رد: ب قلم .../ يحيى بن موسى الزهراني ..!
ب قلم .../ يحيى بن موسى الزهراني ..!
أضرار الغيبة :
للغيبة أضرار عديدة نذكر منها ما يلي :
1- صاحب الغيبة يعذب في النار ، ويأكل النتن .
2- ينال عقاب الله تعالى في قبره .
3- الغيبة تُذهب أنوار الإيمان ، وآثار الإسلام .
4- لا يغفر له حتى يعفو عنه المغتاب .
5- الغيبة معولٌ هدام ، وشرٌ مستطير .
6- تؤذي وتضر وتجلب الخصام والنفور .
7- مرض اجتماعي يقطع أواصر المحبة بين المسلمين .
8- دليل على خسة المغتاب ودناءة نفسه . [ نضرة النعيم 11/5177 ] . الفرق بين الغيبة والبهتان والشتم :
بّين النبي صلى الله عليه وسلم الفرق بين الغيبة والبهتان, ففي الحديث "قيل: أرأيت إن كان فيه ما أقول ؟ قال : " إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته , وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته " , وفي حديث عبد الله بن عمرو أنهم ذكروا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً فقالوا : لا يأكل حتى يُطعم, ولا يَرحل حتى يُرحل, فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " اغتبتموه " فقالوا : يا رسول الله : إنما حدثنا بما فيه قال : " حسبك إذا ذكرت أخاك بما فيه " .
والبهتان إنما يكون في الباطل كما قال الله : " والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً " [ الأحزاب 58 ] .
والبهت قد يكون غَيبة ، وقد يكون حضوراً ، قال النووي : " وأصل البهت : أن يقال له الباطل في وجهه " .
ونخلص إلى الفرق بين التعاريف الثلاثة بما يلي :
الغيبة : ذكر مساوئ الإنسان التي فيه ، في غيبته .
والبهتان : ذكر مساوئٍ للإنسان ليست فيه .
والشتم : ذكر المساوئ في مواجهة المقول فيه .أمور تجوز فيها الغيبة :
ذكر العلماء بعض الحالات التي تجوز فيها الغيبة لما في ذلك من مصلحة راجحة.
ومن هذه الحالات:1- التظلم إلى القاضي أو السلطان أو من يقدر على رد الظلم :
قال تعالى : " لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم " [ النساء 148 ] .
وقال الشوكاني : استثناء أفاد جواز ذكر المظلوم بما يبين للناس وقوع الظلم عليه من ذلك الظالم .
وقال صلى الله عليه وسلم : " ليّ الواجد يحل عرضه وعقوبته " [ أخرجه أبو داود وابن ماجة ] ، واللي هو الظلم ، والواجد هو الغني القادر على السداد .
قال سفيان : يحل عرضه : أن يقول : ظلمني حقي .
قال وكيع : عرضه : شكايته ، وعقوبته : حسبه .2- الاستفتاء :
فيجوز للمستفتي فيما لا طريق للخلاص منه أن يذكر أخاه بما هو له غيبة ، ومثل له النووي بأن يقول للمفتي : ظلمني أبي أو أخي أو فلان فهل له ذلك أم لا .
جاءت هند بنت عتبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله إن أبا سفيان رجل شحيح ، وليس يعطيني ما يكفيني وولدي إلا ما أخذت منه وهو لا يعلم ، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم : " خذي ما يفكيك وولدك بالمعروف " [ متفق عليه ] .
قال البغوي : هذا حديث يشتمل على فوائد وأنواع من الفقه، منها جواز ذكر الرجل ببعض ما فيه من العيوب إذا دعت الحاجة إليه ، لأن النبي لم ينكر قولها : إن أبا سفيان رجل شحيح [ شرح السنة 8 / 204 ] . 3- الاستعانة على تغيير المنكر :
ربما رأى المسلم المنكر ، ولم يقدر على تغييره إلا بمعونة غيره ، فيجوز حينذاك أن يطلع الآخر ليتوصلا إلى إنكار المنكر .
قال الشوكاني : " وجواز الغيبة في هذا المقام هو بأدلة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، الثابتة بالضرورة الدينية ، التي لا يقوم بجنبها دليل ، لا صحيح ولا عليل " [ رفع الريبة ] .4- التحذير من الشر ونصيحة المسلمين :
جاءت فاطمة بنت قيس إلى النبي صلى الله عليه وسلم تستشيره في أمر خطبتها وقد خطبها معاوية وأبو الجهم وأسامة بن زيد ، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم : " أما معاوية فرجل ترب لا مال له ، وأما أبو الجهم فضراب للنساء ، ولكن أسامة بن زيد " [ أخرجه مسلم ] .
قال ابن تيمية : الشخص المعين يُذكر ما فيه من الشر في مواضع . . أن يكون على وجه النصيحة للمسلمين في دينهم ودنياهم . . . [ مجموع الفتاوى ] .
ويدخل في هذا الباب ما صنعه علماؤنا في جرح الرواة نصحاً للأمة وحفظاً لحديث النبي صلى الله عليه وسلم ومسلم .
قال النووي : اعلم أن جرح الرواة جائز ، بل هو واجب بالاتفاق للضرورة الداعية إليه لصيانة الشريعة المكرمة ، وليس هو من الغيبة المحرمة، بل من النصيحة لله تعالى ورسوله والمسلمين . [ شرح صحيح مسلم ] .
:
" يتبع "
|