ازياء, فساتين سهرة


العودة   ازياء - فساتين سهرة و مكياج و طبخ > أقسام عامة > قصص و روايات > روايات مكتملة
تسريحات 2013 ذيل الحصان موضة و ازياءازياء فكتوريا بيكهام 2013متاجر ازياء فلانتينو في باريسمكياج العين ماكياج دخاني makeup
روايات مكتملة قلوب تنزف عشق يوجد هنا قلوب تنزف عشق هنا تنقل الروايات المكتملة فقط

فساتين العيد


 
قديم   #31

خفياء الروح


رد: قلوب تنزف عشق


قلوب تنزف عشق


@،،النزف الخامس و العشرون،،@

*بعد أيام*
في بيت أم العنود/
كانت جوري في البيت لحالها..أم العنود و ياسمين راحوا لأم فارس يسلمون على أسماء..لكن هي تحجت بإمتحانها اللي عندها بكره..و دقت اعتذرت من أسماء..لكنها في الحقيقه ما كانت تبي تشوف فارس..خافت تشوفه..أو حتى تسمع صوته..هي تحاول إنها تنساه..و بدت تنساه..و ما تبي أي شي يذكرها فيه..
دق جوالها..و شافت رقم فهد..تنهدت بضيق..صح كانت تبي تساعده و تتمنى ترجع علاقتها مع بنات عمها..لكن ما كانت مرتاحه و هي مخبيه عن ياسمين و أم العنود اللي يصير..
جوري: هلا فهد
فهد: هلا جوري وش أخبارك؟
جوري: الحمدلله و أنتم؟
فهد: يعني
كانت تسمع أصوات عيال عنده..لكنه بعد عنهم..
جوري: أنت وين؟
فهد: طلعت من البيت عشان أقدر اكلمك
جوري: و ليه ما تكلمني من البيت..مو ضروري تقول لهم إني أنا
فهد: ما يدرون إن عندي جوال
جوري: فهد..أنا بأكلمهم بس أنت قول لي متى ما تكون أمك موجوده..لا تخاف ماراح اقولهم إنك قلت لي شي
فهد: لا..أخاف...ما أدري؟
جوري: عطني الرقم يا فهد..أنتم انتقلتم من بيتكم صح؟
فهد: ايه..بيسألونك كيف عرفتي الرقم
جوري: لا تخاف أنا اتصرف
فهد: خلاص بس خليه الأسبوع الجاي لين تخلص امتحانات البنات و عشان أمي بتسافر اذا خلصوا
جوري: زين
فهد بتردد: جوري...آآ كنت
جوري: وش فيه يا فهد قول؟
فهد: لا لا خلاص
جوري: فهد محتاج شي؟
فهد: .....
جوري: فلوس؟
فهد: أنا...
جوري: كم تبي؟
فهد بإحراج: كنت أبي أسد فاتورتي و فاتورة منال..أمي ما تعرف إن عندنا جوالات و منال تأخرت مكافأتها...و إذا طلعت بأرجعلك ال...
جوري بعتب: وش هالكلام يا فهد!..تدري تعال اللحين لو تقدر و خذ الفلوس
فهد: خلاص أنا جاي وين البيت؟
عطته جوري العنوان..و هي تفكر إنه أكيد محتاج بالحيل..لأنه ما صدق تقوله جاء على طول..
لكنها مع كذا ما كانت مرتاحه..و دقت على لما تسألها..لأنها الوحيده اللي تعرف بهالسالفه..
لما: مرحبا
جوري: أهلين لما أخبارك؟
لما: تمام
جوري: صار شي و بغيت آخذ رأيك؟
لما تحمست: وش صار؟
قالت لها جوري عن اللي قالته لفهد..و إنه راح يجي تعطيه الفلوس..
جوري: بس أنا مو مرتاحه للي أسوه. قررت أقول لأمي حصه
لما انقهرت: أنتي خبله؟ و إن رفضت تكلمينهم؟
جوري: يمكن ياسمين ترفض لأنها مقهوره منهم..لكن أمي حصه طيبه و بتفهمني
لما: بس...
جوري تقاطعها: صعبه يا لما اللي اسويه بدون ما يعرفون..خلاص بأقولها و أدق على منال الأسبوع الجاي و اكلمهم و اتطمن عليهم
لما: خلاص على راحتك
جوري: مشكوره يا لما على وقفتك معي
لما: و ليه الشكر؟ مو حنا صديقات
سكرت لما و هي مقهوره منها..و مقهوره أكثر من مازن اللي مو مصدق عليها شي و كأنه يعرفها من سنين..لكن جتها فكره..و ركضت للجوال اللي ترسل لمازن منه..و أرسلت له..[يا غارق في العسل و مو راضي تصدق على البريئه شي؟؟ روح اللحين و شوف حبيبتك مفضيه البيت عشان تقابل مين؟؟]

في بيت أم عمر/
وقف عمر عند شباكه يطالع شباكها..يفكر فيها..تذكر آخر مره شافها و احراجها منه و ابتسم..لكن ابتسامته اختفت..وهو يتذكر عصبيتها كل ما يكلمها..(ليه كل هذا يا مساهير؟ معقول تكرهيني؟...صح اخطيت عليك كثير..بس لو غيرت معاملتي معك..بتغيرين؟ أو للحين تحبينه؟....لو اتأكد إنك للحين تحبينه احس إني بأذبحك..لازم تحبيني أنا مثل ما كنتي..و غصب عليك)

في بيت أم العنود/
جاء فارس للبيت يبي يسلم على أم العنود..كان طالع من شركته و فكر يمر عليها قبل يرجع للبيت عشان ما يغير رأيه..لأنها دائما تعتب عليه من انقطاعه عنها..
لكنه يوم شاف سيارة مازن انقهر..و قر يرجع وقت ثاني..لكن وهو يمر من عند البيت..شاف شماغ طايح عند الباب و الباب مفتوح على آخره..
وقف لحظه..ما كان مرتاح ما يدري ليه..عشان كذا نزل و دخل البيت..و أول ما دخل سمع صوت مازن يتكلم بصوت عالي و كأنه يهاوش..كان بيروح للمكان اللي جاي منه الصوت..لكن ما مشى خطوتين الا مازن يطلع بوجهه فجأه و نظرات القهر تنط من عيونه..لدرجة انه مر من عنده ما حس فيه..أو ما اهتم يشوفه..سمع صوت صياح..و ركض للمكان اللي طلع منه مازن..دخل و شاف جوري طايحه على الأرض و تصيح..
وقف قلبه يوم شافها بهالحال..رفعت عيونها تطالعه..على بالها مازن رجع..لكن يوم شافت فارس انصدمت..و حست بالذل انه يشوفها بهالشكل..
طلع فارس بسرعه ورى مازن..و شافه بيركب سيارته..لكنه سحبه بقوه من يده و طلعه..التفت له مازن بقهر..
فارس و الشر ينط من عيونه: وش سويت فيها؟
مازن بإستحقار: اسألها هي وش كانت مسويه من وراكم..بنتكم طالق
عصب فارس و مسكه بكل قوته من ثيابه يهزه..
فارس بتهديد: لا تجيب طاريها على لسانك يا حقير
كان مازن يحاول يبعده عنه..لكن فارس كان ماسكه من رقبته وشوي و يخنقه..هو من زمان مو طايقه..كيف اللحين وهو يقول عنها هالكلام..
بهالوقت وصل سيف و ياسمين..اللي انصدموا من اللي يشوفونه قدامهم..نزل سيف بسرعه و راح لهم..حاول يهدي فارس..لكنه ما رضى يفكه..
سيف يحاول يبعده: فارس! فك الرجال بتذبحه
فارس بقهر: خله يموت هالحقير
ياسمين كانت نازله من السياره..و مو قادره تتحرك خطوه و هي تشوف اللي صاير قدامها..كان فارس بيذبحه..لكن سيف أخيرا قدر يفكه من بين يديه..و مازن ما صدق انه أبعد عنه راح بسرعه لسيارته وهو ياله ياخذ نفسه..
فارس انقهر من سيف انه وقف بينهم..كان متنمي يخنقه بيدينه..دف سيف عنه بقوه..اللي ما رضى يتركه لين مشى مازن..
فارس بعصبيه: ليه فكيت هالنذل!!
سيف مصدوم: فارس وش صار؟؟حرام عليك كنت بتذبح الرجال
فارس و كله قهر: هذا رجال!!(التفت لياسمين بعصبيه)و أنتي..قلتي لها تتركني يوم كنت خاطبها لأني ما أبيها و ماراح اهتم فيها لاني آخذها غصب عني و بأذلها..و وافقتي على هذا..واحد ما نعرف عنه شي..هذا اللي فرحانه فيه..هذا اللي كل الناس تتكلم عن طيبه و أخلاقه..هذا اللي يدخل يتهجم على بنت في البيت لحالها و يتهمها و يطلقها
ياسمين كانت واقفه مصدومه..و ترتجف من عصبية فارس و كلامه..كانت من اليوم تشوفهم مصدومه من اللي يصير..لدرجة ما فكرت بجوري..انها هي سبب هالهوشه..لكن أول ما جاب فارس طاري الطلاق..تركتهم و دخلت بسرعه تدورها..
التفت سيف لفارس..
سيف: فارس مهما كان اللي صار..ترى كنت بتذبح الرجل
فارس: خله يموت هالنذل
سيف: فارس وش صار؟
فارس: طلقها! و يقول لي شوفوا بنتكم وش تسوي من وراكم
سيف انقهر: وش يقصد؟
فارس: مادري! أنا جيت شفته طالع معصب ويوم دخلت شفت جوري تصيح و طلعت بسرعه وراه و قال لي اللي قاله
سيف: خلنا ندخل اللحين لازم نعرف اللي صار من جوري بعدين نتفاهم معاه
دخلوا المجلس..و سيف يحاول يهدي فارس..و دق على ناصر وطلب منه يجي عندهم..
ياسمين دخلت للبيت تركض بسرعه تدور جوري..راحت لكل مكان و ما لقتها..بعدين سمعت صياحها جاي من غرفة أم العنود..دخلت و شافتها تصيح و ثايره..راحت عندها و أول ما شافتها جوري رمت نفسها في حضنها..و صارت تصيح أكثر..حولت تهديها ياسمين عشان تعرف وش اللي صار..بس هالشي كان مستحيل..كانت جوري تصيح و ترتجف و لا هي سامعه وش تقول..
سمعت جوالها يدق..كان سيف اللي أصر عليه فارس يدق يشوف وش صار..لكنها ما ردت..بعد لحظات سمعت صوت سيف يناديها..لكنها ما قدرت تطلع له..لأن جوري كانت متمسكه فيها..مدت يدها تاخذ جوالها من الشنطه..ودقت عليه..
سيف: ياسمين ليه ما تردين؟
ياسمين: جوري مو راضيه تهدأ و ما قدرت اكلمها
سيف كان يسمع صياحها..عشان كذا سكر و قالها اذا عرفت شي تدق عليه..راح لفارس..
سيف: جوري للحين تصيح و ياسمين مو قادره تكلمها
فارس قام: أنا رايح اتفاهم معه هالنذل هو بيقولي اللي صار
سيف يمسكه: وين رايح؟ ما يكفي قبل شوي كنت بتذبحه..اجلس يا فارس لا تكبر المشكله
دخل ناصر و سمع كلامهم..و استغرب من ملامحهم المعصبه..
ناصر بقلق: وش فيكم؟ وش اللي صار؟
سيف: ارتاح يا خالي و أنا اقول لك اللي صار
قال سيف لناصر كل شي..و عصب ناصر..لكن كان أهدأ من فارس..مع ان سيف وهو يشوف نظرات خاله اللي مليانه تهديد..حس ان مازن راح فيها..
تركهم و راح يدور البنات..و جوري أول ما سمعت صوته..زاد صياحها..كانت خايفه انهم يلومونها مثل مازن..و يشكون فيها..وصل ناصر عند الغرفه بعد ما سمع أصواتهم جايه منها..وقف عند الباب المفتوح..يكلمهم من وراه..
ناصر: جوري خلاص يا بنتي لا تصيحين..و لا يهمك أنا بآخذ حقك منه
ياسمين: من اليوم اهديها مو راضيه يا خالي
ناصر: جوري أنا الدم يفور براسي قولي وش سوى و ريحينا؟
جوري بخوف و بصوت متقطع: خا..خالي..أنا..والله..ما ..ما سويت شي غلط
ياسمين: عارفين حبيبتي انك مو غلطانه..بس قولي لنا اللي صار
جوري بتردد: فهد ولد عمي دق علي من أيام وقال لي ان أمه تزوجت و انها صارت ما تعاملهم زين..خفت اقول لكم ما تصدقون انهم نادمين على اللي سوه فيني خاصه ان البنات للحين رافضين يكلموني لا نهم حاسين بالذنب لمعاملتهم لي يوم كنت عندهم..قلت انتظر لحدما اتصالح معهم و اقول لكم..لكن فهد كان محتاج فلوس و قلت له يجي اعطيه..فجأه شفت مازن جاي(تصيح) و عصب..قال اني مواعدته..و اني أخونه..ما عطاني فرصه اتكلم دفني على الأرض و راح
ياسمين و ناصر انصدموا من اللي سمعوه..وانصدموا أكثر ان جوري ما تعرف انه طلقها..
نزل ناصر..و راح للمجلس عند فارس و سيف..دخل و جلس وهو سرحان..
سيف و فارس كانوا يطالعون بعض..
فارس: عرفت وش صار؟
ناصر: مين اللي قال لكم إن مازن طلقها؟
فارس: طلقها قدامي
ناصر يتنهد بقهر: جوري ما تدري إنه طلقها
سيف: وش صار يا خالي؟
ناصر: ولد عمها دق عليها يطلب منها فلوس..الظاهر حالتهم صعبه..و هي قالت له يجي يأخذهن و مازن جاء و شافه واقف عند الباب و ...
فارس وقف بقهر: يعني شك فيها؟! هذا مجنون؟
ناصر: اهدأ يا فارس أنا بأتصرف معه..و اللحين رايح له
فارس: أنا جاي معك
سيف: لا أنا بأروح معه..أنت نسيت وش سويت فيه قبل شوي تبي اللحين تذبحه
ناصر: لا أنت و لا هو..أنا بأروح له لحالي
فارس: بس يا خالي....
ناصر: خلاص يا فارس قلت لك أنا بأتصرف..و مابي أي أحد منكم يتدخل
سكت فارس بعدم اقتناع و طلع هو و سيف مع ناصر





في بيت ماجد/
رجع للبيت.وه ضايق من الدنيا..تعب من الشغل..و تعب من اللي يحسه..و اللي يحاول يتناساه..راح لغرفة ورد..
ماجد: وردتي
ورد تلف للبا: نعم
ماجد: وش رأيك نسافر؟
ورد بإستغراب: نسافر! وين؟
ماجد: اللي تبين أهم شي نغير جو..(أهم شي أبعد عنها قبل انجن)

في شركة مازن/
كان يدور في مكتبه بقهر..يفكر باللي صار..و اللي سواه..فقد أعصابه أول ما جاه المسج..ما كان يصدق قبل كذا الكلام اللي ينرسل له..لكن هالمسج جاه..وهو في السياره..و ما يدري ليه راح على طول لبيتها..مع إنه ما كان يشك فيها..لكن اللي شافه هناك خلاه ما يمسك نفسه..القهر ملاه..وهو يشوف ثلاث عيال واقفين عند الباب..و الباب مفتوح..و أكيد هي اللي ورى الباب..نزل من سيارته بدون تفكير..و ضرب اللي مسكه منهم..لكن قهر زاد وهو يسمع صوتها..تبيه يوقف..دخل لها..و هي أول ما شافته بهالحال دمعت عيونها..و ركضت داخل..لكنه لحقها..سحبها من يدها و رماها بالمجلس..صب عليها كل قهره..حتى إنه ما يتذكر الكلام اللي قاله..
كان مو مصدق كيف جوري تسوي كذا..لكن اللي شافه أكد له..
سمع أحد يطق الباب.. وتأف..
دخل السكرتير..و قال له إن ناصر هنا..و يقول ماراح يروح لين يكلمه..حاول يهدي نفسه و طلب منه يدخل..
دخل ناصر وهو يطالعه بإستحقار..
ناصر بهدؤ: وش اللي سويته يا مازن؟
مازن: يعني ما تعرف اللي صار؟
ناصر: أنا أبي أعرف اللي صار منك؟ و أبي تقول لي ليه سويت كذا؟
مازن مع إنه كان مقهور و ثاير..لكن هدؤ ناصر خلاه حتى هو يهدأ..عرف إنه جاي يبي يتكلم معه..وهو حب يقول كل اللي عنده عشان يبر اللي سواه فيها..
مازن: جتني مسجات كثيره تتكلم عنها..و لا صدقت..كانت من أرقام مجهوله و إلا كنت ذبحت اللي يرسلها..بس اليوم جاني مسج يقول لي روح شوفها من تقابل و البيت فاضي
ناصر يقاطعه: و أنت صدقت و رحت؟
مازن: مادري ليه صدقت..بس أنا رحت و شفت كل شي بعيني
ناصر بإستحقار: وش شفت يعني؟
مازن: شفتها من ورى الباب تكلم ثلاث عيال و ...
ناصر: لا تكمل..أنا أعرف الباقي..بس اللي ما تعرف يا مازن إن اللي كان واقف يكلمها ولد عمها كانوا محتاجين فلوس و هي عطتهم بعد كل اللي سوه فيها..هاذي هي اللي شكيت فيها و صدقت المسجات المجهوله اللي تجيك..خسارة نظرتي فيك يا مازن..بس تأكد إني ماراح انسى اللي سويته فيها
مازن ما ستوعب: انتظر يا ناصر أنا...
ناصر: أنا مو جاي اسمعك يا مازن..أنا جيت أبين لك غلطك و إنك ما تستاهل اللي عطيتك..أنا متأكد إنك بتندم لكن مابي تتجرأ و تجي تعتذر مني أو منها..مابي أشوفك بعد اليوم..و طبعا اعتبر الشغل اللي بيننا ملغي
طلع ناصر..و مازن جلس مصدوم على مكتبه..(ولد عمها! بس هم كانوا ثلاثه و هي مالها إلا ولد عم واحد..معقوله كذبت عليهم..أو هي صادقه و أنا اللي ظلمتها و ظلمت نفسي)
حس إن راسه بينفجر..و تذكر إنها كانت تحاول تبر له بس هو ما عطاها فرصه..تذكر كيف كانت تستحي منه و ترتجف..كيف وحده مثلها بتكون علاقه بالغلط..
كان كل ما يهدأ من غضبه..يبين له خطأ اللي سواه..و يندم..

في بيت أم راشد/
كانت مساهير تذاكر في غرفتها..لكنها تسرح كل شوي..شافت المذكره اللي بين يديها..و اللي تغطت كل المساحات البيضاء فيها بإسم عمر..كل ما تسرح تفكر فيه..و تكتب اسمه..(أوف وش أبي فيه؟ أنا ما أحبه..ما أحبه..ما أحبه)

في بيت أم مازن/
كانت ساره و أمها في الصاله..ينتظرون مازن..قلقوا عليه إنه تأخر على غير عادته..و كل ما يدقون عليه جهازه مقفل..حتى ساره دقت على جوري بتسألها لو تعرف عنه شي..بس ما كانت ترد لا على البيت..و لا على جوالها..
دخل مازن و ملامحه المتجهمه..أكدت لهم إن فيه شي..
أم مازن: مازن خير يمه وش فيك؟
مازن يرمي نفسه على الكنب: .....
ساره: مازن وش فيك؟
مازن: طلقت جوري
ساره و أمها شهقوا مصدومين..و للحظات ما استوعبوا..و لا قدروا يقولون شي..
ساره بصدمه: ليه؟ ليه يا مازن؟
قال لهم مازن السالفه..وهو يقولها..حس بنفسه صغير قدامهم..حس بغبائه و تهوره..
سار بإنفعال: حرام عليك يا مازن! تشك في جوري؟ تتخيل إنها ممكن تسوي شي كذا!!
أم مازن بأسف: الله يهديك يا مازن..((يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا))و أنت تروح تتهجم على البنت بدون حتى ما تسألها!
ساره ما قدرت تمسك نفسها..صاحت و ركضت لغرفتها..هي تعرف إن مازن يفقد أعصابه إذا عصب بس ما توقعت يروح تفكيره لهالدرجه..عرفت إنها خسرت جوري كزوجة أخو..و إحساسها يقول أكيد بتخسرها كصديقه بعد..
أما أم مازن فكانت تلوم مازن على اللي سواه..لين ضاقت عليه الدنيا..و كره نفسه..

في بيت أم العنود/
رجعت أم العنود بعد ما عرفت اللي صار..و كانت هي و ياسمين عند جوري في غرفتها..كانت تصيح بدون انقطاع..حست بالذنب و الخجل لأنها خبت عنهم رجعة ولد عمها..و متأثره باللي سواه مازن و صدمتها فيه..اللحين يوم بدت تحبه..يسوي فيها كذا..و أكثر من هذا حست بالذل إن فارس هو اللي شافها ذيك اللحظه..كل شي اجتمع عليها..و ارهق تفكيرها..لين نامت بدون ما تحس..
أم العنود بهمس: قومي يا يا سمين الحمدلله نامت..خليها ترتاح
طلعت معها ياسمين..و جلسوا في الصاله اللي فوق..
ياسمين بقهر: والله نفسي اذبحه
أم العنود: حسبي الله و نعم الوكيل فيه..فجع البنت
ياسمين: مين يقول إنه يسوي كذا؟ صدق يا ما تحت السواهي دواهي
أم العنود: عشان ما تلوموني يوم أبيكم لعيال خالتكم..القريب ما يجي منه شر
ياسمين: صادقه يمه..شوفي مازن قلنا ما فيه أحسن منه و بمشكله تافهه طلع شره
أم العنود: مادري كيف بنقولها إنه طلقها
ياسمين: و هي يعني مفكره ترجع له بعد اللي سواه..حتى لو ما طلقها كنا بنخليه يطلقها
أم العنود: مو كل الناس تفكيرها مثلك
ياسمين: بس هالمره تفكيري صح..و إلا تتوقعين خالي ناصر بيوافق تكمل معه بعد كل اللي صار؟

في بيت أم فارس/
رجع سيف و فارس للبيت.و شافوا أمهم و أسماء و أسيل..في الصاله..
أم فارس: سيف وش صاير في بيت خالتي؟ ليه جيت تاخذها من شوي بهالسرعه! و لا حتى دخلت؟
سيف يطالع فارس اللي كان ساكت و متجهم..
سيف: مازن طلق جوري
الكل انصدم بالخبر..و قال لهم سيف عن اللي صار..
أم فارس: حسبي الله و نعم الوكيل فيه
أسماء: مسكينه جوري و الله ما تستاهل
أسيل: و جوري وش أخبارها؟ ما عرفتوا كيف حالتها
سيف: كانت ثايره و تصيح و ياله قدرت تقولهم عن اللي صار..عشان كذا جيت آخذ أمي حصه قلت يمكن تقدر تهديها
قام عنهم فارس وهو ما نطق و لا كلمه..
أم فارس: وش فيه فارس؟
سيف: كان بيذبحه لو ما فكيته..ما تخيلت فارس يفقد أعصابه لهالدرجه
أسماء: معذور وش تبيه يسوي وهو يشوف بعينه اللي سواه فيها
سيف: الله يستر سكوته مو مريحني

*من بكره*
في بيت أم العنود/
صحت جوري الصبح و شافت ساعتها تسع..تذكرت اللي صار و رجعت دموعها تنزل من جديد..(استاهل اللي صار..كيف خبيت عنهم هالشي! المفروض قلت لو لمازن و ساره..الله يهديك يا لما أنتي اللي شجعتيني)
دخلت عليها ياسمين..
جوري: ياسمين ما رحتي للجامعه؟
ياسمين: لا
جوري: و ليه ما صحيتيني عندي امتحان
ياسمين تجلس جنبها: وين اصحيك الله يهديك و أنتي ما ذاكرتي
جوري تنزل راسها: ياسمين آسفه على اللي صار..مادري ليه ما قلت لكم..بس...
ياسمين تقاطعها: ولو إني مابي أزيد عليك بس فعلا أنا عتبانه عليك..ليه ما قلتي لي على الأقل..صحيح أنا مو قادره انسى اللي سوه فيك عمانك بس لو كانوا تغيروا أو محتاجين بس كنت ماراح امنعك تساعدينهم حتى لو ما كنت مقتنعه
جوري: معك حق أنا اخطيت يوم خبيت عنكم و عن مازن
ياسمين: خالي تحت جاء يتطمن عليك
جوري تصيح: احس إني خجلانه منه كثير
ياسمين: أنتي ما اخطيتي يا جوري أنتي تتصرفين بعفويه و قلبك الطيب يغلبك
جوري: يعني خالي ناصر مو زعلان
ياسمين: لا مو زعلان
جوري: وش سوى مع مازن؟ كلمه؟
ياسمين مو عارفه وش تقول: جوري...
جوري: وش فيه؟ صاير شي؟
ياسمين: أنتي وش موقفك من مازن بعد اللي سواه؟ هو شك فيك..و لا عطاك فرصه تبرين موقفك
جوري: حسيت بالظلم..و انصدمت فيه كثير...بس يمكن معه حق حتى لو كان غلطان..هو جاء و شافني أكلمه لحالي و أنا غلطت اني خبيت عنه..هو زوجي و المفروض يعرف عني كل شي...يمكن اللي سواه من قهره و صدمته
ياسمين: يعني بتسامحينه؟!
جوري: للحين متأثره باللي سواه..بس أنا غلطت بعد..ما يصير احمله الغلط كله
ياسمين كانت ناويه تقول لها إنه طلقها..لأنها متخيله إنها بتكون مقهوره منه مثلهم..بس ما جاء في بالها أبدا..إنها تعذره باللي سواه..و محمله نفسها الخطأ مثله..
قالت لها ترتاح..و هي بتجيب لها الفطور و يفطرون مع بعض..نزلت تحت..و هناك شافت خالها يكلم بجواله و معصب..انتظرته لين خلص..
ياسمين: خير خالي فيه شي؟
ناصر: جوري صحت؟
ياسمين: ايه
ناصر: وش أخبارها اللحين؟
ياسمين: الحمد لله اهدأ
ناصر: الله يعين هالبنت على كل اللي يجيها
ياسمين حست انه صاير شي: خالي صاير شي؟
ناصر: سألت عن عمانها وين ساكنين اللحين..قلت يمكن اذا راحت و تطمنت عليهم ترتاح..بس...
ياسمين: بس ايش يا خالي؟
ناصر بقهر: أمه ما تزوجت و لا شي و هم للحين في نفس بيتهم و حالتهم الماديه متحسنه عن أول
ياسمين بصدمه: أجل ليه...ولد عمها كان يكذب!
ناصر: الظاهر كان يستغلها يبي ياخذ الفلوس و بس
ياسمين جلست على الكنب مصدومه..ما تدري كيف بتقبل جوري هالأخبار..
ياسمين: خالي أنا كلمت جوري عن مازن..كنت أبي اقولها إنه طلقها...بس صدمتني إنها عاذرته باللي سواه و محمله نفسها الخطأ انها خبت عليه
سكت ناصر مقهور أكثر على مازن..و كاسره خاطره جوري..تذكر غاليه بحزن..نفس طيبتها و قلبها الأبيض ورثته بنتها..
ناصر: خليها ترتاح و تأكل أول..لا تقولين لها شي اللحين..بس تأكدي انها ما تتصل عليه أو على اخته
ياسمين: إن شاء الله
و راحت ياسمين تفطر مع جوري..و لا افتحت معها الموضوع أبدا..و جوري كانت تفطر معها و هي ساكته..تحاول تأكل من دون نفس..و كل تفكيرها عند مازن..و اللي سواه فارس بعد ما طلع من عندها..و اللي ما قدرت تسأل عنه..

في كلية اللغه الانجليزيه/
طلعت أسيل من الامتحان و راحت للبنات..و جلست تقلب بأوراقها و هي ساكته..
حلا تطالعها: عظم الله أجرك..مين اللي مات لك؟
طيف: صح أسوله ليه ماده البوز؟
أسيل: جوري تطلقت
شهقت حلا: ليه؟؟
رغد منصدمه: وش صار؟
قالت لهم أسيل اللي صار..و كلهم انقهروا عليه..
أسيل: أنا بأروح لها العصر تجون معي؟
رغد و حلا: أكيد

في كلية الاقتصاد/
دق جوال سهى..و شافت رقم فيصل و ابتسمت..
سهى: مرحبا
فيصل: صباح الخير
سهى: صباح النور
فيصل: في الكليه؟
سهى: ايه
فيصل: ذاكرتي زين؟
سهى: يعني
فيصل: خلاص أجل اترك تراجعين و إذا خلصتي امتحانك علميني وش زينتي فيه
سهى: أوكي
فيصل: مع السلامه
سهى: مع السلامه
سكرت سهى و هي تتنهد.أحيا تحس إن فيصل متعلق فيها..و يهتم بكل شي يخصها..لكن أحيانا تحسه يسرح بعيد عنها..(لا هو يحبني..دامه تركها فأكيد ما يحبها..ماراح اسمح لها لا هي و لا مرام يخربون اللي بيننا..حتى لو بعد عني أنا بأرجعه غصب لي)
لمحت مرام من بعيد..و صدت عنها بعد ما طالعتها بكره..
طالعتها مرام و هي تضحك..(أكيد حالك ما يسر يا سهى و الدليل هالنظره..كان ودي اترك لك فيصل بس اسمحيلي ما بيدي غيره)

في المستشفى/
وقفت نجود عند غرفة العنايه المركزه..من أمس و هي ما تحركت من مكانها..ما رضت ترجع البيت..حتى مع إصرار جارتهم أم سعد انها تروح ترتاح..الجيران الوحيدين اللي للحين يكلمونها..
من يوم وفاة أبوها و أمها تعبانه..و أمس زاد عليها التعب..لكن نجود ما كانت متطمنه هالمره..عشان كذا ما رضت تتركها.م تبي تبعد عنها دقيقه وحده..ارتجفت و هي تتذكر نظرة أمها لها قبل ما توديها المستشفى..حست كأنها وداع..أو توصيه..أو اعتذار..
طول هالأيام اللي راحت وهي لا حيه و لا ميته..كانت جسد بدون روح..كل اللي تعيش عشانه أمها..و اللحين تشوفها بعد بين الحياة و الموت..
طلعت الممرضه اللي عند أمها تركض..و رجعوا معها دكاتره و ممرضات..و نجود مطيره عيونها بفزع..جمعت اللي باقي من قوتها..لأنها كل يوم تنهار أكثر من الحزن..و التعب..و الخوف..قربت من الباب..كانت تبي تدخل تشوف وش فيهم..لكن الدكتور طلع لها..
الدكتور: أنتي من أهلها؟
نجود بصوت رايح: أنا بنتها
الدكتور: ما فيه أحد غيرك معها؟
نجود: مالها غيري
الدكتور بأسف: آسف يا بنتي الوالده....
ما كمل كلمته..لأنها طاحت على الأرض..و هي تتمنى ما تفتح عيونها بعد هاللحظه..

في بيت أم العنود=المغرب/
وصلوا البنات و سلموا على ياسمين..سألوا عن جوري..
ياسمين: جوري للحين ما تدري انه طلقها
أسيل: ليه؟ هو ما طلقها قدامها؟
ياسمين: لا يوم الحقه فارس يبي يعرف وش صار..طلقها قدامه...و الأكثر من هذا خالي سأل عن عمانها و طلع فهد يكذب بكل اللي قاله عشان ياخذ منها فلوس..بنات مو عارفه كيف اقول لها و اللي قاهرني انها عاذره مازن باللي سواه
سمعوا صوت خطوات تركض لبعيد..
ياسمين شهقت: جوري!!
راحوا كلهم..و شافوها و هي تطلع الدرج بسرعه..كانت ياسمين بتلحقها..لكن وقفتها أسيل..
أسيل: انتظري ياسمين..أنا بأروح لها
راحت لها أسيل..و وقفت عند بابا غرفتها..فتحته..لكنها كانت مقفلته..بس سمعت صوت صياحها..
أسيل تطق الباب: جوري افتحي الباب
جوري: ......
أسيل: جوري ماراح اتحرك لين اكلمك..افتحي الباب
وقفت لحظات..و سمعت الباب ينفتح..ثم شافتها..وجهها غارق بالدموع..و الحزن مغطي ملامحها..دخلت أسيل و ضمتها..و صارت تصيح معها..انتظرتها لين هدت..و جلستها..
أسيل: جوري أنا عارفه إن اللي صار مو سهل..كلنا مقهورين منه..فارس من أمس ما نام..و أنا رحت اليوم الامتحان مو عارفه وش كتبت فيه..كيف شعورك أنتي؟
جوري: ....
أسيل: صدقيني اللي صار خيره اللي يشك فيك بهالسهوله ما يستاهل تبنين حياتك معه و تعتمدين عليه..بعدين أنتي ألف واحد يتمناك وهو الخسران
جوري: مين اصدق بعد كذا؟ مازن اللي كله حنان و طيبه..لدرجة شبهته بخالي ناصر يطلع منه كل هذا...يطلقني بهالسهوله!
أسيل: لا يا جوري لا تخلين اللي صار يعقدك..فيه ناس كثير عندها عقل و تعرف الصح من الغلط
جوري: يعني مازن ما عنده عقل؟
أسيل: عنده عقل بس شكله اذا عصب يروح هالعقل
جوري: مستحيه من نفسي و اللي سويته..مالي وجه اشوف أمي حصه..و خالي ناصر وش بيقول عني و أنا مالي كم أسبوع مالكه و اللحين مطلقه
أسيل: جوري لا تلومين نفسك..ما أحد يلومك أو زعلان عليك..أنتي مظلومه و بعد تبيننا نلومك...انسي يا جوري اللي يسوي فيك كذا ما يسوى تضايقين نفسك عليه
جوري: مو عارفه كيف بأروح للكليه بكره؟ كيف بأشوف...
أسيل: خالي ناصر راح لمازن و قال له الحقيقه و أكيد اللحين ندمان على اللي سواه
جوري: تتوقعين؟
أسيل: أكيد....جوري أنتي تحبينه؟
جوري: مادري..أنا كنت ارتاح له يحسسني بالأمان..و شوفي كيف ضاع هالأمان بلحظه
أسيل: و لا يهمك يا جوري انسي اللي صار و خليه ورا ظهرك..أنتي ما خطيتي هم اللي اخطوا..هم اللي يحسون بالذنب مو أنتي....بأترك ترتاحين اللحين و نجي يوم ثاني أنا و البنات نشوفك
جوري: لا بأنزل معك اشوفهم..أنتم أهلي يا أسيل و خلاص أنا مابي أحد غيركم
أسيل تضمها: الله يعوضك باللي احسن منه
نزلت جوري و سلمت على البنات و جلست معهم..ما كانت تبي أم العنود تقلق عليها..لكنها أول ما شافتها حضنتها و رجعت تصيح و أم العنود صار تهديها..

في أحد الشوارع/
كان فهد ينتظر صديقه اللي دق عليه و وعده يلتقون هنا..و شافه جاي عنده..
صديقه: وش تبي داق علي؟
فهد: أنت وش فيك خواف؟ قلت لك ما فيه أحد منهم جاء و لا قال شي
صديقه: و اللي شافنا أمس و كان بيذبحنا لو ما هربنا منه
فهد: بس ما أحد منهم جاء..لا تخاف
صديق يتريق: و كاشخ علينا عندي وحده تحبني و تموت فيني و بتعطيني و تسوي و آخرتها نتهزأ معك و بغينا نفضح!
سكت فهد مقهور من اللي صار..كل واحد من شلته يعرف له بنت يكلمها..وهو ما عنده..عشان كذا طرت عليه جوري و كلمها..كذب عليها..بس عشان يتفاخر عند شلته فيها..لكن يوم أصرت إنها تكلم خواته و أكيد بتعرف إنه طول الوقت يكذب عليها..حب يطلع منها بشي يستفيد منه قبل يتركها..و قال لها عن الفلوس..لكن حتى هاذي ما كملت له..اللي جاء خرب كل شي..و قبل ياخذ الفلوس..



في سيارة فارس/
كان طالع من البيت و عرف إن أسيل عند جوري..و دق عليها..
أسيل: هلا فارس جيت في وقتك
فارس: ليه؟
أسيل: معليش تجي تاخذني من بيت أمي حصه
فارس يبتسم: إن شاء الله
أسيل ما صدقت: والله؟
فارس يكذب: احمدي ربك إني كنت في الطريق
سكر منها وهو يضحك على نفسه..هو متعمد يرجعها..عشان يعرف أخبار جوري..أمس كان مقهور و معصب على اللي سواه مازن..لكنه فجأه تذكر إنها اللحين صارت حره..(أكيد انجنيت يا فارس! معقول فرحان باللي صار لها؟ فرحان بإهانتها؟؟ لا..وعد مني يا جوري إن مازن بيدفع ثمن اللي سواه غالي)
وصل للبيت.و دق على أسيل..دقايق و طلعت له..
أسيل: مساء الخير
فارس: مساء النور
أسيل تتنهد بحزن: .....
فارس يطالعها: وش فيك؟
أسيل: كسرت خاطري جوري
فارس: للحين متأثره باللي صار؟
أسيل: تدري إنها ما عرفت إن مازن طلقها
فارس: للحين ما قلتوا لها؟
أسيل: ياسمين حاولت تقول لها الصبح لكن انصدمت يوم قالت لها جوري إنها عاذرته باللي سواه و هي الغلطانه اللي خبت عنه مثل هالشي
فارس انقهر يوم سمع هالكلام..و وصل حده..
فارس بعصبيه: أي عاذرته! مجنونه هاذي..يشك فيها و يتهجم عليها في البيت لحالها ثم يطلقها في الشارع كأنها....و تعذره!!
أسيل خافت: هد نفسك يا فارس..هي ما كانت تعرف إنه طلقها
فارس: ولو..اللي سواه قبل طلاقها شوي...بعدين حتى لو ما طلقها كنا بنخليه يطلقها غصب..و إلا كان عندها نيه ترجع له!
سكت فارس مقهور منها..لكنه فجأه تذكر شي..
فارس: لا يكون تحبه؟
أسيل: مادري
فارس بعصبيه: كيف ما تدرين يعني ما عمرها قالت لك؟!
أسيل بإستغراب: فارس و أنت وش يخصك فيها؟ تحبه أو ما تحبه..خلاص افترقوا و كل واحد راح في طريق
سكت فارس عشان ما يقول أكثر من اللي قاله..لكنه كان مليان قهر..خاف تكون حبته..خاف إنه قدر ينسيها حبه هو..
فارس: و اللحين عرفت؟
أسيل: ايه سمعتنا و حنا نتكلم
فارس: تضايقت؟
أسيل: أكيد يا فارس تحسب سهل الوحده تتطلق كذا..و اللي زاد عليها إن خالي عرف إن ولد عمها كان يلعب عليها بس عشان ياخذ فلوس منها
فارس بصدمه: يعني مو محتاجين و لا شي؟!
أسيل: لا
فارس..(هالبنت بتذبحني! يعني ما تأكدت منه و لا شي؟ بس دق قال أبي فلوس و عطته)

*من بكره*
في كلية الحاسب الآلي/
وقفت جوري و ياسمين عند البوابه..التفت ياسمين على جوري اللي كانت نظراتها خايفه و متردده..
ياسمين: جوري وش قلنا؟ هم اللي غلطوا عليك..هم المفروض ما يكون لهم وجه يشوفونك
جوري: بس ساره مالها ذنب..أمس ارسلت لي رسالة اعتذار تقول مالها وجه تكلمني
ياسمين: لازم ما يكون لها وجه..اسمعيني يا جوري أنا عارفه إن ساره مالها ذنب..بس هي أخته و ما يصير تكلمينها بعد اللي هو سواه و كأنك راضيه
جوري: أصلا أنا مو قادره أكلمها..احس بيني و بينها حاجز بسبب اللي صار
ياسمين: خلاص روحي لامتحانك..و اذا خلصتي تعالي عندنا
راحت جوري..و هي في الممر شافت شلتهم من بعيد..جت عينها في عين ساره..لكن جوري صدت عنها و غيرت طريقها..
وقفت ساره تطالعها بحزن..قالت لصديقاتها أمس إن مازن طلق جوري..لكنها ما قالت لهم السبب..قالت إنهم ما تفقوا لأسباب خاصه..
دخلت ساره للقاعه.و خلود و لما كملوا طريقهم لقاعتهم..
خلود: سبحان الله هذا عشان خاطرك فيه..ما توفقوا
لما: ليه ما تقولين إنه يمكن من نصيبي
خلود: يعني ضامنه إنه بيخطبك إذا تركها؟
لما: هالمره أنا بأسعى لهالشي
خلود: والله إنك مو صاحيه
راحت لما و هي تضحك..ارتاحت من جوري للأبد.و مازن بيكون لها..

في بيت أم مازن/
كان مازن في غرفته..ماله خلق لأي شي..من أمس وهو يقرأ رسايلها له..يتذكرها..
حس إنه ظلمها..و تمنى يعتذر منها..لكن تهديد ناصر كان واضح..و غلطه مثل اللي سواها لا يمكن يسامحه عليها ناصر..(ليه رحت؟ ما شكيت فيها..عمري ما كنت بأشك بجوري..أنا رحت عشان أبين لنفسي هالشي..لأني متأكد إني ماراح ألقى أي أحد عندها..و اللي شفته ما خلاني أفكر..تهورت و خسرتها بسبب هالتهور)
حس مع هدؤها اللي كان غالب عليها..إلا إنه فاقد وجودها بالحيل..

*بعد أسبوعين*
في كلية الحاسب الآلي/
انتهى البريك..و قامت جوري لمحاضرتها..و ياسمين و عبير راحوا لمحاضرتهم..
عبير: جوري للحين ما نست اللي صار
ياسمين: لاحظتي؟
عبير: ايه دائما سرحانه و متضايقه..مع انها تحاول تبين نفسها عادي
ياسمين: اللي صار هز ثقتها بنفسها و بالناس..من مازن و من ولد عمها
عبير: يا حياتي الدنيا ما تجي إلا على الطيب
كانت جوري تمشي و سرحانه..و سمعت صوت مألوف يناديها..التفت..و انصدمت و هي تشوف ساره هي اللي تناديها..كل الأيام اللي راحت و هم يتحاشون حتى يطالعون في بعض..جوري صارت في المحاضرات تجلس مع بنات تعرفت عليهم..و ساره مثلها..لكن شي في ملامحها..حسس جوري إنها مو بخير..
ساره: جوري
جوري وقفت و صدت بوجهها عنها: .....
ساره بإحراج: جوري أنا عارفه إن مالي حق أكلمك..بس...أنا عارفه قلبك الطيب و إنه ما بيرضيك هالشي..أنا عارفه إن مازن غلط و غلطته مو سهله أنا للحين ما سامحته عليها..بس..أنا و أمي و هديل مالنا دخل
جوري: وش قصدك يا ساره؟ وش تبين؟
ساره: يعني ما تدرين؟
جوري: أدري عن ايش؟!
ساره: ناصر كان معذور يوم فسخ العقد اللي كان بينهم لأنهم مو معقول يشتغلون مع بعض بعد اللي صار..لكن اللي يسويه فارس بيخلي مازن يفلس و أنتي تدرين انه هو اللي يصرف علينا
جوري انصدمت من طاري فارس: فارس!! فارس وش دخله بالموضوع؟؟
ساره: فارس واقف لمازن في شغله ياخذ منه صفقات مع انها مو من شغله هذا غير الشركات اللي طلب منهم يرفضون يتعاونون مع مازن
جوري ماستوعبت: أنتي متأكده من اللي تقولينه؟
ساره: إيه أنا سمعت مازن وهو يتكلم في التليفون...هو..هو ما يدري اني بأقولك بس والله يا جوري...
جوري: خلاص يا ساره بأشوف وش اسوي بس ما أوعدك..أنا ما أقدر اجبر فارس على شي
ساره: تذكري الشي الحلو اللي بيننا..كان بيننا عيش و ملح
جوري: بأحاول..عن اذنك
تركتها جوري و هي تفكر..ما استوعبت اللي سمعته..و انحرجت من رجاء ساره لها..(معقول فارس للحين ما نسى؟ و ليه يسوي كذا؟)

في بيت أبونادر/
كان فيصل بينزل..لكنه سمع صوت رغد العالي و هي تتكلم و تضحك..كان باب غرفتها مفتوح..جاء بيدخل عندها..لكن أول ما سمع الإسم اللي جاء على لسانها وقف..
رغد: ما شفتيها يا أسيل والله فاتك بس أنتي بهالمحاضرات دائما سرحانه و مو يم الناس
سرح حتى هو يفكر..دائما كانت عنده الثقه إنها أكيد تفكر فيه..تحلم فيه..لكن اللحين يتمنى يعرف..مين اللي محتل أفكارها..هو..أو نادر..يعرف إنه ما يحق له بهالشي..لكن كثر ما يحاول يبعد نفسه عنها..ما صار يقدر..حتى سهى..اهتمامه فيها و سؤاله عنها..كان مجرد مجامله لها لا أكثر..

في بيت أم العنود/
كانت جوري في غرفتها تفكر..من يوم رجعت من الكليه و هي محتاره..كسرت خاطرها ساره باللي قالته..و هي بعد ما يرضيها عائله كامله تضيع بسببها..بس ما كانت عارفه وش تسوي..(أقول لياسمين تقول لسيف يكلمه..أو نقول لخالي ناصر أكيد هو اللي بيقدر يقنعه)
نزلت تحت تدور ياسمين و شافتها في الصاله..
جوري: مساء الخير
ياسمين: مساء النور..صح النوم
جوري: صاحيه من زمان بس كنت افكر
ياسمين: بإيش؟
جوري: اليوم تكلمت مع ساره
ياسمين انقهرت: وش تبي بعد؟
قالت لها جوري عن اللي قالته ساره..و استغربت ياسمين مثل جوري تصرف فارس..
ياسمين: معقول يكون خالي ناصر يعرف؟
جوري: يعني متفقين؟
ياسمين: يمكن..لأنه لو خالي ناصر نسى السالفه وش يخلي فارس للحين متذكر
سكت جوري..و خطر في بالها شي..(معقول يكون للحين يحبني؟ عشان كذا مقهور من مازن..لا تحلمين يا جوري أنتي رفضتيه مرتين و من المستحيل يفكر فيك بعد كذا خاصه اللحين بعد ما تطلقتي من اللي بنفسك فضلتيه عليه)
ياسمين تهزها: جوري وين رحتي؟
جوري: هاه لا معك..وش تبين نسوي؟
ياسمين: أنا اقول نكلم خالي ناصر أحسن..لأنه أكيد ماراح يسمع من سيف
جوري: صح روحي كلميه

في بيت أم فارس/
كانت أسيل في غرفتها بعد ما خلصت كلامها مع رغد..نايمه على سريرها و بين يديها الكتاب اللي كانت فيه صورة نادر..تفتحه تطالعه..و بعدين تسكره..و ترجع تفتحه مره ثانيه..ضحكت على نفسها..ما تدري ليه ما تقدر تطالع فيه وقت طويل..مع انها كانت بالساعات تجلس تتأمل صورة فيصل..
طرى على بالها فيصل..تذكرته يوم ملكته و تنهدت..تحس إنه بعيد عنها..لكن بنفس الوقت..شي فيه مرتبط فيها..ما تمر ذكراه عندها بسلام..فيه بقلبها شي..ما تدري كره..أو عتب..أو حنين..لكن اللي غالب عليها رغبه بالإنتقام..خاصه بعد ما شافت كيف تأثر يوم شافها بملكته..اعجبتها فكرة إنه يرجع يفكر فيها..يرجع يحبها..و يندم على تركه لها..و الأهم يكره سهى..

في سيارة فارس/
دق جواله و شاف رقم خاله ناصر..رد عليه و صاروا يسولفون عن الشغل..
ناصر: فارس كنت باسألك
فارس: عن ايش؟
ناصر: عن مازن
فارس عصب: وش فيه هذا بعد؟
ناصر: وش اللي تسويه فيه؟
فارس: .....
ناصر: فارس حرام عليك تقطع رزقه
فارس: وهو مو حرام عليه اللي سواه!
ناصر: خلاص اللي صار صار..و جوري ما وقفت عليه..جوري ألف واحد يتمناها
فارس: بس..
ناصر يقاطعه: فارس الله يهديك أنا كنت أقدر اخليه يدفع ثمن اللي سواه بس تركته يروح في حاله عشان أهله..يعني وش ناوي عليه؟ تخليه يفلس..هذا وراه يتامى
فارس بعدم اقتناع: اشوف
ناصر بعتب: وش اللي تشوفه يا فارس..أخته ما شتكت لجوري إلا انهم...
فارس يقاطعه: جوري هي اللي قالت لك؟
ناصر: ايه و هي تبيك تتركه في حاله..ما تبيك تضيع عائله بسببها
فارس: ان شاء الله خالي
سكر فارس وهو يفكر بقهر..(ما هان عليك يا جوري؟ للحين تحبينه؟ أو بس رحمتي أهله؟)

في بيت طلال=الساعه الواحده ليلا/
كانت لينا جالسه في الصاله..تأخر طلال و هي خايف عليه..بس مو متجرأه تتصل تسأل وينه..دقت على عمر و عرفت إنه في البيت..بس ما قدرت تسأل عن طلال..(دامه مو مع عمر وينه للحين ما جاء؟)
دارت عيونها على المكان..حست إن البيت فاضي من غيره..تعودت على وجوده..حتى و هم بعاد عن بعض..يجمعهم هالمكان..لكن وش يجمع قلوبهم..هو مبعد عنها..و هي مو متجرأه تقرب منه..تدري إنه لا يمكن يصدها..بس هي ما تبي مجامله منه..تبي تعرف شعوره الحقيقي اتجاهها..
سمعت الباب ينفتح و ركضت له..ارتاحت و هي تشوفه..
لينا بلهفه: طلال وين كنت؟
طلال: ليه؟ فيك شي؟
انصدمت إنه استغرب من سؤالها..ليه ما جاء في باله إنها قلقانه عليه..أو تنتظره..ليه لازم يكون فيها شي عشان تسأل عنه..
لينا: لا بس...(صرفت)أنت تعشيت؟
طلال: ايه أنا قلت لك بأتعشى برى
لينا تذكرت انه قايل لها انه بيتعشى برا..و أكيد عشان كذا تأخر..بس هي نست..طول هالوقت خايفه عليه بدون سبب..
لينا: أنا رايحه أنام تبي شي؟
طلال: لا تصبحين على خير
تركته و راحت..حتى ما ردت عليه..استغربت من نفسها..و من اهتمامها فيه..
وهو كان يطالعها بإستغراب..راح لغرفته و جلس على سريره..(كانت تنتظرني؟...لا تحلم يا طلال..بس هي تغيرت كثير معي..و كأنها مو لينا اللي اعرفها!)
مع إنه كان متردد كثير..و الخوف يملأ قلبه..إلا إنه قر يتقدم معها خطوه..لازم يقرب منها..

في بيت خال نجود//
كانت نجود جالسه مثل الأشباح بملامح شارده..و عيون أذبلها الدمع..راحت كل الحياة منها..راح كل شي منها..و لا تدري ليه اللحين عايشه..و لمين..كانت مثل اللي جالسه تنتظر موتها..بعد ما مات أمها راحت الروح منها..ما بقى غير خالها تروح له..كلمه جارهم..و جاء لها..
أخذها معه..و لا اعترضت..و باع بيتها..و لا اهتمت..رماها في البيت لحالها..و يطلع و يدخل ما يمر غرفتها يتطمن عليها..و لا يسأل عن حالها..
و هي كل الوقت في هالغرفه..من أيام ما تكلمت..و وجه أمها ما يفارقها..كانت كل شي لها..كانت كل حياتها..كل ناسها..و روحتها ذبحتها..تبي تسمع صوتها..تبي تشوفها قدامها..دائما تتخيل إنها تسمع صوت عصاها يضرب على الأرض..تطلع من الغرفه تركض لكنها ما تشوف أحد..(آآآه يمه..ليه تركتيني؟؟ الله يرحمك..الله يسكنك الجنه)
طلعت سلسال سيف اللي أهداها من فتحة بلوزتها..ضمته بيدها بقوه..غمضت عيونها تتذكر ملامحه..ضحكته..أحلى أيامها معه..كان النسمه الوحيده بحياتها..بين هالرياح اللي تعصف بها..غمضت عيونها و بدت تهذي..(وينك يا سيف؟ للحين تذكرني؟...يا رب تكون متهني..سامحني على اللي سويته فيك..سامحني على جرحك..سامحني على حبك اللي ما كنت استاهله....عارفه إني بأموت ما شفتك..بس ياليت تكون مسامحني..و تذكرني بخير..ياليت كانت عندي فرصه أطلب منك السماح بس عارفه إني بأرحل عن هالدنيا ما سمعت صوتك)
سمعت صوت خالها..توه يرجع من سهرته..و أكيد سكران..جمعت اللي فيها من حيل..لأنها ما كانت تأكل و لا تنام زين..و قامت قفلت على نفسها الباب..

*من بكره*
في بيت أم العنود/
كان ناصر جالس مع أم العنود..
ناصر: وش أخبارها اللحين؟
أم العنود: الحمدلله..مع انه من يوم اللي صار و أنا احس إنها ذابله
ناصر: أنا فكرت نخيم هالخميس و الجمعه دام الجو حلو و عشان تغير جو..حتى البنات يغيرون جو بعد الامتحانات
ياسمين داخله: يا سلام والله عليك أفكار يا خالي
ناصر يبتسم: يعني موافقين؟
ياسمين: أكيد..ليتها كانت عطله كان جلسنا أسبوع
أم العنود: لا تصيرين طماعه..المهم الواحد يغير جو
ياسمين: بأروح أقول لجوري
راحت ياسمين و دخلت عندها في الغرفه..
ياسمين: عندي لك خبر حلو
جوري: خير إن شاء الله
ياسمين: خالي اقترح نخيم هالخميس و الجمعه في البر
جوري بحماس: والله! ما عمري نمت في البر
ياسمين: أهم شي ما تصيرين خوافه مثل أسيل
جوري: ليه أسيل تخاف؟
ياسمين: بتشوفين بعينك






 
قديم   #32

خفياء الروح


رد: قلوب تنزف عشق


قلوب تنزف عشق


النزف السادس و العشرون

*يوم الأربعاء*

في بيت طلال=الساعه ثمانيه صباحا/

الكل تجهز للطلعه.و غابوا البنات يوم الأربعاء عشان يكسبون يوم زياده..و من الفجر مشوا للمخي.لكن طلال كان عنده موعد في المستشفى..عشان كذا تأخروا بالروحه..

كانت لينا تنتظره في الصاله..بعد ما انتهت من تجهيز شنطهم..

رجع طلال للبيت بعد ما فكوا عنه الجبس..و استغنى عن عكازه وحده بس..لأنه للحين ما يقدر يعتمد على رجله المصابه بالمشي..دخل الصاله و شاف لينا..انصدمت و هي تشوفه بدون الجبس.. ما قال لها إنه إحتمال يفكون الجبس عنه..

ركضت له و الفرحه ماليه وجهها..وقفت قدامه و مسكت يده..

لينا مو مصدقه: فكوه؟

طلال يبتسم: إيه

لينا: تحسنت؟ تقدر تمشي عليها؟ بترجع مثل أول؟ ما توجعك؟

طلال يضحك: الحمدلله العظم انجبر بس يبي لي وقت لين أقدر أمشي عليها

لينا تضمه و تصيح: حمدالله على سلامتك

طلال تفاجأ بس ضمها له أكثر: الله يسلمك



لينا انتبهت لنفسها..(وش تسوين يا لينا؟ بتفضحين نفسك! خبي مشاعرك)

بعدت عنه..و صدت تمسح دموعها..

طلال كان يطالعها بشرود..كل ما يشوفها كيف خايفه عليه..كيف تكلمه..يحس إنه بحلم..و يخاف يصحى منه..بس الكلام صار يخنقه..لازم يتقدم اللحين خطوه اتجاهها..دامها صارت اهدأ..

لينا: تعال اجلس ما يصير توقف على رجلك كثير



جلس طلال..و جلست معه..

طلال بحذر: لينا أنتي مرتاحه معي؟

لينا تفاجأت: ........

طلال: أنا...مابي تكتمين داخلك شي اللي تحسين فيه طلعيه

لينا بحزن: أنا مرتاحه يا طلال..حالتي اللحين أحسن من قبل بكثير

طلال: ضايقتك؟

لينا: لا..بس ليه تسأل هالأسئله؟

طلال سكت شوي: لينا..أنتي..أنتي تذكرين اللي قلتيه في المستشفى....مابي تفكرين فيه مره ثانيه

لينا تتنهد: إن شاء الله

طلال ارتاح: يعني بنكمل حياتنا مع بعض؟



ما قدرت لينا إلا إنها تهز راسها بمعنى ايه..لكن إحساسها إن كل هالشي يسويه..عشان وصية يوسف كان يجرحها..

طلال: خلاص خلينا نحاول نبدأ صفحه جديده بحياتنا



مسك يدها..و هي تطالع في يده و تفكر..(كيف صفحه جديده؟ و صفحات الماضي بيننا للحين ما نطوت)

لينا تغير الموضوع: لو كنت تعبان مو ضروري نروح معهم

طلال: أنا بخير..و أنا اللي بأوصلك هناك بعد

لينا: أنت متأكد إنك ما تتعب رجلك كذا؟

طلال: لازم اتعود إني استعملها عشان أقدر امشي عليها

لينا: بس شوي شوي مو مره وحده..مو نطلع و لا ترتاح عليها أبدا

طلال يبتسم: لا تخافين بأتمد هناك و لا راح اتحرك



راحوا مع بعض..وهو داخله فرحه كبر الدنيا..مو قادر يبينها..

كان كله خوف تصده..كله خوف تطالعه بنظرات خوف إذا قال لها هالشي..لكنها رضت فيه..رضت تبقى معه..رضت تكون شريكة حياته للأبد.

في المخيم/



وصل الكل..إلا ناصر اللي كان بيجيب أم العنود و البنات..و طلال و لينا..

كان فارس يتمشى..و ينتظر..(وش فيني؟ يعني وش متحمس له؟!)

جلس فوق التل القريب من خيامهم..و عيونه على الطريق اللي بيجون منه..و سرح بتفكيره..يتوقع وش شعورها اللحين..تفكر في مازن..أو فيه..



شافه فيصل و طلع له..ما وصلوا إلا من دقايق..لكنه يفكر يرجع..وش فائدة جلسته..وهو حضوره يقسمهم نصين..أول ما يجي هو لمكان يطلع منه سيف..و بأحسن الأحوال إن كان أبوه و عمه موجودين يصد عنه و لا يكلمه أبدا..لكنه ما يدري ليه ما يبي يروح..(إلا تدري يا فيصل..لا تلعب على نفسك أكثر..أنت تبي تشوفها لو من بعيد)

وصل عند فارس..و استغرب وهو يشوفه سرحان و مكشر..

فيصل: فارس وش فيك؟

فارس يتنهد: ما فيني شي..ليه؟

فيصل: ماد البوز

فارس كأنه يكلم نفسه: أفكر..تعيش حياتك مرتاح تسوي اللي تبي..بأي حق يجي أحد ينكد عليك حياتك و يدخل غصب بأفكارك..و يبدأ يحدد لك أولوياتك و اهتماماتك

فيصل: مين تقصد؟ أمك؟...أكيد سالفة الزواج

فارس بشرود: ايه الزواج



دق جوال فيصل..و تنهد بضيق وهو يطالع رقم سهى..ماله خلق يرد عليها..لكنه ما كان يبي هالشعور يكبر بقلبه..قام عن فارس..و رد..

فيصل: هلا سهى

سهى: اهلين فيصل وش أخبارك؟

فيصل: الحمدلله

سهى: أخبار الجو عندك؟ حلو؟

فيصل: ايه..ماراح تطلعين لمكان؟

سهى: بنروح لمزرعة عمي بكره..وش رأيك تجي؟

فيصل: اشوف

سهى بفرح: والله؟!

فيصل: ايه

سهى: انتبه لنفسك ترى الجو يبرد في الليل

فيصل: ان شاء الله

سهى: بأسكر اللحين..سمعني صوتك

فيصل: أدق عليك في الليل

سهى: مع السلامه

فيصل: مع السلامه



سكرت سهى..و هي للحين مقهوره..ما تدري فيصل شخصيته كذا..أو هو بارد معها..خاصه بعد ما شاف أسيل..أول ما عرفت إنهم بيخيمون مات قهر..كانت بتدق عليه تترجاه ما يروح..بس هي ماتبي تكبر أهمية أسيل عنده..و كأنها منافسه لها..لازم تقتنع و تقنعه هو بعد إنها ماضي و راح..لازم تطلعها نهائيا من قلبه..و دامها اللحين مع نادر فهي مرتاحه..



نزل فيصل وهو ما يدري ليه وعدها..مع انه ما يبي يروح..بس ما كان يبيها تلاحظ عدم اهتمامه فيها..يبيها هي على الأقل تصدق إنه للحين يبيها يمكن تقنعه يرجع يهتم فيها..و التفت لخيمة الحريم و شاف البنات اللي كانوا جالسين على بساط برا الخيمه..كلهم لابسين عباية على الكتف و متلثمين..ما قدر يطلعها من بينهم..و أصواتهم و ضحكهم عالي..لكنه ميز صوتها بينهم..خلاه يفكر..و هي تشوفه اللحين..وش تحس فيه..



عند البنات..انتبهت له أسيل وهو ينزل من التل..كانت الضيقه باينه على وجهه..ما تدري هي السبب أو صد سيف له..لكنها كانت فرحانه فيه..مع إن في قلبها ضيقه و هي تشوفه بهالحال..

حاولت تطلع من أفكارها..و تسمع سواليف و عناد مساهير و حلا..

حلا: احمدي ربك إننا آخذينك معنا..و الله إنك لزقه

مساهير: مادري مين اللي من يومين يترجاني إني أوافق اطلع معه!

حلا: أجاملك بأحسسك إنك مهمه

مساهير: والله لو مو عشان لينا من زمان ما شفتها ما طلعت معك

رغد تغمز: لينا أو عمر اعترفي؟

مساهير تقوم و ترفع صوتها: لينا



دخلت الخيمه عند الحريم..و هي تفكر كيف كانت معارضه جيتهم..مع إنها تموت في التخيم..بس ما تدري ليه ما تبي تشوف عمر..تخاف تشوفه مثل آخر مره..بنفس الأسلوب..و نفس النظرات..قلبها يدق بقوه و هي تتذكر ابتسامته الهاديه و نظراته..



بعد ساعه-وصل ناصر و البنات..و جوري كانت متحمسه بالحيل و هي تشوف المخيم و البنات..و أول ما نزلت لمحته..واقف بشموخه فوق التل..و تذكرت اللي سواه في مازن..و نظرته لها ذاك اليوم ..نظرة..مصدومه..غاضبه..و تسأل نفسها عن السبب المجهول اللي يخليه يسوي كل هذا..

راحت للبنات و سلمت عليهم..

جوري: المكان روعه ما تخيلته كذا!

مساهير: ما عمرك خيمتي؟

جوري: و لا عمري شفت البر

ياسمين: الله يخلي لنا خالي ناصر



شافوا ناصر جاي من بعيد بيسلم على خواته..و بنات أخته..

ناصر: مين اللي تدعي لي؟



دخلوا أم راشد و أم طلال و بناتهم و جوري للخيمه.لن يروح..

لينا: مين غيري يا خالي؟

ناصر يضحك: وش فيك أسيل كأنك مو مرتاحه؟

أسيل: اللحين يهون عند الليل..و الله مالك حق يا خالي ترمينا هالرميه!

ياسمين: كان ما جيتي

أم فارس: مين قال لك ياله اقنعناها تركب..مره تطلب فارس مره تطلب سيف يجلسون عندها

أم العنود: اعوذ بالله وش هالخوف اللي فيك؟ ما عليك إلا العافيه

أسيل: عز الله ما شفنا العافيه

ياسمين بهمس تنرفزها: كان جلستي عند عمتك

أسيل تكشر: لا العقارب اللي هنا ارحم



جلس معهم ناصر شوي بعدين قام..و طلعوا البنات من الخيمه..أول ما طلعت جوري من الخيمه..شافته وهو ينزل من التل و مبتسم لخاله ناصر..حست قلبها فز..من زمان و هي محرمه على نفسها حتى التفكير فيه..(آه يا فارس..ما يحق لي ارجع أفكر فيك مره ثانيه...مابي ارجع نفسي لذاك الوهم و العذاب)

أسيل تصرخ: جوريه ليه واقفه؟



فزت جوري لأن أسيل طلعتها من أفكارها..و فارس أو ما سمع اسمها لفت عيونه جهتها..شافها واقفه..لكنها ما لتفت له..مشت و راحت عند الحريم..وهو مشى مع خاله للرجال.(يه واقفه يا جوري؟ للحين تحسين بوجودي؟ للحين يهمك؟؟...أو حبك اللي تكابرت عليه ما بقى منه شي)



بعد الغداء-قاموا البنات يتمشون و يتسابقون..لكن مساهير كانت سهرانه أمس و ما نامت زين..و كسلت..و مارضت تروح معهم..ما كان فيها حيل تتمشى.جلست مع الحريم..و ملت من سواليفهم عن فلانه و علانه..و هي ما تعرف هاللي يتكلمون عنهم..سحبت وحده من الوسايد الكبار اللي يتركون عليها..و قررت تاخذ لها غفوه..عشان تسهر مع البنات..و راحت في سابع نومه..و لا هي حاسه بسواليف الحريم و أصواتهم..



عند البنات-

ياسمين تطالع أسيل و تضحك: أحد يلبس هالبوت الطويل في البر

أسيل: ايه عشان ما يقرصني أي شي

حلا: قصدك يمشي على رجلك و لا تحسين فيه إلا وهو وصل و ارتاح

أسيل تشهق: تتوقعين



و صارت تراقب رجلينها..و الأرض اللي تمشي فيها..و لا هي يمهم..

حلا: اتركي عنك هالخوف و خلينا نتسابق؟

جوري تحمست: يله

رغد: واللي تفوز؟

حلا: لا مو كذا السباق مو مهم مين يفوز..أهم شي اللي تخسر و توصل آخر وحده هي اللي تسوي القهوه



تحمسوا البنات و الحريم اللي معهم صاروا يشجعونهم..و حددوا المكان اللي بيتسابقون له و انطلقوا..و بقت أم راشد و أم طلال و أسماء و لينا و إياد..

إياد بحماس: أثوله هي اللي بتفوذ

أسماء تتريق: ما ظنيت مع هالركض تفوز



ضحكوا عليها..و هم يشوفونها من بعيد هي آخر وحده وصلت..

إياد يبرطم: لا ليه؟

أسماء: معليش نكسب قهوة أسيل حلوه

إياد: ماما تعالي نطلع فوق

أسماء: لا حبيبي ما أقدر بعدين البيبي يتعب

إياد بزعل: ماما أبي اثوف فوق وث فيه

أسماء: كله بر

لينا: تعال أيوده أنا اروح معك

إياد ينط من الفرحه: هيه اروح مع ليونه



اخذته لينا و طلعت معه..و أول ما وصلوا فوق شافوا اثنين يمشون من الجهه الثانيه..كانت بتغطى بطرحتها اللي على أكتافها لكنها شافتهم..طلال و خالها ناصر..و نزلت لهم..



انتبه طلال لأحد ينزل..و التفت و شافها..ماسكه في يدها إياد و تسولف معه و تضحك..و الهواء يطير شعرها..تعلقت عيونه فيها..(آه يا لينا كم سنه حلمت أشوفك مرتاحه بهالشكل..عايشه حياتك بفرحه..و تضحكين بهالشكل)

هزه ناصر..

ناصر بخبث: طلال وين رحت؟

طلال بإحراج: لا معك

ناصر يضحك: لا واضح



وصلت عنده لينا و هي تطالع طلال بقهر..لحظه خاف من هالنظره..حس كأن حياته اللي قبل كانت حلم و اللحين بيصحى منه..

لينا: طلال! وش وعدتني فيه؟ مو قلت بترتاح؟

ناصر يضحك: والله يجي منك يا لينا..شوفي كيف خايف منك



لينا انتبهت لملامح طلال المصدومه و استغربت..لكنه استوعب هي وش كانت مقهوره منه..لكن نظرتها ذكرته بذيك النظرات اللي كانت تطالعه فيها و هي تكرهه..

ناصر لهى مع إياد اللي أول ما شافه صار يسولف عليه..و لينا تطالع طلال..

لينا: طلال وش فيك؟

طلال: لا ما فيني شي

لينا: رجلك ما توجعك؟

طلال يبتسم: لا امشي عليها خفيف لا تخافين



جلسوا يسولفون مع ناصر شوي..بعدين أخذت لينا إياد و رجعت للبنات..و هي تفكر..(ليه كان يطالعني كذا؟ مستغرب من خوفي عليه..أو متضايق من هالشي؟ بس هو بنفسه قال يبي نبدأ من جديد..ليه يحسسني إنه بعيد عني؟)





عند الخيمه-شاف عمر الحريم من بعيد لحالهم و البنات مو عندهم..ما كان مسلم على أم العنود..و قرب شوي منهم..

عمر: عندكم أحد أو أجي

أم عمر: تعال ما فيه إلا محارمك



وصل عندهم و سلم على أم العنود..و شاف عندها أمه و خالته أم فارس بس..لكنه قبل يجلس شاف وحده من البنات..نايمه و مغطيه وجهها بطرحه..انحرج..

عمر: مين هاذي؟

أم فارس: هاذي مرتك اجلس لا تخاف



ابتسم عمر وهو يجلس..أكيد رايحه بسابع نومه..و إلا كان فزت و ما جلست متمده قدامه على راحتها..كان يسولف معهم..و بين كل لحظه و الثانيه يلف بنظره لها..ما كان يشوف وجهها لأنها مغطيته..لكنه يتأمل يدينها اللي ضامتهن لصدرها..و هي نايمه على جنبها..

عمر: ليه ما نامت في الخيمه؟

أم عمر: كانت جالسه تقاوم بس غلبها النوم..غطيناها و خليناها تاخذ غفوه قبل يجون البنات يزعجونها



تركتهم أم العنود و دخلت الخيمه تاخذ لها هي غفوه بعد..

عمر يضحك: وش فيكم صرتم تنامون وحده ورى الثانيه؟ وين النشاط؟

أم فارس: خلهم يرتاحون الليل طويل

أم عمر: تعالي نتمشى يا أم فارس لا يجينا النوم و يضحك علينا عمر



تركوه و قاموا وهو يضحك عليهم..لكن أول ما ابعدوا التفت لمساهير..قام بيروح..لكنه ما راح..و قرب من عندها و جلس..رفع الطرحه عن وجهها..و أخذ منديل لفه عشان يضايقها فيه..ناوي ينكد عليها..لكنه يوم شافها كيف نايمه بهدؤ..و كل ملامحها المشدوده كل ما شافته..مرتخيه و هاديه..كسرت خاطره..و كأنها حست بالعيون المركزه عليها..التفت للجه الثانيه..لكنه للحين جالس يتأمل نص ملامحها اللي باينه له..

سمع سيف يناديه..كان بيقوم له بس تفاجأ بتنهيدتها و الابتسامه اللي انرسمت على وجهها..أول ما وصل لهم صوت سيف..قام بسرعه و راح عنها..ما يدري كانت صاحيه و هالابتسامه لذكر اسمه..أو مجرد حلم في خيالها..ما يدري من كان فيه..





بعد ساعات-كان آخر العصر..بدت الشمس تغيب و الجو يبرد..جلسوا يتقهون بعد ما اشعلوا النار..و أسيل كانت جالسه فوق الكرسي اللي جايبته..و تراقب الأرض اللي حواليها..عشان لو تجي أي حشره تشوفها..

أم العنود: يا بنتي اجلسي مثل العالم و الناس

أسيل: لا يمه أنا كذا نص مرتاحه

حلا تهمس: ودك نسوي فيها فلم رعب معتبر

رغد: تبينها تموت علينا..هي كذا و موسوسه كيف لو خوفناها

جوري: لا حلا حرام عليك خليها في حالها

أسيل بقهر و هي تطالع فوق التل: اللحين هالبنتين ليه ما ينزلون..ما يشوفون الوقت تأخر

حلا تطالع شوق و رنا: والله شكل المنظر فوق حلو..نروح بنات؟

أسيل: لا اجلسي وين تروحين

حلا: أبي اشوف الغروب

أسيل بتريقه: يا لرومانسيه!!

حلا: رغد رومانسيه..تعالي نشوف الغروب يا رغد



قامت و قاموا كل البنات معها..و طلعوا فوق و تركوها..و أسيل تطالعهم بقهر..لكنها شافت سيارة فارس تشتغل..و ركضت له..عشان تتمشى معه..وصلت عنده..و وقفت عند الشباك..

أسيل تلهث: فارس



التفت عليها مصدوم..لكنه ما كان فارس..شهقت أسيل أول ما شافت وجه فيصل قريب منها..و ركضت بعيد عنه..تركض و هي تتلفت على خيمة الرجال..خافت يكون أحد شافها..خافت أكثر نادر يكون فيه..دخلت الخيمه..و هي للحين تتنفس بقوه..و ضيق..غطت وجهها بيدينها..شافها..كانت متحجبه بس..نزلت دموعها هالمره قهر..كرهت نفسها..ما تدري ليه..ما صارت تحب تشوفه..و تكره الصدفه اللي تجمعها فيه..و تحس بالذنب اتجاه نادر..

لكنها لاحظت شي في نظرته..يوم ملكته..و اللحين بعد..نظرة ندم..متأكده انها نظرة ندم..نفسها تعرف وش يفكر فيه اللحين..و كيف علاقته بسهى..فكرت بحقد..(حتى لو كان متأخر..بس جاء الوقت اللي تدفع فيه الثمن يا فيصل..و تدفع سهى ثمن اللي سوته فيني)

ما ارتاحت انها تفكر هالتفكير..بس غصب عنها..



في السياره..كان فيصل للحين قلبه يدق بقوه..صدمته شوفتها..كان يتمناها..لكن ما تخيل انها بتتحق له..لكن اللي يحس فيه اتجاهها..كل يوم يزيد أكثر..



بعد المغرب-عند الرجال..كان فيصل جالس و سرحان بعيد..يسمع سواليفهم لكن مو يمهم..

أبوفارس: وين وصلت يا فيصل..مو معنا!

فيصل ينتبه: لا معكم يا عمي

أبوفارس: هاه العشاء عليك أنت و سيف..نبي شوي معتبر



فيصل طالع سيف بتوتر..

سيف يكذب: لا العشاء واعدنا فيه عمر..خلنا نشوف مهاراته

عمر يجاريه: و لا يهمك يا عمي بأذوقك الشوي على أصوله



قام سيف عنهم..و فيصل يطالع عمر بضيق..

عمر بهمس: نفسي امسك هالأثنين و اذبحهم

طلال: الله يهديهم

عمر: وش اللي بينهم للحين ما قدروا ينسونه

طلال: اتركهم على راحتهم يا عمر

عمر بشك: أنت تعرف على ايش مختلفين؟

طلال: لا...بس أنت تعرف سيف و فيصل مو صغار عشان يتفرقون على شي تافه

عمر يقوم: بأروح اكلم سيف



راح و كلمه..لكن سيف ما اقتنع أبدا..فيصل خسر ثقته..و هالشي سبب كسر بينهم صعب ينجبر..و هالشي خلاه يتذكرها..من زمان وهو ما يسمح لنفسه تجي في باله..يبي ينساها و ينسى أيامه معها..ينسى صوتها..و ضحكتها..نظرتها له..و الحب الكذاب اللي تحاول تقنعه فيه..طلع من أفكاره غصب وهو يتذكر ياسمين..و اللي يحسه اتجاهها..يمكن ما يكون حب..لكنه إحساس مريح بعد اللي حسه مع نجود..





عند البنات-ارتاحوا يوم عرفوا إن العشاء مسئولية الرجال..و جلسوا بعيد عن الحريم..

مساهير: عندي لكم لعبه خطيره كنا نلعبها مع بنات عمي

رغد: أهم شي ما فيها ركض انهد حيلي

حلا: مشروع زول

مساهير تضحك: لا ارتاحي ما فيها..اللعبه اسمها..الصراحه أو الجرأه



البنات تحمسوا من الاسم..و طلبوا منها تشرح لهم..أخذت مساهير علبة البيبسي اللي كان معها..

مساهير: نكون حلقه و بأدور هاذي بيننا..اللي تطلع لها الفتحه تسأل و الجهه الثانيه اللي تكون عندها تجاوب..تخيرها يا صراحه يعني تسألها اللي تبي و تجاوب..أو جرأه تطلب منها تنفذ لها أي شي...و اللي ترفض نرشها كلنا بالمويه لين تغرق

حلا تحمست: حلو

لينا خافت: ايه بس أسئله و طلبات معقوله

مساهير: حلاة اللعبه بخبالها

لينا: الله يستر

رغد تحمست: يله نبدأ



لفت مساهير العلبه..و طلعت رنا تأمر أسيل..

أسيل: لا ليه أنا الأولى؟!!

حلا تتريق: احمدي ربك رنا اللي تأمرك يعني وش بيطلع منها؟

أسيل تعصب: هيه لا تستفزينها تطلع حرتها فيني!!

رنا بمكر: جرأه أو صراحه؟

أسيل تدعي: جرأه ارحم..أخاف تطلعين لي سؤال مجرم

رنا بعد تفكير: ايه دقي على نادر و غني له



البنات ضحكوا..و أسيل شهقت و طيرت عيونها..

أسيل بإعتراض: لا خير وش دخل العيال في لعبنا؟!!

مساهير: عادي

أسيل: رنو حرام عليك!

رنا: عشان ما تقولون عني ما أعرف

أسيل: من زين صوتي يعني؟

رنا: بالعكس حلو عشان كذا أبيه يسمعه

مساهير: يله أسيل



أسيل برطمت بقهر..و هي تطالع المويه اللي بيد كل وحده..

أسيل: والله لعبتك مادري وش تبي؟

مساهير: يله رغد دقي من جوالها عليه أو بنتظرها للصبح.خساره رنو ليتك قلتي تضغط سبيكر نسمع وش يقول

أسيل: الله يستر منك



دقت أسيل على نادر..و هي تدعي إنه ما يرد..على بالهم موقف محرج و خلاص..ما يدرون انها ما عمرها كلمته..الا ذيك المره..و بس عشان سيف..كان عندها أمل كبير إنه ماراح يرد عليها..



عند الرجال-دق جوال نادر..و نادر كان عند العيال و هم يشون..و فيصل كان قريب منه..شاف الاسم..حس أحد يعصر قلبه..تنهد بضيق..كان بيحطه صامت عشان ما يسمعه نادر..ما يدري وش هالتفكير اللي جاه..لكنه شافه جاي..و صد يكمل قراية الكتاب اللي معه..

جلس نادر..و تفاجأ وهو يشوف الرقم..ظن انها أكيد تبي شي ضروري يخليها تدق..رد..

نادر: نعم

أسيل بصوت عذب:

ألا ياوقت وين اللي على بالي يجي ويروح .. هذاك اللي ملك قلبي وتفكيري وجداني

أموت بطيفه اللي لا لمحته تنتشي بي روح .. أحس اني إذا شفته كأني بعالم ثاني

أحبه والامل باني في قلبي من غلاه صروح .. حبيبي لو يمر طيفه يبد ماضي احزاني

أحبه حب لو يدري عن اللي بخافقي من بوح .. نسى كل الزعل وارخص حياته دون حرماني

تحملت الخطى منه وإذا أخطى بعد مسموح .. حبيبي معليه ازعل إذا أخطى وخطاني

تذكرته وأنا ناسي ونسيته والوفا مجروح .. غريبه حالتي والله واهو ذكراه نسياني



نادر كان يسمعها..وهو مبلم..و مو قادر ياخذ نفسه..صوتها كان ناعم و حزين..وهو صارت داخله لخبطه مالها آخر..

قام بعيد عن فيصل..لكن فيصل سمع صوتها..و صار يراقب نادر..اللي ما تكلم و نظرة عيونه..كان فيها حكي كثير..لكنه بعد عنهم..لين ما صار يشوفه..لكن النار اللي في داخله ما هدت..وهو يحس إنها صارت تعني لنادر أكثر ما تعني له..



خلصت أسيل..و ما عرفت وش تقول و سكرت بسرعه..لكنها كرهت نفسها و غبائها..كيف طاوعتهم..الماء كان أهون من الاحراج اللي بتحسه لو تشوف نادر..كانوا البنات يضحكون عليها و يعلقون..لكن هي مو يمهم..تراجع في بالها كلمات الأغنيه اللي غنتها..و تتخيل وش ممكن تكون ردة فعل نادر..

كملوا البنات اللعبه..و أسيل شافت جوالها يدق..و شافت اسمه..حطته على الصامت..و هي تتحسب على رنا و حلا و مساهير..



نادر انقهر انها ما ردت..و ما فهم وش تبي بهاللي سوته..لكن صوتها ما غاب عنه لحظه وحده..



عند البنات-كانوا يلعبون و يضحكون على الأوامر المحرجه..لفت العلبه على رغد تأمر مساهير..

رغد: صراحه أو جرأه؟

مساهير: صراحه

رغد بقهر: يا خوافه

مساهير تضحك: من خاف سلم

رغد: من متى تحبين عمر؟

مساهير: مين قالك إني أحبه!

رغد تشهق: أجل ليه متزوجته؟!

مساهير: مسموح بسؤال واحد بس



حلا طالعت بلينا اللي طالعتها بضيق بعد..رجع لها احساسها بالذنب..(ما تحبه لدرجة تصرح بهالشي..حتى بالكذب مو طايقته)

شافتهم مساهير انصدموا..بس طنشت..و لفت العلبه..وطلعت لينا تأمر جوري..فزت جوري بخوف..كانت أول مره تطلع لها من بدأوا يلعبون..

لينا تضحك: وش فيك خفتي! جرأه أو صراحه؟

جوري: صراحه

لينا تفكر: امم..ايه بما إنك عايشه مع ياسمين قولي لي وش أكبر عيوبها؟

جوري تلتفت لياسمين اللي كانت تطالعها: ......

حلا: ياسمين لا تطالعينها تخوفينها..جوري سبي على راحتك

جوري: ما فيها إلا عيب واحد..طيبه مع الناس و قاسيه على نفسها

حلا: لا ما فيه إحراج! وش هالسؤال لينا؟

لينا: ما يجيني قلب احرج جوري

جوري تطالع حلا بدلع: الله يسلمك يا قلبي



لفوا العلبه..و شوق تأمر مساهير..

شوق يقالي بتجيب أمر قوي: ......

حلا ملت: يله شوق بسرعه

شوق: أفكر

حلا تتريق: يعني ناخذ غفوه لين تخلصين؟

لينا: حلا خليها

شوق: اها عرفت..اطلعي فوق التل و اذا وصلتي فوق قوليلي باي و تعالي



ضحكوا عليها البنات..

أسيل تشهق: هيه أنتي يالخبله وش هالطلب؟

حلا: و أنتي وش دخلك؟ خايفه عنها!

أسيل تلتفت على مساهير بخوف: بتروحين؟!

مساهير تفكر: ايه

أسيل تصرخ: صاحيه أنتي!!

مساهير تشهق: شوفوا اللي واقف فوق



كل البنات التفتوا..و شافوا شي كبير يتحرك..و كأنه يطير جاي لهم..صرخوا كلهم و ركضوا عند الحريم..وقفت مساهير تطالعهم بإستغراب..يوم طلعت معهم فوق العصر..شافت عصا مثبت و هي اللي علقت فآخره الكيس اللي كان معهم..توقعت انهم انتبهوا لها..هي كانت بتخوف أسيل بس..راحت وراهم و ضحكت و هي تشوفهم يطالعون فوق و يحللون وش ممكن يكون هالشي..و أسيل كانت في حضن أمها..

مساهير: وش فيكم؟

حلا تطالعها: يا لقويه! ما خفتي؟

مساهير: طبعا لأنه أحد أفراد عصابتي



تذكروه البنات..و صاروا يضحكون..لكن أسيل كانت تطالعهم بحقد..كان قلبها بيوقف..و هم اللحين يضحكون..

مساهير: هاه أسيل ليش ساكته؟ خلينا نرجع نكمل

أسيل: بايعه عمري اتحرك من جنب أمي



خلصوا العيال مجهزين العشاء..و أرسلوا للحريم عشاهم..و بعد العشاء كان نادر عند سيارته..شافته رنا و راحت له..

نادر يبتسم: هلا رنا

رنا بحماس: حلو صوت أسيل؟

نادر تفاجأ: هاه

رنا: أسيل يوم تغني حلو صوتها؟

نادر استغرب: وش دراك؟

رنا: حنا نلعب لعبه و نتحدى بعض..و أنا امرتها تدق تغني لك

نادر استوعب: امم

رنا للحين متحمسه: حلو؟

نادر: ايه حلو



راح عنها..وهو يضحك على نفسه...من يوم سمعها وهو مو على بعضه..حتى ما قدر يتعشى..و آخرتها تطلع تلعب..(يعني وش كنت مفكر يا نادر؟...مادري وش فيني صاير اتأثر بأي شي عنها)

تذكر يوم يشوفها في بيت خواله..من يومها وهو مو قادر يطلعها من باله..و يشتاق يشوفها..أو يسمع عنها أي شي..و اللحين صوتها مو راضي يفارق سمعه..(اتركيني في حالي يا أسيل أنا مو ناقص)



راح عند العيال و سهر معهم..و حاول ينسى..بيحاول لين يقدر ينسى..يبي يحدد علاقته معها..و لا يبيها تتعدى الحدود..

فيصل بعد العشاء دخل ينام..وهو يسمع أصواتهم سهرانين..لكنه ما جلس معهم..لأنه يدري لو جلس بيقوم سيف..دق على سهى..يبيها تنسيه..لازم تنسيه مثل ما نسته أول مره..لكنه كان يسمعها..وهو مو يمها..مايبي يتأكد من هالشي..لكنه كل يوم يتأكد أكثر..حبها له و اهتمامها..ما صار يعني له أي شي..لدرجة انه اعتذر عن الجيه لها بكره..هاليومين..فرصته عشان يشوف أسيل..و ماراح يفرط فيهن..حتى لو كان يشوفها من بعيد..حتى لو كانت ملك غيره..



بعد ساعات-ناموا البنات إلا أسيل..اللي كان جالسه..تراقب و تتسمع.كل ما نامت تحس بشي يمشي عليها..تفز و تقوم..و اللحين صارت تسمع أصوات غريبه..(أوف أبي أعرف وش لاقين في هالبر..حشى مرجعينا مية سنه ورا..نايمين بهالصحراء لحالنا! الله يسامحك يا خالي على هالفكره)

كانت كل ما يمر الوقت تخاف زياده..قربت من عند رغد تهزها..

أسيل بهمس: رغد..رغد..رغد

رغد: .....



راحت تزحف لجوري..

أسيل: جوري..جوري

جوري تمتمت: همم

أسيل: خايفه اسمع أصوات غريبه و احس شي يمشي علي....جوري



لكنها شافتها تغطي وجهها و غرقانه في النوم..(أبي افهم كيف ينامون؟ قلوبهم ميته...لا أنا إن جلست كذا ماراح أنام بأدق على سيف و أقوله أنام في سيارته)

حاولت تدق عليه..بس ما كان فيه شبكه..انقهرت و طالعتهم وهم نايمين بقهر..جمعت اللي بقى من شجاعتها..و طلعت من الخيمه..كانت تتلفت بخوف..مشت شوي..و حاولت تدق مره ثانيه بس كان سيف مقفل جواله..و دقت على فارس و نفس الشي..

تجمعت الدموع بعيونها و هي لحالها فهالمكان..و مع خوفها خافت أكثر ترجع للخيمه.(أكد السياره مفتوحه..يعني ليه بيقفلونها هنا)

بخطوات مرتجفه تقدمت عند خيمة الرجال..و كانت بتروح من عند السيارات..لكن خطواتها جمدت..و قلبها وقف من الخوف..و هي تحس بالشي اللي طار و ضرب ظهرها..وقفت في مكانها..ما قدرت تتحرك و لا حتى تتنفس.

رنا و شوق اللي كانوا يراقبونها من أول ما صحت و يضحكون عليها..وقفوا خايفين و هم يشوفونها كيف تخشبت بعد ما رموا عليها الجاكيت اللي كانوا ناوين يخوفونها فيه..

ركضت لها رنا..

رنا: أسيل هذا حنا..لا تخافين

شوق: كنا نمزح



لكنها ما تحركت..كانت جامده بمكانها و مغمضه عيونها بقوه..شافت رنا أحد يطلع من خيمة الرجال و ركضت له..فرحت يوم شافته نادر..

نادر بإستغراب: رنا وش مطلعك هالوقت؟؟

رنا بخوف: نادر تعال بسرعه أسيل مادري وش فيها؟؟



راح نادر معها بسرعه..وهو ما يعرف وش فيهم..بس أول ما سمع اسم أسيل راح معها يركض..شافها واقفه قريب من السيارات جامده ما تتحرك..

ركض لها و وقف قدامها..يطالعها بقلق..

نادر: أسيل وش فيك؟



بدت ترتجف..وهو حس إن وضعها مو طبيعي..ضمها له يهديها..لحظات..و تعلقت فيه بقوه..و بدت تصيح و ترتجف..ضمها له أكثر..وهو يحاول يهديها..لكنه كان يحس بقلبها اللي يدق بكل قوه..رفع نظره لرنا و شوق اللي حسوا بخوف..

نادر: وش فيها؟ وش صار؟

رنا: كنا نمزح معها لحقناها و هي ما تشوفنا رمينا عليها الجاكيت و خافت

نادر عصب: هذا مزح!



خافت شوق و ركضت للخيمه.و لحقتها رنا اللي ما حبت تتهزأ لحالها..

رجع نادر يطالع أسيل اللي بين يديه..هدت شوي..بس للحين ترتجف..بعدها عنها شوي و مسح دموعها..و حط يديه على أكتافها..وهو يطالعها بحنان و قلق..الدموع و الخوف اللي بعيونها..شعرها المربوط بإهمال..و بجامتها البيضاء و الرسمات الناعمه اللي فيها..خلته يحس كأنها بنته مو زوجته..

نادر بهدؤ: خلاص يا أسيل هدي نفسك..لا تخافين أنا معك

أسيل تحاول تنظم نفسها و تهدأ: ......

نادر: ليش كنتي جايه هنا؟

أسيل بصوت مرتجف: خفت في الخيمه أبي أنام بسيارة سيف

نادر يبتسم بسخريه: خفتي!!

أسيل انقهرت: ايه لا تضحك..مادري كيف نايمين براحتهم..كل ما نمت احس شي يمشي علي و اسمع أصوات غريبه

نادر: خلاص ماراح اضحك..بس وش تبين اللحين؟

أسيل: أبي أنام في السياره

نادر: خلاص أنا بأقرب سيارتي لخيمة الحريم و نامي فيها..وش رايك؟

أسيل بفرح: ايه



طالعها للحظه بتأمل..يبي يحفظ صورتها في باله..تركها بيروح..لكنها مسكته..و التفت عليها..

أسيل: وين؟

نادر: بأروح اجيب مفاتيحي

أسيل بفزع: و تتركني هنا لحالي!!

نادر: وش اسوي يعني؟

أسيل: مادري؟ بس خايفه اجلس هنا لحالي

نادر: بأروح و ارجع بسرعه



أسيل تتلفت تشوف المكان المظلم..كانت بعيده عن خيمة الرجال..و بعيده أكثر عن خيمة الحريم..و فكرت بغبائها..كيف قدرت تجي إلى هنا..

أسيل: بأروح معك

نادر يتنهد: تعالي



مشت بجنبه..أو لا زقه فيه..و هي تتلفت حواليها..وهو كان متوتر من قربها له..

قربوا من خيمة الرجال و وقف..

نادر: انتظري هنا

أسيل: بسرعه

نادر: زين



دخل و جاب مفاتيحه..و طلع لها..و رجعوا للسيارت.كب سيارته و شغلها..و ركبت جنبه..قربها عند خيمة الحريم..و وقف..

نادر يلتفت لها: كذا زين؟

أسيل: ايه

نادر: تبين افتحلك الشباك شوي

أسيل بخوف: لا

نادر: زين روحي جيبي لك غطاء

أسيل: لا خايفه ادخل

نادر بإستغراب: وش يخوف بالخيمه؟!

أسيل: مادري بس في هالبر كل شي يخوف..حتى أشكال البنات و هم نايمين صارت تخوف

نادر يضحك: مادريت إنك خوافه لهالدرجه!

أسيل بقهر: طالع حواليك بالله هالرعب اللي حنا فيه ما يخوف

نادر يتنهد و يطالع قدام: بالعكس الجو هادي و حلو...روحي ورا نامي على راحتك


توقع انها تطلع و تدخل مع الباب..لكنها نطت على طول ورا..وهو يضحك عليها..التفت لها..

نادر: كل هذا خوف تنزلين!

فصخ الجاكيت اللي لابسه..و مده لها..

نادر بحنان: على الأقل تغطي هذا

اخذته أسيل..اللي أول ما دخلت السياره و حست بالدفا بدت تنعس..تمدت و تغطت فيه و نامت..شمت ريحة عطره..

أسيل بهمس: حلوه ريحة العطر

طالعها نادر و ابتسم..ما يدري هي حاسه باللي تقوله..أو النوم بدأ يأثر عليها..صار يتأملها..ملامحها الحلوه..شعرها اللي طايح على وجهها..

أسيل و هي مغمضه: لا تطالعني عشان أقدر أنام

نادر تفاجأ: مين قال إني اطالعك؟

أسيل: احس

نادر: خلاص أنا رايح نامي براحتك

أسيل تفتح عيونها: لا

نادر يتنهد: ليه؟

أسيل: خايفه

نادر: وش تخافين منه..و أنتي هنا؟

أسيل: عشاني خفت أول..اللحين ما أقدر اجلس لحالي

نادر: خلاص نامي أنا بأجلس هنا لين تنامين

أسيل بعناد: و اذا نمت تروح؟

نادر: ايه

أسيل: و إن صحيت؟

نادر يتنهد: خلاص ماراح اتحرك إلا الفجر..ما اعتقد ذاك الوقت بتخافين

أسيل: برومس

نادر يضحك: برومس



نامت أسيل و هي مبتسمه..و دفنت وجهها بجاكيته..و ريحة عطره تغطيها..ما تدري ليه تسوي اللي تسويه..أول كانت خايفه صدق..بس بعدين صارت تتدلع عليه..تبي تشوف وش ردة فعله..و إلى أي حد بيطيعها..مع انها ما اعترفت لنفسها..بس حبت جلستها معه..و حاولت ما تنام..تبي تكلمه أكثر..لكنها كانت نعسانه و تعبانه..و غلبها النوم..

نادر كان جالس في مكانه ما تحرك..خاف يزعجها..التفت بعد وقت لها..و شافها نايمه و تنفسها انتظم..استغرب من نفسه..و من الشعور اللي يحسه وهو يطالعها..

و لأول مره تخيل كيف بتكون حياته معها..و تفاجأ إن هالشي ريحه..إنها تكون له..تكلمه هو..تشوفه هو..تهتم فيه هو..

بس طرأ عليه فيصل..و هالشي خلاه يتنهد بحزن..و يلف عنها يطالع الظلام قدامه..

غفى شوي..و بعدين حس في نفسه..شاف النور الأزرق بدأ ينتشر في السماء..طلع من السياره بهدؤ عشان ما يزعجها..و رجع للخيمه.قبل يصحون الحريم وهو قريب من خيمتهم


في خيمة الحريم-صحت أم العنود تصلي الفجر و صحتهم..

جوري تتلفت: وين أسيل؟

حلا تضحك: صح..لا يكون انخطفت

رغد: يمكن طلعت تتوضأ



لبسوا البنات أكواتهم..و لفوا الشالات عليهم..و طلعوا..أول ما شافت جوري الجو..

جوري: واو الجو روعه

رغد: بس برد



طلعت وراهم مساهير و ياسمين و لينا..

مساهير تركض لبرا: يا سلام على الرواق

لينا انتبهت: وش السياره اللي هنا؟!

رغد: هاذي سيارة نادر

حلا تضحك: ما لقى لها موقف على وسع هالبر



راحت لها رغد..و شافت أسيل..

رغد تلتفت للبنات: أسيل نايمه فيها

ياسمين تضحك: يا عيني على غرفة النوم

مساهير تعلق: المهم لا يكون نادر معها



ضحكوا البنات و راحوا يتوضون..بعد ما خلصوا صلاتهم..راحت رغد لأسيل..فتحت الباب..

رغد: أسوله..أسوله قومي



صحت أسيل..و هي مو مستوعبه وين هي..لكن ريحة عطره ذكرتها..قامت و هي مبتسمه..

أسيل: صباح الخير

رغد: صباح العسل يا رايقه..وش جاب سيارة نادر هنا؟

أسيل: خفت أمس...(تذكرت) صح وين رنا و شوق والله لأذبحهم

رغد بإستغراب: وش فيك أنتي؟



جت حلا و جوري عندهم..

حلا: يله الأميره النائمه الصلاة



طلعت أسيل من السياره و لبست جاكيت نادر..

رغد: ما قلتي وش صار؟

أسيل تروح: اصلي و أقول لك

حلا: وش القصه؟

رغد: مادري أبي اعرف كيف جت سيارة نادر هنا؟

حلا: يا شين اللقافه

رغد: يعني ما تبين تدرين؟

حلا: طبعا

رغد: اجل اسكتي

حلا: بس يا شين اللقافه

رغد تدفها و تروح: انقلعي

جوري تضحك: تعالي نروح لا تفوتنا السالفه

حلا تشهق: حتى أنتي يا جوري صرتي ملقوفه!



راحت حلا..و كانت بتمشي معها جوري لكن ما تدري ليه التفت لخيمة الرجال..و كأنها حست بوجوده..شافته من بعيد..واقف عند سيارته..كان لابس بدله سوداء..و شكله مو رايق وهو توه صاحي..التفت ناحيتها..و هي ركضت لداخل الخيمه..

شافها فارس..بس من بعيد ما قدر يعرف هي مين..



في الخيمه-خلصت أسيل صلاتها..و أول ما لتفت شافت رنا و شوق..و عصبت و قامت لهم بسرعه..صرخوا و كانوا بيطلعون..بس مسكتهم..و صارت تضرب فيهم..و تضربهم في بعض..

حلا: وش فيها قلبت جاكي شان على هالصبح!!

رنا: أسوله والله نمزح

شوق: تراها فكرة رنا

أسيل ترميهم: مالت عليكم كلكم



جلست أسيل عند البنات و قالت لهم اللي صار..بس طبعا مع بعض الحذف..

جوري تضحك: و كيف قدرتي تطلعين من الخيمه؟

رغد: صح ما توقعت تسوينها!

أسيل: مادري من الخوف جتني لحظة غباء...أو يمكن أنا قويه و أنا مادري

حلا تضحك: ايه هين قويه..روحي روحي بس لغرفة النوم الخاصه



أخذت أسيل لها غطاء و راحت لسيارة نادر..و رجعوا البنات ينامون..





و بعد ساعه..حست لينا بأحد يهزها..صحت و شافت شوق..

لينا: شوق! وش تبين؟

شوق: أبي اروح الحمام

لينا تضحك: زين روحي

شوق: خايفه

لينا: وش يخوفك حنا اللحين الصبح

شوق: أمس رنا قالت لي قصه تخوف



لينا قامت معها و طلعوا..كانت لينا تتمشى.و تشوف السماء الزرقاء صافيه..(خساره شكلها ماراح تمطر اليوم)

طلعت شوق..و مرت من عندها..و قالت لها تدخل..لكن لينا كانت تطالع في خيمة الرجال..و لا راحت معها..شافته..طلع من الخيمه..و راح يرقى على التل المرتفع اللي كان قريب منهم..بتردد..مشت وراه..ما تدري ليه..

كان يمشي..و هي تمشي وراه و تدوس على نفس خطواته..وصل لأعلى التل و وقف..يتأمل بالمساحات الواسعه اللي قدامه..يتذكر كلامها اللي قالته له آخر مره..و يفكر لأي درجه تعنيه..يحس إنه مو مستوعب اللي صار..مع إنه ياما حلم فيه..

لينا كانت تطالعه..تبي تعرف وش تحس فيه..غير شعورها بالذنب اتجاهه..غير شعورها بأنانيتها و هي مخبيه اللي تعرفه عنه..غير شعور إنها ما تستاهله..

حست إنها ما تبي تبعد عنه..تخاف تبعد عنه..صوته..و نظراته اللي كلها اهتمام و اعتذار على ذنب ما سواه..كلها تحسها جزء من حياتها..لو يروح..ما يبقى لها شي تعيش بعد..(أحبه؟ معقول أكون أحبك يا طلال!!)

قربت من عنده..

لينا: صباح الخير

طلال يلتفت و يطالعها بصدمه: لينا! صباح النور

لينا بارتباك من نظرته: شفتك و أنت..و أنت تطلع و..(مالقت شي تقوله)

طلال يبتسم لها: ما جاني نوم قلت اتمشى شوي

لينا توقف جنبه: وش أخبار رجلك؟ مو قلت ماراح تتعبها ليه تطلع عليها؟

طلال يضحك: خليها تتعود

لينا بعتب: المفروض ما صدقتك و لا طلعنا..اجلس لا توقف عليها



جلسوا جنب بعض..و هي تسرق له نظرات..و شافته نعسان..(وش اللي مو مخليك قادر تنام يا طلال؟ وش فيها حياتك بعيد عني؟)

لينا: طلال شكلك نعسان ليه ما تنام؟

طلال: مو جايني نوم..و حسيت إني مخنوق في الخيمه..الجو هنا احسن

لينا تضحك: يعني بتنام هنا؟

طلال: والله حلو..ليه لا؟



كان بينام على ظهره..لكن هي مسكته..

لينا: وين نايم على التراب..(و بتردد)ن..نام على رجلي



انصدم لحظات ما قدر حتى يتنفس..يحس إنه بحلم..و بيصحى منه أي لحظه..مو معقول هاذي لينا..لكن شي داخله..أغراه يجرب هالشعور..يكون قريب منها لهالدرجه..تهتم فيه..

مدت رجلينها..و هو حط راسه عليهن و تمد على التراب..شاف السماء قدامه..لكنه التفت عليها..يشوف بأي نظره تطالعه..لكنها صدت عنه..و صارت تطالع قدامها..غمض عيونه براحه عمره ما حس فيها..ريحة عطرها الخفيف..يدها اللي حطتها على كتفه..اهتمامها..نام وهو يتمتم لنفسه..(حلم..أكيد حلم)

لينا سمعته يتكلم..لكن ما عرفت وش يقول..نزلت راسها تطالعه بعد ما شافته غمض عيونه..تأملته كثير..لين فجأه شافت فيه..طلال بطفولته..تذكرت ذيك الأيام اللي نستها..و عمرها ما جت في بالها..كانت تحب تجلس معه و تلعب..كانت تحب كيف يعاملها بدلال..تذكرت إنه حتى شعرها مره قصته مثله..و كانت تلبس ملابس عمر عشان تصير تشبه ملابس طلال..كان له دور كبير في حياتها..لكن هالدور بدأ ينقص من جاء يوسف..لين تلاشى..و ما صارت تعرف عنه..إلا إنه صديق يوسف و عمر..و بعد وفاة يوسف..ما صارت تشوف فيه غير صورة الموت..و صارت تكره حتى طاريه..(وش كثر ظلمتك يا طلال..ما يحق لي اللحين أحبك....ايه..أنا أحبك بس مو قادره أقول..)

شافت الشمس طلعت عليهم..و صار الجو دافي..لكن قلبها كان دفاه من شي ثاني..من حبه اللي ملأ قلبها..و شال عنه جمود السنين اللي راحت..

شافته كأنه تضايق من الشمس..اللي صارت في وجهه..خافت تصحيه..رفعت طرحتها اللي كانت على أكتافها قدام وجهه..بينه و بين السماء..و ظلت رافعتها..يحق لطلال تسويله كل شي..يحق لها تعبها..يحق له كل شي فيها..لين تعوضه عن اللي سوته فيه..



بعد ساعه..في خيمة الرجال-صحى نادر لكنه ما فتح عيونه..يتذكر الحلم اللي حلمه..ضحك على نفسه(من متى تحلم أحلام المراهقين يا نادر؟؟)

تذكر اللي صار أمس..اللي حس فيه يوم ضمها و هي محتميه فيه..وهو يشوفها نايمه..حس إنها فجرت فيه مشاعر ما كان متخيل إنه بيعرفها بيوم..لكنه مو من النوع اللي يصرح بمشاعره..و لا راح يصرح لها فيها أبدا..خاصه وهو يعرف حبها لفيصل..و لا يمكن ينسى هالشي..و لا يمكن هي تنساه..



صحى طلال..و لينا أول ما شافته يفتح عيونه..بعدت طرحتها بسرعه..و أعمته الشمس اللي طلعت بوجهه فجأه..لكنه ظن إنه توه يصحى و يحس فيها..استوعب الوقت اللي هو فيه..يوم ينام كان الصبح توه يطلع..و اللحين الشمس منتشره في كل مكان..جلس..و التفت لها..

طلال: كم نمت؟

لينا: مادري؟

طلال شاف ساعته و شهق: ثلاث ساعات!! ليه ما صاحيتيني

لينا: ما نتبهت للوقت.كن أفكر

طلال: أكيد اوجعتك كل هالوقت ما حركتي رجلينك

لينا: ما فيني شي يا طلال

طلال يطالعها و يبتسم: ما جاك النوم؟

لينا: لا



كان مرتاح وهو يشوفها قريبه منه كذا..يبي يجلس معها..يتكلم..يسمعها..

لكن ما خلص متمني إلا وهو يشوف شوق تجي عنهم و هي تلهث من تعبها..

شوق: لينا وينك؟ كنت أدورك

لينا تلتفت لها: نعم

شوق: تعالي افطري معنا

لينا: زين روحي أنا جايه اللحين



تركته شوق و التفت على طلال..

طلال: خلينا نزل



قامت معه..و هي ياله قادره تحرك يدها..اللي ظلت مادتها كل هالوقت..لكنها ما حست فيها..كل اهتمامها بالإحساس اللي في قلبها له..



اجتمع الكل يفطرون..بعد ما فرشوا بساط برا الخيمه..لأن الجو كان دافي و حلو..

أم فارس تضحك: وين نمتي أمس يا أسيل؟

حلا: أفا عليك خالتي..ما تشوفين الغرفه الخاصه اللي واقفه عند الخيمه



ضحكوا عليها..و أسيل انقهرت..

أسيل: والله و لكم عين تتكلمون! اللي و لا وحده فيكم حست على دمها و قامت عندي و أنا ميته خوف

رغد تضحك: بصراحه سمعتك أول ما صحيتيني بس ما قدرت أقوم

أسيل: و نعم الصديقه!



شافت ياسمين تقوم..و قامت معها..

أسيل: انتظري مرة اخوي بأروح معك..قررت أتنازل عن الناس اللي ما تنفعني

أم العنود: وين ما فطرتوا؟

ياسمين: الحمدلله شبعت..أبي اتمشى شوي



في مكان بعيد-كان سيف جالس لحاله..يمسح التراب..و يكتب اسمها و يتأمله..كل ما تجي في باله..يتناساها..يقنع نفسه إنها شي و راح..و إنها ما تعنيه اللحين و لا تهمه..

شاف ياسمين و أسيل جاين عنده..و ابتسم لهم..لكنه تذكر الاسم اللي حفره بالتراب..ارتبك و مسح الإسم بسرعه..

ياسمين: وش اللي كتبته و ما تبينا نشوفه؟

أسيل تغمز: أكيد اسم..صح؟

سيف يصرف: صباح الخير

ياسمين و أسيل: صباح النور

ياسمين: شكلك ما أفطرت معهم؟

سيف: لا افطرت و قمت اتمشى

أسيل بشك: أشوف نفس أفكار زوجتك..آها لا يكون متواعدين تلتقون بعد الفطور و أنا لزقت في ياسمين؟

ياسمين: الله يعافيك لا تفكرين

أسيل تغمز: علينا؟ على العموم اتركم على راحتكم



راحت أسيل و سيف و ياسمين يضحكون عليها..التفت سيف لياسمين و شافها واقفه..

سيف: وش فيك واقفه؟ اجلسي



جلست ياسمين..و سكتوا لحظات طويله..كتبت له على التراب..[سيف]..كتبلها..[نعم]..مرت لحظات..ثم رسمت له علامة استفهام..و رسم لها علامة تعجب..سكتوا لحظه..لكنه ضحك و ضحكت معه..

سيف: وش فيك يا ياسمين؟

ياسمين: ما فيني شي..ليه؟

سيف: أنتي مرتاحه؟

ياسمين: لملكتنا؟

سيف: ايه

ياسمين: مادري وش اسمي احساسي..لكن أهم شي احسه و أنا اشوفك الأمان..أنت تحسسني بالأمان يا سيف..خاصه بعد ما شفت مازن كيف رمى جوري بسهوله

سيف: ياسمين أنا عارف كيف كان رأيك بالزواج من أقاربك..بس خلينا نحاول نفهم بعض..و نحب بعض من اليوم

ياسمين تبتسم: يعني تعترف إنك ما تحبني؟

سيف: مو هذا قصدي..أنا أحبك من زمان بس كقريبه..كنت دائما احس بالمسئوليه اتجاهك..لكن اللحين أبي اتعلم أحبك..كشي خاص فيني أنا..الانسانه اللي بأكمل معها حياتي

ياسمين تطالعه بإمتنان: و أنا مو صعب أحبك يا سيف..متأكده إني بأحبك



ابتسم لها..و رسم لها على التراب..قلب..و رسمت له قلب أكبر..



في مكان قريب من خيمة الحريم..كانت مساهير تلعب مع إياد في التراب..و تبني له بيت كبير..وهو يساعدها و فرحان..

إياد: ميثو هاذي غرفتي

مساهير تضحك: لا الكبيره غرفتي أنا..أنت هاذي الصغيره

إياد بإعتراض: ليه؟

مساهير: عشان أنا كبيره و أنت صغير

إياد اقتنع: ثح عثان بعد عمر هنا معك

مساهير تشهق: هاه

إياد: ايه مثل ماما و بابا

مساهير تصرفه: إياد ابني هنا جبل صغير



و من بعيد..وقف عمر يطالعها..كان يتمشى و فجأه شافها..فكر يروح لها..لكنه تردد..تعب من عنادهم لبعض..و يبي لو مره يتكلمون مثل العالم و الناس..لكنه متأكد انها أول ما تشوفه..بتعصب..

كان يفكر يروح أو لا..و لو راح وش يبي يقول لها..لكنه شافها تقوم مع إياد..و راحت..راح لمكانهم يشوف البيت اللي بنته..جلس عند المكان..و شاف شي يلمع..رفعه..و لقاها دبلتها..شكلها طاحت منها..أخذها و راح..



عند خيمة الرجال..رجع سيف..كان بيدخل الخيمه لكنه ما شاف فيها غير فيصل..عشان كذا طلع و راح يدور العيال..لين يجي الغداء..

أما فيصل فتنهد بحزن..و تذكر أسيل..أسيل و سيف..جزء مهم من حياته..ما يدري كيف قدر يبعد نفسه عنهم..أحيانا يحس إنه بيكره سهى..لأنها السبب بهالشي..حاول ينسى أسيل فيها..لكن من يوم ملكته على سهى..من يوم بدأ يكلمها و يشوفها عادي..راح الانبهار اللي كان يحسه يجذبه ناحيتها..



وقت الغداء..كانت مساهير بتغسل يدها..لكنها انتبهت لأصبعها..دبلتها..ما كانت فيه..تذكرت يوم حطتها في حضنها و هي تلعب مع إياد..(أكيد يوم قمت طاحت!)

راحت تركض للمكان اللي كانوا يلعبون فيه..و شافت البيوت اللي بنوها..جلست في الأرض تدورها..كانت تحرك التراب بيدينها..تحاول تدورها..لكن بدون فائده..(لا اوين راحت؟ والله لو يدري عمر يذبحني..بيقول متعمده اضيعها)

رجعت تدور بهدؤ يمكن تشوفها..

وهو واقف يطالعها من بعيد..كان ينتظر..متى بتفقدها و ترجع..و هاذي هي قدامه..تدورها..وقف يشوفها..متى بتيأس..لكنها كانت تدور في نفس المكان أكثر من مره..

ابتسم بعطف و تقدم لها..وقف عندها..و هي فزت بخوف..

عمر: وش تسوين؟

مساهير بتوتر: العب في الرمل

عمر: شكلك تحوسين ما تلعبين

مساهير توقف: تبي شي

عمر: ايه..تعالي



سحبها مع يدها و هي منصدمه..و راح يغسلها لها..و هي خافت يسأل عن الدبله..بس فكرت تقول له إن مخبيتها عشان ما تضيع..و بعدين انتبهت لنفسها..و استغربت اللي يسويه..

وقف و يدينها للحين بيدينه..لكنها ارتبكت..و سحبت يدينها من يديه..لكنه رجع ياخذ يدها..و طلع شي من جيبه..لبسها دبلتها..

مساهير تشهق: وين لقيتها؟

عمر: اللي يهمني مهما راح..لا يمكن اضيعه



رفعت راسها تطالعه..ما تدري ليه حست برجفه و هي تسمع كلامه..معقول يقصدها هي..

سحبت يدها منه..و راحت..توقعت يوقفها لكنه خلاها تروح..(أحبك يا مساهير بس ما أقدر اصارحك..ما أقدر و أنا اعرف إنك ممكن تكونين للحين تفكرين فيه؟ قدامك أنتي بالأخص أرفض تحطيني في مقارنه مع أحد..بس ماراح اترك لين بنفسك تقولينها لي)



بعد الغداء-كانت أسيل في الخيمه تبدل ملابسها..و بعد لحظات دخلت عندها رغد..

رغد: خبر مو حلو

أسيل: الله يستر منك و من أخبارك!

رغد: عمتي جايه في الطريق و عمي عزمها تتعشى معنا

أسيل تصرخ: لا

رغد: بس ابشرك ما رضوا يباتون

أسيل: هذا اللي ناقص بعد..اتحمل مرام هنا!!



بعد ساعه..وصلت أم راكان..و كانوا جالسين برا الخيمه..أسيل و جوري ما جلسوا معهم أبدا..كانوا يلعبون مع راكان و شوق و رنا..طبعا كل هذا بس عشان أسيل ما تجلس مع مرام..و لا تسمع كلامها..

أما مرام فمن يوم جلست..و هي تنتظر تشوف نادر..تبي تعرف إذا يشوف أسيل أو لا..و فيصل كيف ردة فعله بعد ما شافها..هذا السبب اللي خلاها توافق تجي مع أمها..لكنها سمعت اللي خلاها تفقد أعصابها..تكلموا عن أسيل و خوفها..و اللي صار لها أمس..و التفت تشوف سيارة نادر اللي جابها لها عشان تنام فيها..قامت و دخلت الخيمه و هي تفكر بقهر..تخيل وش اللي ممكن صار بينهم..



بعد المغرب برد الجو..و دخلوا الحريم للخيمه.طلعت مرام بتشوف وين البنات..لكنها لمحت فيصل قريب من سيارته..و راحت له..أول ما شافته سوت نفسها متفاجأه..

مرام: فيصل!

فيصل بشك: مين؟

مرام: أنا مرام وش أخبارك فيصل؟

فيصل: بخير..أنتي وش اخبارك؟

مرام: الحمدلله..ما شفت أسيل؟

فيصل بإستغراب: أسيل!! لا ليه؟

مرام: لا أدورها..قبل شوي شفتها واقفه عند سيارتك على بالي للحين هنا..عن اذنك



راحت مرام مبتسمه..و فيصل انصدم..(عند سيارتي!...معقول للحين تفكرين فيني يا أسيل؟...تفكرين فيني مثل ما أفكر فيك؟..اعذريني على اللي سويته فيك..ياليت تعذريني..ادري غلطتي كبيره..لكن ليت الحب و الذكريات تشفع لي عندك)



عند البنات-كانت جوري جالسه معهم بس قامت تشوف راكان و شوق و رنا و هم يتسابقون..لأنهم بس ينادونها..و هي الوحيده اللي تعطيهم وجه..تسابقوا و فاز راكان..و جوري انبسطت و صارت تشجعه..وهو انبسط..جلست تسولف معه..و تسمع سواليفه هو و البنات..

جوري: والله كاشخ يا راكان بالثوب الأسود..طالع حلو

راكان: صدق! ما أحد قال حلو

جوري: إلا حلو و نص..تعال بأصورك



صورته بجوالها..و جاء إياد يركض يبيها تصوره..حتى شوق غارت منهم..و جلست تصور معهم..

حلا: جوري إذا خلصتي جلسة التصوير الحقينا

أسيل: لا جوري لا تجين أنا جايه اجلس معك

حلا تضحك: حشى ماراح تدخل الخيمه لين يروحون!

رغد: والله قويه كلنا رايحين و تاركينها

حلا: مساهير و لينا و ياسمين عندهم

رغد: مادري بس...

أسيل عصبت: أنتي وش عليك منها..من زينها هي و جلستها وش دعوه هي تبينا

رغد: تو ساكته وش حليلها ما قالت شي

أسيل: ايه مو هي مادري وش مرضيها عليك..صايره تحبك الله يعينك

جوري تطالعها و تأشر على راكان: خلاص بنات غيروا السالفه



انتبهوا البنات و سكتوا..لكن راكان كان يسمعهم..

راكان: خليهم بكيفهم..هي أصلا مين يقدر يحبها



سكتوا البنات يطالعون في بعض..لكن جوري تضايقت..تدري انه يكره أهله..و حرام يزيدون هالشي..

جوري: تعال راكان أبي اكلمك



راحت تحاول تقنعه..تسمع ليه ما يحب أهله..تحاول تلقى لهم عذر..لكن باين انه مركون على الرف..و لا أحد مهتم فيه..استغربت مع إنه الولد الوحيد..و المفروض يكون مدلع..لكن الظاهر ما أحد مهتم فيه..و لا لاقي له وقت..

البنات كانوا يطالعونها من بعيد..

أسيل: والله جوري عليها قلب مو على أحد..الله ياخذ مازن

رغد: وش تبين فيه تدعين عليه؟

أسيل: قاهرني..كسر قلبها..تحسبينها سهل تنساه..سهل تنسى كيف طلقها..كيف أهانها قدامنا كلنا

حلا: حسبي الله و نعم الوكيل فيه..أصلا كانت خساره فيه



جاء وقت العشاء..و البنات أصروا على أسيل تروح تتعشى معهم..و راحت..لكنها طول الوقت كانت ضايقه و طفشانه..و مرام كانت تضحك و تسولف مع الكل..بس عشان تقهرها..

بعد ساعه راحت أم راكان..مع انهم أصروا عليها تبات..لكنها ما رضت..و أسيل كانت حاطه يدها على قلبها..خافت توافق يجلسون..

أسيل: أوف و أخيرا

مساهير تضحك: مبروك أسيل قدرتي تتنفسي

أسيل: ايه معك حق اللحين الواحد ارتاح



سهروا البنات شوي..بعدين دخلوا ينامون..و أسيل راحت لسيارة نادر تنام..ركبت السياره و سكرت عليها..لكنها ما قدرت تنام..تذكره أمس..كيف كان مهتم فيها..و حنون معها..ما تدري ليه فكرت تدق عليه..بس ما عرفت وش تقول..جلست تفكر..تدور لها سبب..شافت جاكيته اللي كانت متغطيته أمس..و اليوم جابت لها غطاء..(يوه كيف نسيت أعطيه له)

فرحت بهالسبب اللي لقته..و دقت..

نادر كان جالس لحاله برا سهران عند النار..ما جاه نوم..شاف اسمها..و ما يدري يرد أو لا..لكنه ما قدر يطنشها..هو بعد كان يبي يسمع صوتها..

نادر: مرحبا

أسيل تبتسم أول ماسمعت صوته: هلا نادر..وش أخبارك؟

نادر: الحمدلله..و أنتي؟ عسى مو خايفه؟

أسيل: لا دام أنا في السياره مرتاحه..آآآ صح توي اشوف جاكيتك..نسيت اعطيه لك

نادر: مو ضروري

أسيل: أكيد..مو محتاجه؟ تعال خذه لو تبيه..كلهم في الخيمه



سكت و هي منحرجه..خافت يفهم إنها تبي تشوفه..و انصدمت من اللي تفكر فيه..

نادر: لا تهتمين يا أسيل معي غيره

أسيل مالقت شي تقوله: زين تصبح على خير

نادر: و أنتي من اهله



سكرت و هي تتنهد.صارت تطالع كل شي في سيارته..نطت قدام..و فتحت الدرج..تفتش..شافت ملف و أوراق كلها عن شغله..(حتى هنا جايب شغله! أجل سيارة فارس أكيد فيها كل مكتبه)

دورت شي يكون يخصه..بس ما لقت شي..و رجعت لمكانها و حاولت تنام..لكنها كانت تتقلب بدون ما تنام..



بعد الفجر-صلوا البنات و رجعوا ينامون..و رجعت أسيل للسياره.كنت خلاص بتنام لكنها حست بأحد يفتح السياره..ما فتحت عيونها..توقعت أحد من البنات يبي يخوفها..قالت تستقوي قدامهم..و تبين إنها مو خايفه..لكن وصلت لها ريحة عطره..حست إن قلبها بدأ يدق بقوه..فتحت عيونها و شافته يطالعها..

نادر ارتبك: أسيل! ازعجتك؟

أسيل تجلس: لا ما كنت نايمه

نادر: فيه أوراق ضروري أوديها للشركه.نسيتا هنا في السياره

أسيل: بتروح للشركه اللحين؟

نادر: ايه

أسيل: متى بترجع؟

نادر: ما يسوى ارجع أنتم العصر راجعين

أسيل تشهق: ما راح ترجع!!(انتبهت لنفسها)...تبي سيارتك؟

نادر: لا مو مشكله بآخذ سيارة سيف..نامي أنتي

أسيل: لا خلاص الصبح طلع..و أنا أصلا ما فيني نوم

نادر بإعتراض: بس..

أسيل تقاطعه: خلاص يا نادر قلت لك ماراح أنام..بتروح اللحين؟

نادر: بعد ساعه

أسيل: افطرت؟

نادر: لا

أسيل: انتظر بأسوي لك فطور

نادر: لا ماله داعي

أسيل: ما يصير تروح كذا بدون...

نادر يقاطعها بجفاء: أسيل قلت ما أبي



طالعته بصدمه و انحرجت من نفسها و اصرارها..و شاف نظرة عيونها اللي امتلت حزن..صدت عنه..نزلت من السياره بسرعه..لكنه لحقها..و مسكها من يدها..صدت عنه..

نادر: أسيل آسف مو قصدي بس...

أسيل بحزن: عادي

نادر يبتسم: للحين عازمتني على الفطور أو فاتني؟

أسيل: مو تقول ما تبي؟

نادر: اللحين أبي..هاه تفطريني؟

أسيل تتنهد: دقايق و اجهزه



كانت بتروح لكنه ما فكها..

نادر: زعلانه؟

أسيل: لا



تركته و راحت و هي تحس قلبها بيطلع من صدرها..حتى يدها كانت ترتجف..صدمها بجفاه..لكنها ما هانت عليه..ابتسمت بحزن..(معقول صرت اتأثر فيك لهالدرجه؟ لكن فيصل؟...أوف مو قادره اعرف وش احساسي؟ وش أفكر فيه؟)



نادر جلس ينتظرها..ما كان يبي يقرب منها أكثر..بس مع كل هذا ما يبي يجرحها..لكنه مايبي تحاول تنسى فيصل فيه..و الأكثر..لو ما قدر هو ينسيها..

شافها جايه عنده..حطت له الفطور و راحت..

نادر: بتخليني آكل لحالي؟

فارس يطلع من الخيمه: لا أنا آكل معك

فزت أسيل: فارس من وين طلعت؟

فارس يغمز لها: تبيني ارجع؟ عادي ترى ارجع

أسيل: لا اجلس افطر مع نادر أنا راجعه أنام...نادر خذ سيارتك أنا بأنام في الخيمه



راحت أسيل و حاولت تنام..ما تبي تفكر..لا فيه و لا بفيصل..مع انها حست إن فيصل صار بعيد عنها..لكن مع كذا له تأثير عليها..خافت تكون اللي تحسه مع نادر بس عشان تثبت لنفسها إنها هي اللي كسبت..و فيصل خسر..



بعد ساعه-صحت جوري بدري..جلست و تلفت تشوف لو أحد صاحي..لكن كلهم كانوا نايمين..استغربت و هي تشوف أسيل في مكانها..شمت ريحة قهوه..التفت على مكان أم العنود و ما شافتها..(أكيد هي اللي مسويه القهوه)

لبست عبايتها..مشطت شعرها و رفعته ذيل حصان..حطت طرحتها على أكتافها و طلعت عندها..ابتسمت و هي طالعه و تشوف أم العنود..لكن العيون اللي كانت مركزه نظراتها عليها..ما كانت نظرات أم العنود..كان هو..حست ان قلبها بيوقف..و رجع لها اللي تحسه كل ما شافته..رجعت بسرعه للخيمه.و هي تلهث بأنفاسها و كأنها كانت تركض ساعات..اتفاجأت بشوفته..رجعت لمكانها و تغطت..غمضت عيونها..تذكر نظرته..كان يطالعها بشكل غريب..(احس اللي بعيونه لي شفقه..احس اني كاسره خاطره...آآه يا فارس بعد ما كنت تحبني..اللحين..اللحين بس صرت اكسر خاطرك!)

كانت تحاول تنام..لكنها شافت أسيل اللي من ساعه تحاول تنام مثلها و لا قدرت تجي عندها..

أسيل بهمس: زين لقيتك صاحيه..تعالي نسوي لنا نسكافيه

جوري: اطلعي أنتي أنا ما أقدر

أسيل: ليه؟

جوري: سمعت صوت فارس برا

أسيل: هنا عند خيمتنا؟

جوري: ايه عند أمي حصه

أسيل: خلاص تغطي و خلينا نطلع نجلس بعيد عنهم

جوري ارتبكت: لا استحي

أسيل: خلاص اطلع أقول لفارس يروح

جوري: لا يتقهوى مع أمي كيف تطردينه؟!

أسيل بعناد: اجل تطلعين معي

جوري تتنهد: خلاص بأطلع

أسيل بإبتسامة نصر: ما تجين إلا بالتهديد



تغطت جوري و طلعت مع أسيل..و هي منزله عيونها للأرض.لنها متأكد إنه في وجهها..

أسيل: صباح الخير

أم العنود و فارس: صباح النور

أسيل: خلك مرتاح لا تقوم..حنا بنروح نجلس فوق شوي



راحوا بعيد عنهم..و تركت أسيل جوري عشان تسوي لهم نسكافيه..

أسيل: يمه المويه اللي في الابريق للحين ساخنه؟

أم العنود: ايه توي مسويه القهوه ما مداها تبرد..ليه ما تتقهون من قهوتنا؟

أسيل: لا ما أحبها

أم العنود: مين اللي معك؟

أسيل: جوري



جلست أسيل تسوي النسكافيه..و فارس كل تفكيره باللي جالسه وراه..بعيد عنه..و بملامحها اللي انرسمت قدامه قبل لحظات..

أسيل: والله مدلعتك أمي حصه قهوه و كاكاوات و شاي! هذا و أنت من ساعه مفطر!

أم العنود: من فيه أغلى من فارس عندي..لو انه ما يستاهل

ضحكت أسيل: ههههه

فارس: أفا ليه عاد يمه؟ وش سويت؟

أم العنود: أكبرهم و الكل تزوج و أنت للحين معاند..و معور قلب أمك



تفاجأ فارس من هالسالفه..و جوري تفاجأت أكثر..و خافت أكثر..تدري إن مالها أمل معه..لكن ترتاح وهي تعرف إنه مو ملك لأحد..و ما تشوف غيرها ياخذ مكان كان المفروض لها..بس هي..بس هي بغبائها ضيعته..

أم العنود: وين رحت؟ كل هذا من طاري العرس؟!

أسيل: شكله ناوي عليه..و إلا ما سرح كل هذا..فارس قول قول مين سعيدة الحظ؟

فارس يبتسم: عندي بعد بكره سفره..اذا رجعت منها اشوف هالموضوع

أسيل تشهق: والله!! اروح اقول لأمي

أم العنود: صدق و إلا تمزح؟؟

فارس يلعب بأعصابهم: إذا رجعت اقولكم..يله اتركم اللحين



راح عنهم..لكنه التفت للحظه.يطالع بجوري..اللي كانت مركزه عيونها عليه..لكنها صدت بسرعه أول ما شافها..مشى وهو مبتسم..(تدرين إنك اللي في بالي يا جوري أو ما تتوقعين؟ لكن هالمره ماراح اترك بالساهل)

أسيل و أم العنود اخذوا كلامه على انه مزح..لكن جوري كانت خايفه يكون صادق..



بعد ساعات-صحت رغد و طلعت من الخيمه..ما شافت أحد..لكن الجو كان حلو..و راحت تتمشى.كانت تمشي و تفكر..فجأه حست انها ابعدت عن الخيمه..التفت وراها..و لاشافت شي..نست هي من وين مشت..حست انها ضايعه..و ما عرفت وين تروح..رجعت من طريق على أمل يكون هو اللي مشت معه..لكن فجأه طلعت قدامها سياره..خافت منها..كانت تبي تتخبى.س ما كان فيه أي مكان تقدر تخبي نفسها فيه..توجهت ناحيتها السياره..(أكيد شافني!!)

وقفت بعجز..مو قادره تتحرك..قربت منها السياره..و شافت اللي فيها..كان شاب لحاله..وسيم..و أنيق..و يطالعها بإستغراب..

الشاب: ضايعه؟

رغد بخوف: ايه

الشاب: وين أهلك أنا تمشيت هنا ما شفت أي أحد

رغد تصيح: بس أنا ما ابعدت كثير!

الشاب يطالعها بتأمل: أنتي رغد؟

رغد تشهق: تعرفني؟

الشاب يبتسم: ما عرفتيني

التفت له رغد تشوفه: لا

الشاب ينزل: أنا...



حست بشي يضربها مع راسها..صحت و شافت نفسها في الخيمه..و سمعت البنات يضحكون عليها..

رغد تتلفت بقهر: لا وين راح؟!

أسيل تضحك: مين؟

رغد تجلس: كان هنا..لا ليه يطلع حلم(تلتفت لهم معصبه)مين اللي صحاني؟

حلا: بسم الله أنتي وش فيك؟

رغد بقهر: حلمت بفارس أحلامي..يا حلوه..كان بيقولي هو مين..بس أنتم ما أحد يحلم عندكم..اسكتوا يمكن أقدر اكمل الحلم



رجعت تنام..و البنات يضحكون عليها..

شوق تدخل تركض: بنات مطر



طلعوا البنات يركضون..و رغد يوم سمعت المطر لحقتهم..مستحيل بتكمل الحلم بعد ما صحت و تكلمت..وقفوا البنات تحت المطر و هم فرحانين..كان مطر خفيف و هادي..كانوا يلعبون و يضحكون..لكن أسيل هاديه..ما تدري ليه..كل شوي تلتفت على خيمة الرجال..تذكره..معقول فقدته..أو هي أصلا ملت و تبي ترجع البيت..



عند الرجال-كانوا واقفين برى بعد يتفرجون على المطر..لكن المطر بدأ يقوى بالحيل..و صارت معه هواء قويه..دخلوا للخيمه.

كان ناصر آخر من دخل..و شاف أحد من البنات برى الخيمه..عصب عليهم..دخل و دق على ياسمين..

ياسمين: هلا خالي

ناصر: مين اللي واقفه برى خليها تدخل مو شايفين المطر كيف قوي؟

ياسمين: هاذي مساهير يا عمي..و ما رضت تدخل..تقول مو كل يوم نشوف مطر

ناصر عصب: وش الي ما رضت قولوا لها تدخل مو زين كذا تمرض البنت!

ياسمين تتنهد: اقولها خالي بس ما ظن تسمع مني..ما رضت تسمع من أمها



سكر ناصر..و راح عند باب الخيمه..و شافها للحين واقفه برى..و تتمشى.

ناصر: عمر تعال

راح له عمر: نعم خالي

ناصر: زوجتك مو راضيه تدخل..مو زين يا ولدي كذا بتعب



طل عمر من الباب..شافها و عصب..فكر يدق عليها بس متأكد انها ماراح تدخل..طلع و ركب سيارته..و راح لها..وقف قريب منها و صرخ..

عمر: مساهير ادخلي الخيمه

مساهير: مابي معجبني الجو

عمر: مساهير بتمرضين

مساهير: مو لهالدرجه

عمر عصب و صرخ: مساهير ادخلي أقولك

مساهير: لا

عمر: لو ما دخلتي اللحين نزلت و دخلتك السياره غصب



عرفت انه يسويها..طالعته بقهر و دخلت..وهو جلس في سيارته بعد ما سكر الزجاج..يتذكر شكلها تحت المطر..شعرها كله مبتل..و وجهها غرقان مويه..ابتسم..(يا حبي لهالخبله)



هدأ المطر بعد ساعات..و صاروا يجهزون غداهم..و البنات طلعوا يتمشون..

كانت أسيل و رغد يمشون..و شافوا فيصل قريب لهم..

أسيل بضيق: خلينا نرجع



كانوا بيرجعون..لكن وصل لهم صوته..

فيصل: رغد



أول ما شافها عرفها من جاكيتها اللي كانت لابسته فوق عبايتها..لكنه ما عرف اللي معها مين..

أسيل: روحي له أنا بأرجع



وصلت عنده رغد..

رغد: نعم

فيصل: مين اللي معك؟

رغد بإستغراب: ليه تسأل؟

فيصل: لا و لا شي...كنت بأسألك بترجعين معي أو مع أبوي؟

رغد: بأرجع معك

فيصل: زين



راحت رغد..و فيصل عيونه تعدتها للبنت اللي كانت معها..حس إنها أسيل..عشان كذا رغد ما قالت له هي مين..خاصه وهو يشوف الشال اللي عليها..لونه موف..وهو يعرف إنها تحب هاللون..تذكر كلام مرام..(معقول للحين تحبني؟ أو حتى مهتمه؟....و نادر وش شعورها اتجاهه؟)



بعد الغداء-جلسوا البنات يشربون شاي و يسولفون..

حلا: خساره بعد شوي بنمشي ما حسيت إننا حللنا الجلسه

رغد: صح والله..يمكن لو جلسنا يتحقق الحلم

ياسمين: كلن على همه سرى!

أسيل بملل: أنا مليت و أبي ارجع

جوري: أنتي ماله من أول ما وصلنا



أسيل تفكر..(صح أنا من أول ماله..مو عشانه راح)



عند خيمة الرجال-طلع فيصل و شاف إياد جالس مع أبوفارس..ولاف على رقبته نفس الشال اللي من دقايق كان عليها..جلس قريب منهم..و سرح بأفكاره فيها..انتبه لهم يقومون يتمشون..لكن لفت انتباهه شالها اللي تركه إياد..

و بتردد مد يده و أخذه..حس بنبضاته تزيد و ريحة عطرها توصل له..(آه يا أسيل ليت الزمن يرجع..ليه ما فكرت أخطبك؟ و أكون أقرب منك؟ ليه مو أنا مكانه اللحين؟)



قام يمشي لسيارته..و دخل جلس فيها..انتبه إنه للحين ماسك شالها..صار يتأمله و يتذكرها..
عند الحريم-دق جوال أسماء و ابتسمت و هي تشوف رقم تركي..

أسماء: هلا بمطول الغيبه

تركي: هلابك قلبي

أسماء: وش أخبارك؟ ليه صوتك تعبان؟

تركي: لا بس توي صاحي من النوم

أسماء: نوم العوافي

تركي: يعافيك ربي..ما اشتقتي لي؟

أسماء بدلع: يعني

تركي: يعني أهون ما أرجع بعد يومين

أسماء بفرح: والله بترجع بعد يومين؟؟

تركي يضحك: مو توك تقولين ما اشتقتي لي

أسماء برجاء: تركي تعال

تركي بحب: و لا يهمك كلها يومين و أكون عندك إن شاء الله

و بعدها بساعات لموا أغراضهم و رجعوا..







*يوم السبت*



في المطار/



كان فارس ينتظر رحلته..مع إنه بيرجع بكره..إلا إنه من اللحين متحمس متى يرجع..و يحس اليوم بيطول..كان يبي يخطبها..فكر بهالشي من يوم تركها مازن..لكن وهو يشوفها في البر تأكد من قراره..

يدري إنها ما تتوقع هالشي..كل أهله ما يتوقعون هالشي..و لا هو نفسه فكر انه يرجع لها بعد ما رفضته..لكنه ما يبي يكابر..مستحيل يخسرها مره ثانيه..يخاف عليها..و يحس إنه الوحيد اللي قادر يحميها..و يبي يملك طيبة قلبها..و تصير له لحاله..

في بيت أم فارس= العصر/



كانت أسيل وأسماء في الصاله..و أمهم رايحه عند وحده تعرفها

أسيل: وين أيوده

أسماء: نام

أسيل: بأروح اصحيه

أسماء: لا حرام عليك خليه يرتاح من يوم خيمنا وهو ما ينام زين

أسيل: أبي اشبع منه قبل ترجعون الشرقيه..و الله بأفقدكم ما وده تركي يجلس هناك شهر ثاني

أسماء تقرصها: فال الله و لا فالك



وسمعوا جرس الباب..

أسماء: ليه ماتروحين تفتحين الباب؟

أسيل: أكيد وحده من الخدامات راحت

أسماء: هاذي أكيد وحده من جاراتنا مايصير خدامه تستقبلها يله قومي

أسيل: يوه يمكن يطلع رجل يبي اخواني

أسماء: ماحد جاي لإخوانك قبل يدق عليه يله قومي

أسيل: زين



وقبل تطلع من الصاله..تفاجأت بوحده تدخل عليهم..وحده ماتعرفها..ومن شكلها توقعت إنها أكيد غلطانه..أو جايه تشحد..بس البنت كانت حالتها أسوأ من كذا..وجهها شاحب مثل الأموات..و عيونها حمراء مليانه حزن وخوف و ألم..كان باين عليها التعب..وكأنها تمشي و مو حاسه بنفسها..خافت أسيل من حالة البنت..والتفت لأسماء..اللي كانت واقفه وراها بملامح مذهوله..أسيل مشت للبنت اللي كانت قد قربت منهم..

البنت وهي تطيح على الأرض: سيف...الحقني ياسيف



سندتها أسيل وهي تطالع أسماء بصدمه و إستغراب..

أسماء: مين هاذي؟! تعرفينها؟؟

أسيل تطالع البنت اللي أغمى عليها بين يدينها: لا

أسماء: قالت سيف صح؟

أسيل: إيه

أسماء: من وين تعرفه؟!

أسيل بإرتباك: مادري! وش نسوي فيها؟

أسماء: انتظري بأنادي الخدامه تشيلها معك نحطها في غرفه بدال طيحتها على الأرض وبعدين نصحيها ونعرف هي مين؟



راحت أسماء..وأسيل تطالع البنت و مستغربه من حالتها.. وكيف وصلت هنا..و هي تعبانه هالكثر..ومستغربه أكثر من وين تعرف سيف.. وش تبي فيه..

رجعت أسماء ومعها الخدامه..وشالوا البنت وحطوها على الكنب في واحد من المجالس..شالوا طرحتها عشان يحاولون يصحونها..لكنها ما صحت..

أسماء التفت لأسيل بقلق: ما صحت مادري وش فيها!

أسيل تطالع البنت: حلوه صح؟ بس ملابسها تدل إن حالتها منعدمه

أسماء عصبت: والله إنك رايقه! شكلنا غلطنا يوم دخلناها أخاف يصير فيها شي و نتورط شوفي مو راضيه تصحى!!

أسيل: يعني وش كنتي تبين نسوي؟ نرميها بالشارع بعد ما طاحت عندنا! أنا بأروح اتصل على سيف أكيد يعرف أهلها لأنها كانت جايه تدوره

أسماء: صح..بس لا تقولين له شي لين يجي

أسيل: زين



دقت أسيل على سيف..

سيف: مرحبا

أسيل بقلق: أهلين سيف وينك؟

سيف: في الطريق رايح لعمر

أسيل: لاتروح تعال بسرعه للبيت

سيف بخوف: ليه فيكم شي؟

أسيل: لا تخاف ما فينا شي بس أبيك ضروري

سيف: أسيل قولي وش فيه؟

أسيل: إذا جيت تعرف بس بسرعه



سكرت أسيل وسيف مو مرتاح..(أكيد فيهم شي وما تبي تقول لي وأنا في السياره الله يستر)

فكر في أمه و أسماء..خاف أحد منهم يكون تعبان..عشان كذا زاد من سرعته بتهور



 
قديم   #33

خفياء الروح


رد: قلوب تنزف عشق


قلوب تنزف عشق

@،،النزف السابع و العشرون،،@

في سيارة سيف/
بسرعه جنونيه وصل للبيت.دخل الصاله وشاف أسماء وأسيل واقفات والتوتر مرسوم على وجيههم..
سيف بخوف: أمي فيها شي؟
أسماء: لا تطمن كلنا بخير
سيف يتنهد براحه: الحمد لله..أجل وش فيكم؟
أسماء تلتفت لأسيل..
سيف: وش فيكم! وش صاير؟
أسيل: فيه وحده جت تسأل عنك
سيف بإستغراب: وحده!!
ما كان مستوعب..لكن فجأه بدت ملامحه تتغير.وكأنه تذكر شي بس رفض يصدقه..مستحيل يصدق..
سيف بصوت مخنوق: مين؟ وش تبي؟
أسيل: البنت كانت تعبانه حيل..دخلت علينا وقالت الحقني ياسيف وبعدها طاحت
سيف انصدم..نجود..معقوله تكون هي..أكيد هي مافيه غيرها..بدأ قلبه يدق بقوه وأنفاسه تتسارع.
سيف بصوت مرتجف: متى جت؟ وين راحت؟
أسيل: يوم طاحت دخلناها المجلس حاولنا نصحيها لكن.....
سيف مانتظرها تكمل كلامها و ركض للمجلس.
أسماء مصدومه: وين راح المجنون؟
أسيل: أكيد عرفها تعالي نلحقه
دخل سيف المجلس..و دقات قلبه تتسارع.لكن تجمدت خطواته عند الباب..و عيونه معلقه في الجسم الهزيل اللي ممد على الكنب..و بخطوات مرتجفه قرب منها..
في هاللحظه دخلت أسيل وأسماء..
أسماء: سيف!!
لكن سيف ما كان يسمعها..كان واقف قريب من البنت اللي أول ما شاف ملامحها حس إن كل شي في داخله انهار..هاذي هي قدامه أو هو من كثر مايفكر فيها يتخيلها..جلس على ركبه جنبها..يطالع وجهها اللي ياما حلم فيه..وما كان عنده أي أمل إنه بيشوفه مره ثانيه..لكن هالوجه كان شاحب..وراحت الحياه منه..
كان سيف يطالعها وهو يعاصر أحاسيس قويه تتضارب في داخله..و مو قادر يركز على شي..إلا إن حب حياته..و البنت اللي هزت كيانه قدامه..
أما أسماء وأسيل كانوا واقفين قريب..مصدومين من سيف والحاله اللي هو فيها..و مو قادرين يتخيلون وش علاقته بهالبنت..
وأخيرا قدر سيف يسيطر على نفسه..ومد يد مرتجفه يلمس شعرها..و وجهها..و عيونه معلقه بوجهها..
سيف بهمس: وش صار فيك يا نجود؟ ليه حالك كذا!

نجود حست بصوت سيف..و حست برجفه في كل جسمها و هي تسمعه..بس التعب ماكان مخليها تقدر حتى تفتح عيونها..لكنها حست بالراحه و الأمان..و نزلت دموعها على خدها..
انصدم سيف لأنه عرف إنها سمعته..مسك وجهها الذبلان بين يدينه..ومسح دموعها بإبهامه..وهو يطالعها بتمعن..اشتاق لكل لمحه فيها..يبي يصدق إنه يشوفها..إنها بين يديه اللحين..
سيف بندم: نجود سامحيني كنت أناني ومافكرت إلا في نفسي وبإحساسي! نسيت إنك صغيره ومو بيدك كل اللي تسوينه..كيف زعلت منك؟ كيف قدرت اترك؟ كيف تخليت عنك بهالسهوله؟
نجود بصوت حسه جاي من بعيد: سيف
أول ماسمع صوتها التعبان..وسمع البحه اللي تعذبه..ذاب قلبه..وراح منه أي صبر..أو عقل..وتفجر داخله كل الشوق اللي كتمه من يوم تركها..وحتى منع نفسه يعترف فيه..رفعها بين يدينه وضمها لقلبه..غمض عيونه..يبي ينسى كل شي..يبي يحس بس فيها..يبيها تحس في دقات قلبه القويه..دفن وجهه في شعرها..واطلق سراح دموع حبسهن شهور..
كانت مثل الورده الذبلانه بين يديه..ولا كأن فيها روح..تخيل إنه يفقدها..وهالتفكير خلى الرعشه تسري في كل جسمه..ضمها بقوه أكبر..يبيها تحس إنها بين يديه..تحس بأمانه اللي كانت تحتمي فيه..
أسماء فاقت من صدمتها.. وهمست لأسيل: أسيل..أسيل
لكن أسيل ماحست فيها..كانت عيونها متعلقه في سيف..مذهوله من الحاله اللي هو فيها..وماهي قادره تصدق..حست إن هالبنت حبيبته..ومو أي حبيبه..أكيد تعني لسيف شي كبير..اللي قلبت حاله كذا..وخلته ينسى نفسه..وكل اللي حوله..بس من وين يعرفها..وكيف حبها..ومن متى..
هزتها أسماء: أسيل
التفت عليها بعيون مليانه دموع بدون لاتقدر تنطق بكلمه..تركتها و تقدمت أسماء من سيف..
أسماء: سيف مين هاذي؟؟
حس سيف بنفسه..لكنه ما اهتم بسؤال أسماء..بعد نجود عنه..و عدل غطاها و شالها بين يديه و قام..
أسماء: سيف مين هاذي؟!!
سيف يروح: بعدين يا أسماء لازم أوديها المستشفى
و تركهم في حيرتهم و راح..كانوا يمشون وراه لين طلع من البيت و بعد ما طلع..التفت أسماء لأسيل..
أسماء: مين هاذي؟
أسيل: أكيد يحبها باين من كلامه و خوفه عليها
أسماء للحين ماستوعبت: كيف يحبها؟ من وين يعرفها؟ و كيف يحضنها كذا عادي؟!
أسيل توها تستوعب: صح مين هاذي؟ كيف يعرفها سيف؟ و ليه مهتم فيها لهالدرجه.....بعدين كان يقول ما كان المفروض اترك..وش كان يقصد؟
أسماء تتنهد: مادري مو قادره أفكر....بأدق عليه
دقت و دقت لكنه ما رد...
أسيل تشهق: أسماء معقول تكون قريبه لنا ما أحد يعرف عنها شي غير سيف؟....يمكن تكون اختنا
أسماء: أنتي وش جالسه تخرفين!!
أسيل بحيره: أجل مين هاذي؟
ما جاء في بالهم أبدا إنها تكون زوجته..حتى بعد اللي شافوه..ما تخيلوا سيف ممكن يسوي هالشي..

في سيارة نادر/
كان راجع من الشركه..و جت في باله أسيل..أصلا من يوم رجعوا من طلعتهم و هي ما تغيب عن باله..ما عمره كرهها..بس قبل ما كان يهتم فيها..و لا تجي في باله..لكن كل ما يشوفها أكثر يتذكرها أكثر..كل ما يقرب منها و يكلمها..تصير تهمه..و يشتاق لها أكثر..(لحين تحبينه يا أسيل؟ و أنا وش أعني لك؟ بقى شي في قلبك لي ما أخذه فيصل؟....لو بس اتأكد إنك نسيتيه)
فكر يمر يشوفها..لكنه غير رأيه..و فكر يدق يكلمها..بس ما لقى شي يقوله..(حتى لو حبيتيني يا أسيل..وش فيه بقلبي أقدر أعطيه لك..كلنا ما نملك إلا بقايا شعور)

في المستشفى/
كان سيف يروح و يجي في الممر..ينتظر الدكتور يطلع..مو قادر يصدق إنها رجعت لحياته من جديد..و ما عرف وش الإحساس اللي مسيطر عليه اللحين..أول ما شافها بهالحال خاف عليها و كل همه يتطمن عليها..خطر في باله شي..مع إنه ما كان يفكر فيه..إلا إنه اكتشف إنها للحين ما طلعت من العده..بعد بكره تطلع..يعني يقدر يرجعها..هو فعلا رجعها..هالشي خطر في باله أول ما شافها..و كأنه كان يحسب الأيام بدون لا يحس..
طلع له الدكتور..
سيف بلهفه: خير يا دكتور طمني؟
الدكتور: حطرتك تأربلها إيه؟
سيف بثقه: أنا زوجها
الدكتور: المريضه تعبانه أوي قسمها ما فهيوش أي طاقه هي ما بتاكولش ليه؟
سيف: مادري يا دكتور هي كانت عند أهلها
الدكتور: هما دول أهل! المريضه أعصابها و نفسيتها عدم..كويس لحأناها ما قالهاش إنهيار
سيف خاف عليها: زين دكتور وش لازم نسوي؟
الدكتور: لازم تفطل بالمستشفى لحد ما تتحسن حالتها الصحيه عالأقل و لازم تخلوها هاديه و تبعدوا عنها أي شي ممكن يدايأها..البنت كانت حاتروح فيها
سيف: دكتور ممكن اشوفها؟
الدكتور: ممكن بس هي تحت تأثير المخدر..ما تحاولش تكلمها سيبها ترتاح
دخل سيف غرفتها..و شافها شاحبه و تعبانه..وجهها كان بلون الفراش الأبيض اللي نايمه عليه..قرب منها و مسك يدها..(وش صار فيك يا نجود؟)
لازم يعرف وش فيها..وش خلاها بهالحال..و أمها مين عندها..فكر يروح للحاره و يسأل..بس ما يقدر يتركها لحالها..مع إنها ماراح تصحى اللحين..دق على أسيل..
أسيل: هلا سيف
سيف: أسيل معليش تجين مرافقه عند نجود؟ لازم أروح لمكان و مابي اتركها لحالها
أسيل بتردد: عادي بس....
سيف: تعالي مع السواق لمستشفى.....
سكرت أسيل و هي مستغربه من اللي يسويه سيف..يتصرف عادي و كأن هالنجود من زمان عندهم..و وجودها شي طبيعي..
أسماء: وش يبي سيف؟
أسيل: يبيني اجلس معها مرافقه
أسماء بقهر: و مين هي؟؟ بيذبحني هالسيف! و أنتي وين رايحه؟
أسيل: طلب مني هالشي شكله مايبي يتركها لحالها..تبيني أقوله لا؟!
أسماء: زين أنا وش اسوي؟
أسيل: بأيش؟
أسماء: إذا جت أمي و سألت عنك
أسيل: أنا إذا شفت سيف أقوله يدق عليك و نشوف وش بيقول؟

في بيت أم راشد/
كانت مساهير في غرفتها..و سمعت جوالها يدق..شافت رقم عمر و استغربت..(الله يستر وش تبي يا عمر؟)
ردت عليه..
مساهير: مرحبا
عمر: مساء الخير
مساهير: مساء النور
عمر: وش أخبارك؟
مساهير: تمام
عمر بدون مقدمات: زواجنا بعد أربع شهور
مساهير تشهق: مين قال؟
عمر: ما تدرين إن خالتي عندنا و اتفقت مع أمي؟
مساهير: ....
عمر: ليش سكتي؟ وش رأيك؟
مساهير: عادي
عمر: وش اللي عادي؟
مساهير: ....
عمر: يعني تبيني؟
مساهير تفاجأت: توك تسأل؟ بدري!
عمر عصب: سألت و أبي جواب
مساهير انقهرت: والله وقوع البلاء و لا إنتظاره
انتظرت وش يقول لكنه سكر في وجهها..عضت على شفايفها..و حطت يدها على قلبها اللي زادت دقاته..(وش طرأ عليه يسأل هالسؤال!! مادري وش فيه صايره تصرفاته غريبه)
ضحكت على نفسها..(يعني اللحين عشانه ما يعصب علي و لا يهزأني صرت أشوفه غريب!)
ما تدري ليه ما تقدر تشوف عمر إلا كذا..ما تعرف تعامله إلا و كأن بينهم حرب..و تسعى هي تنتصر فيها..
تذكرت طفولتهم..كانت بنفس الحال..صح كانوا دائما مع بعض..بس دائما في جدال..و اليوم اللي بدأ يعاملها فيه برقه..و عرفت إنه يحبها..هربت منه و تغطت عنه..(معقول اللحين ناوي يرجع يعاملني كذا؟ ولو عاملني بحب هالمره وين بأهرب منه!)
استغربت من اللي تفكر فيه..و اللي خلاها ترد عليه بهالرد اللي زعله..(خايفه يحبني! ولو حبني؟؟)
ما تدري ليه صار قلبها يدق بقوه..و فكرت لأول مره..إذا تزوجته..و صارت في بيت واحد معه..مع عمر..كيف بيكون معها..عصبي..هادي..حنون..قاسي..
جاها شعور غبي..تحس إنها ما ينفع تعيش مع عمر إلا كذا..من بعيد لبعيد..و إنهم دائما مختلفين مع بعض..(معقول أكون ادمنت على هوشاتي معك يا عمر!)

في المستشفى/
وصلت أسيل و شافت سيف واقف و سرحان..لدرجة إنه ما حس فيها و هي واقفه جنبه..
أسيل: سيف
سيف يلتفت: أسيل زين جيتي..تعالي هاذي الغرفه
كان بيمشي لكن أسيل وقفته..
أسيل: سيف مو المفروض تقول لي مين هاذي؟
سيف يصد بعيونه: ........
أسيل: تقرب لنا؟
سيف: هاذي زوجتي
أسيل تشهق: زوجتك!!!
سيف يلتفت لها: أسيل السالفه طويله..أنتي خليك عندها و أنا بعدين اشرح لك
أسيل للحين مصدومه: زين و أسماء وش تقول لأمي إذا سألت عني؟
سيف يتنهد: قولي لها تقول إنك معي لين اروح لهم
دخلها سيف لغرفة نجود..و هي وقفت تطالعها بتركيز..بعد ما عرفت وش علاقتها بسيف..مع إنها للحين مصدومه باللي سمعته..و لا عرفت كيف تزوجها؟ و من متى؟ و ليه خبأ عنهم؟..أما سيف فكان يطالع نظرات أسيل المصدومه..و يتخيل كيف بتكون ردة فعل أمه..أكيد بتعرف..لأنه هالمره ماراح يتخلى عن نجود مهما يصير..

في بيت أم راكان/
كانت مرام جالسه في غرفتها تفكر..(معقول فيصل ما اهتم باللي قلته له؟ لا أنا متأكده إنه رجع يفكر بأسيل...لو سهى ما سمعتنا ذاك اليوم كان قدرت أعرف اللحين علاقتها بفيصل كيف شكلها..أوف من حظ هالأسيل من كنا صغار و هي تأخذ كل اللي أبيه..لكن نادر لو تموت ما خليته لها و إن ما تحرك فيصل أحركه أنا غصب)

في سيارة سيف/
طلع من المستشفى بعد ما وصى أسيل عليها..و قال لها أول ما تشوفها صحت تدق عليه..
وصل للحاره.و لبيتها..نزل و دق الجرس..فتح له ولد صغير..
سيف: أم نجود فيه؟
الولد: غلطان ما فيه أحد بهالإسم
سيف استغرب: أنت مين؟
الولد: أنت تبي اللي كانوا في البيت قبلنا؟
سيف: أنتم شارين البيت؟
الولد: إيه أبوي شراه من أسبوعين
سيف: زين مشكور
دخل الولد..و سيف للحين واقف..(وين كنتي جالسه يا نجود؟)
تذكر جارهم اللي شهد على زواجهم..و راح له..دق الجرس..و بعد لحظات شافه..سلم عليه لكن شكله ما عرفه..
سيف: ما عرفتني يا أبو سعد؟ أنا سيف
أبوسعد يتذكر: ايه هلا يا ولدي..أنا كنت مشبه عليك
سيف: كنت بأسألك عن أم نجود و بنتها قالوا لي انهم باعو البيت؟
أبو سعد: ايه يا ولدي خالها باعه بعد ما توفت أم نجود و اخذها تعيش معه
سيف انصدم: أم نجود مات؟!!
أبوسعد: ايه من أسبوعين تقريبا الله يرحمها
سيف بحزن: الله يرحمها...ما تدري وين بيت خالها؟
أبوسعد: لا والله يا ولدي ما أعرف
سيف بضيق: ما عليك أمر يا أبوسعد لو تخلي أهلك يسألون جارتكم بشاير هي قريبه من نجود و أكيد تعرف وين البيت؟
أبو سعد: بشاير و أمها من شهر سافروا لجده
سيف ما استوعب: زين كيف اعرف وين بيت خالها؟ مين تتوقع من الجيران يعرف؟
أبوسعد: ما ظنيت أحد يعرف..الكل قطع علاقته فيهم من بعد ما طلع أبوها من السجن و مات في التهريب
سيف انصدم: طلع من السجن! تهريب! وش القصه يا أبوسعد؟
قال له أبوسعد كل شي..وهو كان يسمع و مو مصدق..كان يبي يعرف وين بيت خالها..يبي يعرف وش صار فيها..و ليه خلاها بهالحال..لكنه ما قدر يعرف وينه..
رجع لسيارته و راح..(كل هذا مريتي فيه يا نجود لحالك!! المخدرات ما كانت لك..كانت لأبوك..ليه خليتيني اظلمك؟ ليه خليتينا نفترق؟ ليه ما قلتي لي انه طلع؟)
حس بالقهر..و الحزن..عرف انها سوت كل هذا عشان تبعده عنها..اللحين عرف سبب الراحه اللي ارتسمت على وجهها يوم طلقها..(كنتي خايفه علي! و أنا اللي تخليت عنك بهالسهوله..تركتك..و الكل ترك تواجهين كل هذا لحالك!! كيف تحملتي؟ ليه ما كلمتيني؟ ليه تعانين لحالك؟....وش شفتي في بيت خالك يخليك بهالحال؟)

في بيت ماجد/
رجعوا من السفر..وهو حس إنه أحسن من قبل..فكر كثير هناك..لين قدر يقنع نفسه إنها خلاص راحت منه..و لازم ينساها..(دخلتي و غيرتي حياتي يا ياسمين..لكنك طلعتي منها للأبد)
قر يلبس و يروح لشركته..صار اللحين يهتم فيها..و تشغل كل وقته..
حتى سيف مع إنه لقى فيه الصديق اللي يحتاجه..إلا إنه بيحاول يقطع علاقته فيه..عشان ما يذكره فيها..

في بيت أم فارس/

رجع سيف للبيت و شاف أمه و أسماء..اللي كانت نظراتها كلها إستفسار..
أم فارس: سيف وش فيك؟ ليه شكلك مهموم؟
كان باين على ملامحه المصيبه اللي هو فيها..لدرجة من خوفها عليه نست تسأل عن أسيل..
سيف يجلس: يمه لازم اكلمكم بموضوع مهم
أم فارس بقلق: شكلك ما يطمن يا سيف وش هالموضوع؟
سيف احتار..ما يدري كيف يبدأ الموضوع..متأكد إن ردة فعلهم بتكون قويه..و عاذرهم..بس ما كان بيده حل ثاني..أما أسماء فكانت جالسه بصمت..تنتظر سيف يكشف عن هوية البنت اللي شافتها..لأن أسيل ما جتها الجرأه تقول لها اللي عرفته..
أم فارس: سيف تكلم؟
سيف بصوت يملاه الأسف: يمه سامحيني...
أم فارس بنفاذ صبر: سيف تكلم..وش فيك؟
سيف: أنا متزوج
أم فارس ماستوعبت: إيه أعرف إنك متزوج و.....
لكنها سكت تطالعه بنظرات إتهام..خلت سيف ينزل عيونه للأرض.
أم فارس: سيف لا تقول إن اللي في بالي صح؟!!
سيف ماقدر يتكلم: ......
أسماء: إيه يمه صح
أم فارس تلتفت لها: كنتي تعرفين؟
أسماء: قبل شوي عرفت
أم فارس عصبت: أنت انجنيت يا سيف؟ تتزوج على ياسمين(تصرخ) ليه؟!
سيف: يمه أنا متزوجها قبل ياسمين
أم فارس بقهر: قبلها! و بالسر! و ليه ما قلت يوم خطبت لك ياسمين؟؟ تكلم
سيف: كنت مطلقها
أم فارس عصبت: أنت اللحين مطلقها و إلا متزوجها؟!
سيف: كنت مطلقها..و اليوم رجعتها
أم فارس وصلت حدها: مو مصدقه اللي أنت جالس تقوله! أنت يا سيف؟ أنت تكذب علينا؟ تتزوج من ورانا؟ ليه؟ و من متى؟ و مين هاللي آخذها و راضيه تعيش معك بالسر؟؟ بتذبحني يا سيف! بتذبحني!
أسماء: يمه هدي نفسك خلينا نفهم
أم فارس بصدمه: وش افهم؟ اللي قاله أخوك مصيبه!
أسماء: سيف أنت ليه تزوجتها؟ و ليه خبيت عننا؟
سيف: أنا...
لكن أم فارس قاطعته: طلقها يا سيف
سيف: ما أقدر يمه
أم فارس تشهق: لا تقول حامل!
سيف: لا
أم فارس بإصرار: أجل طلقها
سيف: يمه ما أقدر..ما بقى لها بهالدنيا أحد غيري
أم فارس بصدمه: يعني؟!
سيف: ......
أم فارس: يعني بتخليها؟ و ياسمين؟ ما فكرت فيها؟؟
سيف بندم: إلا يمه و مو عارف وش أسوي؟؟
أم فارس: من متى متزوجها؟
سيف: تقريبا من بداية السنه
أم فارس بقهر: و ليه بالسر؟
سيف: لأن..لأنها على قد حالها..و..
أم فارس: قول الصدق يا سيف..قول كل شي
سيف: أبوها كان في السجن و هي لحالها و ....
أم فارس عصبت: سجن! هذا اللي متزوج بنته؟
أسماء: و أنت كيف عرفتها؟
سيف يكذب: عرفت جارهم هو اللي قال إنها وحيده و....
أم فارس بإستحقار: و زوجها لك..و أنت وافقت من ورا أهلك...خيبت ظني فيك يا سيف
سيف: يمه سامحيني
أم فارس تصد عنه: روح عني يا سيف...روح ماني طايقه اشوفك
طلع عنهم سيف..و الدنيا ضاقت فيه أكثر ما هي ضايقه قبل..و كل ما تطري عليه ياسمين..يحس إنه يختنق..
أما أسماء فجلست تحاول تهدي أمها..
أم فارس: كيف عرفتي إنه متزوج؟
أسماء: العصر جت زوجته هنا..كانت تعبانه حيل و طاحت علينا..ما مداها تقول إلا اسمه..اتصلنا عليه يجي يشوف وش قصتها و أول ما جاء عرفها..شكلهم كانوا مفترقين و توه يشوفها..و أخذها للمستشفى و أسيل معها
أم فارس: حسبي الله و نعم الوكيل عليك يا سيف
أسماء برجاء: يمه لا تدعين عليه
أم فارس بقهر: أنتي تحسبين اللي سواه أخوك سهل؟ تشوفيني هاديه تحسبين إني مو مقهوره عليه؟ أنا غصب ماسكه أعصابي بس عشان نلقى حل لهالمصيبه قبل يعرف أبوك و خالك...تخيلين لو يعرفون وش يصير؟
أسماء خافت: زين وش الحل؟
أم فارس: دقي على سيف و قولي له لا يقول شي عن هالموضوع لأي أحد..و إذا طلعت خليه يجيبها هنا
أسماء انصدمت: بتجلسينها في بيتنا؟! و أبوي و فارس؟
أم فارس: تجلس في الملاحق الخارجيه..ما بيه يطلع معها و خلاص تصير السالفه واقع ما نقدر نغيره..خليهم عندي لين اقنعه يتركها أو اقنعها هي

في بيت طلال=الساعه الليلا/
كان جالس في الصاله..من رجعوا من البر وهو يشوف لينا مكسله و تعبانه بس ما رضت تروح المستشفى..و اليوم تعبت أكثر..طول الطريق و هم راجعين من أهلها اللي كانوا عازمينهم على العشاء و هي ساكته..ظن إنه كسل..لكن يوم شاف وجهها أول ما وصلوا للبيت.حس إنها تعبانه..أصر يوديها المستشفى..لكنها رفضت و قالت إنه مجرد إرهاق و بتآخذ لها شاور و ترتاح..طلعت فوق من ساعه..بس هو ما قدر يرتاح..يبي يتطمن عليها..أخذ جواله بيدق عليها..لكنه سمعه يدق جنبه..التفت و شاف شنطتها..
وقف متردد كثير..لكنه أخيرا قر و طلع لها..
طلعت لينا من غرفة الملابس..و انصدمت يوم شافته واقف عند الباب..كانت فاكه شعرها اللي للحين مبتل من المويه..و خصله متموجه تغطي نص ملامحها..و لابسه قميص نوم حريري كت و يوصل نص ساقها لونه عنابي..
صار قلبها يدق بقوه..و هي تطالعه بنظرات توتر..و ترقب..
توقعت إنه بيطلع أكيد..لكنه تقدم داخل الغرفه..
وقف قريب منها..و نظراته كانت مليانه مشاعر بس ما قدرت تحدد وش هالمشاعر..
رفع يده لوجهها يبعد الخصل اللي تغطيه..و هي حست إنه بيسمع دقات قلبها اللي فجرت أذانيها..
حط يده على جبينها يشوف حرارتها..لكنها كانت عاديه..
طلال بهمس: كنت بأتطمن عليك..خفت تكونين تعبانه
هزت راسها بلا..و نزلت عيونها للأرض.حسيت بخيبة أمل..كانت تظن إنه جاي مهتم فيها هي..مهتم بالصفحه الجديده اللي قال بيبدون فيها..لكنه كالعاده كل همه بس يتطمن عليها..
طلال: نامي اللحين و ارتاحي أنا رايح و ......
لكنه انصدم و هي تضمه..
لينا بهمس: خلك هنا يا طلال
عرفت إنها تهورت..أو يمكن تأثير التعب..أو الحب اللي اثقل قلبها كتمانه..بس هي كانت متأكده إن طلال بعمره ماراح يآخذ الخطوه الأولى..لكن و هي تحط راسها على صدره و تسمع دقات قلبه القويه..ارتاحت و هي تلقى صدى لتوترها داخله..

في المستشفى/
صحت نجود..و ما استوعبت هي وين..تحس بجسمها مخدر..و الدنيا تدور فيها..
تذكرت اللي صار..أمس حاولوا أصدقاء خالها يفتحون باب غرفتها..كل هذا و هم ما يدرون إن فيها أحد..ظنت إنهم مثل الليله اللي راحت..بيسهرون في البيت و يروحون..لكنها يوم صحت الظهر..و طلعت من غرفتها..شهقت بخوف و هي تشوفهم نايمين في الصاله..رجعت لغرفتها مفزوعه..أخذت عبايتها و طلعت من البيت..ما كانت تعرف متى بيرجع خالها اللي سافر بدون لا يقول لها..راح و مع أصدقائه مفاتيح البيت..و كأنه نسى وجودها..راحت للجيران.لك ما أحد رضى يخليها عندهم..أطيبهم عطاها فلوس يوم طلبت منه..و جاب لها ليموزين..ما لقت مكان تروح له..كانت خايفه..و تعبانه..و ما كان في خيالها إلا بيت سيف..
غمضت عيونها و نزلت دموعها..و هي تعيد اللي صار لها في خيالها..تذكرت أول ما دخلت بيت سيف..شافت أخته..لكنها ما حست بشي بعدها..لكن قلبها كان يقول إنها شافته..تحس إنها سمعت صوته..أو هي تتخيل.
فتحت عيونها و التفت تشوف مين معها في الغرفه..و عرفتها..هي نفس البنت اللي طاحت قدامها..صار قلبها يدق بقوه..أول ما جاء في بالها سيف..(شافني؟ وش شعوره؟ وش قال لأهله عني؟)
صحت أسيل و شافتها فاتحه عيونها..
أسيل تقرب منها: حمدالله على السلامه
نجود بتعب: الله يسلمك
طلعت أسيل جوالها من الشنطه بتدق على سيف مثل ما قال لها..و نجود تطالعها و هي ما تدري وش اللي صار..لكنها أول ما سمعت اسمه على لسان أسيل..حست إن قلبها بيوقف..اشتاقت له كثير..و ما تخيلت إنها بترجع تشوفه..
أسيل تسكر: سيف قريب من المستشفى..دقايق و يكون هنا

سكت نجود و نزلن دموعها..أصلا ما كانت قادره تقول شي..كانت متوتره و خايفه..و عيونها متعلقه في الباب..اللي بأي لحظه بتشوفه يدخل منه..(بأشوفك يا سيف..معقول بعد كل اللي صار ارجع أشوفك)
رفعت يدها بتعب..مسكت تعليقة السلسال اللي لابسته..و اللي حطت معها دبلته..و هي تنتظره بكل شوف..و حب..

في بيت أم سامي/
كانت سهى ماسكه جوالها..متردده..تدق على فيصل أو تنتظره هو يدق..(لا ماراح انتظره يدق..أنا ما جذبته إلا بإهتمامي فيه)
و دقت عليه..
شاف رقمها فيصل و تنهد بملل..من يوم رجع من البر وهو ماله خلق لأي شي..حتى هي..لكنه ما قدر يطنشها..
فيصل: هلا سهى
سهى: أهلين فيصل وش أخبارك؟
فيصل: الحمدلله و أنتي؟
سهى: بخير..وش فيه صوتك؟
فيصل: تعبان شوي
سهى بقلق: وش فيك؟
فيصل: من رجعت من البر و أنا مكسل
سهى..(ما كان لها داعي روحتك)
سهى: ما تشوف شر
فيصل: الشر ما يجيك
صارت تسولف عليه..و تسأل عن أخباره..تبي تحسسه بإهتمامه..تبين له حبها..
هي ما كانت تحلم إنه ينتبه لها..و اللحين صار زوجها..و لازم ما تضيع اللي كسبته..

في المستشفى/
عند باب الغرفه..وقف سيف متردد..أول ما دقت عليه أسيل طار من الفرح..لكنه اللحين حس بتوتر..كل ما بداخله ثاير ما فيه و لا عرق ساكن..وقف لحظات يتنفس بعمق..يحاول يهدي نفسه..لكنه ما قدر يصبر أكثر من كذا..يبي يشوفها..محتاج يشوفها مثل ما هو متأكد إنها تحتاجه..
دخل للغرفه..و اتجهت عيونه على طول لسريرها..حس قلبه يعوره وهو يشوفها بهالحال..أول ما شاف نظراتها الناعسه له..تذكر شوقه لها..
راح لها بسرعه..و هي جلست على سريرها..جلس جنبها و مسك وجهها بين يديه..وهو يطالعها بكل الحب و الشوق اللي حاول يقتله داخله كل هالأيام..و هي تطالعه و مو مصدقه نفسها..بعد كل اللي شافته..كل الحزن..كل الحرمان..و كل الخوف..اللحين هي بين يديه..نزلن دموعها و مسحهن بأصبعه..
سيف بحب: مو مصدق إني أشوفك! سامحيني يا نجود..ما وفيت بوعدي..و تخليت عنك
نجود تصيح: سيف أنا.....
سيف: أنا عرفت كل شي يا نجود..عرفت كل شي..و ماراح اترك مره ثانيه أبدا
ضمها سيف بشوق..و هي تعلقت فيه بقوه..و كأنها خايفه يتركها..
أسيل كانت تراقبهم بذهول..لكن أول ما سمعت سيف يقول ماراح يتركها..طرت على بالها ياسمين لأول مره فهاليوم..تخيلت ردة فعلها لو تعرف..حست إن سيف بمشكله كبيره..و مو عارفه كيف بيلقى حل..وهو ممكن يكون فيه حل أصلا..
نجود بهمس: سيف مابي اجلس هنا..طلعني
سيف وهو للحين ضامها: كلمت الدكتور بكره الصبح بتطلعين..لكن اللحين ارتاحي
نجود تتمسك فيه: سيف لا تخليني..أنا عارفه برجعتي سببت لك مشاكل..(تصيح) لكن كلهم تركوني..ما بقى لي أحد..ما بقى لي مكان
سيف يمسح بيده على شعرها: ارتاحي يا عمري و لا تخافين ماراح اترك..ماراح اترك
كان ضامها..ما تركها..و هي سندت راسها على كتفه..و غمضت عيونها..نامت و هي تتمت.
نجود: سيف لا تتركني يا سيف
يوم حس بانتظام أنفاسها..سندها بهدؤ على السرير..غطاها..و تأملها لحظات..بعدين لف لأسيل..اللي كانت جالسه بعيد..بس تطالعه بصدمه..راح و جلس جنبها..مسك يدها..
سيف: مشكوره يا أسيل
أسيل: سيف وش القصه؟ أنا مو قادره افهم؟ أو اتخيل كيف أنت تزوجتها بالسر..و ياسمين!
سيف يتنهد بتعب و يغمض عيونه..و يسند راسه على الجدار..و تكلم بصوت هادي..و كأنه يتذكر اللي صار بينه و بين نفسه..
سيف: من شهور شفتها و أنا اعطي أم بدور الفلوس..جذبني صوتها المبحوح و نظرة عيونها..كل هذا شفته يناقض الأسلوب اللي كلمتني فيه..كلمتني بعصبيه و دفاشه..رحت عنها لكنها ما غابت عن بالي..صرت أمر أحيانا من حارتها..بس عشان اشوف بيتها..مادري ليه تعلقت فيها..و مره شفت بنت صغيره و سألتها عنها..عرفت اسمها..صرت أمر حارتها كل يوم تقريبا بس عشان اشوفها و هي طالعه من المدرسه..كنت اضحك على نفسي و اللي جالس اسويه..احس إني مراهق..كنت كل مره أقول آخر مره..لكن و لا مره كانت الأخيره..شي كان يجبرني اروح و أشوفها..و في يوم وقفتني و سألتني لو كنت أبي اتزوجها..انصدمت..قالت لي مسيار و انها محتاجه ولي أمر لها لأن أبوها في السجن من الديون و خالها يحاول ياخذ البيت اللي هي عايشه فيه..كنت رافض الفكره..لكن قالت لو ما جيت فيه غيري بيوافق..مادري ليه خفت عليها..أو يمكن غرت إن أحد يأخذها غيري.....و وافقت..و تزوجتها..كنت احاول اتقرب منها و هي تبعد عني..تعاملني بجفاء..(ضحك)توقعت إني طمعان في بيتها..و يوم ورى يوم كنت اتعلق فيها أكثر..لين حتى هي حبتني..كنت دائما أخاف من اليوم اللي نتفارق فيه لأني متأكد إن أمي ماراح ترضى فيها.....
أسيل: و ليه تركتها؟؟
سيف سكت لحظه: طلقتها..شفت مره مخدرات في غرفة أمها(سمع شهقتها لكنه كمل) قالت لي انها تبعيهن عصبت و حسيت انها طول هالوقت تخدعني...تذكرين ذاك اليوم اللي تعبت فيه؟
أسيل بصدمه: ايه
سيف: ذاك اليوم طلقتها..لكني عرفت اليوم ان أبوها هو اللي يتاجر فيهن و هي قالت كذا عشان أبعد عنها..و أنا صدقت و بعدت و تركتها لحالها.....اليوم عرفت من جارهم ان أبوها توفى..بعد توفت أمها..و خالها الوحيد و اللي خساره فيه كلمة خال..باع البيت و اخذها عنده..و من حالتها اللحين تقدرين تتخيلن وش الحياة اللي عاشتها عنده
سكت سيف..و أسيل للحين مصدومه من اللي سمعته..حست انها قصه غريبه..و الأغرب إن سيف..اخوها..يكون هو البطل فيها..لكنه عرفت انه يحبها بالحيل..و الدليل حالته اللي كان فيها بعدها..لكن و هي تتذكر أهلها..و ياسمين..خافت و حست إن راسها بينفجر..
سيف: اللي قلته لك ما أحد يعرفه يا أسيل..بس أنا كنت مخنوق و محتاج أحد اكلمه
أسيل: ما قلت لأمي؟
سيف: قلت لها إني أعرف واحد وهو اللي قال اتزوجها..ما قلت لها انه مسيار و لا قلت لها انها هي اللي طلبت و لا يعرفون شي عن أبوها
أسيل: و ردة فعل أمي؟
سيف: تبيني اطلقها..اختلفنا و طلبت مني اروح عن وجهها..لكن أسماء دقت علي بعدين و قالت لي إن أمي تبيني اجيبها البيت لين نعرف وش نسوي..و لا تبيني اقول لأبوي
أسيل ما عرفت وش تقول: .......
سيف يتنهد: ما قلتي وش رايك أنتي يا أسيل؟
أسيل: أنا للحين مو مستوعبه اللي سمعته..أعرف انك تحبها..تحبها كثير و باين عليك هالشي لكن..لكن أول ما أفكر بياسمين...
سيف بتعب و حزن: آآآه يا أسيل هذا اللي ذابحني..كيف اسوي في ياسمين كذا!!

*من بكره*
في بيت طلال/
صحى طلال..و أول ما فتح عيونه..شاف وجهها قريب منه..نايمه بهدؤ..ظل يطالعها..مو قادر يصدق اللي صار..كل الحواجز اللي بينهم انلغت..نزلت من عينه دمعة فرح..مو عشانه..عشانها هي..حس إنها تغيرت..تقبلت حياتها..و الأهم تقبلته هو..يحس إنها محتاجه له..يحس إنها تبيه..وهو ماراح يبخل بعمره عليها..
الدنيا أخيرا ضحكت له..تحقق له كل اللي ياما حلم فيه..(مين يدري؟ يمكن في يوم تقدرين تحبيني...آه لو تحبيني يالينا)
طرى عليه يوسف..يتمنى يعرف شعورها اللحين ناحيته..لكنه مستحيل بيقدر يسألها..

في بيت أم فارس/
طلعت أسيل من الحمام بعد ما اخذت لها شاور..راحت لسريرها و تغطت..تحاول تنام..لكن كل اللي صار أمس..بيطير منها النوم أيام..لحين مو مصدقه اللي صار..و لا متوقعه اللي بيصير لو اعرفوا..
اليوم طلع سيف نجود من المستشفى..جاء للبيت بعد ما طلع أبوها..و جلست نجود في الملحق الخارجي عشان ما أحد ينتبه لوجودها..لين يلقون حل..(وهو فيه حل؟ يا بيطلق نجود..و هذا صعب على سيف..أو يطلق ياسمين و هذا صعب علينا كلنا...أو يخلي نجود معه بالسر! معقول ترضى أمي نخدع ياسمين؟ و سيف بيقدر يخدعها؟)
غمضت عيونها بقوه..تبي ترتاح..ما تبي تفكر..لأنها كل ما تفكر تحس انها بتنجن..
في الصاله-طلع سيف من عند نجود..بعد ما تأكد انها نامت و ارتاحت..كان خايف عليها للحين تعبانه و ما فيها أي حيل..بس يبي يشوف الحل اللي عند أمه..شافها مع أسماء في الصاله..و ملامحها اللي كانت دائما تفرح له..قاسيه..و صاده عنه..
سيف يجلس: صباح الخير
أسماء: صباح النور
أم فارس بدون مقدمات: اسمع يا سيف أنا بأقولك الحل الوحيد اللي عندي..و اللي بيخليني انسى اللي سويته..و انسى كذبك علينا..و مع كل اللي سويته أنا بأقدر مسئوليتك عنها...بس ياسمين أهم عندي من كل شي و ماراح اسمح لك تجرحها..سيف أنا ياله متحمله اللي عرفته..بس كان تبيني انسى..طلق نجود و لا تخاف عليها..أنا كلمت أم بدور و بأخليها عندها و بأهتم بكل شي يخصها ماراح يقصر عليها شي أبدا..بس أنت لازم تنساها
سيف يطالعها بصدمه: .....
أم فارس: لا ترد علي اللحين..فكر زين..أهلك أو هي..ولو اخترتها هي انسى إن لك أم
قامت عنه..و راحت معها أسماء..اللي من يوم عرفت اللي صار و هي ما تكلمه..وهو ما يلومها..يدري انها تحب ياسمين مثل أسيل..و لا يلوم أمه اللي موصيه عليها..بس مع كل هذا ما يقدر يلوم قلبه..و لا يلوم نجود..و ظهورها بحياته..قام و طلع من البيت..(هي أو اهلي! هي أو اهلي؟ من يوم تزوجتك يا نجود و أنا اسأل نفسي هالسؤال..و اتهرب من الإجابه..لكن اللحين مجبور أجاوب)

في كلية اللغه الانجليزيه/
طلعو البنات من المحاضر الأولى..
طيف: ليش أسيل غايبه؟
رغد: مادري عنها ما كلمتها أمس..كلمتيها حلا؟
حلا: لا..دقيت عليها مرتين بس ما ردت
طيف: مين يروح يجيب لنا فطور
رغد: أنا اروح امشي معي حلاوه
حلا: يله
راحت حلا معها..
حلا: كأنك بتقولين لي شي
رغد: كيف عرفتي؟
حلا: صرت حافظه حركاتك
رغد: سهى و مرام
حلا: وش فيهم بعد؟
رغد: أمس عرفت من أمي انهم افترقوا عن بعض من يوم ملكة سهى
حلا بإستغراب: ليه؟
رغد: مادري؟ كنت بأدق على سهى اسألها بس حسيت ان مالي داعي
حلا: أصلا ماراح تقولك..ما كنتي قريبه منها عشان تقولك شي يخصها..بس أنتي ليه مهتمه تعرفين؟
رغد: لأن أمي امس طلبت من فيصل يوديها لبيت خالتي و بالمره يشوف سهى..لكنه قال بيجيه رجل و راحت أمي مع نادر..و فيصل ما جاء له أي أحد
حلا: وش دخل هاذي بهاذي؟!
رغد: احس فيصل مو مهتم لسهى مثل ما كان..توقعين بعد ما اختلفوا مرام و سهى..مرام فرقت بينهم؟
حلا: ما اتوقع وش مصلحتها يعني؟ هي قبل تبي تقهر أسيل بس اللحين مين تبي تقهر؟
رغد: يمكن تنتقم من سهى
حلا: والله لو كان هالشي صدق فبنت عمتك مو صاحيه..و بعدين تستاهل سهى
رغد تنهدت: .....
حلا: معليش رغد آسفه..أنا عارفه إنك مهتمه عشان ما تخرب حياة فيصل..بس أنتي نسيتي اللي سوه عشانه اخوك و هي بنت خالتك..بس أنا ما عندي أي سبب يخليني اسامحهم على جرح أسيل

في بيت طلال/
صحت لينا و شافت ساعتها تسع..تلفت بالغرفه..كانت لحالها..(كنت احلم؟ طلال ما كان هنا؟)
لكنها تذكرت اللي صار..تذكرت انها صحت من نومها و شافته جنبها..و ابتسمت بحزن..
شافت الساعه تسع..و تذكرت الكليه..أخذت جوالها اللي شافته جنبها على الكومدينه و جلست على سريرها..و شافت مكالمات من مساهير..و دقت عليها..
لينا: صباح الخير
مساهير: صباح النور
لينا: معليش راحت علي نومه
مساهير تضحك: و أنا مثلك ما رحت للكليه.بس الفرق إني للحين ما نمت
لينا: ليه؟؟
مساهير: مادري ما فيني نوم!
لينا: مساهير صوتك كأنك متضايقه؟
مساهير: لا بس عشاني ما نمت
لينا: زين اترك اللحين بأروح أسوي الفطور لطلال
مساهير: مع السلامه
لينا: مع السلامه
سكرت لينا..و قامت أخذت لها شاور..و لبست بنطلون أبيض خفيف مع بلوزه سماويه فيها رسمات بالأبيض..و جعدت شعرها..و نزلت تحت..
سمعت صوت في المطبخ و استغربت..لكنها استغربت أكثر و هي تدخل و تشوف طلال واقف و معطيها ظهره..و مشغول في شي..
لينا: صباح الخير
طلال يلتفت و بإبتسامه كبيره: صباح الورد
لينا تقرب: وش تسوي؟؟
طلال: اسويلنا الفطور..أمس كنتي تعبانه قلت اساعدك
سكت لينا و هي تطالعه..و هو كمل اللي يسويه..تذكرت اللي قالته أمس..و تهورها..و سألت نفسها وش احساسه اللحين..بيحبها مثل ما تتمنى أو لا..
التفت عليه و شافته يطالعها..
لينا: بأ اساعدك
و راحت تشتغل معه..وهو يطالعها و يفكر..(ليه هالضيقه اللي فيك؟ أحيانا احس إنك نسيتي و قريبه مني..و أحيانا احسك لا يمكن تنسينه..)

في كلية الحاسب الآلي/
خلص البريك و راحت جوري لمحاضرتها..و هي تمشي شافت من بعيد ساره و شلتها..مشت بسرعه قبل ينتبهون لها..لكنها حست بضيق..خاصه و هي تتذكر ساره..و صداقتها اللي خسرتها..(لو ما وافقت على مازن من الأول كان ما خسرت صداقتك..كان ما خسرت حب فارس)
تذكرت كلام فارس عن الزواج..و ضاق خاطرها أكثر..(المفروض ما أفكر بهالأنانيه..يحق له يشوف حياته حرام تضيع بهالشغل...الله يوفقك يا فارس لو كنت مع غيري)

في بيت أم فارس=العصر/
كانت نجود جالسه..من دقايق صحت..و تحس إنها مثل الغريبه اللي مو عارفه وش تسوي..أو وين هي..وش يدور حولها..
و جت لها الخدامه تسأل لو تبي شي..ما كانت تبي شي قد ما كانت تتمنى تعرف وش سبب وجودها فهالبيت..سيف كان جالس معها للحظات.و بعدها ما شافته..كانت تحس إن فيه مشكله بينه و بين أهله..و أكيد بسببها..لكنه ما يرضى يقول لها شي..
ما صدقت تشوف الخدامه بدت تسولف معها..المهم إنها تتكلم مع أحد قبل لا يخنقها هالصمت..و يمكن تعرف منها شي عن اللي يصير في البيت..و اللي مصر سيف يخبيه عنها..
نجود: أنتي من زمان تشتغلين هنا؟
الخدامه: إي من ثنين سنه..مدام أم فارس طيب عشان كذا أنا ما يبي يروح
نجود: أم فارس زعلانه صح؟
الخدام: كل بيت زعلان
نجود تتنهد بحزن: تقدرين تنادين لي سيف بدون أحد يدري
الخدامه: سيف مو في بيت
نجود تكلم نفسها: يا الله وين راح؟
الخدامه: أنا سمعتو يقول رايح بيت ياسمين
نجود بإستغراب: ياسمين!
الخدامه: إي هذا زوجة سيف
شهقت نجود بصدمه..ما تبي تصدق اللي تسمعه..مستحيل..
نجود برجاء: أنتي تتكلمين عن سيف أو فارس؟
الخدامه: لا سيف...أنا لازم يروح
طلعت عنها الخدامه..و هي للحين تحاول تستوعب..صدمتها كانت كبيره..ماتدري من غيرتها على سيف..أو لأنها ما تعرف اللحين وش بيكون وضعها بحياته..(دائما كنت برا حياتك..مادري ليه رجعت لك؟ و أنا عارفه إنه مالي مكان فيها..كنت آخر أمل لي ياسيف..ما كان عندي مكان ثاني و إلا كان ما رجعت لك و خربت حياتك)
حست بالخوف و الوحده..و تعبها زاد..حست إنها ياله قادره تاخذ نفسها..ما بقى لها مكان تروح له..و ما بقى لها أحد..بدت تصيح..(مالي حق أرجع و أخرب حياته..سببت له مشكله مع أهله و فضحته عندهم..و أكيد إذا عرفت زوجته بتكثر عليه المشاكل...ما تستاهل يا سيف..ما تستاهل اللي أسويه فيك)
كانت تفكر..و خطر في بالها..إنه يمكن نساها و الدليل زواجه بهالسرعه..يمكن يوم رجعت له بهالحال كسرت خاطره و ما قدر يرفضها..حست إنه قلبها يتقطع من الحزن..مع كذا..كان لازم تقر..و تنفذ اللي فكرت فيه بسرعه..لازم تختفي من حياة سيف..بأي حق تجي و تخرب حياته..و تهدم مستقبله..
مسحت دموعها..و حاولت تقوي نفسها لين تطلع من هالبيت..بعدها مو مهم اللي يصير لها..بترجع لبيت خالها يمكن رجع..ولو ما رجع..بتطلع تموت بأي مكان..بس بعيد عن سيف..
لبست عبايتها و طلعت..مشت بهدؤ و حذر..ما تبي أحد من البيت يحس فيها..مع إنها متأكده إن ما أحد بيوقفها..لأنهم أكيد يتمنون تختفي من حياتهم..

في بيت طلال/
كانت لينا في الصاله..و دخل عندها طلال..توه يرجع من الشركه..اللي بدأ يروح لها من اليوم..
طلال: مساء الخير
لينا تبتسم: مساء النور
طلال يجلس جنبها: وش أخبارك؟
لينا: تمام..و أنت عسى ما تعبت اليوم؟
طلال: لا الحمد لله صرت احسن بكثير
لينا: الحمدلله
طلال: وش سويتي لحالك؟
لينا: ما سويت شي..حتى إني مليت و أنا لحالي
طلال: وش رايك نطلع نتعشى برا
لينا استغربت: لحالنا؟
طلال يضحك: ليه ناويه تعزمين أحد؟
لينا: لا بس...خلاص نطلع
تركته لينا و طلعت تلبس..وهو تسند على الكنب يفكر..اليوم كان غير..اليوم حياته رضت عليه أخيرا..(آه يا لينا مين يصدق اللي أنا فيه اللحين..أنا مو قادر أصدق!...يجي يوم و اعترفلك فيه باللي في قلبي..و اتمنى تبادليني هالشعور..أو بس تتقبلينه.س بأعطيك وقت تتعودين علي..و على حياتك معي..بأعطيك وقت تنهين مشاعرك اتجاه يوسف..أبي املك قلبك..أعرف اني بديت اطمع..بس أبي تحبيني لحالي..مابي أكون مجرد تعويض عن اللي فقدتيه)

في سيارة فارس/
كان راجع من المطار..و احتار ما يدري يروح يكلم خاله قبل..أو أمه..لكنه انحرج يروح لخاله..(وش بيقول عني؟ جايه من السفر على طول! لا أكلم أمي أحسن...أصبر يا فارس و هانت)













 
قديم   #34

خفياء الروح


رد: قلوب تنزف عشق


قلوب تنزف عشق


@،،النزف الثامن و العشرون،،@‎

في سيارة سيف/
رجع للبيت.عد ما وقف نص ساعه عند بيت أم العنود..كان يفكر بكلام أمه..و عرف إنه ما يقدر يخلي نجود..حس لو تخلى عنها هالمره بيصير فيها شي..
فكر يكلم ياسمين..هي الوحيده المظلومه بهالموضوع..و المفروض هي أول وحده يقول لها و يعتذر منها..لكن كل شجاعته اللي جمعها ما ساعدته..و لا قدر ينزل يشوفها..و بأي وجه يقدر يشوفها..

في بيت أم العنود/
صحت جوري من النوم..و نزلت تحت لكنها ما شافت أحد في البيت..راحت المطبخ..
جوري: نينا وين أمي حصه؟
نينا: عند الجيران
جوري: و ياسمين؟
نينا: مادري بس هي طلعت مع السواق من ساعه
سوت لها كوب شاي..و رجعت للصاله و هي تفكر..(ما رجع فارس من السفر..و إذا رجع؟ معقول يسوي اللي قاله و يخطب؟ أسيل و أمي حصه قالوا إنه يمزح..بس أنا حاسه إنه كان جاد و ناوي على اللي يقوله..و كأنه يبي يسمعني...يمكن يبي أعرف إني خسرته يوم فضلت مازن عليه)
تذكرت مازن..و أيامها القليله معه..تحس إنها بعيده عنها بالحيل..و كأنه مر وقت طويل عليها..حتى ساره و هي تشوفها من بعيد..تحس ما كأنها كانت تعني لها شي في يوم..(معقول يجي يوم و ينتهي كل شي..حتى الشعور اللي كنت احسه ينتهي...عمري ما حسيت بالأمان إلا مع أهلك يمه..ياليتني سويت أي شي بس حافظت على حب فارس)
تخيلت كيف ممكن تكون البنت اللي يبي يتزوجها..شكلها..أسلوبها..شخصيت ها..و حست بالضيق و هي تتخيل إنها بتشوفها دائما معهم..بتسمعها تكلمه..بتشوفها قريب منه..

في بيت أم فارس/
دخل سيف البيت..لكنه ماراح مع المدخل الرئيسي..راح من ورا البيت للملاحق الخارجيه..يبي يشوفها قبل يدخل عند أهله..ما جلس معها من يوم جت عشان ما يقهر أمه..
لكن وهو يمشي..فجأه ضرب في أحد..كانت وحده بعبايتها..
سيف بصدمه: نجود!!
نجود فزت و صدت عنه: ......
سيف يمسكها: وين رايحه؟
نجود تصيح: سيف الله يخليك خلني اروح..مالي حق أخرب حياتك..مالي حق أفرق بينك و بين أهلك..أنا بأرجع لخالي يا سيف ما كان المفروض أجيلك
سيف بحزن: ليه هالكلام يا نجود؟
نجود: أنا....عرفت إنك متزوج..و
سيف يتنهد بتعب: أنا بأحاول أحل كل شي..بس مستحيل اتخلى عنك مره ثانيه
ظل يطالع بعيونها..يوعدها بكل صدق..و هي تطالعه بحزن و رجاء و إعتذار..
بس كان فيه..عيون ثالثه تراقب الموقف بصدمه..

في بيت أم سامي/
دخلت الخدامه على سهى في غرفتها..
الخدامه: سهى ماما يقول البسي و انزلي سلمي على فيصل
سهى تشهق: فيصل هنا!!
فرحت..و راحت تبدل ملابسها بسرعه..و كشخت له و نزلت..
دخلت المجلس و هي مبتسمه بفرح..خاصه و هي تشوفه يطالعها و يبتسم..سلمت عليه و جلسوا..
سهى: عاش من شافك
فيصل: عاشت أيامك..وش أخبارك؟
سهى: يوم شفتك تمام
فيصل: لهالدرجه اشتقتي لي؟
سهى: على بالك قلبي قاسي مثلك
فيصل انحرج: أدري إني مقصر يا سهى بس...
سهى: لا تعتذر عن شي يا فيصل..حنا مع بعض و هذا المهم
فيصل تغصب ابتسامه: صح هذا المهم
جلس يتكلم معها..يتأمل ملامحها..يبي يبدأ يحبها من جديد..بيحاول ينسى ذكرياته اللي راحت مثل ما كان ناسيها..بس السؤال اللي يصعب عليه كل شي..لو نسى أسيل..كيف بيقدر ينسى سيف..

في بيت أم فارس/
بمكان قريب..وقفت ياسمين مصدومه من كلام سيف..و من البنت اللي واقفه قريب منه..كانت جايه لأم فارس..من أول الحي و هي تمشي بالسياره وراه..و استغربت انه ما شافها..دخلت بعد سيف على طول وهو ما كان منتبه لها..كانت تبي تكلمه و راحت وراه..لكنها انصدمت باللي تشوفه..
قربت منهم..
ياسمين بذهول: سيف مين هاذي؟!!
فز سيف بخوف و صدمه وهو يسمع صوتها..ترك يد نجود والتفت يتأكد من اللي سمعه..
و شافها..تمنى يموت بهاللحظه..هالشي أهون عليه من جرح أي وحده فيهم..بعد عيونه عنها لأنه ما كان قادر يشوفها..ماله وجه يشوفها..
وقفت قريب عندهم..تنقل نظراتها بينه و بين نجود..اللي كانت تطالع الأرض..
سيف بصوت مهزوز: نجود ادخلي اللحين و أنا اكلمك بعدين
نجود تصيح: بس...
سيف برجاء: يله يا نجود
تركتهم نجود و دخلت..لأنها توقعت ان هاذي هي زوجة سيف..و ما بغت تصعب عليه الموقف..لأنها شافت كيف كان منحرج منها..و كيف تغيرت ملامحه..و كرهت نفسها زياده..و كرهت رجعتها له..
ياسمين كانت واقفه و تطالع فيه بتساؤل..و عدم تصديق..
ياسمين تحاول تتماسك: سيف مين هاذي؟
سيف يجمع شجاعته: ياسمين أدري مالي حق باللي اطلبه..بس اتمنى تسامحيني..و تعرفين إني تمنيت الموت و لا أضرك بس.....
ياسمين بنفاذ صبر: بس ايش يا سيف..تكلم بدون مقدمات..أنا ما عندي صبر
سيف: هاذي..هاذي زوجتي
طالعته ياسمين بصدمه..و قهر..
ياسمين: كيف زوجتك؟(تصرخ)سيف تكلم!!
قال لها سيف كل شي..و هي كانت واقفه بجمود تسمعه..و مو باين عليها أي تأثر..لكن اللي شافه بعيونها..أكد له وش كبر صدمتها و جرحها..
سيف: ياسمين غصب عني..مابي اجرحك بس..
ياسمين بعتب: بس جرحت
سيف بندم: ياسمين مو بيدي ما أقدر اخليها..ما عندها غيري
ياسمين بشرود: الغلط مو منك يا سيف..الغلط مني..أنا اللي وافقت و أنا عارفه إنك ما تبيني..أنا اللي تنازلت عن قراري اللي كان صح
سيف بقهر من نفسه: ياسمين أنا آسف والله آسف
تركته بسرعه و راحت..وهو يحس بالضيق في قلبه..تمنى لو صرخت..لو سبته..حتى لو ضربته..كان كل هذا بيكون أخف عليه من العتب اللي ذبحه بعيونها..
ياسمين ترجع له: سيف
سيف: نعم
ياسمين: طلقني اللحين
سيف يطالعها بصدمه و إستغراب: .....
ياسمين: بيصعبونها عليك يا سيف..طلقني اللحين
سيف بندم: أنتي طالق
ياسمين بثبات: لازم تطلعها من البيت اللحين
سيف بإستغراب: ليه؟
ياسمين: إذا عرفت أمي بتعصب و خالي أكيد بيقول لأبوك..و عمي بيلومك و يلوم خالتي..إذا ما كنت تبيهم يفجرون غضبهم بوجهها طلعها اللحين..الله يعينك يا سيف اللي قدامك مو سهل
تركته و راحت..ركبت السياره و سندت راسها و غمضت عيونها..تحس بالخيانه و القهر و الظلم..بس مو من سيف..تحس بالظلم من أهلها..و تحسن بالخيانه من دنيتها..
ما تلوم سيف..لأنها متأكده إنه انجبر يآخذها..تعرف إنه ما يقدر يقول لأمه..و يمكن لأنها مو حاسه إنها زعلانه عليه..حتى يوم كان يكلمها عن نجود..شعورها الوحيد كان صدمة المفاجأه..ما حست لا بالغيره..و لا الحزن..بس بعد ما هان عليه اللي سواه فيها..و الموقف اللي بيحطها فيه..
نزلن دموعها..و القهر يزيد عليها..ما عرفت وش احساسها..كان القهر مسيطر عليها و بس..
ياسمين تكلم السواق: روح لبيت عبير
و دقت عليها..
ياسمين: هلا عبير
عبير: اهلين ياسمين وش فيه صوتك؟
ياسمين: أنتي في البيت أنا جايه لك؟
عبير بقلق: ايه تعالي
سكرت ياسمين و كملت صياحها..ما تدري وش عليه..بس الاحساس اللي تحسه كان صعب..و جارح..و ما ينوصف..

في بيت أم فارس/
دخل سيف عند نجود..اللي للحين بعبايتها..أول ما شافته راحت عنده..تمسكت فيه بتعب..
نجود: هاذي زوجتك صح؟ عرفت؟
سيف يتنهد بحزن: ايه عرفت
نجود برجاء: سيف تكفى روح وراها..راضيها..أنا بأرجع لخالي طلقني و بأطلع من حياتك
سيف ما رد عليها: تعالي يا نجود
نجود بخوف: وين؟
سيف: بعدين تعرفين
راحت معه نجود..و قلبها يدق بخوف..مع انها كانت بتروح..لكن اللحين خافت انه يتركها..بس مع كل هذا..كان خوفها أهون عليها من الحزن اللي تشوفه بنظرة سيف..و اللي كله بسببها..دائما يعطيها الفرح بهالحياة..و هي ما عطته إلا الهم..نزلن دموعها من جديد..
نجود: سيف وين بنروح؟
سيف: بنجلس في شقه لين اشوف وش يصير مع أهلي
نجود انصدمت: سيف بس أنا....
سيف: نجود الله يخليك لا تزيدين علي..أنا مستحيل اترك..أنا ما صدقت انك رجعتي لحياتي
سكت نجود مو عشانها اقتنعت باللي يسويه..لأنها تشوفه بحاله ما تسمح له بالجدال..

في بيت أم راشد/
كانت مساهير تدور في غرفتها..بعد ما أكدت لها أمها اللي قاله عمر..زواجهم بعد أربع شهور..تذكرت كيف عصب يوم سألها إن كانت تبيه..و تدري إن معه حق..بس ما تدري ليه قالت كذا..و من بعدها ما اتصل..فكرت تدق عليه..بس تراجعت..ما تدري وش تقول له..و خافت يحرجها..(ليش تغيرت معاملته معي؟ ليه صار أهدأ؟ و ليه كان يكرهني قبل؟ لو بس أعرف وش تفكر فيه يا عمر؟ معقول تكون خالتي أم عمر لاحظت كيف نتعامل مع بعض و كلمته..مادري..كرهني لذنب ما أعرفه و رضى علي لسبب ما أعرفه)
ابتسمت..(المهم انه رضى..بس لازم يقولها بنفسه عشان اتأكد..أخاف أكون احلم في شي وهو مو يمي...يعني صعب عليه يقول إنه يبيني؟؟)

في بيت عبير/
وصلت لبيت عبير..و أول ما شافتها رمت نفسها في حضنها و هي تصيح..خافت عليها عبير..لأنها تعرف إن مو أي شي يصيح ياسمين..حاولت تهديها عبير..لكنها ما هدت الا بعد لحظات..
عبير: خوفتيني ياسمين وش فيك؟
ياسمين: سيف متزوج
عبير تشهق: هاه؟!
قالت لها ياسمين كل شي..و عبير تسمعها و مصدومه..
عبير بقهر: معقول سيف يسوي كذا؟؟ و أنتي بسهوله تنازلتي لها عنه
ياسمين: تبيني اذل نفسي له؟ اترجاه يخليها و يختارني؟! بعدين هو ما سألني عن رأي هو قال انه مستحيل يتركها
عبير: اجل تتطلقين؟ و ما فكرتي بشعور أمك؟ توها جوري متطلقه اللحين أنتي بعد؟
ياسمين تتنهد: هذا اللي قاهرني..كل اللي بيصير..أنا السبب بكل هذا..ليه وافقت من أول؟ و أنا عارفه انه ما يبيني..و أنا ما كنت أبيه...كان مثل اخوي و بنفسي خسرت هالشي..و اللحين أخاف..أخاف من اللي بيصير بيننا
عبير: ياسمين وش بتسوين؟
ياسمين: مادري..مادري....بس بأكلم خالي ناصر أهون من أمي حصه
عبير: الله يعين
طلعت منها ياسمين..و دقت على خالها تناديه للبيت.عشان تكلمه..

في بيت أم العنود/
وصلت ياسمين و ارتاحت و هي تشوف جوري لحالها في الصاله..
ياسمين: أمي وين؟
جوري: عند جارتنا
رمت ياسمين نفسها على الكنب..و انتبهت جوري لعيونها الحمراء..و ملامحها الحزينه..
جوري بقلق: ياسمين وش فيك؟
ياسمين: و تمسكين أعصابك؟ جوري مالي خلق صياح و دموع
جوري خافت: ياسمين وش صار؟
قالت لها ياسمين اللي صار..و جوري تسمع و هي مو مستوعبه..ما صدقت اللي تسمعه..ما صدقت إن سيف يسوي كذا..و خافت من اللي بيصير بسبب هالشي..و حست بدموعها تنزل..لكنها مسحتها عشان ما تزيد على ياسمين..
جوري: ياسمين وش تحسين فيه؟
ياسمين: تصدقين لو أقولك إني مو عارفه..بس مو زعلانه على سيف..ما احس إني ألومه مع كل هاللي سواه..حتى إني ألوم نفسي على موافقتي أكثر ما ألومه..هو كان مجبور يتزوجني..أدري إن خالتي اجبرته..لكن أنا ما أحد اجبرني أوافق..كنت اقدر ارفض..و يمكن هو توقع هالشي مني
جوري بحزن: كيف بتقولين لأمي حصه؟
ياسمين: كلمت خالي و قلت له يجي و بأقوله
سمعوا صوت خالها ناصر..و قامت جوري..
جوري: أنا بأطلع فوق
طلعت جوري..و دخل ناصر عند ياسمين..و وقفت جوري تسمع و دقات قلبها مو قادره تخليها تركز..و بدت ترتجف و هي تسمع صوت ناصر العالي..و العصبيه اللي فيه..ثار من اللي قالته ياسمين..و هي ما توقعت أبدا تشوفه بهالحاله..و الصوت اللي دائما كان كله طيبه و حنان..كان قاسي و جارح..
نزلت دموعها و هي تسمع ناصر كيف يتكلم عن سيف..بصدمه و قهر..حست انه حقد عليه أكثر من حقده على مازن..
لكن كل الخوف و الحزن اللي حست فيه..ما كان شي قدام خوفها و هي تسمع صوت أم العنود..اللي دخلت..و سمعت كل شي..

في بيت أم فارس/
دخلت أسماء عند أمها في الصاله..
أسماء: يمه الخدامه تقول إن نجود مو في غرفتها
أم فارس بإستغراب: وين راحت؟
أسماء: مادري؟ يمكن سمعتنا و رجعت لخالها؟
أم فارس ارتاحت لهالشي..مع ان البنت كسرت خاطرها بحالها..كانت مستعده تساعدها..لكن مو على حساب ياسمين..
جلسوا يفكرون باللي صار..وين ممكن تكون راحت..لكنهم انصدموا و هم يشوفون فارس يدخل عليهم..سلم عليهم وهو كله فرحه و حماس..أبدا ما كانت فيهم هم..
أم فارس: ما عرفت إنك بترجع بهالسرعه!
فارس: خلصت شغلي بدري..زين شفتك يا أسماء أنا قلت بأرجع ألقاك رحتي؟
أسماء: لا بكره بيجي تركي
سكت فارس وهو مو عارف كيف يفتح مع أمه موضوع زواجه..لكنه انتبه لأشكالهم الضايقه..
فارس: فيكم شي؟
أم فارس: لا يمه ما فينا شي
فارس: بس شكلك متضايقه يمه؟
أم فارس تتنهد: الله لا يجيب الضيق إن شاء الله
فارس: إن شاء الله
سكت فارس مره ثانيه..مع إنه متأكد إن زواجه بيفرحها..و زواجه من جوري بالذات بيريحهم..لكنه على كثر ما كان متحمس و متشجع..إلا إنه اللحين انعقد لسانه..لأنه عارف إنهم بيتفاجأون..و يسألونه وش معنى جوري..
لكنه أخيرا قر يتكلم..
فارس: يمه كنت أبي اكلمك بموضوع و أبي.....
قطع كلامه التليفون اللي دق..و تنهد بضيق..أم فارس كانت أقرب وحده منه و ردت و هي تقول لفارس..
أم فارس: لحظه يمه بأشوف مين اللي يدق
ردت أم فارس و كانت أم العنود هي اللي تتكلم.
أم فارس: هلا خالتي....
لكن كانت هاذي الكلمه الوحيده اللي لحقت تقولها..لأن أم العنود ما عطتها فرصه..قالت كل العتاب و اللوم اللي في خاطرها..و قطعت أي علاقه فيهم..
سكرت أم فارس منها..و صارت تصيح..و تتحسب على سيف..
انصدم فارس من حالة أمه و اللي تقوله..و قام جلس جنبها..يحاول يهديها..
فارس: يمه وش فيك؟ وش فيه سيف؟
أم فارس تصيح: .......
فارس التفت لأسماء اللي كانت تنزل دموعها بصمت..
فارس بعصبيه: وش فيكم؟ وش صاير؟
أسماء بتردد: سيف طلق ياسمين
فارس بصدمه: وشو؟! ليه؟
أسماء: طلع متزوج
فارس سكت يحاول يستوعب اللي سمعه..لكنه ما قدر..ولولا حالة أمه كان قال إن أسماء تكذب عليه..
رجع لأمه يحاول يهديها..و بعدين يفهم وش هالسالفه الغريبه..

في بيت أم العنود/
كانت جوري جالسه في الصاله لحالها تصيح..و هي تتذكر اللي صار من ساعه..ما تخيلت ناصر يكون بهالعصبيه..و الغضب..بس يمكن ينطبق عليه المثل..اتقي شر الحليم إذا غضب..و اللي زاد كل هذا..أم العنود اللي دخلت و هي تسمعه وهو يصرخ..و أول ما عرفت اللي صار انصدمت..و دقت على أم فارس و لا متها على اللي سواه سيف..و قالت لها إنها ما تبي تشوف أي أحد منهم بعد اليوم..بعدها صارت تصيح..لين تعبت و طاحت عليهم..و اخذها ناصر و ياسمين للمستشفى.
حست جوري بضيق..و حزن..و لا تدري مين تكلم..و لا وش تسوي..نزلت دموعها أكثر و هي تتذكر طلعتهم للبر.و لعبهم..و ضحكهم..و بلحظه انهد كل هذا..(الله يسامحك يا سيف..ليه سويت كذا؟؟)

في بيت أم فارس/
رجع سيف لأهله بعد ما ترك نجود في الشقه..حاول يكلم أمه و يفهمها..حاول بأبوه يتفهمه..لكن الكل ثار بوجهه..خاصه بعد ردة فعل أم العنود و ناصر..لدرجة إن أمه طردته من البيت و قالت إنها ما تبي تشوف وجهه بعد اليوم..و أبوه ساكت و نظرته تقول إنه مع أمه بكل اللي تقوله..
حس إن الدنيا ضاقت فيه..و البيت كله ضاق عليه..طلع من عندهم بسرعه..
لكن أسماء لحقت سيف..و قبل يطلع من الباب..
أسماء: سيف
وقف سيف و التفت لها: .......
أسماء بعتب: سيف وش فيك! أنا احس إنك واحد ثاني..ما همك زعل أبوي؟ ما يهمك الحاله اللي تارك أمي فيها؟ مو هامك اللي يصير؟ كل هذا عشانها؟
سيف و نظراته كلها إعتذار و حزن: .....
أسماء: سيف حرام عليك اللي تسويه فينا..أمي قالت لك بتهتم فيها..ماراح ينقصها شي..أنت كنت تاركها أساسا..مثل ما تفكر فيها فكر بياسمين..كيف تطلقها؟ ياسمين اللي شافت فيك الأمان و الوفاء! ما فكرت بإحساسها..ما يكفي يتمها؟ ما يكفي خوفها؟ يجيها الجرح من القريب!
سيف كان يطالعها بندم..و حزن..و كلامها مثل السكاكين تقطع قلبه..عجز يتكلم..يحس إنه مخنوق و حتى الهواء ما يوصل له..
أسيل كانت واقفه تسمع أسماء..تدري معها حق..لكن سيف و الحاله اللي هو فيها كانت أصعب عليها..
أسيل بقهر: خلاص يا أسماء يكفي! حرام عليكم..يعني خلاص بس أنتم المجروحين..ما فكرتي هو وش يحس فيه؟
طالعها سيف بنظرات شكر حزينه..كلامها كان مثل البلسم على جراحه..لكنه طلع بسرعه قبل تخونه الدموع اللي ملت عيونه..
التفت لها أسماء معصبه..
أسماء: تحسبينه هاين علي سيف؟ بس هو بيده يغير هالشي..أنتي ما عرفتي اللي قالته أمي حصه؟ تتوقعينها بتسامحنا على اللي صار؟
ما عرفت وش ترد عليها أسيل..هي من أمس ما لقت حل للي هم فيه..و تعرف إنه صعب..بس مع كل هذا ما قدرت تلوم سيف مثل ما يلومونه..خاصه و هي تشوفه بهالحال..
شافت باب المدخل..لكنها ما دخلت..راحت للحديقه و جلست هناك تفكر بضيق..و تطلق سراح دموعها حزن على اللي يصير في سيف..و الضيقه اللي بأهلها..و فراقهم عن أم العنود و البنات..



في سيارة سيف/
ركب سيارته و مشى بسرعه..مع إنه ما كان قادر يشوف الطريق من الدموع اللي ملت عيونه..حاول يحبسهن..لكن نزلن غصب..ما هان عليه اللي صار مع أهله..عمره ما اتخيل يوقف بوجه أمه و أبوه و يعارضهم..و لا بحياته تصور يجي يوم يطردونه أهله من البيت..و أمه تقوله بنفسها انها ما تبي تشوفه..
فكر بأم العنود..اللي تحبه أكثر واحد فيهم..اللي ياما قالت له انه مثل ناصر عندها..فكر في خاله وهو يتذكر الفرحه و الراحه في وجهه يوم خطب ياسمين..يوم يقول له انه ارتاح لأنه يعرف انه عمره ماراح يغلط عليها..و الأهم..تذكرها هي..اللي قالت له انه الأمان بالنسبه لها بهالدنيا..
عذرهم بكل اللي قالوه..و اللي سوه..لأنه يعرف خطاه..
للحظه حس إنه بيتراجع عن قراره..خاصه وهو يشوف دموع أمه..و تعبها..لكن جت في خياله نجود..اللي ما بقى لها أحد غيره..اللي ما فكرت تجيه إلا وهو متأكد إنه كان الحل الأخير لها..(اللي ياما خفت منه صار..ليتني تكلمت ذيك الأيام يا نجود..كان على الأقل وفرت الجرح على ياسمين)
تمشى في السياره..مع انه كان خايف عليها و يبي يروح لها بسرعه..لكن لازم قبل يهدي نفسه و يتمالك مشاعر الحزن داخله..عشان ما يجرحها فوق جروحها..و ما تحس بالذنب لرجعتها له..
رجع لها سيف..و أول ما دخل شافها جالسه على سريرها بتعب..عيونها مليانه دمع..وجهها شاحب و تعبان..و راح من قلبه أي تردد يمكن يكون حس فيه..مع إن جرحه لياسمين كبير..بس بتنسى..لكن نجود لو تركها..بتضيع..بتموت..ما فيه أحد بيهتم فيها غيره..
راح لها و ضمها بقوه..
سيف: نجود لا تتركين.خل أقوى من كذا أنا ماراح اترك تأكدي من هالشي
هزت راسها بمعنى ايه و كأن الكلام صار صعب عليها..حس انها غفت بين يديه من تعبها..و نومها على السرير..كان بيروح لكنها كانت ماسكه ثوبه..جلس جنبها..و صار يشوفها وهو يفكر..(بأهتم فيك يا نجود لا تخافين..لازم صحتك تتحسن..قلبي يعورني و أنا اشوفك بهالحال و هالحزن)

في بيت أم فارس/
جلست أسيل في الحديقه و هي للحين تصيح..من يوم صار اللي صار و هي تحس إنها مخنوقه..تذكر أمها و أبوها و قهرهم..الكلام اللي قالوه لسيف..و كيف طردوه..ما أثر فيهم..إنكسار سيف..و لا دموعها..و لا رجاء فارس..الكل انصدم بسيف..و الكل مو قادر يسامحه..
حست بأحد يوقف وراها..و عرفت إنه فارس..
أسيل تصيح: ليه يا فارس يصير كذا؟ ليه سيف بالذات؟ والله ما يستاهل يعاملونه كذا..مو مصدقه إنه ينطرد من البيت..كيف أبوي قدر يطرده مهما أخطأ..عارفه إن اللي سواه غلط..بس حطوا نفسكم مكانه البنت مالها غيره..بدونه بتضيع..و الله حرام
وقف نادر يسمعها بصمت..كسرت خاطره بدموعها..و صوتها المجروح..كان جاي يعطي فارس أوراق مهمه للشركه يوم شافه ما جاء ياخذها..و عرف باللي صار..و أول ما طلع شافها..و ما يدري ليه راح لها..
أسيل تكمل: حتى أنا مو هاينه علي ياسمين..بس بعد مو هاين علي اللي سويناه في سيف...يكفيه الذنب اللي يحسه..بعد اللحين نحمله غضبنا و لومنا..و نطرده
جلس جنبها نادر..التفت..و انصدمت أول ما شافته..لكنها شافت نظرته اللي كانت مليانه تفهم و حنان..مسك يدها بين يديه..
نادر: هم بحالة صدمه اللحين يا أسيل..بيهدون و يتفهمون..سيف غالي عليهم مثلك و ماراح يستحملون فراقه
أسيل برجاء: تتوقع؟
نادر: إن شاء الله
أسيل: يارب
نادر: أنا بأروح اللحين تبين شي؟
أسيل: لا سلامتك
نادر: مع السلامه
أسيل: مع السلامه
تركها و راح..وهو يفكر فيها..حس بضيق بس عشانه شاف دموعها..عشانها متضايقه..عرف إنه يحبها..أكيد يحبها..دخلت لقلبه غصب عليه..و صار صعب انه يتناساها..أو ينكر اللي يحسه اتجاهها..

*من بكره*
في كلية اللغه الانجليزيه/
طلعوا البنات من محاضرتهم الأولى..
رغد: وش فيها أسيل غايبه اليوم بعد؟
حلا: من أمس ادق عليها ما ترد
رغد: و أنا بعد
حلا: يمكن تعبت من بعد طلعتنا
رغد: يمكن مع إنها السبت كانت بخير

في بيت طلال=العصر/
دخل طلال للبيت و ما شاف لينا..طلع للغرفه و شافها هناك..تغير في إكسسوارات الغرفه..وقف لحظات عند الباب يشوفها..و هي تطالع التحفه اللي حطتها على التسريحه و نظرة عيونها تقيم اللي سوته..
طلال يصفر: ........
لينا تلتفت عليه: طلال!
طلال: وش هالحركات الحلوه؟
لينا: والله حلو؟
طلال: أكيد حلو
لينا تبتسم: زين..خفت ما تعجبك هالأشياء
طلال يقرب منها: بالعكس حلوه و غيرت جو الغرفه..مو ناقصك شي أجيبه لك و أنا مسافر؟
لينا تلتفت له: بتسافر؟
طلال: ايه..فيه اجتماع لازم واحد مننا يحضره..و قلت أسافر أنا احسن من أبوي
لينا بغباء: و أنا؟
طلال يبتسم: بأخليك عند أهلك
لينا: .......
طلال بإستغراب: لينا وش فيك؟
لينا: لا و لا شي..متى بتسافر؟
طلال: الليله
لينا: متى بترجع؟
طلال: للحين مادري..بس أدق عليك و أقولك
طالعته لينا للحظه.بعدين راحت لغرفة الملابس و هي تقول..
لينا: بأجيب شنطتك عشان ارتبها
راحت و هي تحاول تخبي حزنها..(ليه مو قادره أبين لك مشاعري يا طلال؟ بس كيف ابينها و أنت ما تحمل لي أي مشاعر!لأنك لو كنت تحبني كنت بتقول..بس أنت ما قلت شي)

في بيت أبونادر/
كانت رغد في غرفتها..و دق جوالها..و شافت رقم حلا..
حلا: رغد عرفتي اللي صار؟؟
رغد: لا وش فيه؟
حلا: عرفت ليه أسيل ما داومت؟
رغد بقلق: تعبانه؟
حلا: لا..بس سيف طلق ياسمين
رغد تشهق: ليه؟؟
حلا: طلع متزوج قبلها
رغد انصدمت: هاه؟؟!
قالت لها حلا اللي صار..و عن طردته من البيت..و تعب أم العنود..
رغد: و أم العنود اللحين كيف حالها؟
حلا: في المستشفى..تونا راجعين منها..السكر مرتفع عندها بالحيل و تحسينها منصدمه من اللي صار
رغد: مو مصدقه..سيف يسوي كذا؟!
حلا: هذا اللي صار..و أسيل مو راضيه ترد على جوالها للحين
رغد: ايه قبل ساعه دقيت لها ما ردت..أكيد متضايقه هذا سيف و تدرين انها تحبه بالحيل
حلا: و زياده على كذا خالي ناصر و أمي حصه مو طايقين يسمعون عن سيف و لا خالتي أم فارس شي..لدرجة إن خالي ما رضى يزورون أمي حصه
رغد بضيق: الله يحلها إن شاء الله..مو معقول ينقطعون على طول
حلا: الله يقوم أمي حصه بالسلامه..أخاف يصير لها شي بسبب الزعل
رغد: لا الله يقومها بالسلامه

في بيت أم فارس/
كانت أسيل في غرفتها..من أمس و هي تحس بضيق و حزن..خاصه بعد ما رجعت أسماء للشرقيه اليوم..توها تسكر من سيف بعد ما تطمنت عليه..بس صوته ما ما كان أبدا بخير..قررت تدق على جوري تبي تتطمن على ياسمين..لأنها ما كان لها وجه تكلمها..
جوري: هلا أسيل
أسيل: اهلين جوري..وش أخباركم؟
جوري بحزن: أمي حصه في المستشفى
أسيل تشهق: وش فيها؟
جوري: تعبت يوم عرفت بس الحمدلله هي اللحين بخير..حتى بتطلع بكره
أسيل: جوري حاسه بضيق
جوري: و أنا مثلك مو مصدقه اللي صار..سيف ليه سوى كذا؟
قالت لها أسيل عن نجود..حاولت تبر اللي سواه سيف..ما تبي الكل يكرهه..
أسيل: ياسمين وش أخبارها؟
جوري: تعرفين ياسمين ما تبين اللي تحس فيه..كانت هاديه بس حزينه و من أمس و هي مع أمي في المستشفى
أسيل: طمنيني على أمي حصه و على ياسمين
جوري: ان شاء الله

في شقة سيف/
سكر جواله من عمر..بعد ما عرف اللي صار لأم العنود..حس بغصه في قلبه..و امتلت عيونه دمع..راح يشوف نجود اللي نايمه من التعب..يحس إنه مقسوم نصين..نصه معها..يبيها و خايف عليها..و نصه مع أهله و اللي فيهم..و اللي هو السبب فيه..(آسف على جرحك يمه..آسف على تعبك و حزنك...ما ألومك لو ما سامحتيني العمر كله..لأني عارف إن اللي سويته في ياسمين مو سهل..صرت أنا و الدنيا عليها..و عارف إنك ماراح تعذريني أبدا)

في بيت أبونادر/
دخل نادر و شاف رغد في الصاله..شافها متضايقه..
نادر: رغد وش فيك؟
رغد: ما عرفت اللي صار لسيف؟
نادر يتنهد: إلا كنت في بيت عمي أمس و عرفت
رغد: أم العنود في المستشفى من بعد ما عرفت باللي صار..و ما تبي تشوف أم فارس و لا أحد منهم
نادر: طلاق ياسمين مو سهل..و الكل انصدم من زواج سيف السري و انصدم من اصراره عليه
رغد: أخاف تكون قطيعه بينهم
نادر: الله يستر
وقف فيصل مصدوم باللي سمعه..كان داخل للبيت و سمعهم..رجع..(سيف طلق ياسمين! و متزوج بالسر؟؟ ليه؟)
حس انه بعيد عنه بالحيل..حس إنه تغير بعده..و انه ما يعرف عنه شي..مع انه تمنى يوقف معه بهالوقت..

في بيت أم فارس/
رجع فارس من الشركه متأخر..رمى نفسه على السرير وهو يفكر باللي صار..(كل شي يبعدني عنك يا جوري..مو عارف وش ممكن يصير فينا؟ معقول ما ترضى أمي حصه علينا..معقوله انحرم حتى من طاريك!)

*بعد أسبوعين*
في كلية ادارة الأعمال/
كانت مرام جالسه مع صديقتها..اللي صارت قريبه منها..و بنفس أفكارها..عشان كذا قالت لها عن نادر..
نوال: وش صار على خطتنا؟
مرام: مادري عن فيصل هو ناوي يتحرك أو لا..أنا متأكده إنه صار يفكر فيها
نوال: سهى لها يومين ما داومت أكيد علاقتها معه خربت
مرام: ان شاء الله يكون تركها بعد
نوال: ما أتوقع..ماراح يتهور كذا إلا إذا تأكد إن أسيل للحين تبيه
مرام: وش قصدك؟
نوال: لازم تخلينه يعرف إنها ما تبي نادر و مستعده ترجع له
مرام تفكر: و كيف اسوي هالشي؟
نوال: قولي له بنفسك
مرام: لا مابي أكون في الصوره
نوال: خلاص نفكر كيف نقنعه بهالشي

في شركة ماجد/
كان جالس يدرس المشروع اللي ناوي يبدأ فيه..و شاف السكرتير يدخل عنده..
ماجد: خير يا بدر؟
بدر: فيه واحد طالب يقابلك..يقول من أصدقائك
ماجد يتنهد بملل: مين؟
بدر: اسمه سيف ال...
ماجد استغرب..كان ناسيه و ناسيها..حاول كثير و تعب أكثر..لكنه بدأ ينسى..ليه اللحين رجع له..
ماجد بضيق: خله يدخل
دخل عنده سيف و سلم عليه..و جلسوا..
سيف بعتب: عاش من شافك
ماجد: والله انشغلت في الشركه يا سيف..كنت مهملها كثير و اللحين محتاجه اتابعها كل يوم
سيف: الله يوفقك
ماجد: سيف وش فيك؟ كأنك متضايق من شي
سيف: ماجد كنت أبي اطلب منك خدمه
ماجد: آمر يا سيف
سيف: ما يأمر عليك عدو..كنت..كنت أبي اشتغل عندك في الشركه
ماجد انصدم: سيف أنت صادق؟!
سيف: ايه..و أي شغله مو ضروري في تخصصي
ماجد استغرب: سيف وش صاير؟ ليه تترك شركة أبوك و تجي تدور هنا على شغل؟!
سيف يتنهد: أنا مختلف مع أهلي...و بصراحه لي أسبوعين ما شفت و لا واحد فيهم..و حسابي بدأ ينقص و محتاج لشغل
ماجد: مو مصدق اللي اسمعه! أنت آخر واحد اتخيل يسوي شي يزعل أهله لهالدرجه
سيف بضيق: طلقت بنت خالتي
ماجد يشهق و ينسى نفسه: ياسمين؟!!
سيف يتنهد بتعب: ايه
ماجد بصدمه: ليه؟!
صار سيف يقول له السالفه..لكن ماجد كان مركز على شي واحد..ياسمين صارت حره..و هالشي قلب أفكاره فوق تحت..و انتهى السكون اللي كان عايش فيه..و رجعت تحتل قمة أفكاره..
سيف: وش قلت عن الشغل؟
ماجد ينتبه: طبعا يا سيف..اعتبر نفسك اشتغلت و بتخصصك
سيف: مشكور يا ماجد ما تقصر
ماجد: أفا عليك يا سيف أنت مثل اخوي
اعتذر منه سيف و طلع..و ماجد ترك ملف المشروع على الطاوله..و وقف عند الشباك يفكر بكل اللي سمعه..(ليه رجعتي لحياتي مره ثانيه يا ياسمين؟ ليه يوم قربت انساك؟)
كان يفكر..و يفكر..و خطرت في باله فكره..ما يعرف يسويها أو لا..يستغل هالفرصه أو لا..

في بيت أم عمر/
كانت لينا في غرفتها جالسه تفكر في طلال..تحس انها مهوسه فيه..من أول ما سافر وهو ما يغيب عنها..صارت ما تحس بالدنيا إلا وهو معها..مع كل هذا ما تقدر تبين له هالحب..ما تبي تفرض عليه نفسها أكثر ما فرضتها..ما تبي و هي تعرف ليه يعاملها بطيب و حب..يعاملها كذا عشان يوسف..و وصية يوسف..(لو كان يوسف ما وصاك علي يا طلال..كان بيهمك حزني..كنت بأهمك..بتفكر تتزوجني أو لا؟؟)
راحت لدرجها اللي فيه أغراض يوسف..فتحته و صارت تقلبهن..حست بحنين له..لكن على غير العاده..ما نزلت دموعها و هي تشوفهن..تحسه صار ذكرى حلوه و حزينه بنفس الوقت..لكنه كان باهت قدام طلال و اللي تحسه اتجاهه..(مرتاح اللحين يا يوسف..أنا حبيت طلال بعدك..بس ما تشوف إننا حملنا طلال كثير)
أخذت علبه كبيره..و جمعت فيها كل أغراض يوسف..و سكرتها..و رفعتها بمكان بعيد..و راحت ترتب شنطتها عشان ترجع لبيتها و هي تتذكر.يوسف و طلال..و طفولتها و أيامها معهم..


في بيت ماجد/
كان للحين يفكر في اللي خطر في باله..من يوم سمع اللي قاله سيف..هاذي آخر فرصه..و بيستغلها..و بتهور..و أرسل لها..و يوم ما جت بالطيب..يمكن يجيبها الغصب..

في سيارة عمر/
وقف عند بيته بعد ما وصل لينا لبيتها اللي من عرفت إن طلال بيوصل بكره..أصرت تبات هناك..كان بينزل لكنه..سرح في بيت مساهير..له أسبوعين ما كلمها..و لا شافها..انتظرها تدق بس ما دقت..(أخاف أتأكد إنك مو مهتمه فيني يا مساهير؟ أخاف إنه يكون ما بيننا إلا هالعناد و بس؟ معقول ما أكون في بالك أبدا..أو تعاندين و تبين أنا اللي اكلمك؟؟)

في شقة سيف/
رجع و شافها واقفه في المطبخ..راح لها بسرعه..
سيف: نجود ليه قمتي من السرير؟
نجود: سيف والله صرت احسن..مليت من جلستي كذا
سيف: وش تسوين؟
نجود: بأسوي لي قهوه
سيف: لا ما فيه قهوه..اشربي عصير احسن
نجود بملل: سيف!!
سيف: ما فيه إلا عصير
راح للثلاجه و صب لها عصير..و طلعها من المطبخ..جلسوا في الصاله..وهو يطالعها..بدت تتحسن صحتها..لكن حالتها النفسيه كانت للحين تعبانه..قليل ما يشوف ضحكتها..و إذا ابتسمت بس..تمتلي عيونها دمع..و كأنها تشوف هالابتسامه مو من حقها..يعرف إنها ندمت على رجعتها له..و تلوم نفسها على اللي صار له مع أهله..وهو مو مرتاح لهالشي..و مو عارف كيف يقنعها بالعكس..و هي تشوفه بهالحال..مطرود من عندهم..و لا أحد يكلمه غير أسيل و فارس..
سيف يمسك يدها: نجود اهتمي بنفسك عشاني
نجود: لا تخاف يا سيف أنا صرت بخير
سيف: و لا تفكرين بشي..الأمور بتنحل ان شاء الله
نجود تتنهد: ما أظن بوجودي معك ينحل شي..بس لو تركتني يمكن....
سيف يقاطعها: نجود تكفين لا تفتحين هالسالفه مره ثانيه..اللي صار صار..و أنا مستحيل اترك..أنا محتاجلك أكثر من حاجتك لي
كان يبي يقول لها عن شغله..لكنه أجل هالشي..يدري لو قال لها..بتلوم نفسها على هالشي بعد..

في بيت طلال=الساعه العاشره/
جلست لينا على سريرها..مطفيه اللمبات..و ما فيه غير نور الأباجوره الخفيف جنبها..التفت على مكان طلال جنبها و هي تبتسم..(مين يقول إني أحبك يا طلال؟؟ أنت بالذات! كنت اتمنى الموت كل ما اسمع طاريه..و اللحين طاريه ما يغيب عن بالي....ماراح أكون طماعه و اتمنى تحبني..أنا راضيه فيك كذا..راضيه بأي شعور منك..لكن أنا بأحبك على طول لو ما كنت تعرف بهالحب)
سمعت صوت تحت..وقف قلبها من الخوف و ما عرفت وش تسوي..ركضت للبا و قفلته..و بسرعه أخذت جوالها اللي من ساعه قفلته و بيدين مرتجفه حاولت تفتحه..لكنه طاح من يدها وشهقت و هي تشوف مسكة الباب تتحرك و أحد يحاول يفتحه..نزلت دموعها و قلبها صار يدق بقوه..حاولت تجلس تاخذ جوالها..و أخيرا قدرت تفتحه..لكن أول ما افتحته دق..حطته صامت بسرعه و هي تشوف اسم طلال في الشاشه..
لينا تصيح: هلا طلال
طلال بخوف: لينا وش فيك؟؟
لينا: أنا في البيت لحالي و فيه حرامي
طلال انصدم: كيف لحالك..أهلك وين؟؟
لينا: أنا في بيتنا
طلال: هههههههه
لينا انصدمت: ليه تضحك؟!
طلال: هذا أنتي اللي قافله الباب و أنا داق باسألك المفتاح وين
لينا تشهق: أنت اللي تفتح الباب!!
طلال: ايه يا خوافه
لينا: لا والله وش كنت تبيني اسوي و أنا عارفه إنك بكره بتجي
طلال: أنا قلت لك بكره بس لقيت حجز اليوم
لينا: وقفت قلبي
طلال: بسم الله عليك
لينا: المفروض ما افتح لك
طلال: و أهون عليك؟
لينا: لا ما تهون
قالت هالكلام و هي تفتح الباب و تشوفه قدامه..طول غيابه..أسبوعين مروا عليها كأنهم سنين..كانت تطالعه تبي تشبع منه..و تعوض الأيام اللي ما شافته فيهن..
طلال يبتسم: ماراح تسلمين علي؟
قربت منه..و ضمها له بقوه..حتى هو اشتاق لها..اشتاق للبيت.اشق لحياته معها..(ما راح اضغط عليك أكثر يا لينا..مو اللحين بأصبر طماع..أنا ما كنت احلم بهالهدؤ معك..دامي اشوفك مرتاحه ماراح أغامر بهالشي و اصارحك بمشاعر ممكن توتر العلاقه بيننا)

في بيت أم العنود/
كانت ياسمين تحاول تنام..لكن من أيام و هي مو قادره تنام من اللي تفكر فيه..القطيعه اللي صارت بينهم..بسببها و بسبب طلاقها..حاولت تكلم أمها..تقول لها إنها مو زعلانه..لكنها ما صدقتها..و مجرد ذكر سيف و أهله كان يتعبها و يضايقها..حتى خالها كان صعب مثل أمها..كلهم فقدوا الثقه باللي متأكده إنهم كانوا مأتمنينهم عليها بعد ما يتركونها..
جاها مسج..و فتحته بلا مبالاه..لكن اللي قرته خلاها تفز..و ترجع تقرأ مره ثانيه..
[أكيد متضايقه من اللي صار..بس بيدك الحل..بأتقدم لك بكره..و إذا وافقتي..بأقبل يشتغل سيف عندي و أساعده لين يرضون عليه أهله..و حتى أهلك بيخف زعلهم ويرضون لو تزوجتي]
عرفت رقمه..و انصدمت من اللي تقراه..(مجنون! أكيد مجنون..أنا أوافق عليه؟)
0





 
قديم   #35

خفياء الروح


رد: قلوب تنزف عشق


قلوب تنزف عشق


@،،النزف التاسع و العشرون،،@

*بعد أيام*
في بيت أم العنود/
جلست ياسمين في غرفتها..مصدومه من اللي سوته..
من أيام تفكر..من يوم كلمها خالها عن ماجد..كانت بترفض..متأكده إنها بترفض..
لكنها طلبت وقت تفكر بس عشان ما يقولون إن اللي سواه فيها سيف عقدها..لكنها شافت أمها كيف ارتاحت أول ما سمعت هالخبر..حتى خالها ناصر كان متحمس له وهو يتكلم عنه..طبعا لأنهم ما يعرفون عنه اللي هي تعرفه..
بس مع كل هذا ما تدري كيف وافقت..هي وافقت على ماجد..بعد أسبوعين تصير زوجته..
اعترفت إنها تأثرت باللي قاله..لأن زواجها هو الشي الوحيد اللي ممكن يخليهم يرضون على سيف و أهله..و هي بنفسها شافت راحتهم يوم وافقت..(كل هذا حلو..بس كيف بأعيش مع ماجد هذا اللي ما فكرت فيه؟ ولو ما استحملته..كيف اتطلق مره ثانيه؟...بأنجبر اتحمله! ليتني ما ما وافقت)
ما مرت لحظات..على موافقتها..إلا و هي نادمه..بس وش يفيد الندم..

في بيت أم فارس/
كانت أسيل في غرفتها..تفكر باللي سمعته من أمها..بعد الامتحانات بيحددون موعد زواجها..زواجها من نادر..تذكرته و سرحت بالشعور اللي تحسه اتجاهه..(معقول قدر يطلع فيصل من حياتي..معقول نسيت فيصل خلاص؟)
ما ارتاحت و هي تطري فيصل..تحس صارت تكره تفكيرها فيه..(ليه اكرهه؟ عشاني نسيته خلاص؟ أو لأني مو قادره انساه)
فتحت درجها و طلعت صورة نادر..و صارت تتأمل ملامحه.. و تتذكر صوته..و حنانه..(احس بإحساس جديد ناحيته..مادري اسميه حب؟ أو تعود؟ أو راحه لأنه ما يشبه فيصل بشي...مادري حبيته أو بس تقبلت وجوده بحياتي)
كانت محتاره باللي تحس فيه..و مو قادره تفهم شعورها..اتجاه الاثنين..

في بيت ماجد/
كان ماجد في غرفته..جالس ساكن من يوم سكر من ناصر..(وافقت؟ ياسمين وافقت علي؟)
مع انه تقدم لها..بس ما كان عنده أي أمل إنها بتوافق..حتى بعد اللي قاله..لكنها وافقت..
ضحك بصوت عالي..كان للحين مو مصدق..و راح بسرعه لغرفة ورد..يبي أحد يشاركه فرحته..و دامه متأكد إن العروس ما عندها نفس هالفرحه..راح لورد..
دخل و شافها تقرأ في مجلة أطفال..مشى عندها و ضمها بقوه..و ضمته و هي تضحك..
ماجد: ورد أنا أحبك كثير
ورد: و أنا بعد أحبك كثير
ماجد يتركها عشان يقدر يشوف وجهها: عندي لك خبر حلو
ورد بحماس: وشو؟
ماجد: امم ما اشتقتي لياسمين
ورد ابتسمت لكنها كشرت: اشتقت لها...بس هي ما تبينا
ماجد: أنا خطبتها و وافقت بعد اليوم بتشوفينها على طول
ورد شهقت: بس..بس هي زوجة عمو سيف
ماجد يبتسم: صارت مشاكل كذا و تركوا بعض
ورد فرحت: يعني هي وافقت عليك؟؟
ماجد: ايه
ورد مو مصدقه: يعني تتزوجها و تعيش معنا على طول
ابتسم ماجد على اللي تقوله..كان فرحان بس إنها وافقت..ما وصل تفكيره لليوم اللي بيعيشون فيه مع بعض..و تكون له..يشوفها كل لحظه..و يسمع صوتها بكل وقت..

في سيارة فارس/
عرف بخطبة ياسمين..لأنه الوحيد اللي كان للحين على اتصال بخاله..مع كل زعله ما كان يقدر يزعل على فارس..لكنه ما كان يعطيه أي فرصه يتكلم عن سيف أو اهله..أو يحاول يبر له موقفهم..و فارس اتفهم غضبه و حزنه..و تركه للوقت.(يمكن خطبة ياسمين تخف من زعلهم؟ يمكن يرضون بعدها على أهلي؟)
فكر في جوري..كل ما حاول يقرب منها..يطلع له سبب يبعده عنها..(أخاف ما نجتمع في يوم أبدا يا جوري..أبي اعرف للحين مهتمه فيني؟ أو جرح مازن نساك حتى حبي؟)
خاف يكون حظه معها مثل حظ خاله مع أمها..يخاف يعيش عمره يتمناها..و ما يحصلها..يخاف يطول هالخلاف..و يتقدم لها أحد و توافق مثل ما وافقت ياسمين..(معقول تكون تعقدت من اللي سواه سيف..ولو تقدمت لها ترفض؟)
كان دائما يفكر فيها..و يتسائل عن شعورها..و يخاف تروح لغيره..

في سيارة طلال/
كانوا راجعين من عند أهله اللي كانوا عازمينهم على العشاء..عشان وحده من خالاتهم زايرتهم..و هنا كانت مشكلة لينا..مو في خالته..في بنت خالته..تذكر إنها شافتها يوم زواجها..بس ذاك اليوم ما كانت تفكر بأي شي..و لا منتبه لشي..لكن اللحين..هي مهتمه..مهتمه بطلال و كل شي يتعلق فيه..و انتبهت إن بنت خالته كانت تمون عليه..و تسولف معه..
تذكرت سهى..كيف قدرت تأخذ فيصل من أسيل مع إنه كان يحبها..يعني لو هاذي فكرت تأخذ طلال..بتقدر تاخذه بسهوله..لأنها بتعوضه عن الحب اللي فاقده معها..
التفت تشوفه..فكرت تسألها عنها..لكن تراجعت..خافت يحس إنها غيرانه منها..لكن هالشي خلاها تفكر..لو حاولت تاخذه منها..بيتركها..أكيد ماراح يتركها..بس معقول يفكر يتزوج عليها..يتزوج وحده يحبها..هو بنفسه يختارها..وحده مو ملزوم فيها غصب..
هالشي خلاها تتضايق كثير..حست إن أمانها اللي كانت تظن إنه موجود ماله أي أساس..(معقوله تسوي فيني كذا يا طلال؟ ولو ما قدرت تسويه..بيكون عشاني؟ أو عشان يوسف بعد؟)
طلال: لينا وش فيك ساكته؟
لينا: فيني نوم
طلال: خلاص اللحين نوصل..و ترتاحين

*من بكره*
في شقة سيف/
دق جواله..و شاف رقم ماجد..
سيف: مرحبا
ماجد: هلا سيف مساء الخير
سيف: مساء النور
ماجد: وش أخبارك؟
سيف: الحمدلله بخير
ماجد: كنت أبي اقولك شي..أبي تعرفه مني قبل تسمعه من أحد
سيف بإستغراب: خير ان شاء الله؟
ماجد: أنا خطبت و ملكتي بعد أسبوعين
سيف بفرح: والله! ألف مبروك..ما بغيت؟
ماجد: الله يبارك فيك..بس ما سألت مين العروس؟
سيف بإستغراب: ليه؟ أنا اعرفها؟
ماجد : ايه
سيف: مين؟؟
ماجد بتردد : ياسمين
سيف انصدم: ياسمين؟!! ليه؟
ماجد: كيف ليه؟ يضايقك هالشي؟
سيف: لا بس...بس وش معنى هي؟
ماجد: بصراحه أنا كنت مفكر اتقدم لها من قبل لأن ورد تحبها و متعلقه فيها
سيف ابتسم: الله يوفقك يا ماجد..أنت تستاهل كل خير..و دامك أنت اللي اخذت ياسمين الكل بيتطمن عليها معك..و أنا أولهم
ماجد..(المهم هي تتطمن معي)
سكر منه سيف..و جلس سرحان..جت عنده نجود..
نجود: سيف وش فيك؟ الاتصال ضايقك؟
سيف يبتسم: بالعكس ريحني
نجود تبتسم معه: خير إن شاء الله؟
سيف: ياسمين انخطبت و ملكتها بعد أسبوعين
نجود بفرح: صدق؟
سيف: ايه..و اللي خطبها ماجد
نجود انصدمت: ماجد صديقك؟!
سيف: ايه
نجود: الله يوفقها معه..على الأقل يخف ذنبها علينا
سيف: تحسين بالذنب اتجاهها؟
نجود: مو بس هي..هي و أنت و أهلك كلهم..أنا جيت و فرقت بينكم يا سيف..عشان كذا ما ألومهم لو كرهوني العمر كله..بس اللي اتمناه انهم يرضون عليك
سيف يضمها: لا تقولين كذا يا نجود..صدقيني أنتي و ياسمين اللي مظلومين بهالسالفه..أنا الظالم مو أنتي..ماكان المفروض اترك من البدايه..و ما كان المفروض اتزوجها و أنا كل تفكيري كان معك
نجود تضمه: أنت آخر واحد ممكن أحد يلومه يا سيف..أنت طيب..أنت أطيب قلب عرفته بهالدنيا



في بيت أم عمر/
طلع عمر من البيت و شاف راشد واقف عند سيارته..من الصبح ما كانوا موجودين..و من وقفة راشد حس إنه ينتظر أحد يطلع و بيروحون..لأن باب البيت كان مفتوح..راح و سلم عليه..
عمر: اليوم كله ما كنتوا في البيت عسى ما شر؟
راشد: ما قالت لك مساهير؟
عمر: تقول لي عن ايش؟
راشد يتنهد: جدتي أم أبوي تعبانه بالحيل و طلبت تشوفنا حنا و أمي..اعتذرت من أمي..و اعتذرت مننا لأنها كانت السبب فهالقطيعه بيننا...عماني خايفين عليها ما يبون أي شي يضايقها و يأثر على صحتها..عشان كذا يوم طلبت من أمي نجلس عندهم ما قدرت أمي ترفض(يكمل بحزن) جهزت لنا شقه كامله في بيتها مع إنها بحاله سيئه و مو عارفين تعيش لبكره أو لا
عمر بتأثر: الله يقومها بالسلامه..عن اذنك يا راشد لازم اروح
راشد: أمي و مساهير بيطلعون اللحين ماتبي تسلم عليهم؟
عمر يروح: بعدين
تركه عمر و راح..و راشد يطالعه بإستغراب..كيف انقلب وجهه بلحظه..طلعت مساهير و أمها و راحوا مع راشد..
و في الطريق..
راشد: شفت عمر قبل شوي..يسأل وين كنا..ما قلتي له يا مساهير؟
مساهير: نسيت و انشغلت بحالة جدتي
أم راشد: الله يقومها بالسلامه
سكت مساهير و هي تفكر بعمر..استغربت ليه ما دق عليها بعد ما عرف..تدري انه ما يحب تروح لعمانها..و استغربت انه ما عارض هالشي..(يمكن لأنها مسألة تعب؟ أكيد ماراح يعترض على روحتي..بس مادري ليه مو مرتاحه لسكوته..يمكن زعل لأني ما قلت له؟...بس كيف ادق عليه و أنا من زمان ما كلمته؟)

في سيارة عمر/
كان يتمشى وهو يفكر..من يوم عرف إنها رجعت لعمانها..و تراضوا مع بعضهم..وهو في داخله نار..يفكر فيها..و فيه..(جدتها تعبانه..و أكيد الكل حواليها..و أكيد هو موجود بعد...لحين تحبه؟ للحين يهمها؟...و أنا وش شعورها اتجاهي؟.....وش المفروض اسوي معك يا مساهير)
و بقهر فكر يتمسك فيها مهما كان شعورها..لكن كرامته ما سمحت له..عاند كثير..لكنه تعب..تعب يشوفها بالغصب..يسمعها بالغصب..تبقى معه غصب..(المره هاذي أنا اللي بأترك تروحين..لو كنت أهمك بتبقين..ولو ما أهمك..تروحين احسن)
مع إنه تأكد من قراره..و نوى عليه..لكن قلبه كان يعوره على فراقها..
و قبل يتراجع عن قراره لأنه متأكد لو انتظر دقايق بيرجع في كلامه..و يرجع لعناده..دق عليها..و ردت عليه..
مساهير: هلا عمر
عمر: أهلين مساهير..وش أخبارك؟
مساهير: الحمدلله و أنت؟
عمر: بخير..و جدتك كيف حالتها اللحين؟
مساهير مستغربه هدؤه: حالتها صعبه
عمر: الله يشفيها...مساهير
مساهير: نعم
عمر: بأقولك شي..عارف إنه مو وقته..بس..بس أنا مارح ارتاح لين اتكلم معك
مساهير بقلق: خير يا عمر وش فيه؟
عمر يتنهد: أنا قد سألتك سؤال و ما جاوبتي عليه..اللحين بأكرر نفس السؤال و اترك تقرين..و أنا بأنفذ قرارك أيا كان
مساهير صار قلبها يدق بقوه..و يدها ترتجف..خافت من اللي بيقوله عمر..هي من أول ما سمعت صوته..و لاحظت هدؤه..و هي مو مرتاحه..بس هالمره ماراح تسكت..أو تصرف الموضوع..بتكلمه بصراحه..و تقول إنها تبيه..
عمر يكمل: أنتي عارفه كيف ارتبطنا بعض و تحت أي ظرف..لكن اللحين بيدك تقرين..إن كنتي تبين نستمر بنستمر..ولو ما كنتي تبين أنا بأترك تروحين
مساهير بخوف: و أنت وش تبي؟
عمر بقهر: أنا سألتك
مساهير بعناد: و أنا اسألك..ليه اللحين مهتم تعرف؟
عمر: لأني كنت قبل احس بالمسئوليه اتجاهك و اتجاه خالتي و راشد و حتى غصب عليك ضليت متمسك فيك لمصلحتك..لكن اللحين رجعتوا لعمانك..و بتعيشون بينهم..بيدك تختارين اللي تبينه
سكت مساهير مصدومه باللي سمعته..ما تقدر تقول إنها ما تبيه..و ما تقدر تقول إنها تبيه..و هي ما تدري وش اللي يخليه يقول هالكلام..عشانها..أو عشانه هو..معقول يكون ما صدق رجعت لعمانها..و بيرتاح منها..معقول كانت مجرد مسئوليه مجبور يتحملها..عشان كذا كان يعصب عليها..
كانت بتقوله هو يقر و هي بتسوي اللي يقول..لكنه سبقها..
عمر: بأترك تفكرين..و انتظر قرارك
سكر قبل تتكلم.و أول ما سكر نزلت دموعها اللي حابستهن..حست بضيقه و خوف..
حتى عمر..كان بنفس حالتها..ما صدق اللي قاله..و اللي سواه..كيف يتخلى عنها بهالسهوله..كيف بنفسه يقول لها تروح..(لا..كذا أهون من إني احس إنها مجبوره تتحملني و تفكيرها في مكان ثاني)

*بعد أسبوعين*
في بيت أم العنود=ملكة ماجد و ياسمين/
جت اللحظه اللي يتمناها ماجد..اللي ياما حلم فيها و ما ظن تتحق..من يوم وافقت ياسمين وهو يعد الساعات لين تصير زوجته..خاف تغير رأيها..أي إتصال كان يجيه من ناصر..كان يحس إنه بيقول له إنها تراجعت عن قرارها..
لكنه اليوم صار زوجها..و اللحين يعد الخطاوي عشان يشوفها..
دخل مع خالها عندها..راح ناصر يسلم عليها و يبارك لها..أما ماجد فانشغل في نفسه و اللي يحس فيه وهو يشوفها..كانت صوره للحسن قدامه..ابتسم أول ما التفت له ناصر و شافه للحين واقف عند الباب..
ناصر: حياك يا ماجد تفضل
تقدم ماجد..و ياسمين تفكر بحقد..(مسوي نفسه محترم و يعرف الذوق و الأدب!)
بهاللحظه اللي حست فيها بوجوده..لامت نفسها على موافقتها..
كانت تسمع صوت خالها يكلم ماجد..لكن فجأه صوته اختفى..و شافته وهو يطلع من الباب..
ماجد يتأملها بإبتسامه: مبروك
ما ردت عليه و ما استغرب هالشي..لكن دامها اللحين زوجته..و يقدر يكلمها..قدامه الفرصه إنه يقنعها فيه..
كان يبي يتكلم لكن..دخلت أم العنود و ورد..و جلسوا معهم شوي..و يوم طلعوا طلعت معهم ياسمين..وهو تفاجأ و لا قدر يعترض قدامهم..
جلس لحاله في المجلس..ضحك على نفسه و اللي تسويه فيه..(زين يا ياسمين هاذي البدايه..تونا الأيام بيننا و ماراح أتنازل بسهوله..و بأخليك تحبيني)
في الصاله_رجعت ياسمين مع ورد و أم العنود..و مع الضيقه اللي تحس فيها من ملكتها عليه..و اللي ما حضرها غير أم عمر..إلا إن الفرحه اللي تشوفها على وجه أم العنود و ورد..نستها اللي هي فيه..جلست بمستوى ورد تكلمها..
ياسمين: ها حبيبتي فرحانه اللحين؟
ورد بحماس: بأطير من الفرح..ياسمين أنا أحبك كثير
ياسمين تضمها: و أنا أحبك بعد
جت شوق و اخذت ورد تلعب معها..و ياسمين راحت عند حلا..
حلا تضحك: طمنيني عسى التوقيت كان مضبوط؟
ياسمين: خطيره يا حلا أول ما طلع خالي ما مداه ينطق إلا و أمي و ورد داخلين
حلا: بس أنتي ليه خليتيني اسوي هالشي؟ ما تبين تجلسين معه؟
ياسمين: مالي خلق اليوم
حلا تضحك: والله مسكين
ياسمين: تعالي نروح لجوري و لينا
راحوا و جلسوا معهم..و بعد لحظات جاء مسج لياسمين..[حلوه الحركه يا ياسمين بس الجاي أكثر و أشوف أفكارك إلى متى بتساعدك]
مسحت المسج بقهر..و حاولت تنسى اللي ورطت نفسها فيه..

في بيت طلال/
رجعت لينا و طلال من ملكة ياسمين..جلست لينا في الصاله..وقف طلال يطالعها..يتأمل ملامحها اللي محفوره في قلبه..من أيام و هي متغيره معه..مو تغير واضح..بس يحس إنها بعدت عنه..إن فيه يشغل أفاكرها..تمنى لو تقوله كل اللي في قلبها..اللي يضايقها..و اللي يتعبها..لكنهم للحين ما وصلوا هالمرحله..حتى التواصل اللي كان فرحان فيه تراجع بينهم..كان يحس كأنها جالسه تهتم فيه بس بدون اهتمام قلبها..تلبي كل اللي يطلبه بس بدون ما تكون مرتاحه..يحس إنها معه و مو معه..كأنها مديونه له و تسد له الدين على حساب نفسها..(تحسين بالذنب اتجاهي؟ معقوله هذا اللي خلاك تتغيرن معي؟ بس ليه تحسين بالذنب؟ ليه اللحين؟ و ليه تغيرتي معي؟)















 




الساعة الآن توقيت السعودية الرياض و الدمام و القصيم و جدة 07:27 PM.


 
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024,
vBulletin Optimisation provided by vB Optimise (Pro) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

Search Engine Optimization by vBSEO 3.6.0