تفسير سورة الأنعام
الآية 70
( وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ أَن تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ وَإِن تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لاَّ يُؤْخَذْ مِنْهَا أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُواْ بِمَا كَسَبُواْ لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ)
ودعك يا محمد من الذين هزئوا من دينهم وغرتهم الدنيا بزخارفها فهم صائرون إلى العذاب
وذكر الناس بالقرآن حتى تؤاخذ تبسل كل نفس بما عملت كسبت .
وليس لنفس شفيع ولا نصير من عذاب الله ولو بذلت كل مبذول لتعفى من المحاسبة فلا يمنعها من عذاب الله شئ.
هؤلاء الذين يؤاخذون بما عملوا من شر وظلم ليس لهم شراب فى الجحيم إلا من الزيت الحار والعذاب المؤلم بسبب تكذيبهم وكفرهم .
الآيات 71 ـ 73
( قُلْ أَنَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُنَا وَلاَ يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىَ وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ
وَأَنْ أَقِيمُواْ الصَّلاةَ وَاتَّقُوهُ وَهُوَ الَّذِيَ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ
وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُن فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ
)
قال المشركون للمسلمين اتبعونا خير لكم فأنزل الله الآية:
قل لهم يا محمد كيف نتبع وندعوا من هم غير الله الذين لا ينفعوننا ولا يضروننا ونعود للكفر بعد أن هدانا الله لنعمة الإيمان وطريق الهداية ، فيكون مثلنا كمثل الذى خرج مع قوم على الطريق فضل وحيرته الشياطين واستهوته فى الأرض وأصحابه على الطريق وجعلوا يدعونه ليأت إليهم وهو يأبى أن يأتيهم
قل لهم إن الهداية بيد الله وربنا أمرنا أن نسلم له ونتبع طريقه المستقيم .
وأقيموا الصلاة فى مواقيتها وهذه رمز لكل طاعة لله كما أمر واتقوا الله فى أقوالكم وأفعالكم لأنكم ستجمعون بين يديه ليحاسبكم .
والله هو الذى خلق السموات والأرض بالعدل يدبر أمرهما وأمور من فيهن وإذا قال لشئ كن فيكون وقوله حق وعدل
له الملك فى السموات والأرض ويوم القيامة حيث ينفخ فى البوق ليجمع الخلق ويحاسبهم
يعلم الغيب ويعلم الجهر
وهو حكيم فى أفعاله وأقواله خبير بكل شئ صغيرا أو كبيرا سرا أو علانية خفى أو مشهود .
الآيات 74 ـ 79
( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ
وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ
فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ
فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ
فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ
إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ
)
هذا إبراهيم الذى وعظ أباه لينتهى عن عبادة الأصنام فلم ينتهى
قال إبراهيم كيف تتخذ من التماثيل التى صنعتم بأيديكم آلهة ، إنى أرى يا أبت أنك وقومك ضالين الطريق الصحيح
وهكذا نوضح لإبراهيم الدلالة على وحدانية الله فى خلق الكون ليكون من الموقنين بوحدانية الله فنريه آيات الكون .
فعندما دخل عليه الليل بظلمته شاهد نجما ، فقال ربما يكون هذا هو الله ، وعندما غاب وذهب النجم قال لا فلا يكون الله من الغائبين
وبعد فترة ظهر القمر فقال إبراهيم ربما يكون هذا هو الله ، فلما غاب القمر قال لا يصح أن يكون وقد غاب فإذا لم يهدينى الله إليه أكون ضالا مثل القوم الذين كان منهم من يعبد الشمس والكواكب
ثم ظهرت الشمس وأنارت الأرض فقال هذا نجم كبير ربما يكون هو الله ولكن غابت الشمس وغربت فقال إبراهيم لا هذا ولا ذاك
إنما الله الذى خلقهن جميعا
إشهد أننى توجهت للإيمان بالله خالق كل شئ ولا يراه أحد منحرفا عن الشرك ومتجها إلى طريق الله خالق السموات والأرض وما فيهن لا شريك له .
التعديل الأخير تم بواسطة مغربيه وافتخر ; 07-31-2012 الساعة 07:51 PM.
سبب آخر: تصحيح املاء الايات
|