ازياء, فساتين سهرة


العودة   ازياء - فساتين سهرة و مكياج و طبخ > أقسام عامة > قصص و روايات > روايات مكتملة
تسريحات 2013 ذيل الحصان موضة و ازياءازياء فكتوريا بيكهام 2013متاجر ازياء فلانتينو في باريسمكياج العين ماكياج دخاني makeup
روايات مكتملة ينابيع الراحلين يوجد هنا ينابيع الراحلين هنا تنقل الروايات المكتملة فقط

فساتين العيد


 
قديم   #26

جود ي الحلوه


رد: ينابيع الراحلين


ينابيع الراحلين

الرابع والعشرون





.
.
الجزء الرابع العشرون :


.
.
.
.

الطيور تستهوي مواسم الرحيل و تترك في كل أرض تنبذها خيبه

و أنا معك أدس الجرح و اغلفه رضا

فأن قطعتني اوصالا و نبذت عروقي في كل واد ..

و نثرت عاطفتي كا رماد فوق المحيطات ...

فا سأظل أحبك .. فأنت طير فطرتك الرحيل ! ..

لا ذنب لك أنك عشقت من مهوسة بتعذيب النفس ..

أرحل .. راضيه أنا بغروب هذا اليوم .

.
.
.
.
.

أستعدت توازني با ضربة !

منار تزوجت با الأمس فجأه !

أي عدالة هذه .. يعتدى علي و أفضح و يكشف ستري امام الكل و هي تلك المختالة تحتال حتى

على الحظ لتذوب بين الجموع و يختفي أثرها و بعدها تظهر ملكة متوجة بزواجها من أحد أفراد

الطبقة العليا لأندب حظي العاثر الذي يقودني من حفرة إلى أخرى أتمرق با الطين و بكل لوث

لأسقط بصفعة رمتني زوجة لمجرم يقبع خلف أسوار السجن !

.
.
.

ضاري الليلة فاضي : اوه طلعتي منها .. منو واسطتج ؟

أبرار الليلة حزينة : واسطتي أسم العائلة المبجل .. أخذني عمي و لعن خيري و آخرتها زوجني

من التافه ولد خالتي ..

ضاري الليلة فاضي : اوه على البركه صرتي مدام ..

أبرار اللية حزينة : مو أنا بس اللي صرت مدام حتى الحلوه منار ..

ضاري الليلة فاضي : قولي غير ها الكلام .. يا بخته و يا قرد حظي .



أبرار الليلة حزينة : حظك بيدك السالفة كلها ملكة و ممكن بسهوله تنفج

ضاري الليلة فاضي : ما قدر أسوي شي أبوي حابسني في الملحق و حاط علي حرس حتى

الكمبيوتر كان من الممنوعات لين تهرب لي من خواتي المتعاطفات ..

أبرار الليلة حزينة : يعني ما تقدر تسوي شي ؟ .. معقول بتخليها تضيع من ايدك .

ضاري الليلة فاضي : أنتي تقولين توهم با الملكة وقبل العرس أكيد بيكون الديكتاتور عفى عني

و بحلها ..

أبرار الليلة فاضي : ما ينفع يمكن يتزوجون بأي لحظه لأن من اللي فهمته أنه مستعجل ..

ضاري الليلة فاضي : ما ألومه ! .. خلاص أجل لازم أنتي تصرفين و لج مني مكافأه حلوه أول

ما أتحرر .

أبرار الليلة فاضية : لو بيدي شي ما انتظرتك ..

ضاري الليلة فاضي : أستلمي الملف و حليها ..

أبرار الليلة فاضيه : يسلم راسك .. أي جذيه أقدر أتصرف ..

.
.
.
.

شبح لطفلة بجديلتين و عينين يرسلن الدفء بحة صوت مميزه تناقض يدها الصغيره جدا التي

ترفعها فوق رأسها لتنبهني " انا دوري ورى منار " لأحملها على ظهري وأدور بها حول

المنزل بسرعة كا طائر يحمل غصنا ... لأسقط كا مغشي علي حتى يتجمهرن حولي لأنعاشي

بضحكاتهن ...

و ها هي .. أنظر لها من بعيد من مسافة يمكن طيها و تتخاذل قدمي أمام صحائف ذنوب قدمت

هي لفردها بعد أن أجتهدت أنا في طيها و تشميعها بشمع أحمر يمنع أي شخص من تحريرها

و البحث بها ..

أردت أن أبدأ بصفحة بيضاء أولى و بيت النية أن تكون هي من يخط البداية لكن سكبت الحبر

متعمده لتضلل السطور حتى تعوج حروفي وتضيع كلماتي ..

.
.
.
.

ناصر بنبرة مهاجمة : يا قو باسج بعد سواد وجهج لج عين تقابليني .

أبرار بأبتسامة خبيثه : جذيه المعرس يقابل عروسه للمره الأولى ؟!!

ناصر بدهشة : أنتي شتكلمين عنه ؟!!

أبرار : جاسم بتوكيل اللي عطيته زوجني منك ... مبروك عليك أنا

ناصر يختل توازنه ليسقط جالسا على الكرسي أمامها : جذابة ..

أبرار تزفر نفسا من أعماقها : خلنا من زواجنا السخيف اللي نهايته بيدك كلمه وحده تخلصك

و تخلصني .

ناصربعد صمت أستوعب به الصدمه : تبيني أطلقج ؟

أبرار : أكيد .

ناصر يضحك بشماته : طبعا عشان تردين لسوالفج الرديه ..

أبرار : شوفوا بس من يتكلم ! .. مو أنت اللي دليتني على الدرب .

ناصر : ومو أنتي اللي تعلقتي بمدمن و ما حفظتي نفسج ..

أبرار تصفق له بطأ : برافو عليك أعكس الأدوار و أبجي قبلي ..

ناصر : أنتي ما كنتي صغيره و كان مفروض تحافظين على نفسج و ما تختلين فيني لأي سبب

خاصه أن كان واضح علي أني مو طبيعي .. مالج عذر لا بسالفتج معاي و لا بسوالفج اللي

سودتي فيها وجه أمج المسكينة ..

أبرار : خلك مني و من أمي .. منار شنو تعتقد عذرها ؟

ناصر بتوجس : و منار شدخلها ؟

أبرار التي لمحت عزام من بعيد و هي من طلبت حضوره عبر اتصال معه : هلا عزام وصلت

في الوقت المناسب ..

عزام يلتفت على ناصر ليبرر بسرعه قبل أن يهاجمه أخيه : جاسم سوى اللي بمصلحتك و

مصلحة خالتي أما هذي ما تستاهل تصير زوجة و أم بعلومها الردية ..

أبرار تفتح هاتفها : أستقبل البلوتوث و بتعرف أن ما في أحد أحسن من أحد ..

أبرار ترمي الهاتف امام ناصر ليرى مقطع الفيديو و تسارع با الهرب ...

.
.
.
.

غمرتني سحابة جعلت كل ما حولي سرابا !

صوت ناصر و هو يصرخ متوعدا بألفاظ مقيته وصلني من بعيد حيث الحراس أخذوه بعد

أن حاول اللحاق با أبرار .. اما أنا فلم تحملني قدماي إلا خطوة للكرسي الذي كانت تجلس عليه

تلك الشريرة ... من جديد أعدت ما رأيت و صعقت من جديد و سرى بي أحساس قد يوصف

با الهلع لكن من المؤكد ان من عوارضه الغثيان و شعور با الإغماء و عدم التركيز ..

مد لي أحد الحراس كوبا من الماء تناولته منه بيد مرتعشه و شربته دفعه واحده ...

و مد الحارس لي هاتف أبرار الذي ألقته على ناصر ...

.
.
.

الحارس : أخذ التلفون يا أبوك و استر على من فيه الله يستر على أهلك .. و لا تخاف على ناصر

بنوديه لدكتور يعطيه أبرة مهدأه و بينام و تقدر باجر تزوره .

عزام بنظره منكسره و صوت متهدج : جزاك الله خير ..

.
.
.

.............................. .................... ...................

يؤسس الغاضبين عادات مستحدثه نفهمها نحن من رتبنا بأعلى قائمة المنبوذين

.
.
.



منذ تلك الحادثه و عزام لا يحادثني .. و لخجلي و غضبي منه بنفس الوقت فضلت عدم الاعتذار

منه و هو لم يبالي و اكتفى بمعاملتي برود و كأني أحد الخادمات بقصر والده !

لكن أن تصل الأمور لزواج منار من دون أن يعلمنا فهذا أمر أرفضه و عليه أن يقدم التبريرات

و يعتذر !

.
.
.

عذوب : خلاص غالية ليش انتي معصبة جذيه ..

غالية : شلون ما تبيني أعصب أختي و أخوي يملكون في يوم واحد و انا آخر من يعلم حتى امي

لما كلمتني اليوم تقولي اللي نقل لها الخبر جاسم لما أتصل الصبح فيها يعني محد منهم كلف

نفسه يعطيها خبر لو مسج ! ..

عذوب : صدقيني غالية كل شي صار بسرعه ..

غالية : مو عذر .. أبدا ما عندهم عذر و لا هم بمعذورين .. وبعدين خلينا من عزام و زواجكم

حنا عارفين أنه خطبج قبل جذيه و يبيج بس منار شلون فجاه تزوج حتى من غير خطبه و من

أخو عزام بذات ... شلون منار اقتنعت أنا ماني فاهمه !

عذوب : نصيب .. سبحان الله مكتوب لها تاخذ غنام .

غالية : عذوب لا تجننيني الموضوع فيه إن .. شلون فجأه السيد غنام يفكر بمنار زوجه !

ومنار اللي قبل كم شهر متولعه بأستاذها تقبل في أخو أخوها اللي ما تطيقه قبل ..

عذوب : شرايج تسيرين علينا و تاخذين من راسها أنا ما أدري شنو أسبابها إلا أن جاسم مدحه

و هي اقتنعت ..

غالية بقرار بيته قبل الحادثه الهاتفية : انا اللحين جايتكم با الطريق ..

.
.
.
.

عندما أوقفت سيارتي و أنتبهت لوجود سيارة غالية في الموقف من دون وجود سيارة عزام

قررت أن اتوجه لها بزيارة قصيرة و ما أن وصلت حتى رأيتها خارجه على عجل ..

أستوقفتها لأستفهم منها أين وجهتها فا بشرتني بزواج عزام المستأسد ... لكن الخبر الأهم هو

زواج منار من غنام .. شعوري ناتج هذا الخبر أشبه بسعاده كأني كنت على مشارف هم أختفى

قبل ان أصله ..

عرضت أن أوصلها لمنزل أبو علي لكنها رفضت لم أستسلم فهذه فرصه للأختلاء بها و التحدث

بعيدا عن أعين عزام و بعد ألحاح وافقت على مض ..


.
.
........ سيارة شاهين ........

.
.

شاهين : خلصتي شغلج ..

غالية : أي شغل ؟

شاهين : يعني تجهيزاتكم يا الحريم ..

غالية كمن هوجم با غفلة :آآآه .. أيوه تجهيزاتي ..

شاهين بنبرة شك : لا يكون ما جهزتي شي !

غالية : الصراحه لا .. تعرف خالتي كانت تعبانه و بعدين جاسر كان مريض و عدى أم بدرية

و ألتهيت بعد مع الشغل .. يعني في مية شغله عطلتني ..

شاهين : مفروض ما في شي يعطلج عن تجهيزات عرسج ... و شكلي أنا بتابع معاج خطوة

بخطوة لين تخلصين ..

غالية بعفوية : لهدرجة فاضي ؟!

شاهين يبتسم لها و بهمس : عشانج أفضي نفسي .

غالية : شاهين انت فعلا تبي تزوجني .. إذا كان عندك شك لو واحد من المية قول ترانا للحين

على البر حتى لو صار اللي صار أنا ما أطالبك بشي ..

شاهين يرفع حاجبه أستنكارا : لو كان عندي شك واحد با المية جان ما صار من الاساس شي

ريحي بالج و خليج من الهواجيس ..

غالية : و عليا ؟

شاهين بجدية : الله يرحمها ..

غالية : و يرحمنا ... بس موتها ما يعني أنها مو موجوده بينا ..

شاهين : مافي أحد موجود بينا إلا إذا أنتي حابه تحطين للماضي شبح و تعيشينه معانا فا هذا شي

ثاني .

غالية بنبرة حزينة : خايفة ..

شاهين : معاي لا تخافين لأني واضح معاج .. كنت أحب عليا و لو هي اللحين موجوده

ما فكرت فيج لو ثانيه مو لان كان ممكن أتزوجها و لا لأنج ما لفتي أنتباهي أو ما عجبتيني بس

لأني عارف أن وجودها بيمنعج تعبرين لي عن اللي في قلبج تجاهي وبيمنعني أعجب فيج .. انا

لا يمكن كنت اسمح لج أو لها تخربون العلاقة اللي كانت بينكم بسببي .. اللحين الوضع أختلف

أنتي تحبيني و انا حاس بها الشي و مقدره و انا متأكد أني أبيج و محتاج ..

غالية : بس ما تحبني ..

شاهين : أحبج بشعور مختلف ما عرفته .. معاج حاس براحه و ثقة مشاعري معاج مو معقده

و أقدر أفهمها و أعبر عنها ..

غالية : معاي عاقل و لا يمكن تصيبك حالة الجنون ... يعني معاي لا يمكن تكون عاشق .

شاهين : يعني اللحين تبين تقرين عني شراح يكون شعوري معاج باجر !

غالية : تعتقد أني ممكن اتنازل عن شرط التكافئ با المشاعر .. تعتقد أن ممكن أرضى على نفسي

أحب و أعشق شخص يرتاح لي و بس !

شاهين : أنتي سبقتيني بمشاعرج و أعتقد أن من العدل تعطيني وقت عشان ألحقج .. مو معقوله

أعجابي فيج كل ها السنين يتحول فجأه لعشق ..

غالية : كنت فعلا عاجبتك ؟

شاهين : طبعا .. كنت معجب جدا في طريقتج بتعبير و فصاحتج ..

غالية و علامات التعجب نبت بمحياها : تعبير و فصاحتي !

شاهين يبتسم بعذوبة : عاد أنتي شايفتني غبي و ما أعرف إذا كان الرسايل اللي توصلني أسلوبها

واحد أو لا ... بعد سالفة رسالتج الأولى من مجهول اللي وريتها عليا شكيت أن الرسايل كلها اللي

توصلني منها مو هي اللي كاتبتها و مره سألتها و حاصرتها بشكوكي و أعترفت أن أنتي اللي

تكتبينهم بعد ما تقول لج اللي تحس فيه .. أتذكر أنها قالت با الضبط أنج تعرفين تصوغين

مشاعرها بشكل ينفهم !


.
.
.

.............. ذكرى من زمن بعيد ...................

.
.
.

عليا : معاك أعرف شعور الطير صبحية العيد وهو يغرد على الغصن ..

غالية التي كانت تخط الرسالة : أنتي من صج .. لا يا ماما ماراح أكتب ها الخرابيط ..

عليا : اللحين عشان خطج حلو تفلسفين علي أكتبي و انتي ساكته ..

غالية برجاء : انزين خليج مني و تفلسفي وقولي لي شنو يعني تقصدين با الطير وصبحية العيد و يغرد ..

عليا : أقصد أني مع شاهين دايما عايشه فرح و معاه بس أحس شكثر الحياة حلوه معاه احس أني حره و عايشه بسلام ..

غالية : يعني شاهين با النسبة لج حكاية عشق ممنوعه من النشر و أنتي قارئة من الطراز الرفيع

ما يوقف في وجهج قرارات المنع ... مستعده تسافرين لآخر بقاع الأرض عشان تكون بيدج

الطبعة الأخيره ..

عليا : يعني كلامي أنا خرابيط و كلامج مفهوم !

غالية بضجر : خلاص بكيفج راح أكتب اللي تبين ..

عليا بأستسلام : إذا ما أعجبه الكلام اللي كتبتيه يا ويلج مني ..

غالية تبتسم بفرح : خليها علي و تشوفين باجر أنا اللي بسطر لج معلقات في الشيخ شاهين ..

.............................. .................... ........................

.
.
.

خرجت متجها لسيارتي وقفت لدقيقة لأستفرق كل ما في معدتي ... شعور الغثيان ذاته لازمني و

أنا في طريقي لمنزل أبو علي .. أشعر با العار يفترس أحشائي .. نبضات قلبي مجلجلة كا طبول

تعلن لحرب و حرارة جسدي يمكن أن تحرق كل ما تلامس ..

رؤية منار بهيئة ساقطة ترقص بمجون بين السكارى يأخذها حضن ليستلمها آخر أخترقت قلبي

كا طعنه نفذت من الصدر و مزقت كل ما بطريقها من شرايان و أعصاب تحمل الشعور و

الأحساس حتى ظهرت من ظهري لأسقط ممزق و مكسور و مرمي تحت المطر تقف الذئاب

على قرب تتأهب لنهش جسدي ..

أي عار عظيم لطخ شرفنا و نحن غافلين ... أي عار تناقلته الألسن من ورائنا و نحن ضاحكين

الكل يعرف .. لابد أن الكل يعلم و نحن أصحاب الشأن آخر من يعلم ..

أخي غنام ... مسكين أنتي يا أخي .. أردت أن تمتد أخوتنا لنسب لتطعن مقابل نواياك الشريفة

أقترنت بثعبان يغير جلده على حسب اهواء بيئته .. يتلون و يتغير ليخدع الكل وهو يبث سمومه

بغفلة منك و منا ...

كيف يحدث هذا لأقرب شخصين إلى قلبي ناصر و غنام كلاهما مني با الخسارة على يد

ساقطتين !

و انا منيت برؤية نسخه أكثر أنحلالا من والدتي ! ..

.
.
.
.
.

عند أشراقة هذا الصباح أستيقظت بشعور غريب لم افهمه حتى قالت عبير " صباح الخير يا

عروس " ..

يا شعور لذيذ كا نكهة حلواي المفضلة يذوب بتمعن عبر مجرى الدم ليخفق قلبي بقوة

كأنه يصرخ با الكون معلنا مولد لسعادة ليطير بي بأرجائه بنشاط لم أعتاده لأتجول

با المنزل لا لهدف إلا لتأكيد الخبر !

هيه يا كون أنا احب و محبوبة معشوق الكل .. عزام أختارني أنا زوجة و فضلني على

الكل ..

نعم أنا تافهه بهذا القدر .. مزهوه و مغرورة بمن أحب و أريد أن أخبر الكل أن يذكروا الله

حتى لا يحسدوني على ما حظيت به با الأمس .. أعرف أنا لست أول من تتزوج محبوبها لكن

أنا أول من تحظى برجل مثله .. لا لا أصدق أن سيرة العاشقين كتبت عن عاشق يحمل نصف

صفاته .. لا يمكن للفريد أن يكون له وصيف .. عزام واحد ليس له شبيه !

لكن للأفكار البريئة خطوط طول و عرض تماشي توقيتها لتناسب الكل !

عاد لي صوابي و تذكرت أن للكل جانب مظلم يكره أن يراه محب ..

.
.
.
.

عذوب تمسك بذراع عزام الذي يلهث غاضبا : شتبي في منار و أنت معصب لهدرجة ..

عزام ينفض يدها عن ذراعه و يركض على السلم باحثا عن منار ..

.
.
.

بحثت عنها في كل مكان و أنا أصرخ متوعدا ... أختفت ... هددت بأن غضبي يزداد كل ثانية

و أن عليها الوقوف الآن أمامي لكن لم تكن هنالك أستجابة ..

.
.
.

يركض كا المجنون يصرخ متوعدا منار و انا و عبير و علي نركض مذعورين خلفه نحاول

تهدئته و زجره لكن قوته و هيجانه جعلت من المرعب حتى الأقتراب منه فأنفاسه كانت حاره

و جسده يصطدم بكل ما يمر به ..

.
.
.
.

قضيت معظم الليلة الفائته أتصفح الشبكة العنكبوتية أبحث عن وصفة لكعكة لذيذه حتى وجدتها ...

و ظهر هذا اليوم قررت أن أصنعها حتى تقدمها عذوب مع القهوة عندما يزورنا عزام .. فقد

كنت أردد بذهني بأن من المؤكد انه سيزورنا اليوم و سوف يصبح شبه مقيم بيننا .. فا عينيه

التي لم ترى غير عذوب بالأمس تتحدث لغة الحب و تحمل ولها يفارع جبلا ...

كنت أصنع الكعكه و أنا مبتسمة و أشعر بدفء الحب بقلبي لأختي عذوب التي حاوطتني

برعايتها و تناست فرحها لتشاركني حزني و أرقي ...

سمعت فجاة توقف سيارة أمام منزلنا سارعت لنافذة المطبخ لأرى عبرها من القادم ...

عرفت ... لم أحتاج لاكثر من نظره حتى اعرف أن عزام أتى لقتلي !

تسمرت بمكاني و ما هي إلا ثواني حتى سمعت بأسمي ينادى بصريخ يجتر القلب من مكانه

سارعت لدرج المطبخ أبحث عن السكين التي تستخدمها عذوب لتقطيع اللحوم ... قربتها

من معصمي و أغمضت عيني و قرأت الشهادة ! ... كيف أقرأ الشهادة و أنا على وشك

أرتكاب ذنب بحق نفسي ؟! .. توقفت و أعدت السكين في محله با الكاد فأوصالي لا تكف عن

الارتعاش ... كنت خائفه جدا لدرجة أني خفت أن يفر قلبي فوضعت يدي على صدري أحميه

من الإنتحار هلعا ..

فكرت بتوجه لغرفة والدي و الإختباء تحت سريره ... تراجعت قبل تتبلور الفكره فمن غير

العدل أن ألجأ لعاجز و أحرق قلبه يكفي أنه الآن يسمع عزام و لعناته و لا يمكنه أن يتحرك من

مكانه ويستفهم أو يخبأني ورائه ..

أتجهت لغرفة الغسيل و أختبأت تحت كومة الغسيل ! .. وكم تمنيت أن أموت مخنوقة قبل أن

أرد الهواء لرئتي شهيقا ..

.
.
.
.

بحثت بدور العلوي كله و لم أجدها نفذ صبري و أزداد جنوني ...

.
.
.

عزام يمسك ذراع عذوب بقوة : طلعيها اللحين لي و إلا حرقت البيت و من فيه ..

عذوب المصدومه : أنت انجنيت ... هذا البيت قدامك و فتشه منار مو هني ..

عزام يصرخ غاضبا : وين أنقلعت الحقيره .. اكيد راحت تلعب على هواها ..

عذوب تصرخ به : أقطع و لا كلمه هذي منار بنت فهد مو وحده من الشارع ..

عزام يصرخ بصوت حاد : بنت فهد وطت راسكم تسمعين و طت راسكم و راسنا و فضحتنا ..

عذوب تبكي وترجاه : الله يخليك وط صوتك لا يسمعك أبوي و الله يموت من القهر ..

عزام بألم : أنا اللي بموت من القهر ... أنا اللي النار شابه بجوفي ومو قادر أطفيها .. تكلمي

وين راحت ؟

عذوب : لبيتكم ..

.
.
.

كذبت عليه أردته أن يخرج قبل أن يرتكب جريمة بحق منار و بحقه ... أردت أن أستعيد توازني

و أنقذ أختي من هلاكها .. عندما يخرج أخط للأتصال با جاسم و غالية هم من يمكن أن يحموا

منار ... نعم من المؤكد .

لكن تبخرت خطي ..



غالية التي كانت لتو تترجل من سيارة غريبة تفاجأت با عزام يتجه لها و يرميها بصفعه حرارة !

.
.
.

شاهين يترجل من سيارته بسرعه ليمسك بيد عزام التي انهالت بضربات متوالية على غالية ..

.
.
.

شاهين بضربة قوية يصرع عزام على الأرض ...

عذوب تركض باتجاهه و تصرخ بهلع : ذبحته ..

شاهين يقترب منه ليفحصه : لا ما فيه إلا العافيه أنتم سو لي طريق بدخله ..

.
.
.
.

عذوب أت بحبل و مدته لشاهين : ربطه ... تراه مو في عقله جاي يبي يسوي اليوم جريمه ..

غالية التي تضع الثلج على خدها تخف من الأثر : ليش شصار ؟

عذوب تلح على شاهين : طلبتك أربطه قبل ما يقوم و يسوي مصيبه و انتي يا غالية أتصلي

بجاسم و غنام خليهم يجون اللحين بسرعه ....

.
.
.

منظر عزام الغاضب و وجوه الكل الشاحبه من علي الذي غرقت عينيه من الدمع إلا عبير التي

تشهق بكاء يقطع القلب إلى عذوب التي تدعي القوه و تفاصيل الحزن على محياها تنبأ بانهيارها

باي لحظة جعلني متاكده أن منار سبب الفاجعه ! .. لم أنتظر طويلا فقد سردت لي عذوب كل

التفاصيل المشينة خلال دقيقة ...

أول ما تبادر لذهني ... "أين كنت أنا من كل هذا" ... كيف ابتعدت منار عني و لم أنتبه لغيابها !

هل تخليت عنها كما تخلى عزام عن ناصر .. أيعقل أني كررت أخطاء المذنبين و أصبحت

واحدة من المتخاذلين !

هل أنصرفت لحياتي الجديده و سخرت كل أنتباهي وقتي لمتابعة ذاك الغريب الساكن

في الجهة المقابلة ! .. أتبع خطواته منذ خروجه لصلاة الفجر حتى عودته و منها إلى

خروجه مره أخرى لعمله ! ... مترصده أتبع أثر من سلمني مفاتيحه لأترك من يحتاج متابعتي

و اهتمامي لضياع !

.
.
.

عذوب : المشكله اللحين شاهين ... حاولي تصرفينه قبل ما يوصل جاسم و غنام ..

غالية : يعني تعتقدينه غبي و ما يفهم .. واضح أن الموضوع حساس و أكيد هو فهم الصوره كلها

خاصه بغياب منار .. إلا وينها منار ؟

عذوب : أكيد أنخشت تنطر يطلع من البيت ..

غالية بهلع :أخاف سوت بنفسها شي ..

عذوب بهلع مماثل : لا لا يمكن ..

.
.
.
.

توجهت كل منا بطريق تبحث بكل أتجاه ... حتى سمعنا عبير تصرخ من جهة غرفة الغسيل

ركضت كل منا لمسافة بدت أميالا ... وصلنا لنجد منار ممدة بين كومة الغسيل لا تتحرك

و علي يحضن رأسها و يبكي بذعر و يردد أنها مات ...

شاهين أتى من خلفنا ليبعدنا عنها و يفحص نبضها ليؤكد لنا أنها في حالة إغماء و ما أن

توجه لحملها حتى رأينا غنام و جاسم يقفان بذهول أمامنا ....

تلقف جاسم منار من بين يدي شاهين و خرج بها مسرعا لسيارته ... غنام شعر با الإحراج

و اعتذر عن أقتحامه لحرمة المنزل و توجه للخارج لكن أستوقفته أنا مناديه ...

.
.
.

غالية : غنام لحظه ..

غنام يكلمها وظهره لها : آمري .

غالية : يا اليت أطلق أختي و ترى طريقتك ما تحل شي خاصه أنها بريئه مهما كان اللي

شفته ...

غنام يلتفت عليها غاضبا : أنتي ما تدرين شنو شفت ..

غالية : إلا أدري و ما يهمني أختي شريفه بنت رجال طيب ما ضر أحد ... و انا متأكده من

برائتها و لو سمحت أخذ أخوك المربط و أطلعو بره ...

غنام ينتبه للجهة التي أشارت لها ليصدم بعزام مسجى على الأرض مربوط جسده بأحكام

غنام بغضب : يا مجانين ....

.
.
.
.

يهذي و حرارته مرتفعه كمن يصارع حمى مميته و يحتضر الآن بها ..

قتلته تلك الخسيسة الساقطة قتلت أخي و جعلته جثه هامده ..

لن أتخلى عنك أخي .. أبدا لن أتخلى عنك كما تخلت تلك اللئيمة لتقف بوجهي

تدافع عن ساقطة و توجه اصابع الأتهام لي كأني أنا من أرتكب الجرم و ليس أنا

الرجل الذي ضحى ليحمي عرض أخيه و ينقذ شرفه ...

.
.
.

غالية : عذوب بسج بجي الممرضه تقول أبوج يبي يطير من فراشه ويشوف شفيكم يله

روحي غسلي و جهج و تعوذي من الشيطان و ادخلي له ..

عذوب المنهاره بين يدي غالية : تكفين غالية ما أقدر راح أنهار جدامه أعرف نفسي ..

راح أشوفه يموت حسره قدامي و لا اقدر أسوي شي ..

غالية : لا حول و لا قوة إلا با الله .. خلاص بدخل أنا له و أحاول اطمنه على اني أعرف أنه

ما راح يتطمن لين يشوف احد منكم ...

.
.
.
.

لم أراه منذ الحادث ... كنت غاضبه منه بسري لأنه تسبب بمقتل أختي عليا ..

لكن كل غضبي تلاشى ما ان وقعت عيناي على جسده الضعيف المسجى بإستقامة لا يتحرك

به إلا جفنيه اللتان يتحركان بجنون يسفحان الدمع ... تقطع قلبي و كنت على وشك البكاء

أبتعلت القصه و تنفست بعمق و أقتربت منه و تذكرت ذاك الوجه ...

.
.
.

................ ذكرى من أحد أعياد الطفولة ....................

.
.

أبو علي : يله غلاوي تعالي معانا بوديكم المدينه الترفيهية ...

غالية الطفلة : ابوي راح يوديني ..

أبو علي : ميخالف تروحين مرتين ..

غالية : ما أبي أروح إلا مع أبوي .. انت مو أبوي ..

أبو علي يبتسم لها : بس أنتي بنتي و انا أحبج و ما راح أستانس إلا لما تروحين و تستانين مع

ناصر و منار ...

غالية : أنا كبيرة أكبر منهم كلهم و ماراح يلعبون الألعاب اللي احب ألعبها ..

أبو علي : و لا يهمج أن راح أركب معاج كل الألعاب اللي تحبينهم ...

.
.
.
.

يوم طلاقه من أمي بكيت بحرقة تمنيت أن يأخذني معه ... خذلني وتركني ورائه محرومه من أب

آخر ...

لم أفهم أبدا كيف يخبرك شخص أنه يحبك لينبذك بعدها ... حتى الآن لم أفهم و لا أريد أن أفهم

القسوة .

.
.
.

غاليه تمسك بيد أبو علي و تبتسم له : شلونك يا بوي ..

أبو علي ينظر لها برجاء ...

غالية : منار العوبه رسبت ها الكورس وفصلوها و تحلف فيها عزام بس لا تخاف بيردها جاسم

بواسطه ...

تمد غالية كفها الصغيره لتمسح بأناملها الرقيقة دموع أبو علي التي بلت خده ...

غالية : أوريك فيها بس خلها تخلص بجي و أجرها من اذونها تحب خشمك و تعتذر ..

.
.
.

تركته و لم أستطع ان أتخلص من رائحة الحنين التي أستنشقته بعمق ...

.
.
.
.

جاسم : أنهيار عصبي ..

غالية بخوف : يعني شنو ...

جاسم : يعني بتقعد اليوم عندهم تحت المراقبه و ان شاء الله ما فيها إلا العافية و أنا بقعد معاها و

أنتي أقعدي في بيت ابو علي مدام عزام معصب ماله داعي يكون احد معاه يرد له الصوت ...

غالية : أنا عندهم اللحين و بقعد لين ترد منار ..

جاسم : اللحين فهميني شنو شاف عزام على منار عشان يتصرف بها الشكل ..

غالية بصدق: شاك في اخلاقها ... مو بس هو حتى غنام اللي بس أمس تزوجها !

جاسم بصوت خافت لا يخفي غضبا : ما في شي يجي من فراغ .. اختج شنو مسويه ..

غالية بنبرة هجوم : اللحين صارت أختي .. تنازلت عنها ؟! .. خلاص مدامك تنازلت شيل أيدك

من الموضوع يا كبير و انا أحلها و إلا يجي عزام المجنون و يذبحها و يروح هو و هي من كيسنا

جاسم : أعوذ با الله من الشيطان الرجيم ... و لا حول و لا قوة إلا با الله ...

غالية تنفست بعمق وجدت أن أخباره هو أسلم طريقة : با المختصر الليلة اللي صادو أبرار فيها

كانت ماخذه معاها منار اللي ما كانت تدري عن شي و مفروض بعد ابرار أنغشت بس أنا مو

داخله مخي ها السالفة المهم غنام اللي سوى المداهمه هذيك الليلة و طلع منار من السالفة بدون

محد يدري ...

جاسم ينهار على احد مقاعد المشفى : بعد منار ! .. خلصنا من ناصر و طلعت لنا منار ...

غالية : صدقني مظلومه هيه هبله و مشت مع أبرار و راحت على رايها لحفلة و طلعت مسخره

و قلة حيا و هي ما تدري .. بس الله ستر عليها يوم نيتها صافيه ..

جاسم تتلاشى الصدمه ليحل محلها الغضب : بنشوف راعية النية الصافيه بيطلع فحصها اللي

بطلب يسونه لها أيجابي و إلا سلبي ...

غالية مصدومه : أنت أنجنيت يوم الله ستر على أختك تروح تفضحها ... سالفة مثل هذي ما

تنخبى و ممكن تنتشر بسهولة ..

جاسم : شوفي يا غالية مو تحسبين أني مو عارف سالفتج العوجه مع شاهين أنتم البنات ما عاد

يتأمن لكم و الفضيحه صارت و ما في شي يداريها ..

غالية بغضب قبل ان تغلق هاتفها : شاهين زوجي و أنا ما غلطت يا الحقير ...

.............................. .................... ..............................

.
.
.
.

مر علي هذا النهار ثقيلا تسليتي الوحيده هي بصهر الغضب و تحويله لأمتعاظ أخفيه بأبتسامه

مصطنعه ... عريسي الذي كان في منتهى البرود معي تجاهلني تماما هذا الصباح و أنصرف

لعمله اما سائر ساكنين هذا البيت جاملوني على أستحياء و كأنهم يخبروني أنهم لن يتعبوا

انفسهم بإنشاء صلة عاطفية معي و أنا مغادرة عن قريب لا محاله !

أما عمي هو المتفرد الوحيد بمعاملته التي فسرت لي تصرفات الكل بدأ من زوجي إلى أصغرهم

سارة ...

.
.
.
.

أبو فيصل :أنا يا أبوج أبغض ما على قلبي المره الدواجه اللي تلوب من بيت لبيت من تصبح لين

تمسي ... المره مكانها في بيتها و لازم ما تعده إلا لضرورة ..

و المره العاقلة اللي تحفظ أسرار بيت رجلها و أسرار أهله حتى عن أقرب الناس لها ..

و أن شافت منه ما تكره تدمح له و تسامح خاصه لا صار مو مقصر عليها بشي ..

و تترس له البيت عيال و تقابلهم ...

و البيت يا بنتي متروس خدم و أنتي ما عليج إلا تحطين عينج من وراهم و تامرين و تنهين ترى

عمتج أكبرت و لا هي يم مقابلهم وبناتي الله يصلحهن من بنات ها الوقت ما من فود .. و أنا يوم

تخيرتج لفيصل ما تخيرتج إلا و أنا عارف أنج مرة سنعه راعية بيت و ينشد فيج الظهر ..

.
.
.
.

مضحك كيف صدقت فيصل للحظة و كذبت ظنوني .. صدقت أني كنت قراره و ليس أمرا

مفروضا عليه .. لكن الكلمات أقوى من الأفعال و أوضح .. معاملته لي الليلة الفائته تبين انه لا

يبالي بوجودي من عدمه و أني خادمه مستقدمه بمؤهلات عالية و أصل جيد و يمكن أستعمالي

أيضا لأنجاب الأطفال و تربيتهم .. خادمه و مربيه .. و متعه رخيصه .. أي صفقه رابحه حظوا

بها و بخست أنا بنفسي من أجلها ! ...

لكن سأعتذر من نفسي فا الوقت لا يفوت ابدا على تقليل الخسائر و أستعادت بعض الغنائم ...

.
.
.
.
.

تهاني بأتصال بفيصل : ممكن تمر الصيدلية على طريقك ؟

فيصل : ممكن .. شنو تبين أجيب لج ؟

تهاني : دوى للجرب ..

فيصل يبتسم بسره : ومنو اللي جربان ..

تهاني : الظاهر أنا .. من أصبحت لاحظت أنكم كلكم ما تبون تقعدون معاي دقيقة ..

أفهم أي تفسير .. عادي قول جربانه ؟

فيصل : ليش أحس أنج بتجبجين اللحين ..

تهاني : أنا من أمس أبجي بس انت ما ألتفت لي و لا حسيت علي ..

فيصل : و شنو اللي لازم أحس فيه ؟

تهاني : أنك ممكن بلحظه تخسرني قبل ما تتشرف بمعرفة شي واحد عني ..

فيصل : من قال أني ما عرفت عنج شي أنا من أمس لين اليوم تشرفت بمعرفة ثلاث شغلات

عنج ..

تهاني : و شنو اللي عرفته ؟

فيصل : أولا أنج جريئة من غير وقاحه ثانيا أنج مثل الغزاله تصيد صيادها ثالثا أنج واثقه

من نفسج لحد الغرور ..

تهاني : آسفه أقولك أنك ما عرفتني ...

فيصل : و آسف أني أقول لج انتي ما عرفتي نفسج قبل ما تعرفيني ..

تهاني : أجل خلنا نتعرف و نشوف ..

فيصل : إذا رديت اللحين بيكون مزاج رايق ؟

تهاني : الصراحه لا صعب أني أتخلص من آثار جلستي مع عمي ..

فيصل ينفجر ضاحكا : أنا آسف ما كنت أعتقد أنه بيقعد معاج من الصبح و إلا جان قعدت معاج

و أنقذتج ... أنزين شقالج ؟

تهاني : تبي أنقلك حرفيا و إلا أختصرها با المعنى ...

فيصل : اللي يريحج ..

تهاني : مبروك عليك أنا اول خدامة و مربية و رحم مستأجر بشخص واحد ...

فيصل يعاود ضحكاته الرنانه : أبوي للأسف عنده نظره دونية للمرأه .. لها مكان و شغل و

أهتمام واحد و بس ..

تهاني : للأسف عمي عنده من يساعده و يخليه يتمادى ...

فيصل : قصدج أنا ؟

تهاني : أنت و أمك و الكل في ها البيت ... ما بنيتوا طريق لتواصل معاه وقفتوا بجهه وخليتوه با الجهة الثانيه يامر و أنتم أطيعون على غير مله ...

فيصل بنبرة متهكمة : و أنتي عاد اللي بتسوين ثوره ..

تهاني : أنا ما أتبنى القضايا الخسرانه ... انا متبنيه علاقتي معاك و مخليتها تحت التجربة .. تعاون معاي إذا تحب أو خلنا نختصرها من ها اللحظة ..

فيصل : سجلي الشغلة الرابعه ... تصيرين أندفاعية مني بنبرة !

.
.
.
.

صوتها و أسلوبها يأسرني لا أريد أن أعود للمنزل أعرف أني سأبدو كأخرق كما بدوت في

ليلتي الأولى معها ... كأني مراهق زل على أول سلمه تأخذه لذروة العشق و سقط يمثل الصرع

حتى تشفق عليه محبوبته و لا تتركه بعد أن أنكسر أمامها كا صورة رجل أراد أن يكون !

.............................. .................... ......................

.
.
.
.

لم يوجه لي ولا حرف ... حتى كوب الماء طلبه من رهف و هو بجانبي !

.
.
.

دلال : شفيك من أمس ما تكلمني و لا حتى راضي تحط عينك في عيني ..

جراح : لأني حاب أفكر بعيد عنج ..

دلال : تفكر بشنو ؟

جراح : شلون أريح نفسي و اريحج ..

دلال : لا تشغل نفسك فيني أنا مرتاحه معاك.. انت شنو اللي مو مريحك معاي ؟

جراح : كل شي يا بنت عمي ... كل شي ..

دلال بدفاع : ترى انا مثلك سالفة العرس هذي كلها ما كنت أدري فيها ..

جراح :أول شي مو مريحني فيج أنج دايما تجذبين و ماني عارف متى أصدقج ... تصوري

حتى لما تقولين لي حبيبي أو احبك أفكر شنو تبين و شنو حاجتج .. انتي وحده وصوليه و جذابه

صعب أني أثق فيج ..

دلال تتجرع كلماته بألم و الصدمه تنثر الدموع بكرم على خدها : هذي آخرتها يا جراح أنا جذابة

وصولية ... ما هقيتها منك يا ولد عمي ...

جراح : اللي يطق الباب يرضى با الجواب .. انا ما حبيت أجرحج بس أنا مو مثلج اقدر أجذب

بسهولة و أخبي مشاعري ... على الاقل أنا عادل معاج و فاتح لج قلبي عشان تعرفين أنتي

عايشه مع منو و شنو يفكر فيه ...

دلال من بين دموعها : يعني تبي أطلقني .. صح ؟

جراح : أكيد لا تونا متزوجين و إذا طلقتج بيقولون مسرع توكم ما عرفتوا بعض على أني

عرفتج من أول أسبوع و ما أبي بعد يفسرونها ردت فعل لزواج فيصل من تهاني با الطريقة

السخيفة اللي رسموها ...

دلال تركض لغرفة الملابس و ترتمي على الأرض لتبكي بحرقة ...

.
.
.
.
.

سأتركها تبكي الخسارة فهذا خير أنتقام .. لا أنوي التقرب منها حتى تأتيني معتذره تنوي فتح

صفحه جديده تتعهد بها أن تخلص لي و تطيعني بدون أن تضع رأسها برأسي محاربه ..

و الطلاق ليس حتى حل أريد أتباعه .. فأنا لدي أمل بإصلاحها و امكانية التعايش معها بسلام

يا كيف أصبحت راشد بمجرد أقتراني بمتمرده !

.............................. .................... .............................

.
.
.

عاد مشاري من عمله بوجه شاحب و عينين ساهمتين ... كأنه أصيب بعدوى تهدد بطرحه

مريضا با الفراش ...

.
.
.

مشاري : غطيني بردان ...

أمل تتحس جبهته : ما فيك حراراه ... أكيد داخليه ... أستريح و راح أشوف لك شاهين .

مشاري يسارع بإمساك يدها : ما في داعي دلكي بس راسي لين انام ..

.
.
.

أشعر بأني بين المسافة الفاصلة بين الجنة و النار ... يقف عند النار رغبتي و عند الجنة قناعتي

و أعرف أن علي أن لا أختار فا الحل واحد هو الأتجاه لباب القناعه حيث الجنة ..

منار أصبحت با الأمس زوجة و اليوم أعض أصابعي ندما أني لم أكن من وقع أسمي بجانب

اسمها على عقد الزوجية ... فضحت كما عرفت من شاهين لكن ما زلت متعلقا !

غبي .. نعم أنا في منتهى الغباء ... كيف أمتطيت الخيلاء و جمحت و أنا مؤمن أنها أستعمرت

قلبي و رقصت بين الحنايا لأرضخ و أسلمها مفاتيحي .. نعم أحبها بل أعشقها هذا الواقع الذي

ليس ورائه جنه بل موت محقق بذل أسود ..

.
.
.
.

لابد أنه عرف بزواج منار ... هذا فقط التفسير المنطقي لحالته المفاجأه ..

لو كنت أنا بمكانه لكان شعوري مضاعفا و لبلت وسادتي دمعا لا يجف ..

أعرف لا بد أنكم تضحكون مستهزأين بس .. فحالي ليس با لأفضل ..

نعم لكن لدي قدرة عالية على خداع نفسي .... و الأمل .... أليس هذا أسمي و لكل منا نصيب من

اسمه ! .. أملي بعودته يوما بعد أن تختفي منار من حياتنا للأبد و تصبح أمرأه مهملة ليس لديها

و قت حتى على كوي عبائتها متبوعه بسرب أطفال يمكسون بها من كل جانب .. لدي أمل ان

فتنتها ستخبوا و يسقط قناع الغنج و الدلع أمام تقدم الزمن بها لمرحلة أخرى من حياتها ..

لدي أمل أن يكون الدهر أكثر عدل معي و اصبح أجمل أليس البعض من البشر تتغير ملامحه

إلى الأفضل مع تقدمه با العمر ... أنا على أمل .. ان أعجبه يوما و لي يلتفت !


.............................. .................... .........................

.
.
.
.

فتيات هذه العائلة غريبات لابد أنها جينات الأم ... كل منهن أرادت أن تحب و تخاطر بطرق

العشق و دهاليزه ... لو لم أكن وقتها مراهقا أرى العالم برائه هل كنت سوف امنع نفسي من

فتنه ترتمي بأحظاني هل كنت وقتها سأمزق روايات العاشقين و قصائد المجانين و أبحر

با الخطيئه على يدها !

و غالية لو كنت وقتها أعطيتها من أهتمامي هل كانت سوف ترتمي بأحظاني ملبيه ما أن أدعيها

مهما حاولت تبين أنها غاضبه مني بخصوص ما حدث بيننا إلا أني على يقين أنها أستسلمت في

لحظة !

منار التي لم يخفاني أنها كانت تتبع بنضراتها الجريئه مشاري ليست أقل من أخواتها بشيء

بل هي يجب أن تكون على رأس القائمة بجمالها الفتان الذي أضعف أخي المغوار و جعله

يتصرف تلك اليلله بحماقة ليتبعها !

.
.
.
...... قبل ساعه ......
.
.

مشاري بنبرة الخائف : أنت شدراك ...

شاهين : كنت موصل غاليه لبيت أبو منار و لقيت عزام يدور عليها يبي يذبحها ...

مشاري : و بعدين ؟

شاهين : و بعدين لقيناها مغمي عليها بغرفة الغسيل و اللحين هي با المستشفى منهاره ...

مشاري : وزوجها ؟

شاهين : مدري عنه ... كان موجود بس ما طلع وراها أخذ عزام و طلع فيه ..

مشاري : أنا ما شفتها هذيك الليلة ...

شاهين : أكيد كانت موجوده حتى لو ما شفتها ... يمكن عشان جذيه ضاري كان عازمك

مو انت تقول صورها عنده ..

مشاري : أي .. و أنت كنت تقول أكيد جابهم من أي مكان مو شرط هي عطتهم له ..

شاهين : كنت بحسن الظن فيها لآخر لحظة ... حنا با الأخير عندنا خوات و مو زين أنتشمت

مشاري يدلك جبينه ليخف الصداع : و أختها .. غالية .. شرايها با الموضوع ؟

شاهين : ما قالت شي حاولت تخبي عني و أنا تصرفت مثل ما تبي ... أحس ها العايله كل

أفرادها معقدين نفسيا ... و يمكن غالية على رأس القائمة ...

مشاري :إذا أنت شاك بنجاح زواجكم تقدر تنسحب اللحين قبل ما تعقد الأمور ..

شاهين يغمض عينيه و يرص على شفتيه : تعقدت و خلصت ..

مشاري المصدوم : لا تقول ..

شاهين : تخيل مشاعري تبدلت فجاة اليوم الصبح كان ودي آخذها و أجيبها للبيت بلا عرس بلا

هم .. بس من عرفت بسالفة أختها و انا كل وسواس ركبني .. خايف أظلم عيالي ... معقوله أني

غلطت .. أنا أصلا ما تزوجت عليا و هي كانت روحي آخرتها آخذ اختها بلحظة ضعف ..

مشاري : يمكن كنت بعقلك الباطن حاس بذنب و حبيت تكفر عنه ؟

شاهين : أنا ماني عارف شنو قاعد أفكر فيه ... سالفة منار قويه .. باجر عيالي بتصير سيرت

خالتهم على كل اللسان و يمكن بعد بيجبون سيرت غالية ... أحمد ربك يا مشاري أنت عندك

ذهبه .. أنا الغلطان كان مفروض أني طايع أمي الله يرحمها و متزوج من زمان و مرتاح مع

زوجه عاقل و عيال يملون علي حياتي و ينسوني الهم ...


.............................. .................... ........................
.
.
.
.

مع بعض الرجال تصبح المرأة جرعة قسوة مختصرة بكبسولة محصنة

يبتلعها كا حجر ليقسي قلبه و يلفظها عارا يواريه الثرى أمام الملأ !

لتمد يدها تودعه قلبها وتوارى تحت الثرى برضا ...

فا من طبعها تضيء لهفتها قنديلا و من طبعه أن يضيئ شمعه لنشوة !

و شتان بين قنديل و شمعه !

.............................. ....................

 
قديم   #27

جود ي الحلوه


رد: ينابيع الراحلين


ينابيع الراحلين

الخامس عشر







الجزء الخامس و العشرون :

.
.
.
.
أرض الأوجاع لا تشح او تجدب أبدا

عليها تنبت آهات نشذبها و نواريها آملين أن لا تقف فوقها غيمة لتنبت وريقاتها مزهرة

لنحصدها تساؤلات محيرة ..

أي أكثر شحا ضرير يسكن جنه أم سارق يملك دولة ؟

.
.
.
.

أحتضر ... ما بين هذه الضلوع مثقل بتعب تأن تحت وطأته الروح لتصدح بتعابير الرضوخ

لسهم أخترق منازل ساكنه .. لأنتبه .. لا يحبك و لن يحبك و أنتي كنتي مجرد خلاص لذنب و

تكفير عن عجز !

أتصلت به عدة مرات هذه الليلة كلما نهرت نفسي وجدتها تعاندني و تعيد الكره ...

و في كل مره لا يبالي حتى برسالة أعتذار يكذب بها بأنشغاله بمرضاه و المشفى !

لا أريد منه شيئا اريد فقط أن اسمع صوته لأتبين نواياه من نبرته لأستريح و أرضى بما

أحاول صده ..

لماذا لا يجاوبني .. انسي أنه من ألح بإيصالي و أن ليس علي أستخدام سيارتي فهو اليوم

متفرغ و على أستعداد لخدمتي ! ... لماذا لا يسأل عني كيف قضيت نهاري وسط هذه المعمعه

و كيف هي خدي بعد صفعات عزام المتكرره !

إذا تخلى عني كما تخلى عنها ... مفهوم ... لست أول من يذوق مر الخذلان منه و ليس هو أول

من أسقانياه ..إذا تركني في عرض البحر تائهه من غير أشرعة يمزقني سكون الليل و تفضحني

شهقة أجرها من منبع الدمع لعلي أفوز با الخلاص !

.
.
.

عذوب التي أرادت الأطمئنان على غالية في غرفة منار : ممكن أدخل ؟

غالية تمسح دموعها باطن كفها و بحة واضحه : تفضلي ..

عذوب : غالية تكفين كلمي أمج أكيد هي الوحيده اللي ممكن تخلص منار .. لو يسولوها فحص

بيفضحونها و هي بريئه .. أنا ماني عارفه شلون يفكرون بدال ما يهدون الموضوع و يدارون

و يكتمون قاعدين يحاولون يعلمون الكل ..

غالية : على أن أمي با العاده ما تتحمل أي مسؤولية بس بريت ذمتي و كلمتها قبل شوي و علمتها

بسالفة كلها ... الصبح بتروح بنفسها و أطلع منار من المستشفى ..

عذوب : و أخوانج ... تعتقدين أنها تقدر عليهم .

غالية : الصراحه يا عذوب ما أظن أقدر أقيس ردت فعلهم بعد كل اللي صار ...

عذوب التي شعرت بهم غالية : تعتقدين شاهين عرف ؟

غالية : مثل ما قلت لج هو مو غبي و اكيد فهم ..

عذوب تقرأ حزن غالية : خايفه ينفصل عنج ؟

غالية ترفع رأسها لتبعثر نظرها با المكان : أنا اللي راح أعفيه ... تجي مني أحسن .. اخاف باجر

يجي و يقول ما عدتي تناسبيني أو يقعد يماطل بعرسنا عشان يمللني و يملل اخواني ..

عذوب : لا تسرعين عطيه كم يوم و أنتي بعد محتاجه كم يوم لين تهدأ الأمور ..

.
.
.

كنت سأفعل عذوب لو لم أكن على علم مسبق بتاريخ شاهين المتخاذل الذي يضع أمامه تقاليد و

أعراف مجتمع لا يفرق بين السيء و الطيب إن كان منبعه واحد .. أفكار و أعراف وصفها هو

با البالية عندما مزقها لرغبة حيوانية أجتاحته في لحظة جنون !

سوف يتخلى عني كما تخلى عن عليا ليس لدي شك .. لا فرق إلا بأني أنا الوحيده التي سوف

تتألم ... أنا من سوف أعاقر كؤوس الذل و أتجرعها لآخر قطره لأثمل حزنا أبديا يؤدي لهلاك

مشاعري لأصبح طرفة تتندر بها بناته يوما ما !

فا هو با التأكيد سيعاود البحث عن نصفه الآخر ليبدء رحلة حياته ويؤسس أسرة يكون هو راعيا

لها و أكون أنا مجرد ذكرى سخيفة لا يتذكر تفاصيلها لكنها طرفة لرجل أنتشر الشيب برأسه

ليصبح خرفا يهذي بغبية أعترفت له يوما أنها تحب رجلا أخذه التلاهي و لم يلتفت لها يوما إلا

بعد أن مات عرابتها الفاتنة !

.............................. .................... .............................. .....

.
.
.

لم تكف سلوى عن الأتصال بي و لم أكف عن خلق الأعذار .. لا يمكني ان أخبرها تفاصيل

ما حدث فا مهما كان منار أختي و تستحق أن أحفظ سرها ...

لكن ... أليس أنت من سوف تفضحها بفحص طبي يشك بعذريتها .. مهما رددت على نفسك و

حاولت أن تقنع نفسك بسرية الفحوصات الطبية إلا أنك متيقن أن من سوف تؤرخه هن نسوة

يجدن الثرثرة ..

و با الأخير هل فعلا أحتاج لفحص طبي يؤكد أنحلالها .. ممكن أن تفقد الفتاة شرفها باكثر من

طريقة .. منحلة و ساقطة هذه صفات منار الجديدة لا أحتاج لورقة موقعه من مختص تثبت لي

ذلك !

.
.
.
.
.

فتحت عيني لثانية لألمح وجهه العابس و عيونه التي تسرح با الفراغ .. عدت لإغماض عيني

و تمثيل الموته الصغرى .. و ليتها تمتد !

.
.
.
.

جاسم : أدري أنج واعية ...

منار تفتح عينيها ليسقط الدمع على التوالي : أقسم لك أنا بريئة ..

جاسم و الغضب يسكن نبرته : كنت راح أصدقج لو ما عزام قبل ساعه كان عندي وموريني

مقطع فيديو لج تترقصين مع شباب يا ال******

منار بكاء مر : مو صحيح و الله مو صحيح ما كنت ..

جاسم يقترب منها فجأه : جب و لا كلمة لو ما حنا بالمستشفى جان قصيت رقبتج .. دواج عندي

بس خلينا نصبح ونرد البيت ..

.
.
.
.

لا فائده من الكلام و تفنيد ما لزم عقولهم المريضة التي شكلت لي صورة منحرفة ..

شيطاطينهم توسوس لهم بنحري و أحراق جثتي لتتحول رمادا تأخذه الرياح بعيد ا عن موطنهم

و موطني !

أخوتي الحماة سندي في هذه الدنيا بعد أن آل مصير والدي للعجز ... هم الآن من يقفوا ضدي

مدعين علي بمحاكمة ألجم بها صوتي ليتكلم بها سجاني بلساني قاذفا أياي بأبشع ما ترمى به

شريفة ليصدر الحكم و تبرز العقوبة مع سطوع شمس هذا اليوم !

.
.
.
.
.

جاسم الذي تفاجأ بوالدته أمامه صباحا : وين بتاخذينها ؟!!

أم جاسم : مالك شغل آخذها وين ما بغيت هي بنتي و انا ولية أمرها بعد أبوها ..

جاسم : بنتج اللحين متزوجة وزوجها هو ولي أمرها ..

أم جاسم : زوجها بيطلق مو هو كان بزواجه منها بيستر عليها خلاص هذا انتم يا اخوانها فضحتوها و شبقى ...

عزام الذي سمع ما دار يدخل ليقف خلف والدته : اللحين صارلج سنين متخليه عن مسؤولياتج و

فجأه تجين وتقولين أنا ولية أمركم كلكم ..

أم جاسم : حنا بالمستشفى ولا أنا مجادلتك لأني ماني مثلك ضعيفة عقل و لا أعرف أثمن أفعالي

اللي عنده شي يتبعني البيت ..

.
.
.
.
.

جاسم حسم الأمر و ألجم عزام قبل أن ينطق بسمومه ... أستقلينا سيارة جاسم يقودها هو بينما

عزام يجلس با المقعد المجاور له و أنا و منار نجلس با الخلف ... منار صغيرتي تبدو كا من

كان وسط حرب أحال صاروخ ظالم بيتها الآمن لركام يأن تحته أحبتها و تعجز هي عن أنتشالهم

أو الصراخ ! .. يا تبدو كا يوم ولدتها صغيره ضعيفه تأبى عينيها الأستيقاظ ... رائحتها

العذبه و ملمسها الناعم يشدني لأقبلها مواسية لأهدهدها لتنام بأحضاني ..

عندما اخبرتني غالية في الليلة الماضية بكل تفاصيل الفضيحة تجمعت أمامي خيوط الحقيقة

لم يكن لدي أدنى شك برائة طفلتي ... اعرف أن أبرار أنتقمت من ناصر با منار ...

و ارعف أكثر من ذلك ...

فا قبل أسبوعين جائتني أمل لتطلعني على صوره لمنار بهاتفها النقال لم أبدي أي ردة فعل و هذا

ما غير ملامح أمل !

.
.
.
.

أمل بحنق : طالعي عدل هذي صورة بنتج منار ..

أم جاسم بعدم مبالاة : و خير يا طير وصورتها و بعدين ؟!

أمل : بنتج بملابس تكشف أكثر من اللي تستره و بوضعيه سخيفه و بنقال رجال غريب و عادي

عندج !

أم جاسم : أولا الصوره هذي مصورتها أبرار بنت أختي و حنا بشالية و انا و أختي كنا موجودين

وهم يصورون ... ثانيا الرجال الغريب أعتقد تقصدين فيه مشاري ..

أمل : أي مشاري ماخذها من ضاري ولد عمه عشان يوريها لج ..

أم جاسم تضحك بتهكم : هذا للي قاله لج يوم صدتي الصوره عنده ..

أمل بعصبية : هذي الحقيقة .. بنتج يبي اللي يلمها و نصيحه لميها قبل ما تسوي فضيحه لج

و لأخوانها ..

أم جاسم : بنتي ماشيه سيده و ما عليها شي المشكله في زوج اللي يتبعها ... عقليه و خليه

يكف شره و إلا علمت أبوه عليه ..

أمل : زوجي أصلا ما درى عن بنتج هو همه و لد عمه اللي تلعب عليه ..

أم جاسم : شوفي يا أمل أنا للحين ماسكه اعصابي لا تخليني أتهور و أخرب بيتج بيديني ..

أنا أعطيج فرصه و أستقليها لمي زوج و أبعديه عن بنتي و أنتي بعد كفي بلاج عنها و أن

سمعت سالفة عن بنتي بعرف أن أنتي مصدرها و الصوره هذي اللي مأزمتج عاديه ممكن أي

أحد ياخذها من تلفون بنت أختي بسهولة و ينشرها يعني ما عندج دليل إلا غيرتج ..

أمل بحماقة تهاجم : ومن منو بغير من بنت المزواجه ..

أم جاسم تفاجأ أمل بصفعه تفقدها توازنها : عيديها و عهد علي يا أمل لزوج مشاري من منار

و أحرق قلبج ..

.
.
.
.

قبل أن أواجه منار أخبرت أبو شاهين حتى يستفهم با الخفاء عن مصدر الصوره ...

وأردت مواجهة أبرار لشكي بأنها تريد الأنتقام من ناصر بمنار التي كانت كل ما فيها يثير غيرة

أبرار ... منار الجميلة الدلوعة المحاطة باهتمام اخوتها و المدلة من ناصر على الأخص و إن لم

تعلنها صريحه إلا اني أستشفيت الحقيقة من تصرفاتها الحقودة على مر هذه السنين ...

لكن قبل المواجهة حدثت الكارثة لتسقط أختي على اثرها و أحاول أنا أن أتناسى

لأتلقى صباح هذا اليوم أتصال آخر من ناصر الذي أخبرني بكل ماحدث مهددا و لاعنا صلة

قرابته بي . .انا أمه ! ..

ما ان وصلنا حتى سارع جاسم و عزام لترجل من السيارة كا أنهم يسارعون يريدون

اللحاق با صلاة الجنازة و أداء الواجب ! ... أما منار فكانت بين يدي ترتجف كا عصفور بلله

المطر .. توجهنا لصالة و أجلست منار معي و قبل ان أتكلم اعطاني عزام هاتفه لأشاهد مقطع

فيديو لما يعتبره هو دليل الجريمة ....

.
.
.
.

ام جاسم : منار أنتي اللي با المقطع ..

منار بصوت مبحوح و بعيون غارفة : أي أنا ..

عزام ينطلق بغضب يبيت النيه على زهق روح منار ...

جاسم يمسكه ليكتف يديه و يأمره با الصبر ...

أم جاسم : إذا تبيني أوقف معاك و أسمع كلمتك واوافقك على قرارك مهما كان لازم با الأول

تخليني افهم و اكون على بينه مثل ما انت ولدي هي بنتي ...

عزام بحده وبصوت يتقطع غضبا و جسد يحاول الفكاك من قبضة جاسم القوية : هذي هي

أعترفت قدامج تقول أن هي اللي با المقطع ...

أم جاسم تنظر لمنار: أبيج تقولين لي كل السالفة و لا تخافين ...

.
.
.
.

سردت لهم كل الحقيقة بكل تفاصيلها حتى أني دافعت عن أبرار التي بدأت أشك بدوافعها و

تصرفاتها بعد أن بدأت إعادة شريط الذكريات !

لا أعرف إن كانوا اقتنعوا بما قلت أم لا لكن أعرف أنهم أستمعوا لكل حرف ...

.
.
.
أم جاسم : رد المقطع يا عزام وشوف وجه منار عدل هذا وجه وحده مستانسه و ترقص !

قارنها با البنات اللي حولها با المقطع و قولي ...

.
.
.
.

لم أريد أن أرى المقطع مرة أخرى فأنا على يقين مما رأيت لكن جاسم أعاد المقطع و رآه مره

أخرى ليطلب مني أن أمعن النظر و أعيد تحليل ما رأيت .. من المؤكد أن جاسم بعواطفه الأبوية

فرح بأنه وجد سببا هزيل ليسامح و يصفح !

.
.
.

عزام : ما يهمني كل اللي تقوله أنا عارف شنو شفت و شنو هي سوت غنام بنفسه قالي شنو كان

تسوي هناك ...

أم جاسم تفقد صبرها : أنت ما منك فايده .. منار غلطت بس مو لدرجة تتهما بشرفها و اخوك

هذا خله يكف شره عنا و يطلق بنتي ...

عزام : طبعا بيطلقها و بأمر مني لأن ما يشرفنا يرتبط أسمها بأسم عايلتي ... وأنا اللي بسنعها

و اربيها من جديد و اخليها تتمنى الموت و لا تشوفه ..

أم جاسم تتقدم منه لتمسك بياقة ثوبه : عهد علي يا عزام لو تعرضت لمنار لأتهم أخوك

و أقول أنه أعتدى على بنتي و انت زوجته عشان تستر عليه و أجرجركم با المحاكم و أخلي

سيرتكم على كل اللسان بما أن أنا و بنتي سيرتنا من الاساس على كل اللسان و ما تفرق معانا !

عزام بغضب : تسوينها مو بعيده عنج ..

جاسم يسحب عزام : عيب يا عزام ... روح أنت اللحين و خل الموضوع علي ..

أم جاسم بعد أن خرج عزام من المنزل تعيد أحتضان منار التي كانت تغرق بكاءا ...

.
.
.

لأول مره أشعر بأنها تهتم !

لم أفقد أحضانها لأني لم أتعودها فقد كانت خالتي أمي البديله و عليا هي الحاضنة أما هي فقد

كانت أسما أعرف انه لمن ولدتني !

إذا لماذا أشعر با الحنين و كأني مشتاقة لأم عادت لديار بعد سفر طويل أضناها و أضناني

لماذا أتعرف على رائحتها و كأني سجلتها من تاريخ مضى .. لماذا دفء أحضانها يدثرني

لأشعر بأمتنان ! ..

لماذا تبدوا أمي الليلة كا هدية أستقرقت سنوات أمزق ورق تغليفها لأكتشف أنها فعلا تستحق كل

هذا العناء و التعب و كل كل البكاء الذي تحول من ألم لحنين و أشتياق .

.
.
.
.

أردت أن أعود للمنزل و احتضن أطفالي لأبكي !

لكن أعرف أن هذا سيصيبهم با الهلع و يكدر أحاسيسهم الطفولية فا فضلت التوجه لصحراء

و الأنتحاب على مهل !

غضبي من منار كله تحول لرأفة و عطف .. أردت أن أكون أنا من يحتضنها و يخف عنها

ألمها ... لا أعرف أن كان علي أن أصدقها أم لا لكن صورتها و هي تردد قسما يبرئها أخترقت

روحي لأرضى حتى و إن لم أقتنع .. فعلا عند التمعن بصورتها واقفه بين الجموع الراقصه

محاطة بذراع سكير يحركها بمجون يمكني ان أستشف أنها مستسلمة عن غير رضا كأنها كمن

أفاق من كابوس على كابوس ! .. لكن هذا لا يبرئها من الخروج في منتصف الليل لحضور حفل

يبعد أميالا في أحد الشاليهات !

لو لم تحدث الكارثة و لم تخرج سالمة هل كانت سوف تكررها و تستمر أعوام من دون أن نعلم

هل كانت سوف تكون على رأس قائمة الساقطات و أشهرهن !

لا ... لا .. ان الله رؤوف رحيم ... و الحمد الله هي الآن بخير بيننا ... و كل ما علينا هو أن

نحتويها و نعود بها لجادة الصواب ..


.

عزام يحدث جاسم بعصبية : إذا ما تصرفت وقفت معاي أنا اللي راح اتصرف ..

جاسم : و بعدين معاك قلت لك أنا مصدقها و هي في وجهي و كلام في ها الموضوع ما أبي ..

عزام : ردينا على طير يا اللي ... خلصنا من ناصر و طلعنا بمنار .. كرر كرر أغلاطك و خلنا

كلنا ناكلها ..

جاسم : علمني يا العاقل يا ولد الأصول شنو اللي لازم أسويه .. لايكون تبيني أذبحها و أعلقها

على باب بيتي ..

عزام : أنا ما أبي منك شي بس أبيك تجيبها من أمي و أنا أسنعها ..

جاسم : وشلون بتسنعها ؟

عزام : أول شي برد حرتي و أطقها لين تفتر عظامي بعدين بعيد تربيتها و أعلمها شلون تستغفلنا

مو هي تمثل البرائه و انها أنخدعت أنا بربيها من جديد و أعلمها درب السنع ..

جاسم بدهاء : خل عذوب تجيبها لك وانت عاد أستلم الموضوع و تصرف على كيفك أنا أمي لا

يمكن تخليني آخذها معاي لأي مكان ..

.
.
.

أعرف ان عذوب لن تتعاون مع عزام في الحقيقة يمكن ان ينشغل عزام بقضية اخرى !

.
.
.

يطلب مني أقتياد السجينة لحبل المشنقة !

غاضبه أنا منه با الفعل ... لو كانت منار أبنتنا و هو ولي أمرها الوحيد هل سوف ينتهج نفس

الفكر أم يعود لأيام الجاهلية الأولى ويفضل الوئد قبل أن تعرف مراتع الصبا !

.
.
.

عذوب : طلقني ..

عزام يرفع حاجبه مستنكرا : أنجنيتي أنتي ؟!!

عذوب : منار أختي و أنا و هي تربينا بنفس البيت و مدامك تشوفها منحرفه أنا بعد منحرفه

طلقني و ريح نفسك و ريحني ..

عزام يمسكها من ذراعها ليحركها بعنف :ترى الشياطين تراقص قدامي لا تخليني اللحين أروح

أذبحها و أحرق قلبج عليها و علي ..

عذوب : و من قال قلبي ما راح يحترق أنت تبيني أجيبها عشان تطقها و يمكن بأول ضربه تموت

و انفجع فيك و فيها .. عزام و اللي يرحم والديك أعتقها و اعتقني ...

عزام يعاود الضغط على ذراعها بقبضته القوية : ما تزوجتج و في نيتي أطلق و ها الموضوع

شيليه من راسج و لاحظي أني طوفت لج جذبج علي يوم تقولين أنها مو في البيت ..

عذوب : خلاص أنا جذابه ومتستره على أختي اللي علومها رديه يله طلق شتبي فيني ..

عزام بحده : بس عذوب .. قلت لج بس ..

عذوب لم تعد تتحمل الالم الذي مصدره قبضته على ذراعها : فك ذراعي أحس الدم فيها توقف

عزام شعر بألمها فا خف قبضته : تدرين ان موتي با فراقج .. ليش عذوب تعورين قلبي

عذوب : لأنك خوفتني ... يعني لو أنا اللي بمكان منار يمكن تجيني با الليل و انا نايمه وتذبحني

بدون ما تعطيني فرصه أبري نفسي أو أقل شي أتشهد على روحي .. وطبعا أنا يتيمة أبوي عاجز

مشلول وأخوي صغير ما يقدر يرد عني و لا عنه الشر ..

عزام : بس انتي مو مثل منار ...

عذوب : إلا أنا مثلها ساذجة و طيبه و ينقص علي و يمكن يجي يوم و تلقى لي صورة منتشره

بين الشباب .. طلقني و فك نفسك و فكني ان كنت فعلا تحبني ..

عزام يمسك عذوب بكلا ذراعيها و بشك : لا يكون بعد أنتي لج مقطع فيديو منتشر و بكتشفه بأي

لحظة ...

عذوب تطفر دموعها با قهر : هذا اللي فهمته ! ... شفت بس شكيت صرت شخص ثاني ..

أنت مو اللي أحبه و رضيت فيه زوج .. طلقني ..

عزام يتنفس بعمق ليزفر شكوكه : أعوذ با الله من الشيطان الرجيم ...

عذوب بعد أن ترك ذراعيها : مالنا نصيب في بعض و ..

عزام يقاطعها برجاء : أدري عذوب أني تصرفت بتهور بس و الله من القهر حسي فيني أختي

عرضي شنو تبين يكون شعوري شلون تبني أتصرف عشان اكون طبيعي ..

عذوب : تتصرف بحكمة تناسب عمرك و عقلك .. حتى لو هي فيها كل عله لذبحتها وشراح

تستفيد .. لفضحتها و خليتها مكسره في المستشفى شراح تستفيد ... في مية حل و طريقة تعالج

فيها الموضوع أولها تستفهم و تسأل و تبحث .. أنت لا يمكن تخيل شعوري و انا أشوفك هايج

مو شايف أحد قدامك تتلفظ بألفاظ بحياتي ما سمعتها و لا جى في بالك أن أبوي ممكن يسمعك

و أن كلامك يمكن يذبحه ... أنت ما أهتميت إلا لنفسك و شعورك ما همك علي اللي ما نام من

أمس وهو يتحضن أبوي بفراشه ما اهتميت لعبير اللي ما قدرت تنام في فراشها من الخوف

عزام بخجل : معاج حق ... أنا غلطت بحق عمي و اخوانج ..

عذوب : و بحق غالية بعد ... غالية اللي طقيتها و فشلتها قدام زوجها اللي يمكن اللحين يفكر

يطلقها بعد سالفة منار ..

عزام بذهول : يطلقها ؟!!

عذوب : طبعا يطلقها بعد الفضيحه اللي سويتها ...

عزام من بين أسنانه : يخسى يطلق بعد سواد وجهه ..

عذوب :بشك : ليش هو شسوا ؟!! ..

عزام : لا طبعا بس الأخ كل يوم راز وجهه ومسير علينا و آخر شي يبي يطلق أكيد مو مسألة

ممكن تتناقش هي زوجته قدام الكل و العرس شكليات ..

عذوب : و إذا طلق تبي تذبحه بعد ؟

عزام يمسح بكلا كفيه رأسه كأنه يحاول أن ينقح افكاره : غالية مالها شغل بمنار و ظلم لها أنه

ياخذها بذنبها .. على العموم ها الموضوع أمره هين أبو شاهين هو المسؤول قدامي إذا نوى

شاهين يطلق .. أهم ما علي اللحين أنتي أبي أطلع من هني و انا عارف أن مكانتي بقلبج ما

تغيرت ..قولي أنج تحبيني و لا يمكن ترخصين فيني ..

عذوب العاشقة ذاب قلبها من رجائاته : لو علي سلمتك روحي و أرخصت فيها لك بس أنا

مسؤولة عن أبوي و أخواني و أتصور زوجي يكون لي سند مو عبء ...

عزام : فاهمج .. و أنا لج سند لا تخافين ... لا تخافين و أنا معاج ... عطيني فرصه و بتشوفين

عذوب : و منار ؟

عزام : عيوني من وراها و أنتي بتكونين معاي مسؤوله عنها ..

عذوب : و أنا راضيه منار مسؤوليتي و عندك شي بخصوصها تعال كلمني با الأول ..

عزام : راضي بس ما أبيها تدري بها الأتفاق ..

عذوب : لا ما راح تدري .. و عزام طلبتك ريح بالك و الله منار نظيفة و شريفه و لا عمرها

مشت بردى هي بس مطفوقة و عنيده و أكيد اللي صار لها درس ..

.
.
.
.

أريد أن أصدق عذوب لكني مشك ..فقط من أجلك سأحاول التراجع خطوة و تكبيل غضبي

و المهادنه إلا أن تصبحي عروسي با الليلة العمر التي أنام كل ليلة و بها أحلم ..
.
.
.
.............................. .................... ..................

.
.
.

ما أن عاد جاسم أخيرا من حيث لا أعلم حتى وردني أتصال عاجل من والدي يطالب بحضوري

لأجتماع عائلي عاجل !

.
.
.

جاسم : و شعنده عمي ؟!

سلوى بنبرة تدل على الزعل : لرديت قلت لك ..

جاسم استشعر غضبها : بس يمكن تلقيني نايم بما اني قضيت الليلة كلها با المستشفى ..

سلوى تترك ما بيدها لتسارع بالجلوس بجانبه و تحسس يده : خير فيك شي ؟

جاسم بنظرات تشتعل وله : خايفه علي ؟

سلوى : جاسم عن المزح .. فيك شي تكلم ..

جاسم : لا ما فيني شي بس واحد من ربعي صار عليه حادث و قعدت عنده لين طلع من العمليات

سلوى بشك : زين ليش لما كنت أتصل عليك كنت تقول عندي شغل و بعدين سكرته با المره ..

جاسم :لأن أبوه و اخوانه كانو معاي و الجو متوتر و أنا خايف عليه و ما أرتحت لين خلصت

عمليته .. و لما بقيت اتصل عليج إلا البطاريه فاضيه ..

سلوى : ودي أصدقك ..

جاسم : و بعدين سلوى.. أنتي تعرفين ما احب أسلوب التشكيك إذا مو مصدقتني براحتج ..

سلوى تفاجأه : أنت متزوج علي ؟

جاسم يبتسم لها : كنت بتزوج مثل ما تذكرين بس غيرت راي .. في أي سؤال ثاني ؟

سلوى تنهض و تتجه لأرتداء عبائتها : لا خلصت كل الاسئلة و آسفه على الأزعاج ؟

جاسم : يله أجل خليني أوصلج ..

سلوى : من متى الأهتمام ؟!!

جاسم بعتب : و بعدين ...

سلوى : أرتاح أنت توك جاي و شكلك تعبان أن بروح بسيارتي ..

جاسم يضمها و يغرق رأسه بشعرها : أنزين إذا رديتي قعديني متوله عليج ..

.
.
.

عذرا جاسم لكن أجد من الصعوبه تصديقك ... لا تهتم في هذا الكون إلا لأحد أخوتك ..

إذا السؤال هو من هذه المره ؟

.............................. ....
.
.
.
.

كلنا تواجدنا حسب طلبه تركنا نتظره لأكثر من ساعه و كل واحد من المتواجدين يأمل بخير

من هذا الأجتماع .. بدور تريد السفر و نايفه تريد أن نتقل من هذا البيت ذو الطراز القديم

أما ماجد فقد كان يمازح والدته بأن والده سوف يحضر فتاة صغيرة عبثت بقلبه !

و كم كان ماجد صادق بتوقعاته فأبي دخل علينا و من ورائه فتاة شابة تحمل طفلا و الآخر

تحمله خادمتها !

.
.
.

أبو ماجد : قربي يا أسماء و حبي راس عمتج أم ماجد ..

ام ماجد لم يمنعها استغرابها بترحيب با الزائرة : يا هلا و مرحبا تفضلي ...

أبو ماجد يلتفت على ابنائه : وأنتم عاد قوموا سلمو على مرت أبوكم ..

أم ماجد و الذهول يكسيها : زوجتك !

أبو ماجد : و اللي معاها عيالي .. أخوان عيالج ..

.
.
.

كنت أنا و سلوى متفرجتان غير مباليتين با المشاركة بما يحصل .. ام ماجد أستشاطت غضبا

و أطلقت اللعنات و التهديدات في حق والدي و زوجته الفتية .. أما نايفه فقد كانت تبكي بمراره

و بدور كانت الأشجع فقد توجهت لوالدي وقفت أمامه لتخبره انها ما عادت تحبه ..

ماجد وقف مرتبكا لا يقدر على رفع نظره بأحد ... كأنه لا يعرف بأي جهة يقف !

.
.
.
.

في تلك الايام البعيده في المدرسة ما زلت أذكر وجه طارق التعيس وهو يخبرنا أن والده اتى

بامرأه جديدة و اطفال آخرين و انه يعتقد انه سوف يستبدلهم بهم و يحبهم أكثر منهم ..

عدت للمنزل و أنا اكثر تعاسه من طارق لأني أستشعرت ما مر على اخواتي سلوى و نجلا

و خفت أن تعاد الكره و أكون انا و نايفه ضحايا جدد ..

تبد خوفي مع تقدم العمر لكن اليوم عاد بشكل آخر لم أعد خائف أن افقد حب و حنان والدي

فانا الآن رجلا أتخمت حنانا و تدليلا لكن خوفي الاكبر على مشاعر تلك الصغيره بدور التي

لأول مره تصرح بكره شخص .. و كيف و هو والدي الذي تعشقه لحد الموت !

أما أمي فا لا أعرف لماذا تبدوا مذهوله فا علاقتها مع والدي متوتره منذ زمن بعيد .. أعتقدت أنها

وطنت نفسها على فكرة فقدانه لأمرأه أخرى يغريها ماله ..

.
.
.

ماجد : اللحين العصبية و الزعل و شراح يفيد .. تزوجها و جاب منها عيال و خلصنا ..

أم ماجد الغاضبه : ها أجل تبيني أتحزم وأرقص ..

ماجد يطلق ضحكه لا يعرف مصدرها : لا يا الغالية بس ليتج تهدين شوي و تخلينا نفكر شلون

نكسب أبوي قبل ما هي تقلبه علينا و تاخذ الخيط و المخيط ..

نايفه : ماجد معاه حق معاند أبوي ماراح يجيب نتيجه وهو تزوج و جاب عيال و خلصنا اللحين

اللي علينا ان نسوي نفسنا راضين و ما نخلي لها فرصه تستفرد فيه و تقوله محد يهتم لساعدتك

إلا أنا .. صدقيني يمه إذا عاندتي و قلبتيها نكد عليه ما راح ياكلها إلا أنتي و حنا .. لا تنسين كل

شي بيده من بيت وسيارات و مصرف ..

أم ماجد تصمت لأستيعابها صدق ما يردده ابنائها : مقهوره .. بعد عشرة ها السنين كلها يجيب لي

وحده من عمر بناتي ..

ماجد : أحسن أنها من عمر بناتج هذا يعني أنج متقدمه عليها با الخبره و تعرفين تعاملين مع ابوي أحسن منها ..

أم ماجد : يا عزتي لك يا ماجد ما تدري أن اللحين هي القوية مو أنا .. عز الله أفلسنا ..

ماجد : لا للحين ما أفلسنا بنسايس أبوي مدام عيال الجديده صغار قبل ما يكبرون ويتفرعنون

أنا اللحين بأول شغلي معاه و ان توترت علاقتج معه يمكن يحط الحره فيني و إلا يشك أني

أعاونج عاد أنتي ما ترضين انه باجر يعاملني مثل ما يعامل خالي ..

أم ماجد : مو كاسر قلبي إلا خالك ... أخاف يطرده باجر .. طبعا يسويها استغنى عني ..

نايفه : لا لا تخافين على خالي و نجلا زوجته و حامل بعد منه .. أبوي أكيد بيراعي ها النقطه


.
.
.

سلطان : تدرين هي زينه شينه ..

نجلا : شلون ؟

سلطان : أعترف وريح نفسه و ريحني معاه انا طول ها الوقت متعبني أني مخبي ها الموضوع

على أختي .. و شينه أنه أعترف لها بها الطريقه قدامك كلكم .. و بعد ماني عارف شنو هدفه يوم

أنه جايب زوجته الثانيه تقاسمها البيت !

نجلا : بديت أحس ان أبوي ما يسوي شي إلا قاصد يأذي فيه أحد .. الظاهر ها المره بتاكلها أم

ماجد ..

سلطان تغيرت ملامحه : و الله لولا الحاجه و قل ما في يدي جان أخذتها تعيش معانا ..

.
.
.

روعتني الفكره .. هل يعقل أن تأتي أم ماجد لتقاسمني سلطان بعدما تسوء أحوالها مع والدي

.
.
.

نجلا : بس حنا مفروض ما نكبر السالفه مهما كان أم ماجد هي راعية البيت و لازم نوقف معاها

مو نشيشها على أبوي ... أحسن شي اللحين أن كلنا نتصرف بشكل عادي ..

شرايك اليوم نروح نتعشى عندهم و لا كأن صاير شي .. منها تواسي أختك و تحسس أبوي ان

الوضع عادي ..

.
.
.

لابد انها أرتعات من الهاجس الذي شاطرته معها .. أنا لا انوي بأي حال أن أخرب علاقة أختي

بزوجها لكن أنا أيضا أخ محب متعاطف مع أخته الكبرى .. أريد أن أحميها من الذل و المهانه

لا أريد لها أن تعاني بظل زوجها ذو الأجندة المجهولة !

.
.
.

نجلا : وين سرحت ؟

سلطان بأبتسامة هادئة : مفكر إذا جبنا بنت باسميها نورة..

نجلا لم يعجبها لأسم لأنه لأم ماجد : حلو الأسم بس خلنا أول نبدي با الترتيب أول بنت باسميها

بأسم امي بعدين الثانية سمها انت بأسم أمك و إلا أختك بكيفك ..

سلطان يرفع حاجبه : تبين أنسميها فيحا !

نجلا : أيه .. فيحا .. مدامنا بنسمي عيالنا على أهلنا لازم نبدأ بالميتين أول لين نوصل للحين !

سلطان لا يريد أن يأخذ الموضوع مجرى آخر : أي الله يرحمهم ...

.
.
.

كم أتمنى لو كان ماجد الآن متزوج و زوجته هي من ستورط بأسم ام ماجد .. ليس لدي

أعتراض على الأسم إلا لأنه أسم تلك الساحره التي لم أحبها في يوم ..

.............................. .................... ..............

.
.
.


لم أعرف أني صائم حتى أفطرت على أنثى أختصرت كل نساء الأرض .

ترتب تهاني مشاعري الفوضوية لتأكدها بأحساس يغمرني رضى و فرح لأفهم ماذا

يعني با جملة " الدنيا أصبحت وردية " !


.
.
.
.
.

فيصل : الظاهر أني تأخرت حيل ...

تهاني بدلال : فعلا تأخرت واجد بس مو قد الوقت اللي أنتظرتك فيه ..

فيصل : بتعبين معاي في ها البيت و يمكن في دقيقة تكرهيني ..

تهاني : عادي مو أنت راح ترد تراضيني و أرد أنا أحبك من جديد

فيصل : ابوي صعب و أنا ما أقدر أعارضه بشي يمكن بأي و قت تحسين أني صغير بعينج

و في قمة الضعف ..

تهاني : من كبرك بعيني يا فيصل لا يمكن في يوم تصغر .. من ها الناحية أرتاح و عمي

حسبة أبوي و أنا عارفه طبعه ... أنا راح أتعاون معاك و أعرف انك ما راح تخذلني

فيصل : و شنو أول شي تبيني أتعاون فيه معاج ؟

تهاني : أول شي سالفة طلعتي لازم توصل لعمي أنك سامح لي بطلعة متى ما بغيت

فيصل : أنتي مو سجينه و أبوي ما راح يمنعج بس تعرفين لازم بيعلق ..

تهاني : و هذا اللي ما أحبه ... لازم عمي يعرف ان عادي لطلعت يعني أنا وين بروح

أكيد يا بقضي حاجه و إلا أزور أهلي و صديقاتي ..

فيصل : ما عليج راح أفهم ابوي أني سامح لج ...

تهاني : و ياليت كل أسبوع تحدد لنا يوم أطلعنا أنا و البنات ..

فيصل : شوفي يا قلبي أن أقدر أطلعج معاي بأي و قت بس خواتي لرضى مره صعب يرضى

المره الثانيه .. أبوي يكره الطلعات ..

تهاني : ميخالف يتعود .. شوي شوي .. و بعد نقنعه ونطلعه معانا .. معقول هو ما يحب يطلع

مكان .. كلش نقنع أبوي و يقنعه و نطلعه و نخليه يفرفش شوي ..

فيصل : خلينا من أهلي و أهلج .. و ركزي معاي .. شنو تبينا نسمي النونو

تهاني بأبتسامة خجولة : بسم الله .. تونا متزوجين ما يميدنا ..

فيصل : أنا مستعجل أبي بنوته حلوه تشبه حبيبتي..

.
.
.
.

تتذكرون كم كنتم متعاطفين معي و تتنبؤ بخيبة أمل سوف أمنى بها على يدين فيصل ...

فا الواقع حتى أنا كنت أشارككم هذا التوقع المأساوي ...

دعوني اخبركم ... أنسوا كل هذا ...

فا أنا مغرمه لحد الثماله و لا أهتم أن كان يبادلني مشاعري أم لا ... إن كان يكذب بكل

تصرفاته و كلامه اللذيذ إذا ليكذب علي دهرا لا أبالي ... حقا حقا لا ابالي ... حتى و أن أتى يوما

لأكتشف خداعه يكفيني أني أصطدت ذكرياتا تكفيني تسليتا لآخر يوم في عمري !

يمكني الآن أن أتباهى أني بت أعرف كيف هو شعور العاشقين و هم يتبادلون الحب بشرعية

تحت ظل عقد الزواج ... و ها أنا أيضا بت أعرف نبرة العاشقين وهم يدلون بعضهم البعض

بمفردات سرية يتبادلونها أحيانا بمجرد النظر ... بت أكثر فهما للكلمات المعجمية التي تدرج

تحت صفات معبره عن أحساس ... لأكتشف معنى الظلم .. نعم ظلم أن تختزل كل المشاعر التي

تجمعني بفيصل بكلمات صماء مجردة خطت على ورق !

.............................. .................... .............................. .....

.
.
.
.


أعتذرت امي من أبو شاهين و أخبرته أن منار مريضه و أنها تريد ملازمتها ...

أستغربت في العاده أمي توكل لي مهمة ترتيب الفوضى و ملازمة المرضى !

.
.
.

أم جاسم : كلمج شاهين ؟

غالية : لا .. ليش ؟

أم جاسم : مو انتي تقولين أنه كان معاكم أمس ..

غالية : أي .. بس من طلع ما أتصل ..

أم جاسم : أتصلي عليه و خليه يجي ..

غالية مستغربه : ليش ؟

ام جاسم : عشان ما يكرر الغلطه .. خلى عليا قبل عشان كلام الناس عني و يمكن اللحين يفكر

يخليج عشان اللي اعرفه عن منار .

غالية بمكابرة : على وجهه .. ما يهمني ..

أم جاسم : لا يا غالية مو صحيح أنه ما يهمج .. خاصه بعد اللي صار .

غاليه و علامة الاستفهام ترتسم على وجهها : و شنو اللي صار .

أم جاسم : شنو بعد .. السالفة اللي تطاق هو و عزام عشانها و ناديتي أبو شاهين يفك بينهم

غالية أسود وجهها لتختار الكذب : ما صار شي .

أم جاسم : بس هذا مو كلام شاهين اللي قاله لأبوه لما أسأله ..

غاليه تقف مصدومه : قال لأبوه ! ... ليش قاله !

أم جاسم : من حسن حظج أنه قاله عشان لو فكر بس أن ينكر يكون عندنا شاهد قوي ..

غالية : اللي صار عادي و حنا ما غلطنا مو لازم نسوي عرس عشان نكون متزوجين تكفي

الملكه و اللحين إذا هو ناوي يطلق أنا ما عندي مانع ..

أم جاسم تأخذ الهاتف لتصل بأبو شاهين من جديد : جيب شاهين و تعالوا .

غالية : أنتي شسويتي ؟! ... تبين تفضحينا ؟!!

أم جاسم : أبو شاهين عارف سوالف عياله و حتى سالفة ولد أخوه الخايس اللي أخذ من أبرار

الصور و خط هو وياها يجرون منار ...

غالية بذهول : ضاري ولد عمهم و أبرار ! ..

ام جاسم : أي في الليلة اللي صادو فيها أبرار كانت أمل موريتني صوره لمنار ماخذتها من

موبايل مشاري رحت و قلت لأبو شاهين يومها بغى يكلم مشاري بس تأخر و عرفنا بعدين أنه

أنمسك بشاليه عمه مع ضاري .. بعدها بيوم راح أبو شاهين لضاري و سأله عن الصور و قاله

ضاري أن وحده من النت هي اللي وصلتهم له و انه مو عارف شلون مشاري أخذ الصوره

غالية : ومدامج عارفه كل ها السالفة ليش ما تكلمتي ..

أم جاسم : مثل ما قلت لج أنمسكت أبرار و حسبت ان الشر أندحر بس ما هقيتها توصل لهدرجة !



و بعدين خفت تكبر و يعرفون أخوانج و يصير فيها مذابح .. يعني لو عزام يعرف بضاري

بروح يذبحه ..
غالية : ماعج حق مفروض عزام با المره ما يعرف بها السالفة على أنها راح تساعد منار

و تبين له أنها بريئة ...

.
.
.
.
.
.

طلب مني والدي أن أرافقه لبيت أم جاسم . .لابد ان غالية لجأت لوالدتها الماكره بعد أن

أن خافت ان تفقدني بعد أن صحوت على عظم ما أرتكبت بحق نفسي !

.
.
.
.
.

اتى مع والده و علامات عدم الرضى واضحه على معالم وجهه الساحر !

.
.

غالية بعد أن طلبت من ابو شاهين والدتها أن تختلي با شاهين : ليش عملت أبوك با اللي صار بينا ؟

شاهين : ما قدرت أجذب عليه و تذكري أنتي اللي رحتي له و جبتيه يفك بيني و بين عزام ..

غالية : فهمت يعني أنا غلطانه و يمكن متعمده أناديه عشان يصير شاهد ...

شاهين : ما قدر أجذب عليج و أقول أن ها الفكره ما جت في بالي ..

غالية تبتلع ظلمه : أنزين ممكن تقولي منو بعد عرف بما انك ما تحب تجذب ..

شاهين بتردد : مشاري ..

غالية تخبأ وجهها بين كفيه لتكف خيبتها : ليش .. حرام عليك ليش تفضحني ..

شاهين : أستغفر الله .. أنتي زوجتي يعني شلون فضحتج ..

غالية : تمشي بين أهلك و تعلم با للي صار و تقول ما فضحتج ..

شاهين : إذا بتسوين دراما عشان شاكه اني تراجعت عن زواجي منج فا ستريحي أنا ناوي أكمل

....

غالية : المهزله !

شاهين بصراحه مؤلمة : الغلطه !

غالية : معفي يا شاهين ... أنا ما أطالبك بشي .. طلقني اللحين .

شاهين :أنا عارف ان لو المسألة راده عليج أهم ماعليج عزة نفسج و انج لا يمكن تقبلين بواحد

مترد بزواج منج ... بس اللحين المسألة كبرت بمعرفة عزام و ابوي و امج وما قدامنا إلا نكمل

الموضوع و بعدين محلوله ..

غالية : يعني تقصد نتطلق ..

شاهين : بعد مده ... بس ابيج تعرفين المسألة ما تتعلق فيج أنا أحس أني تسرعت و ما ابي أظلمج معاي و اخبي مشاعري و أوهمج بشي مو حاس فيه ..

غالية و الألم مزق قلبها : أنت خسيس و جبان و مو الأنسان اللي حبيت في يوم ..

شاهين برود : قولي اللي يريحج .. مقبوله منج و أنا متفهم شعورج .

.
.
.
.

متفهم لشعوري !

أي متجبر معتد بنفسك أنت ؟!!

كيف تقول أنك متفهم لما أشعر به وتمادى بجرحي ؟!!

لو كنت فقط تشعر بوخزة مما اشعر لما كنت الآن فوق الثرى ! . .

لو كنت تفهم من أحساسي شيء لما تركتني مهملة على مقاعد الأنتظار لتأتي متأخرا و تخبرني

أنك تراجعت !

تريد ان تعرف الآن أين تركتني على موجة الأحساس ...

بمدائن الوهم التسكع بطرقاتها ممزقة يتخطفني كل مار ليبصق بوجهي السوس لينخر مشاعري

حتى قدوم الخريف ...

.
.
.
.
.

عندما نغلق باب للوصال قد نكون فتحنا مدائن للأنتقام !

لتبعنا جواسيس خبيثة تجمع خيوط مهازلنا لتعلقها على قصورنا زينه !

.............................. .................... .............................. ..

 
قديم   #28

جود ي الحلوه


رد: ينابيع الراحلين


ينابيع الراحلين

السادس والعشرون








الجزء السادس و العشرون :

.
.
.

نفتعل لعبة داخل اللعبه لعلنا نحضى بفرصه

لينتهي الوقت بنا لنلعن العقده !

لكن من منكم بريء من تعقيد العقده ؟

نعم .... من أراه هناك بعناد يرفع يده ؟!!
.
.
.
.

مرت الأيام بطيئة مثخنة با هموم ثقال و لم يزد مرور الوقت المسألة إلا تعقيدا حتى تشابكت

الحلول المحتملة مع الأماني المستحيلة ..

أصبحت أرى بوجوه كل من أقابل الأزدراء ! ... شعرت بأن الكل يخبر الكل عن خيبتي

ضاق بي المنزل الذي ضمني طفلة و شابة و لم يعد قادر على أمدادي بشعور الأمان فا بين

جدرانه أهنت نفسي با التهاون و روعتها بتصغير الحقائق حتى تعاظمت و اصبحت وزرا !

لم أعد قادرة على الخروج من غرفتي خوفا من لقاء عزام أو جاسم صدفة ..

والدتي هي الأخرى لم أتقبل فكرة أنها تعرف ما حدث معي با الأخص هي التي دائما

سمعت مني محاضرات أخلاقية تفنت فيها بأنتقادها و تعرية فضائلها و تسليط الضوء على

أنحرافاتها الأخلاقية من وجهة نظري الضيقة !

شاهين مسبب آلامي هو سببي الأعظم با الهروب عن أقرب محيط يجمعني به .. لا أريد أن

تجمعنا مساحات مغلقة نلتقي عليها في الغالب صدفة ... المتكبر المتمادي بطعونه سبب بثرثرته

أحراجا لي أمام كل من أقابل أو أرى من بعيد .

لذا أول ما تبادر لذهني هو الفرار بما تبقى لدي من عزة نفس لمنزل متخاذل آخر .. رجل أتحفني

بعدم مبالاته رجل لم يضمني لمنزله ولو ليوم واحد !

ذهبت له من دون دعوه نافيه نفسي لغربة أعرف أن ساكنيها يعيشوا غربة موازية سيرحبوا بي

فيها .. فهم على شاكلتي عانوا على يد نفس المغامر الذي يراهن بكل ما يملك ليتدين على أمل ما

سوف يملك ! ... ليخسر كل كل ما يملك من جديد و هكذا دواليك ...

الحياة با النسبة له لعبة وراء لعبة على أمل مكسب في الافق ... لكنه يتناسى أنه لا يجني منها

دائما إلا الأذى لمن حوله ..

وأي فاشل هو و أي مصيبة متمثلة بأب !

.
.
.
.

أم عبدالله : لا يا أمج الغرفة لج كلها أنتي وراج دوام الصبح و محتاجة هدوء ..

غالية : بس أنا ماجيت عشان أضيق عليكم ..

ام عبدالله تقاطع أعتذار غالية الغيرمباشر : لا و الله ما أنتي مضيقه علينا انتي اللي موسعتها علينا

الله يوسع لج دنيا و آخره لو ما الفلوس اللي تعطيناها كل شهر جان حالتنا حاله ..

غالية : طلبتج يا خالتي لاتذكرين ها الموضوع ثاني مره انا حسبة بنتج و اللي عندي عندج ..

.
.
.

زوجة ابي أمرأه مستضعفه اراها على النقيض من والدتي تعيش في أحوال صعبة خلقها والدي

بمغامراته المالية التي في الغالب لا تعود عليه إلا با الديون .. صابرة هي لا تشكو همها لقريب

أو بعيد .. تدعي بأن كل ما تمر به مؤقت و تؤكد هذا لأخوتي و تتباهى بوالدي الذي تعرف يقينا

أنه حاله ميؤوس منها .. فا والدي رجل معتد بنفسه إلى حد الهزل ! ...

و لطالما تسائلت متى سوف تمل زوجة أبي منه لتهجره كما هجرته والدتي .. لكن هي لست

كوالدتي ..أم عبدالله لا يمكن أن تفكر بزواج بآخر و آخر و آخر حتى يأتي صاحب الصوره

الذهنيه المختزلة لرجل كامل بلا نقائص !

لكن أجد بعد كل هذه السنوات أن والدتي كانت محقه بتركه فهو حاله ميؤوس منها !

أخبرتني خالتي ذات مره أن أبي هو الرجل الوحيد الذي تزوجته أمي و هي متيمه به .. و هو

الوحيد الذي أرادت أن تعيش معه إلى الأبد لكنها لم تستطع أن تغض البصر طويلا فا أكبر

مساوئه يغضي على مستقبل أسرة ...

و كم كانت مصيبه أمي !

.
.
.

أبو ناصر : لا تجذبين علي .. انتي تعطينها فلوس ؟

غالية : قلت لك انا ما أعطيها شي .. يمكن أخوانها يعطونها ..

أبو ناصر : لا ما أظن ..

غالية : و أنت ليش ما تبيها تاخذ من أحد إذا أنت ما تعطيها ..

أبو ناصر بانفعال : و من يقول أني ما أعطيها .. شاكيه عليج هي ..

غالية : ما يحتاج تشكي علي الوضع قدامي واضح ..

أبو ناصر معللا : أنا أمر بأزمة مالية بسيطة .. بس لقيت لها حل و بتحسن الأمور عن قريب

أن شاء الله ..

غالية : هذا الكلام أسمعه منك من و انا صغيره .. تذكر كل ما جيت تزورنا تقول المره الجايه

باخذكم تعيشون معاي و تجي المره الثانية و ما تاخذنا و عذرك خسرت با التجارة أو أسهم

أو نصب عليك واحد ألخ ... ودايما كنت توعد أن الأمور راح تتغير و تتحسن بس هذا أنت

مكانك سر !

أبو ناصر يستخدم الهجوم و سيلة لدفاع : يعني أنتي جايه تزوريني عشان تغثيني ..

غالية : انا مو جايه لزيارة أنا ناوية أعيش عندك ..

أبو ناصر بنبرة أستغراب : تعيشين عندي ؟! .. قصدج بتقعدين لين عرسج ؟

غالية : ما في عرس أنا أبي أطلق من شاهين ... بس مثل ما تعرف أبو شاهين زوج أمي و يمكن

تتعقد علاقتهم لما أطلب الطلاق فانا ابي أبعد عنهم عشان محد يتحسس من مسألة طلاقي ..

ابو ناصر : مو هذا كان كلامي لج أول ما علمتيني با الموضوع .. مو قلت لج الوضع بيصير

حساس بما انه زوج أمج بس انتي ركبتي راسج و قلتي أنا أعرف بمصلحتي من واحد أشوفه

با السنه حسنه .. ما علينا ما قلتي لي شنو سبب بالطلاق ؟

.
.
.
.

تمنيت لو لدي الجرأة أو علاقتنا بأسمى حالاتها حتى اخبره بكل شيء لكن وجدت تحوير السبب

و مقاربته للحقية هو الأسلم ... فانا أحتاج له سند و معين فا أبي با الرغم من كل عيوبه إلا أنه

رجل حر يؤثر عزة نفسه على مصلحته .. يأبى الهوان و الخضوع ..

و هكذا فضلت تقمص شخص عليا .. و سردت أسبابا أستند عليها شاهين الجبان عندما قر

نحر مشاعر عليا لتموت بطء .. و أسبابا تخصني أنا على و جه الخصوص!

.
.
.

غالية : مو قادر يتحمل كلام الناس عن أمي المزواجه و عن ناصر المدمن وعن أبوي اللي

الديانه يسيرون عليه كل جمعة .. تقدر تقول أستوعب أن زواجه مني غلطة بيطلع أثرها على

عياله .. با المختصر شاهين ما يتشرف فيني أم لعياله بس ملتزم قدام أبوه فيني !

أبو ناصر بعزة نفس : حنا اللي ما تنشرف في أنصاف الرجال اللي يهمهم كلام الناس ... و أنتي

يا غالية اللي ياخذج كاسب وربحان ..لا شوفج زعلانه و ضايق خلقج اللي مثله ما عليه حسوفه

غالية : انا مو زعلانه بس أنا أبي أتطلق بسرعه لأن شاهين جبان يبي يخليها براسي و ما يبي

يواجه أبوه و أخواني فا يا ليت أنت اللي تطلب منه يطلق بهدوء و من دون حتى ما تاخذ و تعطي

معه لأنه ما يستاهل ينحط له قدر ..

أبو ناصر : إذا تعرفين رقمه عطينياه و انا بخليه يطلق و رجله فوق رقبته ..

.
.
.
.............................. .................... .......

.
.
.

طلقني ...

بكل بساطه فعل ! ...

و لدهشتي بكيت بحرقة حتى ودت أن أختنق و أموت ..

كرر فعلته بطريقة اخرى .. أعتدى على روحي بدل جسدي هذه المره .. كبلني با قيود أثقل وزاد

بتعذيبي .. نبذني المره تلو الأخرى .. يكرر رفضه يكررها حتى تفيض بها نفسي لأرفض أن

أصفح أو أن أسامح حتى روحي !

.
.
.

أم أبرار : ليش تبجين .. بعد سواد وجهج تبينه يخليج على ذمته .. هذي جزاته أن بقى يستر عليج

أبرار تشهق بدموعها : يستر علي ! يستر علي و هو اللي كشف ستري ! ... يستر علي و هو

سبب اللي أنا فيه ... ذبحني و رد و ذبحني .. ما يبرد حرتي إلا شوفته ميت قدامي ..

أم أبرار بحرقة : ما راح يموت إلا أنا من فعايلج .. حسبي الله و نعم الوكيل .. حسبي الله ..

أبرار تبكي بمرارة : أدعي الله يا خذني .. أدعي الله أني أموت قدامج اللحين قبل ما أرتكب في

ولد أختج جريمة ..

أم ابرار تقترب من أبرار التي تضم وسادتها باكية : أدري تكرهينه و أنا بعد اكرهه .. بس أنا

أحبج .. أنتي ما تحبيني .. ما أهمج ... لو يصير لج شي أموت أنا أميمتج اللي أنتي حشاشة

جوفها .. أنا اللي مهما سويتي أحبج و لا يمكن اكرهج .

أبرار تترك وسادتها و تسارع باحتضان والدتها : قلبي يحترق أحس با الحقد و الكره ما عدت

أحب أحد حتى أنتي صرت اكرهج .. ليش أمنتيهم علي ... ليش خليتيني بروحي و انا جاهل

مراهقه منعمي على قلبي .. ليش ..

أم أبرار تشارك أبرار بكائها : ليتها با التمني يا أبرار و أرد الأيام و ما تنامين إلا بحضني ..

.............................. .................... ................
.
.
.
.

ليست با الخصم الهين .. توسطت الدار بحجة أن صغارها يكرهون ضيق غرفهم !

و هكذا أنخرطت زوجة أبي بحياتها الجديدة بكل سلاسة و بدأت رويدا رويدا با أستلام كل ما

يخص هذا المنزل !

.
.
.

أم ماجد : روحي جيبي منها مفاتيح المخزن و إلا بروح لها و أقطع لها شوشتها اللي نافشتها ..

نايفه : يمه طلبتج طوفيها ها المره .. هذي جاهل أدور المحارش لا تعطينها مجال .

أم ماجد : أجل تبيني أسكت لها لين ما عاد يصير لي كلمه في بيتي ... من جتنا و حنا في كدر

الله يكدر عليها و يقدر عليها و لا عاد يصير لها حس في ها البيت .

ماجد الذي كان يتصفح الجريده : أنا عندي فكره بتبرد حرتج فيها و تعلمها أن ما حنا طوفه

هبيطه ..

أم ماجد بحماس : شنهي فكرتك ...

.
.
.
.
.

أبو ماجد : و أنتي و شدراج أن بدورهي اللي ما خذه مفاتيح شقتج ؟!!

أسماء : الخدامه قالت لي أن أول ما طلعت من الشقه و قفلتها إلا بدور قدامها أخطفت منها المفاتيح وأنحاشت ..
.
.
.

أبو ماجد بعدما أستدعى بدور : بدره أنتي ماخذه مفاتيح شقة خالتج أسماء ؟

بدور مدعيه البرائه : الخدامه عطتهم لي لما سألتها وين مفاتيح المخزن اللي خشتهم خالتي أسماء

عنا عشان ما ناخذ شي إلا بأذنها !

أبو ماجد يلتفت على اسماء : أنتي ماخذه مفاتيح المخزن ؟!!

أسماء تبرر : أخذتهم عشان أنظف المخزن و لقيت فيه أغراض واجد و أستغربت أن المفتاح

محطوط با المطبخ قدام الخدم ياخذونه متى ما بقوا و مثلك عارف المال السايب يعلم السرقه ..

أبو ماجد : شاورتي أم ماجد ؟

أسماء : لا ما شاورتها .. لأني ما أعتقد أم ماجد تهتم في ها الأمور ..

أبو ماجد : إلا تهتم و إلا جان ما سلطت عليج بدور تاخذ مفاتيح شقتج عشان تفشلج قدامي ..

و إلا شرايج يا بدره ؟

بدور تبتسم لأبيها : من حفرة حفرة لأخيه وقع فيها ..

ابو ماجد يبتسم لبدور : روحي لأمج وقولي لها من اليوم وصاعد مفاتيح البيت كلها بما فيها شقة

أسماء هي المسؤوله عنهم ..

أسماء بعدما خرجت بدور : شلون يعني مفاتيح شقتي بتكون بيدها !

أبو ماجد : أنا قبل ما أجيبج هني معلمج و محذرج تعدين حدودج .. بس أنتي شفتي غلاتج

و كبر راسج تحسبين يوم أجيبج للبيت أني أرخصت في أم ماجد .. علم يوصلج و يتعداج

يا أسماء أن شكت منج أم ماجد و إلا أحد من أهل البيت سواء عيالي و إلا الخدم ما تقعدين على

ذمتي ليلة وحده و عيالي با خذهم منج و أنتي ذكية تعرفين مصلحتج . و جانج تبين الستر

و العيشه أمشي معاي سيده ..

أسماء بتباكي : أفا يا أبو ماجد ما هقيتها منك .. أنا تشك فيني و تحسب أن اهتمامي في أمور

بيتك للمغثه .. أنا من علمتني انك بتجيبني لبيتك و أنا الفرحه مو سايعتني قلت أخيرا عيالي

بيشوفونهم أخوانهم و يفرحون فيهم و انا بعيش معززه مكرمه قدام الكل ... ام ماجد الله يخليها

لعيالها مو طايقتني و إلا لو راده علي ما فارق مجلسها و أنا و هي خوات ..

أبو ماجد : لا تومرين على خدمها و لا تسلطين على اللي يخصها أن جانج صاجه و ما تبين لها

المغثه ..

.
.
.
.
.

نعم أسماء تمدني بأحاسيس تنازلت عن حقوقي بها منذ أمد بعيد .. فا أم ماجد منذ زمن ليس

با قريب حكمت علي بأن أكون أخا لها ! ..

"كبرنا و ما راح ما يعود" .... هكذا كانت تردد علي طيلة السنوات الماضيه ..

لا أعرف ماذا حدث لها غير خط للمشيب تدرج على غرتها .. كيف تحولت من أنثى تستمتع

بدلال بين يدي .. إلى عجوز تهرب من مشاركة فراشي !

و في لحظة ضعف أستسلمت لعرض من فيصل لتوضد علاقتنا المالية با علاقة أسرية تجمعنا !

لأعيش لحظات سعيدة أشك أن تكون متبادله ! .. فا مهما خدعت نفسي إلا اني أعرف يقينا أن لا

سعادة لفتاة لم تكمل العشرون عاما مع رجل تخطى الستين من عمره ! ..

علمت هي .. أم لنقول علمت والدتها بما أفكر من دون أن أصرح به .. لذا كانوا الأطفال هم الحل

و أنجبت أسماء لي طفلي الأول لتبعه با الثاني .. و أتيقن أخيرا أنها لن تذهب إلى أي مكان حتى

تتأكد من موتي .. و حتى ذاك الحين سأتركها وسط حلقة خداع و تسلط أضيقها و أوسعها متى ما

أردت حتى أراها تجاهد في سبيل رضاي .. أنا المستفيد الأكبر في هذه المعادله أما هي

فا الخاسر الأكبر بلا منازع !

.............................. .................... ..............

حظيت بورقة الخلاص .. طلقني !

لابد أنه يشعر براحه نفسية توازي فرحتي براحه الأبدية .. نعم الأبدية با التخلص من مستقبل

مظلم مع زوج يملأ عقله الشك و قلبه الكره ..

مهما كانت تداعيات الفضيحه او طلاقي انا سعيده جدا !

نعم سعيده فا برجوع با الذاكره للوراء فقد كنت متأكده بأني لن أعيش سالمة لهذه الساعه ...

عدت لمنزل والدي لكن من دون أن تتركني والدتي فقد تكفلت هي و ابو شاهين بزيارتي

و مساعدتي على التنقل من الكلية إلى المنزل في فترة الأختبارات ..

أما جاسم أنقطع لفترة ليعاود الأتصال بي ليدعوني لقضاء نهاية الاسبوع في منزله ضيفه عزيزه

أردت أن أرفض بسبب سلوى لكن خجلي من لطفه منعني و وافقت على مض ..

أما عزام فا زياراته لعذوب لم تتوقف فا هو يخط لأتمام الزفاف بأقرب فرصه و عذوب

مستسلمه لهذه الخط !

.
.
.

عبير : مفروض عذوب ما تستعجل و تأجل سالفة العرس خاصه بعد اللي صار أنا للحين كل ما أذكر شكله وهو منجن يرجف قلبي ..

منار : مو معقولة بننسى كل حسناته عشان سالفة أنا الغلطانه فيها ..

عبير : ولو حتى لو غلطتي مفروض تكون ردة فعله أعقل أنا أعتقد لو أنتي اللي فتحتي له الباب يمديج ميته .. يا .. الله لا يعودها من ساعه ..

منار : عبير أنتي مصدقه أني بريئه ؟

عبير بثقه : أكيد .. مهما كان بينا أنا أعرف اخلاقج و أنا أصلا مستغربه أن عزام شك فيج من الأساس مفروض هو اللي يعرفج من يومج صغيره ما يشك فيج ..

منار : عزام معذور .. هو ما قدر يشك بشوفه و يصدقني .. الحمد الله اللي انتهت السالفه على جذيه ..

عبير : منار تعتقدين جاسم قال لسلوى عن اللي صار ؟

منار بقلق : مدري الصراحه خايفه .. عندي يدرون الناس كلهم إلا سلوى ..

عبير : إذا لمحت لشي لا تسكتين لها ترى ها النوعيه تستقوي على اللي تحسهم ضعيفين .. بيني

لها أنج قويه و ما همج شي ..

منار : أكيد هذا اللي بيصير أن قالت كلمه أو لمحت بشي راح أوريج فيها على أني مو حابه أسوي مشاكل لجاسم لأني عارفته بيوقف معاي ضد سلوى بدون نقاش ..

عبير : أنتي لا تسكتين عن حقج و هي إذا شاريه خاطر جاسم ما راح تلمح لشي إلا راح تشيلج فوق راسها ..


.............................. .................... ....................

المتسامحون " جدا " مع أنفسهم لايرون مقدار خطأهم ولو كان بحجم جبل !

.
.
.
.

غضبي منها ألتهب بعد جلسة مغلقة ألقى بها والدي محاضرة في حسن إدارة العلاقة الزوجية

دلال زوجتي الخبيثه أختارت أسهل الطرق و لجأت لوالدي لتقزمني و توجه رسالة مبطنه مفادها

" أن هي المتحكم " !

.
.
.
.

جراح الذي أحتقن وجه بدم الغضب : اللحين أبوي و شدخله بمشاكلنا .. شايفتني جاهل قدامج

و ما يسنعني إلا ابوي ؟!!

دلال : مو أبوي و أبوك هم اللي زوجونا و قروا عنا حياتنا خلاص خلهم يكملون المسيره ..

جراح : بفهم أنتي تعانديني و إلا تبين تقهريني ؟!!

دلال : لا هذي و لا هذي أنا ما أحب أحد يظلمني



جراح : و شلون ظلمتج يا مدام ؟

دلال : ظلمتني بقرار ما كان بيدي أختك و أخوي تزوجوا و مرتاحين مع بعض على الآخر

و أنت هني مطين عيشتي و زعلان و تهدد بعد بطلاق ..

جراح : أنتي هبله و إلا تستهبلين ؟! .. تسترج على سالفة عرس أختي اللي دبرها أخوج أكيد

بمساعدتج هي على قولة المثل القشة اللي قصمت ظهر البعير ...أنتي عارفه اللي مضايقني منج

هو جذبج و عنادج و أستهتارج . .أنتي يا مدام ما تبين من الزواج إلا الطلعات و الوناسه .. و أنا

لعلمج كنت مستعد أسامح و انسى أول ما تعتذرين وتوعديني أنج ما عاد تجذبين علي بس اللحين

يوم صغرتيني قدام أبوي و وصلتي لي رايج فيني أني مو كفو أكون رجال و أحكم بيتي أقولج

و أنا ضميري مرتاح .. انتي طالق .

.
.
.
.

أيعقل .. طلقني جراح بكل بساطه من دون حتى أن يتردد و ينذر ويتوعد !

أيعقل اني طردت من الجنة و أنا أحاول أن أرسخ وجودي فيها ! ..

لم ألجأ لعمي إلا لأني شعرت بجفائه و عدم تقبله لأي عمل صالح أقوم به ... حتى أني شعرت

بتحولي لشخص والدتي و أنا أحاول أسترضائه بأفعالي المتذلة .. أردت أن يلين عمي قلبه و

يتذكر أني ظلمت وزوجت له غير راغبة على يد والدي الظالم .. أردته أن يتذكر أني أمقت

الظالم لأهل داره لكنه خيب ظني به عندما كان علي أشد ظلما .. نعم أشد ظلما لأنه أفاض علي

من منبع الحب و أمدني بشعور السعاده ليسلبه مني فجأه ... دلني حتى أفسدني ثم أراد مني أن

أتأقلم مع أسلوب معاملته الجديد !

.
.
.
.
.

منبوذه هكذا شعرت بعدما عادت دلال منتحبة ليلتف الكل حولها إلا فيصل !

.
.
.

تهاني : طلقها !

فيصل بعد مبالاة : يا قلبي يا تهاني حطي لي الغدى تراني ميت من الجوع

تهاني المستغربه : اللحين انت عادي عندك دلال تطلق ؟!!

فيصل : لا طبعا بس جاهل ماخذ له جاهل أكيد من أول مشكله بتواجههم بيكرهون بعض و

يتطلقون .. و أنا ماني معور راسي مع مشاكلهم التافهه ..

تهاني : مع أحترامي لرايك أخوي جراح عاقل ما هو بجاهل ..

فيصل : عاقل و إلا جاهل مو حاب أختلف معاج بسبب أخوج و أختي .. و نصيحه مني بعدي

عن الموضوع و لا تقربين منه بأي شكل لأن ما راح ينولنا منه إلا عوار الراس ..

.
.
.
.

منطق فيصل في النظر للمسألة غريب ... شخصيا اجد نفسيا ملزمة أخلاقيا أتجاههم .. هو أخي و

هي أبنة عمي التي حكم عليها با الزواج بسبب رفضي لفيصل ! ..

لذا ما كان مني إلا الأتصال با جراح للأستفهام عن ما جرى ...

.
.
.

جراح : و هذي كل السالفة .. قهرتني و حسبت لقلت طالق بتبرد حرتي بس ما زادتني إلا حره

تهاني بفرحه : يعني ناوي تردها ؟

جراح : لا طبعا .. على أن فراقها مقطع قلبي بس أنا عارف ان اللي سويته هو الصح .. دلال

أنانية و ما تحب إلا نفسها تخيلي تهاني تعيشين مع واحد يسخرج كلج لوناسته .. دلال تستخدمني

فاهمه شنو تستخدمني .. أنا مفتاحها للحرية و بس هي ما تعدني شريك و لا أصلا شخص بروح

مستقله لها أحتياجات لازم تلبيها با المقابل ..

.
.
.

لو كان جراح أمامي لسارعت بضمه و تخفيف عنه .. لأول مره أشعر أن أخي الأصغر رجل

كبير يحمل عقلا ظلم أمام فارق العمر الذي يفصله عن أخوته الكبار ..

وصفه لحالة دلال دقيق .. و مقدرته على تحليل الوضع و هو بداخله مثير للأعجاب فا كم منا

يستطيع قياس سرعة الريح وهو داخل أعصار ... جراح شخص دائه ووصف علاجه و تناوله

مرا علقما ليتأكد من شفائه ..

.............................. .................... ............

.
.
.
.

بأتصال هاتفي والدها فاجأني .. ليطلب ورقة طلاق أبنته من دون شوشره و يعفيني من أي

ألتزامات أخلاقية أنا بصد حملها .. لا أعرف با الضبط ما أخبرته به غالية لكن من المؤكد أنها

اخبرته بما يغيظه و يدفعه لمحادثتي بكثير من الغضب ..

لم أسارع للمحكة لأطلقها بل سارعت في اليوم التالي لمقر عملها .. تجاهلتني و كأنها لا تعرفني

و لم تعرني أهتمامها إلا بعد أن وقفت امامها با المكتب مستخدما صوتي الغليظ !

لتخلص من الموقف الذي وضعته بها وافقت على ملاقاتي بأحد المقاهي ...

.
.
.

شاهين :أنتي شقلتي لأبوج ؟

غالية : قلت له الحقيقة ..

شاهين : ما أعتقد .. لو قلتي له الحقيقة جان ما قال لي طلق بنتي ..

غالية تدعي عدم المبالاة : تراك حيل مكبر السالفة حنا ما سوينا شي غلط تزوجنا على سنة الله

ورسوله ما توالمنا و قرنا نتطلق .. الأمر بسيط جدا .. وأبوي رجال عقله كبير و متفهم .

شاهين يمسك هاتفه بنية الأتصال : الحين أتصل على ابوج و أسأله أن كان يدري أن السالفة

تعدت الملكه أو لا..

غالية تخطف هاتفه من يده : عن السخافه .. أنا أعطيك منفذ أطلع نفسك منه ليش ما تستغله ..

شاهين : لأني ملتزم فيج أخلاقيا ..

غالية بتذمر : يا ابن الحلال أنت ليش مو راضي تفهم أنا أعفيك من ها الألتزام ..

شاهين بحده : و بعدين معاج مو اللي نقوله نرد نعيده .. و بعدين أنسي كل اللي قلته آخر مره

عشان ترتاحين و تريحين ..

غالية : أقدر أنسى كل شي إلا اللي قلته آخر مره .. انا نفسي طابت منك و ما عاد تلزمني

و لا يمكن اتحمل أن يجمعني فيك مكان لو بس لشهر ..

شاهين برود : ما عليه تحملي لأن الزواج بيتم سواء رضيتي أو لا و ترى أن ركبتي راسج

بروح بنفسي و اعلم أبوج ..

غالية تقف غاضبه : أكرهك ..

شاهين يقف با المقابل : ليتني أصدق على الأقل ضميري يرتاح بس أنا عارف صعب تكرهيني و

أنا محلي قلبج من سنين .. عارف ان كل اللي تسوينه محاولة منج لتطيب خاطر نفسج !
.
.
.
.

كم هو لئيم يحلل تعابيري ليقرأها جهرا أمامي حتى استسصغر نفسي و اعرف أن لا مفر من

نفسي الذليلة التي تضع العراقيل لتزيحها بثواني ..

أعاند نفسي و أتبعها لأنهرها لأسابقها بغفله لحيث الأماني ..

شاهين لا يستحق كرهي بل نفسي العدوه هي من تستحق كل مشاعري السلبية !

مشاعري التي تثور لمجرد رؤيته .. مشاعري الحمقاء التي تحول كل كلماته العكره لعذوبة و

صفاء .. ما أن تخرج كلماته على أختلاف معناها بصوته الرخيم حتى أجدني مستمعه مستمتعه !

و ما أن يغيب وجهه الحبيب و أرجع للخلوه حتى تعاودني أنفاس الغلظه بكلمات جردتها من نبرة

صوته لأحللها و أتيقن على أثرها أني أستحق الشفقة !

.............................. .................... ...............

.
.
.
.

لا انوي هذه المره التراجع و سألقي بكل ثقلي و لن ابالي فا فرحتي بحريتها توازي فرحتها إن

لم تكن أعظم ...

.
.
.
.

منار و علامات الغضب على محياها : ترى عيب يا أستاذ تناديني من بين زميلاتي ..

مشاري يبتسم لها و يتأمل عينيها : حتى أنا ..

منار مستفهمه : حتى أنت شنو ؟!

مشاري : عندي نفس الشعور تجاهج ..

منار تبتسم بأزدراء : جبان ومو قادر تصرح بشي ممكن أرفضه .. عن أذنك يا أستاذ .

.
.
.
.

لا أرى أمامي أي كائن الضباب هو محيطي و السكون رفيقي ...

لا .. أي سكون اتكلم عنه .. نبضات قلبي المتسارعه تنذر بأنفجارات مسموعه !

لا لا لا منار .. لا تذهبي بذالك الطريق .. إن كان يريدك عليه أن يكون شجاعا و لا يلتف على

الكل ليعبر عن مشاعر محرمه ...

لا .. لن أفكر به من جديد .. نعم قررت !

.
.
.
.

هل عندما وصلت قررت الأنسحاب ... أي خيبة منيت بها !

من المؤكد أن مشاعرها المراهقه تبدلت بلمح البصر بينما مشاعري الناضجه ترسخت بعد طول

ليالي السهر ..

ثكلتك أمك منار كيف جعلتي مني أحمق عن جداره ... متمرسه أنتي و تصلحي أن تكوني

محاضره .. لا أفهم ما سوف تفيدك شهادتك و أنتي على الحسن حارس !

.............................. .................... ...............

.
.
.

في البقاع الخاليه لا نحتاج لأوشحتنا ستارا و في الظل الملونه منها ليس لها اهميه

لكن التفريط بها تحت ضوء الشمس حماقة

 
قديم   #29

جود ي الحلوه


رد: ينابيع الراحلين


ينابيع الراحلين

السابع والعشرون






.
.




الجزء السابع و العشرون :

.
.
.
.

عندما تصنع تجويفا للحيرة فأنت تلزم نفسك على رؤية الصورة بثلاثة أبعاد ( طول x عرض x

أرتفاع ) ...

فتعمق الحيره حتى تصبح بحدة سيف .. و تحدث شق ينحصر بطول x عرض !

.
.
.
.


أصبحت رادار يترصد لي كل خطوة بأي أتجاه صحيح أم منحرف لصحيح ..

تريد إثارة معركة من شيء و لا لشيء ... لا اعرف ما علتها بتحديد !

هل هي ضجره جدا لدرجة تكريس أهتمامها أربع و عشرون ساعة لي أم هرموناتها المتغيره

تلسطت علي أنا با الذات حتى أصبحت غذائها المعتاد ! ...

بدء الأمر بعد أن حدثت لها تغيرات بسيطه لم يلاحظها إلا هي ليصبح نومي مبكرا بسبب بسيط

كا التعب بعد يوم طويل من التسوق لطفل الذي سيلد بعد شهور طويله من الآن له معنى واحد

هو أني لم أعد راغبا بها كا أنثى !

حتى مشاهدتي لتلفاز أصبح موضع شبه ... و أكثر ... لا أخرج من المنزل لأي سبب حتى تفتح

لي محضر متهمه أياي با تجاهلها و عدم الأهتمام بها ..

و الآن أتى موضوع جديد ليضاف لقائمة الأتهامات !

.
.
.
.

نجلا : يعني ما قريت الكتاب اللي عطيته لك ؟

سلطان : يا قلبي يا نجوله أنتي ما قريتي عنوانه " كيف تتواصل مع طفلك " من عنوانه أنسي أقراه ..

نجلا : و ليش عاد ؟!!

سلطان يسهب بمحاولة أقناعها : اللحين ممكن تشترين كتاب لأستخدام اللغة الأنجليزية با المواقف

اليومية و ما يفيدج بشي لأنهم يحطون لج قوالب من مواقف ممكن ماتصير لج و يحطون

حوارات معلبة ممكن ما يستخدمها اللي تحاولين تتواصلين معاهم و تضيعين أنتي با الطوشه و

الكتاب اللي عطيتيه لي ماشي على نفس المنهج .. يعني أنتي تقدرين تضمنين أن ولدنا أو بنتنا

بتصير ردات فعله مثل ردات فعل الأطفال المذكورين با الكتاب عشان نسلك معاهم نفس السلوك

المنصوح فيه ؟

نجلا : و أنت تعتقد ان الكاتب جايب شي من مخه .. هذا متخصص درس لسنوات طويله

و بحث و استنتج و عطانا الخلاصة بها الكتاب ..

سلطان : أنا مو مقتنع و بعدين هذا واحد أجنبي و انا عيالي مسلمين عرب و بربيهم و أعاملهم

على ها الأساس ...

نجلا : ما قلنا شي بس مو معقول ما تبي تعلم شي عن عالم الأطفال .. أنت أصلا ما تعرف الأبجديات ..

سلطان يزفر متذمرا : و شنو ها الأبجديات ؟

نجلا مسترسلة : يعني مثلا أنت ما تعرف شلون ترضعه و شستوي قبل و بعد ما يرضع و كم

رضعه يحتاج ..شلون تغير حفاظته و شنو معنى ظهور الحساسية و شنو معنى تغير صوت

تنفسه .. و أكيد ما تعرف الطريقة الصحيحه اللي تسبح فيها الطفل حديث الولادة و بعد أكيد ما

تعرف شلون تلبس الطفل .. هذا أقل شي تعلمه يعني أنا مسامحتك بسالفة سلوكيات الأطفال و

التعامل مع نفسياتهم ألخ ... خلنا اللحين با الأساسيات و إذا ماتبي تقرأ الكتاب بكيفك بس على

الأقل أرجع لليوتب يساعدك بها المسألة..

سلطان الذي كان في حالة دهشة : نجلا أنتي عن جد تكلمين .. تبيني أرضعه و احفظه و أتعلم

من اليوتوب ؟!!

نجلا : ما تفرق من وين تعلم بس تعلم الله يخليك .. أنت موظف و أنا موظفه و الطفل أول ما

ينولد يكون سهير كل ساعتين قايم يبي رضعه و تغيير حفاظ يعني مو معقوله أنا اللي بقعد كل

مره أرضعه و أحفظه عشانك ما تعرف و لا تبي تعلم ..

سلطان : أنا السوالف هذي مالي فيها خص جيبي مربيه تساعدج ..

نجلا : لا يمكن ... انا ما أتخلى عن مسؤولياتي واجباتي و انت بما أنك زوجي و ابو اللي جاي

مفروض تشيل عني نص الحمل و تكون كفؤ لصفة اللي تحملها .

سلطان : يعني يا أرضع و احفظ و إلا ما اكون أبو وزوج كفؤ !

نجلا : مو القصد بس لازم تفهم ان في ها السالفة ما في مره و رجال كلنا في الهوى سوى و يكفي أني حامل فيه ..

سلطان : أي تشكرين على حملج و الله يجزاج خير و ما قصرتي ..

نجلا : تطنز ! .. روح اليوتوب و شوف ذكر البطريق شيسوي .. تدري أن أول ما تبيض زوجته

ياخذ البيضه و يحميها بفروته و يشيلها 4 شهور على رجلينه ينام و يقعد وهو شايلها و ما ياكل

بعد كل ها الشهور عشان أول ما تفقض البيضه يوكل البطريق الصغيرون اللي خزنه الأربع شهور ..

سلطان : ما شاء الله و حنا بندير حياتنا كأنا بمملكة الحيوان !

نجلا على وشك الأنفجار: أنت ليش جذيه ما عندك إلا التطنز .. ليش متغير و ما داني لي كلمه ؟!

سلطان : و أنتي ليش كل كلمه أقولها تحملينها أكثر مما تحتمل .. كلامي واضح و مفهوم انا رجل

شرقي و لي دور في أسرتي واضح و ماني مستعد أغيره و اعدل عليه عشان أكون متحضر

و مخي نظيف ..

نجلا المتعبه : أنزين يا سلطان بكيفك أختار الدور اللي يعجبك وأنا بعاملك على أساس أختيارك

سلطان الذي لم يفهم لكن لم يعجبه ما سمع : شنو قصدج .. تهددين بشي صرحي فيه مو تلفين و أدورين ..

نجلا المغتاظة : اللف و الدوران و الكيد شغل الشرقيات و مدامنا شرقين و أدوارنا معروفه لا

تحاول تستفهم أو تعدل .. عن أذنك يا سي سيد ..

.
.
.
.

أرأيتم أنها تخلق مشكله من لا شيء ... معها لا يوجد ما يعرف بأنصاف الحلول بل معي أو

ضدي .. على كل يبدو أني من الآن خسرت أي معركه هي بصد التخطيط لها ..

.
.
.
.
.

ليس مهتم بأي شيء يخصني ولو حتى تعلق بأبنه .. مهما تضاهر أعرف أنه ليس فرح با حملي

كل تصرفاته تدل على عدم مبالاته .. أجلس معه و أثرثر عن طفلنا أعلمه بعمره الأفتراضي وهو

ينمو في أحشائي ... أتخيل شكله حتى أستنشق رائحته و أخبره با الصوره التي رسمتها لأجده

ينظر لي كأنه يصرخ بي " مجنونه" ! ..نعم أنا مجنونه بك و منك .. ما خطبي أو ما خطبك

هل أنا فاشلة في تجسيد حبي أم أنت فاشل في أستشعار أحاسيسي المستعبده لك !

لو كانت هي من تحمل طفلك هل كنت ستنتهج عدم المبالاة .. يمكني أن أتخيلك تتحس بطنها

لتقيس التغيرات و الأبتسامة لا تفارق ثغرك .. أتخيلك تسبقها لسيارة حتى لا تتأخر عن موعد

مراجعة الحمل .. أتخيلك تلتهم الكتب التي طبعت من أجل آباء متيمين ! .. أتخيلك تحمل ورقة

تدسها بجيبك و تخرجها من حين لآخر حتى تحرر أسما جديدا خطر على بالك ..

.
.
.
.

أمل تخنقها عبراتها : لو مو أنا أمه جان أهتميت صح ؟

.
.
.

كانت لتو تتحدث بشغف عن جنينها .. لم أكن منصتا لكن يمكني تذكر بعضا من ثرثرتها لكن

سؤالها الغريب أسترعى أنتباهي ! ...

.
.
.

مشاري : شوفي يا أمل لأنج حامل في الطفل تحسين فيه أكثر مني و أنا لأنه مو بداخلي و لا

أحس فيه للحين ما أشوفه واقع و لا تعلقت فيه مثلج عشان جذيه لما تشوفيني مو متحمس حيل

مفروض تعذريني ..

أمل تبلع غصه : معقول مو حاس بشي .. حتى لو شعور ترقب بحدث سعيد بيغير حياتك .. انت

راح تصير أبو مفروض ..

مشاري يقاطعها : مو مفروض شي لأن ردات فعل الناس و أحاسيسهم ما تتبع الفرضيات

أمل تسقط على خدها دمعه لتسارع بمسحها : معاك حق لأن لو فرضيات صح جان انت اللحين

تموت فيني ..

مشاري يوليها كل أهتمامه و يترك المذكره التي بين يديه : وشنو ها الفرضية اللي تفرض علي

أموت فيج !

أمل بصوت با الكاد يسمع : فرضية التفاصيل الصغيرة ..

مشاري : و شنو ها الفرضية اللي ما عمري سمعت عنها ؟

أمل المتألمة : مدامك ما سمعت عنها فأكيد ما شفتها و أنا الجاهلة في نضرك ما أنفع أحاضر عليك يا أستاذ ..

.
.
.

الحمل .. أتحفني با التعرف على الشخصية الأخرى لأمل و لست سعيد بلقائها ..

أصبحت نكدية و بأمتياز تبحث عني في كل مكان حتى تسطر كلمات مبهمه لا يخفاني هدفها

تريد أن تعذب ضميري علي أرجع إلى أرض لم أطئها إلا بأمانيها.. لم احبها يوما ولست في

صد تمثيل الحب حتى أريح ضميري أو أرأف بحالها !

أمل زوجتي و ام طفلي و كفى عليها سلبا للأدوار لترك لي فسحة بمتعه بعيدا عن أرضها الكئيبة

.............................. .................... ....

.
.
.

لم أعد أطيق النظر للمرآة فا صورتها تنعكس وهي تهم بضمي لتغمرني با قبلاتها الصباحية

و الرجوع للمنزل لم يعد أمرا عاجلا مصحوبا بلهفة .. و لا مذاق القهوة مع كعكتي المفضلة !

أعرف أنه شعور مؤقت فا هي لتو خرجت من حياتي فا لتو أستنشقت رائحة عطرها على

فراشي .. لتو تعثرت بحذاء لها رمته وهي تتمعن بإثارتي ... لتو ناديتها و لم تجبني و تداركت

أنها لم تعد لي لتكون معي ...

لكن طيفها يعذبني ... لئيمة تركته من دون أن تحزمه مع حاجياتها التي ملأت بها حقائبها الثقيلة

آآه يا طيفها .... لابد أنه يكره الضيق و رأى بأحضاني السعه .. لكن أي سعة ترحب بضيق ...

يضايقني حتى مجرد ذكرها امامي بتصريح أو بتلميح .. أريد من الكل أن ينسوها لعلي أنساها

ولو بعد حين !
.
.
.
.

رهف : تكفى جراح و دني لبيت عمي طقت جبدي من الحكره ..

جراح : أنا مشغول و بعدين عندج أمل تونسج إلا يعني كل يوم ناطه لبيت عمي و الخايس هذاك

موجود ..

رهف : يو جراح ردينا على نفس الموضوع ضاري محبوس بغرفته و أنا لما أروح لهم أقعد

بشقة البنات و ما أشوف أحد غيرهم ... و بعدين أمل ودها بعد تروح معاي ضايق خلقها ..

جراح : حلو مدام أمل بعد تبي تروح خليها تكلم مشاري يوديكم ..

رهف : يعني با العقل أكيد أمل قالت له و إلا جان ما قالت دوري أحد يودينا ..

جراح : أنسي أنا ما راح حتى أوقف بشارعهم ..

رهف : الحمد الله و الشكر يعني طلقت دلال خلاص حاربت عمك و لا عاد تطب بيته .. أجل لو

عمي ماسك و مبهذلك و مسوي لك تحقيق ليش أطلق بنتي و ليش ما سويت لي قدر و ليش ..

جراح بحده : لأن عمي عارف بنته و طبعها اللي ما ينطاق و أكيد متأكد أن الغلط مو مني ..

رهف بخبث : أو يمكن عمي يفكر يزوجها من ها التجار الشياب .. تدري سارة تقول مريم و

دلال كذا مره يخطبونهم كباريه بس كان عيبهم سنهم الكبير و فيصل كان دايما يعارض و إلا

عمي ما كان عنده مانع ..

جراح يترك كوبه بعد أن أنسكب على يده : الله ياخذج حرقت أيدي و السبه سوالفج البايخه ..

رهف : مو بايخ إلا أنت و إلا دلال اللي مجلسها ما ينمل تنعاف .. ما اقول إلا مالت عليك ..

جراح يمسكها من أذنها : يا أم السانين خبري فيج ما اطيقينها ...

رهف تبعد يده لتفرك محل أصابعه : منو يقوله ؟!! .. هي فعلا تنرفزني أحيانا خاصه لما

تستخف دمها و أطلع لي كل ساعه عياره بس الحق ينقال لها وحشه و مكانها بين ..

جراح يزفر بعمق : فكينا من سيرتها على ها الصبح ..

.
.
.
.
.

تهاني : إذا مو حاب أنها تروح معانا بروحها أحجز شاليه بنفس المنتجع و عينك من وراها ..

جراح : يا سلام و شلون عمي بيفهما و إلا دلال أكيد بتفهمها غلط و تحسب راح أردها ..

تهاني : شوف يا جراح أبوي اصلا موافق أنها تروح معاي أنا و فيصل يعني وضعي بسليم

بس أنا حابه أحط عندكم خبر و اشاوركم ..

جراح : بأنزين أنا بكلم شاهين يروح بدالي أنا مالي خلق باجر أتدبس في دلال مره ثانيه ..

تهاني : لا لا تخاف ما في مجال تدبس فيها الوضع حيل هادي و شكلهم ماخذين الموضوع

بساطه واحد طلق زوجته و أنتهينا ...

جراح : عن جد تهاني ... يعني عمي أو زوج مو معصبين ..

تهاني : أحلف لك و لا همهم .. عمتي با الأول شكلها زعلت بس البنات و دلال أقنعوها أن هذا

النصيب .. لا تحاتي الموضوع أنتهى على ما تحب و الله يوفقك ويوفقها و با الأخير حنا بيت

واحد مو معقول بنخلي اللي صار يفرقنا .. باجر أنت بتزوج و تجيب عيال لازم بيتعرفون على

بيت عمي و دلال با المثل لازم لتزوجت زوجها يتعرف على أبوي و عليك و ما تدري يمكن

تصيرون صحبه ..

جراح لم يعجبه المنطق الذي تحدثت به تهاني : أي خير أن شاء الله .. يله مع السلامة ..

.
.
.
.

لا أريده أن يجن وهو يحاول أن يتمسك بقراره .. إن كان سينهار فا لينهار الآن قبل فوات الأوان

نعم دلال أخطأت و أنا متأكده أنها تحاسب نفسها سرا على ما آل عليه حالها .. إن عادت المياه

لمجاريها فمن المؤكد أن نظرتها للأمور و طريقة موازنتها لها سوف تتغير .. ورب ضارة نافعة

لكن ان يستمر الوضع هكذا فهذا غير مقبول .. جراح يمثل النسيان و دلال تمثل السلوى و كلاهما

يتألم من فراق الآخر ويبان ذلك من تصلب جسديهما عند ذكر أحدهما عند الآخر !

.............................. .................... .............

.
.
.
.
.

تحاملت على نفسي و ذهبت لمقابلة والد غالية لأقناعه أن ما تحدثت به غالية ما هو إلا هواجس

عروس زاحمها ضيق الوقت ... لم يقتنع و بان هذا على تعابير وجهه لكن لدهشتي بارك لي

مقدما ! .. و لم يتركني أذهب إلا بعدما حملني مواقف لغالية علقت بذهنه من أيام طفولتها ...

بدى فخورا بها و كأنها المغامرة الوحيده له التي لم يندم عليها أبدا !

خطوتي التالية كانت الأتصال بها .. أتصلت لعدة مرات لعدة ساعات و كان التجاهل من

نصيبي ... تتصرف بحماقة مما جعلني أتحامق أنا الآخر !

.
.
.
.

أم جاسم : بسيطة أنا أختار شكل البطاقات و ديكور الصالة.. في شي ثاني بعد ؟

شاهين : مو الأفضل أن غالية هي اللي تختارهم بما أنه عرسها ..

أم جاسم : بس أنت تقول انها ماردت على أتصالاتك فأكيد هذا معناته أنها مشغولة و مو فاضية

لها الأمور ..

شاهين : و شنو اللي ممكن يكون شاغلها لهدرجة ؟!

أم جاسم : أي شي ما يخصك .. غالية تشبه أبوها لما تحتار بمسألة أو تحتار في التعامل مع

شخص معين تختار أنها تكرس كل وقتها و جهدها لمسألة معقده تاخذ كل وقتها ..

شاهين : ولو.. الأصول أنها ترد علي وتقول مشغوله مو طنشني تماما و لاترد حتى بمسج !

أم جاسم : شلون ترد عليك و أنت مو موجود با النسبة لها حاليا ... ماراح تذكرك إلا ليلة العرس

لما تدخل القاعة وتلقاك قدامها .. غير جذيه بتصرف كأنها معزومة على حفلة مو مهمه و

تحضر لها على مهل .

شاهين يرفع حاجبه أستنكارا : يعني تعترفين أن بنتج معقده نفسيا !

ام جاسم : أي بس نفسيتها مو معقده أكثر منك .. انتم لايقين حيل على بعض كل واحد منكم

محتاج الثاني عشان يبين له عيوبه و يصحها له بسلوك يصدمه .

شاهين بتهكم : و أنا و شعلتي بعد !

أم جاسم : ما يحتاج أقولك أنت عارف ..

شاهين يتابع تهكمه : لا مو عارف .. لو سمحتي إذا ما فيها كلافه نوريني ..

أم جاسم : نبرتك و طريقتك في الكلام معاي وضحت مشكلتك بأختصار .. و على فكره أنا

سحبت عرضي بمساعدتك شوف وحده من خواتك تساعدك لأن العرس مو مهم إلا لكم ..

أستعراض قدام العالم يليق فيكم ..

.
.
.
.

فعلا تراجيديا أن ترى الماضي يعيد نفس الحكاية بعض التعديلات المقيتة لشخوص يعكسون

جهلا بما شهدناه تاريخا .. شاهين و أبو ناصر يمثلون الخيبه فكلاهما لم يقدر ما بين يديه من

نعمة و أي نعمة أكبر من أمرأة عاشقة تحرم على قلبها كل مشاعر لا تمت لعاشقها بصلة

أمرأة تجثو على مشارف قلب معشوقها تتسول أهتماما .. لتقف و تحاول التلص من وراء

أسواره لعلها تتلقف ضمادا يلغي بها المتعجرف حتى تكبل جراحها و تمنع حتى نقطة دم وحده أن

تكون شاهد على حد سهامه ..

لكنها لا تبالي فثم جزء منها مغروس بلذة في تلك الجروح و هي لا تريد لها ان تلتئم و تقذفه

ليشفى ..

أبو ناصر أبن الخال الذي ألتزم عائليا بزواج مني أنا المطلقة ام جاسم مع أمكانية زواجه بأخرى

متى شاء لم يستطع الصمود أمامي لثانية .. فأنا قوة و هو ضعف .. قوتي حبي له و ضعفه حبه

لي ! .. لم يكفي الحب ليضلل واحتنا الصغيرة فا شيخ القبيلة أراد أن يصبح رئيس دولة ليفشل

ويخسر على كل الأصعده ...

أخبرته مرارا أني لا اقارنه بأي واحد من أزواجي و با الاخص بأبو عزام التاجر .. لكنه

أزداد أمتعاظا و كرها لنفسه و لي وهو يحاول أن يكون ما سوف لن يكون .. أنشغل عني بكل

توافه الأمور و تركني عرضه للموت البطيء و أنا بأنتظار ألتفاته !

أنصرف عني مرددا خساراته ... و أنا أولها .. و أي خسارة مع مطلقة مستعملة و برحم أنجب و

انجب ! .. لم يقتنع بأن قلبي لم يستعمل !

أو كان يعلم ولذلك طغى و تجبر ... ليغطي خيبته بأكبر منها خلقها مجتمع !

لعلكم تتسائلون أين وجه الشبه بين قصتي معه و قصة منار مع شاهين ... لعل ليس هنالك

شبه و كل الشبه !

.............................. .................... ........
.
.
.
.
.

لا تنخدعوا بأرقام أولية يحصر بها مسمى " طفل " .. فكم من بالغ لسن الرشد أطغى من طفل !

.
.
.

لبت منار دعوة أخيها المشتاق و الكل بها سعداء إلا أنا !

لا تتسرعوا با الحكم علي إلا بعدما أنتهي من سرد ما لدي حصيلة يوم واحد فقط ...

بوجود منار يتمرد أولادي بلا سبب لتصبح هي أمهم و أمرها هو المطاع .. يأكلون أمام التلفاز

لأن عمتهم منار تفعل .. يحبون النقانق و يكرهون الأرز لأن هذا ما تحب .. و آخر ما يحبون

هو تناول المشروبات الغازية بدل الحليب, لما ؟ .. نعم لأن العمه منار تفعل ذلك !

لا .. لم أنتهي .. معاذ يغسل شعره ليلا لأن العمه منار تريد أن تسرح له شعره قبل أن ينام ! ..

عبدالعزيز يلعب و يلعب مره أخرى تلو الأخرى و يعاود اللعب نفس المرحله التي أنتهى منها

لأن العمه منار تعتقد أن التدريب المتواصل يوصل للأتقان الذي يوازي مهاراتها !

آه حتى حور طفلتي التي لم تمشي بعد منار تعتقد أنها لعبة .. عروسه من عرائسها التي

تحتفظ بها في آخر الخزانه .. تحممها من دون أن تبالي بإستشارتي و تتفن في تزين شعرها و

ضع مساحيق التزين على وجهها الطفولي ! .. منار إن حور طفله هل أنتي مختله عقليه بحيث

لا تستوعبي ما ترين !

.
.
.
.

منار : أنتي حيل تبالغين .. كل اللي سويته حطيت لها حمره خفيفة ..

سلوى : مثل ما قلت لج حور صغيره و أي شي يحسسها ..

منار بتأف : أنزين و معاذ و عبد العزيز بعد صغار ؟!

سلوى : لا أولاد و ما ينفع تلونين وجيهم و تلبسينهم أزياء ما تناسبهم ..

منار : سلوى شفيج اللي يسمعج يقول ملبستهم لبس بنات .. ترى كله لبس مهرجين هم اللي حنو

علي ألبسهم أياه و ترى جاسم اللي اريه مو أنا ..

سلوى تتجاهل تعليقها المتعلق با جاسم : منار ما عليه انتي صغيره و ما تعرفين أثر اللي تسوينه

عليهم لكبروا .. يعني تخيلي آخرتها واحد من عيال أخوج يصير مهرج بسيرك ..

منار : رديتي تبالغين .. يعني لو با المدرسه لو أطلبو منهم في مسرحية أنهم يلبسون لبس

حرامية و إلا حيوانات بيصيرون جذيه لكبروا !

سلوى : لا بس أنا شخصيا ما احبهم يلعبون ألعاب يتقمصون فيها أدوار مو لهم .. هم يحبون

الألعاب الرياضيه .. يعني مثلا هم يحبون كرة القدم ألعبيها معاهم ..

منار بحماس : فكره ما خطرت في بالي .. عن أذنج ..

.
.
.

غبيه ... نعم أنا غبيه ... كرة قدم تلعبها طفلة تقارعني طولا النتيجه حتما كارثه !

.
.
.
.
.

ان كنت تريد الأحتراف بأي مجال أبدء بتنمية مهارة أقتناص الفرص ... أنه فن يعلمك أن

الكلمات المتقاطعة والمواقف المتنافرة تخلق منها أقوى الفرص ...

و كل ما كان علي فعله لتطبيق هو الجلوس بصالة و الإستماع لكل محادثة و تحليل كل

قول و فعل و أستعمال أداوت الربط بكثافة ...

و المحصلة هي أن جاسم ترك منار بصحبة سلوى و الاطفال لتقضي ليلتها في منزله ولذلك

خالتي لن تزورنا نهاية هذا الاسبوع !

فرصه .. الخالة غطاء منيع و منار في بيئه أكثر تحررا !

و أي فرصه أتيحت لي فما أن وصلت حتى رأيت خالتي سلوى تسارع لتشغيل سيارتها ..

.
.
.


مشاري : شفيج .. صاير عليكم شي ..

سلوى كأنها رأت مسعفا : الله جابك .. تعال ساعدني منار زلقت و تعورت رجلها و خايفه أتصل بجاسم يجينا مسرع و هو معزوم با المخيم ..

مشاري يسارع للدخول لمنزل خالته : خليج بسيارة أنا بجيبها ...

.
.
.
.

هل يمكن لي أن أرفع عليه قضية تحرش .. أم ما يفعله بريء ؟!!

.
.
.

منار تصرخ به : أنجنيت أنت .. بعد عني ..

مشاري بخبث : شفيج منار بشيلج لسياره مدامج ما تقدرين تحركين ..

منار بغضب يشمله التوتر : لو أروح حبي لسياره ما خليتك تشيلني و بعدين غض بصرك مو

شايفني بلا عباية وملفع ..

.
.
.

الرؤية واضحه جدا جدا كأني أراها على شاشة عالية الجوده !

و أي رؤيا .. ناضجه جمالا لحد القشعريرة أجزم بحلاوتك من غير تذوق !

كل ما علي هو الأقتراب و قطف ما تدلى و مال بأتجاهي .. أيتها اللصة ..

و أي لصة .. أي جمال تركت من حيث سرقت ..

.
.
.


سيقتلني جاسم !

منار مصابه و مشاري أطلع على محاسن أخته ..

حمقاء أنا .. كيف تركته يدخل على منار من دون أن أسارع لمنعه .. لكن قبل أن أستوعب

وجدته يخرج و شبح أبتسامة كان على وجهه ..

.
.
.

مشاري : عنيده كنت بساعدها و أشيلها لين السيارة بس ما طاعت .. روحي جيبيها و انا ناطركم

سلوى : لا أنت روح لألم و أنا بوديها للمستشفى اللي فيها شاهين ..

مشاري : لا يمكن أخليكم تطلعون بها الليل بروحكم .. أنا بوصلكم و لما يجي جاسم أستأذن ..

.
.
.
.
.

لا يمكني تحديد أيهما أكثر إيلاما .. ألتواء قدمي أم نظراته الحارقة التي يوجهها لي من خلال

المرآ العاكسة ... خائفة جدا و لا أشعر با الأمان على الرغم من وجود سلوى معنا ..

أعرف أنها لن تسمح له بتخابث معي لكن جهلها بالإشارات التي يرسلها بعينيه المتلصتين

علي يرهبني ..

ماذا حل با الأستاذ المتكبر الذي لا يمكن أن يلتفت لتلميذة شقية .. اين تعقله و ترفعه ..

ما الذي تغير لتنقلب الأدوار و يصبح هو الشقي الذي يلهث ولها وراء هارب !

نعم أنا أهرب منه .. ليس بسبب تغير مشاعري بل با العكس أنا متيقنه من مشاعري ولمن أوجهها

أحبت أستاذي الواثق من نفسه المتفاني بعمله الغير آبه لنظرات الإعجاب من حوله ..

أما هذا اللذي لا يكف عن التلص علي و انتهاك الأمانة ليس إلا شبح لروح مشوهه لا تحمل

إلا ملامح مشوشه لأستاذي سابقا !

.
.
.
.

ما الذي يجول بذهن مشاري .. لماذا لا يكف عن التلص و إرسال نظره خفيه للقابعه خلفه

هل يعتقد أني غبية أم يعتقد انها غير منتبهه ! ... أم يعتقد اني ذكية و مؤمن بفطنتها ؟!!

في كل الحالات أنا متأكده أن أخت زوجي لفت أنتباهه و بشدة ! ..

كم أشعر بتعاطف معك أمل لا لأنه يخونك بل لأنك مغفلة .. لا تكفين عن تبجيله و الدفاع عنه

عندما يشير أحد لتقصيره .. يرى الكل معاملته السيئه لكي و لا ترين إلا أبتسامته وهو سارحا

با المجهول لتدغدغك الأماني بأنك مصدر الفرح يا صاحبة المعالي !

.
.
.
.

لولا وجود منار لكانت أحتملات رؤيتي لها شبه معدومه و با الأخص بعد أن علمت أنها بإجازة

طويلة من عملها .. تبدو اليوم مختلفة .. يبدو أن الجو في منزل والدها يبعث على الأسترخاء

أم عدم رؤيتها لي لعدة أيام ساعدها على استعادة توازنها .. معتقد بشدة أني سبب جنونها

و عاطفتها المشتعلة و أن كل ما يمت بصلة لي يبعثرها لذا بعدها عني يعيد لها قوتها و يضعف

موقفي معها !

.
.
.

شاهين : عاش من شافج ؟

غالية : بعرف شي واحد ما في طبيب با الكويت إلا انت ؟!!

شاهين : بعيونج أكيد ما في غيري .. و بعدين انا ما عالجت أختج أنا هني بصفتي زوج أختها .

غالية : أنزين يا زوج أختها متى أقدر آخذها معاي ؟

شاهين : قصدج معانا لأني بوصلكم ..

غالية التي لمحت جاسم من بعيد أرتسمت شبه أبتسامه على محياها : أستأذن من جاسم إذا رضى

نروح معاك ..

.
.
.

شاهين أصبح با النسبة لي كابوس .. لم أعد أطيق رؤيته و با الأخص با القرب من غالية !

لم أعيره أنتباها و تجاهلت طلبه الغير منطقي و أوصلت غالية لمنزل والدها من دون أن نتبادل

كلمه فأنا غاضب منها بشكل يفوق غضبي من منار !

أما منار فقد حظت بتجربه غير ممتعه في منزلي و السبب ..

.
.
.
.

جاسم : يعني كلش ما قدرتي تستحملينها .. كل ما سوت شي حرمتيه .. و آخرتها عشان تفتكين

منها غطيتيها با السرداب تلعب كوره مع عيالج !

سلوى : لا بعد قول أني كسرت رجلها !

جاسم بحده : أف منج .. ما أنتي متعدله لو يمر عليج ألف سنه ..

سلوى بحده مماثلة : أقدر أقول نفس الشي عنك .

جاسم يأخذ وسادته و يهم بمغادرة غرفة نومه : تدرين العيشه معاج تقصر العمر ..

.
.
.

جمله أراهن أن كل زوجه تكره سماعها .. و على الرغم من معرفتي أنه غالب جامد يصاغ من

خلاله أمتعاظ مؤقت إلا أن علاقتنا المتوتره منذ زمن بعيد هي سبب تعمق مفهومي لها ..

.
.
.

شاهين هو السبب .. صبت جل غضبي منه على سلوى و إن كانت مذنبة إلى حد ما إلا أن

أخذ الأمر بتطرف و الأبتعاد لأقصى نقطة أمر سخيف يضر على الأحرى موقفي كا زوج أكثر

من موقف سلوى كا زوجة !

.
.
.

جاسم عاد لفراشه : آسف ..

سلوى التي كانت تنتحب بصمت : منار جننتني حسيت اليوم أن عندي ثلاث صبيان وبنت

بس تحملتها أحلف لك تحملتها بس عشانك ..

جاسم يقبل رأسها التي تغرقه بوسادتها : خلاص حقج علي .. تخرعت يوم أتصل فيني معاذ

وقالي أنج وديتيها المستشفى .... إلا تعالي .. مو أنتي اللي وديتيها ..

مشاري هو اللي وداكم صح ؟!

سلوى : أي مشاري هو اللي ودانا الله يجزاه خير ..

جاسم : و شجاب مشاري عندنا ؟

سلوى التي شكها أقوى من شكه : أمل موصيتني على شغله و مر هو ياخذها ..

جاسم يهمل الموضوع : أنزين طاح الحطب ؟

سلوى تريد تحطيم الحطب : خلاص أنسى ...

.............................. .................... ........

.
.
.
.

سريعا .. أنتبهوا معي فانا جدا متعب و لا أملك وقتا ..

الساعة الثالثة فجرا أستيقظت على يد تهزني بعنف أعتقدت للوهل الأولى أننا بصد حرب

و علي أتوجه لسرداب و الأحتماء من خطر محتمل .. لكن كانت اليد يد نجلا التي تتباكى وتطلب

مني المسارعه با الأستيقاظ و التوجه بها للمشفى حتى من دون أن أرتدي فردة حذائي اليسرى !

.
.
.

سلطان : كل ها الخبه و آخرتها سوء هضم !

نجلا تتصنع الدلع : شدراني حسبالي البيبي فيه شي ..



سلطان المغتاظ : شلون يعني ما تدرين ؟!!

نجلا : أولا هذي أول مره أحمل و بعدين أنت السبب ..

سلطان : شلون انا السبب ؟!!

نجلا : مو أنا كنت توني بقرأ كتاب عن الآلم الجسديه اللي تحس فيها الحامل و طبيعتها بس أنت

لما سخفت الكتب صارت فعلا سخفيه بعيني .. يعني الكاتب رجال شدراه شنو اللي راح أحس فيه

حتى لو كان مسوي مية بحث و بحث أكيد كتابه بكل اللي فيه مو مهم ..

سلطان : أي فهمت .. عقاب .. تعرفين قصة الذيب و الراعي شكلج بتكررينها و بتصيرين على

يوم ضحية مقالبج ..

نجلا تبتسم بأنتصار: لا يمكن لأني ما اهون عليك ..

سلطان المتعب : أنزين خلصينا خلينا نمشي بسرعهو ودي أخمد لي ساعه قبل الدوام ..

نجلا : اول شي قول انك تحبني و تموت فيني .. تعرف الحامل محتاجه لدعم معنوي ..

سلطان يحمل أغراضها و يحاول مساعدتها على النهوض : أي زين مثل ما قلتي .. يله امشي ..

نجلا تتمسك با الفراش : أخلص علي .. ردد أحبج و اموت فيج ..

سلطان بحنق : لو تموتين ماني قايل و بروح للبيت و أنام و ماجد هو اللي بيردج ..

نجلا تنهض من السرير وتمد يدها ليساعدها : ها المره بطوفها لك بمزاجي ..

سلطان يركز نظره بنظرها : و أنا بعد بطوفها بمزاجي ..

.............................. .................... .................

.
.
.

التقلبات المزاجيه بعضها عائد لفرط الثقه با الطرف الواقع بشده

و بعضها عائد لرغبة با التحرر من سلطة قائد ..

لكن بكل الأحوال حظ المبتدئين محالف ..

و نصيحه لا تجربوا حظكم أكثر من مره .. و أعرفوا الفرق بين مزاجي و أزدواجي !

.............................. .................... ..................

أنتظروني يومين أن شاء الله

وأنزل لكم كذا جزء

 
قديم   #30

جود ي الحلوه


رد: ينابيع الراحلين


ينابيع الراحلين

مساء الورد


الجزء الثامن والعشرين


.
.

.
.


الجزء الثامن و العشرون :

.
.
.

من منا لم تضع أحد حاجياته ليبدء بصراخ بكل من حوله لمساعدته با البحث ليكتشف أخيرا

على يد مستكينه أن نحن من ضعنا .. فا الأشياء لا تضيع بل تضاع .

لكن كيف أن كان ما اضعناه شعور .. لا يقاس بشيء و ينبه به أحساس ؟

.
.
.
.

أتى الليل و أن أصبح الصبح لا فرق ..

فا كل ما خطت له فشل على الرغم من حماسي و اندفاعي و أخلاصي بإعداد كل شيء ..

و أشبه ما حدث با كوب من شراب النعناع أعدته للأسترخاء وجدت أن من الصعب أحتسائه

لمرراته !

سجن قصر عمي يبدو مماثلا لهذا الشاليه الذي أستأجرناه ... عمي الذي رافقنا لم يتخلى عن

دور السجان الذي يردد يوميا على مساجينه قائمة الممنوعات " ممنوع الخروج من الشاليه إلا

برفقته أو برفقة فيصل " .. " ممنوع الضحك و مسموح الهمس فقط فنحن لسنا با المنزل "

" ممنوع السهر و الأستيقاظ مبكرا لا مفر منه " ... لا أظنكم تريدون سماع السلسلة الطويلة

من الممنوعات إذا دعوني أنتقل بحديثي لسيد أناني الغير مهتم بحالي !

نعم فيصل منذ قدومنا لشاليه وهو متمركز على أحد المقاعد المقابله للبحر يقرأ أحد الكتب لا

أراه و لا أتحدث إليه إلا عندما يأتي متعبا آخر الليل ! .. يبدوا أنه يشعر با لضجر مني لا لسبب

أفهمه ! ... فا كيف يكون أقرب شخص لي في الأسبوع الماضي هو نفسه أبعد شخص عني هذا

الأسبوع !

هل ذهب تأثير الجديد الغير المستكشف و اصبحت قديمة في نظره .. هل حن و عاد للأخرى

و انا في غفلة ؟!

أتمنى أن أسأله و أخلص نفسي من الهواجس لكن المشكلة أني أخاف ان أضع نفسي بمقارنة

علنية الخاسر بها أنا ..

.
.
.
.
لابد أن حماسها قد قتل على يد عائلتنا الكئيبة ... أعتقد انها أخيرا أستسلمت وصلت لفهم أعمق

لنفسية المعقدة التي تدير هذه العائلة .. كنت أتمنى أن تكون زوجتي من عائلة أخرى حتى لا

ترتبط عاطفيا بعائلتي و لا ترى أن من واجبها مراعاتهم .. تمنيت أن نؤسس أنا وزوجتي أسرة

صغيرة صحيحة النفسية تخلو مبادئها من أتباع القسوة و التقاليد البالية لنفصل كليا عن أسرتي

الكبيره و لا نكون أمتدادا لها .. تحت مجهر أبي أنا مراغب بكل تصرفاتي أشعر أني تحت حكمه

حتى و انا أحكم أسرتي الصغيرة .. لا أرى بزواجي إلا أمتدادا لسلطة ديكتاتور غزى أرضا

جديده و نصب أحد أبنائه ليحكمها في ظل شريعته !

.
.
.
.

فيصل : إذا مو نايمة ترى أنا عازمج على العشى برى ..

تهاني تنهض بسرعة : أخيرا .. أكيد خلصت قراءة كتابك ..

فيصل : لا ما خلصته بس كنت أنطرج تخلصين من مجهوداتج الجبارة في إسعاد عايلة أبو فيصل ..

تهاني : فيصل ليش عمي جذيه .. معذب نفسه و معذب البنات و خالتي معاه .. حنا جاين الشاليه

نستانس وهو الله يهديه حابسهم ..

فيصل ينهض ويتوجه لأرتداء ملابس: تهاني طلبتج أنسيهم .. أمي هذا وضعها من سنين و

مرتاحه عليه و البنات بأذن الله مردهم بيتزوجون و بيعشون حياتهم لا تحاتينهم ..

تهاني : و يصيرون مثل دلال وتنعاد الحكاية و يردون ثاني مره لسجن ..

فيصل يضحك بعمق : لا يا حبيبتي اللي يطلع من ها السجن ما يرد لأن السجان ما يتحمل يقابلهم

اكثر .. دلال بترد لجراح بس حنا معطينه فرصه يفكر و يصح غلطته ..

تهاني مستغربه : شلون يعني .. بتغصبونه يردها ؟!!

فيصل : لا . .بس إذا ما ردها حنا اللي بنردها له .

تهاني تقاطعه بهلع : لا فيصل تكفى لا تساعد عمي بها الشغله .. ترضاها لأختك ترد ذليلة لواحد

عايفها ..

فيصل : قويه عايفه ! .. على العموم دلال أختي و أنا أعرف بمصلحتها و جراح ولد عمي

وحسبة أخوي و ما راح أذل أختي لرديتها له .. انا متأكد أن دلال غلطانه و أكيد جراح طلقها في

لحظة غضب و أنا راح أسهلها عليهم بس با الأول بأنتظر لين قبل ما تنتهي العده و إذا ما تراجع

جراح عن قراره بردها له و ترى أنا اللي طلبت من أبوي يخلي الموضوع علي عشان ما يكبر

السالفه و تصير حزازيات بين اهلنا .

تهاني : حلو أنك توليت الموضوع بس صدقني بطريقة هذي بترخصها بعينه ..

فيصل : من يقوله ؟!! .. خلي عنج ها التفكير اللي ما يحل شي لو بنتظر واحد منهم يتنازل عن

كرامته و يعتذر أجل أكيد ماراح يردون لبعض .. و اللحين خلينا منهم و أمشي نتعشى أنا
ميت جوع ..

.
.
.
.

أتمنى أن يعديني فيصل بفيروس الا مبالاة .. قلبه الفولاذي لا يشعر أبدا بتعاطف مع أي شخص

ممن حوله .. لا يشعر بأخواته و لا يتعاطف معهن و أعتقد أن سبب أهتمامه بعودة دلال لجراح

ما هو إلا محاولة منه لتخلص من أكبر عدد ممكن من أفراد اسرته !

و ها هو يستأذن مره اخرى ليتلقى احد مكالماته المهمة !

.
.
.

فيصل بعدما أنهى المكالمة : اسمعي أنا طالع اللحين و يمكن ما أرد إلا الصبح بس ما أبي أبوي

يدري إذا سأل عني قولي طالع يشتري له شغله ..

تهاني : و أنت وين رايح ؟!!

فيصل المستعجل : بعدين أقولج .. مع السلامة

تهاني بخيبة أمل : ما تشوف شر ..

فيصل يعود أدراجه بعد أن أستشعر نبرتها الحزينة : ماراح أروح و انتي زعلانة ..

تهاني :أنا مو زعلانة بس أعتقد من حقي أعرف و ين زوجي طالع با نص الليل ؟

فيصل : معاج حق . بقولج بس لا تخترعين و مابي أحد يدري لين أرجع ... بيتنا أحترق

تهاني يصيبها الهلع : ضاري صار له شي و إلا أحد من الخدم ؟

فيصل: السايق هو اللي أتصل علي و يقول ضاري با المستشفى بس ما فهمت عليه .. بس أن شاء

الله ما فيه إلا العافية ..

تهاني تبدأ با البكاء : الله يستر ..

فيصل : أو عشان جذيه ما بقيت أقولج .. إذا بتقعدين تبجين بيصبح عليج الصبح و عيونج

منتفخه و بيعرفون أهلي ان صاير شي .. يله تهاني شدي حيلج و حسسيني أن وراي أحد اعتمد

عليه مو أروح و احاتيج ..

تهاني تمسح دموعها و تتصنع الصلابة : خلاص روح و لا تحاتي بس طلبتك لا تسرع و أول ما

توصل أتصل علي ..

فيصل يقبل جبينها : و انتي حاولي تنامين و لا تحاتين ..

.............................. .................... ..............

.
.
.
.

ما أن انتصف النهار حتى وصلنا الخبر من تهاني بأحتراق منزل عمي أصيب والدي با الهلع

و سارع للأطمئنا على ضاري با الرغم من معرفتنا المسبقة بأن حروقه سطحية جدا و لا يعاني

إلا من الحماقة إلا أننا كلنا ألتفنا حول سريره و نحن نردد الحمد على سلامته .. فا ضاري نجح

بأقناع عمي و والدي أنه لم يعرف أن الشموع قادرة على أحداث كل هذا الضر فكل ما كان

يريده هو أن يسترخي و ينعم با الهدوء وهو يقرأ تحت ضوء الشموع !!! .. شخصيا

لا أعرف كيف نجح ضاري المختل عقليا بأحراق المنزل با شموع رفيعه لكني أعرف أنه

سيخرج منها سالما مثلما خرج من مصائب كثيره خلقها بيده من قبل !

.
.
.
.

أبو شاهين : بتقطع حلفي يا أبو فيصل ؟!!

أبو فيصل : لا يا خوي مو أنا اللي أقطع لك حلف بس أنا ما أبي أضيق عليكم و أنا على سعة ..

ابو شاهين معاتبا : تبي تحط أم فيصل و بناتك بشقة بوحده من عماراتك و انا بيتي يا خوك

موجود .. ما هقيتها منك يا أبو فيصل .

أبو فيصل يسارع لتقبيل رأس أخيه : حقك علي و منك السموحة بس يا أخوك بنبطي على ما

نرمم البيت و الملحق بيعرس شاهين فيه آخر الشهر ..

أبو شاهين يقاطعه : شاهين مو ماخذ غريبه و هي بنت أجواد و بتقدر و أن بقى شاهين يفتح

غرفته على غرفة أخته و ياخذها بس أهم شي أنت و عيالك ما تمروحون الليلة إلا في بيتي

و تقعدون فيه لين ترمم البيت و تأثه و بعدها مرخوصين و ما تشوفون شر ..

.
.
.

نعم أنا الضحية هذه المره لجنون ضاري .. فأبي تجاهل أستشارتي و قر و ها هو ينفذ !

.
.
.

شاهين الذي يكبت غضبه : الله يخليك لي أنا ما قلت شي بس أنا مستغرب منك عمي قالك هو و

العيال بيقعدون في المقلط و بناته و أم فيصل بياخذون غرفة رهف و تهاني بس انت فضلت

تحكرني بغرفتي الصغيره و تقولي أفتحها على غرفة رهف و كل هذا مثل ما تعرف بياخذ

وقت نفتح الغرفيتن على بعض و نرد نصبغ و نعدل و نأث .. و عرسي ما بقى عليه إلا كم يوم


أبو شاهين الغاضب من شاهين : اللي يسمعك و يشوفك ما يقول أعرست و خلصت ..

شاهين الذي أبتلع تلميح والده المنتقم : فعلا أعرست و زوجتي لازم تكن معاي و ما طلبت إلا

حقي ..

أبو شاهين : ما قلنا شي بس هذا عاد اللي صار و ما بيك تجادلني ..

شاهين : ماني بمجادلك بس سالفة أفتح الغرفه على الصاله مو عاجبتني لأنها بتاخذ من وقتي و

جهدي و أنا مليت من بنيان الملحق و تأثيثه و مدام عمي بيقعد عندنا فترة أطلب من جراح

يعطيني جناحه مدامه مطلق ..

أبو شاهين يتجاهل شاهين و ينهض ليتوجه لجناحه بينما شاهين يتبعه بإصرار و يحثه على

محادثة جراح : هذا الشي بينك و بين أخوك أن رضى بكيفه ماني بغاصبه على شي خاصه أنه

من طلق دلال و أنا ملاحظ أنه متضايق و ما أبي أزيد عليه يمكن يفكر يردها و أن طلبته يعطيك

جناحه يمكن يهون ..

شاهين : بس انا سائله أمس و قالي ما راح يردها ..

أبو شاهين : على كل حال أنت و أخوك حلوها و انا ما علي إلا بأخوي اللحين ..

.
.
.
.

جراح بحده : لا يمكن ..

أبو شاهين ينظر له بأستغراب : و ليش لا يمكن ؟!!

جراح يستوعب تهوره : أنا مردي بعرس و أبي جناحي ..

شاهين : ما قلنا شي بس أنت ما أنت بمعرس بكره يبي لك كم شهر و أنا أبي اقعد في جناحك بس

المده اللي بيقعدها عمي و أهله في جناحي ..

جراح يخلق الأعذار : بس هذا جناحي و راحتي فيه و ما أتخيل أنام في مكان ثاني ..

شاهين يسخر منه : أيه قلت لي ما تقدر تنام إلا و أنت خام مخدة دلال .

جراح يضحك فجأة : جعل الموت ما يخمك يا خوي ..

شاهين يبتسم له ويحثه بنبرة مشجعه : ردها ..

جراح بعنجهية : بيردونها لي و وقتها بتشرط و أحكم ..

شاهين يرفع حاجبه في تساؤل : يا سلام و شدراك أنهم بيردونها لك ؟!!

جراح : سمعت رهوفه تسولف على أمل .. تقول ان فيصل قايل لتهاني أن ما رديتها بيتدخل هو و

يجيبها لعندي قبل ما تنتهي العده ..

شاهين : و طبعا اللحين صار فيصل هو المفضل عندك بعد ما كنت تكرهه ودك لو تهاني ما أخذته !

جراح : عاد أخذته و خلصنا و انا أبتليت بدلال و هم اللي لازم يحلون موضوعي و أنا ..

شاهين يقاطعه : و أنت بتحط رجل على رجل و با تمن عليها .. ترى محد بيخسر إلا أنت بتكبر

قلبها عليك ولو كانت تحبك لو شوي بتكرهك .. لما يردون من الشاليه عندنا حاول تقرب منها

و طيب خاطرها بعد ما تتفقون على اللي أختلفتوا عليه با الأول وردها قبل ما يتدخل أحد في

حياتكم ترى بعدها بيردون يتدخلون و يمكن هي بأي مشكله لكم أدخل اهلها و إلا واحد من أهلك

و أنت وقتها اللي بتكون بديت و مالك إلا أنك ترضى با الواقع ..

جراح يكتف يديه : يصير خير ... خلك مني قولي انت شراح تسوي في غرفتك ؟

شاهين : بروح أجيب عمال يصبغون غرفتي و بعدين بركب غرفة النوم و أتحمل أنا و غالية

عشان الكل يرتاح !

.............................. .................... ...........................

صائمة أغلب الأيام و ان افطرت و حل عيدها فا التفاح و الموز هو أحتفاليتها !

تعذب نفسها لتسعد نفسها أي مفاهيم مغلوطة تمغنطها لتخزنها ذاكرتها و ترددها لحد التصديق !

.
.
.

منار : راح تذبحين نفسج بها الشكل ... ما صارت رجيم هذا تعذيب .

عذوب بغنوط : و ليته نافع ما ضعفت إلا نص كيلو .. لا رجيم نا فع و لا رياضه شسوي زهقت

منار : يمكن أنج ما تضعفين لأن هذا كل اللي تفكرين فيه .. بعد ما توفت أمج ضعفتي لانج

نسيتي السالفة بس من بديتي مسلسل الحب و أنتي موسعه على نفسج على الآخر من ناحية البلعه ..

عذوب تضع رأسها على الطاولة بغنوط لترفعه فجأه بحماس : لقيتها ...

منار بفضول : شنو اللي لقيتيها ؟

عذوب : تذكرين حبوب التخسيس الصينية اللي تبيعهم أم ملاك ..

منار بعجالة : بس .بس بس هذا اللي ناقص تبين تذبحين نفسج الظاهر نسيتي فوز بنت خالج اللي قصوا من مرارتها بسبة ها الحبوب ..

عذوب تسهل الموضوع : فوز خبله كثرت الجرعات و طولت المده و إلا البنات ياكلونها و ما فيهم إلا العافية ..

منار : لا يا ماما .. لا تجذبين على نفسج ها الحبوب كلها مضره يجيبوها من غير ترخيص و

يبعونها عليج و إذا أبتليتي شالو أيدهم .. و إذا ناوية تقطين نفسج با تهلكة أكليهم بس نصيحتي

لج تعوذين من الشيطان و أجتهدي شوي ودروي على شي ثاني طبيعي ..

عذوب تتحداها : يله على أيدج شنو الطبيعي ..

منار تسارع با الحل : راجعي دكتور لتغذية ..

عذوب بيأس : يبي لي مبلغ وقدره ..

منار : لا تكبرينها ... من مهرج تقدرين تبدأين مراجعاتج و بعد العرس أكيد عزام ما راح يقصر

بيدفع هو الفواتير ..

عذوب بحماس : أي و الله معاج حق .. أجل مشينا ..

منار تؤشر على قدمها المصابه : ما ينفع يا ماما أروح معاج ..

عذوب تعاود الجلوس بعد أن هرب حماسها : أف وين ما أطقها عوجه .

منار تضحك على تعابير وجه عذوب : يا بنت أنتي ليش تعقدينها أتصلي بعزام ياخذج و إذا

مستحيه أخذي معاج عبير ..

عذوب : يا زين شكلي متصله عليه تعال ودني الدكتور الفلاني يقولون دواه يذوب الشحوم

اللي في الظهر و البطن و تحت الذرعان و .. خليني بس ساكته هذي الشحوم مصيبه ..

منار تعاود الضحك : الله يوسع صدرج مثل ما وسعتي صدري ... يا أنا كنت

محتاجه أضحك من قلب .. يا بنت هونيها و هي تهون .. شرايج تاخذين علاوي و تراجعين فيه

مو هو يا قلبي شهيته ضعيفه يعني حجه و حاجه ..

عذوي : أي أدخل في أخوي و اقول لدكتور عطه شي يفتح شهيته و شي يسد شهيتي ..

منار : عن الملاغة عذوب .. ترى علاوي محتاج أختصاصي تغذيه و ديه معاج

و انتي عاد أستشيري الدكتور على راحتج و لما يراجع علاوي مره ثانيه تقدرين تراجعين معاه

عذوب: بس أخاف عزام ما يرضى أروح مع علي ..

منار تحرك حاجبيها بلؤم : لا يا حلوه بيلقاها عذر أخوي و أنا عارفته ..

عذوب بحمرة تورد خديها : أنزين بس أخاف يدخل معانا عند الدكتور ؟

منار : بسيطه دوري لج دكتوره مو دكتور و قولي أنج ما تبينه يدخل على الدكتوره ..

.
.
.
.
.
.

أكاد أجزم أن علي هو الآخر يعرف أنه مجرد و سيلة !

لا تريد أن تقتنع أني لا أكترث كثيرا لوزنها على الرغم أني أريد أن تفقد بعضه فقط من أجل

صحتها ..

.
.
.

........ في السيارة .........

.
.
.

عذوب : شفيها ما تشتغل ؟

عزام : بسم الله توني جايكم فيها !

عليأتي با الحل : عزام أخذ سيارة أبوي القديمة خالي دايما يجي ياخذ فيها فره عشان ما تفضى

البطارية ..

عذوب : جابها علي أخذ سيارة أبوي القديمة لين تصلح سيارتك يعني المده اللي تعجبك ..

عزام : ما عليه انا ما أستغنى عن سيارتي بس عشان مشواركم بروح بسيارة عمي و لما نرد

يجي واحد من أخواني ياخذني ..

عذوب بإمتعاظ واضح : لهدرجة ما تناسبك سيارة ابوي يا ولد العز .

عزام أستغرب تلميح عذوب لوضعه المادي : أفا عليج ما هقيت أنج تعتقدين أني تافه و مغرور !

عذوب : ما تفرق بين الغشمره و الجد .. ترى أنا أتغشمر ..

عزام بعدما أتى علي سريعا بمفتاح السيارة : أنزين يله خلونا نمشي ..

علي حالما ركب السيارة سارع بأول طلباته : أنا جوعان تكفى عزام مر المطعم أبي شورما

دجاج ..

عزام يبتسم و يشير لأنفه : على ها الخشم ..

عذوب معترضة : لا عزام مو اللحين لما نرد من المراجعه ..

عزام : أختك معاها حق بعد ما نرد نشتري عشا لنا كلنا .. وأنتي عذوب بعد تبين تراجعين

الدكتور؟



عذوب تجاوبه بأندفاع : لا.. ليش أراجع .. شايف أني بطه ؟

علي يطلق ضحكه بينما عزام يحاول إخفاء أبتسامته : لا مو بطه إلا أحلى بجعه ..

علي : شنو يعني بجعة ؟

عزام : لردينا البيت أوريك صورتها با الغوغل ..

عذوب تلتفت على علي الذي أدخل رأسه بين مقعديهم : أنا أقولك .. البجعة طير ضخم عنده

منقار طويل يتدلدل منه جيب كبير يخزن فيه السمك اللي يصيده لأنه يعيش با الماي بس يقدر

يمشي على الأرض على أن مشيته تموت من الضحك بس يرقع نفسه لما يطير لأنه يطير

برشاقه با الجو .. و للأسف أنا ما أقدر أطير بس أقدر أمشي على الأرض

و عزام يشوفني بجعة .. تصور !

عزام صعق من تحليلها لوصف عابر أراد به مغازلتها : أنا ما قصدت اللي فهمتيه !

عذوب تتحداه لينفي : يعني أنت ما قلت لي بجعه ..

عزام يبرر : أنا أقصد ..

عذوب تقاطعه بنبرة تدل على ضيق : لا تقصد و لا أقصد خل أنسكر ها الموضوع السخيف ..

عزام تضايق من تحويرها لقصده : براحتج ..

.
.
.
.
.
.

كنت أراقب المنزل منذ فترة أردت ان أرى منار بأي شكل لكن مرت ايام طويله و لم تخرج من

المنزل و لا حتى لزيارة الطبيب ! ... لكن قبل ساعه رأيت عزام يخرج برفقة زوجته على حسب

ما أعتقد و معه علي أخو منار الصغير أما هي لم تكن برفقتهم لابد انها با المنزل و قد تكون

وحيده جلست مترددا هل أتهور و أطرق الباب و أحدثها من حيث أقف أم أعود لمنزلي من دون

رؤيتها فمن المؤكد أنها لن تخرج لأي مكان فقد حل المساء .. أستغرق تفكيري ساعه و في

لحظة جنون تجاهلت فيها أحتمال رجوع عزام في أي دقيقة توجهت لطرق الباب ليجاوبني من

وراءه صوت رقيق يدل على صغر سن صاحبته أرتبكت لكن لا يمكن ان اتراجع فا طلبت منها

منادات منار و ما هي إلا ثواني حتى جائني صوتها لتغزوني الدغدغات و تلثم قلبي بآلاف

القبلات .. يا يكاد قلبي أن يقفز من صدري و يتسل عبر الباب ليحتضن الواقفه خلفه ..

لم أعرف أني مشتاق لها إلى هذا الحد !
.
.
.
.

منار بنبرة تدل على انزعاجها فقد لمحت مشاري عبر نافذة المطبخ : خير ؟ ..

مشاري : منار أنا مشاري ما عرفتي صوتي ..

منار بعصبيه : أنت ما تستحي على وجهك جاي لحد بيت أهلي تغازل ..

مشاري : أنا مو جاي أغازل أنا جاي أتطمن عليج .. شلونج اللحين ؟

غنام من خلف مشاري : الحمد الله بخير .. في أي سؤال ثاني ؟

مشاري يلتف بكشل كامل فجأه : أنا ..

غنام يقاطعه بنبرة جليدية يمكن لها أن تقتل من دون إراقة قطرة دم واحده : أنا أقدر أجلدك هني

و أجرجرك وراي للمخفر بس مو حاب اسوي فضيحه لعمي أبو علي اللي شلله خله أمثالك

يتجرأون على حرمة بيته ..

مشاري المرتبك يحاول الدفاع عن موقفه الضعيف : أنت فاهم غلط ..

غنام يكبت غضبه : أنا فاهمك صح و موسع خاطري و متحكم بأعصابي و قدامك دقيقة تطلع من

ها الشارع بكبره ...

.
.
.
.

كا عفريت خرج من حيث لا أعلم ... ماذا يفعل هنا ... هل حظي العاثر أخرجه مره أخرى أمامي

بموقف آخر يظهرني بمحل شبهه .. يا لحظي المتمرغ با الوحل .. أكرهك يا حظي

فا قد أصبحت ألد أعدائي بعد هذا الذي يقف خلف الباب ..

كيف سأبرر موقفي ؟



و لما أبرر له من الأساس ؟!! .. لست مضطرة ..

بل أنا جدا مضطرة فا هو أخو عزام و ليس عندي أدنى شك أنه سيخبره بما رأى .. لكن ماذا رأى

أنا لم افتح الباب لمشاري و حدثته من خلف الباب كأي طارق ..

لكن السؤال هو ... ماذا كان يفعل هو أمام باب منزلنا ؟!


.
.
.
.

لابد أنكم أيضا تتسائلون كيف ظهرت فجأة أمام منزل أبو علي و لأي سبب ..

بدأ الأمر عندما تلقى أحمد اتصال من عزام يطلب منه أن يقله بعد ساعتين من الآن من منزل

عمه أبو علي و ما أن أنهى أتصاله حتى ترصدتني الأعين بتساؤولات غير مسموعه و علامات

تعجب ظاهره لا تخفاني و نطقها أحمد بتعليق تهكمي " أو صار غنام النسيب السابق و ما

ينفع .. طاح كرتك يا أبو سعود " لتعقب بعده بتول " لا الله بيهداه و بيرد تاج الحسن " .. لتنطلق

والدتي بدعواتها لي با الهداية !

نعم أهلي بغفله و لا يعرفون من " تاج الحسن " إلا شكلها الخارجي الفتان .. بررت لهم طلاقي

لها فجأة بخلاف نشب بيننا على محل السكن .. اخبرتهم أن منار لا تريد أن تغادر منزل والدها

لمريض و انا لا أرضى أن أعيش في منزل زوجتي ! .. تفسير سخيف لكني لم أجد لي منفذ

منطقي إلا هو .. على كل للهروب من الموقف الذي وجدت نفسي به قررت أن أتطوع للمه

لعلي أكسر الحاجز الذي بناه عزام على غفله مني .. لذا توجهت بسيارتي لمنزل ابو علي متناسيا

أن عزام لن يأتي إلا بعد ساعتين من الآن ! .. و لحسن حظي أني فعلت .. من بعيد لمحت

مشاري يطرق الباب . وكنت متأكد أنه مشاري أخو شاهين فا أنا لا يمكن لي أن أنسى وجه رأيته

أبدا و با الأخص عندما يكون أحد الذين وقعوا بيدي منذ فترة ليست بعيده .. خمنت أن سبب

سبب حضوره لمنزل أبو علي با موعد مع منار و سبب تخميني بسيط ... أليس كلاهما كانوا في

نفس الشاليه الذي كان و كرا للمجون إذا لابد أنهم على معرفة مسبقة و ممكن ان تكون بينهم

علاقة حميمة ! ..

لكن رد منار و نبرتها الغاضبة ناقضت حديث مشاري و سؤاله عن حالها بنبرة تلفها اللهفه ..

الموقف محير جدا و غير منطقي و لا يمكن لي تحليله بساطه !

.
.
.
.
.

عندما تباعدت صوت الأحذيه المقيته أيقنت أنهم رحلوا ... لكن عبير أتني بعدها بربع ساعه

و الرعب يسكن ملامحها لتخبرني بنبرة مخنوقة بأن غنام مازال يجلس بسيارته كأنه بأنتظار

وصول عزام ... لابد انه سيخبره .. هكذا فسرت عبير عدم رحيل غنام حتى الآن ..

أحتاج عقلي لثواني لمعالجة الوضع ليدب الهلع بأوصالي ... إذا عزم أمره و سيخبر أخي بما

رأى ... أي لئيم قاسي هو ! ..

يمكن لي أن أرى آخر لحظاتي بوضوح .. آخرها عندما ينفجر الدم من رأسي بغزارة ليتلف

سجادة عذوب المفضلة و قد تقفز بعض قطرات من دمي لتلثم وجه علي الحبيب ... حبيبي علي

سوف يكون شاهدا على أحتضاري ... سوف يقف هنالك مشدوها تكبل الصدمه حواسه .. لابد أنه

سوف يكون مرتاعا و سيتذكر صورتي الأخيره بأحلامه ... و أي أحلام سأكون أنا كابوسه .. نعم

من المؤكد أنه لن ينسى آخر لحظاتي ولو أمتد به العمرإلى مرحلة الكهولة .. لابد أنه سيكون

وحيدا في أحد بيوت العجزه فا هو من المؤكد لن يتخذ زوجه ليكون له أولاد لفقده الرغبه

با جنس النساء بعد أن كبرت صورتي الماجنه في عقلة الباطن !

من المؤكد أنه سيصدق ما يحكى عني عندما يصبح شابا فا عاطفته الطفوليه التي تأبى فهم

عظم الأتهامات الملقاة على عاتقي هي فقط من تدفعه لحبي و إحسان الظن بي الآن ...

لكن لماذا أستعجلت بأنهاء السيناريو المأساوي به .. ماذا عني في آخر لحظاتي عندما أغرق كل

ما حولي بدمائي .. نعم سيلف جسدي المحتضر بسجادة عذوب وسيعاون غنام أخي عزام بتخلص

من جثتي بعد أن يحفر لي قبرا على عجل بأبعد مكان يعرفونه با الصحراء ... لكن إن كنت لم

أمت لابد أن الذئاب أن وجدت سوف تنهش لحمي لا لا يوجد ذئاب با صحرائنا ..

لحسن حظي ! ..

كفي عن الوثوق بحظك العنيد ... لابد ان الكلاب هي من سوف تقطعني !

يا و أي كلاب ... قد تكون كلاب أنسية تعذبني برغباتها الحيوانية قبل أن تعاود دفني .. لأرقد

تحت التراب منسية لا يصلى على روحي و لا يتصدق عنها خفية ...

رحماك يا الله .

.
.
.
.

عبير تمد مفكرة الأرقام الصغيرة : عزام كان كاتب أرقام أخوانه و بيته عشان إذا عذوب ما

اقدرت تتصل فيه لأي سبب تقدر تكلم واحد من أهله و هذا رقم غنام مسجل ..

منار : و شبي في رقمه ؟!!

عبير تحثها: أتصلي فيه اللحين حاولي تقنعينه ان ما في شي من اللي براسه يمكن يهون و ما يعلم

عزام .. و إلا أتصلي بأمج خليها تلحق عليج قبل ما يجي ..

منار تمد يدها لتأخد المفكره من عبير : بأتصل عليه و إذا مانفع بهج قبل مايجي عزام و يذبحني

.
.
.
.
.

جائني صوتها بأتصال لم أتوقعه حاولت بإستماته تطهير موقفها !

أخبرتني أن مشاري هو من أوصلها مع زوجة أخيها جاسم للمشفى لمعالجة قدمها المصابة و أنه

فاجأها بحضوره للأطمئنا عنها ...

.
.
.
.

غنام : لو ما شاف منج تشجيع ما تهور وصل لحد باب بيتج خاصه أنه أستاذ جامعي متزوج و

المفروض يخاف على سمعته ..

منار تخنق عبراتها : أنا متأكده أن أي تبرير بقوله ماراح يقنعك بس خلني على صوب و فكر

بمنطقية إذا قلت لعزام بيذبحني و ممكن ينعدم بسبتي و ما أعتقد أنك ترضاها لأخوك ..

غنام بعملية : الأحكام الجنائية المتعلقة با الدفاع عن الشرف مخفه و ما توصل في الغالب

للأعدام لا تحاتين من ها الناحية ...

منار تنفجر باكية : شراح تستفيد ... حرام عليك و الله تلحقك حوبتي أنا مظلومة حتى لو ما صدقت و أن أذبحوني بسبتك ذنبي فا رقبتك ..

غنام : و الحل أتغافل أخوي مثل ما تغافلتيه ... خلينا من سالفة الشاليه و من سالفة مشاري و قولي لي شلون تجرأتي تتصلين بواحد غريب عنج ..

منار التي كانت تشهق بدموعها : أنا أعدك واحد من أخواني ..

غنام : الصراحه ما يشرفني ..

منار تتجمد دموعها و تبرد نبرتها : بس من فترة تشرفت با الزواج مني و إلا نسيت ..

غنام : و الحمد الله طلقتج و أفتكيت من شرج ..

منار :اجل فكني من شرك يا أخي و لا تقعد تترصد لي بكل مكان ..

غنام : أنا أترصد لج !

منار : إذا ما تترصد لي شجايبك عندنا ؟

غنام : لأن عزام يبيني أمره لأن سيارته خربانه قدام بيتكم ..

منار بعد ان هدات : يعني أنت مو قاعد تنطره عشان تقوله عن اللي فهمته غلط ..

غنام أطلق ضحكه لا يعرف من أين مصدرها : على أن اللي شفته يثير الشبه بس أنا با حسن

الظن فيج ها المره و بقول اللي صار منج قبل زلة و ندمتي عليها بس وعد مني يا منار أني بمشي وراج وين ما رحتي و إذا شفت عليج شي ما تلومين إلا نفسج ..

منار تزفر بأرتياح : الحمد الله ماراح تلقى على شي لأن أصلا مافي شي ..

غنام : سكري اللحين و ياويلج إذا رديتي و اتصلتي علي ..

.
.
.
.

قطعت الخط من دون أن أجاوبه بأي كلمه .. من يعتقد نفسه حتى يقسم و يتوعد و يهدد ..

و أيضا لا يريد مني الأتصال به مره أخرى و كأني انوي أن أفعل ! ..

كأنه يلمح أنه يعرف أني سأهم بمغازلته في احد المكالمات التي سوف أمطره بها !

كيف يفكر الرجال الشرقين ... مشاري .. غنام .. أخوتي ؟!!

من أي زاوية يقرأون أفعالي و أي منطق يتخذونه لتحليل أقوالي .. لماذا أصبح حتى أفعال و

أقوال الغير بحقي ملزمة لي حتى و إن فندتها جملة و تفصيا .. لم يعد حتى القسم با الله كافيا

با نظر أباطرة الشرف و العفة ...

أيحاولون معاقبتي بما لم يعاقبهم أحد عليه ...

أليس أخي جاسم قضى أعواما طويله ضيفا في بيت عمه يأكل و يشرب فيه و في الآخر يترصد

سلوى بنظراته الجريئة التي كانت جاهلة بها ... لا لم آتي بهذا من خيالي بل عليا التي كانت تتندر

بما

رأت من نظرات جاسم لسلوى التي وصفتها با الوقحة و المحرجة لأبنة عمه البريئة...

ألم يخون جاسم عمه الذي أئتمنه على بيته و بناته وإن لم يصل بخيانته لبعيد لكن هذا لا ينفي أنه

اذنب في يوما ما ! ...

أما غنام المحقق الذي وكل نفسه مترصدا لكل من يشيع في الأرض الفساد كان هو لآخر مراهق

وقح يستعمل كل الحج حتى يلمس يد غالية و لم يوقفه إلا صفعة حاره منها أفقدته توازنه !

أما عزام كنت أجد أسمه يزين أدراج زميلاتي با المدرسة ... و كنت أسمع وشوشات الفتيات

السخيفات و هن يشرن لي بأخت عزام .. أخي عزام منذ سنتين فقط كان يحمل هاتفين واحد

للكل و الثاني خاص جدا ! ... و لكم أن تتخيلو ..

أعتقد الفرق بيني و بينهم أني فتاة .. بريئة .. وهم رجال .. مذنبون !

.............................. .................... .......................

.
.
.
.

منذ فترة وهو كمن سلخ نفسه عن محيطه ليتوحد مع الأنا في أبعد مدى ...

ليصنع الأقنعه و يتناوله الواحده تلو الأخرى ليقنعنا أنه مازال معنا !

حالته لا تسر فا سرحان يطول كل يوم ساعه لابد أن مايشغل باله أمرا جل ..

.
.
.
.

أبو مازن : ليش ما صليت معانا العشا اليوم ؟

ناصر : تعبان و صليت هني ..

أبو مازن : عسى ماشر تشكي من شي ؟

ناصر يرفع رأسه ليتأمل السقف و يزفر بيأس : تعبان من السجن ... خلاص ما عاد أتحمل أبي

أطلع ...

أبو مازن يربت على كتفه : خلاص با أبوك مابقى لك شي أكيد بيطلعونك بعد ست شهور إذا مو

أقل ..

ناصر يلقي رأسه بين كفيه و يجهش فجأة با البكاء : ما أقدر .. با موت أبي أطلع اللحين .. انا تعبان ..

أبو مازن : إذا تعبان و أنت هني أجل أعرف من اللحين مافي راه برى .. تذكر أنت بتحمل صفة

سجين سابق و أأكد لك أن محد بيتقبلك و بيهد حيلك التعب و أنت تحاول و تحاول ... قولي يا

ناصر لتعبت برى شنو راح تتمنى .. بتمنى ترد السجن عشان هو الماكن الوحيد اللي مقبول فيه

كل من يحمل صفة سجين سابق ؟

ناصر يستغرق دقيقة با التفكير : ما ابي أسبق الأمور .. أنا عارف أن الوضع برى بيكون أصعب

علي بس أنا ما أتخيل نفسي سجين طول عمري .. ( ناصر تدراك زلة لسانه ) أنا آسف يا أبو

مازن ترى أنا ما قصدت شي ..

أبو مازن يبتسم بهدوء : مافي داعي تعتذر أصلا أنا ما أعتبر نفسي بسجن .. هذا بيتي و عالمي

أكيد با الأول ما كنت متقبله بس لما عدلته على مقاسي صار مساحتي و فسحتي اللي ما أتنازل

عنها ... تدري يا ناصر أنا أنجزت با السجن اللي ما عمري فكرت اني أنجزه و اللي أصلا ما

كنت أقدر أنجزه و أنا برى السجن .. أهم شي أني رديت لربي و وثقت علاقتي فيه و حفظت

كتابه و تمعنت فيه ...

و هذا اللي غير من طبعي الحاد و صرت أهدى و أركز ... صرت أتقبل كل نوعيات البشر و

أعرف شلون أتعامل معاهم لو أني دارس علم النفس با الجامعه و قاري كل الكتب اللي أنكتبت

في تحليل النفسيات المنحرفه ما كنت بطلع بنص اللي تعلمته من التجربة ..

في السجن يا ناصر عرفت حقيقة مهمه أن المكان اللي يحتوينا حنا اللي نصنعه ..

داخل السجن و إلا برى وضعك و ظروفك بيدك و حذاري يا ناصر تلوم أحد غير أيدك ...

ناصر : و لا حتى اللي يشاركوني مكاني .. اللي لهم تأثير على حياتي ...

أبو مازن : محد يا ناصر محد إلا أنت ... لصار يوم الحساب و كنت من أهل النار بيكون

مكانك اللي أنت بنفسك قدت نفسك له و أن كنت من أهل الجنة فا بيكون مكانك اللي سعيت

له بحسناتك ... و قيس عليها في الدنيا .. مكانك جنه و إلا نار أنت اللي تختاره .

ناصر يعاود التفكير لنطق متسائلا : مدامك مرتاح في مكانك يعني أفهم أنك مرتاح في بعد أهلك

أبو مازن يسارع بإجابة قاطعه : أنا مالي أهل ..

ناصر مستغرب : و الأثنين اللي دايما يزورونك ؟

ابو مازن : زملاء من السجن ربي تاب عليهم و أصلح حالهم و ردوا لحياتهم الطبيعية بس فيهم

الخير ما نسوني و يزوروني كل فترة ..

ناصر بشك : أجل ليش أسمك أبو مازن ؟

أبو مازن متهربا : ما أحب أتكلم عن الموضوع ... يوجعني يا ناصر ..

ناصر يتابع تحقيقه : تبروا منك ؟

أبو مازن بعد صمت قصير قر أشباع فضول ناصر : أسمي أبو مزنه و مازن مات في بطن أمه

لما دخلت السجن ..

و أهلي ما تبروا مني با المعنى الصحيح بس فضلوا يقولون للكل أني مت بما أني ما في أمل

اطلع من السجن ...

ناصر : أنزين ليش مايزورونك .. بنتك ليش ماتزورك ؟

أبو مازن يحاول يخفي ألمه : بنتي ما تعرفني و تحسب أني ميت .. و أخواني و خواتي كانوا

لفترة يزوروني و بعدين مثل ما تعرف الدنيا تلاهي ..

ناصر و دموعه تعاود النزول ليقارن بين حاله و حال أبو مازن : و أنا أبوي شكله تبرى مني ..

من أنسجنت مازارني ..

أبو مازن : لا تلومه تلقاه مقهور عليك و منك ..

ناصر : أنا اللي مفروض أكون مقهور منه .. أنا اللي ما شبعت من حنانه و لا حسيته أبو لي

إلا لما أحتاج أتعاقب .. تصور كنت أحيانا أتهاوش با المدرسة عشان ينادون ولي أمري اللي هو

أبوي و آخر شي مل و خل جاسم أخوي الكبير يتولى أمري ..

أبو مازن : يمكن عرف قصدك ..

ناصر : لا ما أعتقد هو بس مل و بقى يتخلص مني ..

أبو مازن : ترى الآباء أذكياء و يعرفون يقرأون تصرفات عيالهم حتى لو كانوا أبعاد عنهم في

أغلب الأوقات .. تلقاه عرف أنك تحاول بتصرفاتك غير المقبولة تلفت أنتباهه ..

ناصر : لنفرض .. شنو الحل اللي أتبعه غير أنه يوكل جاسم عني .. أنت ما تعرفه أبوي أناني

بس يفكر يجمع فلوس عشان يضيعهم مره ثانيه بمغامره من مغامراته الفاشله أصلا أنا مستغرب

أنه لحد اللحين ما دخل السجن بشيك من دون رصيد و إلا بكمبيلات غير مدفوعه ...

أبو مازن : لنفرض أن أبوك فيه كل عله هذا مو مبرر لأنحرافك .. أنت تعرف أن كل واحد منا

بيقابل الله بروحه و لا يقدر يلوم أحد على ذنوبه .. يا ناصر أنت قدامك فرصه و أن طعتني

أستقلها .. لطلعت من هني روح لأخوك اللي قال أنه بيوفر لك وظيفه و توظف و كمل دراستك

و ابدأ حياتك من جديد لا تلفت لورى و تعذب نفسك ..و اهلك مهما ضروك هم أهلك و مامنهم

مفر عاملهم با الحسنى و الطيب .. خاصه أمك و أبوك .. أن ما نفعتك طاعتهم وصلهم با الدنيا

بتنفعك با الآخره .. و لما تزوج و تجيب عيال بيتغير أحساسك أتجاهم و يمكن بعد تعاطف معاهم

ناصر : الحجي سهل بس الواقع مر ..

أبو مازن : أجل لا جو يطلعونك قولهم تسلمون و ما قصرتوا خلوني في مكاني لأن الواقع مر ..

ناصر يبتسم من بين دموعه : لا مو لهدرجة ... المشكله أن في مية شغله لازم اتعامل معاها إذا

طلعت و أنا ماني لاقي لها حل ...

أبو مازن : توكل على الله و أتبع نهجه و بتلقى أمورك متيسره و أي عقبه تواجهه بتكون تكفير

ذنوب و يا بختك يا ناصر ..

.............................. .................... ..................
.
.
.
.
.

بعدما أضجرتني لسنين بدور الأخت ها هي تتبناي أبنا لها لتكون الأم !

فا بعد ثورتها القصيرة فضلت أنتهاج عدم المبالاة و أقتصار الحديث معي برد السلام ... لكن

اليوم و من غير مقدمات أمرتني بأن أرتدي " بشتي " الثقيل و جوربين سماك فا البرد قارص و

أنا شيخ كبير معرض للأمراض !


أبو ماجد : أن كنتي أنتي عجوز و ياكلج البرد أنا توني شباب وما أونسه ..

أم ماجد تنزل فنجان قهوتها بهدوء لتجاوبه : و عجوزك تقولك طيعها ترى لتصلبت عظيماتك و

دهنتها با الفكس مالك غير فراشها و إن طعتها و تدفيت بتوسد ذراع مريوشة العين ...

أبو ماجد يكتم غيظه : أنا أترخص تامرين على شي ...

أم ماجد : أي أبيك ترخص لي بروح عمره مع سلطان ..

أبو ماجد : مرخوصه ...

.
.
.
.
.

سلطان : وين تروحين معانا و أنتي حامل ..

نجلا : قلتها أنا حامل ماني محروله مقدر أتحرك ..

سلطان في نفسه " لا حول و لا قوة إلا با الله " .. يا قلبي أنا خايف عليج من تعب الطريق كلها يومين و انا راد و أنتي بتكونين في بيت أبوج مع أخوانج مرتاحه و الكل يخدمج ..

نجلا : جيبها من الآخر أنت ماتبيني أروح معاك ..

سلطان : أفا عليج أنا الود ودي أقابلج من 24 ساعه بس أنا أدور راحتج ..

نجلا بنبرة مشكه : أم ماجد قالت لك ماتبيني أروح معاكم ..

سلطان يدافع عن أخته : لا عاد حرام عليج أم ماجد با المره ما تجيب طاريج ..

نجلا بنبرة متهكمه : أي حرام أم ماجد معزتها لي أكبر من معزة نايفه و بدور ...

سلطان بجدية : شوفي نجلا إذا تبيني أزعل كملي طنازه على أختي اللي ما أطلع من جزاها

نجلا تتراجع : أنا ما أقصد شي بس ماني لايقه تفسير لرفضك أني أروح معاك .

سلطان : انا عطيتج تفسير منطقي بس أنتي مو راضيه تفهمين .. فكري فيها أنا أباريج و إلا

أباري أختي .. و بعدين هي نفسيتها تعبانه و محتاجه تبعد شوي عن الكل و تبيني معاها يعني

طوفيها ها المره عشان خاطري ...

.
.
.
.

لست مرتاحه بإستفراد أم ماجد با سلطان ... لا لشيء إلا اني أراها بسهوله تستأثر بأهتمامه فكل

ما يشغل باله هو حالها و كيفية تعاملها مع الزوجة الجديدة .. انه يفكر بها اكثر من مولودنا القادم

إذا أم ماجد سوف تكون دائما جزء لا يتجزء من عائلتي الصغيره بعدما كانت الأساس في عائلتي

الكبيره !

.............................. .................... ..........................
.
.
.
.

اكاد قسم أن عطرها يفوح بأرجاء منزلنا ... أشمه على كل شيء من ستائر غرفة الجلوس حتى

المناشف الملغاة على مغاسل غرفة الأستقبال !

مر على تواجدهم يومان كاملان في منزلنا لكن إلا الآن رأيت أغلبهم إما صدفه أو بلقاء عائلي

أستضافته أخواتي إلا هي لم تكن معهم .. لم اراها و إن لم أفعل عما قريب فمن الأفضل أن أغلق

علي باب غرفتي با المفتاح و ارميه من الشباك حتى لا أسير نائما بأتجاه الملحق أبحث عنها !

.
.
.
.

رهف : شفيك تصارخ علي ..

جراح : من طوالة لسانج ..

تهاني : جراح تعوذ من الشيطان و أنتي يا رهف ردي داخل قهوي عمتي و البنات ..

جراح بعد أن أختفت رهف من أمامه : هذي أختج صايره لا تطاق ..

تهاني : ترى رهف ما قالت شي و تبي الصراحه معاها حق اللحين مو حنا منبهين عليك تدخل

من باب المطبخ عشان ماتمر الصالة لان كل عصر عمتي أم فيصل و البنات بيكونون عندنا

يتقهون ..

جراح يبرر : يعني الواحد ما ينسى تخيلي صارلي سنين أدخل بيتي على راحتي و فجأه لازم

أغير روتيني عشان بنات عمي .. حتى مشاري يوم تزوج أمل ما عطاني كل ها التعليمات

و بعدين إذا يبون ياخذون راحتهم خل يتغطون و أنا ماني بطال أصلا بوجيهم ..

تهاني : اسمع يا جراح مهما تقول قصدك واضح و أنا فاهمه و الكل فاهم و لعلمك دلال

من دخلت الملحق ماطلعت منه و على ان حاولنا فيها تاخذ راحتها إلا أنها فضلت راحتك

و قالت لا يمكن أضايق جراح ..

جراح بلهفه : هي قالت جذيه ..

تهاني : بما معناه ..

جراح : لا ما أبي بما معناه أبي الكلام حرفيا .. أخذر وقتج و تذكري أنا قاعد لج اليوم كله ..

تهاني تبتسم من قلبها : جراح صدقني لو اقعد اسبوع في محلي ما تذكرته بس وعد إذا جابت

طاريك ثاني مره أحفظ زين شنو قالت ..

جراح : أنزين تهاني بسألج هي ما بينت لج أنها ندمانه .. ما تحسين أنها تغيرت .

تهاني : ما يتغير الإنسان في يوم و ليلة .. دلال ما تشوف أنها غلطت و إذا لك خاطر فيها تقبلها

مثل ما هي و يمكن لجابت عيال تثقل و تقر في بيتها ..

جراح : أنا ا اقدر أعيش على يمكن و ليت .. لأن مصيبه إذا بتستمر على وضعها و هي وراها

سرب ..

تهاني : تبي نصيحتي ؟

جراح : قولي اللي عندج ..

تهاني : إذا اللحين و في ها الحظه أنت متأكد أنك ما تقدر تحملها أجل أنفذ بجلدك و سافر بما

انك بعطلة لين تنتهي العده لانهم ناوين يردونها لك و أن امتأكده أبوي بيوقف معاهم و أنت اللي

بتوهق ..

جراح أستغرب من نصيحة تهاني : لهدرجة شايفه دلال مو مناسبه لي ..

تهاني : أنت اللي شايف جذيه أما أنا شايفه انك تحبها و تكابر ..

جراح بمكابره و عناد : حبتها القراده ما فيها شي ينحب غثيثه و عله و لسانها طويل أنغصبت

و أخذتها و الحمد الله أفتكيت منها أخيرا ....

.
.
.
.

تعثرت بكلماته القاسيه التي وصفني بها و لسوء حظي وقعت عينه بعيني لأتجمد بمكاني لا أقدر

على الحراك ... إذا هكذا تراني جراح و أنا التي كنت أعتقد أنك توني أن تقرص لي أذني

و أن تتركني أتقلب على الجمر حتى تنتشلني قبل أن أتفحم !

يا ما أظلم الصدف و أعدلها ... فلولا الصدفه لكنت هناك أرسم الأحلام و اجهز نفسي

للفرحه ... شكرا لك صدفه فا لولاك لأستمريت منتشيه بجرهات الغفله ...

.
.
.
.
.

جراح الذي لم يكن يستمع لأي كلمه تنطق بها تهاني قال فجأة بنبرة متخوفة : الظاهر أنها

أسمعتني ..

تهاني : منو اللي سمعتك ؟

جراح : دلال أنا متأكد أنها دلال أعرف لبستها قبل خمس دقايق دخلت وحده متنقبه .. تكفين

تهاني أدخلي و تأكدي لي إذا كانت هي أولا ...

.
.
.

رهف جاوبت سؤالي قبل أن تتحرك تهاني ...

.
.
.

رهف مؤنبة : جراح أنت قايل أن دلال غثيثه و لسانها طويل ؟!!

جراح بدهشه : هي قالت جذيه ؟

رهف : أي دخلت علينا تضحك و تقول لمريم لقيت واحد يوافقج أني غثيثة و لساني طويل و لما

سألناها منو تقصد قالت سمعت جراح يقوله لتهاني ..

جراح ينظر لتهاني بتعجب : هذي شلون تفكر ؟!! ...


.............................. .................... .........................

تفكير المتهكمون أعمق من رؤية سطحيه يلقيها عابر

متفانون بطرد الرتابه عن حياة من يرافقهم ..

لكن للأمانه .. مرهقون و يرهقون كل من يتهكم بهم ..

و فقط للعلم .. يراهقون بأي عمر بسلاسة و أتقان يدعو لتهكم !

.............................. .................... ........................

 




الساعة الآن توقيت السعودية الرياض و الدمام و القصيم و جدة 09:56 AM.


 
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024,
vBulletin Optimisation provided by vB Optimise (Pro) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

Search Engine Optimization by vBSEO 3.6.0