلقي اوامره واكيد لا جات رسيل بيسمعها كم كلمة
والقسم الاكبر بيروح لسامي اللي الحين بيتعرض لاكبر هجوم كلامي ..
كانت تسولف له وهي تشوف انشغاله التام عنها رغم انه يرد عليها لكن اجاباته جدا
مختصرة ومكتفي بإيه او لا ..
اول ماوصلت رسيل طالعتهم بخوف وهي تشوف نظراته لها سلمت وحاولت تطلع
بسرعة لجناحها لكنه استوقفها : مابي اعيد وازيد بكلامي .. مرة ثانية تروحين مع
السواق لحالك بحش رجولك حش .. هذاني اعلمك وخلي وحدة فيكم تكسر بكلمتي
والله لأسفره وتروحون وتجون بباصات ..
التفتت سما على امها : لاااااا وش باصات الله يهداك .. زحمة وقرف والمشوار ياخذ
ساعتين ..
تكلم بدون مايناظرها : انا قلت اللي عندي وقد اعذر من انذر " لف على امه يعاتبها
على تساهلها معاهم " .. وانتي يمه الله يهداك ساكتة لهم ومخليتهم يسوون اللي يبون
ماتدرين يعني انها خلوة ..؟ وبعد هم بهالسن مو بكل وقت يروحون وانا كل ماجيت
وسئلت عنهم قلتي لي عند صديقاتهم ليش يروحون لهم وهالايام دراسة لو بالاجازات
معقولة .. ومو اي وحدة بعد مايروحون الا للي واثقين فيها وفي اهلها ..
كانت رسيل واقفة مكانها تنتظر انتهاء هالمحاضرة .. واللي رحمها بهالوقت دخول
سامي اللي اكيد راح يوجه له كل الكلام الحين .. استغلت هالفرصة وانسحبت على
طول وهي تسمع صوت صراخه على سامي : ماشاء الله تبارك الله ماعمري جيت
ولقيتك بالبيت .. ياخي انا صرت اشك ان هالبيت فندق ماتجي الا وقت النوم ..
حطت سما يدها على فمها وهي تتمتم : علم نفسك بالاول وانت حتى بعد ماتزوجت
ماحسيت على دمك وجيت عشان المسكينة اللي تنتظرك .. ماحست الا بنغزة امها
اللي خلتها تصرخ .. وهي تحط يدها على خصرها .. ومن شافت نظرته لها لحقت
رسيل تاركة الصالة ساحة معركة بينهم ..
هالمرة اضطر انه يسكت ويسمعه للآخر لانه داري لو جادله بتطول المسألة وبيزيد
الكلام وهو مايبي يوجع راسه بكلام طلال اللي ما ينتهي ..
كمل طلال كلامه وهو يحس انه ينفس عن كل مشاعره بهالتسلط في الاحكام : من
بكرة مافي طلعة من البيت الا اربعاء وخميس .. الاختبارات ماعاد بقى لها الا 3
اسابيع وانت توجيهي .. لو جيت يوم ومالقيتك بالبيت بسحب منك مفتاح السيارة ..
فاهم ..؟
سامي بقل صبر : زييييييين مابي اطلع اصلا محد يطلع هالأيام ..
تركه يطلع وقعد بالصالة هو وامه اللي تكلمت بعتب : وش هاللي تسويه وانا امك ؟
والله اني ماتكلمت مابي اكسر كلمتك .. وانت الكبير عند اخوانك .. بس ترى بالكلمة
الطيبة تقدر تخليهم يسوون اللي انت تبي .. مو خذيتهم بمجداف ومشراع وما خليت
احد فيهم يقول كلمة ..
ابتسم لها وقام حب راسها : ابشري يالغالية والسموحة منك بس هم اوقات يطلعوني
من طوري ..
بعد صلاة العشا وبعد مارجع ابوه جلس معاه يتناقشون بالموضوع اللي صار لهم كم
يوم يتكلمون فيه : ان شاء الله بروح بكرة واجيب مرتي وبعدها الله يسهل كل امورنا
وانت تدري هالأمور يبي لها مشايخ لا لزم الأمر وان شاء الله يصير التنازل ..
تكلم وهو ماسك الجريدة يتصفحها ..: لا تستعجل الأمور الحين.. النطق بالحكم بعد
اسبوع ووقتها ان شاء الله نقرر وش اللي الله يكتبه له .. ومثل ماقلت انت المحامي
يقول ماعندهم اي دليل ضده .. والدية امرها سهل اذا ماتنازل ابو الولد عنها ..
طلال وهو قايم ..: يالله اجل بروح انوم الحين بكرة بقوم اخلص اشغالي من بدري
وامشي للديرة ..
ترك ابوه بالصالة لحاله وطلع لجناحه .. ومن دخل الغرفة رجع له حنينه اللي اخفاه
بداخله ريحتها بهالغرفة ريحة عطرها اللي تميزها .. وكأنه يسمع صوت ضحكتها
هالضحكة اللي تصدرها بلحظة خجلها .. غسل وبدل ملابسه وتمدد على سريره يفكر
بشغله وسفره اللي مقرر بعد شهر من اليوم واللي حاول يأجله اكثر من مرة عشانها
بس هالمرة لازم يروح ويخلص اشغاله .. ترك كل تفكير خلفه وناظر ساعته اللي
تشير للـ 9 و عشر دقايق .. انقلب على جنبه الايمن وردد اذكار النوم .. واستسلم
بعدها للنوم ..



/
\
/
\




/
\
/
\


على وضعها اللي ماتفارقه الا بوقت صلاتها .. كانت مثل كل يوم متمددة على
فراشها بهالوقت اللي يروحون فيه خواتها وهيا للغرفة اللي يخيطون فيها وامها
وابوها تسمع سوالفهم او بالأصح شكواهم بالصالة شوي الا جات منيرة معصبة
ومتضايقة .. : اوووووف ياشين هالحر هدومي لزقت فيني ..
غمضت عيونها وهي تشوف شنطتها اللي رمتها على الأرض : ترفقي بس لا
تكسرين الأرض تحتس .. منور قربي ابيتس ..
قربت منها وجلست جنبها : هاااه ؟
طقتها على يدها : وجعاااه .. كم مرة قلت لتس لا تقولين هاه ؟ لا تزهقين امي
بسوالفتس حرام عليتس ترى اللي فيها مكفيها وانتي من تجين ماغير تصارخين
ومايعجبتس العجب .. هذا وانتي صايرتن حرمة سنعة وكلن يقول منيرة كبرت
تكفين وانا اختس لا تضيقين خلقها ولا تزعجين ابوي ..
ناظرتها بتعجب : وراه ؟ امي شاكية لتس ؟ والله يالنوري اني ماسويت شي بس
اليوم الحر يضيق الخلق " وبرضى تام " ومانيب قايلة لها شي ..
مسكت يدها وحبتها : ياحبي لتس والله ايه هذي البنت السنعة اللي تداري اهلها
وتحطهم بعيونها .. روحي غسلي وبدلي هدومتس .. وتعالي سولفي علي ضاق
خلقي من اليوم وانا قاعدة بلحالي ..
ركضت على طول وراحت تغسل .. بدلت ملابسها ورجعت جلست جنبها تبي
تسولف لها اشرت لها نورة تقرب وحطت راسها على حجرها : العبي بشعري
وانتي تسولفين علي ..
قعدت تسولف عليها لين جو موضي وحصة وقعدو معاهم التفتت موضي على
خواتها وقالت لهم يروحون يقعدون بالصالة .. ومن طلعو جلست جنب نورة
وقبل ماتتكلم نزلت دمعتها.. : شفت ابوي يصيح يالنوري .. اول مرة بحياتي
اشوف دمعته .. والى هالحين ماقدرت اشيل هالصورة من راسي ..
حست قلبها يعورها وغمضت عيونها .. مدت يدها ومسكت يد موضي : هذا
ولده ياموضي .. شلون بيتحمل ..؟ وهو يشوف امي تصيح عنده الليل والنهار
ياجعلني فدوة له ولا اشوف الدمعة بعينه ..
حطت يدها على فمها وهي تكتم شهقاتها : وربي ماعاد فيني صبر على هاللي
يصير فينا .. وربي اتحمل كل شي الا راكان .. ابوي اللي كل ماقام وقعد قال
راكان بيعوضني .. واليوم يشوف ولده يروح من يده ..
ضغطت على يدها بقوة وبيدها الثانية تمسح دموعها : بتفرج بحول الله قولي
يارب ..
مسحت دموعها ورددت من قلب : ياااارب " واول ماتذكرت " رجلتس بيجي اليوم ؟
قامت واسندت ظهرها على الجدار وناظرتها : ايه .. هو قال بيجي الاربعاء
وان شاء الله انه يجينا بالاخبار الزينة والله اني ماودي اروح معه مابي اخلي
اهلي وهم في حاجتي .. وامي بعد مقدر اروح وهذي حالتها الله يهونها يارب
مدري لا قلت له بيخليني اقعد ولا بيتشره علي ..
رفعت راسها وانتبهت لامها اللي واقفة عندها : لا روحي مع رجلتس واحنا
معنا الله ماهوب مخلينا .. رجلتس بحاجتتس بعد ولا تنسين انه للحين مايدري
بحملتس .. قولي له وفرحيه ..
نورة بحزن بالغ : هو بقى مكان للفرح فيني يمه ..
جلست على طول وحطت يدها على راسها : استغفري ربتس وش هالكلام ؟
هذا وانا اقول نورة المؤمنة العاقلة .. مالنا الا الصبر وانا امتس والله محد
يحس بالنار كثري .. هذا ولدي عسى الله يفك كربته ويفرح قليبي ..
دخل عليهم سلمان يركض : نورة رجلتس جا .. والله شفته وانا العب كورة
مع العيال .. الحين تشوفينه .. اقسم بالله ..
ابتسمت على شكله وحماسه : زين لا تحلف مصدقتك ..
دقايق وسمعو صوت سيارته بالخارج ومن سمعت صوته يدخل على ابوها
قامت واقفة على طول .. مسكتها موضي تجلسها : تعالي وين بتروحين ؟؟
هماهم قايلين لتس لا تتحركين الا للضرورة ؟
طنشتها ومشت بخطوات حذرة : وجية رجلي ماهيب ضرورة ؟
اول ماشافها لاحظ لونها الباهت وبشرتها المصفرة وحتى وزنها اللي نقص
بهالاسبوعين اللي قعدتهم بالديرة .. قام لها ومسك يدها وجلسها وهو مانزل
عينه عنها .. ماكان يهمها بهاللحظة على كثر شوقها له الا انها تسمع اخبار
عن راكان ممكن تزرع فيهم الأمل ولو قليل التفتت تناظر ابوها وحس على
نفسه وقتها وتكلم : شلونك يانورة ؟
رجعت ناظرته بابتسامة حاولت ترسمها بصعوبة : خلنا مني هالحين وقول
لي .. وشلون راكان وش اللي صاير عليه ..
كان ممكن انه يزعل عليها او ياخذها بخاطره لانها ما اهتمت فيه ولا سألت

عنه لكن اللي يشفع لها ان اللي هم فيه الحين فوق اي عتب : الحمدلله امس
رحت له واحسن من اول بكثير ان شاء الله يوم الاثنين الجاي النطق بالحكم
ومن كلام المحامي متفائلين خير .. مافي اي دليل ضده واذا ثبت انه قتل
خطا كل اموره تتدبر ..
التفتت على ابوها على طول وهي تشوف ملامح الارتياح اللي بدت تظهر
على وجهه بعد اسبوع ونص من العذاب اللي ولأول مرة ماقدر يخفيه عنهم
حبت راس ابوها : ان شاء الله راكان بيرد لك يبه ..
مسكها من يدها يبيها تجلس : ارتاحي وانا ابوتس لا تتعبين عمرتس .. الله
لا يخليني منكم ..
رجعت تناظر طلال بلهفة : احلفك بالله يا طلال اخوي بخير ..؟
ابتسم وهو يحلف لها : والله العظيم انه بخير .. ولو ادري كان مصوره لكم
بس ان شاء الله المرة الجاية ..
وقام اول ماشاف خالته ام راكان جايتهم .. وهو يسمع ترحيبها فيه اللي
يختلف عن كل مرة هالمرة نبرة الحزن واضحة بصوتها ..جلس معاهم وهو
يحاول انه يطمنهم .. قامت بعدها ام راكان رايحة لبيت اختها تقول لها بآخر
الاخبار اللي وصلتهم وقعدت نورة تسولف معاه هو وابوها .. : الله يخزي
الشيطان نسيت اقوم اجيب لك قهوة ..
وقبل يجلسها تكلم ابوها ..: اقعدي وانا ابوتس لا تتعبين عمرتس وش قايلين
لتس بالمستوصف ..
ناظرها مستفهم : وش فيك ؟ عسى ماشر ..؟
جلست مكانها وهي متجاهلة نظرات ابوها وتوردت خدودها خجل منه ماتقدر
تقول له هالخبر بوجود ابوها رجعت تسولف مع ابوها وطلال تاركة اجابة
هالسؤال لبعدين ..
قبل اذان العصر قام يستأذنهم يبي ياخذ زوجته ويمشي مشت معاه عند الباب
وتكلمت بتردد .. : طلال ..
وقف عند الباب والتفت لها : لا تقولين بتقعدين هالاسبوع بعد .. خلاص انا
طمنتكم عليه .. وان شاء الله مايجي الاسبوع الجاي الا ربي مظهر الحق ..
نزلت راسها قبل تتكلم .. وفركت يدينها بتوتر : لا ماهوب ذا اللي بقوله ..
ناظرها مستفهم يبيها تكمل كلامها ويوم حس انها طولت حاول انه يستعجلها
في الكلام : وشو اجل ؟
اشرت له بيدها انه ينتظر : اصبر بجيب عباتي واجيك ..
ناظرها مستغرب وش اللي قاعدة تسويه انتظرها بالسيارة شوي وجاته تمشي

بخطوات متعبة .. ومعاها كرت صغير بيدها .. ومن ركبت السيارة التفتت
عليه : خلنا نروح المستوصف بالأول ..
طلال باستفهام : وش فيك ؟ بعدين اذا رحنا الرياض اوديك اكبر المستشفيات
فيها ..
نزلت راسها وماعرفت شلون تتكلم وكل هالوقت هو جالس ينتظر منها انها
تتكلم او تقول شي .. وبعد تفكير طويل : انـ ـ ـا .. انا حامل .. وابي اعرف
اذا اقدر اسافر ولا يضرني ..
نسى كل شي قبل ونسى كل الكون اللي بالخارج وناظرها مستفهم : حامل ؟
" هزت راسها بإيه وكمل " من متى ؟ وليش توك تعلميني " وماعاد يدري
اصلا وش يقول " والله مادري وش اقول .. تكلمي تكفين ..
عدلت جلستها وهي تناظر قدامها : زين بعلمك كل شي بس انت امش الحين
للمستوصف ..
انتبهت ليدينه اللي ترتجف وهو يحرك السيارة .. وتكلمت .. : عرفت بنفس
اليوم اللي انت جيتنا فيه ومن يومين ذبحني المغص وقبل اوصل المستوصف
ماقدرت اكمل طريقي وجاتني الدكتورة وقالت لي انه يبي لي راحة وما اقوم
من مكاني الا لضرورة " اشرت له على احد البيوت " لاجيت من ورا هالبيت
خذ اللفة يمين ..
مد يده ومسك يدها : مبروك لك ولي وربي ماتتخيلين وش كثر فرحتي مادري
وش اعبر و وش اقول لك .. " ولثواني تذكر حزنها على اخوها " يارب
يصدر قرار براءة راكان واشوف الفرحة بعيونك ..
نزلت دموعها غصب عنها وهي تأمن على دعوته ومن وصلت للمستوصف
نزل وراح لها وهي تنزل .. ويوم جا يمسكها همست له وهي تضحك : ترى
هالسوالف عيب عندنا بالديرة لا شافو الرجال يده بيد مرته قالو ماهوب رجال
مسك يدها وهو يمشيها : وانا وش علي فيهم .. انتي تعبانة ومابي يصير فيك
شي ..
مشت معاه ووقفها عند باب قسم النساء وطلع برا ينتظرها .. دخلت هي عند
الدكتورة وعلى طول مدت لهم كرتها كانت هي الوحيدة اللي جايتهم بهالوقت
شرحت للدكتورة وضعها وانتظرت جوابها .. ماتدري ليش كانت تتمنى انها
تمنعها من السفر .. على كثر ما اشتاقت له الا ان وضع اهلها متعبها وماودها
تروح الا وهي متطمنة عليهم ..
تكلمت الدكتورة .. وهي تناظر ملفها : انا اديتك مثبتات وان شاء الله مافيش
اي مضار ع الجنين .. بس بما ان السفر تلات ساعات لازم تنزلي كل ساعة
تمشي 5 دقايق على الأقل .. واي آلام تحسيها على طول روحي للمستشفى
وان شاء الله مش هيجرا لك اي حاجة ..
خذت ملفها ومشت طالعة بعد ماشكرتها .. كان ينتظرها بالخارج واحساس الفرح
اللي بقلبه اكبر من اي شي بهالوقت ماقدر انه يعبر اكثر عن فرحته احتراما
لحزنها على اخوها وفضل الصمت .. شافته واقف عند السيارة ينتظرها
واول ما شافها جاية تمشي له راح لها على طول : هاا ياقلبي وش قالت لك ؟
" ياقلبي .. ياقلبي .. ياااا حلوها منه .. " كانت لأول مرة تسمعها منه ماتدري
ليش هالكلمة ريحتها كثير و نستها تعبها اللي تحسه .. سمعته يناديها والتفتت
له وهي توها تتذكر سؤاله : الحمدلله مافيني الا العافية .. هذا هو العصر يذن
روح صل انت .. وانا بلم اغراضي وبسلم على اهلي وبعدها بنمشي ..
مر الوقت سريع عليها مهما حاولت انها تبطئه ودعتهم كلهم وبداخلها امل كبير
ان المرة الجاية اللي تشوفهم فيها تحمل تباشير الفرح .. قربت من ابوها وحبت
راسه ويدينه وتكلمت وهي تصيح : يبه اذا جاني ولد بسميه على اخوي ..ابيه
يصير مثل راكان .. تكفى يبه ادعي له وبحول الله تجيك البشاير بعد اسبوع ..
رفع يدينه للسما وردد بصوت كسير : يا الله طالبك ولدي لا تخليني منه ..
قامت وامها تسندها وودعت امها وخواتها وكالعادة شافت سلمان متعلق بشباك
السيارة ينتظرها تجي ويودعها .. التفتت عليهم وتكلمت : فمان الله ..
سمعت صوت ابوها من وراها : الله يحفظك ..
ومن وصلت باب السيارة ناظرت بأمها : يمه الله يهداتس هذاني قدامتس طيبة
" ومسكت سلمان من اذنه تبعده عن السيارة " وخر شوي مافيني على الوقفة
قرب منها بسرعة وحب خدها .. : تكفين لا جيتو بعدين جيبو راكان معكم ..
باست له خدوده وهي تودعه : قول يارب ..
رفع يدينه للسما وهو يشوفها تسكر الباب وصرخ بأعلى صوته : ياااااارب ..



/
\
/
\




تنرفزت منه ومن اسلوبه معاها من اول وهو يحن على راسها .. وهي مو
قادرة تتحمل حنته اللي صدعتها .. : قلت لك والله العظيم ماعندي هالحين
من وين اجيب لك .. خلها شوي شهر شهرين وانا ادبرهم لك ..
قاطعها بزعل : اقول لك ابيهم ضروري تقولين لي شهر شهرين .. والله
اني مديون ولازم اسدد هالمبلغ بهاليومين وانتي عارفة البير وغطاه تكفين
حبيبتي صدقيني بردها لك اول ما استلم الراتب ..
كانت تدور بغرفتها وهي متضايقة من هالاسلوب معاها .. هذي ثاني مرة
من اسبوعين يطلبها فلوس .. بالأول كانت الفين ريال وحولتهم له على طول
والحين يطلبها 5 آلاف وهالمبلغ ابدا مو متوفر عندها : زين علمني من وين
اجيب لك .. ابوي كل اول شهر يحط لنا مصروف بحسابنا .. وانا كل اللي
عندي عطيتهم لك من وين اجيب لك الحين فهمني ..؟
ضبط اعصابه مايبي يعصب عليها ويستخدم معاها اسلوبه الثاني : يعني
كل هالعز اللي انتي فيه مو لاقية فلوس تعطينها لزوجك حبيبك ؟ ..
تأففت بقهر من كلامه .. كل كلمة والثانية قال لها انتي بنت نعمة وانتي بنت
عز .. حاولت انها تسكر الموضوع وتريح راسها : بعدين اشوف لك بس اذا
ماقدرت عاد انت دبر عمرك ..
صرخ فيها بأعلى صوته : لا تقعدين تتأففين علي وكأنك قاعدة تمنين باللي
بتعطيني اياهم .. ترى عادي عندي اتسلف من اي احد بس لو تأجل زواجنا
لا تقعدين تصيحين عندي كل شوي وتقولين لي صلاح ليش مأجله من الاول
قايل لك انا رجال على قد حالي عاجبك اهلا وسهلا .. مو عاجبك تراني مو
جابرك علي وكل واحد في طريقه ..
شهقت وقاطعته بغضب : وش كل واحد بطريقه صاحي انت ..؟ لا حبيبي
انت تعرف اني احبك وابيك لا تقعد تحطها براسي وتقول اني مابي العرس
" وبخوف " صلاح وش هالكلام ..؟
بهدوء تكلم : وش اسوي فيك انتي تحديني على الغلط بعنادك .. يالله ياقلبي
انا ابي اسكر الحين .. وابي اصحى من بكرة احصل رسالة على جوالي من
البنك .. بعد عمري انتي ..
انقهرت من كلامه معاها واسلوبه اللي ينرفزها اوقات : اوكي .. يالله باي
قاطعها قبل تسكر .. : وين بوستي بالأول ؟
تجاهلت طلبه وتكلمت بنرفزه : تصدق انك فاضي خلاص انا اكلمك بعدين
وسكرت منه لانها مو متحملة تقول له كلمة ثانية ممكن تفلت اعصابه عليها
ويعيد عليها كلامه اللي يخوفها ..
طلعت من الغرفة وقعدت بالصالة وهي ماسكة جوالها بتوتر " ياربي وش
يبي يسوي فيني هالصلاح .. والله انه جنّني "
راح تفكيرها لكل واحد في البيت شلون تطلب منهم هالمبلغ بدون ماتشكك
احد وين صرفته فيه .. ابوها ومسافر وحتى لو طلبته اكيد بيعطيها بس لازم
تعلمه بالاول وش تبي فيهم تقدر تقول حلفة او حتى فستان بس ماراح تشتري
شي وهذا بيثير شك امها خصوصا انه مو اي شي يعدي عليها ..
وبلحظة تذكرت طارق توقعت اكيد انه مو في البيت كعادته .. واول شي طرا
في بالها انها تتصل عليه .. اتصلت عليه على طول وهي تفكر بكلامها اللي
بتقوله له وانتظرت تسمع رده .. لكن مامن مجيب .. رجعت اعادت الاتصال
عليه ونفس الجواب رمت الجوال بقهر على الصوفا ماتبي تتعب نفسها بالتفكير
بأي شي ممكن انه يزيد خوفها ارتاعت اول ماسمعت نغمة جوالها ومن شافت
رقمه ردت على طول .. : الو ..
كان صوت الموسيقى والازعاج عالي عنده لدرجة انه مو قادر يسمع كلامها
بوضوح .. : وشو .. وش تبين اخلصي علي ؟
صرخت بأعلى صوتها تبيه يسمعها : اطلع من هالازعاج اللي انت فيه الحين
ابيك ضروري ..
انتظرت لثواني قبل تسمع صوت تسكيرة الباب .. جاها بعده صوته ..: نعم
وش بغيتي ..؟
كشت على الجوال ورجعت تكلمه : الله من شين النفس بدون لف ولا دوران
انت قلت لي اجيب لك رقم القروية واطلب منك اللي ابي صح ..
ابتسم بخبث : ايه صح .. جبتيه ؟
ردت بنرفزة : لا مابعد جبته .. بس بجيبه لك اليوم وابيك تحول لي 5 آلاف
ريال ..
قاطعها وهو يضحك : وشووووو ؟ انتي قلتيها قروية يعني ماتسوى لها الف
تقولين 5 آلاف صاحية انتي ؟
غمضت عيونها تحاول تهدي غضبها : انت مو قلت اطلب اي شي هذا هو
طلبي غيره ماراح اجيب لك الرقم ..
جلس على السرير وهو مازال يضحك : منال انتي من جدك وش تبين فيهم
اصلا ..
بعد تفكير : ابي اشتري لي لاب توب ..
طارق بابتسامة : هذا هي بـ 3 والفين ونص ليش البطرة ..؟
حست انها وصلت معاها وودها تنفجر فيه من بروده : انا شفته وعاجبني
وانت بنفسك قلت لي اطلبي اي شي ..
غمض عيونه وهو يلعب بشعره : خلاص جيبيه انتي اليوم وانا اجيب لك
الجهاز بكرة ..
قاطعته على طول : لا لا لا .. انا اللي ابي اروح واختار لونه ومواصفاته
نفس اللي ابيهم .. بعدين ليش تبخل علي وانت نص فلوس ابوي عندك هذا
هي مثل الهم على قلبك .. اللهم لا حسد ..
ضحك بصوت عالي : زيييين بس لاني وعدتك اعطيك اللي تطلبينه ولا
هذي لو ابيعها ما جابت لي الف ريال الله المستعان بس .. ابيه الليله يجيني
وانا لا فضيت حولتهم لك ..
بعد ما اتفقت معاه على التفاصيل كلمت السواق يجهز السيارة لبست وكشخت
وطلعت على طول متجهة لبيت عمها .. ومن وصلت كانت شايلة هم انهم
في البيت ويكتشفون وجودها .. الوقت توه بعد المغرب وهذا معناه انهم ابد
مايكونون بالبيت بهالوقت يا اما يكونون بأشغالهم او تروح ميساء لزياراتها
رجعت تلفتت تبي تتأكد وماشافت شي .. مشت للملحق وطقت الباب وهي كل
شوي تناظر وراها .. واول ما انفتح الباب شافت ولد نزل راسه من شافها ..
ضحكت بقلبها على براءته .. " يا حليله هذا يستحي .. ياربي هي وش اسمها
اوووف هذا وقته " : لو سمحت ابي اختك ..
ثواني وسمعته ينادي بصوت عالي باسمها .. " سارة .. والله اسمها حلو .."
ردت الباب ووقفت من وراه تكلمها .. : هلا والله اختي آمري ..
منال مكشرة من سمعت صوتها : انتي سارة ؟
كانت تقاوم لقافتها بهاللحظة تبي تعرف بس وش آخرتها مع هاللي جايتها
الحين .. واللي لأول مرة احد يجيها غير ميساء .. ولمياء اللي زارتها مرة
قبل فترة : ايه انا سارة ..
ترددت قبل تعرف بنفسها .. تخاف انها تقول لميساء وبعدين بتشك فيها
واصلا راح تستغرب جيتها لسارة وغرضها من هالزيارة .. : شلون يعني
بتخليني واقفة بالشارع ..
فتحت لها الباب باحراج : لا والله حياتس السموحة وانا اختس بس ارتعت
ماتعودت احد يجيني " والتفتت على محمد بصراخ " محمد ادخل الغرفة
شوي ..
واول ما تأكدت انه سكر الباب دخلتها للصالة .. ناظرت منال في الصالة
اللي متناثرة فيها كتب دراسية اكيد انها لمحمد .. وجلست على طول بدون
ماتنزل لثمتها .. اتصلت على السواق على طول .. : مارتو روح بقالة
واذا خلصت انا اتصل عليك تجي ..
سكرت منه والتفتت لسارة تناظرها .. كانت مملوحة ماعليها يمكن لو تهتم
بنفسها بيصير شكلها احلى لكن فرق كبير بينها وبين بنت عمها اللي لقت
من يهتم فيها .. وبعد تأمل دام فترة طويلة تكلمت .. : انا مديرة في شركة
كبيرة ومحتاجة موظفات يكونون خدومات وما يتضايقون من كثر الشغل
" وقبل تقاطعها سارة كملت " ادري انك تداومين الصباح .. بس انا ابيك
بدوام مسائي يعني من بعد صلاة العصر لحدود الساعة 9 .. وراح اعطيك
راتب دبل اللي تاخذينه الحين .. " وباستفهام " انتي كم تاخذين اصلا ؟
بفرحة تكلمت : الفين ونص .. وانتي كم بتعطيني ؟
كشرت من اسلوبها بس حست انها سهلة مو مثل ماتوقعتها ابد : اللي تبين
ومن يوم السبت تجين تداومين عندي .. بس ابي اخذ بيناتك الكاملة ورقم
جوالك وبعدها راح اتصل فيك واقول لك اي يوم تداومين ..
جلست بحماس وهي تناظرها ..: زين وش تبين تعرفين ..
تذكرت انه ما معاها شي تكتب فيه .. ومدت لها جوالها .. : اكتبي لي رقم
جوالك وانا اذا وصلت المكتب اكلمك من هناك واسجل كل معلوماتك ..
حاولت تتذكر رقم جوالها لكن خانتها الذاكرة وابتسمت : والله اني مادري
هو كم .. خوذي جوالي ودقي رقمتس انتي وانا ادق عليتس ..
سحبت جوالها بقرف وعلى طول اتصلت على رقمها " الله لا يبارك فيك
يا صلاح اللي حديتني على مقابل هالوجيه .. " مسحت رقمها من جوال
سارة واستأذنتها طالعة على طول ..


/
\
/
\





/
\
/
\

كان متمدد على الصوفا يبي ياخذ له غفوة شوي .. وقبل يستغرق بالنوم
صحى على صوت نغمة جواله .. ابتسم اول ماشاف الرقم " خبيثة هالبنت
والله " .. رد عليها بكسل : هلاااا ..
جاه صوتها وهي تتأفف ومتضايقة : الله يسامحك اللي خليتني اروح لها بس
مادري وش تبي فيها والله لا صوت ولا شكل ولا عندها شي يخليك تبي
رقمها غصب ..
اطلق ضحكة بصوت عالي على كلامها : جبتي الرقم من الآخر ..؟
ردت مستفسرة : حولت لي قبل ؟
تكلم وهو مغمض عيونه : لعنبو ابليسك تراني اخوك وش هالتعامل اللي
تعامليني فيه كأني ابي اسرقك ..
كانت واصلة حدها منه ومن صلاح وزودت عليها سارة : لا ماتبي تسرقني
بس علمني الحين حولتهم ولا شلون .. تكلم عاد ترى حدي زهقانة وصاكتني
الغلقة لا تزيد اللي فيني ..
بعد السماعة عن اذنه مايبي يسمع صوت صراخها : ايييييه حولت لا تغثينا
اعوذ بالله منك بس ارسلي لي رقمها الحين ابي اكلمها ..
قاطعته بنفس الصراخ : لا صاحي انت توني خذيت رقمها تبي تكلمها الحين
لا كلمها من بكرة ولا حتي بعده ..
تجاهل كلامها وعاد نفس طلبه : ارسلي لي رقمها الحين ولا يكثر ..
سكرت منه وعلى طول ارسلت له الرقم .. ومن شاف رقمها ابتسم ابتسامة
خبيثة .. قام وتعدل بجلسته واتصل عليها .. مرة ومرتين وثلاث ماردت
عليه ابد .. رجع بعدها اتصل على منال معصب : تنصبين علي انتي ..؟
هذا رقمها ..؟
استغربت عصبيته وردت ببرود : وش مصلحتي يعني اكذب عليك ايه وربي
هذا رقمها .. لا يكون رد عليك احد غيرها ؟
تكلم بلا مبلاة : لا .. يالله مع السلامة بس ..
رجع اتصل عليها مرتين بعد وماردت عليه .. حط الجوال على جنب وتمدد
مرة ثانية يبي ياخذ له غفوة وراح يرجع يكرر الاتصال بوقت ثاني ..
سارة اللي كانت تتسبح من شافت الاتصالات اللي بجوالها توقعت انها المديرة
المزعومة واللي راح توظفها الوظيفة اللي ما حلمت فيها .. رجعت اتصلت
على الرقم ..
فتح عيونه وشاف رقمها يتصل فيه .. اتسعت ابتسامته وهو يتنحنح ويعدل
صوته وبعد ماسكرت رجع هو اتصل عليها ومن اول رنة ردت عليه : هلا
تنفس بعمق قبل يتكلم بصوته الرجولي : مساء الخير ..
ناظرت جوالها مرتاعة وبعدته تبي تشوف الرقم اللي اتصل عليها ومن الخوف
سكرت الخط بوجهه رجع اتصل عليها مرة ثانية ومن شافت الرقم وهي تحس
بنبضات قلبها صارت اسرع من الخوف " يممممممممه هذا وش يبي ؟ " ...
ازعجها الحاحه في الاتصال عليها اكثر من مرة .. ومن الخوف والارتباك
ماعرفت وش تسوي .. قفلت جوالها عشان ترتاح من التفكير من هالشخص
اللي يتصل عليها باصرار ..
تمددت على السرير وهي ترتجف خوف .. " انا وش اللي خلاني ارد عليه
يارب تكفيني شره .. اظنه غلطان .. ايه يمكن يبي احد ثاني .. " .. سكرت
اذونها ماتبي تفكر بأي شي وهي تقاوم احساس الخوف لانها مازالت الى
هاللحظة تسمع صوته اللي يتردد في بالها ..
اما هو كان ميت ضحك على ردة فعلها " لا والله بدايتها صعبة مثل ماتوقعت
بس والله لاجيب راسها ولا ما اكون انا طارق " .. باس الجوال وهو مازال
يضحك " ياحليلها هذي على طول قفلت الجوال .. هين كلها شهر واشوفها
ترقص لي بهالشقة .. "
صحاه من تفكيره فيها صوت صديقه اللي يناظره مستغرب : وش فيك انهبلت
وقمت تحاكي روحك وتضحك ؟
كمل ضحكته وهو يناظره : لا بس في وحدة عاجبتني من فترة وناوي اشبكها
واليوم بديت المهمة .. مادري ليش احس اني بستانس معاها وناسة غير عن
الكل .. " ناظر بالاكياس اللي شايلها " تونا بدري على العشا من جدك انت ..
مابعد صلو العشى ..
اشر له وهو شايل الأكياس للمطبخ : الا هذا هم يصلون الحين بعدين انا ميت
جوع اليوم ماتغديت .. اذا ماتبي الحين بكيفك ..
اخذ له نفس طويل من زقارته وهو يناظره يحط العشا بالمطبخ نفث الدخان
وتكلم بابتسامة : خلاص ولا تزعل نتعشى الحين .. ودي اسهر الليلة خفيف
واروق يمكن الحلوة تفتح جوالها واستانس عليها ..
طلع شايل صحن العشا والسفرة وحطهم على الارض .. ومد له الكيس اللي
فيهم البيبسي والشطة .. وبدو اثنينهم يتعشون .. يتخلل هالوجبة سوالفهم اللي
تتكرر في كل مرة يجلسون فيها مع بعض .. كم بنت كلمها اليوم وكم بنت
شافها وهذا ديدن حياتهم اليومية ولا جديد يذكر الا ذنوب تحسب في رصيد
العمر ..



/
\
/
\




جالسة بالصالة معاهم وكل شوي تناظر جوالها بضيق ومن يتكلمون معاها
تكتفي بابتسامة مصطنعة ترد فيها عليهم .. هي تدري انهم مايحبونها وبكل
جمعاتهم ماكانت تخلو من الهمز واللمز لكن مضطرة انها تتحمل كل شي
لانها اختارت هالمصير من الأول ..
ومن شافته حاولت تبتسم بقدر استطاعتها تبي تغيض اخته منار .. تجاهل
ابتسامتها وسلم عليهم وحب راس امه وقعد جنبها .. انقهرت من حركته
قدامهم وحمدت ربها انها ماوقفت ولا كان الكل الحين يضحك على فشيلتها
ناظرها بصرامة وتكلم : حنين قومي جيبي لي كاس موية ابي اخذ بنادول
راسي مصدع من الصباح ..
قعدت مكانها وصوتت على الشغالة .. : رااااانجي جيبي كاس موية ..
ناظرها بتعجب من وقاحتها وتكلم بابتسامة باردة : مابيها من يد الشغالة
انا قلت لك انتي جيبي لي ..
تذمرت من اسلوبه معاها من يوم اللي رجعو فيه وهو يعاملها بغرور عجزت
تتقبله خصوصا انها تشوف في غروره احباط لغرورها .. : وش يفرق يعني
" وانتبهت للشغالة اللي جاية وشايلة التبسي اللي فيه كاس الموية " خلاص
هذا هي جابتها ..
اشر للشغالة بيده ترجعها وهو مازال مبتسم .. : معليش انا قلت ابي زوجتي
تجيب لي .. لا تاخذينها عناد يا حنين ..
قامت وهي معصبة : اووووووف عيشة تقصر العمر ..
ناظر في امه وقبل تتكلم همس لها : قولي يارب تهديها .. ترى عندك بنات
رفعت يدينها للسما ودعت لها عشانه : يالله يارب انك تهديها وتصلح قلبها
جات من المطبخ بنرفزة وهي تمشي خطواتها بسرعة .. حطت الكاس على
الطاولة اللي قدامه .. ومشت من عندهم طالعة لجناحها وهي تتحلطم بكلام
حتى هو مافهمه بس اللي كان واضح له انها اكيد تسبه ..
اخذ حبة الباندول .. وجلس مع امه شوي .. وطلع لها وهو يغلي بداخله من
تصرفاتها اللي الى هاليوم مالقى لها تفسير ..
دخل عليها الجناح وشافها قالبته فوق تحت ناظر باستغراب وش اللي قاعدة
تسويه .. وقرب منها مسكها مع يدها بقوة .. : هيييييه انتي .. مجنونة ؟؟؟
صرخت عليه بأعلى صوتها : وخرررررر عني .. اكرهك .. تعرف شلون
اكرهك .. والله اكرهـ ـ .. وقبل تكمل كلمتها اسكتها بصفعة قوية على خدها
وقبل تطيح على الأرض رجع مسك يدينها بقوة وقربها منه : تكرهيني ولا
تحبيني هذي مشكلتك محد ضربك على يدك وقال لك تزوجي عزام .. انا
اذا قلت لك كلمة تسوينها وتقولين فوقها سم بعد .. فاااهمة ؟
ماردت عليه وهي تحاول انها تقاوم الم اظافره اللي تحسها تنخر يدينها من
شدة قبضته ..
قرب فمه من اذنها وصرخ بأعلى صوته : انا اتكلم عربي ردي علي الحين
فاهمة ؟
هزت راسها بايه .. وبداخلها الف مقاومة انها تحبس دموعها ماتبيها تنزل
قدامه .. كمل بنفس الصراخ : ولا ترادديني اذا قلت لك الكلمة مابي اسمع
الا سم وحاضر .. وياااويلك لو يوم طلبتك شي عند اهلي وعاندتيني هالمرة
عديتها لك المرة الجاية والله لاطقك عندهم واللي فيه خير يفكك من يديني
فكها من يدينه وتكلم بلهجة آمرة : روحي سوي لي العشا وجيبيه ..
ناظرته باعتراض وقبل تتكلم اشر لها بيده تسكت : ولا كلمة الحين بتسوين
لي العشا وانتي ماتشوفين الدرب .. وخليني اسأل امي ولا خواتي ويقولون
لي ان الشغالة اللي مسويته " مسك عقاله بيده " والله يا هالعقال لامسطه
على ظهرك ..
طنشت كلامه .. ونزلت بسرعة للمطبخ .. " يحسبني بمشي له على كيفه ..
يخسي والله مايسويها وانا بنت ابوي .. "
قعدت على الطاولة واشرت للشغالة تجيب لها خبز توست .. دهنتهم بالجبن
وحطتهم بصحن وطلعت حطتهم له على الطاولة .. كان ميت ضحك بداخله
على حركاتها مايدري ليش اوقات يحس انها انسانة مو طبيعية ومحتاجة لها
علاج نفسي يمكن يقدر يفسر حركاتها المتناقضة .. واللي ممكن في الدقيقة
الوحيدة يشوف لها اكثر من انفعال تركها لوحدها بجناحها وقبل يطلع صوت
لها من عند الباب : حنين .. كولي هاللي سويتيه .. انا بنزل اتعشى مع اهلي
وسكر الباب وهو يضحك نازل يتعشى معاهم .. تاركها لحالها بالجناح تغلي
قهر بداخلها من عصبيته واسلوبه القاسي في التعامل واللي حتى ما تعودت
من طلال قبل انه يعاملها مثل هالمعاملة ..




 




الساعة الآن توقيت السعودية الرياض و الدمام و القصيم و جدة 07:24 AM.


 
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024,
vBulletin Optimisation provided by vB Optimise (Pro) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

Search Engine Optimization by vBSEO 3.6.0