قلوب تنزف عشق
@،،النزف العشرون،،@
في بيت طلال=الساعه أربع العصر/
صحت لينا و شافت نفسها نايمه على الكنب..شافت الوقت و استغربت انها نامت كل هذا..تذكرت اللي صار..حست بجسمها كله يرتجف..(ماراح أقدر أكمل..الحياه معه مستحيله..صعب يجمعنا مكان واحد..صعب اشوفه بكل وقت..صعب..صعب..أنا وش سويت في نفسي؟ ليه وافقت؟ كيف قدرت أوافق عليه؟؟)
رجع جوالها يدق..و تذكرت إنه هو اللي صحاها..شافت رقم عمر..
لينا: مرحبا
عمر بجديه: أهلين لينا أنا عند الباب افتحي
لينا بإستغراب: إن شاء الله
راحت للمراي ترتب نفسها..و تمسح آثار الدموع من وجهها..استغربت جية عمر..(أكيد طلال قال له؟)
فتحت الباب و شافته..استغربت ملامح الحزن اللي ماليه وجهه..دق قلبها بخوف..هالملامح تكرهها..ما تبي تعيد هالذكرى اللي للحين ما نستها..دخل عمر بدون ما يقول كلمه وحده..التفت يطالعها بإستغراب..
عمر بشك: أنتي عرفتي؟
لينا ما فهمت: عرفت إيش؟!
عمر يتأملها: ليه شكلك كذا؟ كنتي تصيحين؟
لينا تصرف: لا بس توي قايمه من النوم...عمر أنت كنت جاي بتقول شي؟
عمر: من متى طلع طلال؟
لينا تتذكر: تقريبا ثمان الصبح..أنت جاي تبيه؟
عمر بتردد: لا.....أنا جاي اقولك..إن..إن طلال...
ما قدر يكمل و نزل عيونه للأرض.كان خايف عليها..ما يتوقع وش بتكون ردة فعل لينا على الخبر..دائم فرحتها تنقتل..أول يوسف..و اللحين طلال..
لينا انتظرته يكمل..لكن تردده خلاها تفهم شي واحد..
لينا: يبي يطلقني؟ صح؟
عمر انصدم: أنتم متهاوشين؟!
لينا: يعني ما قال لك؟ أجل وش تبي تقول؟
عمر يتنهد: طلال سوى حادث
سكت عمر يراقب ملامحها المرهقه..و نظراتها الذابله..وش يتغير فيها..وش تأثير اللي قاله..
لكنها زادت برود..و لا بان عليها أي تأثير..و لا كأنها سمعت شي..
عمر يكمل: الكل في المستشفى..جيت آخذك أكيد تبين تتطمني عليه
هزت لينا راسها..و راحت بهدؤ لبست عبايتها و طلعت معه..
في السياره كانوا ساكتين..عمر كان خايف تثور و تنصدم..لكن سكوتها خلاه يخاف أكثر..
أما هي فكانت تحس إن أفكارها مشته..عجزت تعرف شعورها بهاللحظه..بعد اللي سمعته..حتى إنها ما سألت كيف حاله..وش صار فيه..
خافت من نفسها..من أفكارها..(لا! مو معقول أكون فرحانه باللي صار له!! بس أنا تزوجته إنتقام منه..عشان احسسه بذنبه..و أشوف هالشي يستاهله....)
انصدمت من اللي قالته..ما توقعت تفكيرها يوصل لهالدرجه..
(كيف وصلت لها لحد؟ أتمنى له الموت!!....إن استمرينا مع بعض بأخسر نفسي..بأخسر إنسانيتي..لازم نفترق)
كانت تحت مظهرها الهادي..تعيش أنواع الصراع داخلها..
في بيت أم العنود/
كانت جوري جالسه في غرفتها و تفكر في زواج لينا أمس..تخيل لو كان زواجها من مازن..كانت تبي تحدد شعورها اتجاهه..لكنها ما قدرت..هي معجبه فيه..و ما فيه شي تكرهه عشانه..بس يمكن عشانها تحس إنها انجبرت عليه بعد خوفها من اللي سمعته..(مادري هذا السبب أو تفكيري بفارس هو السبب..هو اللي مخليني مو مهتمه بمازن....لا بس أنا لازم اطلعه من بالي أنا اللحين خطيبة مازن و بعد شهر ملكتنا و بأكون زوجته ما يصير أفكر بفارس..بأنساه..بأنساه في مازن)
دخلت ياسمين و ملامحها متضايقه..
جوري: ياسمين وش فيك؟
ياسمين: طلال سوى حادث
جوري تشهق: وش صار له؟ و لينا معه؟
ياسمين: لا ما كانت معه
جوري: وش صار فيه؟
ياسمين: مادري..بس يقولون حالته صعبه
جوري بحزن: يا عمري يا لينا انكسرت فرحتها..الله يقومه لها بالسلامه
ياسمين: يا رب..الله يعين على ردة فعل لينا اذا عرفت..هي ياله نست اللي صار بيوسف
جوري بخوف: لا إن شاء الله يقوم لها بالسلامه
في المستشفى/
وصلت لينا للمستشفى.لكنها ما شافت إلا رغد بالإستراحه..كانت جالسه تنتظر أبوها يطلع..هي آخر من عرفت بالخبر و جت تتطمن عليه بعد ما راح الكل..كانت منهاره و تصيح..ولينا وقفت عند الباب تفكر...(معقوله حالته خطيره؟ معقوله يموت؟)
شافتها رغد و سلمت عليها..جلست جنبها..و رغد تطالعها بإستغراب..من هدؤها..و برودها..
رغد بقلق: لينا عمر وش قال لك عن طلال؟ ما أحد قال لي وش حالته بالضبط
لينا برود: مادري ما قال لي عمر شي
رغد تصيح: خايفه عليه من يوم شفت حالة أبوي حسيت إن اللي في طلال مو سهل
سكت لينا..كانت تبي تواسيها..تبي تطمنها..لكنها ما قدرت..كانت تحس بفراغ داخلها..فراغ من أي إحساس..و كأن كل المشاعر فيها انعدمت..
دق فيصل على رغد عشان تدخل لطلال..ما كان مسموح إلا لشخص واحد يدخل..
رغد: أبوي طلع من طلال..تبين تدخلين قبلي؟
لينا: لا ادخلي أنتي
في بيت أم فارس/
أول ما عرفت أسيل الخبر بدت تصيح..و ياله هدتها أمها..كانت متأثره عشان طلال..أمس عرسه و اليوم في المستشفى و لينا بعد كانت كاسره خاطرها..دقت على رغد تبي تتطمن عليها..لأنها أكيد منهاره اللحين..لكنها ما ردت على جوالها..دقت على بيت عمها..
لكن أول ما سمعت صوته..كان قلبها بيوقف..ما تتذكر متى آخر مره سمعته..و لا تعرف متى بتسمعه مره ثانيه..حست جروحها تصحى مع صوته..سكرت في وجهه..و ضيقتها زادت ضيقه..
أما فيصل فرجع الرقم..يشوف مين اللي اتصل..و يوم شاف رقم بيت عمه..عرف إنها أكيد أسيل..لكنه طرد من نفسه أي تفكير فيها..و طلع من البيت و راح للمستشفى.
في المستشفى/
دخلت لينا لطلال..لكنها وقفت عند الباب و تسندت عليه..ما تجرأت تتقدم و لا خطوه لداخل الغرفه..كانت تشوفه من بعيد..و الأسلاك و الأجهزه حواليه..باين إن حالته خطيره..ما قدرت توقف أكثر من كذا..طلعت من الغرفه..و شافت عمر ينتظرها و راحت معه..
في السياره..
عمر: ما سألتيني عن طلال؟
لينا: .......
عمر: رغد قالت لك عن حالته؟
لينا: إيه
عمر: لا تخافين يا لينا إن شاء الله يعدي منها على خير
سكت لينا..لكنها التفت تشوف عمر..ملامح الحزن و الخوف اللي ماليه وجهه..تقول إن طلال أبدا مو بخير..
لينا تشوف الطريق: وين رايحين؟
عمر: لبيتك أكيد بتآخذين أغراض لك
لينا: لا عندي كل شي في بيتنا
عمر: يعني ما تبين تروحين لبيتك؟
لينا: لا
عمر: على راحتك
اتخذت قرارها النهائي..ما تبي تروح لهالبيت مره ثانيه..سواء عاش..أو مات..
في بيت أم عمر/
كانت حلا تهدي أمها اللي من عرفت الخبر و هي متضايقه..و تتحسر على بخت لينا..و فرحتها اللي دائما ناقصه..
حلا: يمه عمر دق و يقول لينا جت معه..ما يصير تشوفك بهالحال أجل هي وش تسوي؟
أم عمر: الله يقومك بالسلامه يا طلال..و يعدل حال هالبنت
حلا: شكلهم وصلوا
دخلت لينا مع عمر..و أمها و حلا أول ما شافوها قاموا يسلمون عليها و يطمنونها..لكن اللي صدمهم كلهم برودها و هدؤها..كانت ساكته و ترد على كلامهم بكلمه أو هزه برأسها..
أم عمر: لينا أنتي بخير؟
لينا: ايه يمه تطمني..أنا طالعه لغرفتي تعبانه أبي ارتاح
تركتهم و طلعت..و التفتوا لعمر..بنظرات استفام..
عمر يتنهد: من يوم قلت لها و هي بهالحاله..ما تتكلم إلا إذا سألتها
حلا: ما راحت تشوفه؟
عمر: راحت و دخلت عليه و طلعت و هي على هالحال
أم عمر بحزن: الله يصبرها..أكيد مصدومه أنا رايحه اتطمن عليها
عمر: و أنا رايح للمستشفى
أم عمر: طمننا عليه
عمر: إن شاء الله
طلع عمر..لكن باله كان مع لينا..ردة فعلها غريبه..و الكلام اللي قالته أول ما شافته أغرب..حتى حادث طلال كان غريب..و كأنه كان معصب أو متضايق عشان كذا ما انتبه للعامود اللي صدم فيه..(شكلهم متهاوشين)
كان يفكر بشي و بعد تردد..دق عليها..
مساهير شافت رقمه و طنشته..لحين مقهوره منه و معصبه و ما تبي تسمع صوته..وهو كان حاس بهالشي..و عرف انها ماراح ترد عليه..مع انها قهرته لكن عشان لينا ارسل لها..[كنت داق بأقول لك إن طلال سوى حادث و لينا في بيتنا..أنا خايف عليها من يوم عرفت و هي ساكته ما تتكلم كنت أبيك تروحين لها يمكن تتكلم معك]
أول ما قرت مساهير المسج..خافت على لينا..و بسرعه لبست عبايتها و راحت لها..
في سيارة نادر/
كان راجع مع رغد من المستشفى..و هو طول الطريق يحاول يهديها..لكنها كانت تصيح و ما تسمعه..شاف جوالها اللي كان بحضنها و على الصامت يدق..
نادر: رغد جوالك يدق ردي عليه
رغد تصيح: .....
نادر: رغد ردي
رغد: مابي
اخذه نادر و شاف اسم أسيل مكتوب على الشاشه..
نادر: هاذي أسيل
رغد تصيح و مو يمه: ......
كانت أسيل تدق و تدق..تبي تتطمن على رغد..و مع إصرارها رد عليها نادر..
أسيل بقلق: رغد خوفتيني عليك ليه ما تردين
نادر: أنا نادر
أسيل تشهق: رغد فيها شي؟؟
نادر: لا بس مو قادره تكلم اللحين
أسيل: أنتم في الطريق؟
نادر: ايه
أسيل: زين ممكن تجيبها عندي
نادر يشوف حالة رغد..و حس انها لو تروح عند أسيل أحسن..يمكن تهديها..لو رجعت للبيت و شافت أمها كيف حالتها كل وحده بتزيد على الثانيه..
نادر: خلاص أنا بأجيبها عندك
أسيل:مشكور..و ما تشوفون شر
نادر: الشر ما يجيك
سكر منها نادر..وهو يفكر..هذا أول حوار طويل بينهم..يمكن ما يسمى حوار بين اثنين متزوجين..لكنهم كانوا أول مره يتكلمون مع بعض من ملكتهم..
في بيت أم عمر/
دخلت مساهير..سلمت عليهم و راحت بسرعه لغرفة لينا..دخلت و شافتها جالسه على سريرها..أول ما شافتها لينا صدت للجه الثانيه..قربت مساهير و جلست على طرف السرير..و مسكت يدها..
مساهير: لينا وش فيك؟
لينا تعترف: مو حاسه إني زعلانه..مو حاسه إني خايفه عليه..و لا مهتمه...(تلتفت لها)مساهير خايفه أكون فرحانه باللي صار فيه
مساهير بصدمه: لينا! أنتي وش تقولين؟
لينا: مابي ارجع له..مستحيل اعيش معه..كنت أظن إني بأقدر انتقم منه..اطلع كل قهري و حزني فيه..لكن شوفته تفقدني كل قوتي شوفته تذكرني بيوم وفاة يوسف
مساهير سكت ما تدري وش ترد عليها فيه..صدمها اللي قالته لينا..و صدمها السبب اللي خلاها توافق عليه..
مساهير بقلق: لينا وش صار بينكم؟
لينا تتنهد بتعب: ما صار شي..أمس أول ما وصلنا تركته و قفلت على نفسي الغرفه..جلست اصيح لين تعبت و نمت...قمت على صوته يطق الباب و أول ما قال لي إن أمي حجزت لنا و تبينا نسافر..فقدت أعصابي ما تخيل أبدا هالشي..صرخت في وجهه قلت له مابي أسافر معه....
مساهير: وش قال؟
لينا: تركني و طلع
مساهير: تدرين وش حالته اللحين؟
لينا: لا
مساهير: و ما تبين تعرفين؟
لينا تصيح: مادري..مادري يا مساهير..مابي أفكر و اتأكد إني فرحانه باللي صار له
مساهير تتنهد: إن شاء الله يقوم بالسلامه
لينا: ......
مساهير: لينا وش ناويه تسوين اذا صحى طلال؟
لينا: بأطلب الطلاق..ما أقدر استحمل..حاولت عشان أمي بس...بس ما قدرت
مساهير: ما كان المفروض توافقين على طلال لو غيره كان...
لينا: هو أو غيره..أنا مابيهم مو قادره انساه مو قادره انساه..اليوم شكل عمر ذكرني بوفاته..آه يا يوسف ليتني مت معك و ارتحت بعدك ما شفت إلا العذاب
مساهير: استغفري ربك يا لينا..و قومي صلي لك ركعتين تهدي نفسك
جلست معها مساهير لين هدت..و خلتها تنام و طلعت..
في بيت أم فارس/
وقف نادر..و رغد توها تنتبه للبيت.و طالعته بإستغراب..
نادر: أسيل طلبت مني اجيبك عندها
رغد: ماراح تنزل؟
نادر: لا
نزلت رغد..و نادر وقف لين دخلت للبيت و بعدين مشى..جت في باله أسيل..مع انها ما كانت تطري عليه أبدا..أم هو اللي يحاول يتناسى انها اللحين زوجته..تذكرها بملكتهم..شكلها بجد صدمه و كان غير المتوقع..تخيلها بنت صغيره و الحزن ماليها..لكنه شافها أنثى كلها غرور..كان سرحان فيها و يتذكر كل كلمه قالتها..كل نظره..لكن أول ما تذكر كلامها اللي بالصدفه سمعه عن ملكة فيصل..طرد أي فكره عنها في باله..(مجرد صوره يا أسيل..ماراح أفكر فيك أكثر من كذا)
*بعد أيام*
صحى طلال..و الكل زاره يتطمن عليه إلا لينا..ما قدرت تروح..و ما كانت تبي تروح..الكل فسر برودها و هدؤها على إنه صدمه و خوف بعد اللي قد مرت فيه..هي و مساهير الوحيدين اللي يعرفون الحقيقه..
طلال كانت حالته الصحيه سيئه..رجله كانت فيها كسور معقده جبسوها له هي و رقبته بعد..و الأهم من كذا نفسيته اللي كانت عدم..كانوا يحسبون اللي فيه تعب..لكن تعب روحه كان أكبر..
في بيت أم العنود/
كانت ياسمين في غرفتها..و دق جوالها..شافت رقم ورد..و ترددت ترد أو لا..انقطعت عنها أيام..و توقعت انها خلاص ماراح تدق..و استغربت و هي تشوفها رجعت تدق مره ثانيه..تذكرت فرحتها و هي تكلمها و كسرت خاطرها..(كله من عمك..الله يعينك على هالعم و يرحم حالك معه)
ما تدري كيف ردت عليها..يمكن حتى هي اشتاقت تسمع صوتها..
ياسمين: مرحبا
ورد بخوف: هلا ياسمين
ياسمين بجفاء: أهلين ورد
ورد تصيح: ياسمين..لا تزعلين مني
ياسمين رحمتها: مو زعلانه منك يا ورد و عارفه انك مو قاصده هالشي
ورد: أنا آسفه
ياسمين: خلاص حبيبتي لا تضايقين نفسك أنا مو زعلانه منك أبدا
ورد: يعني تسامحيني؟
ياسمين: ايه..بس حبيبتي اعذريني ما أقدر اكلمك بعد اليوم
ورد تصيح: ......
ياسمين بحزن: ورد لا تصيحين
ورد برجاء: ياسمين أنا ما عندي صديقه غيرك..أنا ما أحب أحد غيرك و لا أحد يحبني
ياسمين تتنهد: خلاص أنا و أنتي بنتم صديقات بس أنا اللي بأكلمك أنتي لا تدقين خلاص؟
ورد فرحت: ايه
كلمتها ياسمين شوي و بعدين سكرت..و هي تلوم نفسها على اللي سوته..(كان المفروض ما أرد..بس والله كسرت خاطري..مرتاح اللحين على اللي سواه فيها)
في بيت أم عمر/
كان عمر بيروح لطلال المستشفى..حاول بلينا تروح معه لكنها رفضت..حس انه صاير بينهم شي..بس ما قدر يسأل..خاف يكلم لينا و هي بهالحال..تثور و تنهار..حتى طلال كان مو قادر يسأله عن شي وهو يشوفه حالته صعبه..فكر بمساهير يمكن تعرف شي..و دق عليها..
مساهير شافت رقمه و لا ردت..و هالشي قهر عمر..لأنه كان يدق و يدق و هي مطنشته..لين ارسله لها..[بأتكلم معك في شي يخص لينا]
بعده دق عليها و ردت..
مساهير: نعم
عمر بقهر: ما بغيتي؟!
مساهير: وش فيها لينا؟
عمر: أنا اللي أبي اسألك وش فيها؟ ما قالت لك شي؟
مساهير: عن ايش؟
عمر: عن طلال..أنا حاس انه صاير بينهم شي..حتى انها للحين ما زارته
مساهير: لا بس يمكن مصدومه من اللي صار له..و خايفه
عمر: هي قالت لك كذا؟
مساهير تكذب: هذا اللي فهمته من كلامها
عمر: زين ممكن تجين تقنعينها تزوره..أمي مو عاجبها اللي يصير و أخاف تجبرها تروح..أبيك أنتي تقنعينها أحسن
مساهير: خلاص أنا اكلمها
عمر: متى؟
مساهير: أنت في البيت اللحين؟
عمر: ايه
مساهير: خلاص اذا طلعت أنا اروح لها
عمر بقهر: وش افهم من هذا؟!
مساهير: اعتقد واضح..مابي اشوفك ولو ما لينا كان ما رديت عليك
عمر عصب: ارتاحي أنا طالع للمستشفى و ماراح ارجع بدري..تطمني ماراح تشوفين وجهي
سكر وهو للحين مقهور منها..(و بعدين معك يا مساهير؟ حتى مو هاين عليك تواسيني بهالحال اللي أنا فيه..بدال ما تزيدين همي هم)
لكنه تذكر هو وش قال لها..و كيف فكر فيها..صدمها بتفكيره..و أكيد ماراح تنسى هالشي بسهوله..يتبع
*بعد يومين*
في بيت أم عمر/
دخلت رغد للصاله.و هي للحين تفكر باللي تبي تسويه..كل ما تزور طلال تشوف الضيقه باينه على وجهه..خاصه و أهلها يسألونه عن لينا ليه ما تزوره..كانت متأكده انه صاير بينهم شي..من الحزن اللي باين على وجهه..و من سكوت لينا و حالتها اللي تقول عنها حلا..(لازم أحد يتدخل..مو معقول متزوجين عشان بس يعذبون بعض)
دخلت لأم عمر..و سلمت عليها..
أم عمر: كلمي حلا خليها تجي..طالعه هي و شوق للسوق تجيب لها أغراض
رغد: لا خليها على راحتها..أنا بأشوف لينا
أم عمر تتنهد: روحي لها في غرفتها..جالسه فيها ما تطلع
طلعت رغد و هي كانت عارفه من قبل إن حلا مو في البيت..هي عشان كذا جت..استغلت الفرصه عشان تكلم لينا..وصلت لغرفتها..ترددت أكثر..ما تدري اللي تسويه صح أو لا..بتقبله منها لينا أو لا..وش بيكون ردة فعل طلال لو عرف..بس إذا كان هو ساكت على الحال اللي هو فيه هي ماراح تسكت..
طقت الباب..و سمعت صوت لينا تقولها تدخل..دخلت و ما غاب عنها الصدمه اللي بانت على وجه لينا..سلمت عليها..و يوم شافت الحال اللي هي فيه..حزينه و ذبلانه..كسرت خاطرها..بس مع كذا قالت اللي هي جايه بتقوله..
رغد: لينا بصراحه أنا كنت جايه أبي اكلمك بموضوع
لينا حست انه عن طلال: خير ان شاء الله؟
رغد: بس ما أبيك تتضايقن
لينا: قولي يا رغد..(أنا من متى فارقتني الضيقه)
رغد: طلال
لينا بضيق: وش فيه؟
رغد: ليه ما تزورينه؟ طلال ياله كان يصحى و كل ما صحى سأل عنك يبي يتطمن عليك..ليه ما تروحين تشوفينه و تتطمني عليه..و تطمنينه
لينا: .....
رغد: لينا أنا عارفه انه ما يحق لي اتدخل..لكن اعذريني و أنا اشوف حالة أخوي و نفسيته كيف صايره لازم اسوي شي
لينا قررت فجأه: خلاص يا رغد أنا بكره بأزوره
رغد فرحت و ما صدقت: مشكوره يا لينا..كنت متأكده ان قلبك طيب و إنه ما يهون عليك
دقت حلا على رغد و قالت لها انها تحت..و نزلت لها..و لينا تفكر باللي قالته..(الكل لاحظ..و الكل بيعرف..خلاص بكره بأروح و أنهي الموضوع..بأطلب منه يطلقني بأقوله إني مو قادره اتحمل أشوفه..و الله يعيني على أمي..بس غصب عني..حاولت ما قدرت..الله يصبرك يا يمه و يهون عليك طلاقي)
في بيت نجود/
وصل سيف لبيتها..و دق عليها يقول لها انه وصل..لكنها ما ردت عليه..دق الجرس..انتظر دقائق..و فتحت له الباب..لكنه انصدم وهو يشوفها..كان وجهها أحمر..و عيونها غايره..
سيف بخوف: نجود وش فيك؟
نجود و البحه اللي فصوتها زادت: تعرف تغيير الجو..اللحين الوقت بدأ يبرد و أنا دائما اتعب أول البرد
سيف عصب: و ليه ما دقيتي علي؟
نجود: تعب بسيط ما يسوى
سيف: صوتك ياله طالع و شكلك كذا و تقولين ما يسوى!! وش اللي يسوى عندك؟
حط يده على رأسها..و شاف حرارتها مرتفعه..
سيف: البسي عبايتك نروح للمستشفى
نجود: لا مابي
سيف: ما أخذت رأيك يله..و إلا حتى بهاذي تبين تعاندين!
نجود بتعب: سيف أخذت مسكن و خلاص
سيف يسحبها مع يدها و يدخل معها..سلم على خالته و قال انه بيودي نجود للمستشفى.و أصر عليها تروح تلبس عبايتها..و راح معها للمستشفى.
في بيت ماجد/
دخل للبيت وهو يحس بملل..كل الأيام اللي راحت إذا ما كان مع سيف..يكون في الشركه..انقطعت أخبارها عنه..و يحس بفراغ بعدها..مع إن ورد ما كانت تقوله كثير..لكن يحس انها موجوده في دنيته..لكن اللحين طلعت منها..و هي تكرهه زياده..(كل يوم أبعدك عني بتصرفاتي أكثر! مادري كيف الواحد يتعامل معك؟ وش يرضيك و أنا مستعد اسويه)
دق جواله..و شاف رقم وحده من اللي كان يكلمهم..نفسه يرد..نفسه يرجع مثل ما كان..لكنه حس انه ماله خلق لهالشي..هو دائما كان يسويه بدون اقتناع بس من الفراغ..لكن اللحين ما قدر..
ضحك على نفسه..ليه تعلق فيها..و خلاها تقلب حياته..وهو متأكد انها مستحيل ترضى فيه..
راح لورد في غرفتها..يمكن الجلسه معها تهون ضيقته..كان جالس يسولف معها..و يحس إن عندها شي تبي تقوله..
ماجد: وردتي فيه شي؟
ورد ارتبكت: هاه لا..لا ما فيه شي
ماجد: يعني أنا مو عارفك..أنتي عندك شي تبينه؟
ورد بحيره: صار شي مادري اقولك أو لا؟
ماجد:قولي يا ورد وش صار؟
ورد بتردد: دقيت على ياسمين قبل كم يوم
ماجد انصدم: ليه؟
ورد: كنت أبي اكلمها و اقولها تسامحني
ماجد بترقب: و ردت عليك؟
ورد: ايه
ماجد فرح: وش قالت؟
ورد: ترجيتها ما تتركني.و قالت خلاص نكون صديقات بس هي تدق علي و تكلمني
ماجد ابتسم..معه انه ما كان يعرف هي صادقه باللي قالته أو تجامل ورد..(حتى أنتي يا ورد مو قادره تبعدين عنها؟ أهم شي انها كلمتك هذا أحسن من لا شي)..
في بيت نجود/
رجعوا سيف و نجود..و جاب معه عشاء لأنها كانت تعبانه و مو قادره توقف..دخلوا البيت..
و تعشوا مع أمها..بعدين دخلها الغرفه..و أصر عليها تنام..كانت نايمه على السرير..و جاب لها دواها و عطاه لها..
نجود: سيف مابي أنام اللحين بكره الخميس
سيف: أنتي تعبانه و لازم ترتاحين
نجود: و أنت ماراح تنام؟
سيف: نامي أنتي أول
نجود: إذا نمت بتروح؟
سيف يبتسم: أنتي وش تبين؟
نجود: مابيك تروح
سيف يرفع يدها يبوسها: ماراح اتحرك من هنا..بتصحين تلقيني جنبك
نجود: بس أبعد لأعاديك
سيف يتأملها: يا زينه التعب يوم يجي منك
نجود تضحك: ايه لأنك مو حاس باللي احسه
سيف بقلق: يوجعك شي؟ المسكن ما فاد؟
نجود: لا بس أنا اتدلع
سيف: أكيد؟
نجود: ايه
سيف: يله غمضي عيونك و نامي
نجود تغمض و تضحك: قول لي قصه
سيف صار يقولها قصتهم..و يقول لها وش كثر يحبها..و إنها أحلى وحده شافها بحياته..
نجود كانت تسمعه و مبتسمه..و كل ما تفتح عيونها يهاوشها..لكنها فجأه تضايقت..كانت تحس بيده اللي ماسكتها..تحس فيه جنبها..يملأ قلبها وجوده..يعطي حياتها طعم ثاني..لدرجة و هي معه تنسى نفسها..و تنسى هو مين..
لكن لو في يوم غاب..ما تدري ليه جاها هالطاري..يمكن لأنه فجأه سكت و ما صارت تسمع صوته..نزلت دموعها..أول ما تذكرت الفرق اللي بينهم..و تذكرت ان له عالم بعيد عنها..عالم يرفض وجودها معه..
فتحت عيونها..خافت إن سيف يشوف دموعها..لكنها شافته مغمض عيونه و شكله نايم..ابتسمت بحزن..و هي تتأمل ملامحه بحب و رجاء..(لا تتركني يا سيف..لا تتركني)
*من بكره*
في بيت أم فارس=الساعه ثمان الصبح/
طلع فارس من غرفته بيروح لشركته..كان كل وقته يقضيه في الشركه من يوم عرف بموافقتها على مازن..هالك نفسه بالشغل..عشان ما يحس بشي..رافض حتى بينه و بين نفسه يعترف إن هالشي يهمه..هو بنفسه أبعدها عنه..لأنها مثل ما يردد لنفسه ما تهمه..إذا فكر يتزوج بيختار وحده بمواصفات مثاليه..ماراح يختار وحده صغيره متردده..خوافه و بدون شخصيه..كان بس يردد عيوبها في باله..عشان يقنع نفسه إنه ما كان يبيها..مع إن هالعيوب..و نقاط الضعف اللي فيها..هي اللي أثرت فيه..هي اللي ما تخليه يقدر ينساها..لكنه بكل عناد رفض يعترف بهالشي..
نزل تحت و شاف أمه..
فارس: صباح الخير
أم فارس: صباح النور..وين رايح؟
فارس: للشركه
أم فارس:اعوذ بالله حتى يوم الخميس!
فارس يضحك و يجلس: ما يكفي الجمعه عندي اجازه بعد تبين اجلس الخميس
أم فارس: الله يهديك..ما أحد متعبني غيرك..مو راضي تريحني
فارس: انسيني و أنتي ترتاحين
أم فارس: هذا اللي قدرت عليه
فارس يضحك: ايه
دق تليفون البيت..و ردت أمه..كان بيقوم لكنه يوم عرف انها أم العنود..جلس ما يدري ليه..يمكن توقع يسمع شي عنها..و سمع..لكنه تمنى لو ما سمع..
طلع من البيت متضايق..(بعد شهر ملكتها!!)
تنهد بضيق..لكنه بدأ يفكر بشغله..يحاول يتناسى بالشي اللي يهمه..
في بيت نجود/
صحى سيف و شافها نايمه..لمس جبينها و ارتاح وهو يحس ان حرارتها انخفضت..ابتسم وهو يشوفها..ملامحها الحلوه..و يرفع بين أصابعه شعرها الناعم ..(ما يصير اسكت..لازم ألقى حل قبل تنتهي هالسنه و تكلمني أمي مره ثانيه عن ياسمين..وقتها مو عارف بأي حجه ارفض...لو أقول لخالي معقول يكون عنده حل؟ معقول يقدر يقنع أمي.....صح ما أحد بيساعدني غير خالي ناصر هو الوحيد اللي بيفهم اللي احس فيه..بأكلمه بس بعد ملكة جوري عشان يكون فاضي و ما فيه في باله شي)
في المستشفى=الساعه ثمان مساء/
طلبت لينا من عمر تروح للمستشفى.وه ارتاح و ما صدق..يظن انها توها تستوعب الموقف و تبي تتطمن عليه..ما يدري انها رايحه..و ناويه تنهي الحياة اللي توها ما بدت..
ارتاحت يوم عرفت انه ما فيه أحد من أهله عنده..أحد يردها عن اللي تبي تقوله..ما كان عنده إلا واحد من أصدقائه..
دخل عمر و قال له إن لينا تبي تشوفه..و طلع مع صديقه..و طلال كان ينتظر بحيره و ترقب..ما عرف السبب اللي خلاها تزوره لأنه ما كان متوقع هالزياره أبدا..بس السبب الوحيد اللي جاء في باله..إنها مجبوره على هالزياره..
دخلت لينا بخطوات مرتجفه..تحاول تقوي نفسها لين تنهي كل شي..وقفت بعيد عنه..و لا التفت له أبدا..طلال كان يراقبها من يوم دخلت..حتى ما شالت غطاها عن وجهها..طبعا لأنها للحين وللأبد ماراح تعتبره زوجها..ماراح تسمح له بأي وجود في حياتها..
طلال بحزن: وش فيك يا لينا؟ مين اللي جبرك تجين؟
لينا: ما أحد جبرني..أنا جيت من حالي
طلال انصدم: .......
لينا: أبي اقول لك شي ما يحتمل التأجيل
طلال بقلق: خير إن شاء الله
لينا: أبيك تطلقني...ما أقدر أعيش معك...ما أقدر حتى أشوفك أو أسمع صوتك....تزوجتك كنت اتوقع إني بأنتقم منك على قهري و حزني و حرماني..أبيك تشوف إنك حرمتني من الحياه..أبيك تشوف إنك عيشتني بدون روح...كنت أبي تتعذب مثل ما أنا اتعذب..كنت احس إني بأقدر على التمثيل قدام أهلنا إن حياتي معك ماشيه..لكن ما قدرت...من أولها صاروا يلاحظون و اللي سكت..و اللي تكلم...أمس رغد كلمتني عنك..و مابي تجي أمي أو خالتي يقولون لي نفس الشي..ما أبيهم يضغطون علي لأني قربت أنفجر....طلقني يا طلال..أنا بأقول لهم إني أنا اللي طلبت الطلاق بس لو أي أحد قالك لا تطلق لا تطيعه..هذا اللي أبيه منك بس
وقفت تهدي دقات قلبها المتلاحقه..حست انها انهت عذابها معه..و بتبدأ بمتاعبها مع أهلها..بس كله يهون و لا تشوفه مره ثانيه أبدا..يكفي انها متحمله تسمع عنه في كل مكان..
طلال كان يسمع و مو قادر حتى يأخذ نفسه..ما كان متوقع معها حياة سعيده..لكنه توقع على الأقل إنه يخف جروحها..لكن كل اللي سواه إنه زاد جروحها..و بيدخلها بمشاكل مع أهلها..غمض عيونه بألم..ما يبي يشوفها للمره الأخيره..و هي تطلع من حياته اللي كانت فيها لساعات قليله بس..
كانت لينا بتطلع..بس قبل ما تطلع صدمت في رغد اللي كانت بتدخل للغرفه..فرحت رغد يوم شافتها..حست إن طلال أكيد ارتاح يوم تطمن عليها..سلمت عليها بس استغربت إنها مرت من عندها و لا ردت عليها..
دخلت رغد عند طلال..و شافت حالته أسوأ ما كانت عليه اليوم..و بعيونه دمع رفض يطلق سراحه..كانت جايه تجيب له ملابس و أغراض..و تمنت لو ما جت و شافته بهالحال..أول ما شافها طلال..طالعها بنظرة عتب و لوم..
طلال بعصبيه: وش قلتي لها يا رغد؟
رغد حست إن زيارة لينا مو مثل ما كانت تتمنى.و الدليل الحاله اللي طلال فيها..بس مع كذا ما ندمت..لو كانت ماتبيه..و هذا الشي واضح من يوم خطبها فينفصلون أحسن..بدال العذاب و التعب اللي هم فيه..
رغد: قلت لها اللي ما أحد رضى يقوله لها..إنها لازم تزورك..و تسكت أسئلة الكل عنها
طلال بألم: زارتني يا رغد..زارتني و طلبت الطلاق..حرام عليك يا رغد ليه سويتي كذا؟
رغد بحزن: الحرام اللي تسويه بنفسك يا طلال شوف حالتك كيف صارت من يوم خطبتها..لينا ماراح تسامحك على موت يوسف هالشي واضح..و أنت مضحي بسعادتك و حياتك عشان إحساسك بالذنب..لا يا طلال اللي لازم تفهمه أنت و لينا إن اللي صار ليوسف قدر أنت مالك دخل فيه..و المفروض تنسون هالشي و دامكم مو قادرين تنسون تفترقون أحسن..إن استمر هالحال بينكم بتعذبون هاذي مو حياة يا طلال..على بالك أنا مو ملاحظه..أنت بأيام الملكه ما عمرك زرتها و لا كنت تكلمها لأنها رافضه وجودك بحياتها
طلال يتنهد: كان المفروض تعذرينها يا رغد..تعطينها وقت..هي تحسب إني السبب في وفاة يوسف
رغد انصدمت: تحسبك!
طلال زل لسانه..لكنه من التعب اعترف: بأقولك شي يا رغد ما قلته لأحد لكني تعبت أشيله في قلبي كل هالسنين..بس هاذي أمانه عندك يا رغد لا تقولينه لأحد أبدا..أنا أبيك تعرفينه بس عشان لو صار لي شي في يوم ذاك الوقت تقولينه للينا
رغد: بسم الله عليك يا طلال لا تقول كذا
طلال: اسمعيني يا رغد..لو في يوم ما عدت موجود فهالحياة قولي للينا.إ يوم وفاة يوسف أصر إنه هو بنفسه اللي يسوق سيارتي...كان يقول إنه مايقد يجلس ساكن لين نوصل للبيت.
رغد تشهق و تقاطعه: و ليه ما قلت لهم إنك مو السبب بوفاته؟!
طلال بحسره: مين كان بيصدق؟ كلهم بيقولون إني أنكر هالشي عشان ما يلوموني على وفاته...كنت مصدوم بوفاته و تفكيري مو معي..ما كان في بالي إلا صوته وهو يفارق الحياة بين يديني..توفى وهو يوصيني عليها..عطاني شبكته و قال إنه تاركها أمانه عندي..كيف تبيني اتركها؟؟
رغد بحزن: بس حياتكم مع بعض صعبه عليك و عليها
طلال: أنا مو مهم و هي عارف إنها مو مرتاحه معي بس لو اتركها بتكون حالتها أصعب ماراح تتركها خالتي على راحتها
عند الباب وقفت مصدومه..كانت تحس بدوخه عشان كذا وقفت تسند نفسها لين تقدر تمشي..لكن اللي سمعته شي فوق استيعابها..شي مستحيل..كان عقلها في حالة صدمه..و ما قدرت تستوعب..
مشت و هي مو حاسه في نفسها..و لا باللي حواليها..كانت تحس إن كل حواسها مشلوله عاجزه عن أي ردة فعل..
شافها عمر..و هي تمشي لبعيد و تعدت سيارته..نزل بسرعه و راح وراها..قرب من عندها و ناداها..لكن ما ردت عليه..مسكها من يدها..و وقفت لكنها مالتفت عليه و لا صدرت منها أي حركه..
عمر بقلق: لينا وين رايحه؟! وش فيك؟!
لينا بشرود: وصلني لبيتي يا عمر
عمر: طلال يبي شي؟
لينا: لا أبي اروح بيتي
عمر: لينا أنت بخير؟
لينا: إيه
أخذها عمر للسياره و هو مستغرب من هدؤها..و سرحانها..كان يكلمها و ترد عليه بإختصار..بعد ما يقول اللي يبيه أكثر من مره ياله تستوعب..عرف إنها تبي تجلس في بيتها..عارض لكنها ما سمعت منه..كانت مصره..ما تطمن يتركها لحالها لكنه يعرف لينا إذا حطت في راسها شي صعب تغير رأيها..
وصلوا لبيتها..و دخلت..حست إنها تشوفه لأول مره..دخلت غرفة النوم و رمت نفسها على السرير..تعيد و تعيد كلام طلال..و صوته..و إحساسه..(طلال مو السبب في وفاته!! مو السبب في وفاته!! تحمل لومي له كل هالسنين..تحمل كرهي..و حقدي..ضحى براحته عشان يريحني..عمره ما شكى..عمره ما تعب أو مل..كل هذا عشان يوسف وصاك علي!!)
تذكرت يوم وفاة يوسف..اليوم اللي حافظه كل تفاصيله..تذكرت طلال..كيف دخل و الدم يغطي ثيابه..كيف كان مصدوم..تذكرت نظرته المفجوعه..كانت تهزه و تصرخ فيه..وهو مو قادر يتكلم..أو حتى يتحرك..
نزلت دموعها..نزلت دموعها و ارتفعت شهقاتها..كانت تصيح و تصيح..ما تدري ليه..يمكن لأنها ظلمته كثير..لأنها تحس بذنب كبير حملته له سنين..صارت تصرخ بأعلى صوتها..(ليه يا طلال ليه؟؟ ليه ما تكلمت؟ ليه تخليني اسوي فيك كل هذا؟؟)
سمعت جوالها يدق..متأكده إنها أمها تبي تتطمن عليها..قامت غصب و ردت عليها..حاولت قد ما تقدر تبين طبيعيه..تنكر الانهيار اللي تحس فيه..لكن صوتها كان متغير و تحجت لأمها انها كانت نايمه..و سكرت منها..ما كانت تبي أحد يجيها..تبي تجلس لحالها..
و كملت حزنها ..و الدموع اللي ما فارقتها يوم..
لكن اللحين كان احساسها غريب..طول هالسنين رافق حزنها على يوسف كرهها لطلال..هالشي خف عنها الألم..لقت أحد تحط عليه اللوم..لكن اللحين ما بقى لها إلا الحزن..كل شعورها كان للحزن.ست انه راح من قلبها شي كبير..
نامت و هي كل ساعه تصحى..تنزل دموعها و تردد..(ليه يا طلال؟؟ ليه تخليني أظلمك كل هالسنين!)
*من بكره*
في بيت أم فارس=الظهر/
كانت أسيل مع أهلها تتغدى.كلهم كانوا فيه ما عدا فارس..
سيف: وينه فارس؟ من يومين ما شفته؟
أم فارس: له ثلاث أيام مسافر..توك تحس فيه؟
أسيل: وهو وين بيشوفه؟ كلهم عايشين برا البيت
سيف يضحك: وش عندك معصبه؟
أسيل بقهر: أبي أحد اسولف معه
أبوفارس: و أمك وين راحت؟
أسيل: أمي كل يوم عندها حريم أو طالعه..يمه اذا رجع فارس غصب بنزوجه أبي أحد اتكلم معه
أم فارس تتنهد: والله هالولد بيشيب وهو يشتغل
أبوفارس: هو أدرى بحاله
أم فارس بقهر: هذا اللي قدرت عليه..بدال ما تكلمه
أبوفارس: الزواج ما يجي بالغصب..و إلا تبينه يتزوج ينكد على بنات الناس
سكت أسيل و هي مستغربه كلام أبوها..ما توقعت هاذي و جهة نظره..و فكرت هاذي وجهة نظره على فارس بس أو عليها بعد..(يعني لو قلت مابي نادر ماراح يعترض؟؟)
ما تدري كيف جتها هالفكره..بس سألت نفسها هي تتجرأ تقول له هالشي..ولو وافق..و خلاها تتطلق من نادر..وش بيصير بعدين..بيجي يوم و يخطبها غيره و لازم بتوافق..ما ارتاحت لهالشي..و تفاجأت بشعورها..معقول تتقبل نادر أحسن من غيره..(دام فيصل راح..دام الحب و القلب راح..نادر احسن من غيره..على الأقل مو مهتم يأخذ مني أي شي)
في المستشفى/
دخل عمر عند طلال ..
عمر بضيق: طلال..آآ كنت بأقولك شي..بس..بس مابي أضايقك
طلال حس وش بيقول: وش فيه؟
عمر بتردد: ما كنت بأقولك بس خفت اذا عرفت تزعل اني ما قلت لك
طلال: لينا؟
عمر: ايه
طلال: أنا عارف
عمر تفاجأ: قالت لك إنها بترجع للبيت؟!
طلال يتنهد: ايه
عمر: والله حاولت فيها يا طلال بس هي...
طلال يقاطعه: لا تضغط عليها يا عمر خلها على راحتها
عمر: لا تهتم يا طلال أنا ماراح اتركها بأهتم فيها و ....
دخل عليهم واحد من أصدقاء طلال..و انقطع كلامهم..عمر كان يتكلم عن رجعة لينا لبيتها..لكن طلال من كلام لينا فهم إنها رجعت لبيت أهلها..
*بعد أيام*
في لندن/
كان فارس في غرفته..بعد ما خلص الإجتماع اللي كان عنده اليوم..الإجتماع الثاني بعد أسبوعين..يعني يقدر يرجع و إذا جاء وقته يسافر مره ثانيه..بس هو ما كان يبي يرجع..هو سافر من قبل أكثر من أسبوع قبل هالإجتماع لأنه مو طايق يجلس هناك..و ما يدري ليه..(من يوم انخطبت و أنا بهالحال..ليه ما أدري؟.....يمكن مازن مو معجبني؟ احس إني أكرهه..و أنا وش دخلني فيه؟ أنا اللي بأتزوجه أو هي.....تزوجه!!!)
حس إن هالشي صدمه..و القهر داخله يكبر..ما يتخيلها تتزوج.ترح عنهم..تكون لواحد غيره..يرتبط اسمها بإسمه دائما..و تعيش معه..تحبه..(لا!! هي تحبني أنا..أنا حاس بهالشي..لا مو حاس أنا متأكد)
انتبه لأفكاره وين وصلت..قام بعصبيه..و طلع من الغرفه يحس ان جدرانها ضاقت عليه..راح يتمشى في الشوارع يشوف الناس..يبي ينسى..يبي يطلع من هالأفكار..هو ما سافر إلا عشان ينسى..بس هذا هو مو قادر ينسى..(ملكتها بعد اسبوعين!!)
كل ما يطري هالشي الدنيا تضيق فيه..(لا يا جوري مابي اتأكد من هالشي..مابي اعترف إني أحبك..مو معقول! ليه أنتي بالذات؟ كيف وحده مثلك تقلب حالي كذا؟)
وقف فجأه..غمض عيونه..انرسمت ملامحها قدامه..نظرتها..ابتسم..(أحبها.. أكيد إني أحبها)
انصدم من اللي قال له..بس مستحيل يقدر ينكر اللي يحسه أكثر من كذا..مستحيل يضيعها منه مره ثانيه..يضيعها..(لكن هي ضاعت خلاص! لا الخطبه لازم تنفسخ..و الملكه لازم ما تصير..لازم اكلم خالي ناصر..أقوله إني أبيها..معي بيرتاح عليها أكثر..بيكون متطمن..لا جوري لا يمكن تضيع مني..اللي أبيه ما أحد يأخذه)
كان يفكر بتوتر و حيره..مو مستوعب اللي اعترف فيه لنفسه..كان هالشي واضح بس هو اللي كان ينكر..بس اللحين لازم يتصرف أو بتضيع منه..
وقف عند محل مجوهرات..شاف الدبل..تخيل إن مازن بيحط في يدها هالدبله..بيملكها..بيملك شي يملكه هو..
بس هي له و ماراح يتركها..صمم على اللي في باله..أنكر حبها شهور..لكنه بلحظه اعترف فيه..و يبيها جنبه طول العمر..
دخل المحل..و اختار أرقى دبله موجوده فيه..طالعها و ابتسم..(ماراح اترك يا جوري مهما يصير..لو رحت أكلم مازن بنفسي)
طلع من المحل و دق يبي يحجز له تذكرة رجوع..لكنه ما لقى حجز إلا بعد أخمسة أيام..عصب..ما كان فيه صبر..حاول يتناسى الموضوع لين يرجع و يكلم خاله..لكنه فجأه فقد حماسه لكل شي..و كل تفكيره صار فيها..
رجع لغرفته..و جلس يتأمل الدبله..لكن كل ما يمر الوقت اللي فجأه صار طويل يفقد صبره..لأنه ما كان الصبر أبدا من ميزاته....و دق على خاله..ماراح ينتظر لين يرجع..
ناصر: مرحبا
فارس: هلا خالي..مساء الخير
ناصر: مساء النور عاش من سمع صوتك..وين كل هالغيبه؟
فارس: تعرف الشغل..خالي أبيك بموضوع مهم
ناصر: ما يتأجل يا فارس أنا اللحين مشغول و لازم أقابل الناس
فارس كان يسمع الأصوات الكثيره اللي عنده..لكنه من كثر ما كان مستعجل و متوتر ما أهتم..
فارس بحرج: أنت في إجتماع؟
ناصر بفرح: لا اليوم ملكة جوري..أنت ماتدري؟؟
فارس تجمد لحظه: اليوم!!(و بقهر)كانت بعد أسبوعين؟؟
ناصر: قدمناها لأن أمي حصه تبي تحج هي و البنات
سكر فارس من خاله بدون لا يقول شي..انصدم ناصر و دق عليه..لكن فارس ما كان طايق يكلم أحد..قفل جواله..و صار يدور في الغرفه بقهر..ما قدر يقول لخاله..ما عرف وش يقول له..كيف يطلب منه يطردهم بعد ما صاروا في بيته..ما عرف وش يسوي..بنفس الوقت مو قادر يتصور إنها ضاعت منه..مو بعد ما عرف إنه يحبها..
في بيت أم العنود/
جلست جوري في الغرفه لحالها..بعد دقايق بيوصل الشيخ..بتوافق على مازن و تطلع فارس من حياتها و من أفكارها..التفت تشوف نفسها بالمرايه..تسريحتها الناعمه..و مكياجها الموف..و فستانها الراقي..تذكرت شوق يوم شافتها و قالت انها كأنها أميره من عالم الخيال..ضحكت على تعبيرها..كانت تحاول تطرد الأفكار اللي من الصبح تطري في بالها..لكن بدون فائده..مثلها مثل صورة فارس اللي مو راضيه تروح من عيونها..هزت رأسها بقوه تبي تشيلها من قدامها..لكنها مارضت تروح..و استسلمت لأفكارها.. تتخيل كيف بتكون ملكتها لفارس اللي ماتمت..بتكون كذا..أو أرقى..على مستوى فارس..لو كان هو اللي بيكون بعد ساعات زوجها..كيف بيكون شعورها..كيف بيكون شعوره..بتعجبه بشكلها كذا..(استغفر الله العظيم..وش فيك يا جوري..حرام عليك هالأفكار بعد كم ساعه بتصيرين زوجه لواحد غيره..لازم تخلصين له بقلبك و تفكيرك..)
لكن هالشي خلى صدرها يضيق أكثر..
(لازم انساه..هو ما يحبني..هو عايش حياته و أشغاله و لا يفكر فيني..الاهتمام اللي كنت احسه منه مجرد وهم..أو يمكن من نسج خيالي..هذا هو مسافر و لا اهتم حتى يحضر ملكتي..أنا مو على باله أبدا..فارس مايهمه الا نفسه و شغله..لازم اقتنع بهالشي)
دق جوالها..و تنفست بقوه..تحاول تطرد هالضيق من نفسها..(أكيد هاذي وحده من البنات)
لكنها و هي تطالع الرقم شهقت بصدمه..كل شي توقعته يصير الا هالشي..غمضت عيونها و فتحتهن بقوه تتأكد.معقوله هذا رقم فارس أو هي انجنت و بدت تتوهم.
كانت تطالع الجوال اللي رجع يدق للمره ثانيه بعد مانقطع المره الأولى و هي ماردت..ما حست في نفسها..و بدون تفكير ردت..
جوري:..........
فارس: جوري؟
جوري بصوت هامس: فارس؟!!
فارس بصوت مهزوز: جوري لا تتزوجين.ر أنا أحبك..لا تتركين.ابت كثير ماصدقت احساسي..حاولت بكل قوتي انساك..بس أنا حبيتك ياجوري..حبيتك و ماتخيل تكونين لأحد غيري......جوري أنتي تحبيني صح؟ أنا حاس انك تحبيني..جوري قولي ان اللي احسه صح..قولي انك تحبيني
جوري كانت تسمع و هي مو مصدقه نفسها..أكثر أحلامها و اللي وصل له خيالها انه دق يبارك لها و يعتذر عن عدم وجوده..عشان كذا ردت..كانت تبي تودع صوته كحبيب..و تبدأ تعتبره أخو لها..لكن اللي سمعته..قلبها فوق تحت..سكرت الجوال بصدمه..و بيدين مرتجفه..و بدت تتنفس بقوه قبل تبدأ دموعها تنزل على خدودها و ترتفع شهقاتها..و ينتهي الهدؤ اللي طول اليوم تحاول تتمسك فيه..
|