تفسير سورة غافر
الآيات 51 ـ 52
(إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ * يَوْمَ لا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ)
يقول تعالى أنه ينصر رسله على من عاداهم فى الدنيا والآخرة
منهم من ينصره بثبوت دعوته
ومنهم من يقتص له ممن آذوهم فى الدنيا وفى الآخرة العذاب الشديد سواء فى حضرتهم أو بعد مماتهم كمن قتلهم الكفار
وينصرهم يوم القيامة يوم تقوم الملائكة
يوم لاينفع المشركون معذرتهم ولا تقبل منهم فدية
بل لهم اللعنة والطرد من رحمة الله
ولهم النار وهى سوء الدار والمقام
الآيات 53 ـ 56
(وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْهُدَى وَأَوْرَثْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ * هُدًى وَذِكْرَى لِأُولِي الأَلْبَابِ * فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ * إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلاَّ كِبْرٌ مَّا هُم بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)
ولقد بعثنا موسى برسالة تهدى قومه للحق وآتيناهم التوراة لهداية العقول السليمة
فاصبر يا محمد فقد وعدناك بالنصر كما نصرنا موسى من قبل ولك العاقبة ولمن معك
فاستغفر أنت والمؤمنين فى أوائل النهار وآخرة وسبح بحمد الله فى كل وقت .
(إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلاَّ كِبْرٌ مَّا هُم بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)
هؤلاء الذين يدفعون الحق بالباطل ،ويردون الحجج الصحيحة بالشبه الفاسدة بلا برهان ولا حجة من الله مافى صدورهم إلا كبر على إتباع الحق وإحتقار لمن جاء به وليس ما يرومونه من إخماد الحق وإعلاء الباطل بحاصل لهم ، بل الحق هو المرفوع وقولهم وقصدهم هو الموضوع ( فاستعذ بالله ) أى من حال مثل هؤلاء ( إنه هو السميع البصير ) أى من شر مثل هؤلاء المجادلين فى آيات الله بغير سلطان .
الآيات 57 ـ 59
لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ * وَمَا يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلا الْمُسِيءُ قَلِيلا مَّا تَتَذَكَّرُونَ * إِنَّ السَّاعَةَ لآتِيَةٌ لّا رَيْبَ فِيهَا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ)
الله سيعيد الخلائق يوم القيامة
وخلق السموات والأرض أعظم من ذلك وأكبر من خلق الناس فهو سبحانه قادر أن يعيد الخلق يوم القيامة
ولكن الناس لا يتدبرون ليعلموا ذلك
وكما أنه لا يتساوى كلا من البصير والأعمى فكذلك لا يتساوى المؤمنون والكفار يوم القيامة
فالقيامة آتية بلا شك ولكن الناس لا تصدق .
|