ازياء, فساتين سهرة


العودة   ازياء - فساتين سهرة و مكياج و طبخ > أقسام عامة > منتدى اسلامي
تسريحات 2013 ذيل الحصان موضة و ازياءازياء فكتوريا بيكهام 2013متاجر ازياء فلانتينو في باريسمكياج العين ماكياج دخاني makeup
منتدى اسلامي حملة : قبل أن يفوت الأوان.." يوجد هنا حملة : قبل أن يفوت الأوان.." منتدى اسلامي, قران, خطب الجمعة, اذكار,

فساتين العيد


 
قديم   #6

حفيدة الزهراء


رد: حملة : قبل أن يفوت الأوان


حملة : قبل أن يفوت الأوان.."

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ملكني هواك مشاهدة المشاركة
الشيخ محمد العريفي برنامج ضع بصمتك--عنوان الحلقه ضع بصمتك في الاجازات الصيفيه

جزاكي الله خيراً

وبانتظار باقي المشاركات

 
قديم   #7

حفيدة الزهراء


رد: حملة : قبل أن يفوت الأوان


حملة : قبل أن يفوت الأوان.."

بر الوالدين
تعريف البر
البر : كلمة جامعة لخيري الدنيا والآخرة، وبر الوالدين يعني الإحسان إليهما وتوفية حقوقهما، وطاعتهما في أغراضهما في الأمور المندوبة والمباحة، لا في الواجبات والمعاصي، والبر ضد العقوق، وهو الإساءة إليهما وتضييع حقوقهما.
ويكون البر بحسن المعاملة والمعاشرة، وبالصلة والإنفاق، بغير عوض مطلوب.



تعريف الوالدين .
الوالدان هما الأب والأم، سواء كانا من نسب أورضاع، مسلمين كانا أم كافرين، وإن عليا، فالأجداد والجدات، آباء وأمهات، سواء كانوا من قبل الأب أوالأم، والخالة بمنزلة الأم ..


حكم بر الوالدين
بر الوالدين فرض واجب، وعقوقهما حرام ومن الكبائر.
دليل الحكم
الكتاب والسنة والإجماع.
فمن الكتاب قوله تعالى: " وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا". [الإسراء 23]

وقوله: "وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا". [العنكبوت 8]

ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم وقد سأله رجل قائلاً: من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: "أمك"، قال: ثم من؟ قال: "أمك"، قال: ثم من؟ قال: "أمك"، قال: ثم من؟ قال: "أبوك"، منفق عليه وفي رواية: "ثم أدناك أدناك".

وقوله صلى الله عليه وسلم: "رغم انف، ثم رغم انف، ثم رغم انف، من أدرك أبويه عند الكبر، أحدهما أوكليهما، فلم يدخل الجنة". رواه مسلم : 2551

وقد أجمعت الأمة على وجوب بر الوالدين وان عقوقهما من أكبر الكبائر.



فضل بر الوالدين
بر الوالدين والإحسان إليهما من أقوى الأسباب لدخول الجنة، ولنيل رضا الله عز وجل، وقد ورد في ذلك العديد من الآيات والأحاديث والآثار، نشير إلى طرف منها:
1. عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: "سألتُ النبي صلى الله عليه وسلم: أيُّ العمل أحبُّ إلى الله تعالى؟ قال: الصلاة على وقتها؛ قلت: ثم أيُّ؟ قال: بر الوالدين؛ قلت: ثم أيُّ؟ قال: الجهاد في سبيل الله".متفق عليه

2. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يجزئ ولد والداً إلا ان يجده مملوكاً فيشتريه فيعتقه". رواه مسلم وأبو داوود والترمذي

3. وصح عنه صلى الله عليه وسلم انه قال: "الوالد أوسط أبواب الجنة، فإن شئت فأضع ذلك الباب أواحفظه". رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح



ليس هناك حق بعد حقوق الله ورسوله أوجب على العبد ولا آكد من حقوق والديه عليه، ولهذا فقد أمره الإسلام ببرهما والإحسان إليهما، وقرن ذلك بعبادته وطاعته، فقال عز من قائل: " وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًاً "[الإسراء - 23]

ونهى وحذر من عقوقهما، وعصيانهما، والإساءة إليهما، وعدَّ ذلك من أكبر الكبائر وأعظم العظائم، فعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه . قيل : يا رسول الله ، وكيف يلعن الرجل والديه ؟ قال : يسب الرجل أبا الرجل ، فيسب أباه ، ويسب أمه فيسب أمه" الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 5973
خلاصة حكم المحدث: [صحيح].

قرَنَ شكرهما بشكره، فقال: "أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ"
[ لقمان-14]،

فمن لا يشكر لوالديه فإن الله غني عن شكره،

فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "ثلاثة مقرونة بثلاثة، قال تعالى: " وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ"، فمن أقام الصلاة ولم يؤت الزكاة الواجبة لا تقبل له صلاة، وقال: "وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ"، فمن أطاع الله ولم يطع الرسول لايقبل الله طاعته، وقال: "أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ "، فمن شكر لله ولم يشكر لوالديه لا يقبل الله شكره"، أوكما قال:
بل جعل رضاه في رضا الوالدين وسخطه في سخطهما.


فالسعيد السعيد من وفق بعد تقوى الله عز وجل لبر والديه – أحياءً وأمواتاً – والإحسان إليهما، والشقي التعيس من عقَّ والديه وعصاهما وأساء إليهما ولم يرع حقوقهما، فبر الوالدين سبب من أسباب دخول الجنة، وعقوقهما من أقوى أسباب دخول النار: "الوالد أوسط أبواب الجنة، فإن شئت فأضع ذلك الباب أو احفظه" الراوي: أبو الدرداء المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم:
خلاصة حكم المحدث: صحيح.



فيا سعادة البارين بوالديهم، ويا تعاسة العاقين لهما، إن كنت أخي المسلم باراً فازدد في برك لهما أحياءً وأمواتاً، وإن كنتَ عاقاً فعليك ان تتوب من هذا الذنب العظيم، وتحاول إدراك ما يمكن إدراكه، واعلم انك كما تدين تدان، ولله در القائل: بروا آباءكم تبركم أبناؤكم، وعفوا تعف نساؤكم. 1900

واحذروا أيها الأبناء والبنات عقوق الأمهات، فإن برهن وحقهن آكد من بر الآباء وحقهم، واعلمواانه ما من جرم يعجِّل لصاحبه العذاب في الدنيا مع ما يُدَّخر له في الآخرة أخطر من عقوق الوالدين وقطيعة الرحم.
من فضل الله علينا ورحمته بنا فإن بر الوالدين لا ينقطع بموتهما، وإنما يستمر بالدعاء والاستغفار والتصدق لهما، وبصلة أقاربهما وأرحامهما، وبصدق التوبة والندم على ما مضى من تقصير، فإن فاتك برهما أوأحدهما أحياء فلا يفتك استدراك ما يمكن استدراكه وتحصيل ما يمكن تحصيله،قبل ان يُحال بينك وبين ما تشتهي، حين تأتيك المنون، وتبلغ الروح الحلقوم، وتحرم عما كنت تروم.
واحذروا أيها الأبناء والبنات عقوق الأمهات، فإن برهن وحقهن آكد من بر الآباء وحقهم، واعلموا انه ما من جرم يعجِّل لصاحبه العذاب في الدنيا مع ما يُدَّخر له في الآخرة أخطر من عقوق الوالدين وقطيعة الرحم.
من فضل الله علينا ورحمته بنا فإن بر الوالدين لا ينقطع بموتهما، وإنما يستمر بالدعاء والاستغفار والتصدق لهما، وبصلة أقاربهما وأرحامهما، وبصدق التوبة والندم على ما مضى من تقصير، فإن فاتك برهما أوأحدهما أحياء فلا يفتك استدراك ما يمكن استدراكه وتحصيل ما يمكن تحصيله،قبل ان يُحال بينك وبين ما تشتهي، حين تأتيك المنون، وتبلغ الروح الحلقوم، وتحرم عما كنت تروم


أجمـــــــــل ما قيــــــل عن بر الوالدين
ألم تعلم حكم بر الوالدين وهو انه فرض واجب، وانه قد أجمعت الأمة على وجوب بر الوالدين وان عقوقهما حرام ومن أكبر الكبائر؟؟
أما سمعت هذا الحديث:
عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( دخلت الجنة فسمعت فيها قراءة
قلت من هذا؟ فقالوا : حارثة بن النعمان ) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( كذلكم البر كذلكم البر [ وكان أبر
الناس بأمه ] ) رواه ابن وهب في الجامع وأحمد في المسند.
وهذا الحديث ايضاً:


الوالدان..وما أدراك ما الوالدان
الوالدان، اللذان هما سبب وجود الإنسان، ولهما عليه غاية الإحسان..
الوالد بالإنفاق.. والوالدة بالولادة والإشفاق..
فللّه سبحانه نعمة الخلق والإيجاد..
ومن بعد ذلك للوالدين نعمة التربية والإيلاد..
وانا أقف في حيرة أمامكم..
مالي أرى في مجتمعاتنا الغفلة عن هذا الموضوع والإستهتار به..
أما علمنا أهمية بر الوالدين..
أما قرانا قوله تعالى:


وقوله تعالى: ( ۞ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانا ً).النساء:36
ألم نلاحظ ان الله قد قرن توحيده ـ وهو أهم شيء في الوجود ـ بالإحسان للوالدين..
ليس ذلك فقط بل قرن شكره بشكهما ايضاً..
قال تعالى: ( أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ ) لقمان:14
إلى متى سنبقى في التأجيل المستمر للتفكير في برنا لوالدينا..
إلى متى سيبقى الوقت لم يحن للبر؟؟!!..
وكاننا ضمنا معيشتهم أبد الدهر..
وغفلنا عن هذا الكنز الذي تحت أبصارنا ولكننا للأسف لم نره..
أما تفكرنا قليلاً في الحديث التالي:
أما مللنا من التذمر بشان والدينا..
وكفانا قولاً بانهم لا يتفهموننا …
إن الأمر أعظم من هذه الحجج الواهية..
ولنتفكر قليلاً في قوله تعالى:

( وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14)
وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (15)) لقمان.
يعني حتى لو وصل الوالدان الى مرحلة حثك على الشرك بالله وجب علينا برهما..
ماذا نريد إثباتاً اكثر من ذلك..
كما في هذا الحديث:
فعن أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما ، قالت: قَدِمَتْ عليّ أمي وهي مشركة في عهد رسول الله صلى
الله عليه وسلم، فاستفتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: قَدِمَتْ عليّ أمي وهي راغبة أفأصل أمي؟ قال:
((نعم، صلي أمك)) متفق عليه.


ولكن للأسف …
يمر علينا كل فترة قصة تنافي كل ما سبق ..
تكاد عقولنا لا تصدق..
وتكاد قلوبنا تنفطر من هول ما نسمع..
إنها قصص واقعية للأسف..



ذكر أحد بائعي الجواهر قصة غريبة وصورة من صور العقوق: يقول: دخل علي رجل ومعه زوجته، ومعهم عجوز تحمل ابنهما الصغير، أخذ الزوج يضاحك زوجته ويعرض عليها أفخر
انواع المجوهرات يشتري ما تشتهي، فلما راق لها نوع من المجوهرات، دفع الزوج المبلغ، فقال له البائع: بقي ثمانون
ريالاً، وكانت الأم الرحيمة التي تحمل طفلهما قد رأت خاتماً فأعجبها لكي تلبسه في هذا العيد، فقال: ولماذا الثمانون
ريالا؟ قال: لهذه المرأة؛ قد أخذت خاتماً، فصرخ بأعلى صوته وقال: العجوز لا تحتاج إلى الذهب، فألقت الأم الخاتم
وانطلقت إلى السيارة تبكي من عقوق ولدها، فعاتبته الزوجة قائلة: لماذا أغضبت أمك، فمن يحمل ولدنا بعد اليوم؟
ذهب الابن إلى أمه، وعرض عليها الخاتم فقالت: والله ما ألبس الذهب حتى أموت، ولك يا بني مثله، ولك يا بني مثله.

أما عرف هذا الرجل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ثلاث دعوات مستجابات لهن، لا شك فيهن، دعوة
المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالدين على ولديهما" الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الأدب المفرد - الصفحة أو الرقم: 24
خلاصة حكم المحدث: حسن.

 
قديم   #8

*ام جوجو*


رد: حملة : قبل أن يفوت الأوان


حملة : قبل أن يفوت الأوان.."

الإجازة الصيفية للفائدة





دعا فضيلة الشيخ محمد بن إبراهيم السبر إمام وخطيب جامع الأميرة موضي بنت أحمد السديري بالعريجاء في محاضرته التي ألقاها تحت عنوان: (وصايا للمتنزهين) إلى تذكر فاطر الخلق ومبدع الكون سبحانه وتعالى، وقال مخاطباً المتنزهين: وكن ممن قال الله جلّ وعلا فيهم: {وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} واجعل سيرك وتنزهك سير تدبر وتفكر ونظر وعبرة: {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ}، وقال تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاء بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجاً وَقَمَراً مُّنِيراً {61} وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً} .
تأمل في نبات الأرض وانظر إلى آثار ما صنع المليك
عيون من لجين شاهدات بأن الله ليس له شريك
ونبه فضيلته إلى أن خلق السماوات أعظم من خلق الناس، قال تعالى: {لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}، وأن علينا دائماً تذكر أن نكون دائمي الصلة بالله عز وجل وأن الإجازة والترفيه لا ينبغي أن تكون عطلة من العمل، فليس في حياة المسلم الدينية (عطلة أو إجازة)، وإنما سعي دائم وعمل مستمر حتى الموت: {يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ}، وكما قال المولى سبحانه وتعالى: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ}، قال الحسن البصري رحمه الله: (إن الله لم يجعل لعمل المؤمن أجلاً دون الموت ثم قرأ هذه الآية).

الحذر من المعاصي

وأكد على أن هذه الإجازة التي تمر بنا لا ينبغي أن تتخذ فرصة للمعاصي والمنكرات، فما دمنا نأكل من رزق الله، ونمشي على أرضه، ونستظل بسمائه ونستنشق هواءه، فلا ينبغي لنا أن نعصيه في طرفة عين، لا في سفرنا ولا في إقامتنا.
وقال مخاطباً المتنزهين: حينما تضع رحلك في مكان أو تنزل محلاً فلا تنس دعاء النزول فعن خولة بنت حكيم رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من نزل منزلاً ثم قال: (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق: لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك) رواه مسلم.

وحذر فضيلته من مغبة اللغو في المجالس، مؤكداً أن ذكر الله والإعراض عن اللغو من صفات عباد الله المؤمنين التي استحقوا بها جنات النعيم أنهم: {عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ}، وقال سبحانه فيهم: {وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ}، كما ينبغي تذكر أن الصلاة عمود الدين وثاني أركان الإسلام وأن أداءها لوقتها علامة عباد الله المتقين: {وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ}، {إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا}، فالصلاة واجبة في الحل والحضر والبدو والسفر لا يلغيها لاغٍ ولا يصد عنها صاد.

الصلاة الصلاة

وحذر فضيلته من مغبة الوقوع في بعض الأخطاء من بعض المتنزهين في هذا الجانب المهم والعظيم فقد لا يصلون الصلاة وقد يؤخرونها عن وقتها وهذه مشكلة منبعها عدم تعظيم قدر الصلاة، وبعضهم يصلون الصلاة ولكن لا يأمرون أبناءهم البالغين المكلفين ومنْ تحت ولايتهم بذلك بحجة اللعب والمتع والنزهة وهذا خطأ يجب ألا يتغافل الأب عنه فلابد من تحريصهم على الصلاة جماعة مع المسلمين، إن كان ثمة في المكان مسجد أو مصلى أو إقامة الصلاة بهم جماعة في ذات المكان إن لم يكن هناك مسجد قريب، لأن الأب المسلم يستشعر قول الله سبحانه وتعالى: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا}، ويراعي قول النبي صلى الله عليه وسلم: (مروا أبناءكم بالصلاة لسبع، واضربوهم عليها لعشر)، رواه أحمد وأبو داوود، وحسنه الألباني، ويقول الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه: (حافظوا على أبنائكم في الصلاة، وعودوهم الخير، فإن الخير عادة) رواه البيهقي.

وانتقد السبر ما يقوم به بعض المتنزهين في الخلوات والبريات من اصطحاب آلات اللهو والمعازف والزمر والطرب، وقال: إنها شر وبلاء توجب غضب الله سبحانه وسخطه ناهيك عن إفساد الذوق العام وإزعاج المسلمين برفع أصوات المسجلات بالموسيقى والأغاني.

القصص الهادف

وبيّن في ذات الوقت أنه لا بأس بتقطيع أوقات السفر بالكلام المباح والشعر الجيد والسمر الطيب والقصص الهادف فهذا مما يروح عن النفس ويخفف متاعب السفر.. لكن حذار أن تذهب وقتك بالقيل والقال وكثرة الضحك فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت) ويقول: (لا تكثروا الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب).

ودعا من قام باصطحاب أبنائه ونسائه إلى الحذر من التفريط في أمانة جعلها الله في عنقه، مؤكداً أهمية إحاطتها بالرعاية وحمايتها من أعين المتلصصين وتجنيبها موارد الهلكة، قائلاً: واعلم أنك مسؤول أمام الله عما جعله الله تحت ولايتك من النساء والبنين والذرية، يقول سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةَُ}، وأذكرك أيها الأب المبارك بما قاله خير البرية صلى الله عليه وسلم: (إن الله سائل كل راع عما استرعاه أحفظ ذلك أم ضيعه حتى يسأل الرجل عن أهل بيته)، رواه ابن حبان وإسناده حسن، ويقول عليه الصلاة والسلام: (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فالإمام راع وهو مسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته)، متفق عليه.
وعن معقل بن يسار- رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاشُ لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة) رواه الشيخان.

وأضاف: فحافظ أيها الولي على بناتك ونسائك بالحجاب الشرعي، واحذر عليهن من التبرج والسفور والاختلاط، خاصة في الأسواق والمنتزهات والشواطئ وغيرها، واحذر عليهن من الذئاب البشرية التي تستغل غفلة الآباء والأولياء في المناسبات والإجازات لتفترس الفضيلة وتلغ في إناء الحياء.
ومن رعى غنماً في أرض مسبعة ونام عنها تولى رعيها الأسد
فعلى رب الأسرة اختيار الأماكن المناسبة للتسوق والتجول بعيداً عن مضلات الفتن ومزالق الريب فكم من أسرة ما عرفت الشر إلا عندما أهملت بعيداً عن عين الرقيب.
ما كانت الحسناء تبدي خدرها لو كان في هذي الجموع رجالُ
حذاري الحجاب
بعد ذلك انتقل فضيلته بلغة الحوار إلى المتنزهات وقال: حذار أُخية أن تنزعي رداء الحياء وتبارزي جبار الأرض والسماء، فتجنبي أماكن الرجال الأجانب، وتجنبي ما ارتفع من الأرض، وابحثي عن كل مكان يحميك ويسترك عن أعين الناس.. وخير للمرأة ألا ترى الرجال وألا يروها فمعلوم أن المرأة المسلمة لا تخرج إلا مع ذي محرم ولا يدخل عليها رجل إلا ومعها ذو محرم لابسة حجابها متجللة بإيمانها وحيائها وعفافها، غير خاضعة بقولها، ولا متبرجة بزينة، تمشي على استحياء وتخاف رب الأرض والسماء، تقول عائشة رضي الله عنها: (كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم محرمات فإذا مر بنا الرجال أسدلت إحدانا خمارها على وجهها فإذا جاوزونا كشفناه) فحذار من إهمال الحجاب وحذار من الحجاب العاري من العباءات المستحدثة الخارجة عن حجاب محمد صلى الله عليه وسلم.

الجلوس في الطرقات

كما أشار فضيلته إلى ضرورة إعطاء الطريق حقه فقد قال صلى الله عليه وسلم: (إياكم والجلوس في الطرقات) فقال الصحابة رضي الله عنهم ما لنا من مجلسنا بد نتحدث فيها؟! قال: (فإن أبيتم إلا المجلس فأعطوا الطريق حقه) قالوا وما حق الطريق يا رسول الله قال: (غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) متفق عليه.. وتساءل: فأين أنت من حقوق الطريق التي ذكرها المصطفى صلى الله عليه وسلم وهل قمنا بها حقاً!! إن من المتنزهين من يطلق بصره في عورات المسلمين ولسانه في أعراضهم، والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده.

وقال إمام وخطيب جامع الأميرة موضي بنت أحمد السديري بالعريجاء: أين نحن من شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي هي قوام الدين وسبب خيرية هذه الأمة.. أين نحن من الاحتساب على الواقعين في المنكرات والمخالفين لرب الأرض والسماوات.. إن المتعة والنزهة لا تلغي دورك في النصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتواصي بالحق. إن الليل سكن للروح والجسد، وهو كما قال ربنا: {وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتاً {9} وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاساً {10} وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشاً}، فحذار حذار من السهر الطويل بلا داع، كما أن السهر يفضي لأمور كثيرة أخطرها تضييع صلاة الفجر، ويعظم الضرر إذا كان السهر على ما حرم الله من النظر إلى شاشة ماجنة أو صفحات إنترنت غير لائقة، أو العكوف على ما حرم الله... إلخ.
وانتقد مسلك البعض بالذهاب إلى المقاهي للسهر والسمر فيها، مبيناً المحاذير الشرعية فيها من حيث اشتمالها على أمور محرمة ومحظورة شرعاً مثل.. شرب الدخان والشيشة وعرض القنوات الماجنة وتضييع الوقت في الغيبة واللغو ولعب الورق وهذه كلها إضاعة للدين والوقت والمال.

النعمة والنقمة

وقال فضيلته: إن الشباب نعمة والوقت نعمة والإجازة نعمة فلا ينبغي أن تصرف نعم الله في مساخطه.. وتساءل: وهل يليق بالشاب المسلم الحصيف أن يجول بالشوارع والأسواق والمنتزهات كالذي يتخبطه الشيطان من المس لاهياً لاعباً وعلى عباد الله متجبراً، والله جل وعلا يقول: {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا}، وقال سبحانه: {وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً}.

واختتم محاضرته بالتعجب الذي قال فيه: وهل يليق بالشاب المسلم أن يعيش إجازته في شقاء استجداء النظرات والتلصص على العورات ومحاولة الإغراء بالفتيان والفتيات والله جلّ وعلى يقول: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ..}؟

أيها الشاب الفطن: إن النبي صلى الله عليه وسلم يقول لرجل وهو يعظه: (اغتنم خمساً قبل خمس.. شبابك قبل هرمك)..
فهلا اغتنمت فرصة الشباب قبل أن تضيع عليك؟!

 
قديم   #9

حفيدة الزهراء


رد: حملة : قبل أن يفوت الأوان


حملة : قبل أن يفوت الأوان.."

جزاكي الله خيراً ام جينا

 
قديم   #10

مهجة الفؤاد


رد: حملة : قبل أن يفوت الأوان


حملة : قبل أن يفوت الأوان.."

خواطر حول الإجازة الصيفية


في مثل هذه الأيام من كل عام يتجاذب الناس أطراف الحديث عن أمر مهم هو في الحقيقة أهل للحديث عنه، وكثرة المطارحات عنه، بل ينبغي أن يطرح عبر المنابر والأندية ووسائل الإعلام لتصحيح الفهم حوله وضبط التصور نحوه، ذلكم - يا عباد الله - هو موضوع العطلة الصيفية لأبنائنا الدارسين، والتي يلازمها في كثير من الأحيان الإجازات السنوية للآباء العاملين، والتي أصبحت جزءًا من الصبغة الواقعية للحياة السنوية لا يمكن تجاهلها، خصوصًا وأنها تقضى عند معظم الناس وفي معظم أحيانها في غوغائية ارتجالية، ينقصها الهدف السليم، وتفتقر إلى الضوابط الشرعية، ونحن نحاول أن نتناول هذا الموضوع من خلال خواطر هي في الحقيقة حقائق ونصائح:

**الحاجة إلى الراحة والاستجمام:***
إن حاجة الجسم إلى الراحة بعد الكد، وإلى الهدوء بعد الضجيج، وإلى نوع استرخاء واستجمام بعد عام من الشد العصبي والضغط النفسي، والجهد البدني؛ هو من الأمور المسلّمة التي لا ينكرها إلا مكابر أو جاهل. والإسلام في حقيقته لم يفرض على الناس أن يكون كلُّ كَلامهم ذكرًا، ولا كلُّ شرودهم فكرًا، ولا كل أوقاتهم صلاة وعبادة؛ بل جعل للنفس شيئًا من الترويح والإراحة المنضبطين بشرعة الإسلام. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لحنظلة: "ساعة وساعة". وقال على فيما ذكره عنه الإمام ابن عبد البر: "أجـمُّوا هذه القلوب، والتمسوا لها طرائف الحكمة؛ فإنها تمل كما تمل الأبدان".
وقال ابن الجوزي: "لقد رأيت الإنسان قد حمل من التكاليف أمورًا صعبة، ومن أثقل ما حمل مداراة النفس وتكليفها الصبر عمَّا تحب وعما تكره، فرأيت الصواب قطع طريق الصبر بالتسلية والتلطف للنفس".
وبهذا يؤخذ مفهوم عام حول تخلل جدِّ المرء واجتهاده شيء من الراحة والسكون والاستجمام.
والخلاصة: أن الإسلام لا يمنع أهله وأتباعه من الترويح عن أنفسهم وإدخال السرور على أهليهم وذويهم، بشرط أن يكون هذا منضبطًا بضوابط الشريعة، منطويًا تحت أصولها وعدم الخروج عنها.

**الناس ومفهوم العطلة:***
كثيرون هؤلاء الذين ينظرون إلى الإجازة على أنها عطالة وبطالة، ويرتبط مفهوم العطلة عندهم ارتباطًا وثيقًا لا يكاد ينفك بأنها النوم، واللهو، وحضور الأفراح والأعراس، والخروج إلى أي مكان مع الأصحاب، وانقلاب الليل إلى نهار والعكس، فليلهم نهار ونهارهم ليل، حالهم كحال القائل:
@يا ليل هل لك من صباح.. ... ..أم هل لنجمك من براح
ضــل الصـباح طـريقــه.. ... ..والليل ضـل عن الصباح@@
فنهارهم نوم وخمول، وليلهم طرب وطبول، وضجيج وطنين، أو تسكع في الأسواق وأماكن التجمعات، أو سعي وراء الفاتنات المفتونات، أو مطالعة لما تبثه وسائل الإعلام والفضائيات أو شبكات الإنترنت الغازية من صور الإغراء والافتتان، ومشاهد تئد الفضيلة وتبرز الرذيلة، وبث مكثف لما ينقض عرى الأخلاق عروة عروة، فهي برامج مطلقة لا تحكمها رقابة الواعين، ولا ضمائر ذوي الغيرة والدين، فتجتث جذور الإيمان وأصول المكارم ومحاسن الأخلاق إلى جانب لصوصية الفكر والثقافة والتراث والعقيدة والتي هي أكبر من كل ما سبق.
وبهذا الفهم الخاطئ لمعنى الإجازة تتحول العطلة إلى مأدبات شيطانية، وصفحات سوداوية في سجل العام الحافل بالعمل، وإلقاء بالنفس إلى التهلكة، وهو عين ما حذر منه ربنا تعالى بقوله: (وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثاً)[النحل:92].

إن مفهوم الإجازة وإن كان في حقيقته فترة توقفٍ للطلاب عن الذهاب إلى دور الدراسة، وتوقف البعض عن عملهم الوظيفي؛ لكنه لا ينبغي أبدًا أن يحملك على أن تستشعر معه أنك في فترة توقف عن العبودية لله رب العالمين؛ فإنه وصف لا ينفك عنك في صيف ولا شتاء، ولا عطلة ولا دراسة، ولا عمل ولا إجازة؛ بل أنت عبد لله في كل زمان وفي كل مكان، وهذا سر وجودك ووسام عزك، وتاج شرفك، وأكسيد حياتك، وسبيل سعادتك، فينبغي لك ألاَّ تغفل عنه طرفة عين.

إن أمارة المسلم الحق بقاؤه ثابتًا على مبادئه، وفيًا لدينه وعقيدته، معتزًا بثوابته لا يحده عن القيام برسالته زمان دون زمان، ولا يحول بينه وبين عبوديته لربه مكان دون مكان، بل هو حيث حل وارتحل؛ فالعبودية شعاره، وطاعته لله دثاره، محياه لله، ومماته لله، وأعماله كلها لمولاه، شعاره الذي لا يفارقه (قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ)[الأنعام:162، 163].

**الفراغ نعمة:***
لئن كان الإنسان يحصل في الإجازة شيئًا من الفراغ فليعلم أن هذا من نعم الله عليه، فكم ممن يتمنى الوقت فلا يجده لضيق رزق أو كثرة شغل، أو سعى على أهل وعيال، فاشكر الله على هذه النعمة. واعلم أن الوقت مادة الحياة ووعاء العمر، وهو رأس مالك الذي تتاجر فيه مع الله، وتحصل بها سعادة الدنيا والآخرة، وبقدر ما يفوت من هذا الوقت في غير طاعة وقربة لله تعالى، بقدر ما يفوت من سعادة الدارين.
قالت رابعة لسفيان: إنما أنت أيام، كلما مضى يومٌ مضى بعضُك.
@إنا لنفرح بالأيام نقطعها.. ... ..وكل يوم مضى يدني من الأجل

يسر المرءَ ما ذهب الليالي.. ... ..وكان ذهابهن له ذهابا@@
قال ابن الجوزي رحمه الله: ينبغي للمسلم أن يعرف شرف زمانه وقيمة وقته، فلا يضيع منه لحظة في غير قربة.
وقد روى الترمذي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تزولا قدما عبدٍ يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن علمه ماذا عمل فيه". فإذا كان الأمر كذلك:

**فإياك والتسويف:***
واعلم أن سوف من جند إبليس، فإن كنت اليوم في فراغ فربما تنشغل غدًا، وإن كنت في عافية فلربما تمرض غدًا، وإن كنت اليوم حيًّا فما تدري ما يأتي به غد. وكم ممن أمل بعيدًا، وبنى مشيدًا، وسوَّف مديدًا، فاجأه الموت فعاين حسرة الفوت، فنادى: (رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ)[المؤمنون:99، 100].
يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: "اغتنم خمسًا قبل خمس: حياتك قبل موتك، وصحتك قبل سقمك، وفراغك قبل شغلك، وشبابك قبل هرمك، وغناك قبل فقرك".[رواه الحاكم والبيهقي بسند حسن].
وقد روى عنه صلى الله عليه وسلم: "بادروا بالأعمال سبعًا: هل تنتظرون إلا فقرًا منسيًا، أو غنىً مطغيًا، أو مرضًا مفسدًا، أو هرمًا مفندًا، أو موتًا مجهزًا، أو الدجال فشر غائب ينتظر، أو تنتظرون الساعة فالساعة أدهى وأمر".
يقول ابن القيم رحمه الله: "السنة شجرة، والشهور فروعها، والأيام أغصانها، والساعات أوراقها، والأنفاس ثمارها.. فمن كانت أنفاسه في طاعة فثمرة شجرته طيبة، ومن كانت في معصية فثمرة شجرته حنظل، وإنما يكون الجذاذ (الحصاد) يوم المعاد، فعندئذ يتبين حلو الثمار من مرها".
فمن ضيع يومه في غير حق قضاه، أو فرض أداه، أو مجد أصله، أو فعل محمود حصله، أو علم اقتبسه، فقد فَقَدَ يومه وظلم نفسه وخان عمره.
يقول ابن مسعود رضي الله عنه: "ما ندمتُ على شيءٍ ندمي على يومٍ غربت شمسه، نقص فيه أجلي ولم يزدد فيه عملي". نعوذ بالله من تناقص الأجل من غير زيادة العمل..
فإياك أن تفوتك شهور الإجازة سبهللا من غير نفع في دينك ودنياك، وإياك أن تضيعها فتكون المغبون الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ"[البخاري عن ابن عباس].

**التخطيط لا التخبيط:***
إن من أعظم أسباب حفظ الوقت والعمر وحسن استغلاله أن يكون هناك تنظيم وحسن ترتيب وتخطيط مسبق لما تريد فعله، وتوزيع ذلك على ساعات النهار وأوائل الليل، وأعظم ما يرتب لك ذلك: المحافظة على الصلوات الخمس في أوقاتها في المسجد في جماعة، ثم توزع أعمالك وأوقات راحتك بينها.
فبعد الفجر قرآن وحفظ الأحاديث، وبعد الظهر غداء وقيلولة، وبعد العصر... وهكذا.
ولابد أن يكون لك تصور لما تريد أن تفعله في هذه الإجازة أو تحصله، وأنا أذكرك هنا ببعض المهم من الأعمال:
· قال عليه الصلاة والسلام: "من قرأ حرفًا من كتاب الله كانت له به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها... الحديث". فاقرأ من القرآن طاقتك، واحفظ منه ما استطعت؛ فإنه رفعة يوم القيامة "يقال لقارئ القرآن اقرأ وارتق كما كنت ترتل في الدنيا فإن مقامك عند آخر آية تقرؤها". "والجوف الذي ليس فيه شيء من القرآن كالبيت الخرب".
· قال صلى الله عليه وسلم: "نضر الله امرءًا سمع منَّا شيئًا فحفظه وأداه كما سمعه". إن حفظ حديث واحد كل يوم من أمثال: "من كذب عليَّ متعمدًا.."، "كلمتان خفيفتان..." يجعلك في نهاية الإجازة حافظًا لأكثر من 100 حديث عن رسولك عليه الصلاة والسلام.
· وهناك صلة الأرحام ، وحضور المراكز الصيفية النافعة ، وحضور بعض الدورات في اللغات أو الكمبيوتر، أو الاستعداد للعام القادم نفسيا وعلميا.. إلى غير ذلك من النافع المفيد.

**رسالة إلى المسافرين:***
قال ابن الجوزي: السياحة في الأرض لا لمقصود كعلم أو دعوة أو نحو ذلك منهي عنها".
هذا قولهم في السياحة التي لا معصية فيها، فكيف بسياحة التحلل والتفسخ.
إن السفر في الإسلام له حدود مرعية وضوابط شرعية؛ منها:
- أن يكون إلى بلد مسلم يحفظ الإنسان دينه وعرضه، أما السفر إلى بلاد الكافرين فمنهي عنه ومشدد فيه.. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أنا برئٌ من رجل يبيت بين ظهراني المشركين". وإنما رخص أهل العلم فيه بشروط.. منها:
- أن يكون السفر لمطلب شرعي كعلم يحتاجه المسلمون ولا يوجد عندهم، أو لعلاج لا يوجد إلا في تلك البلاد ، أو لدعوة للمتأهلين لها.
- أن يكون لدى المسافر من التقوى ما يحجبه عن الوقوع في الشهوات.
- أن يكون لديه من العلم ما يحفظه عن الشبهات.
إننا نقول: إذا كان لابد من السياحة فنعم لسياحة التأثير لا التأثر، والاعتزاز لا الابتزاز، والفضيلة لا الرذيلة، والثبات لا الانفلات، أما سياحة الخنا والزنا، والهربس والإيدز، والمخدرات والخمور، فلا يرضاها عقل ولا دين.

**رسالة إلى الشباب:***
أنتم والله عماد الأمم، وقلوبها النابضة، وشرايينها المتدفقة. أنتم جيل اليوم ورجال المستقبل، وبناة الحضارة، وصناع الأمجاد وثمرات الفؤاد، اعلموا أن صلاحكم فيه منافع كثيرة لكن ولأمتكم، واعلموا أنكم مستهدفون من قبل أعدائكم؛ فاحذروا مكر الكائدين. أنتم في فورة القوة، وزهرة العمر؛ فلا يفوتنكم عمر الشباب، ولا تضيعوه فتندمون.
قالت حفصة بنت سيرين: يا معشر الشباب! اعملوا فإني وجدت العمل في الشباب.
إنها فرصة لتحصيل العلم، وبناء الجسم، وتنمية الثقافة والفكر، وإثراء العقل، فعليكم بكل نافع مفيد، وإياكم والجلوس ببلاهة أمام الشاشات الغازية والصور العارية، والأفلام الهابطة، ففيها فساد الخلق والدين.
وختاما نتمنى للجميع قضاء إجازة نافعة، وأوقاتا سعيدة في طاعة الله تعالى .

 




الساعة الآن توقيت السعودية الرياض و الدمام و القصيم و جدة 06:03 PM.


 
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024,
vBulletin Optimisation provided by vB Optimise (Pro) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

Search Engine Optimization by vBSEO 3.6.0