ينابيع الراحلين
البارت السادس
الجزء السادس :
.
.
.
الخذلان إحساس موجع يزرعه فقط من تحب !
.
.
خذلني عزام مرارا .. وختمها بتخليه عني لأبي بحجة إصلاحي ...
أيحتاج المريض لإصلاح أم لعلاج ؟
انا فعلا مريض و أتوجع ألما .. روحي شوهت و جسدي يحتضر ...
و الهروب كان هو الحل حتى لو كان لحتفي !
.
.
.
عزام : عاد هذا اللي صار .. و أنا و شيدريني أنه منحاش من ثاني يوم وديته لأبوه .
جاسم الغاضب : أستانس اللحين هذا هو في العناية بجرعه زائدة ..
عزام : لا قول بعد أني انا اللي معطيه المخدرات ... بسك لوم لي أنت ما خليت قدامي حل ..
لا تبينا نسلمه لشرطه و لا لأبوه بس تبينا نقعد مكتفين يدينا لين يجيب لنا مصيبه ..
جاسم يحكم قبضته على المقعد الذي يجلس عليه : خلصت اللحين وما فيه فايده من اللوم ..
الله يقومه بسلامة ..
عزام : إن كان في حياته خير له و لنا الله يقومه بسلامه و إن كان فيها شر لنفسه و لغيره الله ياخذ
أمانته ..
جاسم يتأمل عزام بحسرة : غريبه الكلام هذا يطلع منك ..أنت كنت أقرب واحد لناصر ..
عزام يعض على شفتيه : للأسف ناصر ما هو الأولي .. تغير حيل ..
جاسم يذكره با السبب : من رحت تسكن عند أبوك و بدلته بغنام ..
عزام يبرر: غنام اخوي بعد ... وأنا قلت لناصرلما قررت أسكن مع أبوي ما في شي راح يتغير
و راح نكون دايما قراب من بعض حتى لو سكنت في بيت ثاني بس هو أخذها بشكل شخصي
كأني قايله بطلع من البيت بسبتك ! ...
ما أقول إلا الله يسامح أمي عقد ناصر كلها بسبتها... شفيها لو مره وحده بس تفكر فينا قبل نفسها
.. لو تخلت شوي عن أنانيتها وحبها لذاتها جان لاحظت أن سلوك ناصر مو طبيعي و أن كل اللي
يسويه حركات لفت أنتباه ..
يغيب عن البيت بس عشان يشغل با لها و اللي يضحك أنه ينجح وتلقاها متقطعه عليه بس المشكله
لما يرد تنساه با المره ...
.
.
.
دوما أنا الجانيه في نظره ... هو و غاليه يحملون من المراره أتجاهي ما يوازي آلام المهجرين
المبعثرون في الأرض ...
و ها هو يتفانى بكشف عيوبي و تحميلي الذنوب و الخطايا ... و تناسى دوره في هجر أخيه
المراهق الذي كان في منتهى التعلق به .. و لم يتوقف عند هذا الحد بل تمادى في خذلانه و
تسليمه مرارا للجلاد ... يعرف عزام بقسوة و غلظة أبو ناصر التي جذرت الخوف في نفس
أخيه الأصغر ناصر ليحمل المقت و الكره .. فقط .. أتجاه والده .
و مع ذلك لم يبالي و رماه لحتفه كحيوان معذب .
.
.
أم جاسم تصل للكراسي التي يجلس عليها أبنائها منتظرين : روح يا عزام لشغلك محد محتاجك
هني ...
عزام يرخي رأسه لينظر لموضع قدمه : أنا محتاج أني أكون هني ..
أم جاسم : عشان تكفر عن ذنبك ؟
عزام بتهكم واضح : وأكيد أنتي أبخص بتكفير الذنوب ..
جاسم ينهر عزام : و بعدين معاك ما عاد تحشم أحد ..
عزام يهم با المغادرة : عن أذنكم ..
أم جاسم توجه حديثها لجاسم : لا يكون من أمس و هذا مكانك ؟
جاسم : أي من أمس و أنا هني ..
أم جاسم : روح يمك أنا بقعد بدالك ..
جاسم : أنا أعرف أنج ما تحبين ريحة المستشفيات و مو حاب أستاثم فيج ..
أم جاسم : لا تحاتيني روح أنت لبيتك و أرتاح ..
جاسم يا أخذ يد أمه ليقبلها : ماراح أرتاح و ناصر للحين حالته ما ستقرت ..
.
.
.
.
.............................. .................... ........
دائما كانت تواري دموعها الحزينه عني لكن اليوم بدا السبب منطقيا حتى تسكبها على صدري ..
.
.
.
ام بدرية : تعوذي من الشيطان و أذكري الله .. كل شي مقدر و بعدين هو للحين عايش لا تفاولين
عليه ...
عليا و الدموع تجرح خديها : كاسر قلبي .. ناصر ضعيف وما يتحمل اللي يصير له ...
أم بدريه : ناصر رجال و إذا الله عافاه بيقوم و لا كأن صار له شي ..
عليا مرت في ذهنها صوره جعلتها ترفع يديها تطلب الله : يارب عافه و أغفر له و أهديه .. يارب
لا تحرم اللي في بطني من شوف خاله .. يارب لا تفجعنا فيه .
أم بدريه تمسح على ظهر عليا : آمين ... الله يقومه بسلامة و يشوف عيالج كلهم ..
.
.
.
أبرار بنت الخاله تحضن منار الباكيه : بس منار ترى انا راسي صدع من البجي لا تخليني
ابجي ثاني مره ..
منار تبكي بحرقه : تخيلي ما نشوف ناصر ثاني مره ..
أبرار تعاود البكاء : زين جذي بجيتيني ...
.
.
.
الكل حزن عليه و نثر الدموع الغوالي حتى أمي أت هذا الصباح لبيتنا و لجأت لغرفتها
المهجورة لعدة ساعات عرفت فيها أنها تنتحب بمرارة بعد أن تنصت عليها من خلف الباب ..
و منار التي أستوطنت غرفتي لا تكاد تكف عن البكاء حتى تعاوده أما غالية فرمت همومها
على كاهل أم بدرية حتى تواسيها كا العاده ...
أما أنا فحالتي شاذه .. عقليا .. كل ما أفكر به كيف سينتهي الموضوع ومتى حتى أعود لعملي
و كم أتمنى أن يكون با لقريب العاجل قبل أن يعرف زملائي بعلة أخي ...
أما حالتي النفسية ... عادية !
لم أبكي و لم أتباكى و لا أفكر با البكاء !
و با الطبع هنالك سبب .. فقد نضب الدمع ...
فخيالات موته راودتني منذ زمن بعيد حتى أصبحت أمنيه سلبت مني التعاطف !
.
.
.
.
منار : غاليه شفيج ما تسمعين ... وين سرحانه ؟
غاليه تنتبه : خير في شي ؟
منار : خالتي بتمر تاخذنا عشان نزور ناصر .. يله تجهزي .
غاليه : روحوا انتم انا تعبانه و ابي انام ..
منار : هذا وقت نوم .. من شنو قلبج ؟! .. اخونا يمكن يموت في أي لحظه و انتي تبين تنامين ؟!
غاليه بنبرة بارده : الحي أبقى من الميت .
.............................. .............
.
.
.
فرصة مواتية لإعادة المياه لمجارياها مع صاحب القلب الحديدي شاهين ! ...
.
.
طلال : هذي الساعه المباركه .. طبعا انا ما عندي مانع بشاورها وارد لك خبر .
شاهين : و انا منتظر منك مكالمة ..
طلال : و ليش المكالمة .. ما أنت ناوي تجينا في الديوانية وإلا للحين مستمر في المقاطعة ؟
شاهين : أي نعم للمقاطعة .. لين أهل الديوانية يوعودوني ما عاد يجيبون لي طاري العرس .
طلال يبتسم : لك اللي تبي بس تعال ترى القعده من دونك ما تسوى ..
شاهين ممازحا : مدام حالتكم صعبه لهدرجه خلاص برحمكم و أجي ..
طلال ينتبه على الإستدعاء بإسمه : يله دكتور عن أذنك .. إلا تعال تدري أن أخو جاسم نسيبكم
با العناية ..
شاهين يمشي بجانب طلال : شنو مشكلته ؟
طلال : جرعه زايده ..
شاهين بصدمه : لا حول و لا قوة إلا با الله .
.
.
.
.
مشاري : تعتقد ان أبوي يدري ؟
شاهين : يمكن .
مشاري : ما فيها يمكن .. اللحين لقعدنا على العشا بعلمه ..
شاهين : و ليش عاد ؟!
مشاري : عشان نشوف ردة فعل المدام .. تخيل تطلع مو معلمته ..
شاهين يتكأ على مرفقه : تدري مشاري أنا فعلا غلطان أني قلت لك ..
مشاري : يا سلام .. لا يكون متعاطف مع أخو جاسم اللي أنت ما تواطن تسمع سيرته ..
شاهين : شدخل جاسم اللحين ؟! .. ترى ناصر عم عيال خالتنا وسمعتهم تتأثر بسمعة عمهم
مشاري : عيال خالتك للحين جهال صغار و ماحد يمهم .. و بعدين ناصر معروف بعلومه الردية
خاصه عند جيرانا يعني سمعته من الأول خربانه ..
شاهين يهم بتبديل ملابسه : يا بن الحلال لا تصير شمات ... و اللحين لو سمحت أطلع بنام
مشاري : ما فيه نوم أبوي ملزم علينا كلنا نتعشى معه اليوم .
شاهين يمسد شعره بعصبية : يا ليل .. ابوي ملزم علينا نقابل زوجته الظاهر يبنا غصب نحبها .
.
.
.
أود لو أن بأستطاعتي أن أخبر أبي أنه من سابع المستحيلات أن أحب هذه المرأة أو أن أتقبلها
في حياتي بعدما كانت سببا في قتل حلمي !
......................... ذكرى مضت ..............................
أم جاسم ترد على الهاتف : لا تصكه .. رقمك با الكاشف و عارفه انك شاهين ...
شاهين بعد أن كشف : أي نعم معاج شاهين .
أم جاسم : تبي تكلم عليا ؟
شاهين بتردد : أنا ..
أم جاسم : عرفت با اللي صار بينكم آخر مره و الشكر طبعا لصدفه اللي خلتني أسمع السالفه
من فم عليا لمسامع أختها ... أسمع يا شاهين لو ما يبقى رجال في ها الديرة غيرك ما زوجتك
عليا و خلني أول من يبشرك عليا بتاخذ جارنا أبو بدرية و بيعطيها مهر ما أنعطى لبكر و بيسجل
فيلا بأسمها و بيسوي لها عرس بأفخم فندق و هي بتكون حلاله و في بيته اللي بترسه عيال له
و أنت يا اللي أستحيت من الناس بتموت ما لحقت هواك و محد نشد عنك .
.............................. .................... ...........
تصرفها مفهوم .. من يريد أن يكشف عورات أبنائه لغريب ؟!
.
.
أم جاسم تنهض من مائدة الطعام : عن أذنكم ..
أبو شاهين يلتفت على مشاري بعد مغادرتها : أنا ماني فاهم شلون واحد مثلك صارأستاذ جامعي
مشاري : ليش عاد ؟ .. شنو اللي بدر مني و ضايقك لهدرجة ..
أبو شاهين : ضايقني تصرفك يا أستاذ اللي للأسف ما يعكس تربيتي لك ..
شاهين يريد إنقاذ مشاري : الله يطول في عمرك يا يبه .. مشاري ما يقصد إلا أنه يسأل عن ولدها
عشان تعرف أن مهتمين ..
أبو شاهين : و هذا سؤال يقوله .. مالقى غير يسأل "صحيح طايح من جرعه" !
مشاري : هذا اللي سمعته و حبيت أتأكد .
أبو شاهين يغادر مائدة الطعام : إلا حبيت تشمت .. الله يفكنا بس من شرك .
تهاني توجه حديثها لمشاري بعد مغادرة والدها : لو أنا في مكانها ما علمت لأن البيوت أسرار .
مشاري : يا سلام .. مدامها تزوجت أبوي ما فيه أسرار بينا ..
تهاني : بس عيالها مو عايشين معانا وهذي أسرارهم الخاصه و ما هي مضطرة تعلمنا فيها
و يا اليت شوي فكرت أنها أم مو بس زوجة أب قبل ما تجرح مشاعرها . .
شاهين بنبرة ندم : تهاني معاها حق ... على العموم الغلط مني أنا .
مشاري يقوم متململا : يا كلمه ردي محلج .. سألنا سؤال و تورطنا في أبوي و بنته .
.
.
.
.............................. .................... .
في منتهى العداله أن أشهد عقابه ..
و أن يخط الدمع آثاره على وجه أحبائه !
.
.
أيقنت بكره و مقت منار الشديد لي منذ أن فجعت بأخيها ناصر .. أجزلت في نثر الدموع
و ممارسة العبادات راجيه شفاءه !
و هي التي لم تمسح لي دمعه واحده من دموع المرارة التي سكبتها لأسابيع طويله على فراشي
الذي أحتضني لأيام طويله كا مريضة !
لم تبالي لألمي و تعاظمه بل رأيت بعينيها الشماته و الرضى التام عن حالتي التي حيرت والدي
و أرهقته و زرعت الخوف في قلب أمي .. رهف أخيتي هي الوحيدة من أئتمنت على سري !
.
.
.
رهف : يا سبحان الله .. هذا حقج و صل لعندج بدون ما تسوين شي ..
عذوب : الحمد الله .. ما تخيلين شكثر أنا مرتاحه ... ما ودي أدعي عليه أكثر بس الصراحه
متمنيه يموت الخسيس ..
رهف : يمكن الموت أرحم له بس لو يقوم من الغيبوبة مشلول أو فاقد عقله بيكون فعلا عقاب
يبرد القلب ..
عذوب و كأنها تحدث نفسها : وتموت منار بحسرتها عليه ...
.............................. .................... ..........
يسلك مسلك المحافظين و يتبع منهجهم في الخطبة و الزواج ليفاجأنا برأي ديني يحتم الرؤية !
.........................
مشاري : سالفة ما أشوفها إلا في ليلة العرس ما تمشي معاي .. الرسول عليه أفضل الصلاة و
السلام شجعنا على الرؤية الشرعيه ..
شاهين : عليه أفضل الصلاة و السلام .. و معاك حق بس شسوي في العرب اللي هذا سلمهم
و بعدين خالاتي شافوها و عاجبتهم و أنت أدرى بذوقهم ..
مشاري بإمتعاظ : ذوقهم في الأكل في الأثاث مو في شريكة حياتي ..
شاهين : وبعدين يعني لازم تحرجني مع طلال ..
مشاري : أطلع أنت منها و أنا بكلم طلال ..
.
.
.
طلال : الصراحه معاك حق و الشوفه الشرعية ما فيها عيب تعال اللحين و شوفها ..
مشاري فرحا : نردها لك با الأفراح با الأخص لتزوجت الثالثه ...
طلال يضحك بشده : يعني عندك لي عروس ؟
مشاري : عندي لا ... بس بنات الحلال واجد ..
طلال : أجل و شلون بتردها لي ..
مشاري : عاد أنت مو توقف لي على الكلمه ..
.
.
.
رأيتها و تحدثت معها .. أعجبني خجلها الذي جعلها أكثر سحرا ..
و الكلمات القليلة التي نطقت بها كشفت عن توازن في الشخصية .. ذكاء في أختيار
المواضيع و مهارة في تجنب الخصوصيات ! .. ثقافة عالية و ثقة من دون تباهي و كبر ..
و ما أراه هو ما أريده ..
موافقة هذا ما أخبرني به طلال .. و موافق هذا ما أكدته انا ...
.
.
.
مشاري : أعتقد بعد خمس شهور راح يكون الوقت مناسب .. يكون مر على وفاة أمي سنه ..
تهاني : الله يرحمها .. بس يا مشاري خمس شهور ما تكفي لكل التجهيزات ..
رهف و هي تمسد شعرها : طبعا ما تكفي أصلا ما يمديني حتى أطول شعري
مشاري : كلن على همه سرى ... و يا ست تهاني ليش ما تكفي الخمس شهور لا يكون تبين
تبنين بيت ؟
تهاني : لا يا أستاذ أنت اللي بتبني ملحق با الحوش ..
مشاري بتعجب : ومنو يقوله ؟!
تهاني : أنا أقوله .. إذا تبي ترتاح بحياتك خل لزوجتك مكان خاص فيها بدال ما تحشرها معانا و
مع زوجة أبوك ..
مشاري يكتف يديه و يرجع جسده ليسترخي على الكنبة : يمكن معاج حق ...
.............................. .................... ...........................
يلازم فراش أخيه ليلا نهارا حتى بعد مرور عشرة أيام على غيبوبته مازال يصدق بشفاءه
الوفاء خصله متجذره فيه خصصها حصريا لأهله .. فهو من المؤكد لم يكن وفيا لي عندما كنت
في قمة أحتياجي له !
فأنا أشعر فعلا بالمرارة و لي كل الحق .. فزوجي العزيز لم يلازمني عندما كنت طريحة فراش
المستشفى لشهور طوال بسبب تعقيدات صحية أثناء حملي با أبني الثاني عبد العزيز...
فقد تحج دائما با العمل حتى يغيب عني لساعات طوال تمتد ليوم كامل ...
شعرت بنقص من أبتعاد زوجي عاطفيا عني فهو حتى لم يقدم لي الدعم النفسي الذي أحتاجه
كزوجة و أم تفتقد طفلها الوحيد الذي تركته برعاية أختها ... لم يريد أن يسمع شكواي
و لم يفعل شيئا لتبديد مخاوفي من بروده و من أحتمالية نسيان أبني الصغير لرائحتي !
با المختصر تصرف معي دوما كإنسان آلي عليه واجبات يؤديها بدون أن يتخاطب إنسانيا معي !
.
.
.
.
جاسم : أقولج انا ناطر الأستشاري اللي متطوع بوقته عشان يعاين حالة ناصر .
سلوى : و عيالك منو يجيبهم من المدرسه ؟
جاسم : أخذي الخدامة وروحي مع سايق عمي و جيبيهم ..
سلوى بحده و غضب متصاعد : أنا مو قايله لك الصبح أني معزومة على غدا في بيت أبو
شاهين و ين عقلك فيه ؟!!
أنا الحين عندهم و جايه بسيارتي و مدرسة عيالك بعيده و أنا موصله يمكن أولد بأي لحظه ..
فهمت .. أستوعبت ..
جاسم يحكم غبضته على السماعه كأنه يريد كتم أنفاسها : خلاص اللحين أتصل في عزام أو ماجد
يجيبهم ..
سلوى بتهكم : يا سلام كل شي يخصني أنا و عيالي تقطه على غيرك و اللي يخص غيرنا تكفل
فيه !
جاسم يكتم غيظه: سلوى تراني ضايق لا تضيقين صدري أكثر ..
سلوى : طبعا ما يضيق صدرك إلا أنا و عيالي ..
جاسم : سلوى شفيج ترى مو وقته ها الكلام وأخوي حالته خطيرة و للحين في العناية ..
سلوى : في العناية معناتها ماراح تفيده بشي و هو مو مسؤوليتك .. عيالك هم مسؤوليتك و أهم
ما عليك في ها الدنيا ..
جاسم : سلوى تراج ضيعتي وقتج وقتي خليني أسكر و أكلم أحد يجيب العيال من المدرسه
سلوى : لا تعب نفسك و أتعب غيرك معانا أنا راح أروح أجيبهم ..
.
.
.
نجلا : أعذريه أخوه بين الحياة و الموت أكيد مو في باله أحد غيره و أنتي الله يهداج بدال ما
تواسينه تزيدين همه هم ..
سلوى تلبس عبائتها وتقول بمرارة : دايما أعذره وهو دايما مهموم و زعلان و شايل الدنيا على
راسه خصوصا إذا صار شي في بيت أمه .. أصلا أنا ما احس أني متزوجه و لا عيالي حاسين
أن لهم أبو.. وجوده مثل عدمه ..
نجلا : لا حول و لا قوة إلا با الله ..أنزين تعوذي من الشيطان و أنا بروح أجيب عيالج من
المدرسه ...
سلوى بعناد : لا أنا اللي أبي أجيبهم خليهم يعرفون أن أنا الوحيده اللي اهتم فيهم يمكن لكبروا
يعوضوني عن شبابي اللي ضيعته مع جاسم ..
تهاني : خالتي تعوذي من الشيطان و أذكري الله ... و لا تنسين أنج على وجه ولاده و تعبانه
وينج وين السواقه أصلا من الأساس مالج ركوب فيها حتى لو عشان تزورينا ..
نجلا تعقب : تهاني معاها حق غلط أنج تسوقين السيارة و أنتي في التاسع أصلا شلون سقتيها و
بطنج قدامج ! ..يله أرتاحي بس و انا بروح ألبس عباتي و أجيب عيالج ..
سلوى تهم با الخروج و هي مصممة : أستريحي أنتي توج راده من الدوام تعبانه و أنا لا تخافين
علي تعودت على الشقى ...
.
.
.
.
.
أم علي : يعني ها المنار دايما معنيتنا معاها جان خلت واحد من أخوانها يجيبها ..
أبو علي يهز رأسه : لا حول و لا قوة إلا با الله .. الله مشقيج في منار ..
أم علي : أنت اللي أشقيتني فيها وفي أمها ..
أبو علي : مر على السالفة أكثر من 21 سنه و للحين ترددينها .. ما خلص الحقد اللي في قلبج ..
أم علي متباكيه : أنا الحقود يا أبو علي .. يجي منك أكثر ..
أبو علي : حيرتيني معاج مالج مله و لا مذهب لجيتج با الطيب زدتي و لا كفيت خيري و شري
توجلتي بنتي ..
أم علي : طبعا هذا رايك فيني و كله من تحت راس السوسه بنتك مهيضتك علي وأمها من وراها
أبو علي يزجرها : أخسي و أقطعي ..
أم علي تصرخ : انتبه !
.............................. .................... ......
.
.
أستدعاء .... دكتور شاهين الرجاء التوجه لطوارئ ..
.
.
طلال و هو يجري بسرعة لطوارئ و يحدث شاهين الجاري وراءه : حادث سيارتين المصابين
في السيارة الأولى مرة حامل و السيارة الثانية رجال و مره ..
.
.
.
.
.
.
موحش أن تكون اول من يحتضن جسد محتضر ... و مروع أن يكون لحبيب !
و الأغرب أن يولد طفل لبكاءه الأول سبب وجيه !
.............................. .................... ............
|