قلوب تنزف عشق
@،،النزف الخامس عشر،،@
في بيت نجود/
وصل سيف للبيت و استغرب وهو يشوف بنات الحاره الصغيرات متجمعات يطالعونه و يتهامسون..استغرب منهم..لكنه ابتسم لهم و راح يطق الباب..لحظات و فتحت له نجود..دخل وهي مستقبلته بإبتسامتها الحلوه..ضمها بقوه لدقايق..نجود حست ان قلبها بدأ يدق بقوه..و انحرجت منه..بعدته عنها و قالت بمزح يغطي احراجها..
نجود: سيف كنت بأنام!
سيف: نامي أنا عندي استعداد أوقف لين تصحين
نجود: سيف مو قلنا بلاها وصلات الغزل هاذي
سيف يبتسم: و أنا و عدتك احاول بس ما قدرت
نجود: تعال نجلس احسن
سيف يجلس معها: وش فيهم بنات الجيران؟
نجود تبتسم: وش فيهم؟
سيف: يوم جيت كلهم مجتمعين و يطالعوني و يتهامسون!
نجود تضحك: هذا غير اللي تلقاهم على الشبابيك..صار لك معجبات كثير يا سيف يعني و أنت طالع و داخل تأكد ان فيه أحد يراقبك رز نفسك و وزع ابتسامات
سيف بإستغراب: و ليه يراقبوني؟!
نجود: معجبات فيك و ميتين عليك..توهم يشوفونك أول ما قلت لهم اني متزوجه على بالهم كبير مثل زوج بشاير بس وحده مره شافتك و نشرت الخبر في الحاره و الكل صار ينتظر جيتك و أول ما تروح يجون يأخذون أخبارك
سيف كان يسمعها مو مصدق اللي تقوله..بس تذكر انها توها صغيره..و أكيد جاراتها صغار مثلها..ما يستغرب منهم هالتفكير..لكنه انقهر من شي..
سيف: و أنتي عندك عادي؟ ما تغارين علي منهم؟
نجود بدلع: و ليه أغار أحد قال لك اني أحبك؟
سيف بتحدي: مو ضروري تقولين أنا أعرف انك تحبيني
نجود: والله واثق من نفسك..لا ما أحبك
سيف يقرب منها..و يمسك وجهها بين يدينه..لكنها نزلت عيونها..
سيف: طالعيني لا تنزلين عيونك
رفعت عيونها تطالعه..وهو يطالعها بحب و اعجاب..مرت لحظات..
سيف بهمس: خلي عينك في عيني و قولي انك ما تحبيني..قولي ان قلبك اللحين ما يدق بكل قوته لي
طالعت فيه لحظات بنظرات غريبه ما فهمها..كانت دائما تحاول ما تسأل نفسها هالسؤال..و تتهرب انها تفكر له بإجابه..لكن اللحين عرفت إجابته..لأنها حست فيها..حست انها مالكه الدنيا كلها و هي بين يدينه..حست بشي عمرها ما حسته..و لا تخيلت انها في يوم بتحسه..عرفت انها تحبه..مهما حاولت تنكر..مهما حاولت تتناسى.
سيف..انسان ما تخيلت يمر في حياتها..انسان ما تجرأت حتى تحلم فيه..لكنه اللحين معها..و أحسن من أي حلم ممكن تحلمه..لكن هالحلم كلها أيام و ينتهي..و فجأه تلقى نفسها من غيره..ما تخيلت هالحياة بدونه..
نزلت دموعها..توها تعترف لنفسها بحبها له..توها تخاف تفقده..توها تعترف لنفسها انه غيرها..و بعده مستحيل ترجع نجود اللي قبله..
سيف انصدم من دموعها..مسحهن..لكنهن صارن ينزلن أكثر..بعدت يدينه..و دفنت وجهها على ركبها و صارت تصيح أكثر..ما تدري ليه..استغرب سيف من حالتها و ضمها له..
سيف: نجود وش فيك؟ قلت شي يضايقك؟
نجود:..........
سيف: نجود كلميني وش فيك؟
رفعت راسها تطالعه و تعترف: أنا أحبك يا سيف
للحظه حس انه ما سمع وش تقول..لكنه استوعب..و ابتسم بعدين ضحك..
سيف: و ليه كل هالزعل؟ لهالدرجه ماتبين تحبيني؟
نجود بخوف: أنت تحبني؟
سيف يتنهد: من يوم شفتك إلى هاليوم و كل يوم حبك يزيد لين مو عارف وش بيسوي فيني؟
نجود بترجي لأول مره تتكلم فيه: يعني ماراح يجي يوم و تتركني؟
سيف بحزن: ماراح اترك يا نجود مو عارف وش بأسوي..لكن اللي أنا متأكد منه اني مستحيل اترك..لاني مو قادر اترك
ضمها أكثر له..وهو على قد فرحته انه عرف حبها له أخيرا..على قد ما كان خايف من اللي بيصير فيهم..
سيف: نجود لا تفكرين و لا تضايقين نفسك..أنا أبي حبك لي يفرحك مابي يزيد عذابك
كانت منزله راسها..و حس سيف انها ما ستوعبت اللي صار..و اللي قالته..كان يبي يعطيها فرصه ترتب أفكارها..و مشاعرها..
سيف: أنا بأطلع اجيب لنا عشاء..و راح اجيبلك شي حلو عشان تروح هالتكشيره اللي على وجهك
هزت راسها بمعنى ايه..و تركها و راح وهو يحس انها محتاجه لفترة هدؤ مع نفسها..طلع من البيت..و هي رفعت راسها تطالعه بعد ماراح..(وش صار فيني؟ كيف قلت اللي قلته؟....ليتني ما تكلمت! يمكن اذا استمريت انكر هالشي انساه...بس كيف أقدر انساك يا سيف..و أنت احلى شي صار لي بهالدنيا...ما كنت أبي احبك...ما كنت مخطه لهالشي..بس مع كل هذا ما قدرت الا اني أحبك)
و لأول مره فكرت في أهله..لو كانوا كلهم نفس طيبته..معقول يقدر يعترف لهم بهالزواج في يوم..معقول يتقبلونها بينهم..
في بيت أم العنود=الساعه ليلا/
كانت جوري جالسه تذاكر..و ياسمين تشوف التليفزيون عندها لأن بكره ما عندها امتحان..و مو رايحه للجامعه.
جوري: بأروح اسوي قهوه تبين؟
ياسمين: صاحيه أنتي! قهوه هالوقت..المفروض تنامين
جوري: ما خلصت
ياسمين: كذا ماراح تستفيدين من هالمذاكره شي كلها بتطير
جوري: بقى لي فصلين لازم اخلصهم
ياسمين: خلاص اصحيك الفجر و تكملين
جوري: لا لازم الخصهم أول..بعدين اذاكرهم
ياسمين: اشوف
عطتها جوري المذكره..و ياسمين مرت على صفحاتها بشكل سريع..
ياسمين: خلاص أنا الخصها لك و احدد لك المهم اللي فيها و أنتي اذا صحيتي الفجر تذاكرينها
جوري: ماراح تنامين؟!
ياسمين: لا ما صحيت الا المغرب بعدين بكره ما وراي شي
جوري: بس....
قاطعتها ياسمين: يله لا تعاندين روحي نامي عشان اصحيك الفجر
جوري تبتسم: مشكوره يا قلبي
ياسمين: حنا بالخدمه
في سيارة سيف/
رجع سيف..وهو طول الطريق يفكر..شعوره غريب..بين الحزن و الفرح..أحيانا يحس إنه أخيرا لقى روحه..و ارتاح..و أحيانا يحس إنه ضايع و مضيعها معه..(وش بيصير فينا يا نجود؟ وش مخبيه لنا الأيام؟؟)
وصل لبيتها..و تنهد..تخيلها جالسه اللحين تنتظره..و هاللحظه كانت تسوى عنده عمره..نزل و دق الجرس..بعد ثواني فتحت له..دخل وهو يشوفها مبتسمه له و هاديه..باين إنها تمالكت نفسها..تعجبه قوتها..و تمنى تكون عنده نفس هالقوه..
نجود تأشر بيدها قدام وجهه: وين سرحت؟
سيف: وش أخبارك اللحين؟
نجود: الحمد لله
سيف: للحين متضايقه؟
نجود: لا
سيف: زين للحين تحبيني؟
نجود تبتسم: حسب
سيف بإستغراب: حسب إيش؟
نجود: حسب الهديه اللي قلت انك بتجيبها لي..و إلا نسيت؟!
سيف يبتسم: لا أنا لا يمكن انسى شي أوعدك فيه..تعالي ندخل
دخلوا و اخذت العشاء منه و فتحته..مدته له..
سيف: ماراح تأكليني؟
نجود: لا..مو عاد قلت لك احبك بتستغلني
سيف: اذا دلعتيني هذا يكون استغلال؟
نجود: ايه المفروض أنت تدلعني مو أنا اللي ادلعك
سيف: بس..ما طلبتي من عيوني
نجود تراجعت: لا أنت ما صدقت سحبت كلامي
سيف يضحك: أنا أبي افهم فيه وحده ما تحب الدلع؟!
نجود: ايه أنا
سيف: و ليه؟
نجود: سيف اتعشى قبل يبرد الأكل احسن
تعشوا بصمت و كل واحد سارح بخياله..نظراتهم لبعض فيها حب كبير..و حزن..و خوف..خلصوا عشاء..و طلعوا بعده للسطح.المكن المفضل لنجود..كان القمر مكتمل..و هالشي خلى ملامحها تكون واضحه لسيف..عكس المرات اللي كان يطلع فيها السطح قبل..و يكون الظلام منتشر..
جلست على البساط اللي كان مفروش..
نجود: يله ابي اشوف الهديه
سيف يبتسم: متحمسه؟
نجود: ايه
سيف: خلاص دامك تحبين الهدايا كل يوم بجيب لك هديه
نجود: جيب أنت الخسران...يله عاد ابي اشوفها
سيف: و اذا أعجبتك وش لي؟
نجود تستهبل: لك إني آخذها
سيف: لا والله!
دخل يده في جيبه..و طلع علبه صغيره..مسك يدها و حطها فيها..فتحت العلبه بحماس..و شافت السلسه الأنيقه اللي كانت فيها..رفعت السلسال اللي كان من الذهب الأبيض..و شافت التعليقه اللي فيه..كانت ثلاث نجوم مزخرفه باحجام مختلفه متعلقه في بعض..
نجود: الله حلو
سيف: اعجبتك
نجود: ايه
اخذها منها..و لبسه لها..
سيف: ما أبيك تشيلينه أبدا
نجود تبتسم: ماراح اشيله
سيف بجديه: نجود اوعديني انك اذا احتجتي أي شي ما تخبين علي..من اليوم أنا مسئول عن أي شي يخصك
نجود تبتسم له: أنت مو مخليني محتاجه شي يا سيف
في بيت أبو نادر/
كان طلال في غرفته..حاله تغير بعد ما خطب لينا..صار الكلام ثقيل عليه..و الوقت طويل..كان ينتظر الخميس بفارغ الصبر..يخاف لينا تغير رأيها..لكنه مع هذا كان خايف يشوفها..خايف من اللي بتقوله..خايف من نظرتها اللي تعذبه..بدأ يشك انه سوى الصح يوم خطبها..(مو يمكن لو تزوجت أحد ثاني تقدر تحبه..و تنسى)
طلع من غرفته يشوف مين صاحي في البيت..لأنه مل من نفسه..و من أفكاره..يبي يجلس مع أحد عشان يقدر يكذب على نفسه..و يقول انه فرحان..و ما فيه بداخله حزن سنين اثقل قلبه شيله..شاف غرفة رغد منوره و راح لها..دخل طلال لأن الباب كان مفتوح..و شافها مشغله الفيديو و تتفرج على فلم..و مذكراتها منشوره عندها..مشى بشويش و وقف فوق راسها..
طلال يصرخ: لا والله!
رغد تفز و تلتفت عليه: طلال حرام عليك خوفتني!!
طلال: وش جالسه تسوين؟
رغد تضحك: آخذه بريك صغير
طلال: ليه ما تخلصين مذاكره و تنامين احسن من هالأفلام اللي لاعبه في راسك
رغد: ما تعودت أنام و عندي بكره امتحان
طلال يقفل التليفزيون..و يقرب مذكراتها..
طلال: خلاص أنا بأسهر معك اذاكر لك
رغد بإستغراب: شكلك فاضي!
طلال..(الا قولي مليان هم و تعب)
طلال: يله اشوف عطيني اللي يقالك مذاكرته..اشوف حفظك
*من بكره*
في بيت نجود/
صحت نجود بدري و سيف للحين نايم جنبها..قامت بهدؤ..و راحت تجهز ثيابه..كان جايب شنطة ثياب له مثل ما قالت له..عشان اذا صحى يروح لجامعته من هنا..و لايتأخر..بدت تفكر و هي ترتب أغراضه..لو ان زواجهم طبيعي..كيف بتصحى كل يوم وهو بجنبها..و تحضر ملابسه و فطوره..(من متى تفكرين بهالرومانسيه يا نجود؟ من متى هالاشياء تهمني؟...قلبت حالي يا سيف خليتني وحده ثانيه..حتى أنا مو قادره اعرف نفسي)
نزلت تجهز له الفطور..و هي تفكر في اهله..معقول يقبلونها..(أكيد لا مهما كانوا طيبين..بس أكيد يبون لولدهم احسن البنات و سيف يستاهل و ألف بنت تتمناه.لي بيرمونه على وحده مثلي؟)
سيف: صباح الورد
نجود تتلتف له: صباح النور..كنت جايه اصحيك
سيف: أنا صاحي قبلك
نجود بإستغراب: و ليه مسوي نفسك نايم؟
سيف بخبث: أحب اتفرج عليك وش تسوين
نجود تذكرت الأفكار اللي كانت في بالها و هي تجهز أغراضه..و دعت ربها ما يكون واضح على ملامحها شي من اللي كانت تفكر فيه..
نجود: زين المره الثانيه أول ما أصحى راح اصحيك غصب عشان اضمن انك مو مسوي لي فيها نايم
سيف يلعب بشعرها: قولي لي وش كنتي سرحانه فيه و أنتي ترتبين أغراضي؟
نجود ارتبكت: سيف الوقت تأخر ان كنت مو ناوي تروح جامعتك أنا أبي اروح لمدرستي بدري
سيف يتريق: من متى هالنشاط؟
نجود: من اليوم
افطروا مع أمها..و بعد كذا طلعت نجود مع سيف..
سيف: بأوصلك
نجود: لا ما يكفي المعجبات اللي لك في الحاره تبي معجبات من المدرسه بعد!
سيف: كأنك بديتي تغارين؟
نجود تجاريه: ايه أغار بس أنت روح لجامعتك لا تتأخر
طلعت معه نجود..و شافوا بنات الحاره اللي مسوين نفسهم ينتظرونها..نجود قرصت سيف و بهمس..
نجود: الكل ناوي يتصبح فيك
سيف حس بالإحراج وهو تحت كل هالعيون اللي تتفحصه.
سيف: مع السلامه نجود
نجود تضحك عليه: مع السلامه
في بيت أم العنود=الظهر/
كان فارس بيطلع من بيت أم العنود..مر عليها يعطيها أغراض من أمه..اللي ما لقت غيره في البيت و أصرت عليه يروح يوصلهن..لكنه شاف سياره واقفه قريب و بنت تنزل منها..حس انه لو بيطلع لسيارته بيمر من عندها و يحرجها..فرجع يدخل البيت..لكن اللي صدمه انه بعد ثواني انفتح الباب..و دخلت وحده ما نتبهت لوجوده..انحرج وهو يشوفها ترمي غطاها..كان بيصد لكن..أول ما بانت له ملامح جوري انصدم..بهاللحظه هي بعد حست بأحد واقف و التفت عليه..شهقت و تغطت بسرعه..كانت بتروح لكنها سمعت صوته الآمر..و جمدت مكانها..
فارس بعصبيه: مين هذا اللي جايه معه؟!
جوري انعقد لسانها: .........
فاري يصارخ: اقولك مين هذا؟؟
جوري ترتجف: هذا..أخو صديقتي...وصلتني..
فارس يقاطعها: و ليه ما جيتي مع السواق؟
جوري شوي و تصيح: السياره تعطلت و راح يصلحها..أنا دقيت على ياسمين و قالت لي عادي أجي مع صديقتي
فارس بعصبيه: و مين ياسمين عشان تستأذنين منها! ليه ما دقيتي على أمي حصه و شفتي وش كانت بتقولك..مو تجين لي مع صديقتك و أخوها!!
جوري دمعت عيونها:...........
فارس بتهديد: عطيني جوالك
جوري ما ستوعبت ليه يبيه..بس ما تجرأت تسأل و بيدين مرتجفه..صارت تدور في شنطتها..لحد ما لقته و مدته له..و هي مو قادره ترفع عيونها تشوفه..و صوت دقات قلبها القويه قربت تفجر أذانيها..
أخذ فارس الجوال..و صار يطقطق فيه..رفعت جوري عيونها بعد ما نزل دمعها له..بس ما عرفت وش جالس يسوي..ما تصورت تشوفه أبدا بحالة الغضب هاذي..
فارس بعصبيه: سجلت لك رقمي و رقم سيف..بعد المره لو بتحتاجين شي تدقين علينا حنا مو تجين مع كل من هب و دب..فاهمه؟
جوري و هي تكتم صياحها..ما قدرت الا انها تهز رأسها بمعنى ايه..
طلعت أم العنود على صوت فارس ..و شافته واقف معصب..
أم العنود: فارس! وش فيك يمه تصارخ...و مين هاذي..جوري؟!
فارس يلتفت لها: يمه قولي لبناتك ما عندنا أحد يجي مع صديقاته و اخوانهم و أنا بأقول لخالي ناصر عن هاللي صار(يلتفت لجوري) و نشوف وش بيقول
عطاها جوالها أو شبه رماه عليها..و طلع..و أول ماطلع بدت جوري تصيح بصوت عالي..وهو واقف عند الباب وصله صوت صياحها..حس ان قلبه عوره عليها..بس القهر اللي فيه..خلاه يتناسى رحمته لها..و ركب سيارته و راح..
أم العنود: بس يمه خلاص لا تصيحين..و ادخلي عن الشمس
راحت معها جوري..و هي للحين تصيح..خافت منه وهو معصب..و هي سبب هالعصبيه..جلست في الصاله و أم العنود تحاول تهديها..
أم العنود: خلاص يمه ليه كل هالصياح؟
جوري: يمه أنا غلطت؟
أم العنود: لا يمه بس فارس الله يهديه مادري ليه عصب كذا..يمكن لأنه ما يعرف اننا نعرفهم زين على باله وحده من زميلاتك و أنتي جيتي معها
جوري: أخاف خالي ناصر يعصب مثله
أم العنود: لا تخافين أنا ادق عليه و أقول له اللي صار..و أنتي لا تزعلين يمه من فارس أنتم حسبة خواته و كل اللي سواه من خوفه عليك
جوري صدمتها كلمة خواته أكثر من الموقف..معقول هو بعد يفكر كذا..
في بيت أم فارس/
دخل فارس وهو للحين معصب..كسرت خاطره يوم صرخ عليها..بس للحين مقهور عليها..كيف تركب مع أخو صديقتها..و طول هالطريق و هي معه..
شاف أهله يتغدون..لكن أبوه ما كان موجود..
أم فارس: زين يمه جيت..أنا قلت بيروح الشركه..تعال تغدى
فارس من غير نفس: مو مشتهي يمه
أم فارس: وش فيك كذا؟ خالتي فيها شي؟
فارس بقهر: لا بس بناتها فيهم
أم فارس و أسيل: وش فيهم؟؟!
فارس: أنا رايح أنام خليها هي تقولكم
أم فارس: فارس
نادته لكنه راح و ما رد عليهم..كان مقهور للحين.و انقهر أكثر لأنه للحين مهتم بهالسالفه..
أم فارس: اتصلي يا أسيل شوفي وش هالسالفه؟ أكيد مو سهله اللي مخليه فارس معصب كذا! الله يستر
قامت أسيل و دقت على أم العنود و قالت لها السالفه..و رجعت عند أمها و سيف و هي تضحك..
أم فارس: بسم الله وش فيك؟
أسيل: السالفه اللي معصب عليها ما تسوى
أم فارس: وش صار؟
أسيل: كان طالع من عند أمي حصه و شاف جوري جايه مع صديقتها لأن ياسمين اليوم ما عندها امتحان و لا راحت الكليه و سواقهم يصلح السياره مادري وش فيها..و عصب على جوري و هاوشها..ليه تجي مع صديقتها و أخوها..و ما ترك البنت الا وهو مصيحها
سيف يضحك: والله حمش
أم فارس: وهو صادق جوري ليه تجي مع صديقتها؟ لا و بعد مع أخوها!!
أسيل: يمه لا تفزعين عاد أنتي مع ولدك..البنت أهلها محترمين و خالتي أم عمر تعرفهم
أم فارس: و خالتي ما زعلت من فارس؟
أسيل: لا..تدري انه ما سوى كذا إلا من حرصه عليهم..بس المفروض ما صرخ على المسكينه للحين جالسه تصيح ما قدرت أكلمها
في بيت نجود/
طلعت من البيت رايحه لبشاير..سلمت عليها و على أمها..و سولفت معهم شوي..ثم اعتذرت أمها و طلعت لجارتهم..و يوم صاروا لحالهم..التفت لها بشاير..
بشاير: نجود وش فيك؟ شكلك ما نمتي أو زعلانه
نجود تتنهد: صار اللي ما تخيلت إنه بيصير
بشاير بخوف: وش صار؟
نجود: سيف....
بشاير بترقب: وش فيه؟
نجود: حبيته يا بشاير و من اللحين خايفه يجي اليوم اللي بيتركني فيه
بشاير: كنت حاسه إنك تحبينه بس أنتي ما رضيتي تعترفين بهالشي..أنتي تغيرتي يا نجود من يوم دخل سيف بحياتك
نجود: بس أنا مابي يا بشاير..عارفه إنه في يوم بيتركني وقتها وش أسوي؟
بشاير: هالشي مو بيدك..بس ما قلتي لي هو وش شعوره؟
نجود: هو يحبني بعد
بشاير: هذا أهم شي دامه يحبك أكيد ماراح يترك
نجود: و إذا جاء يوم و أهله طلبوا منه يتزوج؟
بشاير: لو كان يحبك صدق بيلقى طريقه يعرفك على أهله
نجود بأمل: تتوقعين؟
بشاير تضحك: لهالدرجه تحبينه؟!
نجود تتنهد: يارب أكون غلطانه
بشاير: كل هاللي فيك و تطلعين غلطانه! ما ظنيت
نجود: سيف إنسان ما تخيلت أقابله بحياتي..كيف لما أشوفه وهو يحبني كل هالحب..آه يا بشاير احس إن حالي انقلب فوق تحت
بشاير: الله يكتب لك اللي فيه الخير
في بيت أم العنود=العصر/
دخلت ياسمين على جوري في غرفتها..كانت توها صاحيه و قالت لها أم العنود اللي صار..شافتها جالسه على سريرها و عيونها حمراء..
ياسمين: لا تقولين انك لحد اللحين تصيحين؟
جوري: أنا اخطيت يا ياسمين؟
ياسمين: لا طبعا..أنا بنفسي قلت لك تجين معه لأني واثقه من ساره و أهلها..بعدين فارس مو من عادته يتدخل بهالأشياء حتى لو تعلقت بأسيل..مادري ليه هالمره سوى كل هالإزعاج و المشكله لدرجة يروح يقولها لخالتي أم فارس
جوري: و خالي ناصر عرف؟
ياسمين: دقت عليه أمي و قالت له اللي سواه فارس و قال انه يعرف مازن و اخلاقه الكل يتكلم عنها..و قال هو بيكلم فارس
جوري بخوف: ليه يكلمه؟ أخاف يهاوشه!
ياسمين: يستاهل هو قليل يصرخ عليك؟
جوري: لا يا ياسمين تكفين قولي لخالي ينسى السالفه..صح على أمي حصه فارس ما سوى كذا إلا لأنه خايف علينا مو معقوله نجازيه كذا
ياسمين: و الله انك طيبه يا جوري
جوري: الله يخليك يا ياسمين مابي تصير مشكله بسببي
كملت في نفسها..(خاصه لفارس..أخاف يكرهني)
ياسمين: خلاص ندق على خالي و نقوله ان جوري سحبت الشكوى بس شيلي هالتكشيره عنك و انزلي معي نتقهوى
جوري: زين كلمي خالي ناصر اللحين قولي له و أنا بأنزل اسويلك احلى قهوه
نزلت جوري و شافت أم العنود في الصاله..
جوري: مساء الخير يمه
أم العنود: مساء النور هلا يمه..وش أخبارك عسى مو زعلانه للحين؟
جوري: لا يمه أنا نسيت اللي صار..بأروح اسوي قهوه لنا
أم العنود: انتظري يا بنتي قبل تروحين دقي لي على فارس بأشوف هو الثاني رضى أو للحين زعلان
راحت جوري للتليفون و ضربت رقمه..و هي تبي تعرف أكثر من أم العنود ان كان للحين زعلان عليها..مدت السماعه بسرعه لأم العنود و كأنها خايفه منها..
أم العنود: السلام عليكم
فارس: و عليكم السلام و الرحمه..هلا يمه
أم العنود: وش أخبارك يا ولدي عسى للحين مو زعلان؟
فارس: لا يمه ان وعدتيني ان هالشي ما يتكرر مره ثانيه ماراح ازعل
أم العنود: لا يمه و لا يهمك ماراح يتكرر بس أنت لا تعصب مو زين عليك التعصيب
فارس يضحك: و الله آسف يمه يمكن زودتها اليوم
أم العنود: ما عليه يا ولدي أنت مثل اخوها الكبير و لك حق عليها حنا من لنا غيركم
تنهدت جوري و هي تسمع هالكلمه للمره الثانيه اليوم..راحت المطبخ و هي تفكر..(ياسمين تقول مو من عادته يتدخل في هالأشياء..أجل ليه عصب كذا؟ معقول يكون يغار علي؟ و الله اني مصدقه نفسي و أحلم!...الخوف يكون مثل ما تقول أمي عاد نفسه مثل اخونا..نفسي اعرف وش ردة فعله على هالكلمه يوم قالتها أمي؟)
فتحت جوالها تتأمل رقمه اللي خزنه لها..(و كأنها بتجيني الجرأه في يوم و أدق عليك..و الله لو كنت بأموت ما أظن اقدر أدق هالرقم)
فزت يوم شافت جوالها يدق..و شافت اسم أسيل..
جوري: هلا أسيل
أسيل: مرحبا جوري وش أخبارك؟
جوري: تمام و أنتي؟
أسيل: الحمدلله..وش أخبارك بعد اللي صار اليوم؟
جوري: عادي أنا نسيت السالفه
أسيل: زين بأمرك بعد ساعه تروحين معنا السوق أنا و البنات تجهزي
جوري: زين أقول لأمي حصه و اشوف وش تقول
أسيل تضحك: لا باين انك للحين متأثره بهواش فارس..أكيد أمي حصه ماراح تقول لا..خليك جاهزه بعد ساعه بأكون عندك
جوري: ان شاء الله
في سيارة فارس/
كان طالع من شركته رايح للبيت.و دق جواله..و شاف رقم خاله ناصر..
فارس: مرحبا
ناصر: هلا فارس..وش أخبارك؟
فارس: الحمدلله..أنت وش أخبارك ما تنشاف من سفره للثانيه؟
ناصر يضحك: مو أنت اللي تلومني أنت حالك مثلي و أزيد...فارس أنا..كنت..
فارس يقاطعه: أدري يا خالي بتعاتبني على اللي سويته اليوم
ناصر: لا توسطت لك جوري عندي..بس المره الثانيه يا فارس أي شي يتعلق بجوري و ياسمين تكلمني أنا فيه و أنا اتصرف معهم
فارس: على أمرك يا خالي..و أنا من اليوم ماراح اتدخل في أي شي يخصهم
ناصر: لا تزعل يا فارس بس...
فارس: لا يا خالي أنا مو زعلان..أنت تعرف ان هالأشياء عمرها ما همتني و لا راح تهمني..اللي صار اليوم صدفه و ماراح يتكرر أبدا..و دامك المسئول عنهم ما أحد راح يخاف عليهم كثرك
ناصر: مشكور يا فارس انك فهمتني..و خلني اشوفك و الا تبي أنا اجي لك
فارس: لا الحق لك يا خالي و اليوم أنا عازمك على العشاء في احسن مطعم في الرياض
وصل للبيت.وه يفكر باللي سواه..و الكل عرف فيه..ما يبي أحد يقول انه مهتم فيها..هذا أكثر شي قهره..
في بيت أم فارس/
نزلت أسيل و هي لابسه عبايتها..و شافت أمها و فارس و سيف في الصاله..
أسيل: مساء الخير
الكل: مساء النور
سيف: على وين؟
أسيل: بنروح السوق..الله يهديهم يعني ما قدروا يأجلون هالملكه أسبوع..إلا بأيام الإمتحانات!
أم فارس تتنهد: إيه الناس تبي تفرح بعيالها مو أنا
فارس: هذا أنتي فرحتي بأسيل لا تصيرين طماعه
أم فارس: و النعم فيكم عيال تتزوج أختكم الصغيره قبلكم..
دق جوال أسيل و قطع كلامهم..
أسيل: هلا جوري....خلاص أنا نص ساعه و أمرك
سكرت..و فارس كان مركز معها من سمع اسم جوري..
أم فارس: جوري بتروح معكم؟
أسيل تطالع فارس: إيه على الأقل تغير جو بعد فلم الرعب اللي سواه لها فارس اليوم
فارس يطالعها بنص عين: أنا؟! بس عشاني قلت ما تجي مع أي أحد
أسيل: المهم كيف قلت لها صرخت بوجه المسكينه..ياسمين تقول العصر ياله وقفت دموعها
سيف يضحك: سبحان الله نعمه من ربي إنك لاهي في شغلك و إلا كان نشفت دمنا
فارس يقوم: و الله هي غلطت و تتحمل نتيجة غلطها
بعد ما طلع فارس..التفت أسيل على سيف..
أسيل: سيف غريب أمس ما نمت في البيت؟
سيف: سهرت بشقة واحد من الشباب و جاني النوم هناك
أم فارس: هاذي مو أول مره
سيف: نمت هنا و إلا هناك كله واحد يمه..بعدين هذا واحد مو من الرياض و ساكن بشقه عشان الجامعه و يمل لحاله اجلس معه نتسلى
دق جوال أسيل..
أسيل: يله عن إذنكم هاذي حلا تبيني اطلع..ايه صح سيف ترى أنت اللي بترجعنا مو ما ترد علي إذا دقيت
سيف: تأمرين أمر
أسيل: ما يآمر عليك عدو
راحت أسيل..و أمه ردت على التليفون اللي دق..و سيف يفكر بكلام أمه..هي تتمنى إنهم يتزوجون..معقول لو يقول لأمه عن نجود..لكنه قطع تفكيره وهو يسمع اللي تقوله أمه للي جالسه تكلمها..
أم فارس: و الله!!...عاد أم سالم ما تستاهل..و زوجها هذا ما يستحي على وجهه..زواج مسيار عاد! لو انه متزوج زواج شرعي كان ارحم..بس الشرهه مو عليه الشرهه على اللي يرمي بناته هالرميه و كأنهن رخيصات..استغفر الله العظيم و الله الناس مادري وش صار فيهم!
حس سيف ان كلام أمه كأنه كف على وجهه..فوقه من اللي كان يفكر فيه..قام عنها بسرعه..و أشر لها انه بيطلع..خاف يجلس معها و اذا سكرت تناقشه بهالموضوع..ما يبي يكون بهالموقف..أمه تسب في ناس هو واحد منهم..حتى لو كان الوضع بينه و بين نجود غير..بس هذا بيكون بالنسبه له..مو بالنسبه لأمه..اللي أكيد بتفكر فيه و بنجود..نفس تفكيرها بهالناس..
في سيارة فارس/
رجع يفكر باللي سواه اليوم..انحرج من نفسه..و من أم العنود و خاله..و من أهله..كيف يفقد أعصابه كذا..و فكر لو ان اللي شافها ياسمين..كان بيعصب لهالدرجه..(لا أنا ما أغار عليها..أنا أصلا ما أحبها عشان أغار..أنا متأكد اني ما أحبها..يعني ليه هي بالذات اللي بحبها؟ مروا علي بنات كثير أرقى و أحلى..وش معنى هي اللي بأختارها..أنا بس عشانها رفضتني شدتني أفكر بالسبب..و كذا بديت اتعلق فيها..و الا أنا متأكد اني لو كنت تزوجتها ماراح اهتم فيها أبدا..و مستحيل بأرتاح معها..عشان كذا أريحها و ارتاح أحسن و انساها و لا أتدخل في أي شي يخصها)
في بيت أم العنود/
طلعت جوري لأسيل و حلا..و ركبت معهم..
جوري: مساء الخير
أسيل و حلا: مساء الورد
جوري: وش أخباركم بنات؟
حلا: وش أخبارك أنتي يقولون اليوم كنتي أحد ضحايا عصبية فارس اللي نادرا ما تظهر
جوري تضحك: لا تطمني بخير
أسيل: حلو يعني مو زعلانه منه؟
جوري: لا..يمكن معه حق هو مايدري اني أعرف ساره و أهلها زين..(كملت بتردد) هو للحين معصب؟
أسيل: ايه كان بياكلني قبل شوي يوم قلت له ليه تصارخ عليها قال(تقلد لهجته)و الله غلطت تتحمل نتيجة غلطها
حلا تضحك: و الله فارس حاله اللي يسمعه يقول وش مسويه! تدرون زين ما تزوجوا و الا كان صارت مآسي..اتوقع ما تنشف دموعك أبدا يا جوري
أسيل: هيه أنتي عاد مو لهالدرجه..بالعكس ترى فارس طيب لا تكرهينها بأخوي
حلا: ايه واضح طيب..وش رأيك يا جوري؟
جوري ارتبكت: بأيش؟
حلا: مو تحمدين ربك انك ما تزوجتيه؟
جوري سكت مو عارفه بإيش ترد..خافت تجاريها و تقول ايه..يوصل هالشي لفارس..و خافت تقول لا تفضح نفسها..
أسيل: هيه أنتي وش هالسؤال؟
حلا: وش فيه؟ مو احسن من أسئلة هالإمتحانات اللي يحطونها لنا؟
و انفتحت سالفة الأسئله..و حمدت ربها جوري ان السالفه ضاعت..بدون ما يأخذون منها اجابه..
جوري: وينها رغد ماراح تجي معنا؟
أسيل: لا الأخت مصدقه نفسها أخت المعرس رايحه من العصر لحالها و تقول الحقوني على هناك
حلا: الا صح تذكرت ما تلاحظون ان رغد لاهيه ما حبت لنا أحد جديد
أسيل: و هي بقت أحد ما حبته؟
حلا: يا خوفي على اخوان بسمه و طيف تلف على واحد منهم و تفضحنا!
أسيل تضحك: تسويها مادري ليه للحين ما نتبهت لهم
حلا: على طاري الحب و اللي يحبون تدرون ان عندي حاله غريبه؟
جوري: أنتي؟
حلا تشهق: لا..بسم الله علي..أنا اتكلم عن عموري
أسيل بإستغراب: عمر! ما أتوقع له صله بالحب لا من قريب و لا بعيد يكفي انه الوحيد اللي ما فكرت رغد تمر عليه هذا دليل انها ما لقت فيه أي بوادر رومانسيه
حلا: أنا مو متأكده بس فيه شي غريب بينه و بين مساهير..الاثنين مو طايقين بعض..مع انهم يوم كانوا صغار مثل السمن على العسل
جوري: يمكن لأنهم كبروا..كيف تبينهم يكونون للحين أصدقاء
حلا: صح ما يكونون أصدقاء لكن ليه هالكره و الحقد اللي بينهم..كل واحد مو طايق سيرة الثاني..مع ان مساهير أول ما جت عادي بس بعدين قلبت عليه..لدرجة اذا كان موجود في البيت لا يمكن تجي عندنا
أسيل: و أنتي وش هاللقافه اللي فيك؟ و نسب في شوق أثاريها طالعه عليك!
حلا بتهور: نتسلى فيهم دامنا اللحين فاضين
أسيل سكت و هي تتذكر كيف كانت حلا دائما تعلق عليها بفيصل..و تتريق عليهم..
حلا: آآ أسيل....
أسيل: ماله داعي يا حلا أدري انك ما تعرفين ترقعين و لا تحاولين
حلا: أول مره اقتنع ان أمي صادقه فعلا لساني يبيله قص
أسيل تنسيهم الموضوع: ما قلتي وش ناويه عليهم فيه؟
حلا: بأعرف اذا للحين يحبون بعض و لا نسوا؟ و الأهم ليه كل هالكره بينهم؟
جوري: و اذا عرفتي؟
حلا تضحك: نجمع راسين في الحلال
أسيل: اشتغلت الخطابه
حلا: هاه جوري أي خدمه أنا جاهزه
جوري: خليني أول اشوف نتيجتك معهم
وصلوا للسوق. هناك تقابلوا مع رغد..و صاروا يتسوقون..
في بيت أم راشد/
كانت مساهير جالسه في غرفتها تفكر..من يوم رجعت حست انها مرتاحه..و هالشي عوضها فقدان أبوها..اللي ما كانت تشوفه بالأسابيع الا ساعات..لكن هنا حست بالأمان و هي عند أمها و راشد..هالسنه بيتخرج من الثانوي..و بيدخل الجامعه و كلها كم سنه..و يتخرج و يشتغل و يصير مسئول عنهم..يصير عندهم الرجل اللي هم محتاجينه..(و بلا حاجتنا لهالعمر اللي مزعجينا فيه)
ما تدري ليه تذكرت بندر(ولد عمها)..و قارنته بعمر..بندر كان كله ذوق..مستحيل يزعل أحد خاصه اذا كانت بنت..محترم..و كان يعاملها بحنان و يكلمها بأدب..يحسسها انها شي غالي يخاف يجرحه..أما عمر..فقمة العصبيه..و لا يفكر باللي يسويه غلط أو صح..يعاملها كأنها وحده مجرمه خايف على أهله منها..و يحسسها دائما انها وحده مفروضه عليهم..و لا تستاهل تكون بينهم..(فرق كبير بين الاثنين! و المشكله مع كل هذا ما قدرت أحب بندر..و لا أنا قادره أكره عمر!)
في بيت نجود/
كانت نجود تنتظر سيف..كلمها من نص ساعه و قال لها إنه بيجي..لكنها حست إن هالنص ساعه أيام..وقفت كثير قدام مرايتها..فكرت تلبس شي حلو و تتزين.لكها تراجعت..(لا..اتخيل شكلي قدامه! بيعرف إني متكشخه عشانه..لا إحراج....أوف و بعد مو حلوه اطلع له بالهشكل)
طالعت نفسها بنطلون الجنز الباهت اللي شكله حفظه من كثر ما لبسته..و تي شيرت أسود شاحب من كثر ما غسلته..حست إن لبسها ما فيه أي ذوق أو أنوثه..(هو لبسه أرتب و أكشخ مني أكيد خواته لبسهم حلو..و أكيد يقارن لبسهم فيني..لو أجيب لي شي البسه مو أحسن.....وش فيك يا نجود لهالدرجه راح عقلك؟ هذا اللي ناقص أخرب هالقرشين اللي عندي على هالخرابيط..يبيني مثل ما أنا أو بكيفه)
سمعت جوالها يدق و شافت اسمه..
نجود: مرحبا
سيف: هلا عمري
نجود طارت عيونها من كلمته و حست إن وجهها صار أحمر..تكره هالغزل الصريح اللي مايخليها تعرف كيف تتصرف أو ترد..و يخلي داخلها لخبطه مالها آخر..
سيف بإستغراب: وين رحتي؟
نجود تتنهد: معك
سيف: أنا وصلت
نجود: اللحين جايه افتحلك
سكرت بسرعه و هي تطالع بأسف شكلها..و راحت تفتح له الباب..و دخل سيف..ابتسم أول ما شافها..لكنه استغرب من تكشيرتها..
سيف: مساء الخير
نجود: مساء النور
سيف يحط يديه على أكتافها: نجود فيك شي؟
نجود: لا..ليه؟
سيف يرفع وجهها له: أجل ليه هالتكشيره؟
نجود حست فعلا إن إحساسها الداخلي بدأ يبين عليها..و هي تعرف إن أيامها مع سيف معدوده..عشان كذا المفروض ما تضيعها بالضيقه..يكفي الضيق اللي بتستحمله بعده..
نجود تمزح: لأنك جاي متأخر
سيف يبتسم: بالعكس أنا جيت قبل موعدي..بس أنتي شكلك اشتقتي لي
نجود: يا حبك تسوي نفسك مهم
سيف: يعني ما وحشتك!
نجود بقهر: لو تغيب للأبد ماراح أشتاق لك
سيف حس إنها تقول هالكلام بقهر..و ما تقصده..ضمها لصدره و قال يطمنها..
سيف: و مين قال لك بأعطيك فرصه تشتاقين لي أنا ماراح اترك أبدا
حست إنه فهمها..و استغربت كيف صارت واضحه له لهالدرجه..
نجود تبعد: سيف
سيف: يا عيون سيف
نجود: أبي اطلب منك شي بس لا تقول لي لا
سيف: ماراح أقول لا
نجود: وعد؟
سيف شك: اذا كان هالشي بمصلحتك
نجود: جاني شغل و ما بيك تعترض عليه
سيف يتنهد: نجود ما خلصنا من هالسالفه؟!
نجود: أنا قلت لك اني صعب اترك الشغل
سيف: وش هالشغل ان شاء الله؟
نجود: فيه وحده من جاراتنا تعرف وحده في الحاره الثانيه و هاذيك لها علاقه مع ناس تجار و عندهم حفلة ملكه يوم الخميس و يحتاجون أحد....
سيف يقاطعها بعصبيه: هذا الشغل اللي تبين أوافق عليه! اخليك تخدمين في بيوت الناس!!
نجود: وش فيها؟ بعدين مو خدمه هذا يوم واحد بس بنساعد في ترتيب...
سيف يقاطعها: لا..و ان شاء الله قد سويتي هالشي من قبل
نجود: ايه..بس ما عمري رحت لبيت تجار و شفت حفلاتهم..سيف تكفى أبي اروح اتفرج..بعدين هم ناس معروفين أم بدور تقول انهم....
سيف يقاطعها وهو مصدوم: أم بدور!!
نجود: ايه هاذي اللي قلت لك تعرف وحده من التجار تصرف عليهم من سنين..تخيل؟ بس عشان زوجها مات في مصنعهم..و الحفله ملكة بنت أختها يعني...
كملت كلامها..لكن سيف حس ان الدم نشف بعروقه..هي جالسه تتكلم عن أهله و هي مو عارفه..و أكيد ما تتصور هالشي أبدا..تخيل لو انها ما قالت له و راحت من كيفها..وش راح ممكن يصير..تخيل لو شافته هناك..حتى لو ما شافته..احساسه ان أهله يشوفونها..و انها تخدمهم..كان فوق انه يتحمله..نجود استغربت سكوته..على بالها انه بدأ يقتنع..
نجود: ها سيف وش رأيك؟
سيف يصرخ بقهر: لا..طبعا لا..مستحيل هالشي تفهمين؟
نجود: زين ليه؟
سيف بحزم: نجود اوعديني انك ماراح تروحين هناك أبدا
نجود بإستسلام يوم شافت قهره: زين أوعدك
سكت و هي متوقعه ان كل هالرفض..عشان فكرة انها تخدم الناس..ما تدري ان هالناس اللي بتروح لهم..هم اللي تتأمل في يوم يقبلونها..كنه لهم..التفت على سيف و شافته للحين سرحان و شكله تضايق..
نجود تبتسم: خلاص سيف فك هالتكشيره
سيف يتنهد و يتأملها: نجود أي شي تفكرين تسوينه اسأليني عنه قبل
نجود بإعتراض: ليه بدأ الاستبداد؟
سيف: نجود أنتي أحيانا مادري كيف تتصرفين أبي اضمن إني أعرف وش ناويه عليه مو اتفاجأ بشي
نجود تضحك: وش بأسوي يعني و الله انك مكبر الموضوع على الفاضي..ترى كانت كلها شغله بسيطه..و الشغل أيا كان مو عيب
سيف: صح مو عيب بس اللحين خليك بدراستك و اتركي عنك هالشغل على الأقل لين تخلصين الثانوي
نجود..(ياليت اضمن انك تجلس معي لين أخلص هالسنه)
جلس معها سيف كم ساعه..بعدين دقت عليه أسيل و راح..بعد ما تأكد مره ثانيه انها ما تفكر تروح للحفله.طع عنها و هي تفكر..(أسيل..اخته..هي الوحيده اللي اعرف عنها من أهله..و لا أعرف شي كثير بس اسمها و انها أصغر منه.....مابي اعرف عنهم شي يخليني اتأمل انهم بيوافقون..أو حتى يعطيني احساس انهم مستحيل يقبلوني..اجلس كذا على عماي أحسن..و اشوف سيف وش ناوي يسوي لأني أنا ما بيدي شي)
في بيت أبونادر=الساعه11 ليلا/
كان نادر بيطلع..لكنه شاف رنا جالسه في الصاله..و راح لها..
نادر: رنا ليه جالسه لحالك؟
رنا: أمي راحت لخالتي و رغد في السوق
نادر: و ليه ماراحتي مع خالتي؟
رنا: مابي اشوف سهى
نادر: ليه؟
رنا: مابي أكلمها هي و فيصل أبدا
نادر انصدم: أنتي من ذاك اليوم ما كلمتي فيصل؟!
رنا: إيه ليه يزعل أبوي و يزعلك أنت و أسيل
نادر: لكن أبوي خلاص مو زعلان منه
رنا: و أنت بتكلمه؟
نادر: أكيد يا رنا هذا أخوي و مهما يصير بيننا ما ينفع نقاطع بعض
رنا: خلاص دامك بتكلمه أنا بأكلمه...يعني أنت تبي أسيل مو زعلان إنك خطبتها؟
نادر يتنهد: لا مو زعلان
رنا فرحت: الله صدق يا نادر! تدري والله أسيل طيبه و حلوه و بتحبها بسرعه
نادر يبتسم: إيه كذا خليك دائما تضحكين مابي أشوف التكشيره اللي قبل
رنا: خلاص دامك أنت مو زعلان أنا مو زعلانه
نادر: أنا بأطلع اللحين مو خايفه تجلسين لحالك؟
رنا: لا أمي دقت و بتجي اللحين
تركها نادر وهو يفكر بكلامها..(ما توقعت إن حتى رنا تهتم لزعلي! لدرجة إنها ما تكلم فيصل عشاني...معقول يكون كلام رغد صح..و أكون مهم عندهم لهالدرجه بس أنا اللي مبعد نفسي عنهم و حاس إنهم مو أهلي)
طلع من البيت..و شاف رغد تنزل من سيارة سيف..مرت من عنده..
رغد: هلا نادر وش أخبارك؟
نادر: الحمدلله زين جيتي رنا لحالها
دخلت رغد..و أسيل كانت في السياره..اتفاجأت أول ما شافت نادر يطلع..ما عرفته..هي أصلا ما تتذكر متى آخر مره شافته فيها..
سيف: هذا نادر انتظري بأسلم عليه
تركها في السياره و نزل يسلم عليه..و هي تطالع بنادر..كيف شكله..كيف يتكلم..(لا ما أتخيل نفسي معه..احسه مثل فارس التعامل معه صعب و شكل نادر أصعب..وش بيصير فيني؟ بس ما أقدر افسخ هالخطبه..حتى لو عمي تفهم رفضي..أنا مابي ارفضه عشان فيصل..مابي سهى ترتاح مني و لا فيصل بعد)
شافت سيف راجع للسياره.و بدون ما تحس رفعت راسها تشوف نادر..و شهقت و هي تشوفه يطالعها..حست بخوف ما تدري ليه..و تخيلت كيف بتكمل حياتها معه..
في بيت أم سامي/
طلعت سهى لغرفتها معصبه بعد ما راحت خالتها..كانت متوقعه ان خالتها تتكلم عن خطبتهم..لكن باين ان الأوضاع في بيتهم للحين ما هدت..بعد ما ترك فيصل أسيل..(يا الله حتى بعد ما راحت أسيل من طريقي مو قادره ارتاح! بس كيف ارتاح و هي مخطوبه لنادر؟ ماراح ارتاح لين هالخطبه تنفسخ..أخاف فيصل كل يوم يسمع عنها و لا ينساها..لو على الأقل تتم خطبتي له كان ارتاح..بس للحين أسيل واقفه لي مثل العظم في البلعوم..يعني مو قادره تقولهم ماتبي نادر و تفسخ هالخطبه و تروح في حالها و تتركنا.بس أكيد مرام ماراح تسكت و لا يمكن تخلي لها نادر)
*يوم الخميس*
في بيت أم عمر=يوم الملكه/
نزل طلال من سيارته..و وقف يطالع الباب..يتذكر من ثلاث سنين..كيف دخل..و بأي حاله كان..انرسمت قدامه صورة لينا الخايفه..و الثايره..اليوم بيشوفها..كيف بتكون ردة فعلها..اليوم بيصير زوجها..وش إحساسها..
كانوا أهله قد نزلوا من سيارتهم..واقفين ينتظرونه يتحرك..لكنه كان جامد في مكانه..و نظراته معلقه في الباب..ناداه أبوه لكنه ما سمع..راحت له رغد و مسكت يده اللي كان فيها إرتجاف بسيط..انتبه لها طلال..و حس في نفسه..و مشى معهم بملامح جامده..ما تنوصف إنها ملامح عريس اليوم ملكته..على الإنسانه اللي حبها طول عمره..
عندالرجال_الكل سلم على طلال و بارك له..و سيف إضطر يسلم على فيصل و يكلمه..لكنه كان حوار اثنين ما كأنهم يعرفون بعض..الكل كان فرحان بهالمناسبه..لكن طلال كان قلبه مليان حزن..و ألم..حاول على قد ما يقدر يكتمه داخله ما يبينه لأحد..
عند الحريم_دخلت رغد و أمها و رنا و سلموا على الموجودين كان فيه زياده على أم فارس و أم العنود بعض جارات أم عمر القريبات منها..و أكيد بأي وقت بتجي أم راكان و أم سامي..سألت رغد عن البنات..و قالت لها شوق إنهم في المطبخ يحضرون و يرتبون..راحت للمطبخ.و شافت حلا و أسيل و جوري..سلمت عليهم..
أسيل بقرف: وصلت عمتي أو خالتك؟
رغد: للحين لا
أسيل: أحسن
حلا تبي تضحكها: كان قلتي لي نلعب عليهم و نقول لهم إن الملكه بكره يقالنا تلخبطنا
أسيل: والله حلوه
رغد: تراها صدقت
أسيل من الصبح كانت مقهوره..لدرجة فكرت انها تتميرض و لا تحضر الملكه..ما كانت تبي تشوف سهى و مرام..بالأخص مرام..لأنها متأكده إن لها يد باللي صار..حست إن الدنيا اللحين أكيد مو سايعتها من الفرحه باللي هي سوته..و ما عرفت إن مرام اللحين في قمة القهر عليها..
بعد ما خلصوا البنات طلعوا..و شافت أسيل اللي ما تبي تشوفهم..كانت متوقعه نظرات شماته و إستهزاء و انتصار ماليه عيونهم..لكنها انصدمت باللي تشوفه..نظرات سهى كانت تتهرب منها..مثل اللي سارق شي و خايف أحد يحاسبه..أما مرام فكانت نظراتها كارهه و حاقده..ما فهمت وش السبب..لدرجة إنهم حتى ما باركوا لها..كنغزه يذكرونها فيها بحالها..و هالشي خلى عندها القوه اللي تمنتها عشان تواجههم..سلمت عليهم بغرور و ثقه كانت متوقعه هم يواجهونها فيهن..و خلتهم بحالة ذهول..لكنها ما قدرت تتحملهم كثير..و تركتهم و راحت بحجة إنها بتشوف لينا..
مرام كانت تتمنى تذبحها..و همست لرغد..
مرام: رغد
رغد: نعم
مرام: غريب أسيل سلمت على سهى عادي توقعتها مقهوره منها و ما تسلم عليها خير شر
رغد: أسيل اللحين خطيبة نادر و فيصل صار ما يهمها لا من قريب و لا من بعيد
مرام بصدمه: يعني ماراح يفسخون الخطبه!!
رغد: لا طبعا
مرام بقهر: و نادر؟
رغد: لا نادر و لا أسيل يفكرون بهالشي
مرام حست إنها بتنفجر من القهر..و الكره اللي فيها على أسيل زاد أضعاف..أما سهى اللي كانت تتسمع عليهم..حست بخوف من ردة فعل مرام و اللي ممكن تسويه..
في غرفة لينا_كانت ياسمين و مساهير يسولفون..أما لينا فكانت جالسه معهم بس ما تسمعهم..سرحت بصورتها اللي عكستها المرايا قدامها..كل شي في شكلها كانت معترضه عليه..لكن مساهير ما كانت تسمع هالإعتراضات..و سوت كل اللي تبيه..طالعت بقهر فستانها العسلي الفخم..مكياجها البرونزي..و تسريحة شعرها الناعمه..(و كأني عروس! ما كأنهم اليوم بيذبحوني)
كان كل ما يمر الوقت تحس بالندم على موافقتها..و تصعب عليها شوفته..
مساهير: لينا!!
لينا تنتبه: نعم
مساهير: وش فيك؟ ليه ضاغطه على يدك كذا!
انتبهت لينا ليدها اللي قابضتها بكل قوه..و أرخت أصابعها..
لينا: لا بس حاسه بصداع
ياسمين: بأروح أجيب لك حبه
مر الوقت الباقي عليها..لا هي ميته و لا حيه..كانت هاديه..لكن داخلها حزن السنين يثور..زفوها عند الحريم قبل تشوف طلال..و هي اللي طلبت هالشي..عشانها متأكده إنها بعد ما تشوفه ماراح تستحمل أي شي بعدها..و هذا هي اللحين في الغرفه لحالها..تحاول قد ما تقدر تقوي نفسها لو للحظات.
عند الباب..وقف طلال بعد ما تركه عمر..يحاول تهدأ دقات قلبه القويه..اللي حس إن الكل يسمعها..لكنها كانت تزيد..و تقوى لين حس إن قلبه بينفجر..غمض عيونه..و قرأ له كم سوره..يحاول يهدي نفسه..دعى ربه يعينه..و يخف هالموقف على لينا..تشجع و فتح الباب قبل تخذله يده مره ثانيه..
دخل و شافها بأحلى صوره..عجز يستوعب إنها زوجته هاللحين..كانت منزله راسها..قرب و شافها قابضه بيدها على فستانها بكل قوتها لين راح الدم منها..جلس بعيد عنها..لأنه متأكد إنه كذا أحسن..بعد لحظة سكوت..
طلال بصوت مرتجف: لينا أنا عارف إن هالزواج انغصبتي عليه....و مني أنا بالذات صعب عليك....بس أنا أبي اقولك إني حاس فيك و.......
لينا رفعت راسها تطالعه بالنظره اللي كان خايف منها..و بدت دموعها تنزل على خدها..تنهي كذبة العروس اللي من اليوم تمثلها..تقدر تمثل قدام الكل لكن قدامه..لا..مستحيل ما تطلع مشاعرها..
لينا بحزن و قهر: حاس فيني! حاس فيني! لا أنت مو حاس في شي أبدا..كيف فكرت تخطبني؟ كيف فكرت تأخذ مكانه؟؟ عشت حياتك و نسيته..نسيت إنك حرمتني منه..نسيت إنك فرقتنا..و قتلت فرحتنا بأولها..شوف..شوف وش سويت فيني..من وفاته كل يوم قلبي يتقطع عليه..كل يوم دموعي ترثيه..اذبحني يا طلال اذبحني مثل ما ذبحته في نفس اليوم..خلني ارتاح..
تركته و طلعت تركض لغرفتها بدون لا تشوف أي أحد..طلال كان للحين جالس مكانه..مو قادر يتحرك..تخيل إنها تثور بس مو بهالسرعه..مو لهالدرجه..تخيل إنه بيقدر يتحمل و يواجهها..أو يحاول يهديها و يشرح لها موقفه..لكن صعب عليه يشوفها بهالحال..صعب عليه يسمع منها هالكلام..جلس مكانه جامد..يحاول يهدي الألم اللي يعصر قلبه..
مساهير حست إن لينا تأخرت عند طلال..و هي متوقعه إنها تطلع بسرعه..و لأن إحساسها ما كان متطمن لهاللقاء..راحت تشوفها..
بنفس الحال كان عمر..ينتظر طلال برا..كان قلقان على لينا و ردة فعلها..و هي تشوف طلال بعد كل هالسنين..و قر يدخل يتطمن..
لكنه ما تعدى الباب وهو يشوف مساهير تمر قدامه و هي مو منتبهه له..تراجع خطوه لوراء..و وقف يراقبها و هي واقفه عند باب المجلس تحاول تسمع شي..عرف إنها جايه لنفس السبب اللي جاء عشانه..صار يتأملها بفستانها الليموني..و الشرايط الصغيره اللي رافعه فيها من شعرها..كانت قدامه و قريبه منه..بس مو منتبهه له..كان يشوف نص ملامحها و قلبه ذايب عليها..شافها فتحت الباب..ثم ردته بسرعه لكنها ما سكرته..و انصدم عمر و هو يسمعها تنادي طلال..
مساهير: طلال
فز طلال من مكانه مو عارف مين يكلمه..لكنه شاف الباب مفتوح شوي..
طلال: مين أنتي؟
مساهير: أنا مساهير
طلال تفاجأ..لكنه خاف: لينا فيها شي؟؟
مساهير: لا..بس كنت بأقولك شي
طلال بإستغراب: قولي
مساهير: طلال أنا عارفه لينا زين و اللي ما تعرفونه أو عارفينه و تتجاهلون إن لينا داخلها حزن مو سهل..حزن كتمته داخلها سنين لين تراكم بقلبها و نساها كل شي..و الأهم من هذا اللي قلته لعمر و ما اهتم بس بأقوله لك لأني متأكده منه..لينا بداخلها قهر كبير عليك لدرجة إني عجزت أعرف السبب اللي خلاها توافق عليك..لينا للحين تلومك على وفاة يوسف..حط كل هذا في بالك يا طلال و أنت تتعامل معها..أنا بأحاول قد ما أقدر اساعدها تطلع من اللي هي فيه و أنت سوي اللي تقدر عليه
تركته و راحت..و طلال يعيد في باله كلام لينا له..اللي يأكد كلام مساهير..بس بقى السؤال اللي محيرهم..ليه وافقت عليه..
عند الباب..وقف عمر يتذكر كلامها..قهرته بوقفتها..و كلامها مع طلال..بس هذا الشي ما تغير فيها من ذيك السنين..تدافع عن اللي تحبهم..بأي شكل..و بكل جرأه..و استغرب كيف ذيك السنين..قدرت تترك أمها لحالها..وين راحت هالمسئوليه اللي عندها ذيك الأيام..ليه تركتهم..(و بعدين معك يا مساهير ليه مو راضيه تتركين في حالي! ليه أنتي تنسين و أنا مو قادر انسى!)
طلع له طلال و تفاجأ بوقفته هنا..
طلال يتصنع المرح: هاه عمي وش موقفك هنا؟ بدينا؟
عمر يبتسم يجاريه: وش أخبارك يا عريس؟
طلال: تمام..يله خلنا نروح لهم مايصير أنا و عمي مو فيه...الله تصدق لايقه عليك كلمة عمي
ابتسم عمر لكنه ما رد..حزن على طلال و الحال اللي حطه فيه..و استغرب أكثر كيف يبان بهالبرود..وهو يمر بكل هالأشياء..و تأكد ان طلال مستحيل يشتكي له من لينا..(ليه قالت له مساهير هالكلام؟ وش تعرف عن لينا خلاها تقوله كذا! وش قالت له لينا؟ عارف إن طلال ماراح يقول لي حتى لو سألته..و صعب اسأل لينا...كيف باتطمن؟)
دخلت مساهير و قابلت بطريقها أم عمر..
أم عمر: وينها لينا؟ طلعت؟
مساهير: إيه خالتي راحت لغرفتها تعرفين حياء بنات
أم عمر: عقبال ما افرح فيك يا مساهير و تجين عندنا
ابتسمت مساهير بلاهه..و تركتها و راحت و هي تحس وجهها أحمر من الإحراج..صدمتها الفكره..(مادري من وين طرت عليها هالسالفه! يا حليلها خالتي تخط من كيفها..نفسي أعرف ردة فعل عمر لو قالت له..إن كان مو طايقني من بعيد كيف إذا عرف بتخطيط أمه)
كانت مبتسمه لكن فجأه كشرت..أحيانا تحس إنها تحب عمر..و أحيانا تكرهه..و أحيانا تحس إنها تبي تعانده و بس..أو يمكن تخاف منه..تخاف من اللي سوته فيه..و اللي باين إنه للحين مانساه..لكنها ما تتخيل أبدا إنهم ممكن يكونون لبعض..
وصلت لغرفة لينا و تنهدت قبل لا تدخل..توقعت الحاله اللي بتلقاها فيها..حزن..و دموع..
دخلت و انصدمت..و هي تشوفها طايحه على الأرض..ركضت لها..
مساهير بخوف: لينا..لينا ردي علي!
قامت تجيب عطر و رشته على يدها و مسحت فيه وجهها..فتحت لينا عيونها..و نزل الدمع منها..
مساهير: لينا وش فيك؟
لينا تحاول تقوم و مساهير سندتها لين وصلتها لسريرها وجلست عليه..
لينا ترتجف: شفته يا مساهير شفته...
حست مساهير إن لينا تهذي..و ما عرفت تروح تقولهم عن حالتها أو لا..حاولت تهديها..
مساهير: لينا هدي نفسك و قولي لي وش فيك؟
لينا: أبي ارتاح تعبت
مساهير: خلاص لا تفكرين بشي غمضي عيونك حاولي تنامين
و بكل هدؤ نامت لينا..و التعب و الإرهاق مالي ملامحها الرقيقه..طالعتها مساهير بحزن..(مو عارفه وش اسوي لك يا لينا..و أنت متمسكه بهالحزن و مو راضيه تنسين..و احس إنك ما تبين تنسين)
تركتها ترتاح لين تأكدت إنها نامت..طلعت من الغرفه..و هي تمشي بالممر وقفت خطواتها لا إراديا عند باب غرفة عمر..ترددت لحظه..ثم فتحت الباب و شغلت النور..وقفت تتأملها.ريحة عطره كانت للحين باقيه..تنهدت بحيره..(ليه تسوي فيني كل هذا يا عمر؟ للحين تحبني بس مو قادر تسامحني..أو أنا طحت من عينك و قلبك بعد ما تركتكم و صرت عندك ما سوى شي..حتى ما سوى معاملة الأخت......أخاف أكون احبك و مو عارفه من القهر اللي فيني عليك..مو قادره أوصل لحل معك؟)
طالعت الغرفه بنظره أخيره..قبل تسكرها و تنزل..و هناك شافت البنات اللي يضحكون و يسولفون..و فرحانين بهالملكه..و مو عارفين ان اللي جمعوهم مع بعض..بينهم مسافات كبيره ما أحد يدري يقدرون يتخطونها أو لا..فيه بينهم ذنب معلقته لينا في طلال..و مستحيل تنساه..
ياسمين: مساهير..وينها لينا؟
مساهير: حست بصداع و تعب و تركتها ترتاح
أم عمر سمعتهم: وش فيها؟؟
مساهير تطمنها: ما فيها شي يا خالتي لا تخافين عليها..بس هي مرهقه تعرفين اليوم صاحيه من بدري و ما خليتها ترتاح
تركتهم و هي تفكر بحال لينا..ما رضت تقول لأحد عنه..تبي الكل يتعامل معها عادي..على انها نست اللي سواه طلال..يمكن هي كذا تقدر تنسى..أو تبدأ تنسى..
عند الرجال-جاء فيصل لسيف..
فيصل: سيف
سيف أول ما سمعه صد عنه و قام طلع من المجلس..لكن فيصل لحقه..
فيصل: سيف وقف اسمعني
سيف يلتفت له بعصبيه: اسمعك! وش اسمع؟ لا تقول بتقدم عذر للي سوته
فيصل ينزل راسه: ادري انه ما فيه أي عذر يقنعك..بس أنا ابيك تحاول تفهمني....
قاطعه سيف بقهر: افهمك! فيصل أنت مو حاس باللي سويته و إلا ايش؟ السالفه مو سالفة تغير مشاعرك و بس..السالفه مو انك اكتشفت انك تحب بنت خالتك..السالفه الأهم اني أمنتك على أسيل..سمحت لك تبين لها حبك..أنا بنفسي وصلت لها هالشي..سمحت لك تعرف عنها..و تسمع عنها..مو ليوم و لا شهر..لسنين..آخرتها بين يوم و ليله و بدون أي احساس أو اهتمام فيني أو فيها تخطب بنت خالتك!! المفروض اني بعد كل هذا أقدر؟ و اروح اقولها انسي كل هالسنين انسي مشاعرك اللي زرعتها بنفسي داخلك..و تقبلي و لد عمك الثاني..اخوه..ليتك تركتها و بس لكن سكوتك خلاها هي و نادر بهالموقف
فيصل بندم: يعني لو كنت قلت لك قبل اسوي هالشي كنت بتعذرني
سيف بإستحقار: ما كلفت حالك ذاك الوقت تسأل..لا تسأل اللحين
تركه و راح..و فيصل يحس بالندم على اللي سواه..يمكن استعجل يوم قال لأهله عن سهى..بس هو كان يبي يعطيهم خبر..ما يدري ان أمه و أبوه بيتجادلون و يتناقشون..لين تطلع أمه بهالقرار..و لا توقع ان أبوه بهالسرعه يروح و يخطبها لنادر..الغلط مو منه الغلط من أهله..بس حتى لو ما صار اللي صار..سيف ما كان بيعذره أبدا على ترك أسيل..وهو مستحيل يشرح له السبب..مستحيل يقول له انها ما عمرها بينت هالحب له..لان هالشي أكيد سيف ما كان بيرضى فيه..بس من كلام سيف اللي قاله له قبل شوي..تأكد من شكوكه..انها تعودت تحبه لان سيف اقنعها فيه..مو لانها تحبه فعلا..هذا الشي اللي اقنع نفسه فيه..
انتهت الملكه-و طلعت أسيل بعد ما دق عليها سيف..هي و رغد اللي كانت بتروح مع طلال..لان أهلهم سبقوهم من ساعه..لكن اللي صدم أسيل ان نادر كان واقف معهم..لا شعوريا تخبت ورى رغد..و كأنها خايفه بس يشوفها من بعيد..
رغد: أسيل وش فيك؟!
أسيل حست بنفسها: ما فيه شي..مع السلامه
و راحت بسرعه تبي تركب في سيارة سيف..لكنها يوم مرت من عندهم..سمعت طلال يكلمها..
طلال: وش دعوه أسيل! ما فيه مبروك؟
أسيل تذكرت ان هاذي ملكته..و ما كان فيه أي أحد غريب يخليها ما توقف تبارك لها..هو ولد عمها و عمر ولد خالتها..و نادر...ولد عمها و خطيبها..وقفت و بصوت مبحوح مرتبك..
أسيل: معليش طلال ما نتبهت لك..ألف مبروك
طلال يبتسم: الله يبارك فيك
أسيل: مبروك يا عمر
عمر: الله يبارك فيك..عقبال ما نفرح فيكم
و ضرب على ظهر نادر..و بدون شعور ارتفع نظرها لنادر..اللي كان حتى هو يطالعها بصدمه..و كأن هالشي خوفهم هم الاثنين..تعلقت نظرتها فيه..
عمر شافهم و يستهبل: مو اللحين عاد! قلنا بعدين
سيف بعتب: عمر!
ضحك عمر..و أسيل حست انها تتمنى الأرض تنشق و تبلعها..راحت بسرعه للسياره.و قلبها يدق بقوه كأن لها ساعات تركض..كانت مغمضه بقوه..و منزله راسها..ما تبي تشوفه مره ثانيه وهو واقف قدامها..لكنها نست اللي صار أول ما طرى على بالها فيصل..أول مره ما تشوفه معهم..أول مره يروح مع الناس و لا يجلس معهم..و كأنه صار غريب عنهم..حست بالحنين له و لذيك الأيام..(نفسي اعرف اذا طريت على بالك اللحين وش تحس فيه؟ ما أصدق انه ما بقالي في قلبك شعور!)
في سيارة طلال-كانت رغد جالسه و تراقب طلال كيف يضحك و يسولف..و تمنت يكون فعلا هذا شعوره..لكن بعد دقايق..وهو سرحان في الطريق اللي قدامه..لمحت دمع في عيونه..لكنه تنفس بقوه..و بدأ يسولف و يضحك معها..و كأنه يبي ينسى هالهم اللي داخله..
*يوم السبت*
في المستشفى/
وصلت ياسمين و شافت فاتن لحالها..
ياسمين: السلام عليكم
فاتن تطالعها بخيبة أمل: و عليكم السلام..هلا ياسمين وش أخبارك؟
ياسمين: الحمدلله و أنتي؟
فاتن بصوت غريب: الحمدلله
ياسمين تتلفت: حنان ما جت؟
فاتن: لا استأذنت تتأخر ساعه..تأخرتي توقعتك ماراح تجين اليوم
ياسمين: لا بس الطريق كان زحمه شوي..فاتن وش فيك؟
فاتن بخوف: وش فيني؟
ياسمين: مادري بس احسك غريبه اليوم
فاتن: لا ما فيني شي
بدت تدخل بعض البيانات على الكمبيوتر..و فاتن تستقبل المراجعين..بعد وقت..جت عندها فاتن..و عطتها كوب كابتشينو..ياسمين كان راسها مصدع لأنها ما نامت زين..و أول ما وصلت لها ريحة الكابتشينو حست إنها صحت..
ياسمين: مشكوره يا قلبي جاء في وقته
لكن نظرة فاتن و هي تمده كأنها تقول لا تاخذينه..ما عرفت وش فيها..أخذته منها..(هالبنت ما هي طبيعيه اليوم..خلينا نفضى شوي و اسألها)
في بيت أم العنود/
كانت جوري جالسه في الصاله..و دق التليفون..راحت ترد..لكن يدها جمدت و هي تشوف رقم فارس..اللي حفظته..من كثر ما تشوفه بجوالها..ترددت كثير..و كانت ماراح ترد..لكنها تبي تسمع صوته..و هالفرصه مو كل يوم تجي لها..و عشان تشوف ان كان للحين زعلان منها..
جوري: مرحبا
فارس أول ما سمع صوتها فز قلبه..لكنه كان مقر ينسى هالشعور و ينهيه..وهو دائما يكون قد قراراته..
فارس برود: هلا جوري..وش أخبارك؟
جوري: الحمد لله
فارس: شفت رقم البيت بجوالي..أمي حصه كانت تبي شي؟
جوري: مادري هي اللحين عند الجيران
فارس: خلاص قولي لها اني دقيت..مع السلامه
جوري بتهور: لحظه
فارس استغرب: نعم!
جوري بإحراج: أنا آسفه على اللي صار آخر مره
فارس بجفاء: لا عادي أنا اللي كان المفروض ما أتدخل في شي ما يخصني..أنا بس قلت لك كذا عشان عارف ان هالشي ماراح يعجب خالي ناصر..مع السلامه
سكر قبل يسمع ردها..وهو يتنهد..حس انه كسر خاطرها..كانت تعتذر منه و هي مو مجبوره على هالشي..لكنه صدها..(تحبني؟ أنا حاس بهالشي..بس المفروض تنسى هالحب..لأنه بدون أمل)
جوري كانت للحين ماسكه سماعة التليفون..انتبهت لنفسها و نزلتها..و هي تتنهد بحزن..حست انه بارد معها..و مو مهتم بإعتذارها..حست انه يبي يسكر بسرعه و كأنها مزعجته..(معقول للحين زعلان؟...لا بس هو قال هالشي ما يهمه..أكيد كيف بأهمه و أنا الغبيه على بالي انه يغار علي! ليت فيه أي شي يخليني انساك يا فارس و ارتاح..من غبائي دائما افهم تصرفاتك على انها حب لي..و أنا مو في بالك أبدا)
في سياره مجهوله/
فتحت ياسمين عيونها و هي تحس راسها يدور..بدت تستوعب هي وين..يوم شافت السياره اللي هي فيها كان قلبها بيوقف..لكن كل الخوف و الذعر اللي حست فيه ما يجي نقطه فبحر اللي حست فيه..و هي تلتفت تشوف اللي جالس جنبها..لصقت في الباب..و هي تطالعه بصدمه و ترفض أي فكره تجي في بالها..عن إنه ممكن يسوي لها شي..أو سوى لها شي..أول ما تخيلت الفكره صرخت..
ماجد برود: لا تخافين أنا ما سويت لك شي
ياسمين تصارخ بخوف: أنت حيوان..حيوان.طلعني من هالسياره
و صارت تحاول تفتح الباب..و تضرب زجاج السياره بكل قوتها..شاف ماجد إنها بدت تفقد أعصابها..
ماجد: هدي نفسك أنا بأرجعك للمستشفى اللحين..مابي منك شي..بس كنت أبي تشوفين اللي أقدر اسويه لو كنت ناوي أضرك
ياسمين تصارخ أكثر: أقولك نزلني هنا مابي اجلس معك ثانيه وحده
ماجد: أنتي مو شايفه المكان اللي حنا فيه؟ كيف بترجعين؟ أو عندك أحد مستعد يجي لين هنا عشانك
ياسمين لأول مره تنتبه للمزرعه اللي هم فيها..و حست إنها بتموت هاللحظه..غمضت عيونها بقوه تحاول تسيطر على نفسها..عشان تطلع من اللي هي فيه بدون فضيحه..
ياسمين بقهر: حرك السياره بسرعه..رجعني للمستشفى
شغل ماجد السياره عشان تهدأ و ما تثور مره ثانيه..بس قبل يمشي..
ماجد: بنرجع بس ماله داعي هالتمثيل و الخوف و الرجفه و كأنها أول مره
ياسمين بهدؤ بينقلب أي لحظه لإنهيار: رجعني المستشفى بسرعه
مشوا ساكتين..ياسمين تحاول قد ما تقدر تقوي نفسها..و تمسك أعصابها ما تثور و تطلع كل اللي في داخلها من كره..و حقد..و إستحقار..كانت تحس إنها ممكن بأي لحظه تقتله..بس كانت تفكر إن المهم اللحين يرجعها و لا يغير رأيه..المهم توصل للمستشفى بدون فضيحه..
أما ماجد فكان تفكيره مقسوم نصين..نصه مصدق إنها خايفه صدق و مو من هالنوع و نادم على اللي سواه فيها..لكن نصه الثاني يخليه يشوفها مثل باقي البنات اللي عرفهم في حياته..
وصلوا المستشفى..لكنه ما فتح لها الباب..التفت تطالعه بقهر..
ماجد: أنا ما آخذ شي بالغصب أحب اللي تجيني تجي برضاها..وإن كنت حابه نكون حبايب بأدفعلك الثمن اللي تبين
فقدت قدرتها على التحمل..و انهارت أعصابها..و عطته كف بكل قوتها..و كرهها المكبوت..و لفت على الباب تضربه بكل قوتها..كانت عارفه إنها ما تقدر تفتحه..لكن هي خلاص فقدت عقلها..
فجأه انفتح الباب..و ما صدقت و هي تشوف نجاتها..لين حطت رجلها على الأرض..و ركضت بكل سرعه لبعيد..مو مهم وين..المهم تبعد عنه..
سند ماجد راسه على الكرسي..و غمض عيونه..أول مره يسوي هالشي..يخطف وحده..تذكر نظراتها المرعوبه..و رجفة صوتها..(معقول كل هذا تمثيل! لا هي كانت خايفه صدق و مو مستوعبه اللي يصير....بس هذا يناقض كلام حنان عنها....و أنا ليه أصدق حنان؟ و كأنها ما تعرف تكذب طبعا هي بتشوف الكل مثلها..فاتن أكدت لي إنها بس مهتمه في شغلها و ترجتني اتركها في حالها..بعدين واضح إنها مو مهتمه بهالأشياء و لا كان أكيد بتهتم فيني..خلاص أنا بعد هاليوم بأتركها في حالها أحسن..هذا إذا داومت بعد اليوم)
و لسبب ما يعرفه ما ارتاح لهالفكره..و ندم أكثر على اللي سواه..
دخلت ياسمين لواحد من دورات المياه في المستشفى..و بدت تصيح..و تصيح..من سنين ما أنزلت دموعها..كانت دائما تقنع نفسها انها قويه..و تتحمل أي شي..تقدر تعتمد على نفسها..بكل الأحوال..لكنها اللحين كانت ترتجف من الخوف..كل ما تتذكر وين كانت..و مع مين..وش اللي كان ممكن يصير فيها..هزت راسها بقوه..كرهت ماجد أضعاف ما كرهته قبل..لأنه الوحيد اللي رجع لها شعور الخوف اللي تكرهه..
بعد وقت..حاولت تهدي نفسها..و شافت الساعه ثمان الا ربع..فرحت ان وقت رجعتها ماجاء..(شنطتي وينها؟ أكيد في مكتبي..بس أنا مو قادره اطلع اجيبها اللحين..أبي اروح البيت و بس)
و بأصابع مرتجفه طلعت جوالها اللي كان في جيب تنورتها..كانت تحطه معها من يوم عرفت ان ماجد اتجرأ يفتح شنطتها و يأخذه..دقت على السواق يجيها..و بعد ربع ساعه وصل..حست بالراحه أول ما ركبت السياره و صارت بعيده عن المستشفى..بدت تفكر باللي صار..و كيف صار..كيف وصلت لسيارة ماجد..ليه ما كانت حاسه بنفسها..فجأه وصل لبالها شي صدمها..الكابتشينو و نظرة فاتن اللي كانت كأنها تترجاه ما تأخذه..(خدروني!!!)
تذكرت انها شربته الساعه خمس تقريبا..يعني لها ثلاث ساعات تقريبا فاقده الوعي..ارتجفت بخوف..و اشمئزاز..و هي تفكر وش ممكن يكون حصل بهالساعات..بحركه لا إراديه صارت تتفحص نفسها..ملابسها..كانت تحس انها على حالها..ما أحد لمسها..(لا ما سوى لي أي شي..أنا متأكده..بس ممكن يكون صورني؟!)
تفحصت نقابها و طرحتها..كانوا على حالهم..بنفس الطريقه اللي تلبسها فيهم كل يوم..مو معقول أحد يرجع يسويهم مثل ما كانوا..(معقول جلس ثلاث ساعات ما سوى فيني شي؟! حتى ما فكر يشوف وجهي!! أجل ليه سوى كذا؟ بس كان يبي يخوفني)
مع انها كانت تحمد ربها كل ثانيه انها طلعت من هالشي سالمه..الا إن تفكيرها عجز يستوعب..السبب اللي خلاه ما يسوي لها شي..شي يقهرها فيه..و يذلها..
وصلت للبيت.و ابتسمت براحه و هي مو مصدقه انها أخيرا هنا..كانت لحظات..اللي مرت بها..بس هي حست انهن سنين..تنفست بقوه و دخلت البيت..و شافت جوري و أم العنود في الصاله..اللي فزوا أول ما شافوها و كانت ملامحهم قلقه..و خلتها تخاف..
ياسمين: وش فيكم؟
جوري بخوف: ياسمين وينك؟ صار لي ساعه أدق عليك ما تردين!!
ياسمين..(الحمدلله من ساعه بس..ما تدرين يا جوري اني من ساعات كنت بالمجهول)..و تذكرت..
ياسمين: جوالي كان في غرفة الملفات و ما سمعته
أم العنود: الحمدلله انك بخير هذا أهم شي
ياسمين تتنهد: الحمدلله..أنا ميته نوم ماراح أتعشى..تصبحون على خير
أم العنود: الله يهديك أنتي اللي جايبته لنفسك
ياسمين قبل ينفتح موضوع شغلها وهي مو ناقصه: تصبحون على خير
جوري و أم العنود: تلاقين خير
تركتهم و راحت..و أول ما دخلت غرفتها و جلست على السرير..التفت على طول لصورة خالها ناصر اللي جنبها على الكومدينه..و بدت تصيح..تخيلت لو كان صار فيها شي..كيف بتقدر تشوفه بعد كذا..و الأكثر من هذا..هي متأكده انه بيلوم نفسه و ماراح يلومها هي..و بيحس انه مقصر..وقفت تفصخ عبايتها و تتأكد مره ثانيه انها على حالها ما أحد لمسها..تسبحت..و لبست بجامتها..و دفنت نفسها في سريرها..تحاول توقف هالدموع اللي ما صدقت تفتح لهم مجال..كانت تفكر و تفكر باللي صار..لين نامت..
*من بكره*
في سيارة سيف/
كان طالع من الجامعه..و يفكر في نجود..و حالهم..يتذكر كلام أمه عن زواج المسيار..و يتذكر الخوف اللي حس فيه وهو يفكر في نجود بين أهله بالملكه..كان يتمنى يلقى حل..لأنه يعرف انه مستحيل يتخلى عن نجود..بنفس الوقت ما يبي يجرح أهله..(بس وش هالحل؟ و كيف بألقاه؟ و إلى متى بأستمر على هالحال؟)
وصل لبيتها..تعود على هالمشوار الطويل لين صار ما يحس فيه..جلس في سيارته يشوف البيت و الحاره..و يسأل نفسه..كيف جابته أقداره هنا..على كثر البنات ليه ما أخذت قلبه الا نجود..كل شي غريب عنه هنا..لكنه ما يرتاح الا هنا..رغم اختلاف الظروف..و الحال..هنا على كثر الفقر..يحس ان كل شي موجود عنده..و هناك بيته و أهله..لكنه دائما فاقد شي..فاقد وجودها جنبه..
ما حس الا و نجود تدق على باب السياره..فتح الشباك..
سيف يبتسم: الحلوه تغازلني؟
نجود: سيف ليه جاي هالوقت؟
سيف ينزل و يأخذ شنطتها: عازمك على الغداء
نجود تطل بالسياره: وين هالغداء ان شاء الله؟!
سيف: اللحين اروح اجيبه
نجود: لا تعال أنا بأطبخلك أنت دائما تعزمني هالمره بأذوقك طبخي..بس ياويلك ما يعجبك
سيف يضحك: الله يستر..مو محتاجه شي؟
نجود: لا تعال
دخل معها البيت..و أول ما دخلت رمت غطاها..و شاف وجهها أحمر من الحر و الشمس..دخلوا داخل البيت..وهو يمشي معها و يفكر بقهر..كيف تاركها بهالعيشه الصعبه و مو قادر حتى يساعدها..حتى لو كانت تعودت على هالحياة هو مو راضي لها بالتعب..
نجود: سيف وين رحت؟
سيف: معك حبيبتي
مسك وجهها اللي كان للحين حار بين يديه..و صار يتأملها و هي تطالعه بإستغراب..
نجود: وش فيك تطالعني كذا؟ ليه مو حلوه الظهر؟
سيف: أنتي حلوه بكل وقت
نجود تضحك: الحمدلله قلت يمكن توه يشوفني زين..و تحسف
سيف يبتسم لها: نجود
نجود: نعم
سيف: نجود
نجود: نعمين..
سيف: .....
نجود: سيف وش فيك؟
سيف: أحب اقول اسمك
نجود تمزح تغطي احراجها: والله رومانسيتك عليها أوقات غلط
سيف: اسمعي أنا بأبدأ اجيبك من المدرسه كل يوم
نجود بإستغراب: ليه ان شاء الله؟
سيف: مو شايفه كيف حالتك كذا
نجود تطالع نفسها: وش فيني؟ مو توك تقول حلوه
سيف يحط يده على شعرها: حرام عليك حتى راسك للحين حار!
نجود تضحك: عادي شمس الظهر أكيد بيكون حر
سيف: بس مو زين عليك كذا أخاف تجيك ضربة شمس
نجود تضحك: سيف ترى أنا مو زبده..كلها ربع ساعه اللي امشيها فيه ناس تمشي ساعه
سيف: قلت لك بأجي اوصلك الظهر
نجود بعناد: لا
سيف: ليه؟
نجود: لانك تصير توك طالع من جامعتك كيف كل يوم تجي تاخذني
سيف: عادي
نجود: أنا مو عادي عندي
سيف: نجود و بعدين!
نجود: خلاص اترك الدراسه
سيف: طبعا لا
نجود: اجل لا تجي..كم لي سنه اجي تحت الشمس مو اللحين بتضرني
سيف: خلاص الوقت اللي أكون فيه فاضي أجي
نجود: لا..لاني عارفه ان هالوقت بتخليه كل يوم..و خلاص خلك هنا بأروح اسلم على أمي و اجهز الغداء
تركته نجود و دخلت غرفة أمها..سلمت عليها و طلعتها عند سيف و راحت للمطبخ.وقفت تفكر..(حتى من الشمس تخاف علي يا سيف!! حرام عليك لا تخليني أحبك زياده..مو عارفه وش اسوي بعد فراقك..الله لا يجيب ذاك اليوم)
في المستشفى=المغرب/
جاء ماجد و شاف حنان و فاتن لحالهم..تلفت لكنه ما شافها..و تأكد إنه ماراح يشوفها بعد اليوم..حنان كانت مشغوله تركها و راح لفاتن..
ماجد: مساء الخير
فاتن: مساء النور
ماجد بتردد: آآ ياسمين ماراح تداوم؟
فاتن بحزن: أكيد ماراح تجي بعد اللي سويناه فيها
ماجد يتنهد: ما قدرت أصدق إنها مو مثل ما تقول حنان
فاتن: و اللحين صدقت؟
ماجد: ما عاد يهم صدق أو كذب هي وحده و راحت في طريقها..عن إذنك
تركها و راح..كان يحس بفراغ كبير مو عارف ليه..يمكن لأنه ظلمها..أو لأنه بيفقدها..
من أمس وهو مو قادر ينام..و صوتها المرتجف رغم قوته ما غاب عنه لحظه..يعرف انها كانت خايفه..بس مع كل هذا ما خضعت له..و لا حتى ترجته..بالعكس اكتفت بالأمر..وهو ما قدر إلا إنه يسوي اللي تبي..
طلع من المستشفى و هي للحين في خياله..نظراتها..صوتها..كل شي يتذكره عنها..(ياسمين..معقول طلعتي من حياتي و ماراح أشوفك بعد هاليوم!)
كان يفكر..ما يدري ليه خطفها..ما يدري ليه يبي يكسر هالقوه اللي فيها..ليه يبي يشوفها ضعيفه قدامه..و مع كل هذا ما سوى لها أي شي..جلس معها في السياره ساكن ماقدر حتى يمد يده يمها..خاف منها حتى و هي فاقده الوعي..أو خاف على الشي اللي اعجبه فيها ينهز..
تركها في حاله..و هي اللحين تركته..
في بيت أم عمر/
في غرفة لينا-كانت نايمه على سريرها..تحس بكسل و خمول..لانها من يوم الخميس و هي ما تأكل زين..كانت تأكل بالغصب بس قدام أهلها..لكن ما كان لها نفس لأي شي..من يوم ملكتها و هي أغلب وقتها حابسه نفسها بغرفتها..تحاول تتقبل انها اللحين زوجته..لكن هالشي كان صعب عليها..تكرهه..و كرهته زياده..(سامحني يا يوسف..ما كنت أبي اخون ذكراك..بس خوفي على أمي حدني على هالشي....كنت اتوقع إني بأقدر اتحمل عشانها بس صعب..صعب من بعدك ياخذي اللي ذبحك و نساك..نساك لدرجة إنه فكر ياخذني بعدك....بس اللحين بأذكره دائما باللي سواه)
سمعت جوالها يدق ما كانت تبي ترد..لكنها شافت رقم مساهير..و عرفت انها لو ما ردت بعد دقايق بتشوفها عندها..
لينا: هلا مساهير
مساهير: بدري! وينك من الصبح أدق ما تردين؟
لينا: كنت نايمه
مساهير: وش فيه صوتك تعبانه؟
لينا: لا بس توي صاحيه
مساهير: أكيد؟ يعني ما كنتي تصيحين؟
لينا: ليت الدموع تنفع
مساهير: لينا أنتي اللي ما تبين ترتاحين
لينا: لو كان بيدي كان ريحت نفسي من زمان
مساهير: و الله مو عارفه وش الحل معك؟
لينا: ماراح تلقين حل لأني أنا نفسي مو لاقيه..معليش مساهير بأسكر اللحين ما صليت المغرب
مساهير: مع السلامه
في الصاله_شافت حلا عمر جالس لحاله..و جلست عنده..رفع راسها يطالعها..و شافها تطالعه..
عمر: وش فيك تطالعيني؟
حلا: امم عمر ممكن اسألك سؤال
عمر: اسألي
حلا: أنت ليه ما تتزوج مساهير؟
عمر انصدم: نعم! و ليه إن شاء الله؟!
حلا: و ليه لا؟ وش فيها مساهير؟
عمر: ما قلوا البنات يوم آخذها
حلا: زين وش إعتراضك عليها؟
عمر: و أنتي ليش تسألين؟ مرتاح من أمي تطلعين لي أنتي!
حلا: يعني ما تبيها؟
عمر: لا ما أبيها
حلا: خلاص أجل بنخطبها لسيف
عمر عصب: و ليه تخطبينها؟ وش دخلك فيها!
حلا: أبيها تكون أحد أفراد العائله
عمر: ريحي نفسك هي ماراح توافق
حلا: عليك أو على سيف؟
عمر يقوم: علينا كلنا..و كلها كم يوم تلقينها رجعت مكان ما جت
حلا: لا مساهير ما تفكر تروح
عمر قبل يطلع: بكره أذكرك
راح و هي تفكر..(ليه مصر إنها بترجع لعمانها؟ ما طلعت بشي ما عرفت إن كان يحبها للحين أو لا!....أوف ما استفدت..بس أنا وراكم لحد ما أعرف)
في بيت أم فارس=بعد المغرب/
كانت أسيل جالسه في الصاله..كالعاده لحالها..أمها طالعه..و أبوها و فارس في شغلهم..حتى سيف صارت قليل ما تشوفه بعد ما صار يطلع مع أصدقائه اللي بالجامعه مثل ما قال لها..بدت تقلب المحطات بملل..طرى في بالها فيصل..كان دائما شعورها اتجاهه الحب..حب صافي و واضح..لكن اللحين تعجز تحدد شعورها اتجاهه..تحس بحرن..و حقد..بصدمه..و قهر..ما تدري إن كانت للحين تحبه أو لا..أو إن كانت تقدر تنسى خيانته..تعبت من التفكير..لكن وحدتها بهالبيت تخليها غصب تفكر..
في بيت أم العنود=المغرب/
في غرفة ياسمين_كانت تدور بقهر..اليوم ما راحت للدوام بحجة إنها تعبانه..لكن الغريب إنها اللحين تفكر تكمل دوامها..(بأكمل هالأسبوع بعده اترك الشغل..على الأقل أأكد لنفسي إني مو خايفه منهم..أكره هالشعور..و ما أبي احس فيه مره ثانيه أبدا..ماراح اسمح لهم يخوفوني..بأروح و أقول لهم اللي يستاهلونه..عشان يعرفون إن كل هاللي صار ما هز فيني شعره)
قررت تداوم..لكن هالمره بس عشان تسوي اللي ما قدرت تسويه قبل يوم كانت خايفه على شغلها..و هي متوقعه إنها بأي لحظه تسوي شي يخليها تنطرد من هالشغل..أهم شي تبين لنفسها إنها ما تخاف..لأنها من سنين وعدت نفسها إنها ما تعرف هالشعور أبدا..و لا تبي أي أحد يحسسها فيه..
*يوم الأثنين*
في المستشفى/
كانت فاتن و حنان قبل دقايق واصلات و بدأوا الشغل..حنان كانت فرحانه و مرتاحه إن ياسمين تركت الدوام..أما فاتن فكانت تحس إن ياسمين تاركه فراغ كبير..مع إنها ما كانت تتكلم معها كثير..لكن وجودها كان يريحها..
لكنهم انصدموا..و ما صدقوا عيونهم و هم يشوفونها جايه..طالعتهم بنظره إستحقار سكتهم أكثر..مشت بكل ثقه و غرور..
ياسمين: وش فيكم؟ ليه ساكتين؟ لا تقولون إن عندكم إحساس و إنكم ممكن تكونون خجلانين أو نادمين على اللي سويتوه!
حنان سكت و عطتها ظهرها..و هي تفكر إنها أكيد تصالحت مع ماجد و إلا كان ما جت بهالقوه..أما فاتن فكانت مو قادره ترفع عينها و تطالع بياسمين..تمنى تعتذر منها..لكنها تعرف إن أعذار الدنيا ماراح تفيدها..
كملت ياسمين شغلها..و هي تحس براحه..لأن الخوف اللي بقلبها من اللي صار بدأ يتلاشى..
في بيت أم راكان/
كانت مرام في غرفتها..من يوم رجعت من ملكة لينا..و عرفت إن لا نادر و لا أسيل يفكرون يفسخون هالخطبه..و هي بتنجن..جالسه تفكر و تفكر في حل..فجأه صرخت..(صح..جدة نادر! كيف راحت من بالي)
و قامت تركض..و طلعت من غرفتها رايحه لأمها..
|