|
#1 | |
عضوة شرفية |
شرارة ألم
تحت قطرات المطر الندية وعلى شعره المنساب على حاجبيه المعقودين بوهن نظرتُ إلى طوله الشامخ وملابسه المبتلة التي امتصت ماء المطر كجذور الزهرة النظرة وضعتُ يدي على كتفه مواسيةً:لقد ظهر البدر مشعاً وآن أوان العودة لحضن أمنا هيا فالحزن قد ييتمنا مرة أخرى نظر إليها بنظرة من آثر الحياة من أجلها أشاح بوجهه وقال:هيابناياعزيزتي.
وصلا إلى المنزل بعد صراع مع قطرات الماء التي أخفقت في مجاراتهما في صراع الوجود ابتسمتُ بوهن وأنا أرى رأسه في حجرها الدافئ وبدأ يروي حكايات همومه وأحزانه وأنا أذرف دموع اليتم وأنحتُ على الحجرالأصم مر فراق والدي. ((أيا نار اليتم حلي عنا))هذا ما همس به وولد به شرارة محرقة لفؤادهن الدامي.مسحت أمي بيدها الناعمة على شعره المصفف بعبث وقالت:إبكِ يا ولدي الحبيب إبكِ فشعلة قلبك سيطفئها ماء دمعك ولا تجمد عواطف قلبك.ابتسم وقال:إن شعلة قلبي أطفئتها قسوة الزمان وغربة الأيام لكن نار اليتم لا ترحل وتبث شرارتها في كل صباح معلنةً حالة الطوارئ في قلبي فينابيع الدماء المتفجرة تعاد صورتها على ذاكرتي وصوت والدي المرهق وهو يوصيني انهار باكياً في حضنها الدافئ وهو يتصفح طيات الذكريات عندما كان يراقب وميض السيوف ويستمع إلى صهيل العاديات ويراقب بعينيه الحالمتين إرتجاز ابيه في الميدان . لمعت عينيه بفخر وهو يروي قصص بطولة والده الذي رسم مستقبل بلاده بدمه الطاهر،مسح الدموع المنتثرة على وجهه ونثر نظراته عليهن وقال بحزم:ودعنّ البكاء فأبي لم يمت نعم لم يمت إنه باقٍ ومخلدٌ في سماء الخلود . رفعت رأسها وهي تمسح الدموع وأردفت:نعم يا بني فأبيك لا ينتظر نزف دموعك ولا أنكسار قلبك الحاني فأبيك ينتظر أن تقص القصص وتروي روايات البطولة على الدهر الغابر فأقصصها وأَلِف مؤلفات الشجاعة من دعون ملل أو كلل اقرأ عصرك وأحفر إسمك في التاريخ. تعليقاتكم وانتقاداتكم مواضيع ذات صلة |