ازياء, فساتين سهرة


العودة   ازياء - فساتين سهرة و مكياج و طبخ > أقسام عامة > قصص و روايات > روايات مكتملة
تسريحات 2013 ذيل الحصان موضة و ازياءازياء فكتوريا بيكهام 2013متاجر ازياء فلانتينو في باريسمكياج العين ماكياج دخاني makeup
روايات مكتملة ينابيع الراحلين يوجد هنا ينابيع الراحلين هنا تنقل الروايات المكتملة فقط

فساتين العيد


 
قديم   #16

جود ي الحلوه


رد: ينابيع الراحلين


ينابيع الراحلين

مساء النوار

مافيه ردود

لكن للامانه لازم أكملها لأني توهقت وبديتها


الخامس عشر


.............................. ...............


الجزء الخامس عشر :
.
.
.

نفخ على النار في محاولة أطفائها ..

فتشتعل ضاحكه من حمق طريقتنا البدائية !

.
.
.

شلت أوصالي و صمت آذاني بصوت نبضات قلبي الذي كاد أن يخرج من محله ليفر مرعوبا

عزام يقف أمامي في هذا الحيز الضيق و عينيه مثبته في عيني .. ناصر .. نعم يذكرني هذا

الموقف في ناصر .. لا .. لا يعقل أن يتصرف عزام بشكل أحمق على الأقل ليس و أخواته

بأنتظاره خارج المنزل و ممرضة والدي على بعد خطوات ...

.
.
.

عذوب : أنت شجايبك وراي .. ترى للبيت حرمه و أنت تعديت حدودك ..

عزام : أدري اللي أسويه غلط بس أنا أبي آخذ الكلام من راسج بدون وسايط .. أنتي فعلا تبين

100 ألف مهر ؟

عذوب : خلصنا من ها الموضوع .. بعد عن طريقي ..

عزام يحاصرها : أنا مستعد أدفع اكثر من ها المبلغ مهر لج بس المشكله أنه اللحين أنا متفق مع

واحد من ربعي على مشروع راح يكلفني كل اللي معاي و ما أقدر أتراجع عن وعدي له ..

عذوب : ما يهمني ... ولو سمحت بعد عن طريقي بطلع ..

عزام بإصرار: خليني أكمل كلامي .. أنا ابي منج تصبرين علي سنه بس سنه و أن شاء الله بدبر

لج المهر اللي طلبتيه ..

عذوب ألتهبت مشاعرها من نبرته الصادقه المترجيه و أحتاجت لدقائق لتستوعب مشاعرها ..

عزام : عذوب شفيج ساكته ؟ ...

عذوب : مني لين سنه يصير خير .. عن أذنك ..

عزام يسارع ليغلق الباب : لا ما راح تخليني معلق اللحين ابي جوابج .. و لا تسرعين فيه ما

ورانا شي ..

عذوب : عزام عيب اللي تسويه و خواتك بره و مردهم بيتباطونا و يجون ورانا ..

................... في نفس الوقت .....................

عبير : هديني ..

منار مازالت ممسكه بذراع عبير : ردي السياره ..

عبير : ماني راده إلا في أختي أنتي و أخوج عصابه ينخاف منكم مو أخوكم ناصر ..

منار ترفع يدها الأخرى لتجر شعر عبير لتبدء عبير بصراخ تطلب النجده ..

عذوب بعد أن سمعت صوت عبير : عزام وخر خلني أشوف شفيها عبير ..

عزام : مو قبل ما توعديني ..

عذوب : خلاص و عد .. وعد .. وخر .

عزام محذرا : يا ويلج يا عذوب أن أستخفيتي فيني و لعبتي بمشاعري أحذرج مو أنا اللي ينلعب

عليه ..

عذوب مستغربه : تهددني ؟!

عزام : أنبهج أن أنا جاد و التسلي فيني ما ينتج عنه إلا المضره للكل .

عذوب : ما فهمت قصدك ؟!!

عزام : قصدي مدامج حددتي سعرج و عرضتي نفسج بها الطريقه خليج قدها و لا تراجعين

و انا بلبي لج طلبج ..

عذوب تكاد تنهار باكيه : الله يخليك وخر خلني أشوف شفيها عبير ..

عزام يفتح الباب و يسمح لها با المرور و يتبعها ..

عبير و منار مازالو في عراكهم و عذوب تسارع لفك النزاع ...

عذوب بحده : بس أنتي و ياها أنجنيتوا ؟!!

عبير :هي اللي أنجنت مو صاحيه قطعت شعري ..

منار : يا ويلج يا عبير إن ذكرتي أخوي ناصر بشينه ثاني مره ..

عبير : شنو يعني بتسوين ..

عزام ينهرهما : بس أنتي وياها و كل وحده تنقلع تعدل شكلها و أنا ناطركم بسياره لا تأخرون .

عذوب تلتفت عليهم و تقرعهم : أنتم ما تحسون يا أغبياء ما فكرتوا ان أبوي ممكن سمع كل شي

عبير و منار يستوعبوا لتو فداحة فعلتهم ...

و عذوب تسارع لغرفة أبيها تتبعها أخواتها ....

أبو علي يأن كأنه ينادي حبيبا و ممرضته تحاول تهدئته ...

عذوب تقبل جبين والدها و تمسد شعره بحنان : أكيد سمعت صوت عبير و منار ترى ما فيهم

شي وهذيلي هم قدامك تعرف كل وحده ألسانها أطول منها بس أوريك فيهم كل وحده منهم

بتستلم شغل البيت أسبوع بروحها .. يله تعالو سلموا على أبوي قبل ما نطلع ..

.
.
.
.

ما أن وصلت السياره حتى رمقتني غالية بنظرة عتاب أخترقتني و ها أنا حتى بعد مرور ساعه

مازلت أعيش الأرتباك و الخوف من نتيجة حديثي لعذوب .. كنت قد أعددت جمل منسقة تفيض

بمشاعري النبيلة أتجاهها لكن النفور الذي أستشعرته بعينيها جعلاني أنطق بكلمات ثقيلة مجرده

كأني أعد لصفقة تجارية تزيد بأرباحي المالية و ليس بصفقة العمر التي ستضمن لي السعادة

الأبدية .. نعم أشتعل و أذوب حبا لها متى و كيف غير مهم ما يهم هو أن يكتب تاريخ يجمعنا

آآآآه متى .. متى أراك عذوب تذوبين حبا بين يدي و أستمتع أنا بإغاظتك و الأعتذار لكي من

جديد لكن بطرق أخرى أخترعتها مخيلتي يتمعن لتفيض بها أمنياتي بسخاء حبيبتي ..

.
.
.

جاسم : نحن هنا ..

عزام: خير قلت شي ؟

جاسم : أقول ليش صارلك مده ما زرت ناصر ..

عزام : لأن آخر مره زرته قالوا لي أنه في الحبس الانفرادي .. أخوك هذا ما فيه طب ..

جاسم : يا سلام لأنه في السجن الأنفرادي على طول حطيت في بالك أنه أكيد مسوي شي ..

عزام : أجل متبلين عليه ؟

جاسم : لا .. لو أنت على الأقل كلمت غنام وقلت له يسأل عن الموضوع جان عرفت ..

عزام : لا يكون رحت لغنام و قلت له يسأل عن الموضوع ؟

جاسم : أي وهو ما قصر معاي و طلع الموضوع كله أن ناصر كان يدافع عن واحد من الشياب

اللي تعرضوا له شباب في السجن و هو فزع له و جى الظابط و شملهم كلهم في العقاب و هذا كل

الموضوع .

عزام بحده : يا أخي أعتق غنام مو حلوه له كل شوي قاط وجهه عند واحد من الضباط بسبة

أخونا المدمن .. غنام اللحين لو يروح يخطب أي وحده يمكن يلقى مية واحد يربطونه بمدمن

ويوقف نصيبه و سبة حنا .

جاسم مستغرب من تفكير عزام : النصيب ما يوقفه أحد و اللي الله كاتبه بيصير و أخوك غنام

رجال و النعم فيه و أمها داعيه لها اللي بتاخذه .

عزام يضحك بتهكم : أجل الظاهر أمي ما دعت لغالية .

جاسم : شدخل غالية في الموضوع ؟

عزام :أختك يوم أخوي خطبها عيت و يوم خطبها شاهين على طول وافقت كأنها مو مصدقه ..

و إلا غنام الأجودي ينرد ويفضل عليه واحد نفسه في خشمه .

جاسم : اللحين السالفه خلصت و شاهين هو نصيبها وغنام أن شاء الله بياخذ اللي أحسن منها .

عزام يقف لينهي النقاش العقيم : تجي معاي نشغل الجراخي للعيال ..

جاسم : أنت جايب جراخي ؟

عزام : أي جايب صندوق كامل ..

جاسم : فكنا عزام مالي خلق سلوى تسوي لي قضيه بها الليل .

عزام يغمز له: يا أبن الحلال أمش بس من متى صاير تخاف من الحريم ..

جاسم : ما أخاف بس بشتري راحتي سلوى من ردت وهي عاتقتني و ما عاد أسمع لها حس و

أخاف اليوم تلقى لها عذر عشان ترد حليمه لعادتها القديمة ..

عزام : مدامك مخوفها با المره الثانية أضمن لك أنها ماراح تعترض على شي أنت موافق عليه

يمكن تجي اللحين معانا و تولع الجراخيات و تشجع بعد ..

جاسم يضحك بشده : مو سلوى .. فعلا طاري المره الثانيه غير من طبعها بس خارجيا و إلا

تلقاها من داخل مولعه ودها تغتالني بس تدري أن ما بيدها شي فتحاول تسايسني وترضخ

ظاهريا ..

عزام يعود ليجلس : و أنت وشناوي عليه ؟

جاسم : مدري يا عزام أحيان أفكر أتزوج مره ثانيه وبعدين ارد و أقول وشلي في الطلايب ومنو

اللي يضمن لي أنها ما تصير أردى من سلوى ..

عزام : يعني بتمشي مع المثل اللي يقول أمسك مجنونك لا يجيك اللي أجن منه .

جاسم : حاليا أي بس بعدين ما يندرى . أنا محتاج وقت عشان أشوف اللي لي و اللي علي ..

..................

.
.
.

عذوب في حالة شرود منذ أن وصلنا لمنزل جاسم .. ماذا حدث بينها وبين عزام هذا كل ما أريد

أن أعرفه الآن ...

منار : عذوب من وصلنا وانتي سرحانه حاولي شوي تصحصحين معانا الحريم يكلمونج وانتي

و لا كأنج موجوده تعبت و أنا ارد عليهم بدالج .

عذوب : يا جذابه محد كلمني بس أنتي بتموتين عشان تعرفين شقالي عزام .

منار : لا يا قلبي ما حزرتي اللي قاله لج عزام أعرفه قبل ما يقوله لج ..

عذوب : خلاص يا اموره صرت اعرف متى تجذبين و متى تقولين الصج ..

منار مستسلمه : خلاص رفعت الرايه البيضه .. عزاموه ليش كان حاكرج في المطبخ ؟

عذوب : قصري حسج .. شنو يعني حاكرني ترى الملافظ سعد ..

منار : وانا صاجه واحد مصكر الباب عليه و على وحده ما تحل له شنو معناها ..

عذوب : وجع أن شاء الله هذا و هو اخوج وتقولين عنه جذيه اجل لو غيره شتقولين ..

منار : اخلصي علي شقالج و شقلتي له ..

عذوب : موتي ماراح اقولج ..

غالية تقاطعهم بجلوسها بجانبهن : اكيد منار جننتج تبي تعرف شصار بينج وبين عزام .

عذوب تكسوها حمرة الخجل : ما صار شي هو كان يبي ماي و بس .

غالية : يله عذوب لا أنتي و لا حنا صغار عشان نقص على بعض .. أنا فعلا مو أختج بس أنا

أعدج أختي الصغيره و أخاف عليج ... قولي لي شصار عشان لما أكلم عزام أكون على بينه .

عذوب : ما صار شي بس قالي أنه مستعد يدفع لي المهر اللي أبيه بس يبيني أصبر عليه سنه لين

يقدر يدبره .

غاليه ومنار مذهولات .... منار : و الله وجبتي راس أخوي يا عذوبوه ..

غالية تنهر منار: بس منار .. أنزين وأنتي شنو رايج ..

عذوب : مني لين سنه يصير خير .

غالية : شنو يعني يصير خير ؟

عذوب : يعني فيها حياة و ممات و الواحد مو ضامن عمره ..

غالية : وهذا الكلام اللي قلتيه لعزام ؟

عذوب : هذا الكلام اللي أخوج ما خلاني أقوله لأنه أصر اني أوعده أني أنتظره سنه .

غالية : وأنتي وعدتيه ؟

عذوب : غصبا عني لأنه مثل ما قالت منار كان حاكرني وانا كنت راح أقول أي شي عشان

أطلع نفسي من الموقف البايخ اللي حطني فيه .

منار بغضب : شنو يعني قصيتي على أخوي ؟

عذوب : لا ما قصيت عليه وراي واضح بعد سنه أو اللحين هو و إلا غيره اللي بيدفع لي المهر

اللي طلبته بأتزوجه .

منار : يا عذوب انتي حيل مصدقه نفسج منو يا حظي بيكون أهبل من أخوي وبيرضى

يدفع لج ها المهر اللي أنجنيتي و طلبتيه .

عذوب تقف غاضبه : عن أذنكم .

غالية : جرحتي أختج بكلامج ..

منار : ما شفتيها شلون تكلم كأنها ملكة جمال العالم و الرياجيل صافين طابور قدام بيتنا يطلبون

ودها .. الله يرحم الحال بس خسرت كم كيلو و أرفعت خشمها أجل لو يصير الجسم سمبتيك

شراح تسوي ..

غالية : أنا ماني فاهمتج اللحين أنتي معاها و إلا مع عزام و إلا معاهم ثنينتهم أو ضدهم ..

منار : انا ودي ثنينتهم يبطلون غباء وياخذون بعض و يفكونا وبس .

غالية : خلاص أجل خليج حضرة خير ومو كل ما شفتي أختج انتقصتي من قدرها تحسبين انها

بها الشكل بترضخ وبتقول أي و الله منارمعاها حق انا منو بياخذني غير عزام اللي رأف في

حالي وخطبني ... على أن يمكن كلامج هو اللي جاب النتيجه العكسيه .. يمكن بسببج هي خايفه و

متردده تاخذ عزام و عشان جذيه أشرطت عليه ها الشرط الصعب .

منار : شلون يعني ما فهمت ؟

غالية : يمكن عذوب من كلامج خافت أن عزام يشفق عليها و يبي ياخذها بتأثير منج ومني

فكري فيها هي شدراها عن مشاعره الحقيقية ودافعه الحقيقي لزواج منها .. أنا لو منها بسوي

مثلها بطلب طلب تعجيزي عشان أفهم أكثر سر طلبه الغريب اللي و لا مره لمح له لا من غريب

ولا بعيد نسيتي أنه كل ها السنين ما يناديها إلا عذوب البطه و أنتي بنفسج تجين وتقولين لنا كل

النكت اللي تفن عزام فيها عشان خاطرج ..

منار : معاج حق .. فعلا يمكن عذوب هايبه الموضوع و السبه أنا ... يو يمكن للحين مصدقه

سالفة بنت عمه ..

غالية : شسالفة بنت عمه بعد ؟

منار : لما حسيت أنها تميل له و قبل ما ألاحظ أنه يميل لها قلت بنفسي خليني أوهمها أنه يحب

بنت عمه وينطرها تخرج عشان يتزوجها . .أصلا نسيت السالفه بس يمكن هي ما نستها ..

غالية : شفتي .. لسانج يبي له قص و عذوب الله يعينها ما ألومها تهاب الموضوع و تخاف منه .

.
.
.
.

أبتسامتي التي أجيد رسمها في الغالب خذلتني اليوم فدعم النفسي الذي كنت أنتظره بقدوم نجلا و

نايفه لم يصل حتى الآن و ها أنا أبدو كا غريبة بين أهل الدار .. فأخوات جاسم يتجاهلني

بأمتياز و المحترفة أم زوجي لم تجاملني حتى با الحضور ..

أما جاسم فما زال كم كان لم يتغير شيء بيننا على الرغم من محاولاتي المستميته الأحتكاك به

متذرعه بحجة الإعداد للحفلة .. فشلت حتى قبل أن تبدء هذه الحفلة التي تحولت في عيني لعزاء

على شرفي ..

.
.
.

أم مبارك : أقول سلوى وينها أم زوج ؟

سلوى : معزومة على عرس و تعذرت مني وحماتي ما قصروا حضروا كلهم .

أم مبارك : البنت اللي لابسه تايغر مني ؟

سلوى : هذي منار حماتي .

أم مبارك : شكلها صغيرة هي في الثانوية ؟

سلوى : لا مو بثانوية و لا هي صغيرة عمرها 21 وتدرس با الجامعة في كلية الآداب.. لايكون

حطيتي العين عليها ..

أم مبارك : شكلها جازلي بس تعرفين الشكل مو كل شي الوحده لجت تخطب لولدها لازم تختار

صح أنا ابي وحده تصير بنتي اللي ماجبتها مو باجر تصير علة على جبدي و تاخذ مني ولدي ..

.
.
.

موقف من مواقف عده لم أمر بها إلا بعد ان أصبحت زوجة حضرة جنابه ...

و ها نحن بموقف لا نحسد عليه في منتصف الطريق في سيارة متهالكة تأن محتضره

ومالكها يصر على إنعاشها !

.
.

نجلا تنادي سلطان : لو سمحت ممكن تجي شوي أكلمك ؟

سلطان الذي كان في مهمة مستحيلة لإصلاح سيارته : نعم يا قلبي ؟

نجلا : خلنا نتصل في ماجد يجي ياخذنا ..

سلطان : لا ما له داعي عرفت شنو المشكله ودقايق و اشغل السيارة وديكم للحفلة .

نجلا : انا مابي اروح الحفلة عوع تعبت برد البيت خلاص .

سلطان يحاول أمتصاص غضبها : خلاص يا قلبي دقايق وديج هدي اعصابج ..

نجلا التي لم يعجبها برود سلطان : لو شاري سيارة ثانية مو أحسن بدال ها الكحيانه بس مو

شاطر إلا اتجمع بها المعاش عشان تشتري ها الطيور وتوكلهم ..

سلطان يرمقها بنظرة معاتبه : هذا مو وقته .. و هذا أنا بتصل بماجد يجي ياخذكم أرتحتي ..

نايفه بعد أن أبتعد سلطان : نجلا الله يهداج أحرجتي خالي قدامي ..

نجلا : ما تشوفينه نقعنا بشارع عشان يصلح سيارته ومعاند ما يبي يتصل في ماجد مدري شلون

يفكر خالج هذا ..

نايفه : ولو نجلا خالي عزيز نفس و مايحب أحد يلمح بأي شكل لدخله المادي و أنتي عارفه انه

ما يقدر يشتري غير ها السيارة لو حتى بطل هوايته في جمع الطيور ..

نجلا : يا ماما الطيور اللي يشتريها خالج تكلفه معاشه كله و معاشه بالأساس ضعيف بدال ما

يجمع له كم فلس و يسوي له مشروع صغير يقدر منه يشتري سياره مثل الناس يقعد يفسفس

فليساته على طيور كل يوم ميت واحد فيهم و إلا مستمرض و يبيله علاج من البيطري .

نايفه : في طريقه ثانيه تقدرين تقولين فيها وجهة نظرج بدون ما تحرجينه خاصة قدامي .

نجلا : اولا أنتي مو غريبه و عارفه كل شي و بعدين ليش حاسه أنج زعلتي اكثر منه .

نايفه : لا زعلت و لا شي بس أنا أنبهج لشي غافله عنه .

نجلا : اللي هو ؟

نايفه : أنه يغليج و لو كل العالم أستصغروه ما يهمه أهم شي عنده يكون كبير في عينج و معاملتج

هذي ممكن تأثر على نفسيته و ثقته بنفسه .

نجلا : لا تخافين على خالج ثقته بنفسه عاليه و ما يهمه أحد لا أنا و لا غيري ..

نايفه : صحيح و مو صحيح .. هو ما يهمه أحد "غيرج" .. لو انا أو أمي اللي منتقدينه بها

الطريقه اللي أنتقديه فيها جان ما سكت و سواها سالفه و لا بعد جان زعل و ما شفنا وجهه شهر

بس أنتي طبعا غير ..

نجلا : يا سلام جني حاسه انج غيرانه .

نايفه : لا غيرانه و لا شي أنا بساطه أحبكم أنتم الأثنين و ما أحب أشوف واحد منكم يأذي الثاني

بأي طريقه ..

نجلا : مشكوره و ما قصرتي نصيحتج أوصلت و زوجي أنا أعرف أتعامل معاه .

نايفه : بكيفج أنا نصحتج و بريت ذمتي .

.............................. .................... .........

.
.
.
.

أنثى غير مثيره هذه أمل .. ردات فعلها متوقعه و أحاديثها ممله ..

فقدت الأهتمام بها منذ أول ليلة لنا كا زوجين ..

وأي شهر عسل هذا حيث العريس يتمنى استبدال عروسه باخرى تعشتش في خياله

و تتراقص أمامه كمهرجامح يتحدى فارس !!



أمل : أفهم انك مليت مني .

مشاري : طبعا لا بس مثل ما قلت لج لازم أرد عشان تهاني .. البيت متلخبط و العرس بعد كم

يوم و تهاني حابسه نفسها في غرفتها وما تكلم أحد يعني شلون تبيني أستانس بشهر

العسل و اختي بها الحاله ... وما فرقت يعني إذا وصلنا قبل موعدنا بيومين .

أمل : أنا فاهمه عليك بس ما تقدر تكلمها با التلفون أحسن ما نرد قبل موعدنا و تصير شوشره

أن قلنا السبب الحقيقي بنطلع أسرار أهلك و إن سكتنا بيتكلمون الناس عنا .. صدقني موقفي أنا

بذات ما راح يكون حلو بياكلون الناس وجهي ..

مشاري : أنا ما علي من الناس .. و أنتي مكبره السالفه و مثل ما قلت يومين قبل الموعد ما فرقت

و السفرلاحقين عليه نقدر نرد نسافر بأي وقت ..

أمل بأستسلام : خلاص مثل ما تبي ..

.
.
.
.



شاهين : يلا توتي أفتحي الباب حلوه تخلين أخوج الشايب قدام الباب كل ها الوقت ..

تهاني أفتقدت أسم الدلع الذي طلبت من الكل أن يتوقفوا عن مناداتها به منذ زمن بعيد .. لماذا

أختارشاهين أن يقنعها بهذه الطريقه أيريد أن يخبرها أنها تتصرف كا طفله ؟!

تهاني بعد أن فتحت الباب توجهت للجلوس على مقعد مكتبها ...

شاهين بنبرة عتاب : أفا يومين مو شايفتني و لا حتى كلفتي نفسج تسلمين علي ..

تهاني تلتفت له : سويتوا اللي قلتلكم عليه و إلا لا ؟

شاهين يقترب و يجلس على حافة السرير و ينظر لها بتمعن ..

تهاني : يعني ما سويتوا شي و الحال على ما هو عليه لأنكم تحسبوني أتدلع عليكم و بكلمتين

بتقنعوني با المستحيل ..

شاهين : لا مو هذا السبب بس أنا شخصيا مو مقتنع أن فيصل طلع من خاطرج و ما تبينه ..

تهاني : المسألة أعمق من تفسيرك .. أنا اللحين على بينه و الأمور قدامي واضحه ولد عمي

فضل علي وحده ثانيه و إلتزامه في الزواج مني مرده انتم و عمي على راسكم ..

شاهين : هذا تفسيرج بس يمكن هو له تفسير ثاني ..

تهاني : أي تفسير بيقدمه بيكون مشكوك فيه لأن حضرة جنابه بيسوي أي شي عشان ما يطلع

بسواد الوجه قدام ربعه و جماعته .. يعني مو حلوه يلغي عرسه من طرف عروسه قبل أيام

من الأحتفال بصفقه العائلية ..

شاهين : زواج يا عمري مو صفقه ... فعلا هو زواج تقليدي و صحيح أنه طلبج بتأثير من عمي

بس تأكدي أن ما في أي دوافع خفيه لطلبه الزواج منج هو عارف بأخلاقج و مميزاتج وافق أهله

باختيارهم لج على ها الأساس أما زواجه من ثانيه فله أسباب ثانيه انا شخصيا مقتنع فيها ..

تهاني : على أنه ها الأسباب ما عاد تهمني بس ما يضر أني أعرفها عشان انا أكون بعد على بينه

شاهين : تذكرين سواقه أبو نزار اللي مات با الحادث اللي صار له قبل سنتين تكون بنته هي اللي

تزوجها فيصل ..

تهاني مصدومه : تزوج سهى ؟!!

شاهين : ما أعرف أسمها بس اللي فهمته أنها اكبر بنات ابو نزار وهو طبعا حاس أتجاهم با

المسؤوليه و حب أنه يساعدهم بها الطريقه خاصه انهم كلهم حريم و مو من أهل الديره و ممكن

أول ما تخلص إقامتهم يتوهقون با الإقامه و إحراج له يكفلهم بواسطه يعني بيحط نفسه بمحل

شبهه هو في غنى عنها ..

تهاني : و ليش خش عن أهله جان قال أنه بيتزوج ليش خبى عنهم و عني لين زوجته حملت ؟

شاهين : يقول هذا اللي صار و هو ندمان و لو مو أنها حامل جان طلقها ..

تهاني : و أنا ما قلت له يطلقها انا ابيه يطلقني أنا .

شاهين : أسمعيني و لا تقاطعيني و خليني أخلص كلامي .. انا فاهم عليج أنتي تحسين كرامتج

أنهانت و أنتي اللحين تحاولين تنقذين من وجهة نظرج اللي تبقى من كرامتج بس الواقع انج

قاعده تحرمين نفسج فرصة بسعاده مع اللي أختاره قلبج لا تكررين أغلاط كل اللي حبوا و حطو

أعذار واهية منها اللي يتعلق با الكرامه و منها اللي يتعلق بشكل الأجتماعي و غيره و ما أكلها إلا

هم لما صارت حياتهم مثال لتعاسه صيري جشعه و أطلبي السعاده لو على حساب بعض من

كرامتج طيعيني و الله اني لج ناصح حتى لو فيصل ما يجبج تذكري انتي تحبينه و إذا ما تزوجتيه

ما راح يندم احد غيرج راح يجي يوم تقولين ليتني تنازلت شوي .. و أنا أكلمج عن تجربه و

شعور فيصل حتى لو ما كسبتيه يمكن بعد ما تقربين منه تكتشفين شعور اني يختلف عن اللي

تحسينه اللحين و يمكن هذي اللي راح يطيب خاطرج ....

تهاني تخالف طلبه و تقاطعه : و يمكن أتعلق فيه أكثر حتى لو هو نافر مني و ما يا كلها إلا انا .

شاهين : محد يتعلق في أحد نافر منه إلا اللي يكره نفسه و أنتي بعزة نفسج لا يمكن تحبين واحد

ينفر منج و فيصل للحين ما شفتي خيره من شره عطيه و عطي نفسج فرصه .

تهاني : كلامك مو منطقي و ما أقنعني و أنا كرامتي لا يمكن أتنازل عنها أبدا ...

.
.
.

لم يتعاظم الفشل أمامي بل أرتحت أخيرا فقط أعطيت تهاني فرصه لتراجع إن كانت تريد ..

فقد أردتها أن تجد عذرا لو من خلالي لتراجع عن قرارها الذي ظنت أنه وليد لحظة غضب ..

.
.
.

أبو شاهين : و الحل ؟

شاهين : خلاص ما فيه حل تهاني مصممه على رايها و العرس ما فيه غصايب و أنا معاها في

اللي يريحها و إذ ا مستحي من عمي أنا أكلمه و أقنعه و فيصل ما هو باير هذا هو تزوج و من

بكره لو يبي ياخذ أي وحده بيلقى بدال الوحده عشر يقبلون فيه ..

جراح : شاهين معاه حق وحنا من أول غلطانين كان لازم نهي الموضوع حتى بدون ما نرد

الموضوع لتهاني أصلا حنا عقدناها مثل ما قالت تهاني و ما حلينا شي ..

أبو شاهين ينظر لعزام مرتاب : ما بقى بعد تقول إلا أنك بتبع أختك و بتهون عن العرس .

جراح يستجمع شجاعته : مثل ما سمعت من تهاني دلال مغصوبه و أنا ..

أبو شاهين يقاطعه : تبون تجلطوني أنتم .. حسبي الله عليكم و على فيصل بدال ما تقربون بيني و

بين أخوي بعدتونا .

شاهين : ما في أقرب من الأخوه و ما عمره زواج عيال الاخوان من بعض زادهم قرب اكثر من

قربهم أحيان يصير قرب عيالهم نقمه عليهم لان محد يرخص عياله و يتنازل عن راحتهم عشان

أخوانه و خاطرهم ..

أبو شاهين : ما لي وجه أروح لأخوي و أقوله خل ولدك يطلق بنتي و بنطلق بنتك .. سالفة تهاني

تهون قدام سالفة دلال تهاني وعندنا عذر بس دلال و شنقول بطلنا و ما عاد نبيها !

شاهين : دلال مغصوبه و هذا هو العذر .

أبو شاهين : عذر مو مقنع لأنه بيقول أنه شاورها و ما هي بمغصوبه ..

جراح : أنا عندي حل ..

أبو شاهين : أطربنا يا خيبتي ..

جراح بيأس: واضح أنك رافض أصلا تسمعني ..

أبو شاهين بحده : أخلص علي قول اللي عندك ترى راسي بينبط .

جراح : خلصوا أول من سالفة تهاني بعدين قول لعمي أنك تبي تكلم دلال و تتأكد أنها ما غيرت

رايها بعد ما أنتهت سالفة فيصل و تهاني ..

أبو شاهين : و يمكن دلال تخاف من أبوها و تقول أنها موافقه عليك أو أنها ترد الشور لأبوها .

جراح : مدام تهاني عرفت أن دلال مغصوبه فهذا معناه أنها درت منها سواء بشكل مباشر أو من

خلال أحد ثاني و هذا معناه أن حقها فيها و ما هي قليلة حيلة بنقول لتهاني تكلمها و تخليها أتكتكها

و أطلع نفسها من الموضوع بصوره ترضيها و ترضينا ..

شاهين : جراح معاه حق خلنا نهي الموضوع قبل ما يتعقد أكثر و مهما صار حنا للحين على

البر و أنت و عمي حبايب ..

أبو شاهين : بطيع شوركم بس أن ما مشت الأمور مثل ما خطنا لها بتمشون على اللي أبي ..

شاهين : الشور كله لك من أول و تالي حنا بس نشور عليك و أمورنا كلها بيدك .

جراح يوافق شاهين : اللي تامر فيه يصير بس حاول محاولة أخيره مو عشاني عشان بنت أخوك

اللي حالتها مو بعيده عن حالة تهاني و انت حسبة ابوها بس أنت ألين من عمي اللي بيضحي فيها

عشانك .

أبو شاهين موافقا رأي أبنائه : توكلنا على الله ...

.............................. .................... ..............

العزلة عن حديث البشر قد تكون سجنا آخر لا يشارك معرفته إلا من فقد تردد الصوت

و ضجيج المفردات من ألسنة تنطقها بشكل مختلف ...

السجن الإنفرادي جعلني بأشتياق لصوت أنسي يرفع من معنوياتي و يذكرني أني حي و أعيش

على الأرض ..

حبست بين اربع جدران لوحدي ليومان بسبب وقوفي بوجه وقح لم يحترم حق السنين التي

تفصل بينه و بين العم أبو مازن الذي لقب با العم من كبار المسجونين لكبر سنه و لسبب آخر

يتعلق بمحكوميته التي طالت لتجاوز العشرون عاما ...

كان هو من تقرب مني و حاول جاهدا أن يشركني بحياة السجن و يخرجني من قوقعتي التي

أختبأت بها كما وصف حالتي ... فتح لي قلبه و أخبرني بسبب رضاه و سعادته في هذا

المكان ...

الرضى بعقوبة الدنيا بدل الآخره با المختصر ... لأنه على يقين بعدالة الله الذي لا محالة سوف

يسامحه بعد أن أستغفر و رضى بعقوبته الدنيوية و نتيجة لذلك أخبرني أنه لم يعد يشعر با الغربه

بين جدران هذه السجن فقد أصبحت تألفه و يألفها بعد أن أتسع قلبه برضى ...

لكن بعض الغرباء الذين يأتون من وقت لآخر بمحكوميات تمتد لسنه و سنتين هم من يؤرقون

سكنه و أنا كنت واحد منهم بتجهمي الدائم و ذاك الأصلع بنجاسة قلبه و لسانه ..

.
.
.

أبو مازن : الحمد الله على السلامة ..

ناصر يبتسم : الله يسلمك ... وتوبه من ها النوبه .

أبو مازن يضحك بشده : يعني لو تشوف أحد متوطي في بطني ما أنت بفازع لي مره ثانيه .

ناصر يرد بضحكه مماثله : من خاف سلم ... و الفزعات لها أشكال يا أبو مازن ثاني مره

بصيح بعالي الصوت يمكن يلحق عليك الشرطي أبو خلف و ينقذك .

أبو مازن : أن طعتني هذا اللي لازم تسويه ترى اللي طقيته حطك في باله و ما هو بساكت لين

يردها لك ..

ناصر : الحامي الله ..

أبو مازن : و نعم با الله .. بس ديربالك على نفسك و لا تقعد مكان بروحك عشان ما يتكاتفون

عليك الرياجيل .

ناصر : معاك حق و هذا اللي راح يصير .

أبو مازن : زارك أحد من أهلك ؟

ناصر : أمي و أخوي الكبير زاروني قبل سالفة الهوشه بساعه و أبو خلف يقول أخوي عزام

جى يزورني و أنصدم أني بسجن الانفرادي .. تلقاه اللحين معصب و يمكن ما يزورني ثاني مره

أبو مازن : و لا يهمك عطني رقمه و أنا أخلي أبو خلف يتصلي عليه و أشرح له الموقف .

ناصر : لا ما في داعي و أنا بكلم أخوي الكبير و أشرح له الموضوع و عزام بيزعل يومين و

مرده بيرضى ..

.............................. .................... .

.
.
.

تناوت و جبة الغداء و أنا اتخيل أني امضغ رأس الأفعى لأبصقه بوجهه في نوبة غضب ...

.
.

سلطان الذي لاحظ هدوء نجلا منذ أن أنتهوا من وجبة الغداء مع عائلة أخته يسحب نجلا

من يدها ليجلسها امامه : نجوله يا قلبي تعالي أقعدي قبالي خليني أشبع من شوفتج مشتاق لج يا

الغلا ..

نجلا : لو تغدينا مع بعض مثل كل يوم جان شبعت و حليت بعد ..

سلطان يبتسم بسحر : حنا فيها ..

نجلا بجديه : أنا ما أبي نتغدى معاهم ثاني مره كافي يوم الجمعه و لازم أختك تفهم أنك تزوجت

و صار لك بيت و حنا مو عيالها عشان تحكم فينا ..

سلطان بدى عليه الأمتعاظ من حديث نجلا : بس أنا اشوف اني واحد من عيالها و لها حق علي و

بعدين حنا مو متغدين عند أحد غريب أنتي مع أبوج و أخوانج و أنا مع أختي و عيالها ..

يعني حلوه في بيت واحد و كل واحد يتغدى بروح ؟!!

نجلا : إذا قصدك الملحق جزء من البيت و اللي فيه لازم يكونون تحت حكم راعيين البيت أجل

خلنا نأجر شقه و نتقل لها و نعيش بحريه بدال محد يتحكم بوقت أكلنا و طلعتنا ..

سلطان : أنا مرتاح هني و ماني شايف أن أحد متحكم فينا ..

نجلا : يعني رافض أقتراحي ..

سلطان : مو مقتنع فيه بشكل أصح ..

نجلا : إذا مو مقتنع لأن الإيجار بياكل كل المعاش أنا ممكن أساعدك و ادفع الإيجار من معاشي

سلطان ينفض يديها من يديه و يقف غاضبا : أنتي و بعدين معاج لازم تلمحين بكل موضوع أني

عاجز ماديا .. إلا تحسسيني أني مقصر معاج ..

نجلا : لا تحور كلامي و ما فيها شي لساعدتك و أنا عارفه أن معاشك ما يكفي متطلبات بيت و

زوجه و عيال في المستقبل ..

سلطان : ما عليه أجليلي سالفة العيال لأن واضح أنج تعبانه من ماديتي اللي مأرقتج و أنا

الصراحه ما عندي و سعة خاطر بتحمل أكثر من اللي متحمله ..باجر با العيال بطلع مقصر أكثر

و بتحمل فوق طاقتي ..

نجلا : يا سلام و انا متزوجتك عشان سواد عيونك ... انا ماراح أسوي أي شي ممكن يأخر حملي

سلطان : انا مدري ليش متعب نفسي معاج ..

نجلا : يا سلام متعب نفسك معاي ؟!! .. لا بعد قول مغصوب علي ..

سلطان : اللحين منو اللي يحور الكلام انا و إلا أنتي ؟

نجلا : ابي عيال ..

سلطان : حتى انا أبي و منج بذات بس لازم تقبلين ان ماديتي ما راح تغير و با العيال بتصير أصعب ..

نجلا : الحمد الله انا معاشي زين و أقدر أتكفل بعيالي ..

سلطان : و هذي المشكله انج انتي اللي راح تكفلين فيهم و انا برضى لأني ما أقدر أشوف عيالي

يعانون بسبب كرامتي و كبريائي وقتها بفقد أحترامهم خاصه لما تذكرين قدامهم في كل مناسبه

انج انتي اللي تصرفين عليهم ..

نجلا : ومنو اللي قال اني راح أسوي جذيه ؟

سلطان : نسيتي أمس بسياره لما طلعتيني بشكل بايخ قدام نايفه و هذي هي بنت أختي و ما تشوفنا

مع بعض كثر ماراح يشوفونا عيالنا مع بعض هو موقف واحد وما قدرتي تمسكين لسانج شلون

لما يكونون عيالنا مقابلينا دايما و مشاكلي الماديه تتناقش قدامهم ..

نجلا تصمت لتفكر بماذا تجاوبه ...

سلطان يبتسم : مو بس أنتي المحتاره حتى أنا ... أعترف اني غلطت وهقتج معاي .. عجيب

شلون القلب يخلي الواحد أناني و ما يفكر لبعيد ..

.............................. ...................
.
.
.

نعمه غير مقدره هي الجهل !

أن لا نعرف اكثر من اللحظه التي نعيشها و التي عشناها أكبر نعمه ...

لو كنا نعرف مقدما بفشلنا و ألمنا ... و كل الجراح التي سوف تنزف و تلتهب ...

لما كنا أرتمينا في أحضان محب و أعترفنا بك يا حب !
.
.
.

في تعليق وصلني على الخاص با النسبة لعلاقة الشخصيات حبيت أوضح أن شربفة أم شاهين أخت سلوى و نجلا من جهة الأم ..ونايفة و ماجد و بدور أخوانهم من أبوهم ..

 
قديم   #17

جود ي الحلوه


رد: ينابيع الراحلين


ينابيع الراحلين

السادس عشر




.
.

الجزء السادس عشر :

.

نلفظ الأماني بخط مرسومة لتطير بها غربان الحظ المنحوسة

لترتفع أعلام التفاؤل من بعيد تذكر .. بأن ما كتب هو المقدر ...

فما من محيص إلا با الرضى بنصيب .
.
.
.

جمعنا مجلس عمي الذي أستمع لقرار تهاني بلسان أبي ليطأطأ رأسه كاراضي با مصيبه !

ليأتي دور تفكيك العقدة الثانية التي تتمثل بزواجي أنا من دلال الملسونه !

.
.
.

أبو فيصل : تبي تكلم دلال ؟!!

أبو شاهين : أيه أبي آخذ العلم من راسها ..

أبو فيصل : أفا يا ابو شاهين يعني مجذبني ..

أبو شاهين : لا يا أخوك أبد ما طرى علي بس يمكن البنت أستحت ترفض و تزعلنا و أنا بكلمها من راسي لراسها عشان تعرف حتى لو باقي على العرس يوم و هي ما هي راضيه أنا يا عمها ما راح أزعل لتراجعت ..

أبو فيصل : الله يهداك يا أبو شاهين ولدك ملك على بنتي و أنتهينا و اللحين هي بذمته وأنت تبيه يطلقها و هو توه ما بعد حتى دخل عليها ؟!

أبو شاهين : لا صارت ما تبيه أكيد بخليه يطلقها كله و لا الغصيبه و أنا أخوك .

أبو فيصل يقف غاضبا : جيب من الآخر أنت ما تبي قربنا و خليت جراح ياخذ دلال عشان تهاني ما تلعوز مع فيصل و أنا يا أخوك بلعتها و سكت و فوقها رحبت فيكم و عطيتكم قطعه مني و اللحين يوم بنتك عافت ولدي حبيت ادور لك عذر عشان تفك ولدك من بنتي .. أنا عارف من أول أنكم ماتبون بناتي .

أبو شاهين اربكه حديث أخيه : أفا عليك يا أبو فيصل و حنا وين بنلقى أحسن من بناتك ..

أبو فيصل : هذا كلام يا أخوك و إلا الواقع غير هذا شاهين و مشاري كلن أخذ له من قبيله

أبو شاهين : تعرف عيال ها الوقت هم اللي يتخيرون و يوم ما فكروا في بناتك مو قصور فيهن بس على قولتهم أبعد اللحم عن اللحم لا يخيس هم خافو إن أعرسوا على وحده من بناتك تعقد
علاقتنا وتصير بينا حساسيات خاصة لا ما جازوا لبعض .

أبو فيصل : و هذا بعد راي جراح ؟

أبو شاهين يلتفت على جراح الذي فضل الألتزام بصمت طوال حديث والده و عمه : هذا هو قدامك أسأله ..

جراح شعر با الإحراج من الموقف الذي وضع نفسه والده و عمه به : أنا بتأكد أن البنت مو مغصوبه علي و إلا أنا شاريها .

أبو فيصل يلتفت على فيصل الذي أيضا فضل الألتزام بصمت : روح جيب أختك خل عمك ولده

يا خذون من راسها ..

.
.
.
.

تركت أخواتي متسمرات أمام التلفاز يتابعن أحد الأفلام الرومانسية التي يكثرن مشاهدتها و

فضلت أن أتجه لمكتبة أخي ضاري و أبحث عن رواية تأخذني لعالم أبعد حيث ألتقي بأناس

ليسوا من مجرتي و أعيش معهم تفاصيل حياتهم المثيرة و أفتح بعدها نافذة و أطير بعيدا

لعلي أتنفس غير هذا الأوكسجين الخانق الذي يملأ هذا المنزل الكئيب ..

لكن وقع نظري على كتاب مميز عنوانه " لا تحزن " ممهر بتوقيع الشيخ عائض القرني

فسارعت أتصفحه بنهم و ما أن وصلت لصفحة العاشرة حتى سمعت صوت فيصل من خلفي

.
.
.

فيصل : أبوي يبيج في المقلط و معاه عمي و جراح .

دلال تغلق الكتاب و تتسائل مذعوره : شيبون ؟

فيصل يقترب : تستهبلين .. أنتي عارفه شنو يبون .. و حسابج بعدين .

دلال : شنو يعني أحسابي بعدين .

فيصل : أنا عارف أن محد وصل لعلم لتهاني غيرج و كله عشان ما تاخذين جراح بس اللحين

بتورحين المقلط و بيسألج عمي عن رايج و بتوافقين و رجلج فوق رقبتج و أن يا دلال فشلتي

أبوي بتكون حياتج أصعب من حياتج اللحين و ماراح أزوج بعد طلاقج إلا واحد كبر ابوي

تاجر مريش بصفقة ما ينتفع فيها إلا أنا ..

دلال : ليش و ين حنا قاعدين فيه لا يكون با أفغانستان ..

فيصل يفاجأها بلوي ذراعها : أنا أوريج شلون الوحده تعيش با أفغانستان بس أنتي أرفضي

وشوفي شراح يصير .

دلال بحده : أنتم مو خليتوني آخذ جراح عشان تراضون عمي و بنته و هذي بنته رفضتك

خلاص أعتقوني ..

فيصل : تهاني مثلج يبيلها من يكسر راسها و انا لها و أنتي اللحين بتروحين و تحبين راس عمي

و تقولين أنج موافقه .

دلال :ما راح يصدقني و بيعرف أني مغصوبه .

فيصل يشد على ذراعها أكثر : ما عليه أنتي بس قولي أنج موافقه و خلي الباقي علينا ..

.
.
.
.

أبو شاهين بنبرة الغير مقتنع : أكيد موافقه ؟

أبو فيصل العابس : ترى هذي ثالث مره تسألها بعد ما قالت لك موافقه ..أنت تبيها تقول لا مو

موافقه ؟

أبو شاهين يبتسم في محالة لإمتصاص غضب أخيه: لا الله يطول لي في عمرك بس حبيت أتأكد .

أبو فيصل يوجه حديثه لدلال : خلاص و أنا أبوج روحي داخل .

جراح يسارع بتوقيفها : لحظه أنا عندي سؤال لدلال يا عمي لو سمحت .

أبو فيصل بإمتعاظ : تفضل .

جراح يوجه نظره لدلال : ليش قلتي لتهاني أنج ما تبيني و اللحين غيرتي رايج ؟

دلال تنظر لوالدها الذي ينظر لها بعيني متوعدتين : أنا ما قلت لتهاني شي .

جراح : يعني يا أن تهاني تجذب أو أنتي و طبعا كل اللي قاعدين هني يشهدون لتهاني بصدقها و

نقدر اللحين نتصل عليها و تأكد كلامنا ..

دلال التي تشعر أنها وضعت في موقف لا تحسد عليه : يمكن تهاني فهمت كلامي غلط .

جراح : شلون يعني فهمته غلط بتخلين تهاني معاقه ذهنيه بعد ما خليتيها جذابه ؟!!

أبو شاهين يحاول إنقاذ دلال : يمكن فعلا تهاني فهمت غلط لأنها تفاجأت بسالفة زواج فيصل و عصبت علينا أن ما قلنا لها .

جراح ينظر لوالده بخيبة امل : بس يبى ..

أبو شاهين : ما فيه بس خلصنا من الموضوع و هذي دلال أكدت لنا موافقتها ..

أبو فيصل : يله يا دلال روحي لأمج خليها تعجل في العشا .

.
.
.
.
.

ما إن غادر عمي و أبنه اللئيم حتى وجدت والدي أمامي يفور كا ماء مغلي على نار حاره .. و ما

إن سألته أمي عن سبب زيارة عمي حتى توجه لي و أفرغ كل شحنات الغضب بجسدي الضعيف

الذي أنهار تحت قدميه ...



أخوات دلال و والدتها يصحن به راجيات عفوه عن دلال : طلبتك يا أبو فيصل تعوذ من الشيطان ..

أبو فيصل يلتفت على زوجته و ينهال عليها ضربا هي الأخرى و لم ينقذها من تحت يديه صياح

الفتيات بل مسارعة فيصل لإنقاذ أمه ..

فيصل : خلاص الله يطولي في عمرك أهدى و أمي مالها خص في عوابة بنتك .

أبو فيصل : بنتي ها العوبه تربيتها .. ما قوى راس بناتها إلا هي يبيلها اللي يحط فوق راسها وحده و يحرها .

أم فيصل تكتم شهقاتها بطرف شالها الذي لم يقيها عنف زوجها : حسبي الله عليك الله يوريني فيك يوم يا الظالم يا اللي ما تخاف الله لا فيني و لا في بناتك .

أبو فيصل يحول فكاك نفسه من بين يدي أبنه : وخر عني خلني أدفنها هي و بنتها هني اليوم ..

فيصل يقبل رأس والده : خلاص يبى خل ها الليله تعدي و ما راح يصير إلا اللي يطيب خاطرك

أبو فيصل الذي يتصب العرق من جبينه بغزارة : و ين يطيب خاطري و أنتم مفشليني لا بارك

الله فيكم من عيال .. و انت أن سمعت عمك وطلقت بنته يا يولك ..

فيصل : بس أنت وافقت قدامه .

أبو فيصل : أجل تبيني أناشب أخوي وهو على حق .. تهاني في ذمتك و محد له كلمه عليها إلا أنت و العرس مو هو بلازم لهدت الأمور رح أخذها حتى لو بدون علمهم و هي بيطيح اللي براسها لصارت في بيتك .

فيصل : يصير خير أن شاء الله .

أبو فيصل بنبرة محذرة : بتسوي اللي قلت لك عليه و إلا لا عاد اشوف رقعة وجهك لا في المؤسسة و لا في ها البيت و خل بنت السواق اللي فضلتها على بنت عمك تضفك .

فيصل بإمتعاظ : مثل ما قلت لك ما راح يصير إلا اللي يسرك .

دلال التي حاولت التسل أثناء حديث والدها مع فيصل توقفت بزجرة من والدها ..

لتزيح شعرها الذي تبعثر كا تبعثر أحاسيسها بين الخوف و الألم و إحساس مثقل بالظلم لتقف

مكانها منتظره لما سيأتي من فعل أو قول ...

أبو فيصل : يا ويلج مني يا دليل إن درت تهاني في اللي قلته لأخوج قدامج و أنتي تعرفيني زين

و أنتم من أكبركم امكم لأصغركم سارة إن سمعت سر من أسرار بيتنا برى يا ويولكم .

فيصل يتجه لوالدته : قومي يمه مع بناتج و خلوني أنا و أبوي بروحنا .

أم فيصل تبعد يده بعنف : الله يعين الضعيفه اللي بتاخذك بتمرمر حياتها مثل ما مرمرني أبوك .

أبو فيصل : أبوه يخلى منج أنتي وبناتج ما جبتوا لي إلا الهم .. لا عرفتي تسنعين نفسج مع العالم

و لا سنعتي بناتج إلي حتى عيال أخوي ما يبونهم .

أم فيصل دفاعا عن بناتها : بناتي ما طيح حظهم إلا أنت كل ما خلصت وحده منهم من الثانوية

خليتها تقابلني ..

أبو فيصل : أحسب أنج بتعلمينهم شي ما يعلمونه لهن في الجامعات بس طلعت غلطان ما تعلمن

منج إلا طوالة اللسان و العوابة ..

.
.
.
.
لا شيء غير عادي بما حصل أنه روتين حياتنا إن كان غير يومي فهو على الأقل اسبوعي ..

دائما والدي غاضب و ممتعظ من والدتي على وجه الخصوص و مؤخرا سلط أمتعاظه علينا

نحن البنات بعد أن أصبحنا على حسب تعبيره " عانسات " .. لا أعرف لماذا مع كل الثروة التي

يملكها والدي لم يفكر يوما بزواج من أمراة أخرى .. نعم أتمنى لو يتزوج و ينسانا لعلنا نستطيع

التنفس !

و نعم برغم من ثروة والدي الهائلة التي يعرف بها إلا أن هذا المنزل لم يتشرف بأ ستقبال أي

خطاب يطلبون ود بنات السلطان !

.
.
.

ضاري الذي أطل برأسه من فنحة الباب بعد أن طرق الباب معلنا حظوره : و ين المطقوقه ؟

دلال ترفع يدها عاليا و تغني : أنا المسيكينه أنا انا اللي باعوني هلي ..

ضاري يحرك رأسه طربا : أيوه يا سلام عاشت دلال المطقوقه .

دلال : أمحق أخو هذا بدال ما تجي و أطبطب علي و تاخذ بخاطري تشمت فيني .

ضاري : تستاهلين يا الملسونه و إلا أحد يحصل له يربح الغرين كارد ويروح لأمريكا و يخرب

على نفسه ؟!!

مرايم : أي قولها أحد يحصل له يروح يعيش في بيت الهنا بيت عمي و يخرب على نفسه

ضاري : دليل بعد ما تعرفينها تموت على الهم و الغم .

دلال تكتف يديها و تنظر لهم بتمعن : خلصتوا أطنازه ؟ ..

ضاري ينظر لمرايم : أنا خلصت أنتي خلصتي ؟

مرايم : لا بس ها المره سماح خاصه انها مطقوقه من قلب اليوم .

دلال تمسد قدمها التي تؤلمها : ما شاء الله ابوي بعده قوي احسب ان الجلطه اللي جته آخر مره

هدت حيله ..

ضاري بعتب : لا بعد طقيه عين .

دلال : لاني طاقته عين و لا شي .. بس الله يسامحه ما حط حيله إلا فيني و في امي الضعيفه .

ضاري ينتفض من محله : بعد أمي .. لا حول و لا قوة إلا با الله .. لمتى يعني بيمد ايده عليها لين

يذبحها يعني يحسبها مثلها قبل تحمل .

دلال : مو بعيده تصير نهايتها على ايده .

مرايم : فال الله و لا فالج فكينا بس من ها السوالف .. ضاري نبيك باجر تفضى لنا نبي نروح

الخياطه عندنا بروفه لفستان عروستنا المطقوقه ..

ضاري يأشر على عينيه : من عيوني الثنتين .

مرايم ترفع يديها عاليا : روح يا ضاري الله يوفقك بنت الحلال اللي تنسيك الهم كله .

ضاري يبتسم : فكينا من دعاويج لو هي تستجاب جان انتي المعرسه مو دليل .

مرايم : يا سلام انا دعاوي اللي ما تستجاب ؟ .. أصلا محد يدعي لدليل كثري ..

دلال : لا لا تقولين انج دعيتي لي و انا اقول و شقرد حظي من بدكم .

ضاري ينفجر ضاحكا : شفتي ان دعاويج تجي عكسيه فكينا الله يرحم و الديج مانبي لج شي .

مرايم تغادرهم و هي تتمت بدعوات تتخا اسماء دلال و ضاري ...

دلال : يو رحنا وطي ...

.............................. .................... ...........

أزيزها أرقني و كل ما فكرت به هو الأنتقام .. فكرت بتظاهر بعدم المبالاة لوجودها لعلها تسكن

و أنقض عليها بقدمي لأزهق روحها لكنها ضلت محلقة حتى خرجت بكل حرية من النافذه

الصغيره التي تقع في أعلى هذه الزنزانه .. كم هي لئيمة أنطلقت للحرية بعد ان أرقتني في

زنزانتي التعيسه ...

.
.
.

أبو مازن : نام الله يصلحك ..

ناصر : مو قادر أنام .

أبو مازن : تونس شي ؟

ناصر : جسديا لا بس ..

أبو مازن : ضايق ؟

ناصر يضحك فجأة : يا وسع الضيقه اللي أحس فيها بتلقاها ضامه كل أحساس يوجع القلب .

أبو مازن يعتدل جلوسا على سريره : أفا وجع قلب مره وحده .. و شجايك في ها الليل ؟

ناصر يضع رأسه بين يديه : مشتاق با الحيل ... محد يزورني إلا أمي و خالتي و جاسم .. بس أنا

مشتاق لعزام اللي شكله ما صدق دخلت السجن الأنفرادي عشان يلقاها حجه عشان يزعل و لا

عاد يزورني .. و مشتاق با الحيل لخواتي وحده منهم ودها تزورني بس انا ما بقيتها تنشاف

بسجن و الثانيه با المره مالها حس عاد هي عندي غيرهم كلهم .. تصور بتزوج عن قريب و انا

بكون بسجن .. آخ يا القهرانا اللي مفروض اكون على يمينها و أزفها لمعرسها و اللحين أنا آخر

واحد تتمنى حضوره !

أبو مازن : هذي أختك اللي قلت لي انك بقيت تذبحها مره ؟

ناصر يرفع رأسه و ينظر له : أي هي .. يا فعلا كنت مجنون بقيت أذبحها هذاك النهار ..

.
.
.

................. قبل عام من الآن ................

غالية : ماكو غيرك في ها البيت أيده طويله ..

ناصر : يعني أنا حرامي ؟

غالية : أنت أدرى بنفسك ..

ناصر : أنقلعي عن وجهي و إلا بتشوفين شي ما راح يعجبج .

غالية : تهددني .. سو اللي تقدر عليه بس تذكر انا ماني ضعيفه و باخذ حقي منك لما اعلم أبوي

بطبوعك الشينه ..

ناصر ينظر لها و الشر يتطاير من عينيه : شنو راح تقولين له ؟

غالية : بقوله شلون أخوي بقى يضيع شرفه ..

ناصر ينطلق لها غاضبا ليمسك رقبتها ليضغط عليها بقوه : جذابه أنتي جذابه راح تقولين أي شي

عشان يكرهني ابوي ..

غالية تحاول بشكل مستميت ان تخلص روحها قبل ان تزهق على يدي اخيها لكن أت المساعده

على يدي عليا التي أت مسرعه بعد ان سمعت صراخ ناصر ...

عليا تجر يديه من رقبة غالية : يا مجنون وخر راح تذبحها ..

ناصر انتبه أخيرا و ابتعد : أختج هذي تكرهني و ما عندها في ها البيت أحد تناجره إلا انا ..

غالية تسعل محاولة منها لتنفس و عليا سارعت بجلب الماء البارد لتغسل به وجه غالية الذي

تحول لزرقة ...

عليا : روح الله يهداك و يستر عليك ..

ناصر ينظر لغالية بقلق : أوديها المستشفى ؟

غالية تنطق أخيرا بعيون دامعه : إذا تدل المستشفى روح لها و تعالج قبل ما تجني على نفسك و

علينا قبل ما يجي يوم و تفقد إحساسك و لا عاد تفرق بين الحلال و الحرام .

.
.
.
.

أبو مازن : لا حول و لا قوة إلا با الله ... سبحان الله عشان جذيه الله منع عنا كل شي يخدر عقلنا

عشان ما نفقد التميز بين الصح و الغلط .. أنت اللحين صح في السجن بس بنعمه و لازم تحمد

الله عليها ..

ناصر : الحمد الله .. الحمد الله أنا أحس أني تعافيت جسديا و عقليا بس المشكله في نفسيتي كل

إحساس خدرته رجع حي و هذا هو يعذبني كل ليلة .

أبو مازن : الأيام كفيلة تنسيك كل ها الأحاسيس خاصه لما تصلح علاقتك مع كل اللي غلطت

فيهم ..

ناصر تذكر عذوب و .. : يا الله ..

أبو مازن : شفيك ؟

ناصر بنبرة متوجعه : راح تكرهني أكيد ..

أبو مازن : لا تخاف مو أنا اللي ممكن يغلط و يحكم على أحد من خلال أغلاطه با الماضي ترى

حتى انا غلطت بس تبت و لله الحمد ..

ناصر ينطق بما يؤرقه : لو مو ستر الله جان ضيعت أخت أختي ...

أبو مازن : الحمد الله .. الله سترعليك و عليها ..

ناصر يعض على شفتيه : بس ..

أبو مازن : بس شنو ؟

ناصر تفر دمعه من عينه : بنت خالتي ؟

أبو مازن ينزل رأسه : ..لا حول و لا قوة إلا با الله ..

ناصر : لعبت في عقلها لما عرفت أنها متعلقه فيني .. بنت خالتي يتيمه وحيدة خالتي و دلوعتها

اللي ما ترضى عليها ... يا شلون خالتي أمنتني عليها أوديها وأجيبها دايما تقول لها ما في

روحه لأي مكان إلا مع أخوانج عيال خالتج !! .. تخيل خالتي تعدني واحد من عيالها و أنا

اللي خنت الأمانه ...

أبو مازن : مدامك حي ترزق بيدك تصلح الغلط بس اول شي لازم تعلم واحد من أهلك بسالفة

لأن الواحد ما يضمن عمره و الموت حق و يمكن بعد الشيطان يقص عليك و تتنكر لسالفه

لطلعت من السجن و بس بهذي الطريقه بترتاح لحفظت بنت خالتك و سترت عليها ..

ناصر : صعبه أقول لأخواني او لوحده من خواتي مالي وجه ..

أبو مازن : أن طعت نصيحتي لا تعلم واحد منهم عشان ما ينظرون لبنت خالك با المستقبل

بشكل مو حلو حتى لو تزوجتها فا الأفضل انك تقول لأمك هي ستر و غطى عليك و على بنت

أختها ..

ناصر أستحسن الفكره : فعلا أمي هي الوحيده اللي بتستر علي و عليها و بيدها تساعدني .

.
.
.
.
.

مشكلة أبرار أنها فعلا صدقت بأنها الأخت الرابعه و ربما أنها تعتقد أنها ترقت درجة بموت عليا

لتصبح الأخت الثالثة !

.
.
.

منار : أنا مازرته شلون أنتي بتزورينه ؟

أبرار : لحنينا حنا الثنتين بيرضى جاسم ياخذنا .

منار : المشكله مو بس في جاسم حتى ناصر ما يبينا نزوره .

أبرار تشير لصدرها : ما يبيني أزوره ؟!!

منار : الحمد الله و الشكر أقولج ما يبنا نزوره بصيغة الجمع يا مفرد .

أبرار تنفست الصعداء : الحمد الله يعني مو بس انا اللي ممنوعه من الزيارة .

منار ترفع حاجبها : لا يست أبرار مو بس انتي القرار يشمل كل فتاة لم تدخل القفص الذهبي ..

إلا على طاري الزواج ليش ما حضرتي حفلة علاوي في بيت جاسم يا أني كنت زعلانه منج

مدري شلون اللحين نسيت و رضيت أكلمج ..

أبرار : أنا اللي مدري وشلون لج واهس تحتفلين و أخوج مسجون .

منار : أجل تبيني أحبس نفسي لأنه محبوس .

أبرار : لا بس ماله داعي تحضرين الحفلات و العروس .

منار : يا خبله الحفلات و العروس هي المكان اللي تنشاف فيه البنت .. مالت عليج لو جايه

هذاك اليوم جان شافتج أم مبارك رفيجة سلوى يا يا أبرار لو شفتيها تلمع من فوق لين تحت

مبين أنها مريشه ..

أبرار : و شعلي فيها مريشه و إلا فقرانه .

منار : ركزي يا ماما عجوز و غنية و عندها بس ولدين واحد كبر علاوي و الثاني كبر ناصر

يعني واحد لج واحد لي ..

أبرار تضحك : و طبعا اللي كبر ناصر لج و اللي كبر علاوي بقعد أنا أنطره عشرين سنه لين

أطيح سنيناتي ..

منار : لا و انتي الصاجه أنتي المرشحه ..

أبرار تتغير ملامحها : مزحج ثقيل .

منار : شنو استحيتي ترى كلش مو لايق ..

أبرار : لا يا ما مو سالفة مستحى بس تذكرت المثل اللي يقول لو فيه خير ما عافه الطير .

منار : في هذا ما صدقتي لو ما فيه خير ما تمنيته لج أما أنا تعرفين سالفتي .

أبرار : سالفتج أنتهت و مشاري تزوج و صار بح ..

منار : تزوج بس أأكد لج انه نادم قد عدد شعر راسه .

أبرار : شدراج ؟

منار تسارع لدولاب ملابسها لتخرج فستان من الحرير : لأن هذا الفستان هدية منه .

أبرار بعيون زائغه : جذابه .

منار: جذابه في عينح .. و هذي البطاقه أقريها ..

أبرار تقرأ البطاقه : " تخيلته عليج و طار عقلي و أخذته "

أبرار : ما في توقيع ممكن يكون من أي أحد ..

منار : بس مو أي أحد توه جاي من لبنان مثل ما ها الفستان بطاقته ميد ان لبنان ...

أبرار : لا يمكن معقوله يشتري فستان و يحطه بجنطة ملابسه بدون ما تلاحظ زوجته .

منار : حبيبتي ما في أخبث و أجرأ من الخونه ..

أبرار : مدامج عارفه انه خبيث و خاين و شلج فيه .

منار : مدري يا أبرار صدقيني مدري و شعلة قلبي ..

أبرار : أنزين خلي قلبج على صوب و لاحظي ان تصرفه دافعه مو شريف واضح ان وراه بلى

منار : طبعا غرضه مو شريف مو أنا كنت أركض وراه في الكليه عشان ألفت أنتباهه و لما

تزوجت امي أبوه حاولت في شتى الطرق أخترع الصدف فأكيد يحسبني سهلة .

أبرار بتذكير : بس أنتي مو سهله حتى لو كنتي أحيانا خفيفة .

منار تضرب رأس أبرار با الوسادة : صج ما تنعطين وجه .. أكيد ماني سهله و أكيد بعد أني مو خفيفة بعد الآن ..

أبرار : أجل شتسمين قبلوج الفستان ؟

منار تبتسم بخبث : الفستان يا قلبي أتعابي ..

أبرار : شلون يعني أتعابج ؟

منار تتجاهل السؤال : أنتي واجد تسألين أمشي خلينا نغث عذوبوه البطه في المطبخ .

أبرار : لا روحي انتي انا بروح ألعب بلي ستشين مع علاوي و عبير .

.
.
.

عذوب : يا الله سكنهم مساكنهم .

منار : شنو شايفه جني .

عذوب : لا عفريته ..

منار تتذوق الشوربه التي اعدتها عذوب : يمي لزيز يا بختك يا عزام .

عذوب : شفتي أنج عفريته بس يبيلج مصباح نسجنج فيه .

منار : أسم الله علي لنحبست منو بيرقص في عرسج ..

عذوب : إلا على طاري العرس أنا مفكره بشغله بس ما أبيج تزعلين ..

منار : و شنو هالشغله ؟

عذوب : انا طبعا لتزوجت عزام ودي أعيش معاه بروحي بس بما أني ملتزمه في أبوي و أخواني ما أبي بعد ألتزم في حماتي فا أشوف أن من الأحسن أني أعطيج حقج من ها البيت
و أنتي عاد تروحين تسكنين في بيت أمج و في جيبج مبلغ و قدره .

منار تتغير ملامحها للأسى : حماتج .. و حقج ؟!! .. لهدرجة ما تحبيني ..

عذوب تترك السكين التي كانت تقطع بها الخضروات : يعني أنتي اللي تموتين فيني ..

منار تستعيد بعض من مرحها : عاد مو أموت فيج بس تقدرين تقولين أحبج أحيان ..

عذوب تبتسم : و متى ها الأحيان ؟

منار تمد يدها لتناول بعض مما تقطعه عذوب : لما أشوف عويناتج ترومش قدام عزومي

عذوب : لو سمحتي ما أحب أحد يدلع حبيبي غيري ..

منار تضحك بشده و تقول بمرح : و ينك يا عزام تسمع ..

عذوب : أنتي ما تعرفين تفرقين بين الجد و المزح ..

منار : ألعبي غيرها با بنت واضح أنج مو قادره تكبتين مشاعرج بعد الآن ..

عذوب : مو مهمه مشاعري المهمه مشاعره هو ..

منار تقترب من طاولة تحضير الطعام لتقرب الكرسي و تجلس عليه : على كبر عيونج إلا أنج ما تشوفين .. الله يرحمها عليا كانت تقول و الله اللي يشوف القلب .. و أنتي واضح قلبج عنده ضعف نظر ..

عذوب : أشوف شنو .. لا تقولين أنه يحبني بس عشان رضى يدفع المهر اللي طلبته لأن على كلامج قبل هو أختارالعزوبية لين تكبر بنت عمه ..

منار : يعني هذا الشي الوحيد اللي صدقتيه مني .. دايما أجلخ عليج و لا تصدقين حبكت ها المره

تصدقين ..

عذوب تحرك السكين أمام أختها : أحلفي أنج كنتي تجذبين .

منار ترفع يديها : احلف أحلف بس لا تذبحيني توني ما تهنيت بشبابي ..

عذوب تعاود تقطيع ماتبقى من الخضروات : حتى ولو صحيح هذا مو معناته أنه يحبني .

منار : إلا يحبج و يموت فيج بعد يا عمية و إلا و شحاده صاير البقالة و الحارس والسواق

عذوب تقاطعها بضحكتها الرقيقة : يمكن عشانج .. مو أنتي أخته ..

منار : أي أخته اللي تطلب مارس يجيب لها جلكسي تطلب منه عصير برتقال يجيب ميرندا

أخته اللي ينقعها في الشموس عشان يتطمن أن ست الحسن أركبت الباص أخته اللي نسى رقم

موبايلها من كثر ما يدقدق على البيت عشان يسمع صوت ست الحسن ..

عذوب : يا حسدج هذا وهو أخوج و أنا اختج ..

منار تصطنع نظرة بريئة : أنزين يا أختي صج ما تبيني أعيش معاكم ؟

عذوب : أبيج تزوجين و أفتك منج ..

منار ترفع يديها بدعاء : الله يسمع منج يا أختي .

عذوب تضحك فجأه لتمعن فيها منار متسائله : شسبب ها الضحكه اللي من قلب ضحكيني معاج

عذوب : أتذكر مره يوم أنج صغيره ما خليتي كوب ماكسرتيه و لما دخلت امي المطبخ رفعت ايدها و دعت " يارب تعرس منار اول ما تبلغ و افتك " و انتي ركبتي على الكرسي ورفعتي ايدج وقلتي " الله يسمع منج يا خالتي " ..

منار تطلق ضحكه من الأعماق : و كانت هذي أول مره اشوف امج تضحك من قلب ..

عذوب بأسى : الله يرحمها ..



منار : أي الله يرحمها .. بيطول العشى ترى عصافير بطني تغرد ..

عذوب تبتسم لها : هذي السلطه و خلصت قصها روحي حطي السفره و الماي على ما أسوي

الصلصة لسلطة ..

.............................. ...................

.
.
.

على عادتي عدت بعد صلاة العشاء بجاسر من بيت أم بدرية لكن هذه المره أستوقفني أحد

المستهترين يعرض علي توصيلي و ما إن زجرته حتى أختفى بلمح البصر ليظهر هو !

.
.

شاهين الذي خرج من سيارته: أركبي يا مدام ..

غالية التي تحمل جاسر : خير يا دكتور .. تبي شي ؟

شاهين : أركبي بسرعة مو حلوه وقفتنا بشارع ..

غالية تتجاهل و تكمل طريقها ليتبعها شاهين و يأخذ جاسر منها با القوة ويتوجه لسيارة ...

غالية تركب السيارة مستسلمة : حركة سخيفة ..

شاهين بعد أن أغلق أقفال السيارة ناولها جاسر : مو أسخف من حركاتج ..

غالية : حركاتي ؟!!

شاهين يركز نظره بعينيها : حركة الفستان و حده من حركاتج نسيتي و إلا أذكرج ..

غالية : خل سالفة الفستان على صوب و قولي شنو حركاتي الثانية ؟

شاهين : طلعتج كل يوم العصرية لين بعد صلاة العشا من بيتج على رجلينج حركه سخيفه

غالية ترفع حاجبها مستغربه : بس طلعاتي لها هدف .. أنا اودي كل يوم جاسر لأم بدرية .

شاهين : انا خبري عندج سيارة ليش تعمدين تروحين مشي ؟

غالية : انت عن جد تكلم تبيني اروح بسيارة لأول الشارع ؟!!

شاهين : مو أحسن ما تمرين الساحه اللي فيها الصاحي و المجنون و تعرضين نفسج لمواقف بايخه مثل اللي من شوي ....

غالية : اللي صارلي من شوي ممكن يصير لي حتى و أنا بسيارتي ..

شاهين : صحيح بس راح تكونين بسيارتج و مسكرتها عليج مو بروحج بشارع ممكن واحد مجنون يخطفج و إلا يخطف ولد أختج من أيدينج و أنتي أطالعين ..

غالية تضم جاسر بقوة بحركة غير إرادية : لا تفاول عليه ..

شاهين : أنا ما تفاول بس أنبهج ..

غالية : مشكور على التنبيه اللحين ممكن توصلني للبيت .

شاهين يمد يده لمحفظته ليخرج ورقة : هذا شيك با المهر و آسف على التأخير ..

غالية تتناول الشيك بخجل : مشكور ..

شاهين يضحك بعمق : مشكور ! .. على شنو هذا حقج ..

غالية : عاد لا أدقق .. يعني شتبيني أقول ..

شاهين : قولي الله يتمم لنا بخير و يبارك لنا ونجيب نونو حلو مثل ولد أختج ..

غالية تنظر له بذعر : أنت عن جد تكلم ؟

شاهين يستفسر بنظرته : و شنو اللي شايفته بكلامي مو جد ؟

غالية تبتلع غصة تكونت لتخنقها : لا و لا شي ..

شاهين : و في شغله بعد في بالي بما أن علاقتنا أستثنائية و أمج زوجة أبوي فما أشوف فيها شي

لو أنتي اللي جهزتي ملحقنا على ذوقج و أمج تساعدج ..

غالية : جهزه بمعرفتك أنا ما تفرق معي .

شاهين : أنا مشغول بدوامي .

غالية : مو بس أنت اللي عندك دوام ..

شاهين : يعني منو تقترحين يجهز بيتنا ؟!

غالية : خواتك .

شاهين بعد صمت قصير : أولا مو خواتي اللي بيسكنون فيه ثانيا خواتي هم اللي أقترحوا أني

أقولج أتجهزين الملحق بنفسج ..

غالية تبتسم بإمتعاظ : قصدك خواتك مو فرحانين و لا هم متقبليني زوجة لك و مو قادرين

يجاملوني حتى بتجهيز ملحقي ..

شاهين يبتسم لها بسحر: أنتي دايما جذيه أنفعالية ..

غالية تحاول السيطره على أرتباكها : مع الباردين مثلك بس ..

شاهين : أنتي تشوفين أني بارد ؟

غالية : ما في أبرد من واحد يترك حبيبته لغيره .

شاهين ينتفض غيضا ليحرك سيارته بسرعه .....

غالية بعد أن اوقف السيارة أمام منزله : أنا ما راح أنزل بيتكم ..

شاهين : و منو قال أني أبيج تنزلين بيتنا هذا هو بيتكم قدام بيتنا أمشي خطوتين ما راح ينقص

منج شي ..

غالية بعد أن تركها أمام منزله و توجه لداخل قررت أن تتبعه لتفحمه إحراجا ...

.
.
.

أبو شاهين : وينك أبطيت علينا هلكنا من الجوع ..

شاهين : آسف و حقك علي يا ابو شاهين ..

غالية التي لم ينتبه أحد لدخولها : أنا اللي عطلته يا عمي أعذرني ..

الكل يلتفت لمصدر الصوت ليقطع صوت دهشتهم أم جاسم : خير غالية صاير شي في البيت

غالية : لا مو صاير شي بس شاهين عزمني على العشا .. ( غالية تلتفت على شاهين لتسائل )

.. شاهين ما قلت لهم ؟

أبو شاهين : تو ما تبارك البيت في مرت ولدي .. تعالي يا بوج قربي ..

شاهين الذي ما زال صامتا يتوجه هو أيضا للجلوس ....

أبو شاهين يقبل جاسر : هذا ولد عليا الله يرحمها ؟

غالية : أي يا عمي هذا جاسر ..

أبو شاهين : الله يخليه و يصلحه .. عاد جاسر و شيتعشى ؟

غالية تبتسم : لا جاسر تعشى في بيت أهله أنا اللي ما تعشيت و الظاهر مو حاسبين حسابي ..

ابو شاهين : أفا و انا أبو شاهين وشلون مو حاسبين حسابج .. اللحين بتقعدين أولنا على الطاولة

غالية تقف مع عمها أبو شاهين لتوجه للمائده بعد أن سلمت جاسر لجدته المذهولة ...

.
.

لم أتعجب من تصرف غالية فقد أعتدت تصرفاتها الغريبه فانا اعرفها منذ زمن بعيد منذ أن كانت

ظل لعليا .. مهما حاولنا لم نستطع التملص من تطفلها فقد كانت ذكية جدا و لماحة يمكنها بسهولة

أكتشاف خطنا السرية ... و عندما فشلنا بتخلص منها أقترحت عليا أن نشتري سكوتها بما تحب

و دفعت أنا من مصروفي الخاص ثمن الروايات التي كانت تدمنها ..

.
.
.

............. قبل أعوام طويلة ................


شاهين : و ينها غالية اليوم ؟

عليا : لا خلاص الروايات اللي اشتريتهم لها ما أخذين كل وقتها نستنا با المره ..

شاهين لمح غالية من بعيد : تونا ما قلنا بسم الله ..

عليا بأرتباك : شفيك ؟ .. لا يكون شفت واحد من أخواني .

شاهين : لا هذي غالية منخشه ورى عامود الكهرباء ..

عليا تلتفت ورائها لتنظر للمكان الذي أشار له : يو هذي ما منها فكه ..

شاهين : بكيفها أهم شي أنها بعيد و نقدر نسولف بدون ما تسمعنا ..

عليا : حتى لو ما سمعت تأكد أنها تقرأ كل حرف تكتبه لي في رسايلك ها البنت فضولية

بشكل مو طبيعي ..

شاهين : فعلا فضولية كذا مره لاحظت أن الرسايل اللي ترسلينهم معاها مفتوحات مبين أنها

قاريتهم ..

عليا : شسوي ما عندي اللي هي أرسلها برسايل لما أمي تسنتر في البيت ..

شاهين : يعني أمج تخاف عليج و ما تخاف عليها من طلعة الشارع .

عليا : صدقني أنا مو عارفه شلون أمي تفكر .

شاهين : خلينا من ها السوالف قبل ما يضيع علينا الوقت و خليني اسمعج آخر خاطره كتبتها أمس

فيج ..

.
.
.

أبو شاهين : شاهين وين رحت ؟

شاهين يعود من الذكريات : هني معاك تامرني على شي ؟

غالية : أنا اللي اكلمك مو عمي ؟

شاهين يبتسم لها بعد أن تذكر جدائلها الطويلة و عيونها الفضولية عندما كانت صغيرة : آمري .

غالية : ما يامر عليك عدو باجر لا تنسى تمرني العصر عشان نجهز لملحقنا ما بقى وقت .

شاهين : العصر عندي عيادة ..

أبو شاهين : شو عايدته بعد زواجك بعد أقل من شهرين و ما جهزت شي كافي عليك شغلك

الصبح في المستشفى و العصر يله يمديك تخلص أشغالك ..

شاهين : أنا أقترح أم جاسم و غالية يجهزون الملحق على ذوقهم .

غالية تبتسم : بس أنت اللي بتسكن الملحق معاي مو أمي .

شاهين لم يعجبه تعليقها الذي كان رد على تعليق سابق له : معاج حق عطيني مهله اسبوع لين

أضبط و ضعي با العيادة وقتها بتفضى لج .

.
.
.
.

أخترت أن نكون هنا حتى انفرد به لكن ها هو يبتعد بأفكاره و هاتفه اللعين !

.
.

أمل : مشاري ترى لاحق على الموبايل ماراح يطير ..

مشاري ينزل موبايله على طاولة الطعام : خلصتي عشاج ؟

امل : ليش انت خلصت ؟

مشاري : أنا تعبان و الوقت تأخر و ابيج تخلصين عشان نرد البيت .

أمل تترك ملعقتها من يدها : الحمد الله شبعت .

مشاري ينهض : يله مشينا ..

.......... بسيارة ...........

أمل : أنت شفيك ؟

مشاري : شفيني ؟

أمل : ما كنت جذيه أول .. اللحين كلش ما اتكلم معاي كلمتين أشك أحيان أنك ناسي أني معاك في

نفس المكان .

مشاري : يا حبج لنكد ..

أمل : يعني اللحين عشان بعرف شنو اللي مضايقك صرت نكدية .

مشاري : ومنو اللي قال اني متضايق ؟

أمل : سلوك .. طريقة كلامك .. كل شي فيك يقول انك متضايق .

مشاري : عرس أختي أنلغى ولد عمي سافر و ما طلق أختي مثل ما وعد يعني شلون تبين تكون

حالتي ..

أمل : بس هذا مو سبب كافي يخليك با المره تجاهلني .

مشاري :أنا متى تجاهلتج هذا أنا مخلي أهلي و طالع اتعشى معاج ..

أمل تبدأ با البكاء و مشاري يتأف : أف .. أنتي مو بس تحبين النكد لا أنتي محترفة نكد .

.
.
.
.
.

جراح يرتب أغراضه في عش الزوجية ....

تهاني تطرق الباب لتستأذن : ممكن أدخل ؟

جراح بنبرة فرح : هلا و غلا فيج تعالي نوري القفص ..

تهاني تضحك برقة : عاد القفص و شلونه ؟

جراح : ما بعد شفنا له لون .. الله يستر من الملسونه بنت عمج مبين ما هي هينه .

تهاني تجلس على طرف السرير : جراح انسى سالفتي مع فيصل و انسى الطريقه اللي تزوجت

فيها دلال و أبدأ من جديد معاها ترى دلال بسهولة تنحب و انا متأكده بعد ما تعرفها زين لا

يمكن تفكر تستغني عنها ..

جراح : يا طيب قلبج يا توتو لو تحكمين العالم بنعيش بسلام ..

تهاني : لا خلني أحكم بيتنا و شلي في العالم و مشاكله اللي ما تنتهي .

جراح : للحين زعلانه مني ؟

تهاني : جيتي لك أكبر دليل أني مسامحتك .

جراح : لا تضايقين و أنا أخوج .. فيصل مرده بيرد من سفره و أنا وأخواني بنوريج فيه ..

تهاني : الله يخليك جراح ما ابي مشاكل .. خل أبوي يحلها مع فيصل .

جراح : مو أبوي الله يهداه هو اللي عقدها و إلا من أول قلنا نهي السالفة أول ما عرفنا بزواجه

تهاني : اللي صار صار اللحين خلنا ننسى كل شي و نركز بعرسك و نفرح فيك .

.............................. .................... ......

.
.
.

لم أعد أراه كا سابق و بت أنا من أقتفي أثره و أبحث عنه ..

يختفي ساعات طوال خارج المنزل و يعود ليتجه لسطح يسامر طيوره ليأتي متأخرا و يرتمي

كا جثة هامده فوق السرير ليغط بنوم عميق ...

و أخيرا عرفت السر !

.
.
.

نجلا : لا يمكن تصور الإحراج اللي حسيت فيه قدام زميلاتي كان ودي الأرض تنشق وتبلعني و

الوكيلة توصيني بكتاكيت ملونه ..

سلطان : الله و أكبر اللي يسمعج يقول أني مسود وجهج .

نجلا : و اكثر من هذا سواد وجه .

سلطان : و شنو سواد الوجه في أني ابيع في سوق الحمام .

نجلا : و ليش تبيع في سوق الحمام حالك من حال الهنود مو انت تشتغل عند أبوي شقاصرك ؟

إذا اخيرا أكتشفت أن معاشك قليل جان طلبته يزيدك و إلا تطلع تشتغل في مكان ثاني بشهادة

خبرة ..

سلطان يبتسم بأسى : شهادة الخبرة في بيع السيارات ما تفيد واجد و أنا اللحين كبير مو أي مكان بيوظفني .. و بيع الطيور اللي مو عاجبج مأمن لي دخل ثاني ..

نجلا : انا ما علي من كل ها السوالف من بكره سالفة بيع الطيور في سوق الحمام تنساها مولية

سلطان : انتي اللي انسي با المولية اني أخلي شغلتي الثانيه .

نجلا : يعني شنو تعاند ؟

سلطان : انتي اللي تعاندين و مو راضيه تقبليني مثل ما أنا .

نجلا : و لا راح أتقبلك بها الشكل أبدا .

سلطان : و بعدين يعني مع أسلوبج اللي يغث .

نجلا : ما يغث إلا أسلوب تفكيرك العقيم .. أنت واحد لا تعرف تفكر مثل خلق الله و لا عندك

طموح و أدمنت المذله و الفقر ..

... لا أعرف كيف خانتني كفي لترتمي بقوه تحظن خدها بعنف ...

نجلا تضع يدها على محل الصفعه الحارة : تمد أيدك علي ؟

سلطان يتجاهلها و يتوجه لغرفة النوم .....

نجلا تتبعه و تصرخ به : عورتك الحقيقة لما عرفت شلون أنا أشوفك .. فعلا أنا اشوفك و لا شي

انت ما تستاهلني أنا وياك بس نتشابه بشي واحد أن ثنينتنا حظنا ردي .

.
.
.

ماجد : خالي تكفى قولي شفيكم نجلا عند نايفه فوق ميته بجي .

سلطان : روح قول لأختك غلطتي فيني و غلطت فيج ردي لبيتج بلا هبل .

ماجد : الأمور ما تنحل بها الطريقة .. هذي أول مشكله تصادفكم و اكيد كل واحد منكم شايف

الثاني هو الغلطان و لا يمكن يتنازل بس أن بغيت نصيحتي تنازل أنت ها المره لأنك الكبير.

سلطان : انت مو فاهم شي الموضوع معقد ..

ماجد : لا أنا فاهم اكيد نجلا قالت شي يغثك و أنت ما طوفتها مثل كا المره ..

سلطان يمسح على رأسه بتعب : طلعتني من طوري ..

ماجد : أنزين بس ها المره خالي عشاني روح لها و طيب خاطرها ..

سلطان : ما عليه الليلة ما راح تفرق و لأصبحنا يصير خير .

.
.
.

نايفه : يله قومي تعوذي من الشيطان وردي بيتج .

نجلا تبتعد عن وسادتها التي حضنت دموعها : يعني ما راح يجي يعتذر مني .

نايفه : خالي حيل زعلان و ما أظن راح يعتذر بها السهولة ..

نجلا : و لا أنا راح أعتذر .

نايفة : أنتي ليش رديتي ورى وصرتي تصرفين مثل المراهقين خابرتج حكيمة حاولي تذكرين

وحده من نصايحج لسلوى و طبقيها ..

نجلا : مو هذا اللي مجنني خالج يعطل عندي ملكة التفكير ..

نايفة : أجل خليني أساعدج على التفكير ...

أنتي غلطتي عليه لفظيا قبل ما يغلط فيجصح و إلا لا ؟

نجلا تعاود البكاء : أنا زعلانه من نفسي قبل ما أزعل عليه .. عن جد أنا متضايقه .

نايفه تقترب منها و تحتضنها بقوة : بس خلاص هدي نفسج و اليلة أرتاحي و لأصبح لصبح

تنحل بأذن الله ..

.............................. .................... .......
.
.
.
.

عندما نغضب منهم و نتركهم بعد أن نثير زوبعة بفنجان ..

تصبح كل البقاع خالية و مذاق ما تحويه مالح ..

فا نستيقظ على صباح كئيب يذكرنا بصور كل ما ممزقنا بكلماتنا المسمومة ..

لنردد بتساؤل .. كيف يمكن أن تقلم الأحزان بعد الهزائم ؟

 
قديم   #18

جود ي الحلوه


رد: ينابيع الراحلين


ينابيع الراحلين

السابع عشر



.
.


الجزء السابع عشر :

.
.
.

المشي على الحبل بين ناطحتي سحاب .. أو القفز بمظله من إحداهما

هدفه واحد .. ان يصبح هذا الشخص خارق !

فا كسر قانون وزعزعة عرف و قصقصة الأحكام و إعادة صياغتها

يكون أحيانا دافعه كسر روتين و تعميم ثوره لتصبح الحياة في منتهى الإثاره !


.
.
.


يعزو البعض شعور الإثارة لهرمون الأدرينالين .. و شعور الإثارة با النسبة لي هو ناتج

كسر القوانين و التحليق بموكب مغامرة لعرض كل ما أملك للخسارة ! ..

فا الطيران الحر في أفق لا يصل لها نظر ظالم حلم با النسبة لشخصي المتفاني !

لكن للأسف أنا آخر من ألتحق بركب المغامرون و أول من اكتشف بهذا البيت ...

أمي مثلا على رأس المغامرون .. فهي متمرسة في كسر قوانين والدي من ورائه..

تخرج كل صباح بعد خروجه لتعلم القراءه و الكتابة وعلوم الدين في أحد دور القرآن المتواجده

با القرب من منزلنا !

و أكثر .. أنها تخرج من غير علمه لزيارة صديقات لها لا يوافق والدي على رفقتها لهن

لا أعرف ماذا تتعلم والدتي في دار القرآن لكن من المؤكد أنها غابت في حصة طاعة الزوج

و عدم الخروج إلا بإذنه .. مضحك كيف تحاول أمي أن تعيش زوجة حرة بإمكانياتها المتواضعه

على كل هي مغامرة من الدرجة الأولى فقد تمرست في حبك مغامراتها لسنوات طوال حتى بات

محترفة لا يجد الخوف منفذ يتسل به لقلبها القوي !

أخواتي نسخة مصغرة من والدتي .. يبدن مطيعات جدا بتواجدهن الدائم في المنزل تحت مظلة

قوانين والدي الصارمة التي حرمت عليهن التعلم بكل أشكاله ! ..

لكن المغامرات يتسلن في الخفاء لغرفة ضاري حتى يستخدمن الكمبيوتر

الموصول بشبكة العنكبوتية التي تطل بهم لعوالم يجهلنها ... لابد أنهن عبثن برائة و ضيعن

الكثير من الوقت فيما لا يفيد لكن في المحصلة تعلمن الكثير عن أطباع البشر و معتقداتهم و إلا

كيف أصبحن بهذا الذكاء و القوة فهن محترفات في طأطاة الرأس أولا و فعل ما يردن با الأخير

وبهدوء تام في الخفاء تحت عيني المراقب .. ليأخذن ما يردن منه بسهولة و يأثرن على

قراراته من دون انتباهه ..



فهن من شجعن زواجي من تهاني لرغبه خفية !

أخواتي بساطة خطن للانتقال لعالم الحرية عن طريق تقليدي لا يخالف أعراف والدي ..

لكن باءت مخطاتهن با الفشل و ها أنا أتسائل هل هي كبوة مغامر .. لكن على كل لم يكتشفهن

والدي و هذا هو أساس استمرار المغامرة و الاستمتاع بها !

أما ضاري مغامر صغير ... يملك في الخفاء سيارة سباق سريعة يخفيها في فناء بيت أحد

أصدقائه بعيدا عن عيني والدي المنتقد دائما لأسلوب حياته التي على حسب رأيه تقوده فقط

في أتجاه الهاوية ..

لكن ضاري مستمتع بمغامرته الصغيره بعيدا عن سخط والدي ..

أما أنا أكتشفت مغامرتي جزئيا ..

نعم تزوجت أبنة السائق لكن ما لا يعرفه والدي أني تزوجتها قبل موته بأعوام !

.
.
.

............. ذكرى ............

.
.

أبو نزار : وحده من بناتي ؟

فيصل : أي نعم وحده من بناتك ..

أبو نزار : بس ..

قيصل : أفا يا أبو نزار ما هقيتك تردد و أنا مثل ما تقولي دايما غلاتي عندك مثل غلاة نزار الله يرحمه ..

أبو نزار يضع يده على صدره : عز الله انك غالي و حسبة و لدي بس المشكلة ..

فيصل : تقصد أبوي ؟

ابو نزار : ما أظن بيوافق و يمكن ينقطع رزقي عندكم و السبه ها الموضوع ..

فيصل : انا الصراحه يا أبو نزار شاري قربكم و ابي نسبكم و ماني حاب اصلا ابوي يدري

بسالفة اللحين إلا بعد ما يتم كل شي عشان أحطه قدام الأمر الواقع ..

أبو نزار المتردد : بس ..

فيصل يحثه على القبول : جاك من ترضى دينه و خلقه يا أبو نزار و إلا عندك كلام ثاني ..

ابو نزار : لا حشى انت راعي دين و أخلاقك الطيبه ما يختلف عليها اثنين ..

فيصل يمد يده بثقة و إصرار : أجل مد لي أيدك و خلنا نصير أهل ..

.
.
.و بدئت مغامرتي الصغيره مع سهى .. فتاة متوسطة الجمال عالية الثقافة معها عرفت متعة

أرتشاف فنجان القهوة الصباحية ...

................ تابع لذكرى ....................

.
.

فيصل يرتشف قهوته الصباحية في أحد المقاهي برفقة سهى : شنو في الجريدة ماخذج مني ؟

سهى بصوتها الناعم : قصيدة لفاروق جويدة ..

فيصل : و شنو يقول فيها ..

سهى تبعد الجريدة و تبتسم له : ما أعتقد راح تعجبك ..

فيصل : و ليش ما راح تعجبني ؟!!

سهى : لأنها تشرح مشاعر أنثى و اللي أعرفه أن ما يرهقك إلا أنثى فصيحة !

فيصل يرخي جسده على كرسيه المريح و يبتسم لها بعذوبة : عذبيني يا فصيحة ..

سهى تباشرالقراءه :

قالت: سوف تنساني
وتنسى أني يوما
وهبتك نبض وجداني
وتعشق موجة أخرى
وتهجر دفء شطآني
وتجلس مثلما كنا
لتسمع بعض ألحاني
ولا تعنيك أحزاني
ويسقط كالمنى اسمي
وسوف يتوه عنواني
ترى.. ستقول يا عمري
بأنك كنت تهواني؟!

سهى أكتفت بهذا القدر من القراءه ..

فيصل : كملي ..

سهى بإبتسامه جانبية : انتهت ..

فيصل يطلق ضحكة عميقة و يمد يده ليأخذ منها الجريدة : يا نصابة..

و يكمل فيصل من حيث توقفت ...

فقلت: هواك إيماني
ومغفرتي.. وعصياني
أتيتك والمنى عندي
بقايا بين أحضاني
ربيع مات طائره
على أنقاض بستان
رياح الحزن تعصرني
وتسخر بين وجداني
أحبك واحة هدأت
عليها كل أحزاني
أحبك نسمة تروي
لصمت الناس.. ألحاني
أحبك نشوة تسري
وتشعل نار بركاني
أحبك أنت يا أملا
كضوء الصبح يلقاني
أمات الحب عشاقا
وحبك أنت أحياني
ولو خيرت في وطن
لقلت هواك أوطاني
ولو أنساك يا عمري
حنايا القلب.. تنساني
إذا ما ضعت في درب
في عينيك.. عنواني

فيصل ينظر لها : إلى الآن ما في أمرأة وصلت لفصاحة رجل عاشق ..

سهى : تتحدى ..

فصيل : لا تقولين بتسوين بحث و تقنعيني ..

سهى : في أحلى من بحث في دهاليز العشق ..

فيصل : شفتي أنج صغيره حيل على العشق و للحين أنتي في ألف باء الحب ..

سهى بتعجب : شتقصد ؟!

فيصل : العاشق كل شي قدامه واضح و ما يعتقد أن للعشق دهاليز يا حلوه .

سهى تنظر لساعتها و تنظر له بأبتسامه تشع من عينيها : أخرتني عن دوامي يا عاشق ..

فيصل : ما في روحه لين تعترفين با الهزيمة و ياليت تبطلين تاخذين الساعه عذر عشان تطلعين

بتعادل ..

.............................. ...........

.
.
.
.

مر هذا النهار بشكل كئيب بدأته صباحا في المدرسة حيث شرحت بشكل آلي لطلاباتي من دفتر

التحضير و منعت أي نقاشات جانبية فلم يكن عندي رغبة بتحدث لأي كان !

عدت للمنزل منهكة جسديا و فكريا لكن لم أتوجه لعش الزوجية الذي أظلم .. بل توجهت لنفض

الغبار عن غرفة العزوبية ...

.
.
.

نايفة : لا نجلا لا تقولين أنج بتردين لغرفتج .. تعوذي من الشيطان و إذا تبين تزعلين أزعلي في

بيتج ..

نجلا ترتب مفارش السرير : أنتي تبين شي اللحين ؟

نايفه فهمت ان نجلا لا تريد مناقشة الموضوع : حطينا الغدى و كلهم تحت ينطرونج ..

نجلا : أمج تدري اني زعلانه ؟

نايفة : و أبوي بعد بس مو انا اللي علمت بدور أم السانين على الريوق قالت لهم أنج نمتي عندي

با الليل و لما سألوني قلت أن بينكم سوء تفاهم بسيط ..

نجلا تتجه لمرايتها : خالج تحت ؟

نايفه : أي تحت ..

نجلا المتعبه : يله خلينا نزل و نخلص من ها الغدا !

.
.
.

تحلقنا حول مائدة الطعام و الكل أتى بموضوع لتحدث فيه اما أنا فكنت أرهف السمع لأي ذكر

لأسمي .. أعتقدت أن موضوعي سيناقش لا محالة ..

لكن أنفض كل من على المائدة و بقيت وحيده !

لحظة نسيت أن اخبركم أن السيد سلطان لما يوجه نظره لي أبدا خلال جلوسنا على المائده

تجاهلني بشكل كلي ..

أما أم ماجد لم أراها على هذا القدر من السعاده منذ انتقلت للعيش معهم !

عدت ادراجي منهكة أكثر و طمست معالم حزني بتناول أقراص منومة فكل ما كنت أريده هو

السبات !

.
.
.

أستيقظت على صوت بدور توقظني ...

بدور : يا ويلج من الله طوفتي صلاة العصر و المغرب و العشا .. امبيه شراح تسوين .

نجلا ترص بيديها على رأسها الثقيل : أستغفر الله .. ما وعيت على المنبه ...

بدور تمد يدها للمنبه : المنبه مسكر ..

نجلا تأخذه من بين يديها : معقوله سكرته بدون ما أنتبه ..

بدور تخفي أبتسامتها الخبيثه : يمكن ..

نجلا بنبرة أتهام : انتي اللي سكرتيه ؟

بدور تهب مدافعه عن نفسها : أنا مالي خص ..

نجلا : إذا أنتي مالج خص منو اللي له خص ؟

بدور : خالي سلطان .

نجلا : خالج ! .. هو اللي سكر المنبه .

بدور : يمكن لاني شفته العصر طالع من غرفتج .

نجلا تقف فجأه و تبتعد عن سريرها و تعود له حيث تجلس بدور :أنزين أنتي اللحين روحي قابلي دروسج ..

بدور ترفع حاجبيها بأستغراب : أقولج حنا با الليل و أنا خلصت كل الدروسي العصر ..

نجلا : أنزين لو سمحتي يا أموره ممكن تخليني بغرفتي بروحي عشان أبدل ملابسي ..

بدور : أي ممكن بس متى تجين على العشا أنا ميته جوع ..

نجلا : تعشي منو ماسكج ..

بدور : كلهم تحت ناطرينج تجين عشان نتعشى ..

نجلا : أف أجباري يعني قولي لهم أنا مو جوعانه و عندي تصليح دفاتر و مشغوله ..

بدور تغادر مسرعة : بكيفج ..

.............................. .................... .......

.
.
.

أصبح أحد أساسيات روتيني .. أخرجه و أتمعن به لأضمه و اسنشقه بقدر أستطاعتي ..

لأعيده لدولابي مجدده أمنياتي .. أليس هذه إشاره منه أننا متجهون لنفس المصير الذي توجه

له أخيه و أختي ... أليس فستان مشابه هو من جمعهم !

قطع عليها رنين هاتفها النقال خيط امانيها ...

.... : منار ؟

منار بتوجس :.. منو معاي ؟

.... : طلع مقاسك الفستان ؟

منار تكاد تصم من صوت نبضات قلبها المرتفعه : منو أنت ؟

.... : أنا اللي أخذتي قلبه و ابيج لو سمحتي ترأفين فيه تراه أمانه عندج ..

منار تعض على شفتيها و تسأل بشك : مشاري ؟

.... : منو مشاري ؟!

منار بحيره : أنت اللي منو ؟

.... : أول شي خليني اعرف منو مشاري ..

منار المنزعجه : شوف هذي آخر مره تتصل على ها الرقم و إذا رديت و أتصلت بيرد عليك

واحد من اخواني ..

..... يقاطعها : و مشاري عادي يتصل ؟

منار تغلق السماعه بسرعه يدفعها الخوف الذي صعب المهمة على رئتها في أستنشاق الهواء ..

.
.
.
.

ابرار : أنسي الموضوع هذا واحد فاضي مدامج بسليم لا تخافين .

منار : انا أكيد بسليم بس المشكله مثل ما قلت لج أني سالته إذا هو مشاري .. أخاف يعلم واحد من

اخواني ..

ابرار : الحمد الله و الشكر و اللي مثل هذولي يواجهون .. و بعدين مو معقولة حتى لو يعرف

واحد من أخوانج بيروح و يقول أختك تحب و إلا تعرف واحد اسمه مشاري ..

منار و القلق يبدو من نبرتها : مدري ... أنا خايفه ..

ابرار : الفستان عندج ؟

منار : لا حطيته بكيس و ربطت عليه مية ربطه و قطيته بزباله اللي برى البيت .

ابرار تضحك : معقوله ضحيتي با الفستان بها السهولة و هذا أنتي تصبحين على شوفته كل يوم

و تمسحين و تباركين فيه بعد ..

منار : وجع هذا وقته تطنزين .. انا ميته من الرعب و أنتي الأمور عندج سهالات .. ليتج

تعطيني من برود اعصابج شوي ..

ابرار : لا برود و لا شي بس الموضوع بسيط واضح هذا واحد يتسلى و عنده وقت فراغ

طويل جدا و لقاج يا حلوه ..

منار : و الحل ؟

ابرار : طنشي ما بيدج إلا جذيه ..

منار تعض اصابع يدها اليمنى بأرتباك : الله يستر .

.............................. .................... ...............

.
.
.
متفوقة دائما بمزاجيتي .. لا أحتاج سببا لرسم علامات التجهم على محياي قد أستيقظ صباحا و

أقر أن هذا اليوم ليس جميلا بشكل كافي لحضرة جنابي ! ..

لكن اليوم أستيقظت و انا في منتهى السعاده فقد كنت على موعد مع حبيبي ناصر .. أشتقت له

فا عدم رؤيته ليومين يجلب التعاسه لقلبي فكيف و أنا محرومة منه لأيام ..

زرته أحمل معي مالذ وطاب .. فقد الكثير من وزنه حتى بانت عظام وجهه الحبيب و أنا كا أي

أم تريد ان يتكون اللحم على خدي طفلها لتجد بهما مرتعا لقبلاتها الحنونه ..

لكن ما صرح به لي فتق قلبي !

أبنة أختي ! .. مصيبة .. كيف حدث هذا في منزلي .. أين كنت و اين كانوا .. متى أختلى بها

و كيف استمرت العلاقة من غير أن ينتبه أيا منا !

مصيبه عظيمه لا أعرف كيف أطمس معالمها !

ناصر بسجن و سوف يصبح حاملا للقب خريج سجون و ابرار وحيدة أختي التي با الأمس فقط

زفت لي نبأ خطبة رجل أعمال شاب لوحيدتها !

.
.
.
.

غالية المستغربة من تجاهل والدتها لجاسر الذي يكاد يموت من البكاء باحضانها : جاسر بيموت

من البجي بحضنج و أنتي ولا حاسه !

أم جاسم تنتبه من أفكارها لتهدهد جاسر الذي ما أن توقف عن البكاء حتى بشارته هي !

غالية تسارع للجلوس بجانب والدتها و هي مرتاعه : يمه شفيج .. صاير شي .. ناصر صارله

شي ؟

أم جاسم تخرج العبارة بطء بصوت مبحوح : ناصر ... شقولج يا غالية ..

غالية تهدر دمعه غالية أسرتها لشهور طوال : ناصر مات ؟

أم جاسم ترفع عينيها لها لترفض بشده ما أستنتجته أبنتها : فال الله و لا فالج ..

غالية تمسح دمعتها بسرعه : أجل شفيج روعتيني . .لا تقولين أنج نويتي تطلقين من أبو شاهين

تراج ما أنتي لاقيه واحد يتحملج مثله..

ام جاسم تصرخ بغالية : بس انتي و ين و أنا وين ... أنا بمصيبه ..إلا حنا كلنا في مصيبه ..

غالية بنبرة مذعورة : مصيبة ! .. شمصيبته ؟!


كعادتها أمي لم تجمل و لم تلطف الحقيقة و قذفتها كما هي !

غالية تضع يديها على وجهها كأنها تخفي العار : لا.. حرام عليه ..

أم جاسم : هو اللحين ندمان و علمني لأنه بيصلح الغلط بس المشكله خالتج ما أظن

بترفض التاجر عشان خريج سجون ..إلا إذا قلنا لها الحقيقة و هذي في حد ذاتها مصيبه ..

غالية : و ابرار شنو دورها .. ليش ما قالت لأمها انها ما تبي تتزوج الي جاي يخطبها تقدر تقول

لأمها أنا خاطري في ناصر و خالتي لا يمكن تكسر بنفس وحيدتها ..

ام جاسم : أولا خالتج مأجله السالفه لين ابرار تخلص أمتحاناتها و بعدين تقولها .. و ابرار ما

يندرى عنها يمكن ما تقدر تقول لامها ابي ناصر خاصه انه ما خطب و فوق جذيه ناصر اللحين

حتى لو طلع من السجن بيصير خريج سجون حتى لو رضت خالتج ما أظن بيرضون عمانها

يزوجونها منه ..

غالية بحيره : و الحل ؟

أم جاسم : هذا أنا أفكر بحل .. محتاره ومدري شسوي .. مصيبه لا حول و لا قوة إلا با الله .

غالية بعزم : لازم اكلم ابرار و أفهمها الموضوع ..

أم جاسم : خلي البنت تخلص أمتحاناتها لا تشغلينها ..

غالية : ما ينفع لازم اللحين نحل الموضوع قبل ما خالتي تكلم عمانها أو تلمح لهم بخطبة التاجر

و قبل ما تفاجأ ابرار اللي يمكن تستسلم بخوف .

.
.
.
.

ابرار في منزل خالتها بطلب من غالية و بشكل سري ...

غالية : اللحين البجي ما يفيد ..

ابرار بعد أن هدأت قليلا : لو كنتي مكاني شراح تسوين ؟

غالية : ما يبيلها اكيد راح أكلم أمي و أقولها عن الموضوع و هذا ناصر مستعد يصلح غلطه.

ابرار تعاود البكاء : بس ..

غالية : شنو اللي بس ؟

ابرار : ناصر ما يناسبني و ما أقدر أحارب عشانه .

غالية متعجبه : أنتي ماراح تحاربين عشانه أنتي راح تحاربين عشان نفسج ..

ابرار : ناصر أعتدى علي و أنا ما شاركته الجريمه و استمريت فيها إلا عن جهل و خوف ..بس

بعدين أنا قطعت علاقتي فيه و أستغفرت الله و تبت .. وهو أولا وأخيرا ولد خالتي اللي دوم كنت

اعزه حتى بعد جريمته البشعه ما قدرت أكرهه بشكل مطلق و حاولت أحبه بطرقه مختلفه بس

ما قدرت و إذا تزوجته راح أتزوجه بدافع الستر مو لأني مقتنعه بزواجي من خريج سجون

رجال أخاف بأي لحظه ينتكس و يمرمر عيشتي أنا وعيالي ..أنا وحيدة أمي و ابي لها عزوه

و ناصر لا يمكن يكون عزوه و سند لا لي و لا لأمي ..

غالية : كل كلامج منطقي بس المشكله في مسألة العذرية شلون بتحلينها ..

ابرار ترفع عينيها لغالية برجاء : إذا ساعدتيني راح تنحل بدون محد يدري .

غالية بإستغراب : شلون ؟!

ابرار : أول شي انا مقدره لناصر اعترافه بس أتمنى تكلمه خالتي و تقوله يستر علي و ينسى

الموضوع و أنا محللته .. وثانيا أبيكم تساعدوني ماديا عشان اسوي عملية ترقيع .

غالية بخوف : شلون تسوينها .. الموضوع مو قانوني ..

ابرار : الفلوس تسوي كل شي و عرفت من بنات ان في عيادات خاصه تسويها سكيتي

غالية : بس أرد و أقولج مو قانونية و إذا أنصدتي ممكن تصيرين أنتي خريجة سجون بقضية

آداب وقتها فعلا حياتج راح تحطم ..

ابرار : و ممكن أرد الشي اللي يخليني مقبوله أجتماعيا و أعيش حياتي من جديد بعد ما ندمت و

استغفرت ..

غالية بعد تفكير قصير زادها حيره: خليني أفكر با الموضوع و أشاور أمي و نشوف شراح

نسوي ..

ابرار برجاء حار : غالية طلبتج أنقذيني بطريقة اللي تساعدني لأن الزواج من ناصر راح

يضيعني أكثر ...

.............................. .................... ...............

.
.
.
تبكي في كل لحظة لأي سبب و أحيانا كثيره أجهل السبب ليست هادئة كأخوانها عندما كانو في

مثل عمرها .. آه كم أتمنى أن يعودوا صغار و با الأخص الآن وهم يشعلون حربا آخرى !



.

معاذ يجلس فوق أخيه عبدالعزيز : ما أهدك لين تقول توبه ..

عبدالعزيز بوجه محتقن : مو توبه ..

معاذ يجر شعر أخيه بقسوه : قول توبه ..

عبدالعزيز بعناد : مو توبه ..

سلوى تجر معاذ ليقف : أنتم و بعدين معاكم جنكم مو أخوان ..

معاذ : هذا ولدج ما يحترمني ..

سلوى : ولدي أخوك و احترمه يحترمك مو عشانك الكبير تستقوي عليه ترى كلها سنة و يصير

أطول منك ..

عبدالعزيز يخرج لسانه مستهزءا بأخيه و معاذ يصرخ به مغتاظا : تستقوى لما جت أمي ..

سلوى تعاتب عبدالعزيز : مو قلنا الصغير يحترم الكبير عشان الكبير يحترمه ويعده كبير ..

و بعدين يعني معاكم جننتوني ...

.
.
.

تركتهم و عدت لمزاولة أعمالي المنزلية و ما هي إلا ثواني حتى عادو لما كانو عليه و كأني لم

القي عليهم محاضرة لتو اتجهت لهم و صفعت كل واحد منهم على خده حتى أشتعل نارا و بدءت

بصراخ بهم حتى أنهرت باكيه ! ..

.
.
.

معاذ و عبدالعزيز بهيئتهم المبعثره أتجهوا لوالدهم في مكتبه حيث كان يصح دفاتر تلاميذه ...

يبه أمي تبجي ...

عبدالعزيز و علامات الرعب ترتسم على وجهه : أنا ماسويت شي هو الل بجاها ..

معاذ بحاله مشابهه لحالة أخيه : جذاب أنت اللي بجيتها ...

جاسم يقف مستغربا مما يهذي به أبنائه ليتوجه خارج مكتبه : أمكم تبجي ؟!!

.
.
.

حاولت النهوض من مكاني لكن قدمي لم تساعدني فقد قيدتني الهموم و المتاعب و خيبت ظني

أوجاعي و هربت مني لشلال دموعي الذي أنحدر قويا يهشم سد كبريائي .

.
.
.

جاسم يضع يديه على كتف سلوى وبنبرة قلق : عسى ما شر يا أم معاذ شفيج ..

سلوى التي تكره البكاء أمام جاسم : ما في شي بس مصدعه من أزعاج العيال ..

جاسم : و مصدعه تبجين ؟!!

سلوى تصرخ به : بعد بتنتقد شلون أعالج صداعي و إلا شلون أبجي و متى و ليش ..

جاسم المذهول من ردة فعلها العنيفة : لاني معترض و لا شي براحتج عالجي صداعج با الطريقه

اللي تريحج ما همني ..

سلوى التي آلمتها الكلمة التي ختم بها جملته أنهارت مره أخرى في بكاء مر ...

كنت أنوي تركها بعد أن أفحمتني بردها الوقح لكن ما أن عاودت البكاء حتى وجدت نفسي

أحاوطها بذراعي مواسيا ...

جاسم بنبرة حنونة مواسية : أفا ها البزارين يبجونج أوريج فيهم بأدبهم لج ..

سلوى تبتعد عن أحضانه : وصخت دشداشتك با الكحل نزلها أغسلها لك ..

جاسم بأبتسامه جانبية : لا ما ابيج تغسلينها بخليها ذكرى ..

سلوى ترفع عينيها له : مستانس طبعا أنك شفتني أبجي ...

جاسم : لا حشى مو مستانس إلا قلبي اللحين يتقطع ما احب أشوفج متضايقه حتى لو أني هنت

عليج في يوم ..

سلوى : و منو قال أنك هنت علي في يوم ..

جاسم يتنهد بعمق : أفعالج يا أم معاذ .. لصرت ضايق زدتي ضيقي و اللي أحبهم ما تحبينهم

و كل هذا و ما أهون عليج ..

سلوى لم تعرف كيف تجيبه وعادت للبكاء كإشارة لضياعها ....

جاسم يجلس بجانبها و يهمس بأذنها : ترى عيالج عند الباب و من عيونهم بتعرفين أنهم متروعين

عليج ..

سلوى ترفع عينيها و تتجه بهما للبا الذي يقف عنده ابنائها لتفتح ذراعيها : تعالو ...

أختلطت أصوات بكائهم بكاء سلوى كأنهم كورال في أغنية أعتذار ..

.............................. ...................
.
.
.

يأن باب الدار و تنتحب الجدران و هذه الأريكة التي أعتادت استراق السمع لسمرتنا الليلية

تحتويني برود هذه الليلة كأنها أختارت أن تقف بصف معذبتي ..

أحاول أن أغفي ها هنا فأنا لا أريد أن أعود لوحشة السرير الذي بات في عيني ضريح ..

وأخترت صوت التلفاز الذي بحثت به عن قناة بعشوائية ليملأ أركان المكان من حولي بصوت

بشري يشعرني بأني مازلت حيا ! ..

لا أريد البقاء لوحدي و لا أن أبث حزني لأحد حتى طيوري .

. فا طيوري هي سبب تعاستي

و إلى ما له آل حالي ...

.
.
.
.

أستخدمت القلم الأحمر بإسراف و ملأت به خانة الملاحظات و من غير شعور مني مهرت

التوقيع بإسم زوجي ! ..

و التاريخ مأتمي بأطول يوم مر على تاريخ البشرية ليغير في أتجاهات الخريطة و يحتار فيها

أطلسي ...

أريد أن أبكي و تأبى العبرة أن تحررني لأنطلق حره لا أكن مشاعر عذبة لأي أحد على هذه

الأرض المتعبه ..

قسوة أن تمد يدك مرغما على المصافحة و ترسم أبتسامة مجاملة لترد لك يدك مكبلة و أبتسامتك

مشوهه بعبرة متخفية لا يشعر بها إلا غليظ قلب أبى أن يعتذر حتى يستمتع بألمك الذي زرع في

أرض عبثية .. لا أفهم .. بت لا أفهم بأي أتجاه و لأي أرض علي السكن !

و له أتجهت حتى أفهم ...

.
.
.

لم ينتبه لحظة دخولي فقد كان ساهما النظر و مسترق السمع لما يعرض في قناة العري .. هكذا

أختار تمضية هذه الليلة .. لابد أنه اشتاق لأيام العزوبية و كل المجون الذي تركه مؤقتا بزواجه

مني .. كم أنا مغفله ... لكن ما أنا إلا أنثى خدرتها كلمات مرهفه صبت بأذنها العذرى .

.
.
.

سلطان ينتبه أخيرا لتواجد نجلا : نجلا !

نجلا تحول نظرها منه لتلفاز : أمبين أنك مشغول جدا .

سلطان يعود بنظره لتلفاز ليفهم مقصدها و يشعر با الغضب من تلميحاتها الغبية : أي مشغول جدا

تبين شي ؟

نجلا الممتعضة : أنا جاية آخذ أغراضي و ماراح أعطلك .

سلطان : جايه تاخذين أغراضج بها الليل ؟!

نجلا تتجاهل و تتوجه لغرفة النوم لتجمع باقي حاجياتها ليتبعها سلطان الغاضب و يسألها بتهكم

سلطان : تبين اساعدج ؟

نجلا تمرر نظرها عليه كله : مشكور بس ما أبي آخذ من وقتك الثمين .

سلطان بعد صمت حاول به التماسك : أنا آسف لأني غلطت بنفسي قبل ما أغلط فيج مفروض من

اول فهمتج أن مهما طاحت الميانة بينا هذا ما يعني أني أرضى اسمع منج كلمة تقلين فيها من

أحترامي واضح أنج فهمتي حلمي معاج تساهل و ضعف أنا يا نجلا ما أرضى على نفسي المذله

بأي شكل ...

نجلا بإنفجار : يعني اللحين أنا اللي ذالتك ! .. أنت مو شايف أنك ذال نفسك برضاك عن الوضع

اللي عايش فيه .. بقبولك با الأقل ب ..

سلطان يقاطعها بحده : بس ما أبي أسمع و لا كلمه زياده .. أنا جذيه و هذا أسلوب حياتي و أنا

مرتاح فيه و ما راح أغيره أعجبج يا بنت الناس بحطج فوق راسي ما أعجبج ما عليج حسوفة .

نجلا تترك ما بين يديها و تتجه للمغادره بسرعه ليلحق بها سلطان و يقف بطريقها : لا أنتي

صغيره و لا أنا صغير و ها الطريقه الإنفعالية ماراح توصلنا لشي .

نجلا الغاضبة تسأله بحده : و شنو الطريقه اللي تقترحها يا سيد سلطان ؟

سلطان يمسك بيدها بقوه ليسحبها ورائه و يجلسها بذات القوه امامه : أنا ما ابي منج إلا الأحترام

و مثل ما قلت لج أول زواجنا مثل ما راح تعامليني راح أعاملج يعني كل شي بيدج أنتي ..

أنتي اللي تقدرين تتعسينا و أنت اللي بيدج سعادتنا .

نجلا بتصريح عنيف : فيك كثير صفات أكرها ..

سلطان ينتهج الحلم و يضبط أعصابه : و ما في لو صفه وحده زينه فيني .. خليج حياديه و

بعدين أحكمي ..

نجلا : صفاتك الشينه تغطي على أي حسنه فيك .

سلطان : كل انسان فيه الزين و الشين هو بس يعتمد على اللي يشوف واضح انج مو قادره

تشوفين فيني شي زين .. بس تذكري ان كل اللي في البيت ما يشوفون اللي تشوفينه .و كلهم من

اصغرهم لاكبرهم يحبوني و يحترموني .

نجلا بإبتسامه متهكمة : كلهم يحترمونك ! .. واضح عشان جذيه ابوي مخليك عنده صبي .

سلطان يبتلع الإهانه : ابوج ما قصر معاي رباني في بيته ولاني على حلاله وزوجني بنته

ما اعتقد سوى كل ها الشي وهو ما يحترمني .

نجلا : ابوي مستعبدك بجمايله وزوجك بنته المريضه اللي خاف انها تعنس عنده و ما كلف نفسه

يزيد معاشك بعد الزواج و انت منزل راسك و راضي و إلا معقوله بعد كل ها السنين معاشك و

معاش الفراش واحد .

سلطان ينهض ويتجه لغرفة نومه بعد أن اخبرها : واضح انج مو راضيه انتفاهم .. أنا مرتاح

ضميري و انتي سوي اللي يريحج يا بنت الناس .. تصبحين على خير ..

.
.
.
.
.............................. .................... ..

نتعلم في المدارس علوم نظرية تتسرب من عقولنا النيرة كا طحين بمنخل

لكن أين المنهج الذي يعلمنا أن نتقبل الآخر بكل علاته ..

لو كان هذا العنيد راضخ لتجرد من كل رائحه و نكهه ميزته عن باقي البشر ..

و لو كنت أحكم لما أنهكتني قيلولة أخذتها بغير وقتها !

.
.
سهى ترفع رأسها عن وسادتها لترمق فيصل بنظرة معاتبه ...

فيصل : شلونج اليوم ..

سهى : أنت اللي شلونك اليوم أكيد مستانس ومرتاح أكثر من الأسبوع اللي فات ..

فيصل : و بعدين ماراح نخلص من ها الموضوع .. الله ما كتب لحمالج يثبت خلاص تحمدي الله

على العافيه ..

سهى : الحمد الله على كل حال .. أنا اللي مضايقني تصرفاتك و سلبيتك ..

فيصل : شوفي يا سلوى حنا دخلنا ها الزواج و كل واحد منا على بينه .. أنتي عارفه أن أهلي

ما كان عندهم علم بزواجي ولو واحد غيري طلقج بعد ما رحتي بنفسج علمتي أبوي بزواجنا و حمالج ..

سهى : شنو كان مفروض أسوي كل مره توهمني أنك راح تعلمهم بزواجنا و كل مره ترد في

كلامك و تعذر بعذر مختلف و آخرتها طلعتلي سالفة بنت عمك ..

فيصل : والحل طبعا أنج تحطيني قدام الأمر الواقع ؟!

سهى تنفجر باكيه : لو ما حملت و دريت عن زواجك اللي خاشه عني جان مارحت لأبوك

وعلمته بس كله من قهري ..

فيصل يقترب من سهى و يرفع رأسها من بين يديها ليمسح دموعها بحنيه : خلاص ما صار شي

و هذا أنا معاج يا روحي ..

سهى : و بنت عمك ؟

فيصل يقبل خديها المبلتين : أنسيها لأنها مو في بالي .. و أرتاحي و لا تضايقين نفسج .

.............................. .................... ..........
.
.
.

طرق الراحه قصيره و لا تحتاج مغامره بل مصارحه ..

أركب الموجه أو أسبح ضدها لكن أفعلها بساله .

.....................

 
قديم   #19

جود ي الحلوه


رد: ينابيع الراحلين


ينابيع الراحلين

الثامن عشر




.


الجزء الثامن عشر :

.
.
.

يعتقد البعض أن كل ما تحتاجه لرسم خطه هي ورقة و قلم و ذهن حاضر ..

و الحقيقة أن الممحاة هي كل ما تحتاجه عندما تخترق الخطه و تخاف كشف أوراقك !


.
.
.

ضحكاتهم تملأ المكان و مصدرها في الغالب تعليق سخيف من أحدهم .. نعم فا الليلة

آخر معرفتي با العزوبية و انا اول ضحايا الشلة ! ..

من المضحك المبكي أني لا أعرف من المتزوجين إلا أخي مشاري و لا أعتقد أنه مصدر

مناسب لتلقي المساندة و الدعم المعنوي ! ..

فا غدا ستزف لي عروسي التي لم أخط للأقتران بها .. فا الحقيقة أني من الأساس لم أخط

لإنشاء أسرة أنا عائلها ! .. و ها أنا لا أعرف كيف أبدأ حياتي الزوجية و كيف علي التعامل مع

تلك الغريبة القريبة .. دلال نعم أبنة عمي لكن معرفتي بها تعود لأيام الطفولة ذكرياتي مشوشة

عندما تتعلق بها .. لا أعرف كيف تفكر و ماهية أعرافها الأجتماعية نعم نحن من بيئه واحده لكن

كل منا نشئ في بيت مختلف بتقاليده .. فعلى الرغم من ان أبي و عمي من منبت واحد لكنهما

مختلفان في كل شيء .. وها أنا أتسائل هل دلال تشبه عمي بعقليته المغلقة ام تشبه والدتها

المنكسره .. ام تشبه ضاري بتمرده ام لاتشبه إلا نفسها التي لم ألتقيها !

يا .. كم من الصعب أن أن أبدأ علاقتي بشخص غريب على مستوى حميم !

و هذا ما أسريت لتهاني به ..

......... قبل ساعات قليلة............

تهاني ترتب مفرش سرير العريس : ياو يلك يا جراح إذا خربت ترتيب الغرفه مره ثانيه فشلتني

في الحريم اللي جو يشوفونها .. اليوم مالك نومه هني لأن هذي آخر مره ارتبها باجر من صباح

الله خير و انا في الصالون و منها لقاعة العرس يعني كلش مو فاضية .

جراح يبتسم بصدق : انزين شوي شوي علي يا أم المعرس ..

تهاني تتغير ملامحها : الله يرحمها ..

جراح تختفي ابتسامته : الله يرحمها و يغمد روحها الجنة ..

عادت تهاني لترتيب كل ما تركته في حالة فوضى و عدت أنا لهواجسي التي بدأت تكبر بايقيني

بإستحالة إنقاذ نفسي من المأزق , أمي الوحيده التي كنت سألجأ لها و أعرف يقينا أنها ستحل

المشكلة التي تواجهني لا محاله .. لابد أنها أفسدتني يرحمها الله بدلالها فها أنا لا أعرف منهجا

أتبعه في تفسير موقفي و إنقاذ سلامتي العقلية و العاطفية من شعور نبت من هلوسات شريرة بدى

فيها الكل ضدي و ما أنا إلا ضحية فعل بطولي لم أنجح بتعبيره لأقوم من دون حكمة بتحويل

نفسي لشهيد مجهول القضية !

جراح : تعتقدين تهاني امي لو كانت عايشه كانت راح تختار لي دلال ؟

تهاني : يمكن ..

جراح يجلس على مقعد التسريحة : بقولج شي بس لا تضحكين علي ..

تهاني بأنتباه : اضحك عليك ! .. اكيد لا . قول اللي عندك ..

جراح : خايف من العرس ..

تهاني بنبرة حنونه : شعور طبيعي لو كنت بتسافر بكره لديره غريبه لمده طويله بتحس بنفس

الشعور .. انت ما تعرف عنها اكثر من اسمها و اكيد خايف انكم ما تفاهمون ..

جراح : يا خوفي أتعسها و تتعسني ..

تهاني تبتسم له بدفء : تلقاها تفكر نفس تفكيرك .. حط نفسك مكانها و بتلقى شعورك ولا شي

قدام شعورها .. هي المره الضعيفه اللي ما أحد أخذ برايها و أنت الرجال اللي راح تدخل عليها و

أنت شايل بنفسك كلامها اللي طبعا غلطت أنا و نقلته لك و هي مأمنتني .. بس تذكر سبب رفضها

لك مو سببه شخصك .. سببها الطريقه اللي حست أنها قلت من قدرها .. هي ذكيه و فهمت سبب

زواجك منها وحبت تنقذ نفسها و هذا حقها ..

جراح بتردد : بس ..

تهاني تحثه على الإفصاح عن أفكاره : بس شنو يا معرسنا ..

جراح يرفع عينيه ليلتقي بعينيها : اخاف في بالها أحد ثاني عشان جذيه أرفضتني .

تهاني تضحك فجأه : وين حنا فيه الله يهداك .. و بعدين بنات عمي ما يدلون حتى طريق الشارع

فا وين بتشوف أحد تحبه و يحبها ..

جراح بنبرة إنفعالية تدل على شعور الحرج : عاد هذا اللي طرى في بالي ..

تهاني : أجل هي شراح تقول .. نجم المنتخب أكيد عنده معجبات و يمكن في خاطره وحده و أبوه

غصبه عليها ..

جراح : بنت عمج هذي بجنني قبل حتى ما أشوفها ..

تهاني ترفع حاجبها متسائله بتعجب : أنت ما شفتها آخر مره لما رحتوا لهم بيتهم ؟

جراح : إلا بس كانت لابسه نقابها ..

تهاني تعاود الضحك : و ليش ما قلت بشوفها خلوها تقط نقابها ..

جراح : حسبالج كل الناس مثل أبوي ...

تهاني تختفي أبتسامتها الباقيه من ضحكاتها و تقول بحسره : ليت أبوي في هذي سوى مثل عمي

جراح : لا يكون حسبالج انه فيصل تزوج ثانيه لأن شكلج ما عجبه ..

تهاني أدركت أخيرا زلة لسانها : لا مو قصدي بس ..

جراح يقترب منها و يضع جبينه على جبينه : يا خبله أنتي ست الحسن و فاصوليا يعاني من

عمى القلب و أنا أخوج ..

تهاني تبتسم : لا تشبهه با الفصوليا تراني أحبها و ما أرضى عليها ..

.
.
.
.

رنين هاتفه النقال ينتشله من أفكاره : ألو ..

مشاري : أنت في الديوانية ..

جراح : أي عندي الشباب تامر على شي ..

مشاري : ضاري موجود ؟

جراح : أي موجود ..

مشاري : اجل اسمع إذا راحو كلهم أمسكه لا يسري أبيه بكلمة راس ..

ما أن أغلقت هاتفي حتى عاود أصدقائي تعليقاتهم السخيفه أحدها شك بخيانتي لزوجتي مع أحد

المعجبات التي تتعذب الليلة بشكل خاص لإقتراب نهاية العد العكسي .. و آخر أتى بشك خيالي

رسم الأبتسامه على شفتي ... و ضحك الكل أعتقادا منهم بان صاحبنا أصاب عندما خمن بأن

زوجتي هي من حدثتني تبثني أشواقها الملتهبة !

.
.
.

مشاري : وينه ؟

جراح : راح يوخر سيارته ساده على الشباب ..

مشاري بشك : اكيد و إلا سرى ؟

جراح : يا أبن الحلال أكيد و هذا نقاله و مسباحه على مكتبة التلفزيون ..

مشاري يلتفت على هاتف ضاري و يسارع لأخذه ...

جراح بإستنكار : مشاري شتسوي ؟

مشاري يقلب الهاتف الذي أحتار في قفله : يخرب بيته حاط رقم سري ..

جراح : وأنت و شلك فيه ؟

مشاري : بطلع رقم الخايس فيصل أكيد عندهم رقم غير الرقم اللي نعرفه ..

جراح : ما تدري يمكن عندهم و يمكن لا .. رد بس نقال ضاري و فكنا من المشاكل ..

مشاري يحاول إدخال أرقام عشوائية : كم تاريخ ميلاده ..

جراح بإنفعال : مشاري طلبتك نزل النقال من أيدك قبل ما يدخل ..

مشاري أدخل رقم منزل عمه و كانت ضربة حظ موفقة : ايوه ..

بنفس السرعه التي ارتسمت بها ابتسامتي اختفت و نبضات قلبي تسارعت و غشاوة مظلمة

حجبت الرؤيا لثواني و ما إن سمعت صوت جراح يقترب حتى أستعدت توازني و طلبت من

جراح أن يخرج لضاري و يلهيه حتى أخرج من المجلس .. و ما إن خرج حتى نقلت الصوره



التي أختارها ضاري لتزين شاشة نقالة !

.
.
.

سألزم سجادتي لهذه الليلة و أطيل صلاتي و أكثر الدعاء لعلي أوفق بعد هذه المعاناة ..

لا أنوي النوم لهذه الليلة .. أريد أن أبكي لكني أجد صعوبه حتى في صنع دمعه !

كأن الدمع يأبى تلبية الدعوه في أكثر أوقاتي حاجه له ..

أريد أن أرتاح من شعور لا أعرف كيف يصنف .. لكن ما أعرفه يقينا أن البكاء سوف يلهيني

بصداع متفجرلأجد عذرا لتناول أقراص مهدئة تخف من هذا الشعور الغريب الذي أعتقد أني

أعرف مصدره و سببه !

أي زواج هذا الذي بدء لتخفيف نتائج كذبة .. كيف سيستمر و إلى ما سوف ينتهي !

كيف أصبحت كبش فداء و قربان لتطيب خاطر .. كيف أصبحت شيء ممكن التنازل عنه بعد أن

كنت على يقين أني جزء مهم غير قابل لتفاوض ؟!!

آآآه من هذه الأفكار التي تداهمني . أعوذ با الله من الشيطان الرجيم .. ماذا دهاني أتحدث لنفسي

و أنا اناجي ربي !

وما هي إلا ثواني بعد التسليم حتى وصلتني طرقات خجولة تبعها صوت لم أعتده بهذا الهدوء

.
.
.

سارة : ممكن أدخل ..

دلال : لا أكيد الليله عيد الساعه 10 و ما نمتي ! .. خبري فيج دجاجه من تصلين العشى و انتي

في سابع نومه ..

ساره تبتسم بتوتر لتسقط دمعه ...

دلال تنهض عن سجادتها و تتجه لأختها الصغرى : شفيج ساورنه صاير شي ؟

ساره تلقي بجسدها في أحضان اختها : الله يخليج دلول مو تنسينا لرحتي بيت عمي ..

دلال : أفا أنا انساكم ما اقدر اصلا لو ابي ..

ساره مهدده : يا ويلج يا دلول أن نسيتينا ترى كل صورج اللي كشتج فيها طايره بوريها جراح ..

دلال تنتبه فجأه لتضع يدها على رأسها : يو و أنا أقول شلي مضيق صدري أثري ما شريت

ستريتر .. شلون نسيت !

ساره تنفجر ضاحكه : أستغفر الله عاد ما توصل لضيقة صدر ..

دلال : أقول ضفي وجهج و روحي أطمري لغرفة مريم و جيبي لي الستريتر و كل كريمات

الشعر اللي قبل الستريتر و بعده ..

ساره : يا سلام و حنا نقعد بدون ستريتر عشان حظرة جنابج .. تبيني في حصة الرياضه شعري

جنه قشعه فوق راسي ..

دلال بإمتعاظ : الحمد الله و الشكرعندج بدال الستشوار اربع دبري نفسج فيهم و كلها يوم و

روحوا اشتروا ستريتر متى ما بغيتوا بس انا عروس و ما عندي وقت و فشله اقول لزوجي من

اول يوم يله مشينا لسوق نشتري شي يهبط كشتي و يخليها حرير ..

ساره بشقاوة : خليه يتعود من اول يوم يشوفج على حقيقتج مو معقول بيشوف شعرج حرير

ويهفهف ويمكن يطير اربع وعشرين ساعة و بعدين فرصه تمشين و تشمين هوى ..

دلال تتركها و تتجه للبا و بنبرة جدية كأنها تحدث نفسها : لا عاد كله و لا يشوف كشتي ..

.............................. .................... ....................

.
.
.
.

لا اعرف كيف تفكر زوجة أبي المتصابيه فهي ليست ذات نفع لا لأخواتي و لا حتى لإبنتها التي

بات زوجتي ..

أخذت إجازة ليومين حتى أساعد تهاني في تنقلاتها التي تهدف بها وضع اللمسات الأخيره على

زفاف أخينا الأصغر .. فقد رأيت الكل تخلى عنها !

رهف لا تريد الخروج في النهار حتى لا تتأثر بشرتها بشمسنا الحارقه و خالتي سلوى لا يمكنها

ترك أبنتها الصغيرة مع أخوتها العفاريت برفقة والدهم المشغول دوما.. خالتي نجلا هي الأخرى

لم نعد نعرف لها دربا منذ أن تزوجت لم تزرنا إلا مره يتيمة و من بعدها أصبحت في منتهى

الإنشغال إلى حد إغلاق هاتفها النقال ! ...

أيعقل أن الزواج أنساها أن لها غير زوجها أحبه ؟!

أما مشاري وزوجته فا يبدوان في حالة أكتئاب منذ أن عادوا من شهر العسل فقد غادرت أمل

لمنزل أهلها خلال يومين بحقيبة كبيرة في كلا المرتين !

و في كلا الكرتين يعود مشاري حامل الحقيبة الثقيلة و هي من خلفه ! ..

أما والدي فقدناه في عالمها .. هي ! .. أشغلته معها لينشغل عنا فهو يشحذ كل طاقته لإسعادها

و يترك نفسه لضيق عند تجهمها ..

فا المسكين والدي إلى الآن لم يكتشف انه تزوج من مزاجية لا تحتاج سببا لسعادة و لا عكسه

لإقامة مراسم التعاسه !

.
.
.

شاهين الذي كان يقرأ مجلة طبية قبل النوم تلقى أتصال مفاجأ : شلي مخليني أطري عليج بها

الليل ؟!

غالية بآلية : جاسر مصخن و عطيته أدول قبل ساعه بس ما أنخفظت حرارته و عزام

في مزرعة أبوه عنده عشى و بيبله ساعه على ما يجي ..

شاهين يقاطعها : ما له داعي تبررين أتصالج أنا جاي اللحين ..

غالية بنبرة عالية : لا و ين تجي أنا أبيك تدز مع خدامتكم أي خافض للحراه أقوى من اللي عندي ..

شاهين : يا سلام بتخلين جاسر فار تجارب .. أنا بجي أفحصه و اشوف شفيه ..

غاليه تقاطعه : خلاص أنا أجيبه ماله داعي تجي .

شاهين : بتطلعين بها الليل و تعرضين الجاهل للهوى انا اللي بجيكم لا تنطريني بس عند الباب ..

.
.
.

كان علي انتظار عزام فقد كان يحادثني وهو في الطريق لكن .. لكن ماذا .. أيعقل أني أردت

رؤية شاهين و أتخذت مرض جاسر عذر ! .. لا هذا فعل أناني يليق بأمي أكثر مني ...

.
.
.

شاهين يطمأنها : لا أن شاء الله ما فيه إلا العافيه بس هو يتدلع على خالته ..

غالية : و الحرارة ؟!

شاهين : بعطيه ابرة اللحين و بتنزل ان شاء الله ..

غالية بخوف :أبرة !

شاهين : أنتم ما طعمتوه ؟

غالية :إلا طعمناه .

شاهين : اجل ليش مخترعه جنه أول مره ياخذ أبره .

غاليه : لا بس انا و لا مره رحت معاه خالتي أم بدريه و عزام هم اللي يودونه .

شاهين : إذا تخافين تشوفيني اعطيه الأبره تقدرين تطلعين بره .

غاليه تمثل الشجاعه : شدعوه اخاف .. اهم شي تنزل حرارته بأبره و إلا غيرها .

لم أعرف هل أضحك أم أمثل التعاطف فما إن بكى جاسر من ألم الإبره حتى بكت غالية معه

لا اعرف كيف يعد هذا مواساة لكن يبدوا ان جاسر تعاطف مع دموع خالته و هدأ !

.
.
.

شاهين يحاول إخفاء إبتسامته بتحويل نظره عن غالية : بخليكم اللحين و إذا أرتفعت حرارته

أتصلي علي بأي وقت حتى لو الفجر ترى نقالي عند راسي ..

خجلت من دموعي التي أسرفت بها و المذنب هذا الصغير الذي روعني بكائه فقد شعرت بقلبي

يتقطع و تمنيت أن أحقن ألمه و أصبه في جسدي و ما هي إلا ثواني حتى أنهالت دموعي

من غير وعي مني ... اما شاهين الذي أخفى أبتسامته فقد ودعنا ليغادر لكن صوت خطواته التي

سكن ترددها فجأة بردهة المؤدية لسلم حثني على ترك جاسر المتعب في فراشه و الخروج

لإستطلاع الأمر ..

.
.
.

لابد أن هذه الغرفه المفتوحه هي غرفة عليا فهي التي تقع في هذا الجانب من المنزل الذي يطل

على غرفتي الصغيره ..

إذا فتحتها غالية حتى تلفت أنتباهي و تواصل تعذيبي !! .. كم هذا فعل قاسي .. لكن إن كان هذا

ما تريد فأنا أستاذ في الطاعة عندما يتعلق بتعذيب روحي من أجل جاره !

ولجت الغرفه البارده التي ترتيبها يدل على رحيل صاحبتها أقتربت أكثر و أكثر حتى وقع نظري

على الصور التي تزين المنضدة .. عليا الصغيره بعيونها البنيه تشع شقاوة و هي تحاوط يد جاسم

وترتمي عليه بدلال و صورة أخرى لها وهي فتية تحمل كأس لبطولة مدرسية و أخرى و

أخرى كلها تعرض رحلتها القصيره في هذه الدنيا .. إلا رحلتها معي لا شيء يستعرضها

و يدل عليها .. أين رسائلي التي سطرت فيها عمق عواطفي أين صوري التي كانت تطلبها بعد

كل مره أحلق بها شعري .. فقد كانت تعتقد أن صلعتي يختلف لمعانها كل مره !

أين يا ترى هداياي التي عطرتها بأشواقي ..هل يعقل أنها حطمت و مزقت كل ما يتعلق بي

بعد أن خذلتها و تركتها للوجع !

.
.

غالية من ورائه : أدور شي ؟

شاهين يتلفت عليها فجأه و يفاجأها بدمعه سقطت من عينيه الامعتين من غير أستحياء : مخليه

غرفتها محراب ؟!

غالية شل لسانها إنكساره وجدت صعوبه في تفسير سؤاله ..

شاهين يقترب منها و يرص على كتفيها بقوه و ينطق بغضب مكبوت : قولي لي من اللحين شني

الطريقه اللي ترضيج و تبيني فيها أكفر فيها عن ذنبي خلينا نختصر الوقت و الجهد و نكون على

بينه من أولها ..

غالية تبعد يديه بقوه عنها : شفيك أنجنيت ..

شاهين بحده : المجنون اللي مسوي مزار لميت فيه بيته !

غالية تكتف يديها و ترفع رأسها عاليا : هذي الغرفه مو لي أنا مخليتها لجاسر ..لما يكبر راح

تكون فرصه له يعرف أمه اللي فقدها بأول دقيقه من بعد ولادته راح يكون هذا المكان أقرب

مكان يلتقي فيه أمه و يلمس فيه روحها.. هذا حقه علي و أنا ملتزمه أخلي ها الغرفه مثل ما هي

لين يكبر ..

شاهين بنبرة متهكمه تخفي أتهاما : لو أنا منج ما اخليها مفتوحه لرايح و الجاي .

غالية بصدق : كنت قاعده أهويها و سمعت صياح جاسر و نسيتها مفتوحه ..

شاهين يترك الغرفه بعد أن شعر بضيق يكاد يفتك به من دون ان يوجه كلمة أخرى لها ..

.............................. .................... ..............
.
.
.

كعادتي الليلية أقدم المتعة لطلابها في شات للإباحية .. كونت خلال هذا الشات سلسلة معارف

و لدهشتي أغلبهم من أصحاب النفوذ و المال !

هنا تعرفت على ضاري شاب وسيم يملك من المال الكثير تطورت علاقتنا لأبعد مما خطت

لها .. بت أثق به و أطلعه في بعض الأحيان على ما يجول في ذهني المشوش ..

أريد الإنتقام هكذا و بكل بساطه كونت العباره وافقني على الفور و با الأخص بعد أن أطلع على

صور الهدف !

منار أبنة خالتي المزهوة دائما بجمالها الفتان المغرورة التي تدير الرؤس ناحيتها و تستمتع

برؤية إلتوائها .. أخت ناصر القبيح الذي نجس طهري بإعتدائه الفاحش على عرضي ..

مزقني بعد أن أتخمني بشعور العار و الهزيمة .. بت كأسا مكسوره لا يشرب منها إلا أعمى ظله

خبيث مبصر ..

.............. تنبيه على المسنجر ...................

..... ضاري جاب الفيراري : شلون الحلو ؟

..... وحيده و عاطفيه: واو شريت الفيراي ..

ضاري جاب الفيراري : و باخذج باجر بجوله على طول شارع الخليج و بعدها نروح لشاليهات

نحتفل يا حلوه ..

..... وحيده و عاطفيه:اولا مبروك ثانيا ما اقدر ..

..... ضاري جاب الفيراري : ليش يا حلو ؟

...... وحيده و عاطفيه: معزومة على عرس ..

..... ضاري جاب الفيراري : ههههههه نسيت حتى أنا لازم أحضر عرس ولد عمي اللي ماخذ

أختي اللي بعد لازم اوديها لقاعة العرس بس أكيد مو با الفيراي

...... وحيده و عاطفيه: الظاهر ردت موضة عيال العم لبنات العم حتى انا معزومة على عرس

المعرس ماخذ بنت عمه يمكن تعرفه لاعب المنتخب المشهور جراح حمود..

....... ضاري جاب الفيراري : و أنتي من اللي عازمج اهل المعرس و إلا العروس ؟

....... وحيده و عاطفيه: أنا معزومه من طرف منار اللي خبري خبرك ..

....... ضاري جاب الفيراري : و منار شتصير لهم ؟

........ وحيده و عاطفيه : بنت زوجة أبوهم .. أنزين ما قلت لي شنو خطوتك الجايه ..

......... ضاري جاب الفيراري : اول شي منو هذا مشاري اللي حسبالها هو اللي مهديها الفستان

......... وحيده و عاطفية : هذا أخو المعرس اللي يكون ولد زوج أمها ..

......... ضاري جاب الفيراري : بينهم علاقة ؟

.......... وحيده و عاطفية : لا.

.......... ضاري جاب الفيراري : أنزين ليش شكت أني مشاري ؟!

.......... وحيده وعاطفيه : لأنها معجبه فيه وهو شكله معجب بعد و الفستان اللي وصيتك تهديه

لها من لبنان خلاها تشك أنه منه لانه توه راجع من شهر العسل اللي كان في لبنان و في قصه

ثانيه مالك فيها ..

........ ضاري جاب الفيراري : لا يا حلوه ابي التفاصيل عشان أعرف شلون أجيب راسها ..

........ وحيده و عاطفية : أنا حسبالي من أول مره بتجيب راسها بس طلعت مو قدها ..

......... ضاري جاب الفيراري : أفا ما هقيتها منج .. انا ضاري اللي لصار في خاطره شي يجيبه
و يسوق فلوسه ..

......... وحيده و عاطفية : قول و فعل يا راعي الفيراري . .شرايك أدز لك صور ثانيه تشجعك

أكثر ..

......... ضاري جاب الفيراري : يله دزيهم عشان أشحن الدافع ..

.
.

ارسلت له كل الصور التي احتفظ بها لمنار ... منار سذاجتها تماثل سذاجة أمي فقد أئتمنت أمي

ناصر علي و أئتمنتني هي على صورها التي تبدو في أكثرها شبه عاريه ... صورها بفستانها

الذي يكشف أكثر مما يستر في عرس عليا و صورها في حمام السباحه في المعهد النسائي الذي

كنا نرتاده سويا و صورا كثيره لها تمجد فيها جمالها و تستعرض بحركات أنثوية !

يجب أن أنجح هذه المره بعد أن فشلت في قتله بجرعه زائده .. فشلوا الحمقى و تركوه ملقى

أمام المشفى ! .. خذولني و تركوني أبكي حسره ..

لكن الآن أخط لمعاودة الكرة ليس عن طريق المخدرات التي يتعالج من إدمانها بل عن طريق

أخته منار ... أريدها أن تصبح ضحية من دمه تشهد على عظم ذنبه ..

هدف الخطه الجديده هي إعادته لسجن فور خروجه منه بإرتكابه لجريمة قتل مع الإصرار و

التربص لعلي أراه مكبلا يبكي حسرة و يرتجف خوفا في طريقه للمغسله .. متى .. متى يتحقق ما

أتمنى و يشفي هذا الي ينزف في صدري و يهدد في فنائي ..

.
.
.
.
.
.

منار لا يمكني أن أتوه عن ملامحها الساحره و قوامها الفاتن .. اللعينه تبتسم بصوره تعرض فيها

أجمل ما حظيت به أنثى على وجه الكرة الأرضية !

و لمن .. لأبن عمي .. ماذا دهاها هل تعتقد أن ضاري سيتزوجها .. أم .. لا .. لا يعقل ..

أتكون منار هي خليلته التي يباهي بصرف عليها و إستعراض أمجاده في ترويضها !

قبيحه نعم قبيحه رغم كل الحسن الذي يسكن مآغيها ...

أكرهها .. نعم .. أكرهها و أريد أمتلاكها ! .. أي لعنة حلت علي .. و أي مرض أستفحل في قلبي

الذي كنت أباهي بقوته ! ..

.
.
.

امل ترفع رأسها عن وسادتها : مشاري للحين ما نمت ؟

مشاري يلقيها ظهره : هذا أنا بخمد ..

أمل : ما ظنتي تقدر تخمد على قولتك الظاهر فيك شي يخليك تقلب كأنك مقروص ..

مشاري ينهض فجأه :أقرصج داب و ريحني منج ..

امل تنهض هي الأخرى لتقول بنبرة أختنقت بعبرة : لهدرجة تكرهني و مو طايقني ؟

مشاري : أف بدينا عاد الموال اليومي .. خلينا أنام و رانا عرس باجر .

أمل : ما أنت بمجبور علي إذا ما تبيني ليش تجي وراي بيت أهلي و ترجعني ..

مشاري : تغيشمين حضرتج تونا بسم الله متزوجين و رادين صارلنا يومين ورحتي فيها لأهلج

بجنطتج مرتين ... الظاهر أنتي ما عاد تميزين ..

أمل : يعني هذا كل اللي مضايقك . .أنا ما رحت لهم إلا لما شفتك ماد البوز طول اليوم ومو

طايقني ..

مشاري : يا سلام و حنا جهال لمد واحد فينا بوزه الثاني راح لأهله يبيهم يفزعون له .

أمل برجاء : حقك علي مشاري أدري أني غلطانه بس وعد ما تشوف مني إلا اللي يسرك و

يرضيك ..

مشاري : بنشوف يا أمل .. و اللحين ممكن أنام و إلا حابه تدخلين بنقاش ما راح يطلع منه

خسران إلا أنتي ..

أمل بإنكسار : تصبح على خير ..

.............................. ..............
.
.

سكون الليل يبعث شعور من الحنين .. أحن له بشكل غريب !

و أمتر هذه الغرفه كا حارث للغيظ في متسع الأرض ليحصده جمرا يملأ به وعاء الفاكهة

و يقدمه لمن عذبه حتى يتناوله بخدعه و يشعر بغصة تنزل لهبا تشعل قلبه فيتقد وهجا ينير له

دربه ويعود نادما يدفعه عطش الظمئى !

لكن الآن انا من أشعر با لعطش و يتصب مني العرق و أغرق با الملوحه لأقف في مهب جاف !

و أتجه لتلك النافذه أطلب الهواء و أغش نفسي بإرسال نظري لعلي ألمحه قبل ان أرغم نفسي با

الدخول في غيبوبة المنام ..

لأطل على مشهد سوداوي .. الخادمه اللعينه تتوجه في هذه الساعه المتأخره للملحق حيث يكون

وحيدا .. يا إلهي .. هل ينتظرها .. نعم لا بد أنه على موعد معها !

لن أقف مكتوفة الأيدي و سأتوجه لأثير عاصفة تقذف بأحدنا خارج هذه المجره حيث لا يعيش

كائن يقتات على الزاد ..

.
.
.

لم أغادر الملحق لهذا اليوم و أخذت إجازه من أبو ماجد لمدة أسبوع أردت أن أعيد حساباتي

بعيدا عن الكل حتى أني لم أشاركهم اليوم أي وجبة وفضلت أن أجلس ها هنا على الأرض بين

جرائد الإعلانات و هذا الهاتف الأرضي أبحث عن وظيفه لا تقل من قيمة صاحبة الشأن

لعلها ترضى و تعود لأحضاني فأنا أكتشفت أني لا أعاند إلا نفسي فهي با الطبع لن تبالي

بإبتعادها عني او نسياني و ما هي إلا ثواني حتى دخلت علي و هي تنفث النار بأنفاسها المعطوبه

و عينيها تخترقني سهاما موجعة لتقدم أكثر و تفتش بعينيها عن ... !

.
.
.

نجلا تمسك الخادمه التي كانت تقف عند مائدة الطعام و تصرخ بها بعصبية واضحه :أنتي

شتسوين هني ..

الخادمه : ماما أنا يجي ياخذ مواعين غدى و عشى مال بابا ..

نجلا تتمادى في العنف وتمد يدها لرقبة الخادمه : يا يولج إذا شفتج هني ترى راح أذبحج فهمتي

و فهمي كل خدامات البيت أي وحده منهم تقرب من هني راح أذبحها ..

هربت الخادمه باكيه ما إن تحررت من قبضة نجلا و أنا لم أتحرك ساكنا فقد كنت مذهولا من

تصرفها العنيف الذي أستغربته جدا !

.
.
.

سلطان : بقولج يا مدام معلومه يمكن تهمج أنا بطلت ها الخرابيط من زمان و إذا في بالي شي الله

محلل لي من الحريم اربع ماني بمحدود على الحرام ..

نجلا تطلق ضحكه متهكمه : و الحريم أبلاش ما يبون مهر و لا بيت ..

سلطان : الحريم اللي يبون الستر واجد يشترون الرجال و لا يخلونه يدفع فلس ...

نجلا : لنفرض ها الشي صحيح .. تعتقد قلوا الرياجيل و ما بقى إلا أنت يا مسكين ..

سلطان يكتم غيظه : الي خلاج تجين ورى الخدامه ها الحزه و تهددينها بذبح بيجيب غيرج .

نجلا : شتقصد ؟



سلطان : قصدي قدامج يوم تعيدين فيه حساباتج و تحددين شنو نوع علاقتنا عشان اعرف شراح أسوي ..

نجلا : تسوي بشنو ؟

سلطان : بحالة العزوبية اللي أنا عايش فيها شوفة عينج ما يرأف بحالي إلا الخدامات و أنا خايف

من الفتنه خاصه بعد ما الله هداني ..

نجلا : أي واضحه الهدايه و أنت تقابل القنوات الهابطه و تفتح لشيطان باب ..

سلطان : هذا التلفزيون قدامج أفتحيه و شوفي بنفسج إني ألغيت كل القنوات اللي تقصدينها ..

نجلا تتوجه لفتح التلفاز لتأكد من إدعائاته ....

سلطان بإبتسامة نصر : ها طلعت برائه ..

نجلا تداري خجلها بعتابه : بس أنت مديت أيدك علي و ها الشي لا يمكن أقبله .

سلطان : و أنتي غلطتي علي و قلتي من أحترامي أكثر من مره قبل ما أمد أيدي مره ..

نجلا : يعني ما راح تعتذر ؟

سلطان : أنا أعتذرت لج المره اللي فات .

نجلا : اتذكرك أعتذرت لنفسك لتهاونك معاي ما أعتذرت لي ..

لدي حج كثيره لألقيها و يكني بساطه تركها بحيره مبتعدا بكبرياء وهمي لكن ستكون كذبه

علي أنا اقسى فليس هنالك في منهج العشق ما يطلق عليه عزة نفس ابيه هذه تخاريف المترفين

الذين لم يلتاعوا في الحب ساعة أو عشية ..

سلطان يقترب بخطوات متردده : أنا آسف ..

نجلا التي عرفت أنها في موقف قوة : كمل آسف على شنو ؟

سلطان يقترب أكثر حتى أختلطت أنفاسه بأنفاسها : آسف أني مديت عليج أيدي وعد ما أعودها أبد ..

نجلا تعاظمت نفسها أما خدره و حذرته بثقه : وعد مني إذا عدتها بتخسرني للأبد .

سلطان يلثم بوق تهديداتها و إمتعاظها الدائم و كلماتها القاسيه و يحيل خساراته لمكاسب ..

.............................. .................... ..................
.
.
.
.
.

يوم الفرح ساعاته كا خيل في سباق كل ساعه تقترب أكثر من نقطة النهاية ..

.
.

دلال كانت خيبة أمل حقيقية بفستانها الذي يمتلأ تفاصيلا غير ضرورية و مكياجها الذي يجب أن

يكون مبرزا لجمالها الرباني تحول لقناع قبيح يمحي أي لمحات جمالية ..

أما جراح فقد كان في أفضل أيامه بدى أوسم بملابسه التقليديه التي لم يعتد أرتدائها في مشاغله

اليومية .. عينيه بدت اليوم أكثر سحرا و هو يوزع الإبتسامات على كل من يهنيه من عجائز

العائلة اللاتي وجدنها فرصه لتقبيله و أستنشاق روح أمنا المضيئة بملامحه البهية !

.
.
.

رهف تسر بإذن أختها التي تقف بجانب الكوشه : ليتني ما عزمت رفيجاتي شوفي بنت عمج

شا مهبه في شكلها ..

تهاني بهمس : بس عيب هذا مو قوته ..

رهف : بموت من الفشله ودي أروح أجيب ماي و اغسل وجهها قدام العالم ..

تهاني من بين أسنانها : بس خلصنا ما تقدرين تصبرين لين نرجع البيت و تهلين الشريط .

.
.
.

لم أتمعن با النظر لها فيكفي ما لمحته .. مروع بحق مروع .. تزوجت من ساحره تستخدم الألوان

الصارخه في إستدعاء قرنائها !

.
.
.

نظرات الكل تخبرني أكدت ما أعرف ورددته طوال طريقي إلى هنا لأخواتي ...

.
.

........... قبل ساعه في السيارة ............

.
.

دلال : لا تحاولون أنا متأكده أن شكلي أرجوز مكياجي قوس قزح و شعري ريحته مخيسه من

ها اللي حاشيته فيه و بعد ترسته سبري و كل جل طاحت عينها عليه و هذا هو يبس و نفش .. يا

فشلتي قدام الناس .. ردوني البيت لا يمكن أروح العرس بها الشكل أبد ..

مريم : يله عاد عن الدلاعه شكلج ما فيه شي و بعدين انتي تعرفين أكثر من خبيرة التجميل ؟!

دلال : أي خبيرة تجميل هذي خبيرة تشويه ..

نوره و ساره يحاولن التخفيف عن دلال بتأيد رأي مريم ..

دلال : أصلا الشرها مو عليكم الشرها علي اللي عطيتكم الخيط و المخيط و خليتكم تودوني

لوحده ما تعرف تحط إلا على شكل معين .. أنا الغلطانه أتكلت عليكم و إلا أنتم شعرفكم

بها السوالف ..

ضاري الذي كان لوقت قريب فقط مستمع : يعني أنتي اللي تعرفين بذوق خلاص عاد فضيها

سيره و سعي صدرج ..

دلال : بلاك ما شفتني ودني بس البيت و انا أوريك ..

ضاري : ما في روحه البيت بنوديج للعرس عشان العم سام ياخذج لبلد الحريه ..

دلال : يا حسرتي .. الله يخليكم حسوا فيني بصير مصخره قدام العالم ..

ساره : أف منج دلول يوم أنه المكياج و التسريحه مو عابجبتج جان تكلمتي و حنا بصالون .

دلال : و من يقول أني ما تكلمت إلا انبح صوتي و انا أقول عدلوني شكلي غلط و أختج

صافه مع ستاف الصالون .. و ياي بتجنني .. و ياي مو معئوله ..وياي العريس راح يطير

عئلو فيكي ..

هو فعلا بيطير عقله بس من الروعه .

نوره تكتم ضحكتها : دلال عاد لا تبالغين شكلج زين يعني صح مو اللي في الخاطر بس عادي

ترى مو كل الوجيه يصلح لها مكياج العرايس الثقيل و انتي وحده منهم عاد تحملي هذا نصيبج ..

دلال : الحمد الله و الشكر نصيبي اطلع أجكر وحده في العرس في ليلة عرسي . .. مالت عليكم

من خوات ..

ساره : و بعدين دلول هذا حنا كلنا مرافقات لج و اللي حطت لج حطت لنا و هذا حنا مكياجنا

و تسريحاتنا تهبل ..

دلال : طبعا حطت لكم مالت المكياج و لما جى دوري إلا أيدها خدرانه و مالت الشعر عجزت

مع شعوركم تزينها و يوم وصلت لي إلا ما عاد فيها حيل حتى تصلبت عظامها .. حسبي الله

عليكم من خوات ..

.
.
.

تهاني تهمس بأذن جراح : يله جراح وقف و أمسك أيد عروسك ..

جراح في سره يا الله أني طالبك تسترعلينا ها الليلة و تلهمني الصبر وسعة الصدر ...

.............................. .................... .............................. ....
.
.
.
.

من منا لم تخب يوما توقعاته و تزل أقدامه ..

لتآمر عليه المرايا المهملة في الزوايا .. فيرى نفسه من كل جانب

و يتسائل من هذا يا ترى ؟!!

.............................. ....................

 
قديم   #20

جود ي الحلوه


رد: ينابيع الراحلين


ينابيع الراحلين

التاسع عشر





.

الجزء التاسع عشر

.
.
.

أخطاء الآخرين أتجاهنا تهز أحيان أحد ركائز ثقتنا

فندخل في عالم الدوائر حيث تختفي الزوايا و لا تلتقي الأضلع

فا نصبح مركز الدوامه !

.
.
.

أسكرني المديح و أثقل رأسي فا الكل أجمع أن جمالي و أناقتي تركت العروس في موقف محرج

و أني ما زلت عروس بيت أبو شاهين المتوجه ! .. لكن كل ما كنت أفكر به متى ينتهي الحفل

حتى أودع الكل و أتوجه للأحتفال مع حبيبي لكن أول محاولاتي بائت با الفشل عندما رفض

أصطحابي من حفل الزفاف و طلب مني الرجوع مع أخواته اللاتي سيعودون برفقة شاهين

و هكذا فعلت بعدما أعتذر لي بنبرة حانية جعلتني أرضخ غير مقتنعة .. و عدت و لم أجده !

.
.
.

أردت أن أعود لوحدي حتى أقتنص الفرصه و أطل على بيت أم جاسم من غرفة شاهين الذي

سيتأخر و لن يعود إلا بأخواتي و زوجتي اللاتي سيكونون آخر المغادرين ..

أردت أن أراها فلم تعد الصوره التي خزنتها بهاتفي النقال ذات فاعليه بعد أن زاد تعلق حواسي

بها فانتظرت مطولا كا شمعة تحترق في أنتظار أنبلاج الشمس ..

خيبة أمل حقيقية منيت بها عندما ترجل عزام من سيارته ترافقه فقط غالية ..

.
.
.

عاد أخيرا !

لكن لم ينتبه لوجودي و كأني كنت شبحا لأمرأه لم تكن تعني في حياته شيئا ..

.
.
.

أمل بنبرة عتاب : مستكثر علي السلام ..

مشاري يلتفت لمصدر الصوت : أنتي رجعتي ؟!

أمل : تونا واصلين أنت وين كنت ؟

مشاري يضع هاتفه على المنضده و يبدأ بخلع ملابسه و التوجه للحما بدون أن يرد على تساؤلها

.
.

تجاهلني كا العاده لكن هذه المره كان لتجاهله و طأه مختلفة تسببت في هز ثقتي بأنوثتي التي لم

يجادل عليها أثنين قط .. أريد أن أعرف السبب من حقي أن أتخيل أن هناك سببا لا يتعلق بي

لابد أن مسا أصابه أم سحرا عمل له .. لابد أن هناك سببا لا يتعلق بي و ينحصر به هو فقط !

.
.

كنت لتو خارجا من الحمام أجفف شعري با المنشفة عندما سمعت صوت بكاء مكبوت فا رفعت

عيني و تركت أفكاري التي توحدت بها لساعات لأجد أمل تجلس على طرف السرير ممسكه

بهاتفي و تضع يدها على شفاتها تخنق شهقاتها .. عرفت أنها أكتشفت مالم أحرص على إخفائه

لم أخاف أو أخجل كل ما شعرت به هو الغضب منها .. ألا يكفي أني لا أرى أي ميزه بها

تساعدني على تقبلها فتأتي الآن و تكشف عن طبع سيء لها .. جاسوسه و فضولية تنبش

بخصوصياتي بكل جرأه و لم يردعها حتى حقيقة وجودي على بعد أقدام من تواجدها أي حمقاء

هي ..

.
.

مشاري يخطف نقاله من بين يديها : أسوء شيء تسويه المره أنها تفتش بأغراض زوجها ..

أمل تنظر له بعيون سكنتها فاجعه : هذا كل اللي قدرت عليه ! .. تهاجمني و أنت الغلطان !

لها الدرجه ما أهمك مو قادر حتى تجذب و تبرر لي ..

مشاري : ماني مضطر أجذب لأني ما سويت شي غلط و عندي تفسير منطقي بس ما راح أتعب

نفسي و أقوله لج لأنج تعديتي حدودج و تجست علي و أنا ما أرضى أي أحد يشك فيني بأي

شكل ..
.
.

عاودت أمل البكاء بعد أن أخفت وجهها بيديها المرتعشتين شعرت بشفقة تنبثق من غير منبع

و اختفى الغضب لأندفع راكعا أمامها أطلب منها أن تتوقف عن البكاء و تهدأ و تعطيني الفرصه

لأشرح و لحسن حظي أمل مغرمه لحد الثماله فقد كان كل ما تريده هو سبب و إن كانت

مصداقيته مشكوك بها لتصفح و تسامح من دون تردد...

.
.
.

أمل بحيره : شلون يعني وصلتك بلوتوث ؟

مشاري : كنت فاتح البلوتوث آخذ من واحد من زلائي ملف و فجأه وصلني ملف لصوره وسويت

موافقه تقدرين تقولين فضول .. وصل بعد زميلي و طلبت يلغيه الظاهر صورها منتشره في

الكلية و أنا أعتبرها وحده من العايله و اللي يصير عليها يصير علينا بما أن امها محسوبه حرم

الوالد و أختها حرم أخوي الكبير ..

أمل تحاول أن تفهم : بس للحين ما فهمت ليش محتفظ بصورتها .

مشاري : لاني أبي أوريها امها عشان تلم بنتها و تسنعها بس كنت ناطر العرس يخلص لأني ما

أبي شوشره ..

أمل: أنزين عطني الصوره بحطها بنقالي و لما تبي توريها لأم جاسم أخذ نقالي وريها ..

مشاري : و ليش عاد مو واثقه فيني ..

امل تعاود البكاء : ما أتحمل فكرة أن صورتها بنقالك و ممكن تشوفها بأي وقت ..

مشاري : من ها الناحيه تطمني أنا ما شفتها إلا مره و ماني ناوي اشوفها مره ثانيه .. و كل اللي

أبيه منج تثقين فيني .

أمل : بس ..

مشاري يقاطعها بوضع أنامله البارده على شفاتها التي بللها الدمع و يهمس : الظاهر أنج بتخربين

علينا الليله يله قومي غسلي وجهج بس لا تبدلين فستانج أبيج توريني شلون رقصتي اليوم ...

.............................. .................... ..........
.
.
.

كم من السهل قرائة أنفعالات سلوى الصامتة .. لا أعرف إن كان علي أن أفرح أم أغضب من

طريقتها الجديده في تفادي التعبير عن أستيائها .. تحاول ان تتعامل بساطه و برود مع ما

يوترها و يؤرقها و يجعلها غيوره من الدرجه الأولى ..

اليوم أخبرتها أني من سيوصلها و يعيدها من زفاف أبن أختها و أن ليس عليها الأعتماد على

أخيها ماجد بعد الآن فأنا أريد أن أقوم بجميع مسؤولياتي أتجاهها و أتجاه أبنائي من دون مساعده

لكن ما ان أتصلت منار و طلبت مني أن اوصلها و عذوب لزفاف جراح حتى لبيت بطيب خاطر

من دون أن يفوتني تغير تعابير وجه سلوى و با الأخص عندما رأت عذوب بكامل زينتها من

دون حتى أن تكلف نفسها بتغطية وجهها و أكتفت بشال خفيف يستر شعرها و عباءه حرير تلف

جسدها الفتي !

سامحك الله عذوب ها هي سلوى تعاقبني كأني انا من أشرت عليك أن تتبرجي ..

مسحت مكياجها و ارتدت ملابس مريحه لنوم و تجاهلت تلميحاتي بتقضية الليلة بين أحضانها

.
.
.

جاسم بعد أن مل التلميح توجه لتصريح : بتحرميني من حقي !

سلوى : أنا تعبانه من الصبح و أنا واقفه على رجليني في العرس ..

جاسم : يا سلام ومنو حالف عليج ..

سلوى : بدون محد يحلف علي هذا عرس و لد أختي أكيد بوقف فيه ..

جاسم : أنزين و انا ؟

سلوى : أنت لك اللي يرضيك بس اليوم أنا مالي مزاج ..

جاسم : مالج مزاج ! ... أيه يا بختك يا عزام ..

سلوى تنهض مفزوعه : شجاب طاري عزام ..

جاسم يتنهد بخبث : بس طرى علي بالي تلقينه اللحين هو وعذوب سهرانين على التلفون كل

واحد منهم يبث لثاني أشواقه ..

سلوى بلؤم : أي و الله يا بختها عذوب تمر بأحلى أيامها شابه في أول عمرها بلا عيال و

مسؤولية .. و لا فوق جذيه من حظها أن واحد مثل عزام ولد و ما باسته إلا امه يتبعها من مكان

لمكان و هي على رأس قائمة أهتماماته و على كثر تغليها ما هددها بغيرها .. و هي لها وجه

تتغلى عليه بعد ! .. أي ما أقول إلا يا حلاة الزواج عن حب عصفور يحب عصفورة ..

جاسم يقاطعها بحده : تعادلنا يا لئيمه ..

سلوى تمثل عدم الفهم : بشنو تعادلنا ..

جاسم يقترب ليستنشق عطرها جنونا : لا ما تعادلنا انتي فزتي بضربة القاضية ..

.............................. .................... ............

.
.
.

ما أن وصلنا للمنزل حتى تلقيت أتصالا من عزام الغاضب ...
.
.

عزام : شوفي طوفت لها و خليتها تروح و ترجع مع جاسم بس اللي ماراح أطوفه لبسها المصخره ..

منار : و أنت وين شفت لبسها ؟!

عزام :أقصد عبايتها البايخه و شيلتها اللي مامنها فايده ..

منار : عبايتها أحترقت لما كوتها و كنا مستعجلين لأن جاسم برى و لبست وحده من عباياتي القديمه أما الشيله فأنا اللي أقنعتها تلبسها بها الشكل خفت تسريحتها تخرب و هي متخسره فيها

عزام : يا سلام عليج و هي هبله تسمع كلامج .. و بعدين ليش هي شاطه عمرها و كاشخه كل

ها الكشخه ..

منار التي كانت تحدثه و هي في طريقها لغرفة عذوب وقفت أخيرا أمامها : هذي هي قدامي

كلمها و طلعوني أنا منها ..

عذوب بأستفسار : من اللي اللي بيكلمني ؟!

منار تمد لها السماعه و هي مبتسمه : عزام ..

عذوب : أقول ضفي وجهج و أطلعي من غرفتي ..

منار تضع عزام على الانتظار : تراه زعلان مو كافي وصل لبيتنا بيودينا للعرس و أنتي من عوابتج عيتي و اللحين حده معصب خاصه على لبسج الماصخ ..

عذوب تشير لصدرها بذهول : أنا لبتسي ماصخه .. مو أنتي اللي شرتي علي بلبس يا حقيره

منار تنفجر ضاحكه : هدي أعصابج هذا كلامه مو كلامي .. أخذي كلمي و اشرحي له ..

عذوب بعناد : ماني مضطره أشرح له شي ..

منار : عذوب تراه حالف إن مارديتي عليه بيجي بنص ها الليل هني و يكلمج غصبا عنج ..

أقصري الشر و كلميه دقيقه و انا واقفه عندج ..

عذوب تستسلم و ترد عليه بإمتعاظ : نعم .

عزام خطفت أنفاسه بسماع صوتها : هلا .. شلونج عذوب ؟

عذوب أرتبكت بعد أن سمعت نبرته الساحره : الحمد الله بخير ..

عزام : قريتي المعوذات على نفسج قبل ماتروحين العرس ؟

عذوب بصدق : الصراحه ما طرى في بالي ..

عزام بقلق : أقري اللحين . .الله يستر عليج و بعدين تعودي ما تطلعين من البيت إلا تقرين على نفسج ..

عذوب مستغربه : أن شاء الله ..

عزام : عذوب بطلب منج طلب و أدري أن مالي كلمه عليج بس بقولها و أنتي لج الراي با الأول و الأخير ..

عذوب : تفضل ..

عزام : الكشخه هذي كلها مالها داعي لتزوجنا أكشخي لي كثر ما تبين ..

عذوب بخدين ينضحان حمره : يله أنا لازم أسكر ..

عزام : بتنامين ؟

عذوب : أي

عزام : نوم العوافي و لا تنسين أقري على نفسج و لصليتي الفجرأدعي الله يجمعنا قريب ..

لا أعرف ماذا دهاني حتى أتردد بدفع المهر الذي طلبته و أفضل الأنتظار سنه حتى يثمر

أستثماري .. أتمناها زوجه لي الليله لكن ما با اليد حيله .. سأكتفي بقبلاتها الشفافه عندما

تزورني حلما و أستيقظ لأواصل دعائي بيوم يجمعنا ...

.............................. .................... .........
.
.
.
.

عندما وصلنا لعش الزوجيه تصرف جراح بلطف شديد .. بارك لي و طمأني بأنه لن يعاملني إلا

بما يرضي الله و أن كل ما يطلبه مني هو المثل .. أسعدني أن أراه يصلي ركعتين قبل أن يلتفت

لي و يطلب مني أن افعل با المثل بعد أن أستبدل ملابسي و اتوضأ لصلاة ..

تركته وتوجهت لغسل اللوحه المرعبه التي علقت على وجهي هذا المساء و استحممت و توجهت

بعدها لصلاة منفرده بغرفة تبديل الملابس .. بعدها آليا كنت في طريقي للخروج و إلقاء جسدي

المتعب على الفراش لكن عاد لي صوابي و تذكرت أنا عروس !

علي التزين فأنا لم أعود تلك الفتاة التي تشاركها دمى الطفولة فراشها الآن أنا زوجه و زوجي

له حقوق يجب علي مراعاتها ..

بدأت أول المهمه بزينه بسيطه فوجهي المتعب الذي أطل علي با المرآه أرسل لي رجائاته بعدم

تعذيبه مره أخرى ..

عندما أنتهيت أحترت .. ماذا علي أن أرتدي ؟

فانا لست على يقين أن القميص المحتشم الذي اختارته لي مريم و ارتديه الآن قد يساعد بإبهار

جراح المبتلى ! ..



يكفي أني أرتديت أبشع فستان قد أرتده عروس في هذا القرن أريد أن أعطي نفسي فرصه

بتصحيح هذه الليلة لعلي أحظى بذكرى أجمل و أكافئ جراح على لطفه و تهذيبه الذي فاجأني

لذلك أخترت ما أهدته لي أبنة الخالة حتى أبدو أكثر إثارة و أستعيد ثقتي بنفسي مره أخرى خاصه

بعد أن يرى الكل عريسي صباحا في منتهى السعاده !

و ما أن قررت أن أخرج حتى داهمتني الأفكار السوداويه .. ماذا سيقول عني ؟

ألا يكفي أنطباع أولي يحمل أسم كارثه لا أريد أن أزيد الوضع مأساوية بتعزيز هذه الفكره

أو خلق فكره أخرى تمس أخلاقي و طهارتي !

لا لن أعود لتغيير مظهري و علي الإلتزام بخطتي .. وقفت لدقائق و تنفست بعمق و أستجمعت

شجاعتي و تهورت !

.
.
.

أعتبر نفسي محظوظ نسيبا .. فقد تأخرت دلال في الإستحمام و تمادت أكثر بتأخر في غرفة

تبديل الملابس مما أعطاني سببا وجيها لتوجه لفراشي و النوم بعمق !

.
.

نام ! ..

هل حصلت من قبل .. اما أنا أول حالة سجلت في عالم المتزوجين !

عريس ينام قبل عروسه ؟!! .. تبا له لم يعطني الفرصه لتحسين هذه الليله و إعادة هيكلة ذكرى ..

معاقب أيها الغبي حتى إشعار آخر !

.
.
.
.

منذ اديت صلاة الفجر و أنا اجلس على هذا المقعد تداهمني الهواجس و الأفكار .. ماذا سيحدث

الآن بعد أن تأجل كل شيء من أجل هذا الزفاف .. هل سيطلقني فيصل أم يعاند و يجعلني معلقه

أتجرع مرارة الذل و أعيش بأحقية التفكير به من غير حق أشباع كل أحساس تكون له فقط !

كل ما أستطعته هو نفض يدي كأني أطرد الأفكار المجنونه التي تزورني من غير دعوه ..

إن كان فيصل أختار الهروب فأنا أختار المؤازره !

من اجلي .. أخي جراح وضع نفسه بمأزق .. و من دون خطيئه أقتيدت دلال كا ذبيحه !

إذا علي الوقوف معهما و تسهيل دربهما لعلهما يجدان فرصه لسعاده لم أجدها أنا مع فيصل .

توجهت للمطبخ و أعددت الفطور للعرسان و توجهت لصالة لأستعمل الهاتف بدل أن أطرق

الباب و أوقظهم بطريقة غير لائقه تسبب الحرج لي قبل أن تسببه لهم ..

لكن فاجأني وجود جراح على أحد الكراسي نائم بعمق !

.
.
.

تهاني توقظ أخيها : جراح الله يهداك شمنومك هني .. لا يكون تهاوشت مع تهاني ؟!!

جراح احتاج دقيقة ليستوعب أين هو : الساعه كم ؟

تهاني : الساعه تسع .. يله قوم لغرفتك وبدل قبل ما يجي أحد يشوفك هني ..

جراح يبتسم لها : شفيج توتو متروعه .. أنا من الصلاة هني أنطرج تسويلي ريوق من ايدينج الحلوين ..

تهاني تمسك ذراعه في محاوله لإيقافه : أنت معرس و ريوقك يوصلك أنت و عروسك لغرفتكم مو هني ...

جراح يجرها لتجلس بجانبه : خليج من الشكليات و تعالي سولفي لي شسويتوا في العرس أمس ..

تهاني : سوالف العرس مالك شغل فيها و روح للمدا قبل ماينزل مشاري ومرته و تصيرون سالفه ..

دلال التي استمعت لكل مادار فاجأتهم : صباح الخير ..
.
.

لا يمكني وصف ملامح جراح المذهوله و لا وصف أحساسي الذي لامس السماء كبرياء و

عظمه فا الكلمات تعجز عن الوقوف بصف واحد لتكوين جمله تعبيريه !

أو يمكني فقط أن أؤكد لكم أني عجبته بلا شك ..

.
.

معجب انا بصم العشر .. أي انثى هي دلال !

لو تغاظيت قليلا عن طول لسانها فمن المؤكد أن الرقه عنوانها .. لا أعتقد بأنه يمكن لي أن

ألمسها من دون أن أخاف خدشها ... أي بشرة مخملية تهزأ بي شامته و أي عينين ناعستين

تقاتلني فتنة بهما ...

لابد أنك أمي ممن سكن الجنان فدعوتك لي الآن بين يدي !

.
.

تهاني تتوجه لدلال مبتسمه : صباحيه مباركه يا عروسه .. دقايق و الريوق بيكون جاهز ..

دلال تمسك بيد تهاني : توتو خلي عنج الرسميات أنا دليل و إلا نسيتي ..

تهاني : لا ما نسيت بس الأصول أصول أصعدي غرفتج و دقايق و ريوقج بيكون عندج برسم الخدمه ..

دلال : لا تحاولين أنا بتريق معاكم ..

جراح أخيرا أفاق من غيبوبة الذهول : وين تريقين معاهم اخواني كلهم هني و انتي ما شاء الله

ماخذه راحتج حتى ما كلفتي على نفسج تغطين ..

دلال تسلهم بعينها و بنبرة مائعه : تغار علي ..

جراح يصبغ أحراجه بنبرة غضب : الحمد الله و الشكر في احد ما يغار على محارمه ! .. يله

اصعدي فوق وريوقج بيوصل لحد عندج ..

دلال : انا شفت شاهين و مشاري طالعين من الصبح يعني ما في البيت إلا حنا عشان جذيه أنا ماخذه راحتي ..

جراح : يا سلام شلون شفتيهم ..

دلال بصراحه : من الدريشه ..

جراح بحده : أنا عاد أكره ما علي اشوف وحده أطلطل من الدريشه هذا الطبع أكرهه و ما ابيج تعودينها ..

تهاني التي لم تعجبها نبرته : شفيك جراح تعوذ من الشيطان ..

دلال تتجاهل : تعالي توتوأنتريق و أقولج عن معاناتي أمس مع الصالون ..

جراح يتبعهم لغرفة الطعام و هو مازال يتأمل دلال ....

تهاني : أقعدي هني دقايق لين اجيب الريوق ..

دلال : أنسي رجلي على رجلج ..

تهاني بنفاذ صبر : أقعدي الله يهداج مع زوج و انا بجيب الريوق ..

جراح بعد أن أختفت تهاني أعاد نظره لدلال و قال بخبث : تدرين أنج روعتيني امس ..

دلال تكمل : لدرجة ان أغمى عليك و نمت قبلي ..

جراح يضحك بعمق : تقدرين تقولين جذيه ..

دلال : عاد طافك كنت كاشخه لك من قلب بس ما عليه بذكرى زواجنا راح أعيدها ..

جراح بصوت هامس : و ليش عاد بذكرى زواجنا حنا فيها ..

دلال : لا يا بابا الدنيا فرص و أنت ضيعت فرصتك ..

تهاني القادمه من ورائها الخادمه : و هذا ريوق المعاريس و صل ..

دلال تبتسم لها بحب : يارب أسوي لج ريوق صباحيتج يا توتو ..

تهاني التي لم يعجبها تعليق دلال فضلت التجاهل و تقديم الطعام بينما جراح الذي شعر بضيق

أخته أنتظر مغادرتها لتقريع زوجته ...

جراح : احرجتي تهاني و أتمنى ما تلمحين بأي شكل لزواجها من أخوج مره ثانية ..

دلال : أخوي ولد عمك وزوج أختك ها الشي ما أحتاج ألمح له خاصه أن زواجنا نتيجه

لأرتباطهم ...

جراح يلوي شفتيه : الظاهر أني بتعب معاج ..

دلال : لا .. لا تعب نفسك معاي تونا على البر إذا مو عاجبتك اللحين ألم اغراضي و ارجع لأهلي

جراح بإندفاع : لا تصيرين سخيفه منو قال انج مو عاجبتني ..

دلال تبتسم بأنتصار : يعني عاجبتك ؟

جراح يبتسم لها با المقابل : تجين أنتريق بغرفتنا و أثبتلج ؟

.............................. .................... .................
.
.
.
.

................ و مرت الأيام ...................


لم أحدثه منذ آخر مره أفترقنا و اكتفيت بتلص عليه من خلف الستائر .. كلما أشرقت الشمس

جلست بأنتظار رؤيته مغادرا لعالمه الذي لا أعرف عنه شيئا ..

عاده ليست جديده علي فمنذ الصغر و انا أتلص عليه من هذه النافذه و كم من مره أنبتني عليا

لفعل لم تجد له تفسيرا ..
.
.
.

................ ذكرى مضت ....................

عليا : بعرف أنتي شسالفتج كل صبح أول ما اقوم ألقاج مسنتره عند دريشتي أطلطلين ..

غالية : غالية إذا تزوجتي شاهين راح تسكنين معاه بنفس الغرفه اللي هو اللحين فيها ؟

عليا : يمكن ..

غالية : يا ليت عشان كل يوم أطل عليكم ..

عليا تضحك بشده : يا يا غلوي شكلنا بنتبناج ..

.
.
.

أفقت من الذكرى على صوت رنين هاتفي برنه خصصتها له !

.
.

شاهين : شلونج ؟

غالية : الحمد الله بخير ..

شاهين : لاحظت سيارتج موجوده قدام البيت أنتي راده مبجر من الدوام ؟..

غالية : توني راده ..

شاهين : عسى ما شر

غالية : ما في شي بس ماعندنا شغل و أستأذنت ..

شاهين : أجل شرايج نطلع نفتر على كذا محل للأثا و نتغدى برى ..

غالية تفاجأت بطلبه : ليش ؟

شاهين يضحك بتسلية : شنو اللي ليش نسيتي أن لازم نجهز الملحق اللي بنسكن فيه ..

غالية : حسبالي غيرت رايك .

شاهين : لا تأكدي أني ما غيرت راي .. و يله قدامج عشر دقايق أتجهزين نفسج فيها ..

.
.
.

غمرني الحزن و أنا برفقة غالية و كل ما فكرت به ذكرياتي مع عليا .. تذكرت كل الألوان التي

تحبها و كل الصور التي مزقتها من المجلات التي تدمن شرائها .. إلى الآن أحتفظ بصورة

المطبخ و غرفة الطعام و غرفة الجلوس و أتذكر كيف نهرتني عندما سألتها أين صورة غرفة

النوم لأتفاجأ بعدها بيومين بصورة مرسلة بظرف لغرفة نوم عاجية اللون !

.
.

غارق بأفكاره يمكني ان أتبعها من دون آثار .. يفكر بكل صور الأثاث الذي كانت عليا

تتمنى أن تؤث منزلهما به..

هل يا ترى يتذكر الغرفه العاجيه ؟ ..

نعم يمكنكم أن تخمنوا أن عليا لم تكن المرسل أنما انا ! ..

مارست طقوس عشقي خفاءا من دون أن أكشف ولو لمره على الرغم من تهوري بكثير من

الأحيان ..

لم تكن المره الأولى التي انتحل بها شخص عليا و أمارس هوايتي بتلبس دور العاشقه ..

فقد سطرت عليا بخطها كل ما يجيش به قلبي و تحمله عروقي من إحساس شب على يدين

شاهين ..

عليا على الرغم من الحب الكبير التي كانت تحمله لشاهين لم تكن قط حسنة التعبير و أستعملتني

أنا لصياغة جملها التي بأعتقادي أختلطت بها مشاعرها و مشاعري و طغت أحيانا كثيره من

دون أنتباه منها و مني مشاعري أنا !

.. لم يكشفنا شاهين و أستمرينا إلى أن أنقطعت علاقتهما و بقيت أنا استرجع الذكرى وحيده

و كبرت لأفهم أني مارست جلد الذات لسنوات و عذبت نفسي بجهلي .. و إلا كيف أعرت أختي

مشاعري و أكتفيت با الاختباء تحت الظل .. !

.
.
.

غالية : أبي الغرفه هذي ..

شاهين صدم من أختيارها : اللون مو حلو ..

غالية : أنا أحب اللون العاجي ..

شاهين بحده : و أنا ما أحبه .

غالية بحده مماثله : إذا راي مو مهم أجل ردني البيت و أختار اللي يعجبك ..

شاهين ينبهها : قصري حسج نسيتي حنا وين ..

غالية أنتبهت :أنا آسفه .. ممكن تردني البيت .

شاهين : إذا عاجبتج الغرفه خلاص ناخذها ..

غالية : لا خلاص خل غرفة النوم آخر شي ..

شاهين : مثل ما تحبين .
.
.
.

لم أحب أن أرى غالية متجهمه لكن لا أعتقد أني ألام على ردة فعلي و با الأخص أني على يقين

أنها تعرف بأمر الغرفه العاجيه .. غاليه تعرف كل شيء و هذا ما يخيفني و يجعلني حذرا بتعامل

معها ..
.
.
.

غالية : ليش وقفت هني ؟

شاهين : بنتغدى با المطعم ..

.
.

تبعته للجلوس بأحد الكابينات المخصصه للعوائل على الرغم من عدم رغبتي با الجلوس معه

لوحدنا فمن المؤكد أن رؤيته عن قرب لن تزيد إلا عذابي .. و ها أنا أشعر با الضيق

كأني أفقت أخيرا على حقيقة أن حلمي الذي أتابع السير بأتجاهه قد يتحول لكابوس مريع ..

.
.

شاهين : على وين ؟

غالية : بروح دورة المياه ..

شاهين : أنزين شنو تبين أطلب لج ؟

غالية المتجهمه تحاول أن تكون طبيعيه : لزانيا ...

.
.
.

غابت لأكثر من ربع ساعه وصل الغداء و لم تعد إلى الآن .. شعرت با القلق يتعاظم في صدري

وداهمتني الوساوس بعد أن تجاهلت مكالماتي المتتابعه ..

هل يمكن أنها فقدت الوعي با الحمام من غير أن ينتبه أحد .. علي أن أتأكد بنفسي ..

شعرت با الإحراج و أنا أطرق باب حمام السيدات و أنادي بأسمها بصوت لا يسمع .. ثواني

حتى خرجت لي وهي بحاله يرثى لها !

.
.

شاهين : شفيج غاليه .. تعبانه ؟

غاليه : لا ما فيني شي بس دايخه و راسي يعورني .. ممكن تردني البيت .

شاهين : اول تغدي يمكن انتي جوعانه عشان جذيه راسج يعورج ..

غاليه : يمكن .. اجل ممكن تاخذ غداي تيك أوي ..

شاهين استسلم عندما رآها متعبه بحق: خلاص مثل ما تحبين ..
.
.
.

أعدتها لمنزلها بعد ان أستشعرت ضيقها .. لابد انها عرفت أين أخذتني افكاري اليوم .. نعم عليا

كانت أختها لكن الآن أنا زوجها .. لا يمكن أن ترضى أمرأه سويه عاطفيا أن تشارك زوجها مع

أي أمرأه قريبه أم بعيده حيه أم ميته .. و غالية ليست شاذه بمشاعرها .. بل غالية أمرأه بما تحمله

الكلمه من معنى و اليوم لا أعرف أن أصنف هذا الشعور الذي يتملكني و أنا بجانبها شعوري إلا

اني يمكن أن أجزم أني اليوم رجل متعب بحاجة لصدر أنثى تنسيه كل التعب ..

.
.
.

غالية تتفاجأ بشاهين يتبعها بعد أن ترجلت من سيارته : في شي شاهين ؟

شاهين : لا ما في شي بس لاحظت أن سيارة عزام مو هني ..

غالية توضح له في محاولة لتخلص منه : أي عزام اليوم بيتغدى في بيت أبوه ..

شاهين : خلاص أجل أنا بقيل عندج اليوم ..

غاليه بصدمه : شنو !

شاهين يأخذ مفتاح المنزل من يدها ليفتح الباب و يدخل قبلها: ما أبي أعتراض لا يمكن أروح

بيتي و أنا بالي مشغول عليج ..

غالية : أنا ما فيني شي فلا تشغل بالك و عزام ساعه با الكثير و يكون هني ..

شاهين يلقي بجسده على الأريكه التي تتوسط الصالة : حياه الله يجي متى يبي أنا بنسدح هني

إلا إذا حلفتي علي أنام في غرفتج ..

غالية بلؤم و هي تتوجه لسلم : ما عندنا غرفه فاضيه و تريحك إلا غرفة عليا إذا تبيها تدل

الطريق ..

شاهين يقفز من مكانه ليتجه لغاليه ويحملها بين ذراعيه ويتوجه بها لطابق العلوي متجاهلا

إعتراضاتها .....
.
.
.
.

سيارة شاهين كانت أمام منزلنا لكن ها أنا وسط الدار و لا أجد له أي أثر !

و غالية .. ؟!!

توجهت لطابق العلوي أبحث عن غالية وجدت باب غرفتها مغلق طرقت على الباب و أنا على

يقين أن الأصوات المكتومه التي تصلني ما هي إلا لمذنبين !

.
.

غالية برعب : هذا عزام ..

شاهين الذي أفاق من سكرته : هدي نفسج و البسي ملابسج عشان أفتح له .

غاليه : لا شنو تفتح له تبيه يذبحنا .

شاهين : شفيج غاليه حنا متزوجين و العرس بس شكليات مو مهمه ..

غالية بغضب : كله منك يا حقير .

شاهين يضع وجها الغاضب بين يديه : غاليه شفيج هدي نفسج و خليني أفتح الباب قبل ما

يكسره علينا ..

.
.
.

عزام المستشيط غيضا : أنا تحت و بعطيكم خمس دقايق تكونون عندي تحت ..

.
.

شاهين : أنا راح أنزل له و أتفاهم معاه و أنتي خليج هني .

غالية : لحظه لا تنزل خلني أتصل في أمي عشان تجي .

شاهين : و أمج شراح تسوي ؟

غالية : ما راح تسوي شي بس على الأقل يكون في طرف أهدى ..

شاهين : تراج مكبرتها .. خليج هني و لا تتصلين في أحد

.
.
.

منذ زمن بعيد لم أشعر بأني طالب مذنب أمام أستاذ غليظ يستعد لمعاقبتي بشكل عنيف ..

.
.
.

لم أحتاج لأي تفسير فقطرات الماء التي مازالت تلمع في شعره أكبر شاهد على ذنبه ..

لم استطع كبت غضبي وتوجهت له و أنا أنوي معاقبته بتشويه وجهه و تحطيم عظامه

لأطفأ هذه النار التي تعتمل بصدري و أنفثها دخانا يحيل كل شيء أمامي لسواد..

.
.

شاهين الذي يتفوق على عزام في بنيته الجسديه طوق بذراعيه عزام : عزام أذكر الله و تعوذ من

الشيطان .. ترى انا زوج غالية و هي حلالي و ما سوينا شي يغضب الله عشان تعصب لهدرجه

عزام بصوت مزلزل : لصارت في بيتك تصير حلالك بس مدماها في بيتي مالك حق عليها

يا ###### ..

.
.

خرجت من غرفتي بعد أن سمعت صوت تكسر زجاج ... هل يعقل ان الجريمه التي كنت اتوقع

حدوثها على يدي ناصر حدثت متأخرا على يدين عزام العاقل ...

.
.
.

غاليه تصرخ بهيستيريا : بس .. بس خلاص ..



.

أفترق الخصمان ...

.
.

عزام يمسح قطرات الدم التي نزلت من أنفه : أطلع من بيتي ..

شاهين الذي يحاول أستجماع أنفاسه ليتنفس بشكل صحيح : أنا طالع بس ابي أتأكد أنك ما تكمل

جنونك في غالية ..

عزام يرفع أصبعه بوجه شاهين محذرا : أسمها ما تنطقه و هذا آخر علمك فيها و أنقلع اللحين

عن وجهي ..

شاهين : شنو يعني آخر علمي فيها ؟!!

عزام : يعني ما يشرفنا نسبك و ورقة طلاقها توصلني باجر ..

غالية المذهولة فضلت الصمت حتى لا تزيد المعضلة ....

شاهين يلتفت لها : ما تكلمين يا مدام .. أخوج يبيني أطلقج ..

غالية برجاء : شاهين روح بيتكم اللحين و بعدين أنتفاهم ..

عزام : و أنا قدامكم مثل الطرطور .. أنتي أنقلعي فوق و لما زوج الغفله ينقلع تعالي لأن لج

معاي حساب عسير .. يله فارقي ..

شاهين بصوت يهدر : غالية زوجتي وأنا اللي آمر عليها و أنهي و انت مالك كلمه عليها..

عزام : غالية أختي و في بيتي و كل كلامي بتمشي عليه ..

شاهين يلتفت على غالية : روحي ألبسي عباتج و أنا ناطرج هني ..

عزام يمسك ذراعها و يقربها منه : غالية ماراح تروح مكان و أنت تقلع اللحين مدامني ماسك

أعصابي ..

شاهين يقترب ليجر غالية من عزام و يبدأ القتال من جديد ..

غالية أنفجرت مجددا لتبدأ بتكسير كل ما حولها في محاولة منها للفت أنتباههم : بس يا مجانين

بتجننوني معاكم ..

فض النزاع مره أخرى و ألتفت الأثنين عليها ....

غالية : عزام لو غنام اللي بمحل شاهين اللحين أنا متأكده أنك بتقهويه و لا كأن شي حصل

عزام : اللحين شجاب طاري غنام !

غالية : موقفك الغبي و إلا في واحد عاقل يطلق أخته من زوجته لسبب تافه ..

شاهين يردد ما فهمه بصوت عالي : أثره يبيج لأخوه و أنا أقول شفيه دايم ماد البوز في وجهي ..

عزام يلتفت على شاهين و يقول من بين أسنانه : لأنك مو عاجبني و ما يشرفني نسبك أمد البوز

في وجهك و أخوي غنام هو الوحيد اللي يستاهل غالية ..

شاهين هذه المره هو من أنطلق للعراك مع عزام وجدت نفسي أهرع من قلة الحيله لبيت أبو

شاهين أطلب المساعده من أهل الدار و من حسن حظي ان عمي أبو شاهين هو من كان بوجهي

ليهرع معي و يفك النزاع و أستجاب له الأثنين من دون جدال .. أراد أن يعرف سبب النزاع

ولحسن حظي أكتفى الإثنان بخلق عذر واهي أكتفى العم أبو شاهين به لانه بحكمته لم يريد أن

يزيد الأمر سوءا ..

.
.
.

كتب التاريخ خير شاهد على أن في بعض الأحيان أغلاط البسطاء تتحول لمكاسب و تخلق

عظماء ..

فلا تبتأسوا و تضيعوا وقتكم و أستثمروا في الحسنه الوحيده التي حصدت من كارثه !


.............................. .................... ............


.

 




الساعة الآن توقيت السعودية الرياض و الدمام و القصيم و جدة 06:10 AM.


 
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024,
vBulletin Optimisation provided by vB Optimise (Pro) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

Search Engine Optimization by vBSEO 3.6.0