ازياء, فساتين سهرة


العودة   ازياء - فساتين سهرة و مكياج و طبخ > أقسام عامة > منتدى اسلامي
تسريحات 2013 ذيل الحصان موضة و ازياءازياء فكتوريا بيكهام 2013متاجر ازياء فلانتينو في باريسمكياج العين ماكياج دخاني makeup
منتدى اسلامي ​ ب قلم .../ يحيى بن موسى الزهراني ..! يوجد هنا ​ ب قلم .../ يحيى بن موسى الزهراني ..! منتدى اسلامي, قران, خطب الجمعة, اذكار,

فساتين العيد


 
قديم   #1

ام بسومه التميمي

:: كاتبة محترفة ::

الملف الشخصي
رقم العضوية: 243972
تاريخ التسجيـل: Jun 2015
مجموع المشاركات: 1,954 
رصيد النقاط : 15

​ ب قلم .../ يحيى بن موسى الزهراني ..!


​ ب قلم .../ يحيى بن موسى الزهراني ..!

الحمد لله العلي الأعلى ، خلق فسوى ، وقدر فهدى ، أحصى على العباد أفعالهم وأقوالهم ، في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى ، أحمد سبحانه وأشكره مزيداً ، وأتوب إليه وأستغفره كثيراً ، له ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، تقدس وتعالى ، جلت عظمته ، وعمت قدرته ، وتمت كلمته صدقاً وعدلاً ، وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى ، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبد الله ورسوله ، صفياً مجتباً ، بعثه ربه بالحق والهدى ، فما ضل وما غوى ، وما نطق عن الهوى ، إن هو إلا وحي يوحى ، صلى الله وسلم وبارك عليه ، وعلى آله وأزواجه أهل الخير والتقى ، وعلى صحابته مصابيح الدجى ، ونجوم الهدى ، والتابعين لهم بإحسان في الآخرة والأولى . . . أما بعد :
فهذه صورة من الصور التي وقف منها ديننا موقفًا حازمًا حاسمًا ، صورة يمثل فشوُّها في المجتمع ، مظهراً من مظاهر الخلل ، وقلة الورع ، وضعف الديانة ، صورة تشوش على حفظ الحرمات ، وسلامة القلوب ، وصيانة الأعراض ، وتحري الحق ، إنها كبيرة من كبائر الذنوب ، وموبقة من موبقات الآثام ، وحالقة من حالقات الدين ، يشترك في ذلك فاعلها والراضي بسماعها ، فلابد أنكم عرفتموها .
فكم هتكت من أسرار ، وأظهرت من أخبار ، إنها إدام كلاب الناس ، الذين فقدوا الإحساس ، فكم من صلات قطعت ، وكم من أواصر مزقت ، كل ذلك بسببها ، أعاذنا الله وجميع المسلمين منها ومن أهلها .
وسيكون حديثنا في هذه الصفحات ، عن تلكم الجريمة الخُلقية ، والفطرة الشيطانية ، والنكسة الأخلاقية ، لنغوص معاً في أعماقها ، ونسبر أغوارها ، ونعرف أخطارها ، ومن ثم نبتعد عنها ، فحيهلا بالمتصفحين ، ولنكن بعد الذكرى من الذاكرين ، وبعد العبرة من المعتبرين ، وعن الإثم منتهين ، فذلكم يرضي رب العالمين ، وبالله نبدأ وبه نستعين :آفات اللسان :
آفات اللسان كثيرة ، وهذا شيء منها ، ليحذرها المسلم ، ويكون على دراية وبصيرة بها :
الآفة الأولى : الكلام فيما لا يعنيك
الآفة الثانية : فضول الكلام
الآفة الثالثة : الخوض في الباطل
الآفة الرابعة : المراء و الجدال
الآفة الخامسة : الخصومة
الآفة السادسة : التقعر في الكلام
الآفة السابعة : الفحش و السب و بذاءة اللسان
الآفة الثامنة : اللعن
الآفة التاسعة : الغناء و الشعر
الآفة العاشرة : المزاح
الآفة الحادية عشر : السخرية و الاستهزاء
الآفة الثانية عشر : إفشاء السر
الآفة الثالثة عشر : الوعد الكاذب
الآفة الرابعة عشر : الكذب في القول و اليمين
الآفة الخامسة عشر : الغيبة
الآفة السادسة عشر : النميمة
الآفة السابعة عشر : كلام ذي اللسانين
الآفة الثامنة عشر : المدح
الآفة التاسعة عشر : الغفلة
الآفة العشرون : سؤال العوام
كانت تلكم بعض آفات اللسان ، وما يهمنا منها الآن هو آفة الغيبة ، وهي من أكثر الذنوب انتشاراً ، وأعظم الأمراض القلبية فتكاً ، بل أصبحت عادة ذميمة ، وعملاً لئيماً ، وجريمة أخلاقية منكرة ، لا يلجأ إليها إلا الضعفاء والجبناء ، ولا يستطيعها إلا الأراذل والتافهون ، ولا تنتشر إلا حين يغيب الإيمان ، وهي اعتداء صارخ على الأعراض ، وظلم فادح للأفراد ، وإيذاء ترفضه العقول الحكيمة ، وتمجه الطباع السليمة ، وتأباه النفوس الكريمة ، وهي كبيرة من كبائر الذنوب ، ومرض من أمراض القلوب ، وقد جاء وصفها في كتاب الله بأبشع الصفات ، وأسوأ السجايا والطويات ، قال تعالى : " ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه " [ الحجرات 12 ] ، وبعد أن أشرنا إلى بعض الآفات ، نقف وقفة محاسبة ، وتأنيب للنفس ، مع آفة الغيبة ، لنتناولها بالشرح والطرح ،

فاستعدوا للتصفح :

 
قديم   #2

ام بسومه التميمي


رد: ​ ب قلم .../ يحيى بن موسى الزهراني ..!


​ ب قلم .../ يحيى بن موسى الزهراني ..!

:
حفظ اللسان :

اللسان من نعم الله العظيمة ، وآلائه الجسيمة ، التي تستحق الشكر والعرفان ، لله الواحد المنان ، فباللسان يُترجم ما في العقل من تفكير ، وما في النفس من تعبير ، وهو وسيلة للتفاهم مع الآخرين ، وأداة للتفسير ، فعلى صغر حجمه ، إلا أن جرمه كبير ، وله في الخير مجال رحب ، وفي الشر ذيل سحب ، ومن أرخى له العنان ، وترك له الزمام ، ساقه إلى شفا جرف هار ، وقذفه إلى دار البوار ، وكان ألعوبة في يد الشيطان ، ولا ينجو من شر اللسان إلا من قيده بلجام الشرع ، فلا يطلقه إلا فيما ينفعه في الدنيا والآخرة .​

فمن حفظ لسانه أنجاه ، وكان سبيلاً مكسواً بالزهور إلى الجنة ، ومن أفلته أغواه ، وكان طريقاً مأهولاً بالأشواك إلى النار .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ ، تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ " [ أخرجه الترمذي وابن ماجة ] .
وعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " مَنْ يَضْمَنْ لِي مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ ، أَضْمَنْ لَهُ الْجَنَّةَ " [ أخرجه البخاري ] .
قال الداودي: المراد بما بين اللحيين: الفم ، قال : فيتناول الأقوال والأكل والشرب وسائر ما يتأتى بالفم من الفعل.
قال ابن بطال: دل الحديث على أن أعظم البلاء على المرء في الدنيا لسانه وفرجه ، فمن وقي شرهما وقي أعظم الشر .
وعن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما يَقُولُ : إِنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَيُّ الْمُسْلِمِينَ خَيْرٌ ؟ قَالَ : " مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ " [ أخرجه مسلم بهذا اللفظ ] .
وعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رضي الله عنه قَالَ : قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ : مَا النَّجَاةُ ؟ قَالَ : " أَمْسِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ ، وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ ، وَابْكِ عَلَى خَطِيئَتِكَ " [ أخرجه الترمذي وقَالَ : حَدِيثٌ حَسَنٌ ] .
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ صَمَتَ نَجَا " [ أخرجه الترمذي وأحمد ، وقال العراقي : أخرجه الطبراني بسند جيد . الإحياء 3/142 ، وصححه الألباني ] .خطورة اللسان :
خطر اللسان عظيم ، ولا نجاة من خطره إلا بالصمت ، وطريقه إما إلى نار أو جنة ، ولاشك أن المسلم حريص على الجنة ، وكل ما يقربه منها من قول أو عمل ، وفي الوقت ذاته ، فهو خائف من النار وجل منها ، يحذر كل ما يقربه منها من قول أو عمل أو خلق ، فإذا كان ذلك كذلك ، فهذه بعض النصوص الشرعية الدالة على خطورة ترك زمام الكلام للسان ، وما يترتب على انفلات اللسان بالنطق في كل مجلس واجتماع ، لأن الإنسان لا يحصد حب الآخرين إلا بقلة المنطق ، ورصانة العبارة ، ولين الجانب ، والإحسان ، وحسن الخلق ، فمن سعى إلى الجنة فسعيه مشكوراً ، ومن أسرع إلى النار كان مثبوراً مخذولاً ، وإليكم طرفاً من الأدلة التي تحذر من إطلاق العنان للسان ، وما يترتب على ذلك من خطورة بالغة :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ ، يَنْزِلُ بِهَا فِي النَّارِ ، أَبْعَدَ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ " [ متفق عليه واللفظ لمسلم ] .
قال ابن حجر : " بالكلمة : أي الكلام ، " ما يتبين فيها " أي : لا يتطلب معناها ، أي لا يثبتها بفكره ولا يتأملها حتى يتثبت فيها ، وقال بعض الشراح : المعنى أنه لا يبينها بعبارة واضحة .
وفي الكلمة التي يزل بها العبد قال ابن عبد البر : هي التي يقولها عند السلطان الجائر ، وزاد ابن بطال : بالبغي أو بالسعي على المسلم فتكون سبباً لهلاكه ، ونقل عن ابن وهب أنها التلفظ بالسوء والفحش .
وقال القاضي عياض : يحتمل أن تكون تلك الكلمة من الخنى والرفث ، وأن تكون في التعريض بالمسلم بكبيرة أو مجون أو استخفاف بحق النبوة .
قال النووي : في هذا الحديث حث على حفظ اللسان ، فينبغي لمن أراد أن ينطق أن يتدبر ما يقول قبل أن ينطق ، فإن ظهرت مصلحة تكلم، وإلا أمسك .
وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَفَعَهُ قَالَ : " إِذَا أَصْبَحَ ابْنُ آدَمَ ، فَإِنَّ الْأَعْضَاءَ كُلَّهَا تُكَفِّرُ ـ تذل وتخضع له ـ اللِّسَانَ ، فَتَقُولُ : اتَّقِ اللَّهَ فِينَا ، فَإِنَّمَا نَحْنُ بِكَ ، فَإِنِ اسْتَقَمْتَ اسْتَقَمْنَا ، وَإِنِ اعْوَجَجْتَ اعْوَجَجْنَا " [ أخرجه الترمذي وأحمد وابن خزيمة والبيهقي بسند حسن . رياض الصالحين 479 ] .
قال ابن القيم : قولها : إنما نحن بك : أي نجاتنا بك ، وهلاكنا بك ، ولهذا قالت : فإن استقمت استقمنا ، وإن اعوججت اعوججنا . [ الفوائد ] .
قال الغزالي مبيناً معنى الحديث : إن نطق اللسان يؤثر في أعضاء الإنسان بالتوفيق والخذلان ، فاللسان أشد الأعضاء جماحاً وطغياناً ، وأكثرها فساداً وعدواناً . [ فيض القدير ] .
وقال ابن حبان : اللسان إذا صلح تبين ذلك على الأعضاء ، وإذا فسد كذلك . [ روضة العقلاء ] .
وعَنْ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الثَّقَفِيِّ قَالَ : قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ : حَدِّثْنِي بِأَمْرٍ أَعْتَصِمُ بِهِ ؟ قَالَ : " قُلْ رَبِّيَ اللَّهُ ، ثُمَّ اسْتَقِمْ " ، قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ : مَا أَخْوَفُ مَا تَخَافُ عَلَيَّ ؟ ، فَأَخَذَ بِلِسَانِ نَفْسِهِ ثُمَّ قَالَ : " هَذَا " [ أخرجه الترمذي وقَالَ : حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ] .
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّه عَنْه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ، فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يُؤْذِ جَارَهُ ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ " [ متفق عليه ] .
وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَا يَسْتَقِيمُ إِيمَانُ عَبْدٍ حَتَّى يَسْتَقِيمَ قَلْبُهُ ، وَلَا يَسْتَقِيمُ قَلْبُهُ حَتَّى يَسْتَقِيمَ لِسَانُهُ ، وَلَا يَدْخُلُ رَجُلٌ الْجَنَّةَ لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ " [ أخرجه أحمد وحسنه الألباني ] .
وعَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخَشَنِيِّ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ أَحَبَّكُمْ إِلَيَّ ، وَأَقْرَبَكُمْ مِنِّي فِي الْآخِرَةِ ، مَحَاسِنُكُمْ أَخْلَاقًا ، وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَيَّ ، وَأَبْعَدَكُمْ مِنِّي فِي الْآخِرَةِ ، مَسَاوِيكُمْ أَخْلَاقًا ، الثَّرْثَارُونَ ، الْمُتَفَيْهِقُونَ ، الْمُتَشَدِّقُونَ " [ أخرجه أحمد ] .
وعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ : كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ ، فَأَصْبَحْتُ يَوْمًا قَرِيبًا مِنْهُ وَنَحْنُ نَسِيرُ ، فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ : أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ ، وَيُبَاعِدُنِي مِنَ النَّارِ ؟ قَالَ : " لَقَدْ سَأَلْتَ عَظِيمًا ، وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ ، تَعْبُدُ اللَّهَ لَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا ، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ " ثُمَّ قَالَ : " أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى أَبْوَابِ الْخَيْرِ ؟ الصَّوْمُ جُنَّةٌ ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ ، وَصَلَاةُ الرَّجُلِ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ ، قَالَ ثُمَّ تَلَا ( تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ ) حَتَّى بَلَغَ ( يَعْمَلُونَ ) ، ثُمَّ قَالَ : " أَلَا أُخْبِرُكَ بِرَأْسِ الْأَمْرِ كُلِّهِ ، وَعَمُودِهِ ، وَذِرْوَةِ سَنَامِهِ " قُلْتُ : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : " رَأْسُ الْأَمْرِ الْإِسْلَامُ ، وَعَمُودُهُ الصَّلَاةُ ، وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ ، ثُمَّ قَالَ : " أَلَا أُخْبِرُكَ بِمَلَاكِ ذَلِكَ كُلِّهِ ؟ قُلْتُ : بَلَى يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ وقَالَ : " كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا ؟ " فَقُلْتُ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ ؟ فَقَالَ : " ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ ، وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ أَوْ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ " [ أخرجه الترمذي وابن ماجة ، وقَالَ الترمذي : حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ، وقال الألباني : صحيح لغيره ] .
وأما الآثار الواردة عن السلف فهي كثيرة جداً ، وهذا شيء منها :
قال الشافعي لصاحبه الربيع بن سليمان المرادي : " يا ربيع لا تتكلم فيما لا يعنيك ، فإنك إذا تكلمت بالكلمة ملكتك ولم تملكها " .
وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : " ما من شيء أحق بطول السجن من اللسان " .
وقال بعضهم : " مثل اللسان مثل السبع إن لم توثقه عدا عليك " .
قال الشاعر :
احفظ لسانك أيها الإنسان *** لا يلدغنك إنه ثعبان
كم في المقابر من قتيل لسانه *** كانت تهاب لقاءه الشجعان
اللسان من نعم الله العظيمة ، وآلائه الجسيمة ، التي تستحق الشكر والعرفان ، لله الواحد المنان ، فباللسان يُترجم ما في العقل من تفكير ، وما في النفس من تعبير ، وهو وسيلة للتفاهم مع الآخرين ، وأداة للتفسير ، فعلى صغر حجمه ، إلا أن جرمه كبير ، وله في الخير مجال رحب ، وفي الشر ذيل سحب ، ومن أرخى له العنان ، وترك له الزمام ، ساقه إلى شفا جرف هار ، وقذفه إلى دار البوار ، وكان ألعوبة في يد الشيطان ، ولا ينجو من شر اللسان إلا من قيده بلجام الشرع ، فلا يطلقه إلا فيما ينفعه في الدنيا والآخرة .
فمن حفظ لسانه أنجاه ، وكان سبيلاً مكسواً بالزهور إلى الجنة ، ومن أفلته أغواه ، وكان طريقاً مأهولاً بالأشواك إلى النار .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ ، تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ " [ أخرجه الترمذي وابن ماجة ] .
وعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " مَنْ يَضْمَنْ لِي مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ ، أَضْمَنْ لَهُ الْجَنَّةَ " [ أخرجه البخاري ] .
قال الداودي: المراد بما بين اللحيين: الفم ، قال : فيتناول الأقوال والأكل والشرب وسائر ما يتأتى بالفم من الفعل.
قال ابن بطال: دل الحديث على أن أعظم البلاء على المرء في الدنيا لسانه وفرجه ، فمن وقي شرهما وقي أعظم الشر .
وعن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما يَقُولُ : إِنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَيُّ الْمُسْلِمِينَ خَيْرٌ ؟ قَالَ : " مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ " [ أخرجه مسلم بهذا اللفظ ] .
وعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رضي الله عنه قَالَ : قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ : مَا النَّجَاةُ ؟ قَالَ : " أَمْسِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ ، وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ ، وَابْكِ عَلَى خَطِيئَتِكَ " [ أخرجه الترمذي وقَالَ : حَدِيثٌ حَسَنٌ ] .
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ صَمَتَ نَجَا " [ أخرجه الترمذي وأحمد ، وقال العراقي : أخرجه الطبراني بسند جيد . الإحياء 3/142 ، وصححه الألباني ] .خطورة اللسان :
خطر اللسان عظيم ، ولا نجاة من خطره إلا بالصمت ، وطريقه إما إلى نار أو جنة ، ولاشك أن المسلم حريص على الجنة ، وكل ما يقربه منها من قول أو عمل ، وفي الوقت ذاته ، فهو خائف من النار وجل منها ، يحذر كل ما يقربه منها من قول أو عمل أو خلق ، فإذا كان ذلك كذلك ، فهذه بعض النصوص الشرعية الدالة على خطورة ترك زمام الكلام للسان ، وما يترتب على انفلات اللسان بالنطق في كل مجلس واجتماع ، لأن الإنسان لا يحصد حب الآخرين إلا بقلة المنطق ، ورصانة العبارة ، ولين الجانب ، والإحسان ، وحسن الخلق ، فمن سعى إلى الجنة فسعيه مشكوراً ، ومن أسرع إلى النار كان مثبوراً مخذولاً ، وإليكم طرفاً من الأدلة التي تحذر من إطلاق العنان للسان ، وما يترتب على ذلك من خطورة بالغة :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ ، يَنْزِلُ بِهَا فِي النَّارِ ، أَبْعَدَ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ " [ متفق عليه واللفظ لمسلم ] .
قال ابن حجر : " بالكلمة : أي الكلام ، " ما يتبين فيها " أي : لا يتطلب معناها ، أي لا يثبتها بفكره ولا يتأملها حتى يتثبت فيها ، وقال بعض الشراح : المعنى أنه لا يبينها بعبارة واضحة .
وفي الكلمة التي يزل بها العبد قال ابن عبد البر : هي التي يقولها عند السلطان الجائر ، وزاد ابن بطال : بالبغي أو بالسعي على المسلم فتكون سبباً لهلاكه ، ونقل عن ابن وهب أنها التلفظ بالسوء والفحش .
وقال القاضي عياض : يحتمل أن تكون تلك الكلمة من الخنى والرفث ، وأن تكون في التعريض بالمسلم بكبيرة أو مجون أو استخفاف بحق النبوة .
قال النووي : في هذا الحديث حث على حفظ اللسان ، فينبغي لمن أراد أن ينطق أن يتدبر ما يقول قبل أن ينطق ، فإن ظهرت مصلحة تكلم، وإلا أمسك .
وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَفَعَهُ قَالَ : " إِذَا أَصْبَحَ ابْنُ آدَمَ ، فَإِنَّ الْأَعْضَاءَ كُلَّهَا تُكَفِّرُ ـ تذل وتخضع له ـ اللِّسَانَ ، فَتَقُولُ : اتَّقِ اللَّهَ فِينَا ، فَإِنَّمَا نَحْنُ بِكَ ، فَإِنِ اسْتَقَمْتَ اسْتَقَمْنَا ، وَإِنِ اعْوَجَجْتَ اعْوَجَجْنَا " [ أخرجه الترمذي وأحمد وابن خزيمة والبيهقي بسند حسن . رياض الصالحين 479 ] .
قال ابن القيم : قولها : إنما نحن بك : أي نجاتنا بك ، وهلاكنا بك ، ولهذا قالت : فإن استقمت استقمنا ، وإن اعوججت اعوججنا . [ الفوائد ] .
قال الغزالي مبيناً معنى الحديث : إن نطق اللسان يؤثر في أعضاء الإنسان بالتوفيق والخذلان ، فاللسان أشد الأعضاء جماحاً وطغياناً ، وأكثرها فساداً وعدواناً . [ فيض القدير ] .
وقال ابن حبان : اللسان إذا صلح تبين ذلك على الأعضاء ، وإذا فسد كذلك . [ روضة العقلاء ] .
وعَنْ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الثَّقَفِيِّ قَالَ : قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ : حَدِّثْنِي بِأَمْرٍ أَعْتَصِمُ بِهِ ؟ قَالَ : " قُلْ رَبِّيَ اللَّهُ ، ثُمَّ اسْتَقِمْ " ، قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ : مَا أَخْوَفُ مَا تَخَافُ عَلَيَّ ؟ ، فَأَخَذَ بِلِسَانِ نَفْسِهِ ثُمَّ قَالَ : " هَذَا " [ أخرجه الترمذي وقَالَ : حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ] .
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّه عَنْه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ، فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يُؤْذِ جَارَهُ ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ " [ متفق عليه ] .
وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَا يَسْتَقِيمُ إِيمَانُ عَبْدٍ حَتَّى يَسْتَقِيمَ قَلْبُهُ ، وَلَا يَسْتَقِيمُ قَلْبُهُ حَتَّى يَسْتَقِيمَ لِسَانُهُ ، وَلَا يَدْخُلُ رَجُلٌ الْجَنَّةَ لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ " [ أخرجه أحمد وحسنه الألباني ] .
وعَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخَشَنِيِّ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ أَحَبَّكُمْ إِلَيَّ ، وَأَقْرَبَكُمْ مِنِّي فِي الْآخِرَةِ ، مَحَاسِنُكُمْ أَخْلَاقًا ، وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَيَّ ، وَأَبْعَدَكُمْ مِنِّي فِي الْآخِرَةِ ، مَسَاوِيكُمْ أَخْلَاقًا ، الثَّرْثَارُونَ ، الْمُتَفَيْهِقُونَ ، الْمُتَشَدِّقُونَ " [ أخرجه أحمد ] .
وعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ : كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ ، فَأَصْبَحْتُ يَوْمًا قَرِيبًا مِنْهُ وَنَحْنُ نَسِيرُ ، فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ : أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ ، وَيُبَاعِدُنِي مِنَ النَّارِ ؟ قَالَ : " لَقَدْ سَأَلْتَ عَظِيمًا ، وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ ، تَعْبُدُ اللَّهَ لَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا ، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ " ثُمَّ قَالَ : " أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى أَبْوَابِ الْخَيْرِ ؟ الصَّوْمُ جُنَّةٌ ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ ، وَصَلَاةُ الرَّجُلِ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ ، قَالَ ثُمَّ تَلَا ( تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ ) حَتَّى بَلَغَ ( يَعْمَلُونَ ) ، ثُمَّ قَالَ : " أَلَا أُخْبِرُكَ بِرَأْسِ الْأَمْرِ كُلِّهِ ، وَعَمُودِهِ ، وَذِرْوَةِ سَنَامِهِ " قُلْتُ : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : " رَأْسُ الْأَمْرِ الْإِسْلَامُ ، وَعَمُودُهُ الصَّلَاةُ ، وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ ، ثُمَّ قَالَ : " أَلَا أُخْبِرُكَ بِمَلَاكِ ذَلِكَ كُلِّهِ ؟ قُلْتُ : بَلَى يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ وقَالَ : " كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا ؟ " فَقُلْتُ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ ؟ فَقَالَ : " ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ ، وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ أَوْ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ " [ أخرجه الترمذي وابن ماجة ، وقَالَ الترمذي : حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ، وقال الألباني : صحيح لغيره ] .
وأما الآثار الواردة عن السلف فهي كثيرة جداً ، وهذا شيء منها :
قال الشافعي لصاحبه الربيع بن سليمان المرادي : " يا ربيع لا تتكلم فيما لا يعنيك ، فإنك إذا تكلمت بالكلمة ملكتك ولم تملكها " .
وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : " ما من شيء أحق بطول السجن من اللسان " .
وقال بعضهم : " مثل اللسان مثل السبع إن لم توثقه عدا عليك " .
قال الشاعر :
احفظ لسانك أيها الإنسان *** لا يلدغنك إنه ثعبان
كم في المقابر من قتيل لسانه *** كانت تهاب لقاءه الشجعان ..!

:

" يتبع "​

 
قديم   #3

ام بسومه التميمي


رد: ​ ب قلم .../ يحيى بن موسى الزهراني ..!


​ ب قلم .../ يحيى بن موسى الزهراني ..!

:
فضل الصمت :

من كان لله أعرف ، كان له أخوف ، من هذا المنطلق ، فإن أكثر الناس خوفاً من الله تعالى ، هم الأنبياء ومن تبعهم من العلماء ، وانظر إلى مجالس العلماء ، تغشاها السكينة ، وتحفها الملائكة ، ويشعر الجالس فيها برهبة العلماء ، وسمتهم وتواضعهم ، وخشيتهم لله تعالى ، فلا يدار في مجالسهم إلا قول الحق والصواب ، وتخلو مجالسهم تماماً من قول الحرام وسماعه ، لما عرفوه من خطورة اللسان ، وفضل الصمت إلا فيما لابد منه ، من أمر بمعروف ، أو نهي عن منكر ، أو تعليم علم شرعي ، وما عدا ذلك فلا ، لذا وردت الآثار بضرورة حفظ اللسان ، وفضيلة الصمت ، وأذكر شيئاً منها :​

قال صلى الله عليه وسلم : " من صمت نجا " [ أخرجه الطبراني بسند جيد ، وصححه الألباني ] ، ومفهوم الحديث أن من لم يصمت لم ينجو من العذاب ، والمقصود بالصمت هنا ، الصمت عما حرم الله ونهى عنه رسوله صلى الله عليه وسلم .
وروي أن ابن عمر رضي الله عنهما رأى أبا بكر رضي الله عنه وهو يمد لسانه بيده فقال له : ما تصنع يا خليفة رسول الله ؟ قال : هذا أوردني الموارد ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ليس شيء من الجسد إلا يشكو إلى الله اللسان على حدته " [ أخرجه أبو يعلى في مسنده ، والدار قطني في العلل ، والبيهقي في الشعب ، وقال الدار قطني وليس فيه علة ] .
وقال ابن مسعود رضي الله عنه : " يا لسان قل خيراً تغنم ، واسكت عن شر تسلم ، من قبل أن تندم " ، فقيل له : يا أبا عبدالرحمن أهذا شيء تقوله ، أو شيء سمعته ؟ فقال : لا بل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن أكثر خطايا ابن آدم في لسانه " [ أخرجه الطبراني ، وابن أبي الدنيا ، والبيهقي بسند حسن ] .
وقال ابن عمر : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من كف لسانه ، ستر الله عورته ، ومن ملك غضبه ، وقاه الله عذابه ، ومن اعتذر إلى الله ، قبل الله عذره " [ أخرجه ابن أبي الدنيا بسند حسن ] .
وقال صلى الله عليه وسلم : " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليقل خيراً أو ليسكت " [ متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ] .
ألا فليعلم كل مسلم ومسلمة أن عليه من الله رقيب وعتيد ، يسجلان أقواله ، ويحصيان أعماله ، وسيجد ذلك في صحائفه وسجلاته لا محالة ، فمن كثر كلامه كثر سقطه ، ومن كثر سقطه كثرت ذنوبه ، ومن كثرت ذنوبه كانت النار أولى به .
والصمت يجمع للرجل فضيلتين :
الأولى : السلامة في دينه .
الثانية : الفهم عن صاحبه .
قال الغزالي : الكلام أربعة أقسام :
قسم هو ضرر محض ، وقسم هو نفع محض ، وقسم فيه ضرر ومنفعة ، وقسم ليس فيه ضرر ولا منفعة .
فأما الذي هو ضرر محض ، فلابد من السكوت عنه .
وكذلك ما فيه ضرر ومنفعة لا تفي بالضرر .
وأما ما لا منفعة فيه ولا ضرر فهو فضول ، والاشتغال به تضييع زمان ، وهو عين الخسران .
فلا يبقى إلا القسم الرابع ، فقد سقط ثلاثة أرباع الكلام ، وبقي ربع ، وهذا الربع فيه خطر ، إذ يمتزج بما فيه إثم . [ الإحياء 3/146 ] .

:

" يتبع "​

 
قديم   #4

ام بسومه التميمي


رد: ​ ب قلم .../ يحيى بن موسى الزهراني ..!


​ ب قلم .../ يحيى بن موسى الزهراني ..!

آكلو الجيف ؟

لما اعترف ماعزاً رضي الله عنه بالزنا ، وأراد تطهير نفسه في الدنيا ، أَمَرَ بِهِ النبي صلى الله عليه وسلم فَرُجِمَ ، فَسَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلَيْنِ مِنْ أَصْحَابِهِ يَقُولُ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ : انْظُرْ إِلَى هَذَا الَّذِي سَتَرَ اللَّهُ عَلَيْهِ ، فَلَمْ تَدَعْهُ نَفْسُهُ حَتَّى رُجِمَ رَجْمَ الْكَلْبِ ، فَسَكَتَ عَنْهُمَا ، ثُمَّ سَارَ سَاعَةً حَتَّى مَرَّ بِجِيفَةِ حِمَارٍ شَائِلٍ بِرِجْلِهِ ، فَقَالَ : " أَيْنَ فُلَانٌ وَفُلَانٌ ؟ فَقَالَا : نَحْنُ ذَانِ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : انْزِلَا فَكُلَا مِنْ جِيفَةِ هَذَا الْحِمَارِ ، فَقَالَا : يَا نَبِيَّ اللَّهِ مَنْ يَأْكُلُ مِنْ هَذَا ؟ قَالَ : فَمَا نِلْتُمَا مِنْ عِرْضِ أَخِيكُمَا آنِفًا أَشَدُّ مِنْ أَكْلٍ مِنْهُ ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُ الْآنَ لَفِي أَنْهَارِ الْجَنَّةِ يَنْغَمِسُ فِيهَا " [ أخرجه أبو داود بهذا اللفظ ] .​

المغتابون ! هم الذين يأكلون لحوم البشر نيئة ، الذين امتلأت قلوبهم حقداً وحنقاً وحسداً ، الذين لا هم لهم إلا التفكه في المجالس بأعراض الناس ، الذين يقطعون أوقاتهم بكسب السيئات ، ويهدرون ساعاتهم بتحصيل العقوبات .
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ : لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِنَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، . . . . . نَظَرَ فِي النَّارِ ، فَإِذَا قَوْمٌ يَأْكُلُونَ الْجِيَفَ ، فَقَالَ : مَنْ هَؤُلَاءِ يَا جِبْرِيلُ ؟ قَالَ : هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ لُحُومَ النَّاسِ . . . " [ أخرجه أحمد بسند صحيح ]
المغتابون ! لا يعرفون لله طريقاً ، ولا لهدي نبيه صلى الله عليه وسلم مسلكاً ، الذين فقدوا مشاعر الأخوة ، ومُزقت من قلوبهم الرحمة ، هم آكلوا الجيف ، الذين امتلأت مجالسهم ريحاً ونتناً ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قَالَ : كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَارْتَفَعَتْ رِيحُ جِيفَةٍ مُنْتِنَةٍ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَتَدْرُونَ مَا هَذِهِ الرِّيحُ ؟ ، هَذِهِ رِيحُ الَّذِينَ يَغْتَابُونَ الْمُؤْمِنِينَ " [ أخرجه أحمد بسند حسن 23/97 ] .
المغتابون ! هم الذين تخلو مجالسهم من ذكر الله ، وذكر رسوله صلى الله عليه وسلم ، وستكون عليهم حسرة وندامة في قبورهم ، ويوم بعثهم ونشورهم ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَا جَلَسَ قَوْمٌ مَجْلِسًا لَمْ يَذْكُرُوا اللَّهَ فِيهِ ، وَلَمْ يُصَلُّوا عَلَى نَبِيِّهِمْ ، إِلَّا كَانَ عَلَيْهِمْ تِرَةً ـ حسرة وندامة ـ فَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُمْ ، وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُمْ " [ أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي ، وقَالَ : حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ] ، وأنى لمجلس تؤكل فيه الميتة أن يُذكر الله تعالى فيه وقد حرمها ، حيث قال سبحانه : " حرمت عليكم الميتة " ، وأنى لمجلس تدار فيه أطباق اللحوم البشرية النتنة أن يُذكر فيه رسول الهدى صلى الله عليه وسلم وقد حذر منها ، حيث قال : " إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ ، أَمَّا أَحَدُهُمَا : فَيُعَذَّبُ فِي الْبَوْلِ ، وَأَمَّا الْآخَرُ فَيُعَذَّبُ فِي الْغَيْبَةِ " [ أخرجه ابن ماجة وأحمد من حديث أبي بكرة وقال الألباني رحمه الله : حسن صحيح ، صحيح سنن ابن ماجة 1/126 ] .
فلا يجتمع ذكر الله ، والذكر المحرم ، ولا يلتقي ذكر رسول الله ، والذكر المحذور ، فيا حسرة على العباد ، ما أصبرهم على النار .حد الغيبة :
حد الغيبة أن تذكر أخاك بما يكرهه لو بلغه ، سواءً ذكرته بنقص في بدنه أو نسبه أو في خَلْقِهِ أو خُلُقِِهِ ، أو في دينه أو فعله أو قوله ، أو في دنياه ، حتى ثوبه وداره ودابته وغير ذلك [ إحياء علوم الدين 3/186 ] .
لقد أصبحت الغيبة اليوم فاكهة المجالس ، فقلما يخلو منها مجلس ، وللأسف الشديد حتى مجالس كثير من الصالحين ، أصبحت تشوبها الغيبة ، ويكسوها الغبش ، وفاحت منها رائحة الميتة النتنة ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .

:

" يتبع "​

 
قديم   #5

ام بسومه التميمي


رد: ​ ب قلم .../ يحيى بن موسى الزهراني ..!


​ ب قلم .../ يحيى بن موسى الزهراني ..!


متعلقات الغيبة :

الغيبة ذات أسماء ثلاثة ، كلها في كتاب الله عز وجل : الغيبة ، والإفك ، والبهتان ، فإذا كان في أخيك ما تقول فهي الغيبة ، وإذا قلت فيه ما بلغك عنه فهو الإفك ، وإذا قلت فيه ما ليس فيه فهو البهتان ، هكذا بين أهل العلم رحمهم الله .
قال الحسن البصري رحمه الله : " ذكر الغير ثلاثة : الغيبة ، والبهتان ، والإفك ، وكل في كتاب الله عز وجل ، فالغيبة : أن تقول ما فيه ، والبهتان : أن تقول ما ليس فيه ، والإفك : أن تقول ما بلغك عنه " [ نظرة النعيم 11/5176 ] .حكم الغيبة :
الغيبة حرام بنص القرآن ، ونص السنة الصحيحة ، وأقول العلماء .
وهي كبيرة من كبائر الذنوب ، وعظيمة من عظائم الآثام ، لما ترتب عليها من العذاب والعقاب .
وعندما ودع النبي صلى الله عليه وسلم أمته في حجة الوداع ، بين لهم معالم الدين القويم ، ونصح الأمة ، وحذر ونهى ، وحث وأمر ، ومما منع وحذر ونهى عنه الغيبة ، وأكل أعراض المسلمين ، ونشر عيوبهم ، وهتك أستارهم ، ولقد قرن صلى الله عليه وسلم تحريم الغيبة بتحريم الدماء والأموال ، وأكد تحريم ذلك ، كحرمة البلد الحرام في الشهر الحرام ، فقال : " إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ حَرَامٌ عَلَيْكُمْ إِلَى أَنْ تَلْقَوْا رَبَّكُمْ تَعَالَى ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا ، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا ، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا " [ متفق عليه واللفظ لأحمد ] .
قال النووي رحمه الله تعالى : " الغيبة محرمة بإجماع المسلمين ، وقد تظاهر على تحريمها الدلائل الصريحة من الكتاب والسنة وإجماع الأمة " [ رياض الصالحين 483 بتصرف ] .
فالغيبة حرام ، وهي ذكرك الإنسان بما يكره ، سواءً كان في بدنه أو دينه أو دنياه، أو نفسه أو خَلقه أو خُلقه، أو ماله أو ولده أو والده، أو زوجه أو خادمه أو مملوكه، أو عمامته أو ثوبه، أو مشيته وحركته وبشاشته، وخلاعته وعبوسه وطلاقته، أو غير ذلك مما يتعلق به، سواء ذكرته بلفظك أو كتابك، أو رمزتَ أو أشرتَ إليه بعينك أو يدك أو رأسك أو نحو ذلك ، أما البدن فكقولك : أعمى ، أعرج ، أعمش ، أقرع ، قصير طويل أسود ، أصفر .
وأما الدِّيْنُ فكقولك : فاسق ، سارق ، خائن ، ظالم ، متهاون بالصلاة، متساهل في النجاسات، ليس بارّاً بوالده، لا يضعُ الزكاة مواضعَها، لا يجتنبُ الغيبة .
وأما الدنيا : فقليلُ الأدب، يتهاونُ بالناس، لا يرى لأحد عليه حقاً، كثيرُ الكلام، كثيرُ الأكل أو النوم، ينامُ في غير وقته، يجلسُ في غير موضعه .
وأما المتعلِّق بوالده فكقوله : أبوه فاسق، أو هندي أو نبطي أو زنجي، أو أعرابي ، أو ظالم ، أو لا أصل له ، نجار حداد سائق أو ما شابه ذلك .
وأما الخُلُق فكقوله : سيئ الخلق، متكبّر مُرَاء، عجول جبَّار، عاجز ضعيفُ القلب، مُتهوِّر عبوس، خليع، ونحوه.
وأما الثوب : فواسع الكمّ، طويل الثوب ، وَسِخُ الثوب ، ثيابه غير مكوية ، ونحو ذلك، ويُقاس الباقي بما ذكرناه ، وضابطُه‏ : ذكرُه بما يكره‏ " [ رياض الصالحين 482 بتصرف ] .
ومن الغيبة المحرّمة قولك‏ : فعل كذا بعضُ الناس ، أو بعض الفقهاء ، أو بعضُ من يَدّعي العلم، أو بعضُ المفتين، أو بعض مَن يُنسب إلى الصلاح أو يَدّعي الزهدَ، أو بعض مَن مرّ بنا اليوم، أو بعضَ مَن رأيناه، أو نحو ذلك إذا كان المخاطب يفهمه بعينه؛ لحصول التفهيم .‏
ومن الغيبة ، التعريض بالكلام مما يفهمه المخاطب به فيُقال لأحدهم : كيف حال فلان ‏؟‏ فيقول : اللّه يُصلحنا، اللّه يغفر لنا، اللّه يُصلحه، نسأل اللّه العافية، نحمدُ اللّه الذي لم يبتلنا بالدخول على الظلمة، نعوذ باللّه من الشرّ، اللّه يُعافينا من قلّة الحياء، اللّه يتوبُ علينا ، وما أشبه ذلك مما يُفهم منه تنقُّصه، فكل ذلك غيبة محرّمة، وكذلك إذا قال : فلان يُبتلى بما ابتلينا به كلُّنا، أو ماله حيلة في هذا، كلُّنا نفعلُه، وهذه أمثلة وإلا فضابط الغيبة : تفهيمك المخاطب نقص إنسان كما سبق‏ " [ رياض الصالحين 486 ] .
ومن الغيبة الحاصلة اليوم بين طلاب العلم ، إذا برز أحدهم في مجال ما ، كتجويد القراءة ، والتأليف ، وحسن الصوت ، والتدريس ، والتمكن من المادة العلمية ، وجودة الخطب ، وحسن الإلقاء ، وكثرة المحبين ، ترى الحاسد والمغتاظ ، إذا ذُكر ذلك الشخص في مجلس ، رد الحاسد بقوله : وما عند فلان ؟ ما هي شهادته ؟ من أي جامعة تخرج ؟ أي شيخ لازم ؟ يقلد فلان وفلان ، إلى غير ذلك من الأمور التي يُفهم منها تنقص أخيه المسلم ، والحط من قدره أمام الناس ، ولا ريب أن ذلك من الغيبة المحرمة ، فهو وإن لم يصرح ، إلا أنه انتقصه بأشد من التصريح ، فليتق الله تعالى أولئك الناس ، وليسمعوا هذا الحديث ، قَالَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ حَمَى مُؤْمِنًا مِنْ مُنَافِقٍ ، أُرَاهُ قَالَ : بَعَثَ اللَّهُ مَلَكًا يَحْمِي لَحْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ ، وَمَنْ رَمَى مُسْلِمًا بِشَيْءٍ يُرِيدُ شَيْنَهُ بِهِ ، حَبَسَهُ اللَّهُ عَلَى جِسْرِ جَهَنَّمَ حَتَّى يَخْرُجَ مِمَّا قَالَ " [ أخرجه أبو داود وأحمد ] .
وليبشر أيضاً بهذا الحديث ، عَنِ الْمُسْتَوْرِدِ رضي الله عنه ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " مَنْ أَكَلَ بِرَجُلٍ مُسْلِمٍ أَكْلَةً ، فَإِنَّ اللَّهَ يُطْعِمُهُ مِثْلَهَا مِنْ جَهَنَّمَ ، وَمَنْ كُسِيَ ثَوْبًا بِرَجُلٍ مُسْلِمٍ ، فَإِنَّ اللَّهَ يَكْسُوهُ مِثْلَهُ مِنْ جَهَنَّمَ ، وَمَنْ قَامَ بِرَجُلٍ مَقَامَ سُمْعَةٍ وَرِيَاءٍ ، فَإِنَّ اللَّهَ يَقُومُ بِهِ مَقَامَ سُمْعَةٍ وَرِيَاءٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " [ أخرجه أبو داود وأحمد ، وصححه الألباني والحاكم ، نضرة النعيم 11/5175 ] .
وعلى من حضر ذلك المجلس الذي يُغتاب فيه طالب علم أو عالم أو حتى غيرهما ، عليه أن يُنكر الغيبة ، أو يخرج من ذلك المكان ، ولا يلازم ذلك الشخص المغتاب حتى يتوب إلى الله تعالى ، ويرجع إلى الحق والصواب .
إذ كيف يُعلم الناس العلم الشرعي ، وهو لا يلتزم به ، ذلكم من نقص الدين ، وضعف الإيمان ، ودناءة النفس ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
وما يدريك أيها المغتاب أنك وقعت في عرض مسلم أو مسلمة من أولياء الله تعالى ، فآذيته ، وسببت له العداء ، وأكننت له البغضاء ، فأصبحت محارباً لله عز وجل ، وأنى لمخلوق ضعيف فقير ، أن يتجرأ على مقام ربه جل وعلا ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ اللَّهَ قَالَ : مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا ، فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ " [ أخرجه البخاري ] ، ويقول الله تعالى : " إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق " [ البروج 10 ] .
وليبشر من دافع عن عرض أخيه بهذا البشارة ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " مَنْ رَدَّ عَنْ عِرْضِ أَخِيهِ ، رَدَّ اللَّهُ عَنْ وَجْهِهِ النَّارَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " [ أخرجه الترمذي وأحمد ، وقَالَ الترمذي : حَدِيثٌ حَسَنٌ ، وهو كما قال ] .
وعَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ ذَبَّ عَنْ لَحْمِ أَخِيهِ فِي الْغِيبَةِ ، كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُعْتِقَهُ مِنَ النَّارِ " [ أخرجه أحمد بإسناد حسن 45/583 ] .
ومن لم يرد عن عرض أخيه المسلم ، وسكت حياءً ، أو قبولاً بما قيل فيه من غيبة ، فليبشر بهذا الحديث ، عن جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ وَأَبَي طَلْحَةَ بْنَ سَهْلٍ الْأَنْصَارِيَّيْنِ قالا : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَا مِنِ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرَأً مُسْلِمًا عِنْدَ مَوْطِنٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ ، وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ ، إِلَّا خَذَلَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ ، وَمَا مِنِ امْرِئٍ يَنْصُرُ امْرَأً مُسْلِمًا فِي مَوْطِنٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ ، وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ ، إِلَّا نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ " [ أخرجه أبو داود وأحمد ، وحسنه عبد القادر الأرناؤوط عند الطبراني ، وضعفه الألباني وشعيب الأرناؤوط عند أبي داود وأحمد ] .
فاتقوا الله أيها الناس عامة ، وأهل العلم خاصة ، واحذروا الغيبة قولاً وسماعاً ، فعامة عذاب القبر لأهلها والعياذ بالله .

:

" يتبع "

 




الساعة الآن توقيت السعودية الرياض و الدمام و القصيم و جدة 01:57 AM.


 
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024,
vBulletin Optimisation provided by vB Optimise (Pro) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

Search Engine Optimization by vBSEO 3.6.0