ازياء, فساتين سهرة


العودة   ازياء - فساتين سهرة و مكياج و طبخ > أقسام عامة > منتدى اسلامي
تسريحات 2013 ذيل الحصان موضة و ازياءازياء فكتوريا بيكهام 2013متاجر ازياء فلانتينو في باريسمكياج العين ماكياج دخاني makeup
منتدى اسلامي ​ ب قلم .../ يحيى بن موسى الزهراني ..! يوجد هنا ​ ب قلم .../ يحيى بن موسى الزهراني ..! منتدى اسلامي, قران, خطب الجمعة, اذكار,

فساتين العيد


 
قديم   #11

ام بسومه التميمي


رد: ​ ب قلم .../ يحيى بن موسى الزهراني ..!


​ ب قلم .../ يحيى بن موسى الزهراني ..!


5- المجاهر بنفسه المستعلن ببدعته :

استأذن رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " ائذنوا له ، بئس أخو العشيرة ، أو ابن العشيرة " [ أخرجه البخاري ومسلم ] .
قال القرطبي : في الحديث جواز غيبة المعلن بالفسق أو الفحش ونحو ذلك من الجور في الحكم والدعاء إلى البدعة [ فتح الباري ] .
ومما يدل على اتصاف هذا الرجل بما أحل غيبته ما جاء في آخر الحديث ، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم : " أي عائشة ، إن شر الناس من تركه الناس أو ودعه اتقاء فحشه " .
قال الحسن البصري : ليس لصاحب البدعة ولا الفاسق المعلن بفسقه غيبة [ شرح أصول الاعتقاد ] .
وقال زيد بن أسلم : إنما الغيبة لمن لم يعلن بالمعاصي [ شعب الإيمان ] .
والذي يباح من غيبة الفاسق المجاهر ما جاهر به ، دون سواه من المعاصي التي يستتر بها .
قال النووي : كالمجاهر بشرب الخمر ومصادرة الناس وأخذ المكس . . . فيجوز ذكره بما يجاهر به ، ويحرم ذكره بغيره من العيوب [ شرح صحيح مسلم ] .
وينبغي أن يُصنع ذلك حسبة لله وتعريفاً للمؤمنين لا تشهيراً وإشاعة للفاحشة أو تلذذاً بذكر الآخرين .
قال ابن تيمية : وهذا كله يجب أن يكون على وجه النصح وابتغاء وجه الله تعالى ، لا لهوى الشخص مع الإنسان مثل الإنسان مثل أن يكون بينهما عداوة دنيوية أو تحاسد أو تباغض. . . فهذا من عمل الشيطان و إنما الأعمال بالنيات [ مجموع الفتاوى 28 / 221 ]

.السادس : التعريف :
فإذا كان الإنسان معروفًا بلقب، كالأعمش والأعرج والأصم والأعمى، والأحول ، وغيرهم جاز تعريفهم بذلك، ويحرم إطلاقه على جهة التنقص، ولو أمكن تعريفه بغير ذلك كان أولى.
فهذه ستة أسباب ذكرها العلماء وأكثرها مجمع عليه ، ودلائلها من الأحاديث الصحيحة المشهورة ، وإليك بيان ذلك :
عن عَائِشَةَ رضي الله عنها أن رجلاً اسْتَأْذَنَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : " ائْذَنُوا لَهُ ، فَبِئْسَ ابْنُ الْعَشِيرَةِ أَوْ بِئْسَ أَخُو الْعَشِيرَةِ ، فَلَمَّا دَخَلَ أَلَانَ لَهُ الْكَلَامَ ، فَقُلْتُ لَهُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ قُلْتَ مَا قُلْتَ ، ثُمَّ أَلَنْتَ لَهُ فِي الْقَوْلِ ، فَقَالَ : " أَيْ عَائِشَةُ إِنَّ شَرَّ النَّاسِ مَنْزِلَةً عِنْدَ اللَّهِ ، مَنْ تَرَكَهُ أَوْ وَدَعَهُ النَّاسُ اتِّقَاءَ فُحْشِهِ " [ متفق عليه ] .
احتج البخاري رحمه الله تعالى بهذا الحديث في جواز غيبة أهل الفساد ، وأهل الريب .
وعنها رضي الله عنها قَالَتْ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَا أَظُنُّ فُلَانًا وَفُلَانًا يَعْرِفَانِ مِنْ دِينِنَا شَيْئًا " [ أخرجه البخاري ، وقَالَ اللَّيْثُ بن سعد : كَانَا رَجُلَيْنِ مِنَ الْمُنَافِقِينَ ] . [ الأذكار 489 ، الزواجر 556 ] .

علاج الغيبة :
الغيبة مرض فتاك ، وسقم قتال ، ومن علم خطورته وجب عليه الابتعاد عنها ، فهو طريق موصل لغضب الرب سبحانه ، مفض لعقابه وعذابه ، فإذا عرف المغتاب أنه تعرض لسخط الله تعالى يوم القيامة ، بإحباط عمله ، وإعطاء حسناته من اغتابه ، ويحمل من أوزاره وسيئاته ، وأنه يتعرض لهجوم من يغتابه في الدنيا ، وقد يسلطه الله عليه ، لأنه ظالم ، ظلم من اغتابه ، فإذا علم المغتاب ذلك ، فواجب عليه أن يتقي الله تعالى ويخافه في سره وعلانيته ، ويخشى عقوبته الآجلة قبل العاجلة ، فعليه أن يقلع عن ذنبه ويستغفر الله تعالى ويتوب إليه ، ويتحلل من اغتابه إن كان قادراً على ذلك ، أو يدعو له في كل موطن اغتابه فيه .
وينبغي من عرضت له الغيبة أن يتفكر في عيوب نفسه ، فيتداركها ويسعى لإصلاحها ، ويستحيي أن يعيب الناس وهو معيب ، كما قال بعضهم :
فإن عبت قوماً بالذي فيك مثله فكيف يعيب الناس من هو أعور
وإن عبت قوماً بالذي ليس فيهم فذلك عن الله والناس أكبر
وإن ظن أنه سليم من العيوب ، فليتشاغل بالشكر على نعم الله عليه ، ولا يلوث نفسه بأقبح العيوب وهو الغيبة ، وكما لا يرضى لنفسه بغيبة غيره له ، فينبغي أن لا يرضاها لغيره من نفسه .
ولينظر في السبب الباعث على الغيبة ، فيجتهد في قطعه ، فإن علاج العلة يكون بقطع سببها . [ مختصر منهاج القاصدين 214 ] .
ومن أهم الأمور التي يُستعان بها للتخلص من الغيبة ما يلي :

1- تقوى الله عز وجل والاستحياء منه :
ويحصل هذا بسماع وقراءة آيات الوعيد والوعد وما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من أحاديث تحذر من الغيبة ومن كل معصية وشر، ومن ذلك قوله تعالى : " أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون " [ الزخرف80 ] .
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " اسْتَحْيُوا مِنَ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ " قَالَ : قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ : إِنَّا نَسْتَحْيِي وَالْحَمْدُ لِلَّهِ ، قَالَ : " لَيْسَ ذَاكَ ، وَلَكِنَّ الِاسْتِحْيَاءَ مِنَ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ ، أَنْ تَحْفَظَ الرَّأْسَ وَمَا وَعَى ، وَالْبَطْنَ وَمَا حَوَى ، وَلْتَذْكُرِ الْمَوْتَ وَالْبِلَى ، وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ تَرَكَ زِينَةَ الدُّنْيَا ، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ ، فَقَدِ اسْتَحْيَا مِنَ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ " [ أخرجه الترمذي وأحمد وحسنه الألباني في صحيح الجامع برقم 935 ]

.2- تذكر مقدار الخسارة التي يخسرها المسلم من حسناته :

ويهديها لمن اغتابهم من أعدائه وسواهم ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ ؟ " قَالُوا : الْمُفْلِسُ فِينَا ، مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ ، فَقَالَ : " إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي ، يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ ، وَصِيَامٍ ، وَزَكَاةٍ ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا ، وَقَذَفَ هَذَا ، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا ، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا ، وَضَرَبَ هَذَا ، فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ ، أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ ، فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ " [ أخرجه مسلم ] .
وروي أن الحسن قيل له : إن فلاناً اغتابك ، فبعث إليه الحسن رطباً على طبق وقال : بلغني أنك أهديت إلي من حسناتك ، فأردت أن أكافئك عليها ، فاعذرني ، فإني لا أقدر أن أكافئك على التمام .

:

" يتبع "​

 
قديم   #12

ام بسومه التميمي


رد: ​ ب قلم .../ يحيى بن موسى الزهراني ..!


​ ب قلم .../ يحيى بن موسى الزهراني ..!

3- أن يتذكر عيوب نفسه :

وينشغل بها عن عيوب غيره ، وأن يحذر من أن يبتليه الله بما يعيب به إخوانه .
قال أنس بن مالك: " أدركت بهذه البلدة – المدينة – أقواماً لم يكن لهم عيوب ، فعابوا الناس ، فصارت لهم عيوب ، وأدركت بهذه البلدة أقواماً كانت لهم عيوب فسكتوا عن عيوب الناس ، فنسيت عيوبهم " [ جامع العلوم والحكم ] .
قال الحسن البصري : كنا نتحدث أن من عير أخاه بذنب قد تاب إلى الله منه ، ابتلاه الله عز وجل به [ الصمت لابن أبي الدنيا ] .
قال أبو هريرة : يبصر أحدكم القذى في عين أخيه ، ولا يبصر الجذع في عين نفسه .4- مجالسة الصالحين ومفارقة مجالس البطالين :
عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِي اللَّه عَنْه ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالسَّوْءِ ، كَحَامِلِ الْمِسْكِ ، وَنَافِخِ الْكِيرِ ، فَحَامِلُ الْمِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ ـ يعطيك ـ وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً ، وَنَافِخُ الْكِيرِ ، إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً " [ متفق عليه ] .
قال النووي في فوائد الحديث : فيه فضيلة مجالسة الصالحين ، وأهل الخير والمروءة ومكارم الأخلاق والورع والعلم والأدب ، والنهي عن مجالسة أهل الشر وأهل البدع ومن يغتاب الناس أو يكثر فجوره وبطالته ، ونحو ذلك من الأنواع المذمومة [ شرح صحيح مسلم ] .

4- قراءة سير الصالحين ، والنظر في سلوكهم ، وكيفية مجاهدتهم لأنفسهم :
قال أبو عاصم النبيل : ما اغتبت مسلماً منذ علمت أن الله حرم الغيبة [ الصمت لابن أبي الدنيا ] .
قال الفضيل بن عياض : كان بعض أصحابنا ، نحفظ كلامه من الجمعة إلى الجمعة . أي لقِلّته [ الصمت لابن أبي الدنيا ] .
وقال محمد بن المنكدر : كابدت نفسي أربعين سنة حتى استقامت [ حلية الأولياء ] .5- أن يعاقب نفسه ويشارطها حتى تقلع عن الغيبة :
قال حرملة : سمعت رسول ابن وهب يقول: نذرت أني كلما اغتبت إنساناً أن أصوم يوماً فأجهدني ، فكنت أغتاب وأصوم .
فنويت أني كلما اغتبت إنساناً أني أتصدق بدرهم ، فمن حب الدراهم تركت الغيبة.
قال الذهبي : هكذا والله كان العلماء ، وهذا هو ثمرة العلم النافع [ سير أعلام النبلاء ] .كفارة الغيبة :
كل من ارتكب معصية أو اقترف إثماً فيجب عليه أن يبادر بالتوبة النصوح ، لأنه لا يدري متى يفاجئه الموت .


ويشترط للتوبة النصوح شروطاً أربعة :
الأول : أن يقلع عن المعصية في الحال .
الثاني : أن يندم على ما فات .
الثالثة : أن يعزم على ألا يعود إليها .
الرابع : التحلل من المظالم وردها إلى أهلها .

وليعلم المغتاب أن قد ارتكب جنايتين :
الأولى : في حق الله تعالى ، وذلك بمخالفة أوامره ، وارتكاب نواهيه ، فالله جل وعلا حرم الغيبة ، ولم يذعن المغتاب للنهي ، وكفارة ذلك التوبة والندم كما بينا قبل قليل .
الثانية : في حق المخلوقين ، فإن كانت الغيبة قد بلغت من وقعت بحقه ، جاء إليه واستحله منها ، وأظهر له الندم على فعله وقوله ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّه عَنْه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ كَانَتْ عنده مَظْلَمَةٌ لِأَخِيهِ ، مِنْ عِرْضِهِ أَوْ شَيْءٍ ، فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهُ الْيَوْمَ ، قَبْلَ أَنْ لَا يَكُونَ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ ، إِنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ أُخِذَ مِنْهُ بِقَدْرِ مَظْلَمَتِهِ ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ ، أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ ، فَحُمِلَ عَلَيْهِ " [ أخرجه البخاري وأحمد ] .
وإن كانت لم تبلغ من أُغتيب ، جعل مكان استحلاله ، الاستغفار له ، ولا يخبره ، فإنه ربما أخبره ، فحصلت العداوة والبغضاء والقطيعة بينهما ، وعليه أن يدعو لأخيه ، ويذكر محاسنه في المجالس التي اغتابه فيها ، لعل الله أن يتوب عليه إن أحسن النية والقصد .
واعلم أنه يُستحبّ لصاحب الغيبة أن يبرئه منها ، ولا يجبُ عليه ذلك ، لأنه تبرّعٌ وإسقاطُ حقّ، فكان إلى خِيرته ، ولكن يُستحبّ له استحباباً متاكداً الإِبراء، ليخلِّصَ أخاه المسلم من وبال هذه المعصية ، ويفوزَ هو بعظيم ثواب اللّه تعالى في العفو ومحبة اللّه سبحانه وتعالى ، قال اللّه تعالى : " ‏وَالكاظِمِينَ الغَيْظَ وَالعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهِ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ " [ آل عمران‏ 134‏]‏ ، وقال اللّه تعالى : " وَلمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ اِن ذلكَ لَمِنْ عَزْمِ الامُورِ‏ ‏" [ ‏الشورى ‏43‏] ، وقال تعالى : "‏ خُذِ العَفْوَ " [ الأعراف‏‏199‏ ]‏ والآيات بنحو ما ذكرنا كثيرة .‏
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا ، نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ ، يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ " [ أخرجه مسلم ] .
فينبغي أن يقبل من التائب توبته ، وأن يعفو صاحب الحق ، وألا يعين الشيطان على أخيه المسلم ، فلربما وقع في ما هو أشد وأقبح من الغيبة ، فينبغي الرفق به والحرص على دينه .
وقد قال الشافعي رحمه اللّه : من اسْتُرضي فلم يرضَ فهو شيطان .
وقد أحسن من قال :
قيلَ لي قد أساءَ إليك فلانٌ ومُقام الفَتَى على الذُّلِّ عَارُ
قلتُ قدْ جاءَنَا واحْدَثَ عُذْراً دِيةُ الذنبِ عِندنَا الاعْتذَارُ
فقبول الاعتذار مما حث عليه الشرع ، ودعا إليه الدين ، لما يترتب عليه من مصالح لكلا الطرفين ، المغتاب ومن وقعت ضده الغيبة ، فهذا تائب من ذنبه ، ويجب أن يعان عليه فله أجر ومثوبة ، وذاك عفا وصفح وأحسن ، فله أجر ومثوبة ، وكلاهما على خير .
وأما الحديث‏ : " أيَعْجِزُ أحَدُكُمْ أنْ يَكُونَ كابي ضَمْضَمٍ، كانَ إذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ قالَ : إِنِّي تَصَدَّقْتُ بِعِرْضِي على النَّاسِ‏ " .
معنى الحديث : لا أطلبُ مَظلمتي ممّن ظلمني لا في الدنيا ولا في الآخرة ، وهذا يَنفعُ في إسقاط مَظلمة كانت موجودة قبل الإِبراء ، فأما ما يحدثُ بعدَه ، فلا بدّ من إبراء جديد بعدَها .درجات الغيبة :
تتدرج الغيبة بين الكفر والحرام والإباحة .
فتكون كفراً ، إذا استحلها صاحبها ، فإذا اغتاب المسلم أحداً ، فيقال له : لا تغتب ، لأن الغيبة حرام ، حرمها الله ورسوله ، فيقول : ليست غيبة وأنا صادق فيما قلت ، فهذا قد استحل ما حرم الله تعالى ، ومن استحل ما حرم الله فقد كفر ما لم يكن له شبهة في ذلك .
وأما الحرام ، وما دون الكفر ، فهو أن يغتاب إنساناً ويعلم حرمة ذلك ، فهذه معصية عظيمة ، وذنب كبير ، وعليه التوبة إلى الله تعالى .
وأما المباح ، فهو أن يذكر مساوئ إنسان ليحذره الناس ويعرفوا حاله . [ تنبيه الغافلين 80 ] .سماع غيبة من لم يتعين :
سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث أم زرع من عائشة رضي الله عنها مع ما فيه من غيبة بعض النسوة لأزواجهن ، ولم يكن الغرض في سماع حديث أم زرع إلا جبر لخاطر عائشة رضي الله عنها ، وإلا فلا حاجة لرسول الله صلى الله عليه وسلم لسماع ذلك وأمثاله ، ولكنه حسن العشرة والمودة بين الزوجين . [ شجرة المعارف 328 ] . غيبة الكفار :
الحقيقة أن الغيبة حرام ، سواءً كانت في مسلم أو كافر ، فالكافر ربما أسلم وحسن إسلامه ، ونفع الله به خلقاً كثيراً .غيبة الأموات :
يكفينا في ذلك حديث عبد الله ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " اذْكُرُوا مَحَاسِنَ مَوْتَاكُمْ ، وَكُفُّوا عَنْ مَسَاوِيهِمْ " [ أخرجه الترمذي وأبو داود ] .غيبة الأطفال :
يعتقد البعض من الناس أنه تجوز غيبة الأطفال غير البالغين ، لأنه لم يجر القلم عليهم ، وهذا لا دليل عليه ، فإن لم يُكتب عليهم ، فإنه مكتوب عليك أنت ، وأنت مؤاخذ بما تقول ، فيجب الكف عن أعراض المسلمين ، ذكرهم وأنثاهم ، كبيرهم وصغيرهم .
ومن مواطن غيبة الأطفال ، ما يحصل في المدارس بين المعلمين والمعلمات ، من ذكر عيوب بعض الطلاب والطالبات ، على وجه الفكاهة أو السخرية ، أو التنقص ، مما يُستحيا من ذكره أحياناً ، فيجب على المعلمين والمعلمات أن يكونوا خير قدوة لأبنائهم الطلاب والطالبات ، وكذلك قدوة حسنة لزملائهم .
وكذلك ما يحصل في مستشفيات الأطفال ، وما يحصل في البيوت من تقليد للصغار ، وانتقاص لهم ، وعلى ذلك فقس .مظاهر الغيبة اليوم :
كلما ابتعد الناس عن دينهم ، كلما زادت البدع ، وكثرت الخرافات ، وضعف اليقين ، وتهلهل الإيمان ، واختل ميزانه في القلوب ، فتحدث أموراً غريبة عجيبة ، تصادم أصول الدين وفروعه ، فمن مظاهر الغيبة الحادثة اليوم ما يلي :1- الطعن في الأحساب والأنساب :
فيقول : فلان من قبيلة كذا وكذا ، فلا ملامة عليه ، والمراد تنقص المسلم لأنه من القبيلة الفلانية ، وكل يعتز بقبيلته ، والله تعالى يقول : " إن أكرمكم عند الله أتقاكم " قال صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَرْبَعٌ فِي أُمَّتِي مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ لَا يَتْرُكُونَهُنَّ : الْفَخْرُ فِي الْأَحْسَابِ ، وَالطَّعْنُ فِي الْأَنْسَابِ ، وَالْاسْتِسْقَاءُ بِالنُّجُومِ ، وَالنِّيَاحَةُ ، وَقَالَ : النَّائِحَةُ إِذَا لَمْ تَتُبْ قَبْلَ مَوْتِهَا ، تُقَامُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَعَلَيْهَا سِرْبَالٌ مِنْ قَطِرَانٍ ، وَدِرْعٌ مِنْ جَرَبٍ " [ أخرجه مسلم ] .
وربما قال كثير من الناس : فلان صانع أو لا أصل له ، أو غير قبلي ، أو حضري ، وكل ذلك من باب التنقص والغيبة ، فهذا حرام لا شك فيه ، فكل الناس لآدم وآدم من تراب ، ومن لم يصدق فليرجع لكلام رب العالمين في سورة آل عمران ، فهناك الخبر اليقين .2- الهمز والغمز :
ومن ذلك ما يفعله بعضهم من الغيبة بغير الكلام ، كإخراج اللسان مثلاً ، أو تمييل الشفه ، أو الفم ، أو العين ، أو نفض اليد ، أو تحريكها بشكل يدل على التنقص ، والله عز وجل يقول : " وَيْلٌ لّكُلّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ "

.3- التقليد :
والقصد من ذلك التهكم والتنقص ، سواء كان التقليد للصوت أو المشية ، أو الطريقة في الكلام ، أو الطريقة في الأكل ، أو في أي شيء آخر ، وكثير من الأفلام الهابطة والمسرحيات التافهة ، والمسلسلات المنحطة تربي مشاهديها على مثل هذا وهم لا يشعرون .

4- ذكر المساوئ :
الكمال لله وحده سبحانه ، والعصمة له جل جلاله ، ولأنبيائه فيما يبلغون عن ربهم ، أما النقص فهو يعتري بني الإنسان أينما كان ، ما من بشر إلا وله عيوب ، وله مساوئ ، ومن يدعي العصمة ، وعدم العيب ، فقد تقول على الله بلا علم .
وبما أن الإنسان فيه من العيوب والمساوئ كما في غيره ، فلا غرو أن يبدأ بسد الخلل ، ورقع الخرق الحاصل في خلقه وأخلاقه ، وينشغل بذلك عن عيوب غيره .
فمن الغيبة الواقعة بين الناس اليوم أن يذكر أحدهم شخصاً بأنه عصبي ، أو كسول ، أو يُحب أن يُخدم ، أو ثقيل الدم ، أو متقلب المزاج ، أو سريع الغضب ، أو نومه ثقيل ، أو يشخر أثناء النوم ، إلى غير ذلك من العيوب التي يرفضها من اتصف بها ولو كانت حقيقة ، فهي من الغيبة التي حرمها الله تعالى في كتابه ، وحرمها نبيه صلى الله عليه وسلم في سنته .
عن أنس رضي الله عنه قال: كانت العرب يخدم بعضها بعضًا في الأسفار ، وكان مع أبي بكر وعمر رجلٌ يخدمهما ، فاستيقظا ولم يهيئ لهما طعامًا ـ الأصل أن يكون الخادم قد استيقظ وهيأ الطعام لمن يخدمه ، لكن هذا الرجل لم يصنع ـ قام أبو بكر وعمر رضي الله عنهما ولم يجداه قد استيقظ ، فقال أحدهما لصاحبه : " إن هذا ليوائم نوم بيتكم " : يعني قالوا : هذا نوم بيت لا نوم سفر ، عابوه بكثرة النوم ، فأيقظاه فقالا: إئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقل له : إن أبا بكر وعمر يقرئانك السلام وهما يستأدمانك، ـ يطلبان الإذن ليأكلا ـ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "قد ائتدما " ففزعا ، فجاءا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالا : يا رسول الله ، بعثنا إليك نستأدمك ، فقلت : " قد ائتدما " ، فبأي شيء ائتدمنا ؟ قال صلى الله عليه وسلم : " بلحم أخيكما ، والذي نفسي بيده إني لأرى لحمه بين أنيابكما " ، وفي رواية قال : " إني أرى لحمه في ثناياكما " فقالا ـ أي أبو بكر وعمر ـ فاستغفر لنا يا رسول الله ، قال : " هو فليستغفر لكما " [ أخرجه الضياء المقدسي في المختارة ، والخرائطي في مساوئ الخلاق ، وهو حديث صحيح ، صححه الألباني رحمه الله في الصحيحة برقم 2608 ] .

:
" يتبع "​

 
قديم   #13

ام بسومه التميمي


رد: ​ ب قلم .../ يحيى بن موسى الزهراني ..!


​ ب قلم .../ يحيى بن موسى الزهراني ..!

5- الفكاهة والضحك :

كثيراً ما تغص المجالس بالفكاهات والترهات التي لا أصل لها ، وأغلب المجالس يتسنمها أحد السفهاء ، الذي دائماً ما يضحك القوم ، فيكون محط الأنظار ، ولا يستأنس الجميع إلا بوجوده ، فتراه يقول كلمة فيها من الحقيقة شيء يسير ، وتحمل في طياتها كذب وافتراءً كثيراً ، فيبهت الناس ، ويفتري عليهم الكذب ، كل ذلك ليضحك به القوم ، وقد ورد الوعيد الشديد لمن كانت تلك حاله ، وإليكم الأدلة :
قال تعالى : " والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً " [ الأحزاب 58 ] .
قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ حَالَتْ شَفَاعَتُهُ دُونَ حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ ، فَقَدْ ضَادَّ اللَّهَ ، وَمَنْ خَاصَمَ فِي بَاطِلٍ وَهُوَ يَعْلَمُهُ ، لَمْ يَزَلْ فِي سَخَطِ اللَّهِ حَتَّى يَنْزِعَ عَنْهُ ، وَمَنْ قَالَ فِي مُؤْمِنٍ مَا لَيْسَ فِيهِ ، أَسْكَنَهُ اللَّهُ رَدْغَةَ الْخَبَالِ حَتَّى يَخْرُجَ مِمَّا قَالَ " [ أخرجه أبو داود والحاكم وقال صحيح الإسناد ، وصححه الألباني في الترغيب والترهيب 3/81 ] .
وردغة الخبال : عصارة أهل النار .
وقَالَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " وَيْلٌ لِلَّذِي يُحَدِّثُ بِالْحَدِيثِ لِيُضْحِكَ بِهِ الْقَوْمَ فَيَكْذِبُ ، وَيْلٌ لَهُ ، وَيْلٌ لَهُ " [ أخرجه أبو داود والنسائي والترمذي ، وقَالَ : حَدِيثٌ حَسَنٌ ، وحسنه الألباني في الترغيب 3/127 ] .
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ألا عسى رجل يتكلم بالكلمة يُضحك بها أصحابه ، فيسخط الله بها عليه ، لا يرضى عنه حتى يدخله النار " [ رواه أبو الشيخ بإسناد حسن ] .خطأ عام :
ربما يظن بعض الناس أنه لو ذكر عيب شخص في مواجهته أنه يبيح له أن يذكر ذلك العيب في غيبته ، وهذا أمر غير صحيح .
فمن نصح إنساناً وذكَّره بعيبه ، فهذا أمر جيد ، يُشكر عليه ، ولكن ذلك لا يُجيز له أن يغتابه عند الناس بذكر ذلك العيب ، لأنه غيبة ، فليتنبه الناس لذلك .
عن المطلب بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الغيبة : أن تذكر الرجل بما فيه من خلفه " [ حديث صحيح في السلسلة الصحيحة ] .

أحوال العلماء مع الغيبة :
ذُكر للإمام أحمد رحمه الله رجلاً ، فقال : في نفسي شغل عن ذكر الناس .
وذكر له رجل ، فقال : ما أعلم إلا خيراً ، قيل : قولك فيه ، خلاف قوله فيك ؟ فتبسم وقال : ما أعلم إلا خيراً ، هو أم وما يقول ، تريد أن أقول ما لا أعلم .
وقال رحمه الله : رحم الله سالماً ، زحمت راحلته راحلة رجل فقال الرجل لسالم : أراك شيخ ، قال : ما أبعدت .
وجاء رجل إلى فضيل بن بزوان فقال : إن فلاناً يقع فيك ، فقال : لأغيظن من أمره ، يغفر الله لي وله ، قيل له : من أمره ، قال : الشيطان .
وجاء رجل إلى وهب بن منبه فقال : إن فلاناً يقع فيك ، فقال وهب : أما وجد الشيطان أحداً يستخف به غيرك ؟ فلما جاء الرجل الذي اغتابه ، أكرمه ورفع مجلسه . [ كتاب الورع 184 ] .
وقال خالد الربعي : كنت في المسجد الجامع فتناولوا رجلاً فنهيتهم عن ذلك ، فكفوا واخذوا في غيره ، ثم عادوا إليه ، فدخلت معهم في شيء من أمره ، فرأيت تلك الليلة في المنام ، كأني أتاني رجل أسود طويل ومعه طبق عليه قطعة من لحم خنزير ، فقال لي : كل ، فقلت : آكل لحم خنزير ؟ والله لا آكله فانتهرني انتهاراً شديداً وقال : قد أكلت ما هو شر منه ، فجعل يدسه في فمي حتى استيقظت من منامي ، فوالله لقد مكثت ثلاثين أو أربعين يوماً ما أكلت طعاماً إلا وجدت كعم ذلك اللحم ونتنه في فمي .
وقال سفيان بن الحصين ، كنت جالساً عند إياس بن معاوية ، فمر رجل فنلت منه ، فقال : اسكت ، ثم قال لي : هل غزوت الروم ؟ قلت : لا ، قال : هل غزوت الترك ؟ قلت : لا ، قال : سلم منك الروم والترك ولم يسلم منك أخوك المسلم ، قال : فما عدت إلى ذلك بعد .
وقال حاتم الزاهد رحمه الله : ثلاثة إذا كن في مجلس فالرحمة عنهم مصروفة : ذكر الدنيا ، والضحك ، والوقيعة في الناس .
وقال بعض الحكماء : إن ضعفت عن ثلاث فعليك بثلاث : إن ضعفت عن الخير فأمسك عن الشر ، وإن ضعفت عن نفع الناس ، فأمسك عن ضرهم ، وإن ضعفت عن الصوم ، فأمسك عن أكل لحومهم . [ تنبيه الغافلين 79 ] .
كانت تلكم كلمات خرجت من اللسان ، وترجمتها الأنامل على الأسطر والورقات ، فكانت كما قرأتم وسمعتم ، فأرجو من الله أجرها ، وبركة ثمرتها ، ومن إخواني خالص الدعاء ، إنه نعم المولى ونعم النصير .
وأسأل الله تعالى أن يعصمنا من مظلات الفتن ، وأن يقينا عذابه وسخطه ، وأن يمن علينا بتوبة نصوح قبل الموت ، وأن يجعل مآلنا إلى جنات النعيم ، بحوله وقوته سبحانه ، فهو أهل التقوى وأهل المغفرة ، اللهم طهر قلوبنا من النفاق ، وأعمالنا من الرياء ، وألسنتنا من الكذب والفحش وسوء القول ، وأعيننا من الخيانة ، اللهم ما كان من صواب فيما كتبت فمن فضلك وإنعامك علي وعلى الناس ، وما كان من خطأ وزلل ، فمن نفسي وتقصيري ، وأستغفرك أن أقول عليك ما ليس لي بحق ، إنك أنت علام الغيوب ، والحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين .
:

" تم ب حمدلله "​

 




الساعة الآن توقيت السعودية الرياض و الدمام و القصيم و جدة 06:16 PM.


 
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024,
vBulletin Optimisation provided by vB Optimise (Pro) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

Search Engine Optimization by vBSEO 3.6.0