تفسير سورة الأنعام
الآيات 111 ـ 113
( وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً مَّا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ
وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ
وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُواْ مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ
)
ولو أستجبنا لهؤلاء وما أقسموا به من إيمان لو جاءتهم معجزة ، وجعلنا الملائكة يكلمونهم وجعلنا الموتى تكلمهم وجمعنا عليهم كل شئ يقابلونه ويعاينونه قبائل وقبائل فإنهم لن يؤمنوا ، إلا أن يريد الله هدايتهم ولكنهم جهلاء ضالون .
وهكذا يا محمد يكون لكل نبى أعداء من شياطين الإنس وشياطين الجن يخالفونه ويحاربونه ويعدون بعضهم البعض وما يعدون إلا وعد الغرور المزخرف ولو أراد الله منعهم لمنعهم ولكن اتركهم وما يفعلون فالله ناصرك عليهم
دع الذين لا يؤمنون باليوم الآخر هم الذين يستمعون لهم وليكذبوا كيف يريدون من كذب ودعك منهم فالله ناصرك عليهم .
الآيات 114 ـ 115
( أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ
وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
)
قل للمشركين يا محمد كيف اتخذ حكما بينى وبينكم غير الله الذى أنزل لكم القرآن يوضح كل شئ
واليهود والنصارى يعرفون أنه الحق من الله ربى فقد بشروا به فى كتبهم ، ولا تكن فى شك من ذلك .
وقد تمت كلمة الله صادقة الأخبار وعادلة فى الطلب ، فهو العدل وما أمر به هو العدل ونهى عن ماهو باطل ولا مغير لأوامره وهو السميع لأقوال العباد العليم بأفعالهم وأحوالهم وحركاتهم وسكناتهم .
الآيات 116 ـ 117
( وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ
إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَن يَضِلُّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ
)
وكثير من حال بنوا آدم الضلال ، ولو أطعتهم على ضلالهم فإنهم يضلونك معهم ، لأنهم لا يتبعون إلا ظنونهم وليسوا على حق والله يعلم الذى يضل عن طريقه وأعلم بمن اتخذ طريق الله الحق .
الآيات 118 ـ 119
( فَكُلُواْ مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ
وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تَأْكُلُواْ مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ وَإِنَّ كَثِيرًا لَّيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِم بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ
)
كلوا من الذبائح التى يذكر عليها اسم الله ( وحرام ما لم يذكر عليها اسم الله ) وهذه علا مة إيمانكم بالله وطاعته .
وقد بين الله لكم ما حرم وما حلل من الأطعمة إلا فى حال الضرورة فإنه يباح لكم ما تجدونه
وإن كثيرا من المشركين يذكرون اسماء غير الله ويأكلون الميتة ويحاولون أن يضلوا المؤمنين بأهوائهم وآرائهم وافترائهم .
الآيات 120 ـ 121
( وَذَرُواْ ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُواْ يَقْتَرِفُونَ
وَلاَ تَأْكُلُواْ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ
)
وذروا ظاهر الإثم وباطنه : ودعكم من المعصية فى السر والعلانية
فإن الذين يعملون المعاصى سيجزيهم الله بما عملوا
ولا تأكلوا الذبائح التى لم يذكر عليها اسم الله وما ذكر عليه غير اسم الله فهو من الفسق والخروج على طاعة الله .
ووإن الشياطين توحى للناس بعمل المعاصى وتوحى لبعضهم ليجادلون فى شرع الله
ومن يتبعهم فى معصية الله فهو مشرك .
الآيات 122 ـ 124
( أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ
وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُواْ فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلاَّ بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ
وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آيَةٌ قَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُواْ صَغَارٌ عِندَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُواْ يَمْكُرُونَ
)
مثل المؤمن كمثل الذى كان ميتا فأحيا الله قلبه بالإيمان ، وجعل الله له إيمانه نورا يهدى به الناس ويضيف عليهم منه
وهذا لا يتساوى مع الكافر الذى لا يهتدى فى ظلمات الجهل والظلم ولا يستطع الخروج منها
وقد زين الشيطان للكفار عملهم الفاسد .
وكما جعلنا يا محمد فى قريتك أكابر المجرمين ورؤساء ودعاة الكفر كان كذلك الرسل من قبلك فى قراهم يجدون أكابر المجرمين ويبتلون بهم ويدبرون ويحاربون دعوتهم ، وهم لا يعلمون أنهم يمكرون بأنفسهم فذاقوا العذاب الأليم .
وكلما جاءتهم بينة وحجة قالوا لن نؤمن حتى تأتى الملائكة من عند الله
قل لهم الله يعلم حيث يضع رسالته ومن يصلح من خلقه ليرسلها معه .
سيصب الله غضبه وعذابه الشديد على من تكبر عن اتباع الرسل وسيكون صغيرا ذليلا بين يدى الله بسبب عداوته ومكره وتدابيره .
التعديل الأخير تم بواسطة مغربيه وافتخر ; 07-31-2012 الساعة 08:02 PM.
سبب آخر: تصحيح املاء الايات
|