رد: بدأت انطلاقتنا شاركونا فمعكم يحلواللقاء ملتقى ازياء الصيفي
حملة : قبل أن يفوت الأوان.."
الـــــــــــــــــف مبروك لنا وليكم على افتتاح ملتقى الصيفي والمسابقات في اجمل منتدى ازياء
#37
ڒوعۂۄفٱٲڪ
رد حملة قبل أن يفوت الأوان فعاليات ملتقى ازياء الصيفي
حملة : قبل أن يفوت الأوان.."
الطريق إلى الاستقامة
اعلم : أن الاستقامة - طريق النجاة . قال الإمام ابن القيم - رحمه الله - : ( من هدي في هذه الدار إلى صراط الله المستقيم الذي أرسل به رسله وأنزل به كتبه ، هدي هناك إلى الصراط المستقيم الموصل إلى جنته دار ثوابه ، وعلى قدر ثبوت قدم العبد على هذا الصراط الذي نصبه الله لعباده في هذه الدار ، يكون ثبوت قدمه على الصراط المنصوب على متن جهنم ، وعلى قدر سيره على هذا الصراط يكون سيره على ذاك الصراط ، ولينظر العبد الشبهات والشهوات التي تعوقه عن سيره على هذا الصراط المستقيم ؛ فإنها الكلاليب التي بجنبتي ذاك الصراط تخطفه وتعوقه عن المرور عليه فإن كثرت هنا ، وقويت فكذلك هي هناك { وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ } (46) سورة فصلت . ( التفسير القيم لابن القيم 109 بتصرف )
والطريق إليها : بإصلاح القلب ، قال الحافظ ابن رجب - رحمه الله - : ( أصل الاستقامة : استقامة القلب على التوحيد ، وقد فسر أبو بكر - رضي الله عنه - الاستقامة في قوله تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا } : بأنهم لم يلتفتوا إلى غيره ، فمتى استقام القلب على معرفة الله ، وعلى خشيته وإجلاله ومهابته ومحبته وإرادته ورجائه ودعائه والتوكل عليه والإعراض عما سواه ، استقامت الجوارح كلها على طاعته ، فإن القلب هو ملك الأعضاء ، وهي جنوده ، فإذا استقام الملك استقامت جنوده ورعاياه . وأعظم ما يراعى استقامته بعد القلب من الجوارح : اللسان ، فإنه ترجمان ( ترجمان : بفتح التاء وضمها - وهو المعبر عن لسان بلسان آخر ) القلب والمعبر عنه . أ.هـ ( جامع العلوم والحكم 193 ، 194 بتصرف يسير )
وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال : ( إذا أصبح ابن آدم فإن أعضاءه تُكفر ( تكفر : تذل له ، وتخضع لأمره ) اللسان تقول : اتق الله فينا فإنك إن استقمت استقمنا وإن اعوججت اعوججنا ) . ( حسن : رواه الترمذي ، وغيره )
وقال الإمام ابن القيم - رحمه الله - : ( قاعدة في ذكر طريق قريب يوصل إلى الاستقامة في الأحوال والأقوال والأعمال ، وهي شيئان :
أحدهما : حراسة الخواطر وحفظها ، والحذر من اهمالها والاسترسال معها : فإن أصل الفساد كله من قبلها يجيء ، لأنها هي بذر الشيطان ، والنفس في أرض القلب ، فإذا تمكن بذرها تعاهدها الشيطان بسقيه مرة بعد أخرى حتى تصير إرادات ، ثم يسقيها حتى تكون عزائم ، ثم لا يزال بها حتى تثمر الأعمال ولا ريب أن دفع الخواطر أيسر من دفع الإرادات والعزائم ، فيجد العبد نفسه عاجزاً أو كالعاجز عن دفعها بعد أن صارت إرادة جازمة ، وهو المفرط إذا لم يدفعها وهي خاطر ضعيف ، كمن تهاون بشرارة من نار وقعت في خطب يابس ، فلما تمكنت منه عجز عن إطفائها ، فإن قلت : فما الطريق إلى حفظ الخواطر ؟
قلت : أسباب عدة :
أحدها : العلم الجازم بإطلاع الرب تعالى ونظره إلى قلبك وعلمه بتفصيل خواطرك .
الثاني : حياؤك منه .
الثالث : إجلالك له أن يرى مثل تلك الخواطر في بيته الذي خلقه لمعرفته ومحبته .
الرابع : خوفك منه أن تسقط منه عينه بتلك الخواطر .
الخامس : إيثارك له أن تساكن قلبك غير محبته .
السادس : خشيتك أن تزداد تلك الخواطر ، فتأكل ما في القلب من الإيمان ومحبة الله فتذهب به جملة وأنت لا تشعر .
السابع : أن تعلم أن تلك الخواطر بمنزلة الحب الذي يلقى للطائر ليصطاد به ، فاعلم أن كل خاطر منها فهو حبة في فخ منصوب لصيدك وأن لا تشعر .
الثامن : أن تعلم أن تلك الخواطر الرديئة لا تجتمع هي وخواطر الإيمان ودواعي المحبة والإنابة أصلاً ، بل هي ضدها من كل وجه ، وما اجتمعا في قلب إلا وغلب أحدهما صاحبه وأخرجه واستوطن مكانه .
التاسع : أن يعلم أن تلك الخواطر بحر من بحور الخيال لا ساحل له ، فإذا دخل القلب في غمراته غرق فيه وتاه في ظلمات الخلاص منه فلا يجد إليه سبيلاً ، فقلب تملكه الخواطر بعيد من الفلاح ، معذب مشغول بما لا يفيد .
العاشر : أن تلك الخواطر هي وادي الحمقى وأماني الجاهلين ، فلا تثمر لصاحبها إلا الندامة والخزي ، وإذا غلبت على القلب أورثته الوساوس ، وأفسدت عليه رعيته وألقته في الأسر الطويل ، كما أن هذا معلوم في الخواطر النفسانية ، فهكذا الخواطر الإيمانية الرحمانية هي أصل الخير كله ، فإن أرض القلب إذا بذر فيها خواطر الإيمان والخشية والمحبة والإنابة والتصديق بالوعد ورجاء الثواب ، وسقيت مرة بعد مرة ، وتعاهدها صاحبها بحفظها ومراعاتها والقيام عليها ، أثمرت له كل فعل جميل ، وملأت قلبه من الخيرات ، واستعملت جوارحه في الطاعات ، واستقر بها الملك في سلطانه ، واستقامت له رعيته .
الشيء الثاني : صدق التأهب للقاء الله : فإنه من أنفع ما للعبد وأبلغه في حصول اسقامته ، فإن من استعد للقاء الله ، انقطع قلبه عن الدنيا وما فيها ومطالبها ، وخمدت من نفسه نيران الشهوات وأخبت قلبه ( أخبت قلبه : خشع وتواضع . قال تعالى - في وصف المؤمنين - : { وَأَخْبَتُواْ إِلَى رَبِّهِمْ }) إلى ربه - تعالى - وعكفت ( عكف على الشي : أقبل عليه ولزمه ) همته على الله وعلى محبته وإيثار مرضاته ، واستحدثت همة أخرى وعلوماً أخر وولد ولادة أخرى تكون نسبة قلبه فيها إلى الدار الآخرة كنسبة جسمه حقيقة ، وكما كان في بطن أمه حجاباً لجسمه عن هذه الدار ، فهكذا نفسه وهواه حجاب لقلبه عن الدار الآخرة ، فخروج قلبه عن نفسه بارزاً إلى الدار الآخرة كخروج جسمه عن بطن أمه بارزاً إلى هذه الدار .
والمقصود : أن صدق التأهب للقاء الله هو مفتاح جميع الأعمال الصالحة والأحوال الإيمانية ومقامات السالكين إلى الله ومنازل السائرين إليه ، من اليقظة والتوبة والإنابة والمحبة والرجاء والخشية والتفويض والتسليم وسائر أعمال القلوب والجوارح ، فمفتاح ذلك كله : صدق التأهب والاستعداد للقاء الله ، والمفتاح بيد الفتاح العليم لا إله غيره ، ولا رب سواه ) أ.هـ ( طريق الهجرتين 188-190 باختصار )
إذا: هذا هو الطريق الموصل إلى الاستقامة ، فالزمه ، ولا تحد عنه ، واستعن بالله ولا تعجز .