ازياء, فساتين سهرة


العودة   ازياء - فساتين سهرة و مكياج و طبخ > أقسام عامة > قصص و روايات > روايات مكتملة
تسريحات 2013 ذيل الحصان موضة و ازياءازياء فكتوريا بيكهام 2013متاجر ازياء فلانتينو في باريسمكياج العين ماكياج دخاني makeup
روايات مكتملة ينابيع الراحلين يوجد هنا ينابيع الراحلين هنا تنقل الروايات المكتملة فقط

فساتين العيد


 
قديم   #36

جود ي الحلوه


رد: ينابيع الراحلين


ينابيع الراحلين

الثالث والثلاثين






.



الجزء الثالث و العشرون :
.
.
.

هل مللتم يوما رتابة الحيز الذي صفتم به مشاعركم

و قررتم في لحظة تهور إعادة تأثيث القلب بما يشتهي من مشاعر !
.
.
.
.

لم يرغمني بشكل مباشر لكن منطقه المغلف با نبرة موحية تجعل من أمامه يوافق راضخا بأسباب

يعتقد أنها فعلا مقنعه ..

قدم لي أبو ثامر بأسمه المجرد "عبدالله" و أخبرني أن ألغي سنين عمره الستون من الحسبه فا

مظهره كما يصف لا يدل على عمره الحقيقي مطلقا فا الأربعون تبدو أكثر أنصافا له !

.. و العمر مجرد رقم وهمي مرفق با بطاقة الهوية !

" أنظري لشخصه و فكري إن كان يستحقك "....

ليبدء بذكر محاسنه العظام ...

رجل له وزنه في مجالس الرجال منطقه و حكمته جعلوه قريبا من مركز صياغة

القوانين و التشريعات .. ..... يمتلك قوة أستمدها من حب الناس له و تقديرهم

لشخصه المتفرد ... فا ديوانه يضم كل فئات المجتمع هو كا الأب لهم و هم كا الأبناء المطيعين له

و محظوظة من وقع اختياره عليها لتكون زوجة له !
.
.
.

سلوى با غضب : هبله فعلا هبله شلون وافقتي ... شلون وافقتي تدفنين عمرج مع واحد أصغر عياله كبرج ..

نجلا التي غضبها يوازي غضب سلوى : ما فكرتي حتى تتصلين علينا و تشاورينا .. وافقتي على طول !

نايفه با عبره تخنقها : أنتم ليش معصبين هذي قسمتي و أنا راضيه .. بعدين أنتم مو أحسن مني

هذا هو زوجكم من دون حتى يشاوركم على الأقل أنا شاورني ..

سلوى الغاضبة : و الخيبه و شاورج و وافقتي يعني ما فرقت ..

نجلا : و بعدين حنا غير و أنتي غير .. أنا و سلوى بصفج و خالج سلطان وماجد أكيد بيدافعون
عنج بس انتي اللحين سحبتي منا أي حق في الدفاع عنج يوم وافقتي ..

نايفه بقلة حيلة : شسوي أنتم تعرفون أبوي يشاورني وهو معزم ..

سلوى تأمرها : اللحين با تقومين و تقولين له خلاص أنا هونت ..

نايفه بخوف :لا ما اقدر ...

نجلا بحده و هي تهم با المغادره : بس بتقدرين تعيشين مع الشيبه و تدفنين شبابج معاه ؟!!

.
.
.

أردت أن أتبع نجلا بعد أن القي كلمه موجعه على نايفه أنفس بها عن غضبي منها ... لكن

ما أن أرسلت بنظري لها حتى تشكلت المفردات لتصيغ عبارات التعاطف و المؤازرة ..

فقد رأيت في وجهها معالم فتاة كانت بعمرها عندما قادها والدها لزواج من أبن عمها

من دون مشورتها .. صغيره متخبطة لا تحظى بدعم والده أوأنثى حكيمة ...

استفزني الموقف وجدت نفسي أندفع بقوه لحثها على التحلي بشجاعه و إنقاذ نفسها من

هذا الزواج الغير متكافئ ..

وجدتها متردده خائفه .. و لتو اكتشفت مقدار خطأها !

لكن استمرارها بمسيرة الاستسلام جعلني أقترح عليها فارس المراهقة الذي أعرف يقينا أنه

كان يملأ أحلامها .. و لعدم أكتراثي با مشاعر مراهقه في ذاك الحين لم اسعى يوما لتقريبها من

الحلم و ليتني فعلت !

.
.
.

سلوى : مدامج بايعتها و بتقطين نفسج بتهلكه و تاخذين على مره على الأقل أخذي جراح أحسن من الشيبه أبو ثامر ..

نايفه مذعوره : لا يمكن ...

سلوى : أذكري لي شي واحد يعيب جراح و قبلها أحلفي أنه مو عاجبج ..

نايفه : يعني عشان شفتي له كم صوره عندي أيام المراهقه سويتيها قصة عشق ... تراه لاعب مشهور و وسيم و أي مراهقه بتفكر فيه خاصه لما يكونون كل بنات المدرسه يتكلمون فيه ..

سلوى : أنا قلت أكيد عاجبج ما قلت أنج تموتين فيه ... و بعدين أنا يا خالته أشوفكم لايقين حيل

لبعض ..

نايفه باستغراب : و ليش ما قلتي ها الكلام قبل ما يتزوج بنت عمه ؟

سلوى : ما قلت لأن نجلا لمحت له عنج مره و قال با فكر و فجأه طلعوا له بسالفة بنت عمه و إلا

هو ما كان يفكر فيها ..

نايفه بتهكم : ما كان يفكر فيها بس اللحين هي كل تفكيره ..

سلوى : زوجته أكيد بتكون كل تفكيره .. بس طلقها مره و شكل الثانيه قريب ... دلال ما تصلح له

و هو عارف و صابر لأنه شاري خاطر عمه و أبوه بس مرده بيزهق و يطلقها ..

نايفه : و أنا بقعد أنتظر الشيخ و لد أختج لين يمل من زوجته .. و بعدين أروح أخطبه لنفسي ؟!!

سلوى تطلق ضحكه رشيقه : لا يا حلوه ما عندنا بنات يخطبون لنفسهم ,, أنتي بس روحي لأبوي

و قولي له أنج هونتي و كلنا بنكون معاج و بعدها بنطبخها شوي شوي و نجيب راس جراح ..

نايفه بتردد : لا سلوى أنا عن جد ما أرضى أكون سبب في خراب بيت جراح .. خاصة أنه يحبها

سلوى : صدقيني بيته خربان و منهدم .. و جراح ما يحبها المسأله كلها أنه ما يعرف

في الحريم با المره لا يغرج مشهور و عنده معجبات تراه سيده و مشاعره صادقه و ما عنده لف

و دوران و يحسب الناس مثله هو يعامل دلال بما يرضي الله بما أنها زوجته و بنت عمه و موسع

الخاطر لها و صابر عليها بس هي ينطبق عليها المثل اللي يقول إن أكرمت الكريم ملكته و إن

أكرمت اللئيم تمردا ..

نايفه : بس ..

سلوى : ما ابي بس و بلا هبل خليج قويه و أنقذي نفسج من مصير يشبه لمصير زوجة أبوج
و إذا جى جراح يخطب و قتها وافقي ..

نايفه : أنزين شلون .. أنا لا يمكن أسوي شي عشان ألفت أنتباهه و أعرف أنه ما يسمع لا منج و لا من غيرج بشي يخص دلال ...



سلوى بثقه : ما عليج خليها علي ...

.
.
.

زادت خفقات قلبي حتى خفت أن يسمع كل من في المنزل صداها ...

و بدأت با تصور جراح زوجا لي بدل أبو ثامر .. وأي فرق با الإحساس وجدت !

و هكذا ما إن غادرت سلوى مع جاسم الذي كان في ديوان والدي حتى سارعت لمحادثته قبل أن

أفقد شجاعتي و ما إن وصلت حتى سمعت خالي سلطان يعرض كل الأسباب التي تنبأ بفشل

زواجي من أبو ثامر .. أعرف أن معظمها غير صحيح لكنها قد تنقذني ..

.
.
.

سلطان : ما راح يزعل إن تعذرت منه و إن زعل ما راح يبين بس لو طلقها هني عاد بيكون آخر

علمنا في مجلسه .. نايفه صغيره و ما هي قد مسؤوليه بتفشلك برجال و بيردها لك مال منها ..

ابو ماجد غير مقتنع : نايفه تربية أختك ما هي مفشلتني برجال و بتقوم في بيتها و تحفظه ..

سلطان يجمع كل الأعذار من غير ترتيب : بس الموضوع يتعلق في الحريم يمكن يلحقها شرهم

.. زوجته قوية و معروفة و بناته و خواته اللي في بيته حوالينها و ما هم بساكتين بيخافون أن

نايفه تاخذ الأولي و التالي و بيقفون لها على الصغيره قبل الكبيره و هو مهما كان ما يقدر يوقف

بوجههم كلهم و يصف مع نايفه بيخاف من كلامهم عليه و أن الصغيره ألعبت في عقله... لو

زوجت نايفه له بتعسها و بتعسه .. خلكم حبايب مثلكم اللحين لا تعقد صداقتكم ..

أبو ماجد : أعوذ با الله من الشيطان ... أنا يوم يلمح لي لفيت السالفه و لا عطيته حق و لا باطل

... لكن كله من عناد أختك عاندت في بنتي ..

سلطان : أختي ؟!! ...

أبو ماجد : ماجد يوم الله هداه و قال زوجوني و تخير بنت أجواد أختك وقفت له و قالت يا أنا

يا هي .. تهدد أنها ما تقعد في البيت ثانيه لو زوجته اللي يبيها ..

سلطان : و من هي اللي يبيها و ما جازت لأم ماجد .

أبو ماجد : أخت جاسم الصغيرة .. تعرف أبوها أبو علي ال***

سلطان : أي و النعم فيه .. ليش عاد أم ماجد رافضه .. سامعه شي عن البنت ؟!!

أبو ماجد : لا كل أعتراضها أن أمها متزوجه كذا مره و أن البنت طلقها أخو أخوها قبل العرس

سلطان : يعني لو توافق الغالية على خطبة ماجد بتنسى سالفة زواج نايفه ؟

أبو ماجد : أنا ما عطيت أبو ثامر كلمه بس هو مواعدني بعد صلاة العصر بكره و إذا خطبها

مني و عطيته و قتها لو حتى أم ماجد توافق على البنت اللي اختارها و لدها أنا ما راح أتراجع

في كلمتي اللي عطيتها ... فا كلمها و خلها تعوذ من الشيطان قبل ما تجني على بنتها ولدها

بعنادها و ذكرها أني دمحت لها زلات واجد و مدامها بتحط راسها في راسي ما عاد لي فيها
حاجه ..

.
.
.
رأس العناد هي أم ماجد .. صدمتني بعنادها و موقفها الغريب الذي ضحيته الوحيده هي ابنتها و

عذرها أن لديها ابنتين بينما ماجد هو ابنها الوحيد الذي لن تخاطر بمستقبله !

هنا أعطتني ما يمكن أن أجادل حوله حتى أحاصرها في زاوية لا يمكن أن تخرج منها إلا

مستسلمة ..

.
.
.

سلطان : أفا ولدج الوحيد ؟!! ... و أنا وين رحت ؟

أم ماجد بضيق : لا تروح في ذاك الراي أنت فاهم قصدي ..

سلطان : هذاك أول أفهمج اللحين ما أحد محتار معاج كثري .

أم ماجد : لا أحيرك و لا تحيرني البنت اللي يبيها ماجد مو جايزه لي أخاف تروح في ولدي و أنا

أقلب عيوني ..

سلطان : و عاد اللي بتختارينها بنفسج بتضمنين أنها ما راح تاخذ ولدج و تحرمج منه .. المعتمد على ولدج اللي ربيتيه هل ممكن يبدي المره عليج .. إن كان بيبديها عليج يا حلوة اللبن فا معليه حسوفه و اللي مثله مو فقيده .. و منار و إلا غيرها الأهم أنج تكونين واثقه من ماجد .. و تكونين
للحين ذاكره أني ولدج الثاني ..

أم ماجد تشعر بأنها محاصره : إلا أنت ولدي البجر الله يخليك لي .. بس عاد طاح الفاس براس و أبو ماجد عطى الرجال و خلص ..

سلطان : الرجال مواعده بكره و هو ما عطاه لا حق و لا باطل ..أنتي بس تعوذي من الشيطان

وسايري أبو عيالج و لا تعصينه و أولدج بيشيلها لج جميل أنج تنازلتي وافقتي على اللي يبيها

ها شقلتي أبارك لماجد ؟

أم ماجد تضمر عكس ما تصرح به : خلاص توكلوا على الله ...

.............................. .................... ...................
.
.
.

يعاب بكاء الرجل و لو أحتاجه ..

و أنا في قمة احتياجي لبكاء مشاعري المظلومة !

أحتاج أن أبكي آلام مواجع تشربتها منها و عنها .. أريد لدموع أن تبرد حر جمر أشعلته

هي بتماديها في قهر رجولتي و امتهان كرامتي حتى بت طرفه تمرر أمامي استهزاءا بتبعيتي

لأمرأة فازت بملكية نبضاتي .. و أرتعاشاتي ... و كل نفس يعود لي با الحياة ..

لا يفهمون ..

أم أنا من فشلت في تلقينهم أحاسيسي . .أحساسا يحضن أحساسا ..

لا .. لا يفقهون ..

أنها ضائعة و كل ما افعله أنا هو حمل الرايه لتنتبه أن مسالك الأمان طريقها قلبي

فيه تتربع لتأمر و تنهي و أحظى أنا بشرف تقلدها عرشه ...

.
.
.

بدء أول الخطوات في التنصل من تعهداته ...

فرض ظله الثقيل علي ليتبعني بجميع تنقلاتي ... ولوهله تراءت لي والدتي من ذاكرة الطفوله

و هي تتسوق لنا و أبي يحاصرها من جميع الاتجاهات ليحثها على الإسراع في تأدية المهام !

حتى يعود بها لزنزانة التي زينها با ذوقه الفقير من أي حس جمالي ...

لتباشر مهامها التي قيدتها بها سلاسل العبودية لمالكها الغليظ الذي مع مر السنين بدء التمادي

في امتهانها حتى بات إيذائها جسديا من دواعي الاستعمال !

و فجأة بدأت الصور تتلاحق و تمر سريعا أمامي .. لأرى نفسي بذات المشهد مكررا مع فارق

الزمان و المكان ... و السجان .

.
.
.

دلال بضجر : خنقتني .. فك عني أنا ماني أصغر عيالك و محتاجه ترافقني بكل مكان ..

جراح : كلمتي يا دلال ما أثنيها .. كل مشاويرج اللي أطلعينها من تحت الأرض أنا اللي بوديج لها و أجيبج منها و أنتهينا من النقاش ..

دلال : كلمتك ما تثنيها ! ... وين كلمتك اللي وعدت فيها خالي أنك تخليني على راحتي و ما تتحكم فيني ...

جراح : و أنا ما تحكمت و لج المعزة و الحشيمه و قلتها لخالج أنج في بيتي ما تنضامين أبد ...

بس ما وعدته أني أعيشج في فندق أقامتج فيه مؤقته ...

دلال بغضب : ردد ردد جذبه و رى جذبه كنت عارفه أن كلامك كله فاضي و ماله قيمه ..

جراح بحده : لو مو وعدي لخالج جان خليتج تندمين على طولة لسانج ..

دلال تضع يدها على خاصرتها : و أنا أحللك من وعدك .. ورني شنو بتسوي ..

جراح يكتم غيضه : أعوذ با الله من الشيطان .. يا بنت عمي و شا الحل معاج .. ترى وضعنا

ما ينطاق ..

دلال الواثقة من مشاعره المغرمة : أنت مو مجبور علي .. طلقني وأرتاح و ريحني ..

جراح بمهادنة : أنسي سالفة الطلاق و فهميني شنو ضايقتج فيه .. اللحين هذي جزاتي أني متكفل

فيج أوديج و أجيبج لكل مشاويرج ..

دلال بضيق : ما راح تفهم ..

جراح بحنية : وعد راح أحاول أفهم ...

دلال تنطق بأفكارها : لما تجيبني و توديني أحس بشعور غريب .. تعرف لما تحس أن في أحد

يراقبك و فجأه يمد كفه و يخنقك .. هذا شعوري و أبد ما يتعلق بمشاعري الحقيقية اتجاهك ...

أنت أكيد تعرف غلاتك عندي بس بها الشي أكرهك !

جراح : تكرهيني ! .. على العموم فهمت ... تبين تحسين انج حره و ما في أحد يترصد لج و يحط لج حد .. لو حتى في مفهومه "يرعاج" ..

دلال مؤيده : با الضبط ..

جراح : شوفي يا دلال اللحين حنا متزوجين و مثل ما أنا أتنازل مفروض انتي تنازلين شوي

حاولي تخفين طلعاتج .. قابليني شوي و خلينا أحيان نطلع مع بعض .. عطيني ريق حلو

و فكي العقده اللي بينا .. أبي أسافر معاج أوريج الدنيا اللي ما عرفتيها كا صديق مو كا راعي

أبي أشاركج أهتماماتج و تشاركيني أهتماماتي ... ودي أروح معاج متاحف .. نحضر سينما ..

نتغدى على ذوقج مره و نتعشى على ذوقي مره .. نمر المكتبه تنصحيني بكتاب و انصحج

برواية .. نقراهم بنفس الساعه وقت الغروب و حنا على الشط البحر ...

دلال المستغربه : انت حيل رومانسي ..

جراح بخيبه : و انتي حيل قاسيه ..

دلال تتجاهل تعليقه : السفر فكره حلوه .. وين تبي توديني ؟

جراح بفرح : بلف فيج العالم كله ..

.............................. .................... ..................
.
.
.

تهاني : ما يهمني العالم كله .. أنت اللي تهمني ..

فيصل : كلام يحتاج لإثبات ..

تهاني : موقفي أكبر إثبات .. لو أني ما أحبك و أخاف على مصلحتك جان سبقتك و لميت أغراضي كلهم و قلت خلنا نحاش .. بس أنا ما أبي لك غضب الوالدين .. مهما كان أبوك و أمك
لهم حق عليك .. شلون تفكر تطلع من وراهم و هم مو راضين ..

فيصل : بتردين و تعيدين و تزيدين في كلام أنتهينا منه .. تبيني تتعبين .. غير ها الكلام ما

عندي و موقفي واضح و كل اللي عليج تحددين موقفج ..

تهاني تبتلع عبره : خلاص مثل ما تبي ..


.
.
.

كنت على وشك التخلي عنها و تركها ورائي في محلي لعل كل أنثى تسكن ذلك المنزل تجد فيها

عبرة .. لعلهن يرون فيها أنعكاسا لضعفهن و أنكسارهن و كل الذل الذي أصبحن رموزا له ...

نعم قررت التخلي عنهن لأني أعرف الضعف فقط عندما أحاول معالجة قضية تحريرهن ..

عندما أقف أمام ذاك الحاكم الظالم و أفشل عندما أجده يشير إلى الفراغ الذي خلفنه عن يميني

كيف لي أن أدافع عن مستسلم ذليل رضي بحاله العقيم ؟

كم من مره ركعت أمامها راجيا منها الهرب معي منه لعلها عندما تصبح حره تعرف من هي ..

أربعون عاما قضتها في بؤس ورثته لأخواتي الاتي بدأن يألفنه !

سلبيتها .. وخضوعها الظاهري جعله يتمادى في تحقيرها و ممارسة رجولته المزيفه عليها

أبي من خلق يديها .. نعم ... هي من خلقت وحشا و احتارت في التعامل معه ..

تطيع أوامره و تنفذها .. لتعود صارخه في وجهه متذمره .. و من صفعه تعتذر و تأسف بكل

طريقه ممكنه !

طاعتها له في النور عمياء .. و في السر تمارس العصيان بأحترافيه !

أتساءل أحيانا إن كانت تعاني من أنفصام شخصية ...

أهو مرض يورث ... أخواتي أصبحن نسخ مصغره عنها و كم يدهشني أن تهاني لا ترى ما أرى

كل ما فهمت أن والدي رجل تقليدي يرفع الأسوار و يسيجها ... و أمي وأخواتي رعيته البائسة

رعيته التي لا أرض لها إلا أرضه ...

و ضاري ذاك البائس المتمادي ... طفل شقي يكسر ألعابه كل ما أراد لفت انتباه الراعي ..

ثوري .. أم متطرف ...

و أي فرق عندما تتساوى الشجاعة مع الحماقة !

ضاري ليس الوحيد الذي يعاني مشكلة نفسيه في هذه العائلة ... لكن مشكلة ضاري ظاهرية

يرى الكل اعوجاج سلوكه .. لحظات جنونه ... ثورته .. صراخه و هياجه و خضوعه !

أما هن .. تنامى المرض حتى توغل في نفوسهن ... حتى تشكل طبيعة لبسنها بأريحية ..

هل أنا ملام على التخلي عنهم كلهم ... نعم .. أعترف .. أنا جبان أفر مذعورا مما أصابهم

و أصابني لمدة طويله من عمري الذي مضى ...

نعم أريد أن أهرب با تهاني قبل أن تكون نسخه أخرى مما هربت منه ..

نعم أريد أن أنقذ أبنائي قبل أن يولدوا من بيئة تخلق الأمراض النفسية و ترسخها في نفوس

ساكنيها ...

راحل أنا .. عن المستسلمين و غير مكترث .

.............................. .................... ....................

.
.
.

دبت الحياة في أرجاء المنزل ..

رائحة البخور تعطر الردهات التي أصبحت خالية من صور عليا التي أزالتها والدتي برغم

من اعتراضات غالية الضعيفة ...

استسلمت فا الوقت ضيق و القهوه التي لا يجيد أي منا تحضيرها كما تحضرها هي لم تجهز

أما أنا فأمرت بأن ألتزم غرفتي و ألتهي بمذاكرتي ..

لكن كيف لي أن أذاكر و هناك موضوع مصيري سوف يناقش با القرب مني ...

فمنذ اتصال سلوى و تحديد موعد لحضورهم خطاب و أنا في ارتباك ...

ذكرياتي عن ماجد مشوشه .. أعرفه من زمن الطفولة و أول أيام المراهقة ...

أذكر جيدا اهتمامه لكني لا أتذكر شعوري تجاهه .. هل كنت معجبه أم كارهه له .. أي كان

فمن المؤكد أنه لم يترك أثرا في نفسي حتى أذكره !

لكن ما أذكره جيدا هو تحذير جاسم لي في أحدى زياراتي من الاختلاط بأخ سلوى الذي أصبح

رجلا بينما أنا امرأة !

إذا علقت بذاكرته ... و تركت أثر !

و اليوم تزورنا أمه خاطبه ... و يطلب مني أن أنزوي هنا غير مكترثه !

صعب حتى لو غيرت الكثير من طباعي إلا أن فضولي يلازمني و يغلبني أحيانا و ها أنا أقترب

متنصته ..

.
.
.
.

تعادلت مشاعري بمشاعرها اليوم ...

ما أن أت تخبرني بأن سلوى ستأتي برفقة زوجة والدها خاطبه لأخيها ماجد حتى أتحدت

مشاعرنا .. فكلانا كان يأمل بفرصة ثانيه تعيد الأمل لمنار بعيش حياة طبيعية مستقرة...

ظلمت منار كثيرا و آن لها أن تسعد .. ومن هذا المنطق انطلقنا نجهز لاستقبال خاطبيها ..

و ما أن وصلوا حتى تبينا أي خيبه منينا بها !

مجرد أماني ... سراب اختفى قبل أن نصل إليه ...

نجلا كانت المتحدثة و نايفه الخجولة مؤازرة بضع كلمات غير مفهومه ...

أما سلوى فانتهجت الحيادية لم تجلس بالقرب منهم و لا با القرب منا ...

أما هي .. مركز القضية .. سخرت كل حواسها في تأملات داخليه !

لم تهمس حتى بسلام و سؤال عن الحال !

و كل ما سمعنا منها همهمات تستغفر فيها من رب العباد !

و لمعرفتنا في أم ماجد و لو من بعيد أيقنا أنها أت مجبره و غير راغبة ...

و هذا ما صرحت به والدتي لسلوى عندما استبقتها بعدما استأذنت نجلا عنها و عن من معها في

المغادرة و معاودة الاتصال بعد يومين لمعرفة الجواب لسؤالهم الناقص !

.
.
.

أم جاسم : هذا تصرف أم جايه تخطب لولدها ... ما كلفت نفسها حتى بسلام علينا !

سلوى تتملص من سولك زوجة أبيها : أنا يا خالتي مالي شغل في الموضوع ...

أم جاسم : أجل من له شغل مو أنتي اللي أتصلتي علينا و حددتي الموعد و قلتي جاين نخطب ..

سلوى : صحيح بس أنا مو مسئوله عن زوجة أبوي و تصرفاتها الغريبه ..

أم جاسم : بس أكيد عندج علم إذا هي جايه غصب و إلا برضاها ..

سلوى : أعذريني خالتي أنا ماني حابه أتدخل و مثل ما شفتي من وصلوا لين راحوا و أنا ساكته لاني معاكم و لا معاهم ..

أم جاسم با غضب : أجل و شفايدة حضورج .. جايه تفرجين ..

سلوى لم تعجبها لهجة خالتها أم جاسم : لا مو جايه أتفرج جايه عشان خاطر جاسم و أبوي ..

أم جاسم : أجل أسمعي يا سلوى الكلام اللي بتردينه عني ... منار ما هي بايره و خطاطيبها من كثرهم أردهم قبل حتى ما يجون يخطبون رسمي و ماجد ما قربته إلا عشان خاطر جاسم و إلا ما فيه زود عن غيره ... و قولي لمرة أبوج رصي ولدج على قلبج لأنه ما هو محصل منار لو يجيب اللي وراه و دونه ...

.
.
.
.

منار : طيرت أمج المعرس ..

غاليه : با اللي ما يرده هو ويا أمه ..

منار : بس غاليه خلينا نكون واقعيين تصرف أمه طبيعي أكيد تبي له وحده أحسن مني ..

غاليه تنهرها : ما في أحسن منج و داعيتله أمه اللي بياخذج .. و بعدين فكيني من نبرة الأنهزامية

اللي صارت تميز صوتج ...

و أم ماجد ممكن تخطب لولدها أي بنت ظاهريا ملاك و هي شيطانه ما تنعاشر ..اللي مثل أم

ماجد يبون الشكل العام و يهتمون فيه يعني أنتي لو ظاهريا كامله في نظرها و داخليا

كل عله فيج جان اليوم سمعتي لسانها الحلو و هي تخطب !

منار : بس إذا بقيس على شكلي العام قدام الناس معناها بعنس ..

غاليه : و عنستي خير يا طير و إلا تبين تاخذين واحد يعلج و تعلج أمه في كلام مو صحيح و يجرح ...

منار بعد صمت قصير : معاج حق .. على العموم الموضوع سخيف و مو مهم ..

غاليه : صحيح .. ركزي في دراستج و خلي سوالف العرس اللي ما توكل عيش ..

.
.
.

أريد أن أطمئن عليها مع زوج يؤازرها لكن حاليا أجد نفسي أزجر أمامها فكرة الزواج حتى لا

أجعلها تشعر با نقص و الكل يهرب من خطبتها على الرغم من كمالها أخلاقيا و شكليا ...
.
.
.

سأزجر الفكرة مرغمه ...

فأنا غير متلهفة على الزواج بقدر ما أنا متلهفة على الهروب من وضعي الشاذ !

إلى متى سوف أعيش تحت ظل زوج أختي بعدما تمسكت والدتي بي أمام جاسم و رفضت أن

أعيش معه بحجة أن المنزل الذي يضم سلوى لا يمكن أن يسع لي !

مللت من كوني بؤرة الخلافات و المعارك ... و ها هو جاسم ينوء بنفسه عنا بعد أن خيرني بينه

و بين أمي و اخترت ما أملته علي عاطفتي .. فا غالية و أمي أقرب لي من جاسم و زوجته سلوى

لكن ها أنا أردد إلى متى ...

.
.
.
.

عزام : و أنا آخر من يعلم !! .. زين أنك تكرمت علي و علمتني ..

جاسم يرتشف قهوته : و من متى أنت يهمك أي شي يتعلق في منار .. مو أنت قايل لي أنك تبريت منها ...

عزام : قلته بس الناس ما يدرون .. و مو معقوله تخلوني أطرش بزفه ..

جاسم برود : هذا أنت دريت ..

عزام : و أنا مو موافق ..

جاسم باستغراب : شلون يعني مو موافق ؟!!

عزام : منار بتاخذ غنام ..

جاسم : غنام ! ... اللي جى يخطب ولد عمي ماجد مو أخوك غنام ..

عزام : أخوي خطب مني قبل خطبت ولد عمك ..

جاسم بحزم : ما جى يخطب مني و أنا أخوها الكبير ولي أمرها ..

.
.
.
.

نقاش عقيم و ترني و عاظم من أمتعاظه و لم ينتهي إلا بأتصال سلوى تعلمني بكل ما حدث ...

سارعت با الأتصال بغالية متناسيا غضبي منها و كله في محاولة مني لتأكد من فهم سلوى لما

حدث و إن كان فعلا أنهت والدتي فرصة منار با سعادة ... و أضاعت ماجد من بين يدي أبنتها

التي تعرف و اعرف أنا أن فرصها في الزواج ضئيلة بعد طلاقها و كل ما حصل ...

و ماجد كا شخص لا يمكن أن يرد ... فا هو أبن عمي الذي تربى في نفس البيت الذي ترعرعت

بين جنباته .. سماته الشخصية أستمدها من بيئته التي أنا ناتجها .. و أي رجل يستحق أختي أكثر

من رجل أعرف منبته ..

لكن ما أخبرتني به غاليه من أن أم ماجد نجحت في إيصال رفضها القاطع لزواج أبنها الوحيد

ماجد من اختنا منار .. جعلني أحزن لتلاشي الحلم السعيد الذي رأيت فيه منار في منزل عمي

زوجة لماجد و أبنائها تمشي في عروقهم دمائي من كل جهه ... حتى أني تصورت ملامحهم

و تنبأت بأسمائهم !

أعادتني غالية للواقع عندما أخبرتني أن والدتي غاضبه جدا مني و من سلوى لوضعها في هذا

الموقف !

لذا سارعت في الاتصال با عمي لأنقل له عتبي للموقف الذي و ضعت فيه والدتي

من قبل أم ماجد لكن ما أن وصلني صوته عبر الهاتف حتى تنبهت أن كل ما سأقوله قد ينهي حياة

عمي مع زوجته و يشت بدور الصغيره و تصبح نايفه ضحيه .. لذا سارعت با الاعتذار منه

و أكدت له أن الرفض جاء من جهة منار التي لا يمكن لي أجبارها فهي كا اليتيمة و في

عهدتي و لا يمكن لي أن أتطاول على حقها في تقرير مصيرها ...

تفهم عمي الموضوع و انتهى الأمر بهذا الشكل ...

ليسارع عزام المتصنت لكل ما دار في إعادة خطبة أخيه على مسامعي ...

.
.
.

جاسم : إذا أخوك يبيها ها المره بتكون غير .. يجون أهله يخطبون من أمي و بعدين يجي مع

أبوك يخطبونها مني ... المسأله مو لعبه يكفي أنهم تطلقوا أول مره با الملجه ...

غنام : أنت عارف سبب الطلاق و ..

جاسم يقاطعه : لا مو عارف شي و لا أبي اعرف و كل المواضيع التافهه اللي مزروعه في

راسك ما تهمني و إذا تبي تصلح حياك الله أما أنك تنبش و تعيد و تزيد في مهانة أختك فا

أسمحلي ما عاد أنت أخو لي و لا يشرفني نسبكم ...

.
.
.

رحل بعد أن ترك ورائه عاصفة اقتحمت مركز أحاسيسي و علقت الرعب بكل النواصي !

... لم أعتد هذا الأسلوب من جاسم ..فقد بدى كا من وجد فرصه لتصفية حسابه ...

كأنه يخبرني أن هو من قر الرحيل عن حياتي و ليس أنا هو المقر ...

جاسم .. بل الكل .. ألتف حولها هي ... و نبذوني أنا !

ألم أكن أنا من ألتف حولهم مرارا .. ألم أكن أنا من قدم الدعم المعنوي والمادي لهم ...

و الآن أجدهم بكل بساطه يقبلون برحيلي .. بل يعكسون الحقائق و يتباهون بأنهم من رحل أولا !

حتى من همت بها عشقا لم تعد مهتمه لوجودي و كأنها رحلت هي الأخرى ...

لا تكف عن الاتصال با منار سرا و استقبالها عندما أغادر للعمل ... تعتقد باني أبله لا أعرف ما

يدور خلفي .. لا أعرف بخيانة زوجتي و تحالفها مع من خيبت ظني !

أعرف بكل ما يدور من خلفي و حولي لكني أتغاضى لأن الرحيل إلى ..لا وطن.. يشبه الأسر في

الوطن ! ..

الرحيل عن أوطانهم و حملهم في الحقائب و استنشاق رائحتهم التي تفوح من كل أشيائي أتعس

من النظر أليهم من بعيد من دون الارتماء با أحضانهم ...

لا أستوعب أحاسيسي الملعونة التي ترفض نبذهم ... و لا أفهم القسوة التي تلين لذكرهم !

.............................. .................... ..........................
.
.
.

من الصعب أن تختار الصدق و أنت في قمة الشغف ..

لا تريد إلا نيل الرضى و إن حتم عليك تشكيل كذبه !

.
.
.

عندما عدت للمنزل وجدته يستقبلني بمجموعة أسئلة كلها تهدف لمعرفة كيف تصرفت أخته أثناء

الخطبه ! .. و هل أتوقع أن نسمع قريبا منهم جوابا با الموافقة ..

لم أستطع ان أخبره أني أستمت في تغطية سلوك أخته الوقح و يبدو على الرغم من جهودي

الجبارة إلا أني فشلت في إنقاذ الموقف .. فهذا ما فهمته من الرسالة القصيرة التي بعثت بها

سلوى لا أريد إغضابه فهو حساس جدا من أي شيء أنطق به في حق أخته ..

فا سلطان يرى فيها كمال كل أنثى ! .. سلوكياتها مستقيمة لا يشوهها أي اعوجاج .. فا من تملك

عقلها النير كما يردد لا يمكن أن يبدر عنها ما يعيب !

و إذا كانت هذه وجهة نظره المضللة إذا سيكون من الحماقة إشعال ما يضيء من جهتي

و ما قد يحرق من جهته ...

الخلاصة لن أنطق بأي شيء يبعده من جديد عني ... فا يكفيني اهتمامه الذي أدفء عش الزوجية

من جديد ... فقد عاد لي فجأة كما فقدته من قبل فجأة ...

أتصدقون أنه تنازل و بدأ بقراءة كل الكتب الذي اشتريتها أول شهور الحمل ...

أستوعب أخيرا أنه سيكون أب ... و ها هو يدخل يوميا علي بشيء جديد لمولودنا الذي

بمشيئة الله سنراه عن قريب ...

.
.
.

سلطان : قريت أنه زين المشي في آخر شهر من الحمل عشان جذيه فضيت نفسي العصر با خذج

كل يوم تمشين با الممشى ..

نجلا المنشغله بقراءة الجريدة : ان شاء الله ..

سلطان : جهزتي جنطتج اللي بتروحين فيها للمستشفى ...

نجلا التي ما زالت منشغله با القراءه : أي جهزتها ..

سلطان : ممكن تخلين ها الجريده من أيدج شوي و تنتبهين لي ...

نجلا تترك الجريده و تبتسم له : سلطان يمكن ما لاحظت أن الحمل تسع شهور و في كل ها الشهور اللي فات أنا الوحيدة اللي كنت مهتمه و أجهز لكل شي .. فا عشان جذيه ريح نفسك
و الأهتمام المتأخر شوي يمكن يوترني ...

سلطان : متأخر وإلا مبجر اهم شي أني مهتم . و إلا شرايج ؟

نجلا تعض على شفتها السفلى لتعاود الأبتسام له ليقترب منها و يطبع قبله حملها كل الشوق لشقاوتها ...

نجلا : يا ليت تكمل اهتمامك و تنفذ لي طلب صغيرون ...

سلطان بحنيه : آمري و تدلي و كل أمرج مجاب .. أنا كم نجلا عندي ...

نجلا : وحده ودها تدخل معاها غرفة الولادة ..

سلطان تفاجأ من الطلب و بان عدم تقبله للفكرة في معالم وجهه المرعوب ...

نجلا تبتعد عن أحضانه : خلاص خلاص هونت .. فك العقده الله يخليك ..

سلطان بعد تفكير قصير : إذا يريحج أدخل معاج خلاص أدخل بس إذا أغمى علي سامحيني ...

نجلا تضحك برقة : لا خلك قوي إذا أغمى عليك بيطوفك أول صوت يطلع من ولدك ..

سلطان بحب : يا .. ما أتخيل نبرة صوته ..

نجلا : بتكون مزعجه شوي . تعرف بيبي و بيبجي طول الوقت ...

سلطان : على سمعي بيكون تغريد عصفور أول الفجرية ...

.............................. .................... .............................
.
.
.

قررت أن تدخل حياتي فجرا .. أربكت قلبي و امتدت أناملها المتناهية الصغر تعبث بأوتاره

رائحتها دغدغت مشاعري و جرفتني في موجة قبل متتابعه على كل شبر صغير منها ..

يا لا بد انها أت من الجنه .. عصفورة حطت بأحضاني و طارت بي لسماء ..

.
.
.

مشاري : الله يبارك فيك و تربيها معاي يا الغالي ..

أبو شاهين الذي يحتضن حفيدته : يا حلو ريحتها يا أبوك ذكرتني في رهوفه يوم أنها كبرها ..

مشاري ممازحا : لا تظلم بنتي و تشبهها في بنتك اللي ريحتها صناعية ..

رهف بأنزعاج مصطنع : شفت يبه الصغيرونه هذي قلبت أخوي علي ..

أبو شاهين : ما عليج منه باجر لصارت في بيتنا نقلبها عليه ...

.
.
.

من يرى مشاري في هذه اللحظات لا يمكن له أن يصدق أنه نفس الشخص الذي تركني في عهدة

أخته الصغرى التي لا تفقه شيئا عندما داهمني المخاض ... تركني با المشفى لساعات طويله

رفضت خلالها أن تتصل رهف بأحد من أهلي فلم أريد أن أقلق والدتي التي تعاني أرتفاعا

مزمن في ضغط الدم ... و اكتفيت بمؤازرة رهف لي التي لم تكف عن الأتصال با تهاني التي

غادرتنا منذ أيام مع زوجها .. لم تتوانى تهاني بتقديم الدعم المعنوي و لا شاهين بتسخير

الكل لراحتي ...

أما هو اختفى ... و تبريره الوحيد كان .. "أمور نسائية لا أفقه بها شيئا " ... :" لست من سوف

يلد و لا من سوف يساعد با الولادة فأي شان لي بتواجد " !!

كل ذرة مني أحبته يوما تشوهت عندما مررت بأهوال الولادة ...

رأيت بعين الكل خوفهم من حالتي المستعصية .. كأنهم يودعوني بهمساتهم الداعية لي با السلامة

لم اشعر قط با الوحده كما شعرت بها و أنا ألد من سكنت أحشائي لشهور طويله ... الوحيده التي

سكبت لها همي و طلبت منها أن تأتي سريعا لتخبرني بأن وجودي مع والدها مستحق ...

بأني لم اخطأ بتمسك به على الرغم من تندر الكل على حكاية الذليلة التي فرضت نفسها على

من لا يطيقها !

لكن ما أن أت حتى استحوذت على أهتمامه .. و عطفه و حنانه ... أشرقت ملامحه و أصبحت

أكثر وسامة ... و كرهته !

شعور غريب زحف لأقصى ذاك المتعب و نشر الظلام .. و الكآبة . و أسودت الفرحة

و ارتجفت أضلعي بردا و أمطرت حزنا ...

.
.
.

أبو شاهين و رهف يسارعون لأمل التي أجهشت فجأة من البكاء : شفيج يا ابوج تونسين شي ؟

رهف المرعوبه : مشاري بسرعه أتصل با الدكتور ...

.
.
.

المهدئات هي الحل !

لإسكات ما قد يعكر فرحتهم و يخدر كل أحساس شاذ يعارض ما يعرف بمشاعر أم فرحه

بمولدتها ...

قد تكون كآبه بعد الولادة هذا ما أخبرني به الدكتور الغير مبالي .. رمى أمامي كل قرص ممكن

أن يساعدني في إعادة التوازن لمشاعري !

و تناولتهم لعلي أقدر على إخراس قلبي .. و خلعه من مكانه !


.............................. .................... ..................
.
.
.
.

قد نرحل بأكثر من احتضار ...

نخلع صورهم التي ذابت في مآقينا .. فا نحتضر ...

نخلع أصواتهم التي استقرت بعمق الذاكرة .. و نحتضر ...

نخلع الروح التي تاهت تتبعهم .. تعثرت .. و انكسرت شظايا أمامهم .. و نحتضر ..

.
.

و ليتنا نرحل للخلاص بعد كل هذه الأحتضارات !

 
قديم   #37

جود ي الحلوه


رد: ينابيع الراحلين


ينابيع الراحلين

الرابع والثلاثين





.



الجزء الرابع و العشرون :
.
.
.

حيل ساكت أنت ياليل العنا.....راكد وتشبه جحود الراحلين *

* غسق *
.
.
.
.

لطالما بد صوت الآذان وحشة الليل و كساني با الفرح طفله تسابق العصافير با

التغريد ...

أتذكر أني كنت أجر ذاك الكرسي العتيق بصعوبة لأقفز على ظهره و أطول هذه

النوافذ التي قزمتني طفله و أرهقتني شابه تقف ورائها الآن مسجونة ...

يا كم كنت عنيدة أقف على الكرسي ولا أبالي بإرهاق قدمي الصغيرتين أنتظر

خروج المصلين و لا أمل حتى ألمح وجهه الطاهر يرتفع ليوجه نظره لي و يبتسم

لألتصق با النافذة و أرسل له القبل ....

و كأني الآن أرى عزام يقتحم غرفتي يستعجلني با الخروج لوالدي الذي صلى معهم

الفجر كعادته كل يوم زيارة تجمعني به...

و كعادتي أحتار كيف أنزل من هذا الكرسي الطويل ليقترب عزام وأمتطي ظهره

ليطير بي للحبي ..

يا كم اشتقت لحنية عزام و للارتماء في أحضان أبي و الشعور با الأمان ...

لم أشعر أن هذا بيتي أبدا حتى و أنا طفله ... بيتي واحة السعادة كانت هناك با القرب

من أبي ...

أبي الذي كان يتلقفني كلما تعثرت و يدفعني للأما مشجعا كلما جفلت ... ذاك

الحنون الذي يمسح عن خدي الدمعة و يستبدلها دائما بقبلة ...

كان لي دائما مبتسم ... حتى لو كان أحيانا يحملها بعض العتب ...

معه مرت الأيام سريعة .. و ها هي الآن أثقل على روحي من جبل ..

هنا ....

لا أطول من نهاري إلا ليلي الموحش الذي يأبى أن ينجلي ...

ألازم غرفتي و لا أبارحها إلا لضرورة أشعر أني خلف الغضبان سجينه .. حريتي

سلبت و أبعدت عن أحبابي ... كدت اخطأ و أواسي حالي بأني أفضل من حال أخي

ناصر المسجون لكن الحقيقة أن سجني أصعب فمدته قد تطول بي إلى أرذل العمر

حتى لو وافقت على الفرصة الجديدة التي أتني من خلال عرض زواج قدمه لي غنام

.. نعم غنام ..

الذي تزوجني قصرا و طلقني غير مبالي ...

.
.
.
.

غالية تطرق الباب : ممكن ادخل ...

منار تبتعد عن النافذة : تفضلي ..

غالية تقترب من أختها : شفيج حابسه نفسج بغرفتج .. يله تعالي أفطري معاي ..

منار تتصنع الانشغال با البحث بين كتبها : للحين عشاي على جبدي مو مشتهيه شي ....

غالية : زين تعالي بس اقعدي معاي قبل ما أطلع الدوام ...

منار تتهرب من طلب أختها : آسفه غالية تدرين عندي امتحان آخر الأسبوع و مشغولة با المذاكرة ..

غالية : يعني بتفهميني أنج تدرسين أربع و عشرين ساعه و مو قادرة تفضين لو ساعه تقعدينها معاي بدال ما أنا قاعده بروحي أكلم نفسي ..

منار : ليش شاهين مو تحت ؟

غالية : لا طلع لدوامه بعد الصلاة على طول ... و على فكره لاحظت أنج صايره حساسه و تستحين من ظلج ...

ترى شاهين كبر جاسم و أنتي حسبة أخته الصغيرة ..

منار قررت أن تكون صريحة : أنا ما كنت أتحسس منه لين حسيت أن هو اللي

يتحسس كل ما صادفني ..

غالية با قلق : ليش قالج شي ؟

منار : لا ما قال شي بس أنا أفهم لغة الجسد ... يتصلب و يتوتر و ينحاش من المكان

لما يصادفني فيه ...

غالية بنبرة غير المهتم : هذي مشكلته .. البيت بيتج و إذا مو عاجبه بيت أبوه مو بعيد

منار : أنتي الظاهر راح بالج بعيد ... هو الظاهر طبيعته حياوي عشان جذيه أنا

أفضل أقعد في غرفتي عشان ما أحرجه و أحرج نفسي...

غالية : يا برائتج يا منار ... شاهين ما يستحي با المره و بيته فيه حريم أخوانه و

يطلع و يدخل و لا همه أحد ولو انه مستحي منج جان كل ما طلع من غرفتنا تنحنح

وخلاج تدرين انه موجود با المكان... هو بس أخذ عنج فكره مو حلوه و بما ان


نظرته با العادة فوقية لأي أحد ينتقده المجتمع فا تصرفه بوجودج جدا طبيعي و يناسب شخصيته السلبية ...

منار تنظر لغالية باستفهام : كلامج عنه غريب .... كأنه ما يهمج ..

غالية : عقلي يقول ما يستاهل أي أهتمام مني و لا حتى حيز صغير من تفكيري ...

منار : و قلبج ؟

غالية تزفر المرارة : قلبي ؟ ... قلبي يقول يستاهلني كلي !!

منار : أوف لهدرجة الحب يخبل !

غالية تبتسم لمنار با حب : باجر لتزوجتي غنام و حبيتيه بنشوف الخبال على أصوله

منار تنتفض من محلها : أسمعيني يا غالية أنا فعلا ضايقه من وضعي و أحس أني ثقيلة على الكل بس حتى لو أخذت غنام يمكن ما يتغير الوضع و أرد لكم مطلقه للمرة الثانية و حزتها فعلا بيكون ثقلي أكبر و أصعب ... و بعدين ماني شايفه شي تغير في غنام عشان فجأة يتغير رايج و راي أمي فيه ...

غالية : كلام جاسم لأمي هو اللي غير نظرتنا له... غنام بعد التحقيقات في موت أبرار أقتنع أن انتي بريئة و انه غلط لما طلقج و أنا أشوفها شجاعه منه أنه يعترف بغلطه و يصحه ...

منار : يعني بيكون زواجه مني مسألة تتعلق بضميره اللي صحى .. و فرصة ثمينه

يجبر خواطر من يعز عليه !

غالية : ما اجذب عليج و أقول لج أني مو شايفه أن هذي هي أسبابه .. بس أنا متأكده

لما تزوجينه و يعرفج عن قرب بيموت فيج لأن لا يمكن أحد يعرفج و ما يحبج ...

منار تسارع لرمي كل همومها و تبكي : بس عزام ما يحبني ... و ناصر أكيد بعد يكرهني ...

غالية تقترب من منار و تمسح دموعها لتواصل معها با النظر : لا تبجين من تركنا و اختار الرحيل ...

منار تبتلع غصاتها : كلهم يا غالية .. كلهم رحلوا ... من بقى ؟ .. أنا و أنتي ؟

و السؤال منو أولنا اللي بيرحل عن الثاني ...

غالية : أوعدج يا منار ما أرحل للغياب باختياري و رحيلي الأبدي بيد رب العباد ...

.............................. .................... .........................

.
.
.
.

رائحتها غريبة .. لأ أطيق أحتضانها فا كيف بإرضاعها !

.
.

أرهقت والدتي رغما عني .. فا هي لا تكف عن مد أبنته لي و الطلب مني بأحتضانها

و إرضاعها و أنا لا أكف عن الرفض و البكاء ..

لا أفعله عنادا أو تدللا على والدتي بل أفعله رغما عني فا مشاعري تأبى أن تقبل بها !

.
.
.

أم طلال : أكيد صايبتها عوينه ..

إيمان : يمى أذكري الله .. فترة بإذن الله و تعدي هذي أكيد مثل ما قال الطبيب كآبة بعد الولادة ..

أم طلال : الأطبه ما عندهم سالفة ..

إيمان : هذا و انتي أم الدكتور طلال و تقولين جذيه و شخليتي لغيرج ..

أم طلال : و شفادنا عاد أخوج و طبه هذي أخته ما قام معاها إلا حماها حطها في أحسن غرفة خصوصية و خلا الكل يباريها و أخوج لاهي مع حريمه و ما درى عنها..

إيمان : يمه طلال معذور كان وقتها ماخذ إجازة و بنتج ما بلغته و لا كانت تبي أحد منا يدري أنها تولد ...

أم طلال : مسيكينه بنتي كل شي في راسها .. جنها عدوتكم مو أختكم ...

إيمان : إلا أختنا الغالية اللي ما نرضى لها إلا الخير... بس دلعج لها هو اللي وصلها لها الحال أي شي يأثر على نفسيتها .. لا هي قوية أدير بالها على نفسها و تاخذ حقها و لها اللي تنتصح من أحد .. عنيده شورها من راسها ..

أم طلال : انتي و شتخربطين فيه ... و ش قوية و ضعيفة ..أنتي تدرين عن شي مدري عنه ...

إيمان بأرتباك : لا .. لا يروح فكرج لبعيد .. أنا بس أبي أفهمج أن حالة أمل دلع و أن شاء الله عن قريب بترد بنتج الأولية ...

أم طلال تسترسل بأسى من فكره لأخرى : ليتها ترد مثل أول و تدلع علي و كلي لها الغالية.. يا عزتي عنها ما تهنت في بنتها .... حسبي الله على اللي ما تخاف الله ... أعوذ با الله ما عاد الناس فيها خير لشافوا المزيونه تطير عيونهم و ما يرتاحون لين يسدحونها ...

إيمان بأمتعاظ : يمه الله يهداج المزاين واجد ما وقفت على بنتج و اللي يقرأ المعوذات ربي يحفظه و ما يصيبه إلا المكتوب له ...

أم طلال : بس العين حق ..

إيمان : أي حق بس مو كل شي نرميه على العين .. بنتج مريضه نفسيا و هذي الحقيقة ...

أم طلال با غضب : تفاولين على أختج ؟!! .. فارقيني لا بارك الله فيج ..


.
.
.
.

طلال :.. يله بلا دلع و مسحي دموعج جننتي فارس و جنني معاه .. من الصبح يحن علي أجي أشوف شفيج ...

إيمان تتناول منديلا آخر تبل به دموعها : تخيل أمي طردتني و قالتلي فارقي ما بي أشوفج ..

طلال : و طردتج .. و خلينا نفترض أنها بعد كسرت راسج ..و ين المشكله ؟ ..

أمي هذا طبعها لما ما يعجبها الكلام تنهيه بزعل و اللحين كبرت و صارت أنفعالاتها

أقوى و حنا عيالها و لازم نتحمل ...



إيمان : ما قلت شي بس هي دايما تلمح أني أغار من أمل ... لدرجة حسيتها اليوم تلمح أني أنا اللي عطيتها عين !

طلال : لا ما توصل ها الدرجة .. أنتي بس تعوذي من الشيطان و أذكري الله ..

إيمان : لا إله إلا الله ... و أعوذ با الله من الشيطان ...

طلال أنت عاجبك حال أمل و دلع أمي الزايد لها .. شوفها شلون صارت أنسانه

سلبية ما تعرف تحل أمورها و قدام أول مشكله تلقاها تركض لأمي و ترمي همومها كلها عليها ...

طلال : و انتي متى تفهمين أن أمل أنسانه حساسه بطبيعتها و مو بس على قولتج دلع أمي لها و اهتمامها الزايد لانها آخر العنقود هو اللي صنع شخصيتها ... في عوامل كثيره منها أنج يا أختها الكبيره دايما تجاهلتيها و غذيتي فيها شعور النقص اللي أجبرته أمي بدلعها و أبوي بدلاله مره و بشدته مره لين ضاع منها الصواب ...

إيمان : غصبا عني كنت أتجاهلها ... فارق العمر بينا كبير حتى لما كبرت تفكيرها ما كبر و كان مراهق و سخيف كان صعب علي أتواصل معاها .. ما هي أنسانه واقعيه تحسسك انها تتعامل مع الأمور با منطق و حكمه .. كل شي تقيسه بمشاعرها
الساذجه ... و آخر شي لما قربنا من بعض و صارت تشكي لي لقيتها عنيده و راسها يابس تبي ترمي همومها علي لأنها تدري أن أمي بتصرف أما أنا بس راح أنصح و طبعا هي مو شايفه أن من المهم تاخذ بنصايحي اللي أحساسها مثل ما كانت تقول ما قدر يتبعها ...

طلال : أنتي شقاعده تكلمين عنه ؟!!!

إيمان : أتكلم عن خيبتها وزواجها الفاشل ... تخيل عارفه أن زوجها يموت في وحده غيرها و خيرها ترضى بزواجه من ها لبنت وإلا تفارق و تفكه و أختك طبعا أختارت الخضوع و عذرها أن هي متأكدة أن أهل البنت بيرفضون زواجه منها ..

طلال : يا حبكم يا الحريم للدرام و تهويل المواضيع ... لو مشاري مو شاري أمل جان ما علمها في خطبته جان بساطه طلقها و عطاها ورقتها و أفتك و راح يتزوج البنت اللي في خاطره و هو حر نفسه و من دون ما يخاف أن أهل البنت يحطون
زوجته اللي على ذمته عذر ...

إيمان : خليني أصح لك الصوره .. اللي رده عن طلاقها شاهين اللي هدده أن فشله
فيك و أنت خويه ما عاد يعده أخو و سند له .. و هو شرى خاطر أخوه و خير أختك عشان يكون القرار بيدها تستمر على هامش حياته أو تفارق با رضاها و أختيارها من دون ما يخرب علاقته في أخوه .. و طبعا أختك عارفه كل هذا ومع ذلك ذلت نفسها له لين آخر شي حتى نفسها ملتها ...

طلال بدى عليه الضيق الشديد الذي ظهر با نبرته : و ليش أنا آخر من يعلم ... ليش ما تكلمتي و قلتي لي .. شلون رضيتي لأختج المهونه ...

إيمان : هي اللي رضتها لنفسها و حتى لو أنت تدخلت كانت راح تفشلك قدام الكل و تختار مشاري ...

طلال يحكم قبضته محاولا السيطرة على غضبه : حصل خير المهم عرفت حتى لو متأخر و بحلها بطريقتي ..

إيمان متخوفه : شناوي عليه ؟!

طلال بحزم : مالج شغل كافي أنج خشيتي عني لين فشلتيني بخوي ..

إيمان بغضب :... اللحين ما عصبك بسالفة كلها إلا أن شاهين تدخل فيها !!!

طلال أنفجر بضحكه فاجأته قبل أن تفاجأ إيمان : يا ها شاهين اللي مجننك ..


.............................. .................... ..........................

.
.
.
.
.

لم تبد الرياضة غضبي و لا حتى القراءة انتشلتني من دوامة الأفكار الشريرة التي

تتآكلني .... غاضب عليها با الشدة .. و حزين جدا أنه وصل بي الحال على الغضب

من الحبيبة التي أسكن مآقيها .. أمي التي لم تكف يوما عن ترديد أمنياتها لي با

السعادة هي من قتلت فرصتي بها مع سبق الإصرار و الترصد ...

توتر العلاقة بينها و بين نايفه بعدما علمنا بعدم موافقة منار بزواج مني جعلني أشك

بأنها كانت السبب الحقيقي وراء تعاستي ... سألتها مباشرة و تملصت ممن الذنب

بزجري لكني لم أستسلم و حاصرت نايفه لاكثر من ساعة حتى انهارت معترفة

و أنهرت أنا من الخيبة ...

و ها أنا ألمح الفرصة با الانتقام لعلي أشفى! ..

لذيذة ومتاحة ... هكذا با المختصر أراها ... و الصدفة التي دوما تتصنعها جاء

اليوم دوري أنا لصنعها !

.
.
.

ماجد بأعتذار كاذب : آسف ما كنت احسب في أحد با الصالة ...

أسماء زوجة والده : حصل خير ...

ماجد يركز نظره با الجالسة بجانب زوجة أبيه : السموحه منج يا الشيخة ..

مزنة أستغربت جرئته التي فاقت حتى جرئتها بمحاولة لفت أنتباهه لأسابيع طويله :

مسموح يا الشيخ ...

.
.
.

أسماء مندهشة : مزون يا العيارة توج قبل ما يدخل تقولين استسلمتي ..

مزون بدهشة مماثله : و أنا صاجه صار لي أسابيع أطبق خطج و ما شفت

شي و اليوم المره الوحيده اللي ما دورت عليه لقيته بوجهي و لا بعد معطيني وجه و يتميلح !!!

أسماء بعد تفكير قصير : لا السالفة فيها أن ... ماجد وراه شي .. يا خوفي أمه السوسة راسمه خطه و هو ينفذها ...

مزون : و لنفرض أنتي شعليج الموضوع يخصني أنا ..

أسماء : و أنتي بنت خالتي شلون ما يخصني ...

مزون : و بنت خالتج تبي تقب على وجه الأرض و خطت و تعبت و يوم ضبطت معاها تبين تخربينها ؟!!!

أسماء : أنا ما قلت جذيه ... و بعدين أنتي بنفسج مستغربه من تغيره فا شلون تبيني بعد أفكر .. على العموم ديري بالج و أنتبهي و لا تعطينه ريق حلو مدامه انتبه لج
أرسمي الثقل ..

مزون تبتسم بثقه : عاد بهذي لا توصين حريص ..

أسماء بحسره : عاد لو تضبط معاج و تاخذين ماجد بيكون نصيبج أحسن من نصيبي

مزون تخطف كأس العصير الذي كان بين يدي أسماء و تشربه لتفتح أسماء عينيها على أتساعهما دهشة : خير شايفتني حسود ؟!!

أسماء : لا بس تحسبا ما أبي أخاطر با فرصتي الذهبية ...

.
.
.
.

با الطبع فرصتي الذهبية .. فا يتيمة و فقيرة على شاكلتي تحتاج رجلا بمثل

ثقل ماجد المالي و مركزه الاجتماعي حتى تعيش الحياة التي تتمناه !

.
.
.
.

....... : تحبين أوصلج ...

مزون تلتفت لمصدر الصوت : بتعب معاي ..

ماجد يبتسم بمكر : خليني أنا أحكم ...

.
.
.
.

أم مزون : جعل الصبح يا مزنة ما يطلع عليج و أفتك من همج ..

مزون تتعاظم الغصة في حنجرتها لتخنقها : اللحين شفيج علي كل ما شفتيني دعيتي علي ... و بعدين اسمي مزون مو مزنة ...

أم مزون : مزون و إلا مزنة ليت ربي يا خذج قبل ما تفجرين جانج للحين ما فجرتي و سودتي وجهي...

مزون : يعني اللحين عشاني أسعى بتغيير حالي و حالج بدال ما حنا عايشين على الصدقات صرت فاجره ...

أم مزون : و اللبس الماصخ و المكياج اللي تارسه فيه وجهج و المياعه الماصخه مو فجور ...

مزون : بنظرج فجور بنظر غيرج ستايل ...

أم مزون ترفع يديها لسماء : يا الله يا رب أنك تاخذها و تريحني ...

مزون تنفجر باكيه : كل يوم تدعين علي و هذا أنا للحين حيه و أتحسر علي حالي .. حالي اللي أنخلقت فيه و ما صنعته ... لو أنج يومج كبري سويتي اللي أسويه جان اللحين أنتي عايشه في قصر و بنتج متزوجه تاجر و عيالها في حضنها ...

أم مزون : اللي مثلح فقير و إلا غني نفسه دنية ....

.............................. .................... .................

.
.
.
.

أضحك بهستيرية على الفيلم الدرامي الذي يعرض مشهد مأساوي .... لا تستغربوا

فأنا غير مهتمه لما يعرض با الأساس أمامي !

كل اهتمامي أخذه حبيبي الذي يهمس لأخيه الخاطب عبر الهاتف يدعوه لتصنع عدم

المبالاة !

.
.
.
.

عزام : أختج هذي متى ناويه ترد .. موافقه و إلا نروح نخطب غيرها ...

عذوب : تخطبون غيرها ؟!! .. مدام أخوك يبي يتزوج و السلام جان خطبتوا له وحده من بنات عمه و ريحتونا من الأزعاج ...

عزام : الأزعاج ؟!!! ... و متى ازعجنا حضرتكم ...

عذوب : كل يوم و الثاني جاي و تقول أخلصوا علينا تراها خطبه مو سلق بيض .. و بعيدن أختي منار خطابها واجد ولازم تفكر مية مره قبل ما توافق على أي احد .. أصلا لو وافقت على غنام بيكون دافعها أخوي فقط ...

عزام لم يعجبه تقليل عذوب من شأن غنام : خلينا من تحيزج لأختج و قولي اللي يريح ضميرج ... أنتي شايفه غنام ينرد ؟!!

عذوب بخبث : لا طبعا ما ينرد و منار عارفه ها الشي بس هي مترده توافق بسببك

عزام : بسببي ؟!!

عذوب : أي بسبك .. لأنك قلت لها ما ابيج في حياتي و هي تعتقد أنك تخطب لاخوك بس لأنه طلبك و ما تبي تكسر في خاطره بس با الحقيقة أنت مو موافق ودك أن
الرفض يجي منها مو منك قدام أخوك ...

عزام يخطف هاتف عذوب الموضوع أمامها على الطاوله و يتصل بمنار ...

.
.
.
.


تغيرت نكهة هذا المساء بحلاوة صوتها .. شهد صب بأذني و انتهت معه أحاسيسي

المجنونة التي رحلت بها موهما نفسي با نسيان طفلتي ...


وصلتني نبرتها الطفولية وتدفق الحنين لوجهها .. تراءت أمامي تطلب مساعدتي

با طيران لوالدها .... و ها أنا من يبعدها عنه الآن !

.
.
.

منار : عذوب يله ردي علي ما لي خلق للمزح وراي مذاكره ...

عزام : متى بتكرمين و تردين علينا .. موافقة و إلا لا ؟

منار تقفز من مقعدها كأنها تركض في أثر صوتها الذي ضاع من أن وصلها صوته

عزام : ألو .. ألو .. منار وين رحتي ؟!!

منار تبتلع حذرها : معاك ..

عزام : زين خلصيني موافقة و إلا لا ...

منار تريد تلين عواطفه و كسبه من جديد : اللي تشوفه أنت أنا موافقة عليه ...

عزام : خلاص أجل باجر بنملك لغنام ...

منار قبل أن يغلق الهاتف : عزام ..

عزام : خير ؟

منار : ممكن أجي أقعد عندكم لين العرس ؟

عزام بسعادة أستطاع أخفائها بمهارة : ما عليه تعالي مدامها بتكون فترة قصيرة و تعدي ...

.
.
.
.

ما أن أنهى عزام الاتصال حتى تفاجأ بعذوب ترتمي بين أحضانه : الله يخليك لنا و لايحرمنا منك ...

عزام يحاوط بذراعيه عذوب المرتميه بأحضانه : شكلج تلكين من زمان تبين تحضنيني و جتج الفرصه أخيرا ...

عذوب تحاول التملص من أحضانه : بايخ ...

.
.
.

قلبي المعطوب وصل لها التيار أخيرا ... يا كم كنت عنيدا لحد حرمان نفسي من طاقة الحب !

.............................. .................... ................

.
.
.
.

مشاري : خويك هذا مجنون حط بنتي على مكتبي و طالباتي حولي ....

شاهين الغرق بضحك : تستاهل ... زين الل يبرد حرته بها الشكل و ما دبغك و رماك في البر ...

مشاري الذي تعاظم غضبه : شاهين أنت فاهم الموقف ... طلال أحرجني و أحرج نفسه شلون و احد دارس و فاهم نفسه يتصرف بها الشكل الهمجي ...

شاهين : با العكس أنا فهمي لتصرفه أعمق من فهمك .. هو جاك بنفس الأسلوب اللي

تعرفه ... عاملت أمل بقلة ذوق و ما احترمت مشاعرها و لا حشمت الشايب اللي عطاك أياها وصاك عليها و لا قدرت حشمة طلال لك و تقديره ... وهذا هو ردها لك من دون نقصان .. و بنتك في حضنك و بنتهم في حضنهم و الوجه من الوجه أبيض ...

مشاري : ليش انا و شسويت ؟!!

شاهين : مشكله إذا ما تدري و شسويت .. المهم أن إهمالك لأمل في ولادتها القشة اللي قصمت ظهر البعير مثل ما يقول المثل ...


مشاري بقلق : أنزين شنو يبون اللحين .. لا يكون يبوني أطلق بعد ما تورطت معاها في بنت ؟!!

شاهين : هذا التفسير الوحيد للحركة اللي سواها طلال ... يمكن أصلا ناوين يرفعون عليك قضية عشان يخلعون بنتهم منك ..

مشاري : و أنا و شسويت عشان هذا كله ... أنا و أمل متفاهمين وما بينا شي و اللي تمر فيه اللحين مثل ما قال الدكتور كآبة بعد الولادة ...

شاهين : أو يمكن أمل بعد ما ولدت شافت أنها وهقت عمرها معاك و حبت تنسحب بأقل خسارة ممكنه ...

مشاري : و الضحية طبعا ها الصغيرة اللي تعابل فيها رهف ..

شاهين : الصغيره أمرها هين بنجيب لها مربية و بتعيش حالها حل غيرها ...

مشاري بامتعاض ظاهر بنبرته : ما أشوفك قلت ها الكلام لزوجتك اللي متكفله با ولد

أختها كأنه ولدكم ...

شاهين : اللحين أنا و زوجتي شكو تحشرنا في موضوعك ...

مشاري بحده : مدري عنك و حلولك الغريبه .. تبي بنتي يربونها الخدم !

شاهين برود: خلاص دور لك بنت حلال و تزوجها و تربي لك بنتك ...

مشاري : لا يمكن ما أضمن تعاملها زين .. أمل على كل عيوبها هي أحسن وحده

ممكن تربي بنتها .. لا يمكن بيكون في احد أحن على بنتي من أمها ...

.
.
.
.

تنبع منها مشاعر الأمومة بعفوية .. لا تجاهد في إظهار حبها و لا تتكلف اهتمامها

الصادق و ها هي تلقن جاسر أسم الخالق أول مفرده ينطق بها ...

.
.
.
.

شاهين : عمي و أهله ردوا بيتهم و منار مثل ما عرفت بترد بيت أبوها باجر يعني

ما في داعي لوجودنا هني ...

غالية ترمي سؤالها الروتيني : تحبني ؟

شاهين بضجر و بحده : و بعدين مع هذا السؤال الغبي .. . مو معقول تبيني أأكد مشاعري لج كل يوم ...

غالية : في حالتك معقول و نص بعد ...

شاهين : في حالتي ؟!!

غالية : مشاعرك متذبذبة المؤثرات الخارجية تأثر فيها و تغيرها بسهولة ... و أنا

أحب التأكد من حالة مشارك كل يوم عشان أتطمن ...

شاهين يقف ممتعضا : بدينا جلسة التعذيب اليومية .. أنتي ما تملين ؟!! .. قولي لي وين يتوصلين له .. تبيني أطلقج .. تبين نهي التعاسة اللي خلقتيها بقلة ثقتج في نفسج

غالية : قلة ثقتي في نفسي ؟!!

شاهين : أي قلة ثقتج في نفسج ... مو متخيله أن أنا اللي تنازلت عن عليا الكاملة بنظرج متمسك للحين فيج ...

غالية : يا غرورك ... لا ما عرفت أسبابي ...

شاهين : هذي أسبابج الحقيقية اللي مصدرها عقلج الباطن و أنا أستحضرتها لج و اللحين عالجيها بروحج قدامج الليل كله أما أنا أستأذن بروح أرتب أغراضي و إذا خلصت بساعدج إذا ما عندج وقت ...

.
.
.
.

عبث بأفكاري و ها أنا أتساءل هل فعلا ما ذكر هي أسبابي الحقيقية التي تجعلني أتردد بقبول مشاعره الي يلقنها لي يوميا !!

.............................. .................... ................

.
.
.

ساعة الفسحة هي الفرج الوحيد الذي ينقذني من اختناقاتي التي تلد كلما ردت

الجدران الرمادية لي النظر ... لكن ما أن لمحت خياله من بعيد حتى حاصرتني

جدران الألم و أطبقت على صدري .. ما عدت قادرا على التنفس و رأسي من خفته

شعرت به يهوي من قمة جسدي ! ....

و لم ينتشلني قبل السقوط إلا كف أبو مازن الحانية ...

.
.
.

أبو مازن بقلق : بسم الله عليك .. و شفيك يوجعك شي ؟

ناصر الذي يحاول التنفس بانتظام : مو معقوله ... أكيد أنا أتخيله اكيد أن مو هو ..

أبو مازن يحاول فهم هذيان ناصر من خلال تتبع نظره : أنت و شطالع و منو اللي تخيله ؟

ناصر : أبوي !

.............................. .................... ...............
.
.
.
.

أحيانا عندما تعتقد أنك لملمت أحزانك تجد أحداها أمامك

لتنقشع كل غيمة حملت أوهامك ...

و تتوارى عن النظر أحلامك بهزيمة ألحقها بك أحد أحبابك ..

و السؤال هو ... هل تخلق له فسحة بآمالك أم تهدي له كل أحلامك ؟!

 
قديم   #38

جود ي الحلوه


رد: ينابيع الراحلين


ينابيع الراحلين

الخامس والثلاثين




.


الجزء الخامس و العشرون :

.
.
.
.

نجاهد في زرعهم بروض يورق بهطولهم ...

و يجاهدون في نفخ الريح و حرق كل البساتين !! ..

.
.
.
.


صباحتي تتأهب لسماع صوتها ... و عيناي التي يكسفها الضوء تدغدغها صورتها

غارقة بنوم ....

أبدء نهاري بلثم مخمل خدها ... و أعاني ... أعاني في طي الساعات للحاق

بجلسة تجمعنا .. لأضم كفي لكفها بانتظار سماع تهالك صمتها ...

لأدخر لحن نبرتها العذبة التي تعترف بعشقها ...

.
.
.


كل ما كنت أفكر به عند عودتي بعد نهار طويل في المستشفى هو أخذ غفوة و

الاستمتاع براحة بنت أحضانها و ما أن هممت بفتح باب غرفة النوم حتى و جدته

موصدا ! ...

و تساءلت يا ترى ما هي حكايتها الجديدة ؟!!

بعد عدة طرقات على الباب جاءني صوتها مبحوحا دليل بكاء .. توسلتني أن أتركها

لوحدها و عندما لم أبرح مكاني أخبرتني أن آخر من تريد أن ترى هو أنا !!

غضبت منها كعادتي مؤخرا كلما فاجأتني بصد بعد جلسة تلهب بها مشاعري... لم

أعد أطيق تقلباتها المزاجية ... لا تريد أن ترتاح و لا لي تتمنى الراحة لذا فضلت

تركها لأحزانها التي تعشقها و قررت الخروج من الملحق متوجها لحيث أحبابي ...

لكن ما أن عبرت الباب حتى جائني صوت أبي متسائلا !!

.
.
.
.

أبو شاهين : شلونها اللحين ؟

شاهين بعدم فهم : منو اللي تسأل عنها ؟!

أبو شاهين بضجر : عن منو بعد أسأل .. عن زوجتك ..

شاهين بقلق : غالية !! .. شفيها ؟

أبو شاهين يسرد ما أخبرته به أم جاسم : أبوها ...
.
.
.
.

..... قبل ساعتين من الآن في الملحق ....

.
.

غالية بهلع : با السجن في قصية مخدارت !! ..

أم عبد الله : مظلوم يا غالية .. واحد ما يخاف الله أتفق معاه ينقله بضاعة عن طريق
البر و لما أمسكوه الشرطة طلع فيه كم كرتون من البضاعة مليان مخدرات ..

غالية المتألمة بغضب : لا ما حد قص عليه ... أبوي أكيد كان شاك و إلا في تاجر صاحي يعطي بضاعته لواحد عليمي ينقلها له إلا إذا في السالفة إن ..

أم عبد الله تتجاهل تعليق غالية لتخبرها بسبب الحقيقي لقدومها طلبا للمساعدة :

أبوج يا غالية رضى بنصيبه و هذا هم قطوه بسجن مؤبد بس المشكلة أنا و أخوانج وين نروح .. الديانه لما عرفوا بخبر سجنه أرفعوا قضية عشان يسترجعون ديونهم
و المحكمة أحجزت على البيت و بيبعونه في المزاد عشان يسدون الديون و معطيني
مهله شهر عشان أطلع منه ...

غالية غاضبه : وتوج تجين تقوليني لي ؟!! ... وينج يوم مسكوه و حاكموه و قطوه بسجن كل هذا صار و ما كلفتي على نفسج تجين تعلميني إلا لما سحبوا البيت منج تذكرتيني !!

أم عبد الله تحارب الدموع : أحلف لج يا غاليه هو اللي منعني حرم و طلق أني ما أعلمج ...

غالية تبتلع العبرة : على كل حال كنت متوقعه في يوم بينتهي بها الشكل ... هذي آخرة مغامراته المالية الفاشلة ...

أم عبد الله تنشد العون : دبريني يا غالية و ين أروح أنا و أخوانج الصغار ...

.
.
.
.

سأقودكم شخصيا لأفكاري ...

نعم دموعي هذه المره لها مبرر قوي ...

كأن هذا ما كان ينقصني لتصبح حياتي مسرحا مفتوحا لكل قصة تراجيديه

فضيحة أبي الجديدة و حمل جديد سيثقل كاهلي .. هو فعلا ما أحتاجه لإنهاء زواجي

الهش ...

و تسألني أين عليهم أن يذهبوا !

تسألني و أنا التي لا أعرف لي مكانا يمكن أن أطلق عليه "بيتي" .. و لا أعرف لي

حضنا دافئا يبد صقيع أحزاني ..

لكني أكدت لها أني سأكون حصنهم فهذه أحد ميزاتي .. كلما نبذ أحد أحبابي كنت أنا

حصنه الذي يحتوي آلمه ..

.
.
.
......... قبل ساعة من ذاكرة غالية.........
.
.
.

غالية بنبرة هادئة تقدم الماء البارد لزوجة والدها بعد بكاء مر منها و من غالية :

سمي ... و أرتاحي ولا تحاتين يا خالتي ... بأذن الله يومين و أجر لكم شقة تعيشون فيها..

أم عبد الله بأنكسار : أدري مثقلين عليج بس الشكوى لله ما عندنا غيرج يا غالية يكفلنا

غالية : لا يا خالتي ما ابي أسمع هالكلام مره ثانيه أنتم أهلي و اللي عندي عندكم ...

أم عبد الله : وين تقسمين معاشج إيجار و مصرف أنا بقبلها منج ها الشهر بس لو بتساعديني دبريلي شغله أصرف فيها على عيالي ..

غالية : أنتي يا خالتي ما عندج أي شهادة و كبيره في العمر و ين بلقى لج شغل و بعدين أخواني صغار منو بتخلينهم له ... أنا بصرف على أخواني هذي مسؤوليتي و ما هي منه مني .. و بأذن الله بيكبرون و بيعاونونج و ما راح يحتاجون لا لي ولا لغيري ..

.
.
.

ذهبت بعدما سكبت دمعتها التي جاهدت في زجرها ... منكسره .. لا تجد ما تعيل به
فلذات كبدها و كل هذا سببه هو ...

رجل سخر حياته لحلم بناه من خياله ... أدمنه حتى أغتاله ...

رحيله حدث منذ أن بدء التحليق في سماء أوهامه ... و عندما ضاقت سماءاته

قطع شريانه لينزفنا و ينضب صادق إحساسه ...

تركنا في أرض النسيان ظمأى ننشد رجوعه من متاهاته ...

لذا سلمنا بحقيقة وفاته !

و ها هو سؤال غبي آخر يحتل أفكاري...

يا ترى من أفاضل و أهديه ما بقي من دمعي ؟!...

أبي الذي خسر حياته و أسرته و أسر كبريائه بسلاسل المهونة و الضياع بسجن

سوف يكون آخر المطاف له في هذه الحياة ...

أم أبكي أخوتي الصغار الذين يعيشون حكايتي أنا و ناصر من جديد ..

أم أبكي خسارتي لحلم بعيد تعلق بين الحنايا .. حلمي با حضنه يحتويني و يكون لي

بيتا أبديا لا أخاف فيه موعدا لرحيل ..



.
.
.
.

إذا هذه الحكاية الجديدة ... أم الفضيحة الجديدة !

يا ... غالية تبدوا مغناطيسا لكل المآسي و الفضائح .. كلما تذكرت عليا و لما تخليت

عنها أضحك من جنوني الذي يجعلني أستمر بتمسك بارتباطي في غالية !

كل الفرص أتيحت أمامي لتخلي عنها و إنقاذ نفسي من دائرة الفضائح و الشبهات

التي تعيش غالية في مركزها .. و في كل مره كنت أتراجع ..

لا أعوز السبب إلى عشق مجنون أنا ضحيته ... فأنا لست عاشق ..

أليس العاشق ضريرا لا يرى عيبا في حبيبته ...

إذا خذوها حقيقة مني ... أنا أرى كل العيوب و أتفحصها في غالية !

إذا ما الذي يدفعني لتمسك بها بقوة تزداد صلابة في كل يوم يمر و هي متشبثه

بأحضاني ...

غير مشاعر "مجهولة" لا أجد لها تصنيفا أو حتى اسما مجازيا و للاستعارة ممكن...

فا كل ما أريده هو أن أتأكد من وجودها حولي ... لا أريد أن يمر يوم من دون أن

المحها ولو من بعيد ... يا كم أشتقت لغالية الجنية التي كنت أراها خلف عليا دائما

... فقد كنت أحيانا على جهل مني ألتفت أبحث عنها و عليا أمامي !

.
.
.

............. ذكرى من زمن بعيد ............

.
.
.

شاهين : وين أختج الجنية اليوم ؟

عليا : شعندك تسأل ؟!

شاهين : با قرص أذنها قدامج على الرسالة اللي عطتها خدامتنا توصلها لي .. تخيلي طاحت في أيد أمي و سوت لي تحقيق ..

عليا بإحراج : آسفه شاهين تعرف غالية مراهقه و متهوره و متقمصه دوري با القوة .. بس هين ارد البيت و أوريك فيها ...

.
.
.
.

غالية : أنت هيه ...

شاهين : خير شتبين يا الجنية ؟

غالية : الجنون تركب راسك أن شاء الله ..

شاهين : أي جذيه غاليه مو " صوتك با الأمس حلق بي في سماء لم أعرف بوجودها

قط "

غالية بإحراج : الشرها علي اللي أوصل لك إحساس عليا ..

شاهين يكتم ضحكته : ليش عليا موكلتج على مشاعرها ؟!

غالية تستجمع شجاعتها : لا موكلتني أوكلك تراب ...

شاهين تفاجأ بها ترمي التراب بوجهه : يال ... أستغفر الله . هين يا الجنية ..

.
.
.
......... عودة للواقع ............

.
.

أبو شاهين مستغرب : أنا قلت شي يضحك ..

شاهين ينتبه من ذكرياته : لا بس تذكرت شي ...

أبو شاهين : أقولك وكل محامي زين لنسيبك و أتعابه لا تحاتيها أن بدفعها ...

شاهين : و ليش كل هذا ؟!!!

أبو شاهين : شنو اللي ليش .. نسيبنا و باجر إذا غالية جابت عيال بيكون جد عيالك و شلون تبينا نخليه يموت في السجن ..

شاهين : أنا فاهم بس إذا هو فعلا كان ينقل شحنة مخدرات أعتقد الأفضل ما ندخل نفس بها الموضوع ..

أبو شاهين : و أنت عاد صدقت فيه .. الرجال مصلي و مسمي و الكل يشهد له و شلون يجي في بالك أنه يتاجر في المخدرات ..

شاهين : و المصلي و المسمي ما عرف يربي ولده اللي ضاع و لا حفظ بنته في بيته
و خلاها عاله على أمها و أزواجها طول ها السنين ...

أبو شاهين باستياء : هذي نظرتك لزوجتك ؟!!

شاهين : هذي نظرتي لأبوها .. غالية مالها ذنب في أفعاله و لاني بملزوم أوقف معاه

أبو شاهين : و أخوان غالية ؟ .. أمها تقول أنها ملزمه تأجر لهم شقة و أم جاسم تبيهم يعيشون في بيتها مدام ما فيه أحد بدال ما تأجره ..هم أولى فيه ..

شاهين : إذا هي مو راضيه أكيد عندها أسبابها و أنا ما راح أزيد عليها الهم و أعارضها ..

.............................. .................... ............

.
.
.
.

كا عائد من الحرب أبدو تتلقفني أحضان الأحبة و أبالغ أنا في إظهار مشاعري

الجياشة ..

منذ عودتي لمنزل والدي مساء الأمس و أنا لا اكف عن إظهار سعادتي أبدو كمن

أبتلع علبه كاملة من المنشطات لا أجلس لثانيه حتى أقفز و أركض في أرجاء المنزل

أصعد الدرج لسطح لأنزل بسرعه للقبو ...

أذهب لغرفة والدي و أنشر القبل على وجهه المبتسم لي لأعود و أصنع الكعك لعلي ..

.
.
.

علي يبعد منار و يمسح خده : بس ذبحتيني خلاص ما ابيج تبوسيني ...

منار تعاود أحتضانه و تقبيله با القوة : مو على كيفك با أبوسك لين أشبع .. مو سويت لك كيكه تحمل هذا الثمن ..

عذوب القادمه من الطبخ تطلق ضحكاتها العذبة: منار أتقي الله و خليه يروح في حال سبيله ...

منار تطلق علي من يديها ليفر هاربا : هذا حنا أطلقنا سراحه عشان عيون الغالية...

عبير التي لمحت نية منار في عينيها : لا طالعيني أنا شبعت من حضنج اليوم فكينا عاد و إلا أنا و علي بنقدم طلب لعزام يكنسل إقامتج ..

منار بسخرية : هههههه .. ضحكتيني و أنا ما ودي أضحك ..

عذوب و عبير يعاودن الضحك : خلاص عرفنا لج أثر الفيزا منتهية ...

منار تقفز من مكانها و تركض خلف أخواتها الهاربات ........

عزام بصوت حاد : مناروه ...

منار بهلع : أنا آسفة ...

عذوب : شفيك عزام معصب ؟!! .. ترى مو بس منار اللي مطلعه صوت إذا هذا اللي مزعجك ..

عزام يتجاهل عذوب و يوجه حديثه لمنار : بسرعه ألبسي عباتج و أنا ناطرج في
السيارة ...

عذوب بهلع : و ين بتاخذها ؟!!!

منار تختنق بدموعها : الله يخليك عزام خلني أقعد

علي و عبير يكررون الرجاءات ..

عزام الذي لم يمنح فرصه صرخ بهم : بس أزعجتوني .. وين بروح فيها يعني ...
أمي متصله تبيني أجيبها اللحين لأن غالية تعبانه و تبيها تقعد عندها ...

منار بخوف : غاليه شفيها ...

عزام يخفي ما يعرف: لو تروحين تلبسين عباتج بسرعه بنروح لها و بنعرف شفيها ...

.
.
.
.
.

................ في ملحق غالية ..............

.
.
.

جاسم : يعني في أمل ؟

عزام : غنام يقول التحقيقات ما أثبت عليه شي و اعترافه كله بسبب الضغط عليه على أن المحققين عارفين أنه كان ضحية طمعه إلا أنهم حبوا ينهون القضيه براسه و يفكون عمرهم من تحقيقات طويله مو متاكدين من نفعها !!

جاسم بذهول : و النتيجة سجن مؤبد !

عزام : مشكلته أنه ما لجأ لأحد منا و إلا جان اللحين طلع منها مثل الشعر من العجين كل اللي كان محتاجه محامي شاطر في مثل ها النوع من القضايا ...

جاسم بأمل : خلاص أجل نعين له محامي شاطر و نقدم ألتماس للقاضي نشك فيها بإجراءات التحقيق و نعيد فتح القضية ...

شاهين الذي دخل الصالة الصغيرة و سمع بعض من الحديث سلم على الحاضرين :

... نويتوا توكلون محامي لأبو ناصر !

جاسم الذي توتر من حضور شاهين المفاجئ : أن شاء الله ..

شاهين : و منو اللي راح يدفع أتعابه ؟

عزام بنبرة تدل على الضجر : حنا طبعا منو غيرنا ..

شاهين : بس يمكن غالية ما ترضى بأي دعم منكم خاصة بعد موقفكم السلبي منها ...

جاسم و عزام لم يعجبهم تلميح شاهين ..

عزام بنبرة هجومية : أنت أطلع منها و هي تصلح ...

جاسم يسارع في محاولة التخفيف من توتر الموقف : بغض النظر عن راي غالية أبو ناصر في يوم كان حسبة أبو و أقل شي نسويه أن نوقف معاه في محنته ...

شاهين يقف بضجر : البيت بيتكم أخذوا راحتكم و أنا أستأذن ..

عزام با استفزاز يضع قدمه اليمين فوق اليسار في إشارة للاسترخاء : الوالده و منار عند غالية و الأحسن أنك ما تزعجهم و حنا أكيد بيت أختنا بيتنا و بناخذ راحتنا فيه
على الآخر ..

جاسم يسند ظهره في مقعده الوثير في إشارة لاسترخائه : و أذنك معاك ...

.
.
.
.

شاهين الغاضب : تخيل طردوني من بيتي !!

مشاري الذي يحاول إسكات صغيرته التي لم تكف عن البكاء : و الله متفرغ .. اللحين أقولك بنتي ما وقفت صياح من الصبح و أنت شوي و تقول لي تعال طب معاي انتطاق معاهم ...

شاهين فجأة يطلق ضحكه من أعماقه : يا كانت أيام .. أطلبك الفزعه و تجيني طاير و اللحين بنوته صغيره تخليك محتار و أضعف خلق الله ...

مشاري يهدهد صغيرته في محاولة لإسكاتها : عن جد شاهين مو راضيه تسكت أخاف فيها شي .. أفحصها ..

شاهين يمد يده لأخذ الصغيرة من بين يدي أخيه : الأمورة سمية الوالده أن شاء الله ما فيها إلا العافية ...

مشاري الذي أستغرب صمت أبنته المفاجأ بعد أن حملها عمها : سكت !!!

شاهين : اكيد بتسكت أنا نقلت لها شعوري با الحب و الطمأنينة و أنت كنت تنقل لها توترك و ضيقك ..

مشاري يجلس و يزفر آه من الأعماق : محتار فيها .. أذيت خواتي كل يوم قاطها على وحده منهم و أمس خليتها عند خالتي سلوى و اللي قبله أبلشت خالتي نجلا فيها لدرجة أرضعتها من حليب ولدها بس مو معقول بخلي بنتي من أيد لأيد و من بيت لثاني ...

شاهين ينشر قبلاته على وجه الصغيرة : با الله في أحد عنده ها الأموره و يضيق .. تعوذ بس من الشيطان و أذكر الله ...

مشاري : أعوذ با الله من الشيطان .... و لا إله إلا الله ... تدري شاهين يوم زرت خالتي نجلا و شفت ولدها بحضنها ضاق خلقي على بنتي كأنها يتيمة ... المفروض اللحين هي في حضن أمها و تتربى بينا ...

شاهين يتأمل أخيه الذي سرح بهمومه : أقدر أكلم طلال بس أبي أكون متأكد أنك ما راح تفشلني ...

مشاري و كأنه لمح قارب النجاة : وعد .. وعد أني أمشي سيده و أحشمها و ما خليها تزعل أبد ...

شاهين : و قلبك ؟

مشاري : قلبي بيتعلم يحبها يكفي أنها أم بنتي ...

شاهين يمد أبنته له : أجل أخذ بنتك خلني أروح ازور تهاني و طلال لي معاه قعده باجر ..

.
.
.
.
.

حمل لي رائحة والدي الذي حرمت من حنانه بسبب غضب عمي .. أنا المتهمة
الأولى في فرار فيصل من قصر عمي و أنا في ذهنه المحرضة على العصيان و

للأسف والدي لم يوضح له الحقيقة و لم يبادر لدفاع عني .. تخاذله و أنحيازه لعمي

ذكرني باني فقدته منذ أن فقدت والدتي فا هو الآن زوج أم جاسم و المهتم الأول بكل

شأن يخصها و نحن الآن آخر مسؤولياته إن كنا با الأساس ما زلنا على القائمة !

.
.
.

تهاني تناول شاهين فنجان القهوة : با الأول كنت متضايقة بس اللحين فهمت وجهة نظر فيصل .. فعلا حياتنا صارت أحسن و حنا بعيد عن سلطة عمي ... نفسية فيصل
تغيرت قربنا من بعض و صرنا أحرار في اتخاذ قراراتنا اللي أبسطها كان لازم نشاور عمي فيها ....

شاهين يحتسي قهوته : عمي ما يستغني عن فيصل و بيرضى با الواقع بسرعة بس
الدورالأهم لازم يقوم فيه فيصل ...

تهاني : و شنو اللي مطلوب منه ؟

شاهين : أقنعي فيصل يستهدي با الله ويزور عمي القطاعه مو زينه و هو أكيد ما راح يطرده أقل شي بيتصرف كأنه جاي من سفره و طالع لسفره ثانية ...

تهاني بنظره متعجبة : شكلك محلل نفسية عمي و فاهمها عدل !

شاهين : لا محلل و لا مدقق المسألة و ما فيها أني اعرف عمي من عمر و من كم موقف فهمت شلون الحياة صايره في بيته... و فيصل و دلال أكبر مثال ..

تهاني تعاود ملأ فنجان أخيها : ضاري أمس جانا معصب و تهاوش مع فيصل و صوتهم كان عالي و اللي فهمته أن عمي مطين عيشتهم و ضاري يلوم فيصل على
اللي هم فيه ! ..

.
.
.

.......... با الأمس ..........

.
.
.

فيصل ينفث دخان سيجارته : يبون أرد أعيش معاهم التعاسة ... لو يحبوني جان قالو مبروك عليك الحرية و فمان الله ... مو اهرب منهم و ألاقيهم ظلي ..

تهاني : لا تلومهم محد يعرف يتعامل مع عمي مثلك تلقاه قالب البيت عليهم و مطفشهم بعيشتهم و هم مو قادرين يتعاملون معاه ... خاصة خالتي و البنات ...

فيصل : بيتي مفتوح لهم يبون يتجرؤون و يكسرون القيد بساعدهم غير جذيه ما عندي أي حلول ...

.
.
.

شاهين : حل منطقي ..

تهاني : بس جذيه مو بعيده عمي ينجلط ...

شاهين : مثل ما قلت لج فيصل هو الوحيد اللي يعرف لعمي و مدام هذا رايه فأكيد هو الصح ..

.............................. .................... ..................
.
.
.
.

أدس يدي بعناية تحت رأسه و أقربه من أنفي لأستنشقه من جديد رائحته العذبة تت
مساماتي و حبه يتعمق مع كل حركه رقيقة من أطرافه ...

وذاك الذي تحامل على نفسه و رافقني من أول لحظة بدء المخاض فيها حتى اللحظة

التي شهد كلانا أول صرخة لأبننا في وجه الحياة ها هو يجلس بجواري متأملا

معجزتنا ... صغيرنا الذي فاق كل تخيلاتنا ...



نجلا : سلطان حبيبي روح ارتاح مو معقول كل يوم من ترد من دوام لين نص الليل و أنت مقابل فهودي ...

سلطان : تلوميني في القمر ...

نجلا : لبى قلبه فهودي منو يلومك فيه .. بس عن جد لازم تروح ترتاح شكلك حيل تعبان ..

سلطان : فعلا تعبان و كذا شغله متعبتني ..

نجلا بقلق : خير شنو اللي متعبك ؟

سلطان : أمس لما ماجد ذبح تمايم فهد و عزم عليهم في بيت أبوج تضايقت ...

نجلا تقاطعه : ومن شنو تضايق ! .. هم أهلنا و إذا ذبحوا لولدنا ما فيها شي ...

سلطان : مو هذا القصد .. لو أنا اللي ذبحتهم كنت بحتار وين أقلط الرياجيل مو معقول بعزم بشقتي ...

نجلا فهمت ما يرمي له : لما يخلص القرض اللي عليك نقدر ناخذ قرض ثاني و نشتري بيت صغير على قدنا ..

سلطان : أنا فعلا مفكر آخذ قرض بعد ما أنتهي من قرضي اللي علي بس السبب بيكون أني برد الدين اللي باخذه اللحين و أبدء فيه مشروعي الخاص ..

نجلا بنبرة معارضه : سلطان لا تهور و تدخل في متاهة الديون عشان مشاريع مو مضمونه ..

سلطان بضيق : أنتي للحين ما عرفتي شنو مشروعي و على طول خليتيه يفشل

نجلا : سلطان خلنا نكون واقعيين أنت شعرفك با المشاريع و إدارتها ..

سلطان كمن صفع بازدراء : شعرفني با المشاريع ! ... اجل أنا كل ها السنين و شا كنت أسوي مو كنت مع أبوج بكل مشروع دخله .. مو كنت ساعده الأيمن اللي يدير معاه كل شي ..

نجلا : أنت شكلك زعلت .. انا بس أبي تاخذ وقتك في التفكير بالمشروع من كل النواحي خاصه أن راس المال راح يكون دين و كل اللي راح يدخل عليك من المشروع بيروح في تسديد الدين و إذا خسرت لا قدر الله ما راح تقدر ترد الدين إلا إذا أخذت دين ثاني و المشكله أن بتأسيسك مشروع خاص فيك راح تتخلى عن وظيفتك الثابته اللي مدخولها قوي و اللي مفروض تكون ضمانك للقرض ...

سلطان : كثرتي علي يا نجلا و أنا اللي كنت مفكر أنج راح تدعميني بما أنج زوجتي و أم ولدي ...

نجلا : و شنو نوع الدعم اللي يرضيك أقدمه .. إذا تقصد معاشي أنا ما عندي مانع أصرف على البيت و ادفع إيجار الشقة و أتكفل بكل مصاريفنا الشخصية بس مو معقول بيكفي معاشي إذا بيروح نصه لتسديد قرض مدته توصل لعشر سنوات ...
أن طعتني خلنا ناخذ قرض و نشتري بيت و بدال ما ندفع للإيجار ندفعها قسط للقرض و أنت الحمد الله تشتغل مع أبوي براتب قوي يخليك مرتاح طول عمرك ...

سلطان : أي طول عمري بكون خادم عند أبوج ..
مو كانت مشكلتج معاي با الأول أني ما أحلم و لا لي طموح ؟ . .شنو اللي غير رايج اللحين ...

نجلا : حنا وضعنا اليوم يختلف عن وضعنا أمس .. فهودي مسؤوليتنا الأولى و كل طموحاتنا لازم ما تعارض تأمين مستقبله ... أنا أقول خلنا بسليم بدال ما نغامر بمستقبل ولدنا ...

.............................. .................... ................
.
.
.
.

عرفتها عنيده منذ أن كانت صغيرة ... تختلف عن أخواتها بل لا تشبه أي واحدة

منهن .. و قد تكون الأكثر شبها بي !

أنا أيضا كنت ثورية .. مقاتلة .. و متحفزة على الدوام للانقضاض على من يحاول

أن ينال من كبريائي ..

لكن لنت مع مرور السنين و تعاقبها علي بتجارب شتى بعضها

ترك ذكرى جميله منها أسترجع الذكريات و ابتسم و منها ما زالت مرارتها أذوقه

مرغمة في حاضري ...

الواقعية هي خلاصة تجاربي ... منها تعلمت أنه عندما اجرد من قوتي مرغمة فا

سيكون غباء مني إظهار ضعفي ! .. إذا لا ضير من تجربة مسايسة القوى و كسبها

صديقة حتى يتسنى لي الوقت لاكتساب قوة جديدة من دون أن أخسر مركزي مهما

كان هش !

هكذا تعلمت من التجارب و كم أتمنى أن تتنازل غالية و تسمح لي أن أنقل لها ما

تعلمت ...

.
.
.
.

أم جاسم : لو مت باجر أنتي بتكونين من الورثة و ناصر بعد فا ماني شايفه شنو المانع من أن أخوانج و أمهم يسكنون في بيتي بدال ما تأجرين لهم شقة صغيرة و غالية في منطقة بعيده ...

منار بضيق : يمه لا تفاولين على نفسج ...

أم جاسم : شسوي فا أختج اللي راسها يا بس و مو راضيه تقتنع أني ما أتصدق عليهم

غالية : أخواني و أمهم مسؤوليتي و أنا اللي راح أحل موضوعهم لا تعبون نفسكم معاي ...

أم جاسم بحده : أنتي بتثبتين وجهة نظر بس تنسين انج تخاطرين في مستقبل غيرح المسألة مو متعلقه فيج المسألة متعلقه فيهم ...

غالية : شنو تقصدين ؟!!

أم جاسم : أقصد أن معاشج اللي عليه أقساط سيارتج و اللحين بيكون منه إيجار شقة لا يمكن بيغطي كل مصاريفهم و هم ما شاء الله تسع أشخاص مو شوية ...
ما يبون غير الأكل لبس ..مصاريف مدارس .. ما يبون مثل غيرهم روحات و جيات
للحدايق و المطاعم ... ليش تبين تضيقين عليهم عشان تثبتين و جهة نظر ...
ليني راسج و خليج واقعية ... خليهم تحت عينج في بيتي اللي هو بيتكم وقتها بيبقى من معاشج اللي يسد مصاريفهم و يعيشهم براحة ...

منار : فعلا غالية أمي معاها حق و بعدين أنتي لج في البيت كثر مالنا فا ليش متضايقه و مكبره السالفة ...

غالية : الموضوع مو بس جذيه .. أنا بعد عن ها البيت ..

أم جاسم : وين بتبعدين !! ... أنت شنو ناوية عليه ؟!

غالية : شاهين بعد كل مصيبة يلقيني ظهره ... عاد شوفي اللحين شنو يفكر فيه ..
و أنا عزت نفسي ما تقبل أني أقعد أنتظر حضرة جنابه يقضبني الباب ...

أم جاسم : أنتي ليش ما عندج ثقة بنفسج ؟!! ... لو يبي يطلق من الأساس طلقج اليوم بليا سبب ... مدامه ماشي معاج أمشي معاه للآخر و إذا تخلى عنج بتكون نفسج طابت منه أما أنج تهربين من شبح موقف ما صار و يمكن ما يصير وقتها محد بيندم كثرج بيمر عليج ايام كثيره بتقولين يا ليت .. و يمكن لو .. وليش سويت جذيه ...
بتندمين و تحطمين روحج ..

.
.
.
.............................. .................... .................
.
.

كأنه قطار سريع سحقني حتى أصبح هو حطام و أنا بقايا من إنسان كان !

.
.

تأكدت أني لم أكن أهذي و أن أبي فعلا يشاركني سجني .. بتهمة أبشع من تهمتي ..

فا إن كنت أنا المتعاطي فهو رأس الشر و تاجره !!

لم أواجهه و لم أحتاج أن أسأله فقد علمت بتفاصيل قضيته من احد الحراس ...

.
.
.

أبو مازن : ناصر أبوك يناديك .. وقف ...

ناصر بعد المشي بدء يهرول : ما راح أرد عليه .. هو لما دخلت السجن قال انه تبرى مني و هذا هو الوقت جى عشان أنا أتبرى منه ..

أبو مازن يمسك عضد ناصر بقوة ليقف : عيب عليك ها الكلام .. مهما كان هو أبوك وله حق عليك .. أنت الحين يا ناصر صايم و مصلي و تعرف أن للوالدين حقوق
و ما تدري يمكن وجوده في هذا المكان معاك له سبب .. يمكن ربي كتب يلتم شملكم في هذا المكان .. مكان لا أنت و لا هو تقدرون تكابرون فيه و لا يمكن واحد منكم يقدر يهرب من الثاني ... روح يا ناصر و اغتنم الفرصة ...


.
.
.
.

ذهبت له و استمعت بنصف ذهن ...

فقد كنت أعاني في محاولة التماسك و عدم ذرف الدمع ... نعم رؤيته بهذا الشكل

آلمتني ... يبدو جدا ضعيف منكسر صورته التي أعرف تلاشت و لم تعد ذاكرتي

قويه بما فيه الكفاية لاستحضارها ...

كنت قد عزمت أمري على الهروب حالما يحل الصمت لكن حتى بعد أن صمت لم

أقوى على الرحيل ....

جلست بجانبه أستشعر حضوره و أدخل ذاك الحيز الذي لطالما تمنيت أن أنتمي له

.
.
.
.

ناصر : الفرق بين السجن و برى أن وقتك منظم أكثر و تقدر تستفيد منه لأقصى
درجة ... و ها الشي بتعود عليه لأنه بيصير روتين حياتك ..
و أنا و المجموعة اللي معاي نقوم من صلاة الفجر .. و بعضنا يبدء يومه بقراءة القرآن و بعد الريوق نبدء حلقة الذكر لين صلاة الضحى .. في واحد أسمه أبو مازن راح أعرفك عليه هو اللي الله يجزاه خير شجعني أستفيد من وقتي بدال ما أهد روحي با الحزن و التفكير با الماضي اللي لا يمكن أرده ...

أبو ناصر ينظر لناصر بتمعن : أول مره أسمعك تكلم بها الطريقة المتزنة ...

ناصر بنبرة اتهام يغلف عتب : أنت ولا مره أصلا سمعتني ..

أبو ناصر : لأنك دايما كنت تصارخ و تجادل و لا مره حسستني أنك كبير و عاقل و ممكن أسمع لك و تسمع مني ...

ناصر : يعني أنا أصل المشكلة !!

أبو ناصر يزفر هما : لا طبعا ... المشكلة أني كنت أقارن نفسي بغيري حبيت اصنع
لكم مستقبل ما يقل عن مستقبل أخوانكم ... ما حبيت تكونون أقل منهم ماديا بس فشلت في كل الاتجاهات ... لا أنا اللي وفرت لكم البيت اللي يضمكم و لا الحياة الكريمة اللي ما تحتاجون فيها لأحد و لا قمت بأبسط واجباتي و هو أني اكون أب لكم
تعتقد يا ناصر أني مو ندمان و ما أحس أني حرمت نفسي منكم .. تخيل أحساسي
و أنا أبوكم و بنفس الوقت أبعد خلق الله عنكم ..

ناصر : و أنت السبب .. منو منعك .. و منو أصلا طلب منك أنك تكون أحسن أب في العالم .. لو كنت في كل موعد زياره حاضر كان بيكفينا .. لو كل عيد عايدتنا بأحضانك كان بيكفينا بدال ما تصدمنا بغيابك و أعذارك اللي حتى عقل الطفل ما أستوعبها ... و زدت الطين بله و أست لك أسره ثانيه و خليت حياتهم نسخه عن حياتنا إذا ما كانوا بحالة أسوء من حالتنا خاصة اللحين بغياب أي عائل لهم ...

أبو ناصر يضع رأسه بين كفيه ليصم سمعه عن الحقائق التي يسردها ناصر ...

ناصر يقف : با خليك تراجع حساباتك .. و على أنك تبريت مني يوم دخلت السجن أنا ما راح أتبرى منك لأنك دخلت السجن ... موعدنا الفجر إذا تبينا نبني علاقتنا من جديد ...

.............................. .................... .....................

.
.
.
.

كل عصر بدور تستحل التلفاز الموضوع با الصالة لتشاهد مسلسلها المفضل حيث يكثر الضرب و الصراخ ... لكن هذه المرة لم تكن بحاجة لفتح التلفاز فا المشهد حقيقي واقعي و ممتاز !!!

.
.
.

أسماء : أقولج فكي أيدح ...

أم ماجد : ماني فاكتها ... بوريها بنت ال**** شلون تحرش با ولدي ..

أسماء الغاضبة : أحترمي نفسج و فكينا من شرج و من شر ولدج اللي حاشر بنت
خالتي في المقلط ...

مزون التي تبكي بشده : و الله يا خالتي ما سويت شي هو ..

أم ماجد المهتاجه ما زالت ممسكه بشعر مزون و تضربها بقدميها : أنا أوريج أنتي و بنت خالتج ...

.
.
.
.

نايفه المرتاعة : ماجد روح فك البنت من أيدين أمي ... لو يجي أبوي اللحين بيلعن خيرنا كلنا ...

ماجد بعدم مبالاة : أنا مالي شغل ..

نايفة : شلون مالك شغل لا يكون تحسبني مثل أمي بصدق أن البنت قصت عليك و استدرجتك و انك ندمان .. ماجد أتقي الله و لا تخليه يعاقبك في محارمك ..

ماجد بغضب :أنقلعي عن وجهي ..

نايفة التي استغربت اسلوب ماجد : أنت شفيك كل هذا حقد شايله في قلبك .. لو الله كاتب لك منار جان أخذتها لو أمي وكل من في الديره أوقفوا بطريقكم ...

ماجد : شجاب سالفة منار اللحين و بعدين بنت خالة أسماء هذي اللي أسمها مزون وحده رايحه فيها و ما تستحي و هي اللي قاطه نفسها علي و انا بس وريت امي أن
منار اللي مو عاجبتها و مطلعه كل عيب فيها اشرف و اطهر من ها الحثالة و أن
ممكن بسهولة آخذ وحده فيها كل عيوب الدنيا ...

نايفة بضيق : خلنا من ها السوالف كلها وقوم فك بينهم ...

.
.
.
.

أم ماجد بأحضان أبنها : خلني أبرد حرتي في بنات ابليس ...

أسماء تحضن نزون : هين يا العجيز أن ما وريتج ...

أم ماجد تحاول التملص من بين يدي أبنها : عجزت عظامج يا ال****

أسماء : كل كلمه قلتيها بحقي و بحق بنت خالتي بتدفعين ثمنها غالي و ما أكون اسماء أن ما حرقت قلبج ...

ماجد يزجرها : جب و لا كلمه و فارقي أنتي و بنت خالتج ال****

مزون بصدمه : أنا !... و أنت شتطلع ؟!!

ماجد : ما في مقارنه بينا عشان تحطينا في نفس الجملة ... يله فارقي لبيتج إذا كان عندج بيت و لا اشوفج هني مره ثانيه ..

.
.
.
.

أستحق ... نعم .. أستحق كل ما يحدث لي ... أنا من بسطت كرامتي في الطريق و

و تركتها معرضة لأرجل المترفعين !!

حتى عباءتي المصقولة تركتها لأيديهم العابثة حتى تمادوا بأحداث الثقوب بها ...

لأصبح أضحوكة شبه مستورة !

.
.
.

أسماء : بس خلاص لا تبجين و وعد مني أخليه هو و أمه يدفعون الثمن ...

مزون تشهق بكاء مر : أسماء طلبتج وصليني البيت ..

أسماء : لا أنا أتصلت با أبو ماجد و أنتي بتقعدين لين يوصل ويشوفج بعينه و يسمع
شهادة الخدم ... بخليه يا مزون الليلة ياخذ حقج .. أنا لا يمكن أنام مقهوره و لا يمكن أخليج تنامين مضيومه ...

مزون برجاء : ما ابي شي أنا بس بروح البيت ولو مو الوقت متأخر جان رحت مع تاكسي بس خايفه على نفسي خاصه إني تعبانه ... تكفين أسماء وديني البيت ...

أسماء بعصبية : لا يعني لا .. بتقعدين و بنحل الموضوع اليوم ...

.
.
.
.

نايفه : يمه طلبتج روحي لها فوق و تسامحي منها ترى أبوي اتصل معصب يسأل
عن اللي صار و تلقين اسماؤوه كبرتها أكثر ما هي كبيره ..

أم ماجد : تخسى اروح لها و خلي أبوج يجي يشوف سواد وجه زوجته اللي فاتحه
بيتنا ملهى و مصاخه ...

نايفه تقبل رأس أمها و بنبرة رجاء : الله يرضالي عليج طيعيني ها المره .. تصرفي بذكاء و أسحبي منها الأعذار ... أبوي أن وصل و شاف مزون و حالتها بيقلب البيت فوق راسنا ...

أم ماجد : أنا اللي بقلب البيت فوق راس زوجة ابوح و جليلة الحيا بنت خالتها و أربيهم مدامهم ما تربوا في بيتهم أهاليهم ..

.
.
.
.

لا نفع من محاولة أقناع أمي فا هي عنيدة و مغتاضة و السبب كله ماجد اللئيم الذي

ترك الحريق و ذهب ليستريح !!

خالي سلطان هو أول من فكرت به ليساعدني لكن عندما اتصلت به أجابت نجلا

لتخبرني بأنها أقنعت خالي سلطان أن ينام مبكرا هذا المساء ...

و يا لسوء حظي ...

.............................. .................... .................

.
.
.
.

يتجاهل المعاندون الشرور التي تنمو على أعمدة حياتهم

و عندما يهم أحد المصلحون لتخليصهم .. يقطعون يده !!!

.............................. .................... ................

 
قديم   #39

جود ي الحلوه


رد: ينابيع الراحلين


ينابيع الراحلين

السادس والثلاثين







.
.
.

الجزء السادس و العشرون :


.
.
.

ألا ليت با الإمكان رؤية النتيجة قبل جهد الإعداد و سقوط الخيال ..

لكانت الحياة يسيره و الخطأ نسبته قليلة ...

لكن ...

أليس هذه دعوة لتجريدنا من إنسانيتنا ...

نعم نخطأ و ندم و ترق قلوبنا و نهض و نحاول أن نكون أفضل ...

و من كل خطأ نتعلم ...

و أي أمنية أجمل من الترقي في العلم عن طريق التجربة !

.
.
.
.

أخطأت .. أعترف ...

لكن هي روح التحدي التي تلبستني ... فقد خلقتها والدتي بعنادها و محاولتها رسم

خط حياتي من دون الأهتمام لرأي و مشاعري ... أستخفت جدا بي و جعلتني أحمقا

لا يبالي ...

لكن من المؤكد أن روحي المتحدية خارت قواها ما أن أتني نايفه تخبرني بأن

والدي يطالب با تواجدي أمامه ...

.
.
.
.

ماجد : ماني رايح له و بطلع و إذا سألج قولي له ما لقيته ..

نايفه : ماني جاذبه على أبوي و بعدين أكيد هو شاف سيارتك قبل ما يدخل البيت ..

ماجد بنبرة تحمل من التوتر الكثير : ماني رايح وقولي له اللي تبين ..

نايفه : ماجد طيع مني وروح لأبوي أصلا أول من فكر فيه هو أنت لا نادى أسماء و لا أمي يعني الكرة في ملعبك وأبوي يبي يسمع منك أنت با الأول قبل الكل
و عندي أحساس أنه بيوقف معاك إذا حس أنك صادق معاه ...

ماجد : الصراحه يا نايفه أنا خايف أروح له و أزيد الطين بله خاصة بينه و بين أمي

نايفه : ما راح تزيد الوضع سوء .. توكل على الله وروح له و تكلم معاه با الهداوه و العقل ..

.
.
.
.

أنصعت للواقع و أتبعت نصيحة نايفه و توجهت بسرعة لمجلس الرجال لمقابلة

والدي قبل أن يهزمني الخوف و أفر هاربا ...

.
.
.

أبو ماجد : أنا أبي أسمع منك و كلام الحريم ما يهمني ...

ماجد المتوتر : اللي بقوله ما راح يرضيك بس عندي أسبابي ..

أبو ماجد : قول اللي عندك و أنا اللي أقر أن كان بيرضيني أو لا ..

ماجد بعد تفكير قصير قاده للفظ نصف الحقيقة : مزون بنت خالة أسماء
شبه مقيمه عندنا و البنت الصراحة خفيفة و سفيه و مضايقتني ...
كذا مره حاولت تلفت انتباهي و أنا طبعا عارف أن ودها تلعب علي و أتزوجها و مو قصدها أكثر من جذيه بس أنا حبيت أأدبها ...

أبو ماجد يكتم غضبه : شلون يعني حبيت تأدبها ؟!

ماجد بضيق : ناديتها المقلط و ما مانعت و قعدنا نسولف و تجرأت عليها و هني عاد طبت علينا أمي و صارت الهوشه..

أبو ماجد القلق : ماجد أنت سويت في البنت شي .. شلون يعني تجرأت عليها ...

ماجد : ما وصلت معاي لهدرجة أنا بس خوفتها و أمي راح تفكيرها بعيد و أسماء بعد كبرت السالفة و طبعا كله نكايه في أمي و هي الله يهداها تدري أن بنت خالتها في البيت و لا فقدتها لما كانت عندي ..

أبو ماجد بحده : أسمع يا ماجد اللي سويته ما هي بعلوم عيال الحمايل و أنا بطوفها لك بكيفي بس لأني أتحمل جزء من الخطأ لان واضح أني ما عرفت أربيك ..

ماجد في محاولة لتبرير : يبه ..

ابو ماجد يقاطعه بزجره : فارقني و تسنع مع الرياجيل و أن سمعت بسالفة ثانيه مثلها لا أنت ولدي و لا أعرفك ...

ماجد بنبرة مؤكده : ما أنت سامع عني أن شاء الله إلا اللي يطيب خاطرك ...

.
.
.
.

خرجت مسرعا و أنا أتنفس الصعداء ... هم كبير أنزاح عن صدري و آخر أصطدم به !

.
.
.

ماجد : وين منحاشة ؟ ... عرفتي أنج خسرانه ؟

مزون التي أثقل الموقف حواسها : أنا لو يهمني الربح و الخسارة جان سويت لك فضيحه و خليتك الليله تبات في المخفر .. وقتها بتعرف منو الخسران ...

ماجد : و شنو اللي مانعج يا صاحبة الشرف و العفه ...

مزون بضيق : لأن ما عندي ظهر و بيجبروني ألملم السالفة و يمكن يوهقوني فيك
يا صاحب الأخلاق و معلمها ...

ماجد : أنا و انتي عارفين أن كل اللي كنتي تسوينه هدفه نتهي بزواج بس اللي ما حسبتي حسابه أن مر علي من أمثالج واجد .. وحده مثلج سهله و ما تحتاجين عقد و شهود ..

مزون تفاجأ نفسها بصفعه أستقرت على خد ماجد ..



ماجد يرفع يده ليصفعها با المثل لتشل بحرارة لسعت ظهره ....

ليلتفت للخلف و يكتشف مصدر الألم ...

.
.
.
.
.

نايفة : يمه تعوذي من الشيطان و هدي نفسج ..

أم ماجد ترمي ملابسها بعشوائية في حقيبتها العملاقة : يطق ولدي عشان بنت ال***

نايفة : يمه أنتي عارفه أبوي ما يرضى با الغلط و ولدج غلطان تحرش في البنت و انتي بنفسج شايفته ...

أم ماجد : اللي شفته وحده سفيه رايح برجولها لرجال غريب و مختليه فيه ...

نايفه : و الرجال طبعا معذور !!

ام ماجد : نايفوه ترى مالي خلقج ...

نايفه : خليج مني اللحين ... انتي إذا طلعتي من البيت وين بتروحين ؟!!

أم ماجد : بروح لأخوي طبعا ...

نايفة : أخوج اللي يشتغل عند أبوي ؟... حلو يعني بتوهقين خالي معاج وهو أبو عايله اللحين و مسؤول ..

أم ماجد : هو عزوتي و مالي غيره و أدري ما يرضى لي الضيم ..

نايفه : يمه لا تبالغين أبوي ما قال لج شي و ماجد ولده مثل ما هو ولدج و با كيفه إذا طقه و أدبه ..

أم ماجد : أي يطقه و يأدبه بس مو عند بنت أبليس ...

نايفه : عندها و إلا عند غيرها هو غلطان و يستاهل ما جاه و ترى يمه أنتي عندج بنات خافي الله ...

أم ماجد : لا تقارنين نفسج و بدور فيها هذي وحده ما لقت للي ربها ...

نايفه : يمه مزون يتيمه و صغيره و ما لقت اللي يوجها يعني معذوره قدام ولدج المتعلم و المتربي و الفاهم ...

أم ماجد : فارقي الله لا يبارك فيج و لا في أبوج ...

نايفه خنقتها العبره : ليش يمه جذيه تدعين علي و على ابوي ... يعني اللحين كل اللي تسوينه عشان ماجد ... ترى ماجد لعلمج سوى كل ها المشكله عشان يغيظج ..

أم ماجد باستغراب : يغيظني ؟!!

نايفه : أي يغيظج لأنه عرف أنج السبب في رفض أهل منار له .. و أنتي اللحين بتلحقين الخطا با خطا ... ترى أبوي عنده أسماء بنت صغيره و حلوه و أداريه مداره أما أنتي صرتي هم ثقيل عليه و لطلعتي من البيت بيلقاها عذر قدامنا و قدام الناس عشان يسحب منج كل الامتيازات . يعني لا بيت تامرين فيه و تنهين و لا معاش و سيارة و خدم آخرتها بتصيرين عاله على خالي و أختي اللي ما راح تحمل
أنج تشاركينها في بيتها و بترد لج الصاع صاعين و بتفتح كل الدفاتر القديمة ..

أم ماجد كأن كلمات نايفه وقعت عليها كا المطرقة : فيني ضيقة ما اقدر أسكت و أتجاهل ...

نايفة : إلا تقدرين إذا ما تبين تخسرين ... أبوي كل عمره يغليج بس عنادج خلاه يقسي قلبه عليج و يحرج بمره ثانيه تسكن بيتج ... طيعيني يمه و أظمن لج تربحين ترى محد تهمه مصلحتج كثري ...

أم ماجد بدأت تلين : شسوي اللحين ؟

نايفة : أبوي ما طلع من المقلط ضايق من بعد طلعة ماجد روحي طيبي خاطره و هوني عليه ترى أسماؤوه على أنه عطى بنت خالتها كف و طردها ما زعلت با العكس هذي هي عنده و تحاول فيه يصعد معاها فوق ...

.
.
.
.

ما إن ذكرت أسماء حتى تحفزت كل حواس أمي و أنطلقت بخيلاء كا فارس أرتدى حلة الحرب و هب واثقا با النصر ....

.
.
.
.

أشعر بأن كل الأوردة و الشرايين تعاقبني و تماطل في طمأنة قلبي ....

ما سمعته من حوار بين ماجد و مزون هو ما دفعني لأذية روحي ... نعم روحي ..

كل ضربه أنهلت بها عليه أوجعتني أنا ... لم يهرب من أمامي و لم يقي جسده من

ضرباتي أكتفى با الركوع أمامي و الاستسلام لغضبي و ما أن خارت قواي و أمرته

بأن يخرج من بيتي حتى أذعن على وجه السرعة و اختفى من أمامي ...

و باختفائه لمحت كل من حولي ....

أمه التي انهارت باكيه و حاولت ألحاق به و كانت نايفه أسرع منها بمنعها ...

و أسماء التي أبعدت مزون المذعوره من أمامي و توجهت بها بعيدا ...

و بدور الثوريه التي وقفت أمامي مؤنبة " ليش طقيت اخوي الكبير . .أنا ما أحبك "

و لا أنا لأستطيع أن أحب نفسي بعد الآن يا بدور !
.
.
.
.

غارق بأفكاره يكسوه الحزن بينما أشعر أني أحمل كأس النصر !

تحقق لي ما أريد من دون أي جهد مني ...

ماجد خرج مطرودا و أمه تنوي الفعل با المثل ..

و أنا هنا لجمع كل ما خلفوه حطاما لأجمعه بطريقتي و أرتبه بطريقة التي تحلو لي !

.
.
.

أسماء : يله حبيبي قوم معاي ...

ابو ماجد بملل : يا أسماء صارلي ساعه أقول لج ما ني رايح مكان روحي قابلي عيالج و أتركيني لحالي ..

أسماء بدلع : ما اقدر ... شلون تبيني أخليك و انا عارفه انك متضايق و زعلان

أبو ماجد : أنا بس متكدرلامتضايق و لا زعلان و بجي بعد شوي و انام بس بقعد شوي بروحي .. توكلي على الله و روحي لعيالج و خلي الخدامه تروح تنام ..

أسماء بدلال : لا تحاول ما راح أخليك لو تطردني ..

أم ماجد تفاجأهم با اقتحامها للمقلط لتوجه للجلوس يسار ابو ماجد بينما أسماء على
يمينه :

.... جعلني ما أبجيك لا تضايق نفسك و تكدر خاطرك و مويجد أنا اوريك فيه بخليه
يجي و يطيح على راسك ...

أبو ماجد المتفاجأ من موقف أم ماجد : ما أبي من ولدج شي ..

أم ماجد : طلبتك يا أبو ماجد لا تردني ...

ابو ماجد : لماجد لا تطلبيني شي ..

أم ماجد : طلبي مو لماجد ... طلبي لشوقي ... أبوه الغالي ..

أبو ماجد المستغرب : و شنو أطلبج ؟

أم ماجد ترسل نظرها لأسماء : حاجه بيني و بينك ما له داعي أصبها في أذن بزر ..

أسماء الغاضبه : شفت يا أبو ماجد تحارشني وتقول عني بزر ...

أبو ماجد ينفجر غاضبا : أنا اللي شكلي صرت بزر يوم اني جمعت الحريم على قلبي ... كل وحده منكم تعوذ من الشيطان وتروح لغرفتها و أنا الليلة بنام هني و ما ابي أحد يزعجني .. يله توكلوا على الله مدام النفس طيبه عليكم ..

.
.
.
.

نايفه : هذي حرب يا يمه مو من أول معركة تنسحبين ...

أم ماجد : أنتي و شعرفج بها السوالف ؟!!

نايفه : يمه أنا عندي عقل أميز و افهم اللي حولي .. و أنا متأكدة أن أسماء الليله ما راح ترتاح لين أبوي ينام في حضنها ...

أم ماجد تقف غاضبه : تسويها وجها عريض حتى لو طردها تجي وراه مثل الجلب

نايفه : إلا قولي ذهينه و تبي تعزز مكانتها في قلبه ... و انتي لو تبين تقهرينها تاخذين لحافج وسادتج و تروحين لأبوي و تقفلين باب المقلط وراج و شوفي إذا ما مات أسماء قهر منج ...

أم ماجد رافضة بشدة : ما بقى اللي هذي أسويها ... أقول بس فارقي خليني أصلي الشفع و الوتر..

نايفه : إذا تبين ترضين الله أبوي عندج أرضيه فيه ... و منها تكسبين لآخرتج و لدنياج ...

أم ماجد : نويف أنتي علومج صايره كبار ...

نايفه : ما صارت علومي كبار إلا من اسماء و ربايعها ... تدرين أن أسماء تسولف فيج عندهم تقول أن أبوي هو اللي هاجرج و مخليج على ذمته عشانج عجوزه و أم عياله ..

أم ماجد تنفجر با السباب و تنطلق مجددا للملحق لتحقق نايفه مقصدها من الاستفزاز

.............................. .................... ..............
.
.
.
.

منذ أن أسدل الليل ستاره و أنا أفكر با العودة و لا يمنعني إلا جهلي بما ينتظرني

أو بما لا ينتظرني !! ...

نعم قد لا أجد إلا الفراغ الذي خلفته برحيلها ...

ممكن ... و لما لا ...

و قد يكون رحيلها هو الحل !

أعرف أنه جبن مني أن أتمنى سرا أن ترحل ...

لكن أعرف انه ليس من الشجاعة أدعاء الرضى و التكلف به ... لست راضي عن

عن النسب الذي ربطت أبناء المستقبل به ...

حقيقة ... استشرى العار و الفضيحة في كل من له صلة بها .. و ما قد يستجد أعظم !

لكن والدتها رأس الأفعى باقية لا محالة و ما أنا في صد حل أي شيء بتخلي عن

غالية ... بل سوف أخسر !

يقينا اعرف بخسارتي لامرأة تهيم بي عشقا و أنا فارسها !

.
.
.
.

طال الليل و قصرت ظنوني و آمنت بأن الفراق محتوم و رحيلي مطلوب !

لملمت حاجياتي بطء لعله يفاجئني بنفض يدي مما فيها و جري بها لصدره حتى

يدفني بين أضلعه ... لكن كلها كانت خيالات تلاشت ما أن رؤيته واقفا أمامي و

البرود يكسو وجهه المتصلب و عينيه تترجاني بصمت أن أرحل من دون أن أحمله الذنب ...

.
.
.
.

شاهين : أنا ما طرتدج ...

غالية : و لا راح تطردني هذا مو أسلوبك لا يمكن تطلع نذل قدام المجتمع اللي يهمك رايه و محيرك شلون اطلع نفسك بصوره مثالية قدامه .. بس أنا بهونها عليك و أنسحب بهدوء من حياتك ..

شاهين : المجتمع اللي انا و انتي نعيش فيه ما خلقته و لا رسمت اتجاهاته و كتبت قوانينه ..
بس هو نفسه اللي راح يعيشون فيه عيالي و لا تلوميني إذا خفت عليهم من قراراتي

غالية تتوجه مره أخرى لحقيبتها لترمي بها كل حاجياتها بسرعة : وجهة نظر من شخص فعال با المجتمع !!

شاهين بنبرة رجاء : ابيج تعرفين أني أدوس على قلبي ..

غالية تلقي عليه نظرة معاتبة بينما عينيها تتلأ بدمعه تأبى الرحيل : و أعرف أن قلبك تعود على دوس رجلك !!

.
.
.
.

و هكذا رحلت ...

بعدما ضاقت حناياه عن احتوائي لأفيق على حقيقة وارتها أحلامي ...

هو فارس من صنع خيالاتي أثقلته بأحلام مراهقة .. أربكته بمشاعر لا يمكن أن

تصل إليه لا لتقصير مني بل لأن قلبه منبع التصحر ... لا يسكن به إلا من تعس حظه

لا واحة و لا أمان في قلبه ... لا يوجد إلا الظمأ من الجفاف و حر رياح السموم ...

صحراء ... لا تشبهه إلا هي ...

آسفة .. جدا آسفة ... لرحيل سنين عمري و أنا أبني مدينة حب نصبته واليها قبل حتى

وصول نظره إليها !

.
.
.
.

تركتها ترحل و أنا أودع قلبي معها بصمت لتصبح مجرد صورة من حكايا تباغتني

كلما تمنيت النوم ...

غالية تلخصت في ندم سوف أعض أصابعي عليه مدى الدهر ...

نعم ...

تخلصت منها و خلصتها من تخاذلي و جبني ... و هكذا استسلمت !

.............................. .................... .............................. ..

.
.
.
.

لم يمضي على وصولنا يومان حتى عادت دلال لعادتها القديمة !!

و كل سعادتي التي عدت بها من أيام السفر تلاشت عندما رفضت دعوة خالتي سلوى

للعشاء ....



.
.
.
.

أتبنى مفاهيم مزدوجة هذا ما لمحت له سلوى عندما أخبرتها أني مشغول و لا يمكن

لي أن استقبل جراح معها على العشاء ... و لإنهاء الخلاف قبل أن أخسر وافقت على

مض على الرغم من أني لا أطيق النظر لأي شخص يحمل في ملامحه بعضا من

تفاصيل شاهين ... الحقير تخلى عن أختي و هي في شده تحتاج بها لعون حبيب قبل

قريب ... نذل و حقير برتبة طبيب !!

.
.
.
.

جراح : كل هذي أصناف !.. شكلج يا خالتي من أمس و أنتي تطبخين ..

سلوى : تبي الصراحه أنا ما سويت إلا البرياني و كل اللي قدامك سوات أختي نايفة

ما شاء الله عليه ست بيت من الدرجة الأولى حتى أسأل جاسم كل جمعة تغدينا كثر

ها الأصناف أشكال و ألوان ...

جاسم يفهم ما ترمي له سلوى : يعني أنتي من الصبح في المطبخ على برياني !!

سلوى لم تعجبها السخرية التي تغلف نبرة جاسم : لا طبعا .. سويت كذا حلو و بذوقكم منه بعد العشا ...

.
.
.
.

بعد العشاء توجهت سلوى للمطبخ لتقديم الحلويات بينما تبعها جاسم ...

.
.
.
.

جاسم : أنتي أدلين على بنت عمي ؟!!

سلوى : أولا هي أختي يا ولد عمي و أقرب لي منك ... ثانيا البايره هي اللي يدلون عليها و نايفة كلن يبيها و لا يطول ...

جاسم : أي خير أن شاء الله .. شايفتني مدمغ ما افهم ...

سلوى تمد له أحد صحون الحلو : شرايك تسكر الموضوع و تعاوني ...

جاسم : ودي أساعدج بس ممكن أعطي ولد أختج فكره مو حلوه عن الزواج من بنات ابو ماجد ..

سلوى : يا سلام !!

جاسم : خليج ماشيه في الخطه و خليني قدامه سي السيد آمر و أنهي و أنتي تطيعين يمكن وقتها يتخيل وضعه إذا تزوج نايفه ..

سلوى : تدري أن دمك ثقيل ...

جاسم : شسوي أنتي ماخذه خفت الدم كلها ..

سلوى : بتصعبها علي صح ؟

جاسم : شوي ... خلي خلق الله لحالهم و لا أدخلين نفسج بحياتهم و مشاكلهم و نايفه بأذن الله بيجيها نصيبها ..

سلوى : جراح يناسب نايفه هو و هي من نفس الطينه ثنينتهم طيبين و الكل يحبهم ..

جاسم : بس مو شرط يناسبون بعض با الواقع و إذا نجحتي بخطتج ممكن تفشل بعد زواجهم هني عاد حليها ولد أختج و أختج ... منو بتوقفين معاه ..

سلوى تغادر المطبخ : فالك ما قبلناه ...

.
.
.
.

كانت الأقوى حضورا رغم غيابها !

عدت للمنزل و أسم نايفه يتردد با ذهني ... لم تكف خالتي سلوى عن جلب أي

موضوع ممكن أن تدخل أسم نايفه به ... حتى أبنائها شاركوها با الحديث عن خالتهم

با شغف ... و أنا للأمانه أستمتعت بتخيل دلال با شخص نايفه !

.
.
.
.

مشاري : جراح طلبتك ..

جراح الذي لتو وصل للمنزل : آمر ...

مشاري : خل زوجتك تكلم أمل يمكن تمون عليها ..

جراح : أنت للحين ما أستسلمت !

مشاري : من صجك تكلم أستسلم و انا بيني و بينها بنت ...

جراح : و الله ودي أساعدك يا مشاري بس ما أعتقد دلال تمون عليها و مدام طلال معند و ما نفعت واسطة شاهين و لا فادت حتى واسطة فارس فما أعتقد في حل ..

مشاري : شلون يعني ؟!!!

جراح : يعني بنتك عندك و بنتهم عندهم و أنت أصلا ما تحبها و ماني فاهم شنو فارقه معاك ردت و إلا طلبت الطلاق ...

مشاري بعصبية : أقولك بينا بنت !!! .. تبيني أيتم بنتي و أمها حيه ..

جراح : أمها تخلت عنها و أنت سويت اللي عليك و بريت ذمتك خلاص أنسى الموضوع و عيش حياتك و رب بنتك ...

مشاري بضيق : ليش محد حاس فيني !!

جراح : حاسين فيك بس أنت و لا مره سمعت نصيحتنا لما كانت أمل عندك و اللحين
لما أختفت من حياتك صرت ورانا بكل مكان تبيني نساعدك !

مشاري بنبرة و أسلوب هجومي : شوف من اللي يتكلم ... عاد أنت اللي تسمع النصيحة ..

جراح بحنق : شقصدك ؟

مشاري : أنت فاهم قصدي ..

.
.
.
.

نعم دلال هي قصده ... و أنا أعرف و إن أدعيت الجهل ...

يبدو أن الكل اتخذوا قراراتهم ونفذوها و إن كانت قاطعه و مؤلمة ...

تهاني لم تبالي بأحد و اتبعت زوجها و قطعت بخطوتها التردد لتنتقل لحياة أفضل ...

شاهين خلص نفسه من وضع لم يكن مرتاحا به ... قطع الحبل و مضى ...

أما أنا فجالس هنا أنتظر التفاته ممن كبلتني بعاطفة أصبحت عارا موشوما على

جبيني ...

.
.
.
.
.

جراح : الحمد الله على السلامة يا مدام ...

دلال : جراح و اللي يعافيك أنا اليوم ماني طايقه حتى نفسي ...

جراح : و انتي من متى صارلج نفس و إلا خلق ...

دلال : جراح توني جايه من بيت اهلي و مقهوره ودي أختفي و آخر شي محتاجه له أنك تسوي لي محاضره ما تنتهي إلا مع أذان الفجر مثل كل يوم ..

جراح بتهكم : أطربيني شنو الحكاية الجديدة اللي جايه فيها من بيت أهلج ...

دلال : ضاري ... المجنون ضاري سوى لنا مصيبة جديده ...

جراح بتململ : وشسوى ها المره .. ذبح احد ؟

دلال : ذبحنا كلنا ... و أبوي طاح علينا و هذا هو مرقد في المستشفى ...

جراح يهب من مقعده ويقف أمامها : شفيه عمي ؟

دلال : أرتفع ضغطه و تعب علينا و اللحين هو في الملاحظه عنده فيصل ...

جراح بغضب : وضويري شمسوي الله لا يبارك فيه ...

دلال انفجرت باكية : تزوج طليقة فيصل بنت السايق و لا مدخلها علينا و بطنها قدامها ...

.............................. .................... .........
.
.
.
.

مللت إراقة الحبر على السجاد و رسم خريطة .. و تسلق أشجار الحديقة و الطيران

في محاول مميتة ...

و لم تعد إشعال الحرائق و طمس المعالم هواية لذيذة...

و أعتقد أن الحياة سلبت مني و أني شبح يتجول في متاهات قصر الديكتاتور حتى

موعد الرحيل ...

سهى المنقذ ... رمت بين يدي لعبة جديدة و خرائطها جدا مفهومة و بسيطة ...

زواج و طفل و خلق حرب ! .. منه تنتقم و منه و والده أنا المنتقم !

و هذا ما حدث ...

لحظة تساوي كنوز ما حوت هذه الأرض ... لحظة رؤيتي وجه والدي و الذعر

يتخلل التجاعيد حول عينية و شفتاه اللتان صارعتا أمام إعصار الغضب الذي نطق

به و خر صريعا أمام ذهول الكل ...

وما أن وصلت به للمشفى و أنا أصلي سرا لموته حتى وصل فيصل و أستلم زمام

الأمور مره أخرى ....



لم يواجهني و لم ينطق بحرف على الرغم من استعدادي و لهفتي بصفعه بكل ما

يؤلمه لكن خيب ظني و تجاهلني !

.
.
.
.

سهى : و فيصل شقال لك ؟

ضاري يهب واقفا ليتوجه لنافذة و يزفر دخان سيجارته : يا ها الفيصل اللي متعبج و متعبني ....

سهى بضجر : أنت من جيت و أنت سرحان مو ملقيلي بال .. ممكن تعطيني دقيقة من وقتك و تقول لي با الضبط شصار ... شنو قال فيصل و شنو ردة فعله ...

ضاري يرمي عقب السيجارة من النافذة لينطلق في بحث عن الأخرى ....

سهى تلحق به : وبعدين يعني ... خلصني قولي لي شصار ..

ضاري يلتفت لها و يمسك بذراعها بقوة : تبين تعرفين شنو اللي صار ... فشلنا ...
فيصل ما اهتم با الموضوع و تصالح مع أبوي و أبوي فرحان بوجود فيصل معاه و
لا بعد أمي وخواتي و عمي و عياله كلهم حوالينه ... ما صار شي من اللي خطنا له
لا مات أبوي و لا أنهار فيصل و لا حررت أمي و خواتي و فوق كل هذا تورطت
فيج و في ها الطفل اللي ما أبيه ...

.
.
.
.

لم أهتم لأي كلمه ألقى بها هذا المجنون ...

هو من فشل و خسر .. أما أنا رابحه بكل لأحوال ...

فيصل لذي ألهب قلبي بهجرانه و نبذني بطلاق من أجل امرأة لا تنافسني بجمال و لا

علم يستحق كل ما يقذف به ...

يعتقد أنه بطلاقه مني تخلص من الماضي ؟!! ...

لا ... فأنا هنا و أرفض أن أكون هناك في الماضي ...

هذا الطفل الذي يكبر في أحشائي سيطارده إلى الممات ... هو عمه و المسئول الأول

عنه و با الأخص عندما يفارق ضاري الحياة .. لا لن أقتله و لن أؤذيه بأي طريقة...

فا ضاري سوف يقتل نفسه لا محالة بمحاولة أخرى مجنونة من مغامراته الغير

محسوبة ... فحالته العقلية في تدهور و ما أصابه اليوم كفيل بقطع آخر حبل يربطه

في الواقع ...

.
.
.
.

تهاني : لهدرجة تحبك ؟!! .. لحد الأذية !

فيصل : أهم شي أني ما أحبها ..

تهاني : بس أكيد مو عاجبك أنها تزوجت أخوك حتى لو تظاهرت با العكس ..

فيصل : زعلان منه و عليه ... هي سبب زواجها منه مفهوم بس سببه هو اللي

مضايقني و مزعلني منه وعليه ... هدفه ها المره أبعد من أبوي ... هو أكيد

أعتقد ان بزواجه من سهى بيضايق الكل و أنا أولهم بس اللي تناساه أنه كل اللي

يسويه ما عاد يفاجئنا و بنلقى طريقه نتأقلم مع أي مصيبة و نعالجها ...

تهاني : و الحل اللحين ؟

فيصل : بطلت أفكر بحلول ... يمكن الحسنه الوحيدة اللي طلعنا فيها أن أبوي بعد

ما طاح فهم أن ماله غير أمي و بناته ...

تهاني بحسرة : شوفته منكسر و زعلان عورت قلبي ..

فيصل : أزمة و تعدي كلها كم تمرين بعلاج طبيعي و يرد أحسن من الأول ...

تهاني : تبينا نرد نعيش معاهم ؟

فيصل ينفي الفكرة قبل أن تتبلور : أكيد لا ... ما راح أرد تحت أي ظرف و أهلي

إذا أحتاجوني بشي كلها مسافة الطريق وأنا عندهم ...

.............................. .................... ....................
.
.
.
.

لا خلاص في عالم الدوائر ... ما أن تحل عقده حتى نتعثر بأخرى !

.
.
.

عادت المياه لمجاريها بين والدي والدتي و أسماء خسرت بلا شك ...

قرار والدي بمنع أسماء من استقبال أي كان أصابها في مقتل مما زاد المشاكل بينها

وبين والدي و خاصة أنها عنيدة واثقة من مؤهلاتها الجمالية التي صقلها الشباب و

اعتقدت أن رأس والدي العنيد سيلين ما أن يراها تحزم حقائبها و تنوي هجرانه هو

وصغار !

لكن والدي فاجأها بمساعدتها في حمل الحقائب و توصيلها لمنزل ذويها من دون أن

يعيرها أي اهتمام !

.
.
.
.
.

أم ماجد تصيح با نايفة : سكتي ولد اسماؤوه أزعجنا ..

نايفة : يمه و انا و شعرفني شلون أسكته أنتي اللي أم و تعرفين شلون تعاملين مع الأطفال ...

أم ماجد : ما يقى علي إلا اربي عيال بنت أبليس ... سكتيه أبوج من أصبح و هو
تعبان وراسه مصدع ...

نايفه : أبوي من طلعت ماجد وهو تعبان ... شنو الجديد ؟

أم ماجد : من أتصل عليه واحد من المباحث موصيه أبوج يدور على ماجد و قاله أنه مختفي و لا لقو له أثر وهو ضايق ..

نايفه : أصلا مدامكم ما سمعتوا عنه شي هذا معناته أن ما فيه إلا العافية و إلا الأخبار الشينه توصل أسرع من البرق ...

أم ماجد : الله يرده با السلامة و يستر عليه ... هذا ثاني شهر من طلعته من البيت لا حس و لا خبر أحس عقلي بيطير مني من كثر التفكير ...

.
.
.
.
.

نجلا بحده : أبوي تعبان فاهم يعني شنو تعبان ...

سلطان برود : يعني شتبيني أسوي ؟!!

نجلا : مو داخل عقلي أنك ما تدري وينه ..

سلطان بنبرة هجومية : يعني أنا أجذب .

نجلا : أتغطي عليه با المختصر .

سلطان : و شنو استفيد ؟

نجلا : مدري شنو تستفيد أنت قول لي ... أبوي من طلعت ماجد وهو تعبان وصار له أسبوعين ما طلع من البيت و أنت حاط رجل على رجل و لا همك ...

سلطان الغاضب : شلون يعني حاط رجل على رجل ! .. و طلعتي من الصبح لين با الليل أكرف في حلال أبوج و أحفظه له مو مبين في عينج ..

نجلا خافت غضبه و تراجعت : مو قصدي بس ...

سلطان بحده : بس شنو يا مدام ... قوليها بصريح العبارة أنتي تعتقدين إني مستانس أن أبوج تعبان و ما عاد يداوم و أخوج مختفي و الملعب لي و أقدر أنتقم بكل بساطه
و أبوق و أنهب و أقب على وجه الأرض ...

نجلا : واضح أن خيالك اخذك بعيد ...

سلطان : جذابه .. هذا با الضبط اللي كنتي تفكرين فيه ... أنتي تنصتين علي لما أكلم أي شخص و تفتشين في أوراقي و تحسبيني مو داري ...

نجلا تختنق بعبراتها : أنا ما أبيك تغلط و يعميك حقدك على ..

سلطان يقاطعها : أنتي ليش ما تفهمين .. انا مو حاقد على ابوج ... أبوج زوج لي و هذا بحد ذاته يكفيني .. أفهمي عاد ... أنا أحبج ..

نجلا تسارع لرمي نفسها بأحضانه : و ان او الله أحبك ...الله يخليك لي و لا يحرمني منك ...

سلطان يحاوطها بين ذراعيه : و يخليج لي يا أم فهد .. و ماجد لا تخافين عليه مرده بيرد خليه يخلص الكاش اللي عنده وبتلقينه متصل فينا عن قريب ..

.............................. .................... ..............

.
.
.
.

أتراجع خجلا فأنا أخشى أن أصنع من نفسي أضحوكة ..

و لكن هذا الإحساس الطفولي المجنون الذي ينبض في قلبي يدفع كل مسلك للحواس

إلى التحرك لاحتضانه كلما جلست أمامه ..

... يا كم أتمنى لو كانت قامتي أقصر حتى أطلب منه من دون خجل أن يحملني

و أكون لصدره أقرب لأرمي برأسي على كتفه و أغط بنوم عميق لا أذكر أنه زارني

يوما ...

.
.
.
.

أبو مازن : تعبت و أنا أقعدك .. صاير نومك ثقيل ..

ناصر : يا ما أتذكر آخر مره نمت بها العمق ...

أبو مازن : يمكن لأن بالك مرتاح .

ناصر : أي و الله يا أبو مازن بالي مرتاح .. ما تصورت في يوم أني برتاح بسجن لكن سبحان الله ما لقيت الراحة إلا فيه !

أبو مازن : شفت يا ناصر كل أمورك من الله خيره .. هذا أنت في السجن لله أقرب
و من أبوك صرت أقرب .

ناصر : سبحان الله .. تصور يا أبو مازن ما عرفت أبوي إلا في السجن كان قبل مجرد أسم لشخص أكرهه ... شخص ما عمري ألتقيت فيه إلا مأذيني و إلا أنا مأذيه
أكتشفت فا أبوي صفات و سلوكيات ما كنت شايفها قبل ..و الأكيد أنه في إيجابيات كثيرة أكثر من سلبياته اللي دخلته السجن ..

.
.
.
.

أبو ناصر : أمس لما زارتني أم عبد الله قالت لي أن غاليه تطلقت من شاهين و هي اللحين عايشه معاهم في بيت أمك ..

ناصر : عندي خبر بطلاق غالية بس ما كنت حاب أقولك و أكدرك .

أبو ناصر : كله بسببي .. أكيد أنه ما تحمل كلام الناس عني و خاف يتورط أكثر بعيال من غالية يكون جدهم تاجر مخدرات ..

ناصر : مهما كانت أسباب الطلاق أكيد خيره لها ... و إلا غالية تستاهل رجال
يكون سند لها مو تلقاه ضدها أول ما يعطيها الزمن ظهره ...

أبو ناصر بنبرة تدل على الندم : غالية أكثر شخص تحمل أغلاطي .. هي اللي فعلا غلطت في حقها أكثر من الكل...

ناصر يهون على أبيه تعذيب الضمير : غالية قلبها كبير و أكيد بيجي يوم تسامحني و تسامحك ...

.............................. .................... ....................


هل يعقل أن يستمتع شخص سوي بمعذب يرجو الخلاص أمامه ...

نعم .. لكن !

فقط .. عندما يفهم أحساسه و كان يوما في مثل حاله !


.
.
.

عزام : صج أنك فاضي ..

غنام : جيب من الآخر بترص أختك على قلبك أكثر مده ممكنه ..

عزام : أختي مدامها بتكون عندك فا هي بحضني و مطمن عليها .. بس مثل ما تعرف الظروف ما تساعد .. و بعدين يا أخي خلنا كلنا نفرح معاك .. أنطر ناصر
يطلع من السجن و يفرح معانا و تفرح أخته فيه ...

غنام : و بعد زدت علي بناصر ... أول شي طلعت لي بسالفة غالية و عدتها و هذي هي خلصت العده و قلت يله تيسرت أموري جيت اللحين تعقدها و تقول أنطر ناصر

عزام : هذا مو طلبي ... عذوب قايله لي أن منار تبي العرس يتأجل لين ناصر يطلع من السجن ...

غنام : زوجتي خلها علي أن أنا أكلمها و اقنعها ...

عزام : أنسى يا حبيبي .. و مرتك ما أنت شايفها لين ليلة عرسك و هذا كلامي لك من أول ما ملكت و ما في شي أختلف ... خلك مضبوط و إلا ترى هونا و بنتنا عندنا ...

غنام بغيض : يا ها النسب اللي ذليتنا فيه ...

.
.
.

لا ... لم أستسلم .. ما أن خرج من الباب حتى هممت بتنفيذ الفكرة الجهنمية التي

تصدرت أفكاري لشهور ... نبرة صوتي جدا مشابهه لنبرة صوت عزام و يخطأ

الكثيرين في التفريق بين أصواتنا عبر الهاتف كنت أكرهه هذا التشابه في أصواتنا

و الآن قد يكون سببا في جلب من أحبت !

.
.
.
.

غنام أتصل بهاتف منزل أبو علي ليأتي صوت علي بدل من تمنى : أدري تبينا نطرك على العشى ...

غنام : أي أنطروني بس روح ناد لي منار أبيها ضروري ..

منار بعد ثواني : هلا ..

غنام أرتبك حالما سمع صوتها الرقيق : منار ؟

منار : خير عزام تبي شي ؟

غنام : أبي اللحين تقولين لي السبب الحقيقي اللي مخليج تأجلين العرس ..

منار مستغربه من سؤاله : ما عندي سبب غير اللي قلته لك ..

غنام : أنزين ابي أتأكد أن السالفة القديمه مو مخليتج تتخذين موقف من غنام و تأجيلج

مو خوف منه ..

منار أنتبهت أخيرا أن المتحدث ليس عزام : الصراحة أنا للحين أشوف غنام أبو تمبه

اللي صماخه كبر كرة أبراج الكويت ..

غنام يكتم ضحكته : شكيتيني يا مكاره..

منار : عزام راح يزعل إذا عرف أني كلمتك ..

غنام : خليج من عزام اللحين و ممكن أعرف ليش كل ما قرب موعد العرس أجلتيه

منار : أعطيك فرصه تفكر أكثر ...

غنام : كان عندي كل الوقت أفكر و أتخذ قراري عن اقتناع ... أنا أحبج .

منار با أستغراب : تحبني ؟!! .. انت متى عرفتني عشان تحبني ؟!!

غنام : أبرار لها الفضل بمعرفتي لج ... كل اللي كتبته عنج خلاني أعرف شخصيتج
الشفافة و الطيبة ... و كل اللي أنتي كنتي تكتبينه لها برسايلج الوردية خلاني أفهم
مشاعرج و أتصور أمنياتج البريئة ...

منار بنبرة حزينة : الله يرحمها ...

غنام : أنا ما قلت لج ها الكلام عشان أقلب عليج المواجع .. أبيج تعرفين أن أبرار
بغض النظر عن اللي سوته و طريقة رحيلها إلا أنها وصلتنا لبعض ...


منار : أنت فعلا مقتنع فيني ؟

غنام مبتسم : أي يا قلبي مقتنع فيج ..

منار بخجل : خلنا نطر ناصر لين يطلع ما باقي له إلا شهرين ..

غنام : خلاص شهرين و لا يمكن أسامح لو بيوم واحد ..


.............................. .................... ......................
.
.
.
.

لابد أنكم تتسائلون ما جرى لي بعد أنتهاء العده ...

لا شيء با المختصر ..

فقط لا اشعر بنبضات قلبي و عيناي ذبلت من كثر البكاء كل ليلة ...

تشاغلت بأخوتي و متابعة قضية والدي لكن المشكلة الوحيدة التي صادفتني هي

رؤيته صدفة في أكثر من مره ...

مرة و أنا خارجه للعمل سمحت لنظري أن يهرب مني لباب منزله و هناك رأيته

يبحث عن مفاتيح سيارته في جيبه ...

المرة الثانية توقفت أمامه عند إشارة المرور و كانت مرآتي العاكسة هي عدوتي التي

عكست لي وجهه المطبوع أصلا في كل الخلايا التي تكون عيناي التي لم تمل تأمله .

أما المرة الثالثة .. و الرابعة .. بل أكثر من مرة في الحقيقة .. نعم مرات عدة وقفت

بلاهة هناك أمام النافذة أتلص عليه كلما خرج من منزله و أصلي سرا أن يرفع

نظره لأعرف أنه فكر فيني ولو لثانية و لكن لم يحدث هذا ولو لثانية ...

دائما كان مشغول بهاتفه أو في البحث عن شيء بين أوراقه أو حقيبته ...

و ظللت على هذا الحال أتصلص من نافذتي و اقفز عند كل رنين للهاتف لعله هو

المتصل أو ليس منذ ثواني رأيته يحمل هاتفه مترددا با الاتصال !

حمقاء ... هكذا كنت و ما زلت حتى انتهت العدة و لم يطرق بابي راجيا عوفي و

غفراني ... لو كان فقط أتصل لكنت أنا من رجوت عفوه و غفرانه !

ندمت كثيرا أني لم آخذ بنصيحة والدتي ... فعلا ندمت .. ألم يكن يكفيني أنه يمثل

الرضى و أنه أراد فعلا المحاولة ... لما لم أساعده و أساعد نفسي بتجاهل كل

الأشباح التي تنادي با الفراق و تلوح لي في عينيه كلما أمعنت النظر بعد كل

لحظة عشق !


.
.
.
.

غالية على الهاتف : سمعتي آخر الأخبار ..

منار لم تعجبها نبرة غالية : خير غالية صاير شي ؟

غالية : شي عادي مو أول مره تسمعين فيه ها المره بس تأخر وصوله ..

منار : غالية جيبي من الآخر طيحتي قلبي ..

غالية : لا ريحي قلبج و خليج مثلهم كل ما تعلق فيهم قلب أذبحوه و قسوا قلوبهم أكثر ...

منار بشك : أنتي تقصدين أمي .. صح ؟

غالية برود : دخلت علينا بجنطتها مثل كل مره و الضحية ها المرة أكيد مو حنا .. خمني منو ...

منار بأسى : أبو شاهين !...

.............................. .................... ......................

.
.
.
.


أحيانا لا نستغرب الخطأ و با الأخص من متمرس في دهاليزه ..

لكن في حالة البعض الغرابة فقط با تأخر الوقت في تنفيذ مراسيمه !

.
.
.

.............................. .................... ....................

 
قديم   #40

جود ي الحلوه


رد: ينابيع الراحلين


ينابيع الراحلين

السابع والثلاثين ""الأخير""






الجزء الأخير :

.
.
.
.

حتى لرحيل كفاية ... و عودة من بعد خط النهاية !

و لا ينتهي الحلم و لا تموت أمنية في صدر مروج للحكاي !

.
.
.

وحيد ... كأني في بدايات اليتم تأخذني انعطافات المشاعر في زوايا القهر ..

مقهور من ما آل له حالي ... كيف استرسلت في عنادي و كابرت على لملمة

سخافاتي حتى زلت في لحظة .. و بت غريبا يتسول اهتماما ...

.
.
.
.

نايفه بهمس : خلاص عاد رد ... ما عاد عندي فلوس كل يوم أحول لك .. أبوي ما عاد يطلع من البيت و أمي مقابلته و لا أقدر آخذ منهم أي فلس ما عندي عذر و لا مناسبة أحتاج لفلوس لها ..

ماجد : و الله عاد دبريني أنا مو لاقي لي شغل .. تخيلي أنا بدون أبوي و لا شي .. ما انفع أصير حتى فراش .. و خلاص ربعي زهقوا مني كل يوم زابن عند واحد منهم ..

نايفه : زين شتبيني أسوي . . أنا أقول تعوذ بس من الشيطان و رد ..

ماجد : يا سلام أول ما طلعت كنتي مآزرتني و تقويني و تقولين لا ترد و طول بعد لين تعرف لك خط حياة واضح تعيشه بدون ما تعتمد على أحد .

نايفه بغضب : و هذا أنت فشلت و أنا غبيه يوم اني نصحتك أطولها و هي قصيرة... المهم طلعنا بشي واحد صح و أمي ردت لأبوي و أسماء تخلصنا منها للأبد ... رد عاد ..

.
.
.
.

لم أكاد أنهي جملتي حتى شعرت بمن يخطف الهاتف من بين يدي ... كانت أمي التي

أفرغت ولهها و اشتياقها عبر أسلاك الهاتف حتى تصل لقلب أبنها الهارب ..

لا أعرف ما دار بينهما من حديث كل ما أردت أن اعرفه ما سوف يصيبني من جراء

اكتشاف أمري ...

لأني أعرف أن ماجد سوف يُصفح عنه بمجرد رجوعه أما أنا سوف يبدأ عقابي !

.
.
.
.

أم ماجد : بيشاورج و لو ما وافقتي يا نويف بقوله أنج جذبتي علينا و ما هان عليج تعلمينا و حنا يا اهلج قدامج منشغله قلوبنا على اخوج ...



نايفه و دموع تسبق كلماتها : يمه أنتي فاهمه غلط ..

أم ماجد تقاطعها : فاهمه صح و إلا غلط اللي قلت عليه تسوينه و ما أبي أسمع كلمه غير اللي أمرت فيها ...

نايفه تبكي بحرقه و تصرخ بكلمات لقنتها أمها لها لترددها : حاضر .. وطيب .. و اللي يريضيكم يصير ! .. شتبيني بعد أقول .. تبيني أقطع عروقي عشان ترتاحين ..

أم ماجد تسارع بصفعه تجمْد بها أحاسيس نايفه و ترجعها للواقعه .. فا نايفة دوما

سوف تكون الابنة المطيعة التي تعرف أنها لم تحظى بأم رؤوفة !

.............................. .................... .......................

.
.
.
.

و إن أوصدت الأبواب على الأسباب و ألقت المفتاح في دهاليز الكتمان أعرف من

دون تصريح منها أنها ملت اللعبة و أنهتها على غفلة من اللاعب الوحيد الذي آزرها

لتجاوز محنها !

فا منذ وصولها إلى هذا اليوم لم ألحظ عليها أي تصرفات لا تماثل طبيعتها التي

نعرفها ... استغراق في مدارة الذات و إمتاعها في التبضع و تدليل الجسد الصامد

أمام التغيرات الطبيعية بكل ما أنتجته مصانع الجمال حتى هذه اللحظة .. في

المختصر أمي مشاركة معطاءة في أي فاعلية تأخذها بعيدا عنا !

.
.
.
.

منار : و أنتي شنو اللي مخليج محترقة في مكانج !

غالية : بعرف هي تطلقت و إلا لا ... على الأقل ما أنصدم لما أشوف العريس الجديد

منار : أرتاحي ما تطلقت .

غالية بإستغراب : و انتي شدراج ؟!!

منار بكلمات صريحه : سألتها و قالت لي ..

غالية : و ليش ما قالت لي !

منار بنبرة عتب : يمكن لأنج ما سألتيها ..

غالية كأنها صفعت با الحقيقة : فعلا أنا ما سألتها لأني أعرفها ما تحب أحد يسألها .

منار : بس بها السالفة لو سألتيها كنتي بتعرفين لأن الموضوع متعلق في طلاق مو شي عابر و السلام ..

غالية : الزبده يوم أنها ما تطلقت و ش مقعدها عندنا و إلا تغلى على شايبها ..

منار بنبرة مدافعه : على ما أتذكر هذا بيتها يعني مو هي اللي قاعده عندكم ..

غالية تبتسم لمنار : الظاهر أمي موكلتج مدافعه عنها ..

منار بثقة : بدون ما توكلني الحق ينقال ..

غالية : أنزين خليني أعدل سؤالي .. عسى ما شر ليش الوالده هاده بيتها الثاني و جايه لبيتها الأول ..

منار : ودي أقولج بس ماني متأكده من ردة فعلج ...خايفه قلبج يتعب أكثر من التعب اللي فيه ..

غالية بريبه : منار جيبي من الآخر ؟!!

منار : أولا اقعدي و خليني أقولج السالفة كلها يمكن تعذرين أمي و تفهمينها ...

.
.
.
.

... الزمن : قبل شهر من ذاكرة أم جاسم ....

... المكان : مائدة الطعام في منزل أبو شاهين ....

.
.
.

أم جاسم تقف لمغادرة المائدة : الحمد الله ..

شاهين الذي جلس لتو : يعني لحظرت الملائكة هربت الشياطين ..

أبو جاسم مذهول بوقاحه لم يعهدها عن شاهين مما جعله يزجر بغضب : شاهين !!

مشاري مدافعا عن شاهين : يبه لا تلوم شاهين ما يدخل مكان إلا أم جاسم تطير منه
قاصده تحسسه بأنها ما تطيقه ..

أم جاسم بنبرة تدل على السخرية : أنت ألتهي في بنتك وشاهين يعرف يرد عن نفسه و مثل ما شفت ما هو قليّل شر ..

أبو شاهين بعتب ظاهر في نبرته الغاضبة : الظاهر ما عاد لي حشيمة اللي زوجتي و عيالي كلن صوته أعلى من الثاني في حضوري ..

شاهين : محشوم يا أبو شاهين ... يعاود شاهين تسديد نظره كارهه لأم جاسم : بس أم
جاسم زودتها لين طفح فيني الكيل ...

أبو شاهين : أن كنت تقصد أنها ما تبي تقعد في مكان أنت فيه هذا أختيارها و أنت لك البيت كله ما هو بضارك بشي لجيت في مكان وأطلعت هي منه ... و بعدين أم جاسم
أم و عاطفة الأم تغلب المنطق و هي ما خذه بخاطرها منك و حقها و مسموحه فيه ..

شاهين يبتسم بسخرية و يعاود النظر لأم جاسم التي عاودت الجلوس بعدما أشار لها أبو شاهين أن تفعل : حتى أنا بعذرها لو كان هذا فعلا السبب الحقيقي .. و إلا شرايج يا أم جاسم ..

أم جاسم التي لم تعجبها تلميحات شاهين : راي أنك جاهل و ماني منزله من قدري وراده عليك ..

شاهين يكتم غيضا : لا تردين مو مهم بس لا تحاولين تحطيني في موقف أكون أنا الغلطان فيه على أن العكس هو الصحيح ...

أم جاسم تنظر لأبو شاهين : شاهين يبي يقولك ان سبب خلافنا مو غالية السالفة كلها ان عقله المريض صور له أن آخر مره زرت فيها ناصر كنت أتعذر فيه عشان أقابل أبوه !

أبو شاهين بانت عليه علامات الصدمة و هو ينظر بدهشة لشاهين : صحيح ها الكلام يا شاهين !

شاهين : السالفة مو جذيه ... بعد ما طلقت غالية جى في بالي أن أروح لأبو ناصر و استسمح منه و أطيب خاطره لأني خفت أنه شايل ذنب طلاق غالية و معتقد أنه السبب فيه و لما وصلت عرفت أن أم جاسم عنده .. و أنتظرتها لين طلعت و سألتها إذا أنت تدري بزيارتها لأبو ناصر قالت لي مو شغلك !!

أم جاسم هبت لدفاع عن نفسها : نبرتك كان فيها اتهام ما أقبله على نفسي .. أنا كنت رايحه أزور ناصر و قال لي أبوي يبي يكلمج في موضوع يخص غالية و عياله و ما شفت فيها عيب و لا نقيده أنا وياه قاعدين وحولنا فوق العشر مساجين مع عوايلهم
و كلها خمس دقايق وصاني بكم شغله تخصهم و توكلت على الله ..

أبو شاهين الذي لم يستطع إخفاء إستيائه مما سمع بينما ابنائه الثلاث و ابنته الصغرى الذين يجلسون حول المائده يحملقون به ليرصدون ردة فعله ...

: و ما كلفتي على نفسج تقولين لي ؟!! .. و يوم انج مو شايفه فيها شي ليش ما قلتي لي ... بس الشرها مو عليج علي أنا اللي خليتج تركبين على ظهري على آخر عمري
حتى عيالي ما عاد لي عندهم حشيمه و لا همهم رضاي و زعلي .. تهاني عصتني و لا عاد همها رضاي و جراح سلك طريقي و قلدني لين المره حكمته و شاهين مخليني يا أبوه طرطور تمر السالفة تحت عيني و لا ينبهني ..

شاهين قفز من محله وتوجه لأبيه ليركع أمامه و يمطر كفيه با القبل : و الله لك الحشيمه يأبو شاهين و ما عاش من يزعلك ...

.
.

................. و تمتد الذكرى على لسان أم جاسم لمنار قبل شهر ...................

.
.
.

أم جاسم تخنقها العبرة : كلهم قاموا من محلهم و حاوطوا أبوهم اللي لمهم واحد واحد و تعذر منهم و أنا كنت هناك قاعده منبوذة كأن مكتوب علي راس الشيطان أقطعوه
قمت من محلي محد لد النظر فيني و لميت أغراضي و طلعت قدامهم كلهم و لا أحد منهم أهتم إلا حسيت بنظراتهم فرح و كأني سمعت الشكر و الحمد أول ما سكرت الباب وراي ...

منار : و أبو شاهين طلقج ؟!

أم جاسم : أبو شاهين ما كان موجود و لا درى عني ..

منار : يعني شلون اللحين أنتم قررتوا تطلقون ؟

أم جاسم : مدري عنه ..

منار مستغربه : من متى يمه تخلين مصيرج بأيد غيرج ... خبري فيج لبغيتي الطلاق طلبتيه و لا همج ..

أم جاسم تنظر لمنار بعتب : تعتقدين أني أطلب الطلاق دلع و إلا يهون علي كل يوم و الثاني مطلقه ... لازم يكون في سبب ..

منار : و اللي صار مو سبب كافي ؟!!

أم جاسم : لا طبعا مو سبب كافي ... و أبو شاهين تصرفه طبيعي ..

منار لم تستوعب : أجل ليش أخذتي أغراضج و طلعتي !

أم جاسم : عزت علي نفسي خاصة لما حسيت كلهم يكرهوني و ان أبو شاهين ندم حتى لو اللحظه المهم وصلني أحساسه با الندم على زواجنا . قلت في نفسي خليني أطلع با كرامتي لأني أعرف أبو شاهين نفسه عزيزة و مو من طبعه يهين مره و لا هو بهايني و قاطني بشارع .. وقتها فهمت شعور غالية لما غلّبت كرامتها على عاطفتها وقررت تنسحب .

منار : بس شاهين طلق غالية بسرعة و ما خلاها معلقة .

أم جاسم : اللي أنا فيه مو تعليق أنا عارفه موقفي و موقفه .. أبو شاهين ما يبي يطلقني ولا شايف أنه غلط عشان يجي لحد عندي و يعتذر .. و أنا أبي أرد بس مو قبل ما أتأكد أني لما أرد يكون كل من في البيت عارف أني راده و كرامتي زادت ما نقصت ...

.
.
.

........... و عادت منار من سرد الذكريات ..........

.
.
.

منار : فهمتي اللحين أن شاهينوه النذل هو السبب .. طلقج و قام يحرث لأمي عشان يطلقها من أبوه ..

غالية : منار لا تصيرين عاطفيه أكثر من اللزوم .. أمي تحمّل جزء من الغلط ..شاهين ما لمح لشي لين طفح فيه الكيل من تصرفات أمي المستفزة ..

منار بنبره حاده : أنتي للحين أدافعين عنه ! ...اجل خليني أقولج آخر خبر بس أخذي بنصيحتج و لا تصيرين عاطفيه أكثر من اللزوم ..

غالية بتوجس : جيبي من الآخر .. شعندج ؟

منار : نايفة أخت سلوى اليوم الصبح صارت رسميا حرم السيد شاهين ...

.
.
.

نحرتني ... و صمت أذني لتموت حاسة السمع رافضة صوتها و هي ترتل الحزن

أمام نعشي ترتيل المعزين ...

ليشخص البصر و تصبح الرؤيا عدم .. و رحلت في غيبوبة ألم تتقاذفني بها حمم

الوجع ....

.
.
.

صرخات الهلع و صلتني من كل صوب و حدب حتى ضاعت الاتجاهات و أختلت

خطواتي ... و لم أصل لمصدر الصوت حتى نفذ كل الأوكسجين الذي مدتني به رئتي

لأختنق أمام ذاك الجسد الهالك في أحضان مرعوبة تصرخ بجنون طالبه عوني ..

.
.
.

منار وصوتها مبحوح بكاء مؤلم : يمه غاليه مات .. أنا السبب يمه .. أنا ذبحتها

أم عبد الله تمسح على وجه غاليه با الماء البارد : لا تفاولين على أختج .. أكيد مغمى

عليها ...

منار تصرخ في أم عبد الله : مات .. مات شوفيها ما تنفس .. ما تنفس ..

أم عبد الله تصرخ بأم جاسم التي تقف بذهول : أتصلي با الإسعاف بسرعه ...

عبد الله الصغير يقفز من عند الباب : يمه أنا اتصلت على الإسعاف ...

.............................. .................... ...........
.
.
.
.

متفاجئون !

الأمر أبسط مما تظنون ... وقعت تحت ابتزاز والدتي بعدما اكتشفت أني كنت أخفي

عنهم معرفتي بمكان ماجد و لعدم أخذ الأمور لمنحى آخر لا يساعدني وافقت على

المتقدم الذي من البديهي أن توافق عليه إي فتاة أي كانت ظروفها ...

شاهين ... شاب خلوق متعلم من أسرة قريبة لعائلتي فشل في حياته الزوجية لنفس

الأسباب التي كانت في عقل والدتي عندما رفضت منار زوجة لماجد ..

إذا موافقتي منطقية !

.
.
.
.

سلوى مخفه عن نايفة : الله يباركلج و يتمم لج با خير ... شاهين ما في مثله اثنين .. حبيب و رجال يعتمد عليه و فعلا أنتي محظوظة أنج خذتيه ..

نايفه تبتسم لسلوى : شفيج سلوى ؟ ... كل هذا حماس لشاهين و إلا يمكن خايفه أني متعلقه في أخوه ؟!

سلوى بنبرة ذعر فشلت بإخفائها : لا مو قصدي .. أصلا جراح و لا شي قدام شاهين

نايفه تعاود الأبتسام لسلوى : و نعم فيهم كلهم ...

.
.
.
.

سلوى الغاضبة : أنتي السبب ...

نجلا مستغربة : أنا !

سلوى : أنتي عارفه أن شاهين قلبه مو معاه تروحين و تقترحين عليه نايفه !

نجلا تبتسم بعدما فهمت سبب غضب سلوى : يعني جراح اللي قلبه معاه !!

سلوى : نجلا لا تجننيني ... تدرين لو مو غلاتج جان هذي آخر مره أكلمج فيها ...

نجلا : تعوذي بس من الشيطان .. و أنا ما أقترحت نايفه لشاهين و لا حتى لمحت له عنها ... في الواقع أنتي السبب ..

سلوى : أنا !!

نجلا : أي أنتي .. كل ما سيرتي عليهم قلتي نايفه سوت و نايفه حطت .. لين حطيتيها في مخه ..

سلوى بذهول : أنا !!

نجلا : أنا عارفه أنج كنتي حاطه جراح في بالج بس من كبر حظ دلال شاهين هو اللي أقتنع في نايفه و لعلمج بعد جراح هو اللي أقترحها عليه ..

سلوى با خيبة : آخ يا القهر .. فعلا دلال أم حظين !

.............................. .................... ........

.
.
.

أشعر بأني محظوظة !

مرت علي الأيام الماضية با كثير من الهم الذي أرق مضجعي .. .كنت على وشك

خسارة جراح بسبب المكيدة التي كنت أشعر بها تحاك من قبل خالته الشريرة ..

كل يوم كنت أحاول أن أكسب جراح من دون أن أخسر و أتنازل عن موقعي الذي

ارتضيته و كل يوم كنت أشك بنجاح مساعيي حتى غمرني الفرح بتخليص القدر !

و ها هي نايفة أصبحت زوجة لشاهين بلمح البصر ! ...

.
.
.
.

جراح : طالعة ؟!

دلال تلبس عبائتها : بنت خالي عازمتني على عشا ..

جراح بحده: مو مهم معزومة و إلا بتطفلين على عزيمة الموضوع يتعلق في اللوح اللي جالس قدامج .. أستأذنتيه أو لا ؟

دلال تخفي امتعاضها من نبرته الفظة حتى لا تزيد شعلة غضبه و با الأخص أنها تعلم بأستيائه مما صرح به والده يوم خلافه مع أم جاسم : حبيبي ما أعتقدت انك بتمانع بس إذا ما أنت براضي خلاص ما له داعي أروح و اللحين أتصل على بنت خالي و أعتذر منها ..

جراح : يكون أحسن .. بس با الأول اسمعي اللي قررته ..

دلال : اللي قررته !!

جراح : يوم الجمعة لج تبين تسيرين تروحين تسوّقين تعشين عند صديقاتج أو أهلج بكيفج أنتي حره أما باقي الأسبوع ما تعتبين باب ها البيت إلا لشغله ضرورية و معاي بس .

دلال : عندي إحساس أنك ما هليت علي القرار الرئاسي إلا و أنت مجهز العقاب أول ما أرفضه ..

جراح بتحدي : يعني أنتي رافضته؟

دلال تجلس بجانبه : مو رافضه تماما بس أعتقد قرارك يبيله بعض التعديلات عشان أرتاح معاه ..

جراح يستريح على مقعده و ينفث الضجر من رئته : بروح معاج للآخر ... قولي اللي عندج ..

دلال : ما راح أبدا أبدا أطلع كل يوم من البيت بس ما أبي تحدني على يوم واحد و تحسسني أني سجينه و يوم الجمعة هو يوم الفسحة ..

جراح يعلم يقينا بمنطقية ما ذكرت لكن لمعرفته بدلال العنيده أراد أن يتمسك بموقفه :

كلامي واضح ... تبيني يا بنت عمي تمشين على اللي أنا أبيه ...

دلال بذكاء الأنثى التي تعرف أن زوجها مجروح بكرامته : أكيد أبيك و أنا مستعدة أتنازل بس لأني أحبك حتى لو أنت ما تحبني ..

جراح يرفع حاجبا : أسلوبج خبيث ..

دلال : الخباثه يستخدمها اللي يعرف غلاته و يساوم مقابلها ..

جراح : ها الكلام با الضبط ينطبق على موقفج ..

دلال : و عليك ..

جراح : أنزين و علي ... و بعدين بتحديني يعني ؟

دلال : لا ... قلت لك أنا موافقه على كل اللي تبيه ...

جراح بشك : كله ؟ ... توج تقولين تبين تعدلين على شروطي .

دلال : حسيت أنك ها المره مستعد تنازل عني و أن شروطك ما هي إلا عذر لخطوة الفراق فا قلت أتراجع خطوه و خطوه و أكثر يمكن أرد لمحلي يوم لي غلا ..

جراح : المسألة يا دلال مو في محل الغلا .. المسألة في شكج بقلبي اللي كله مكانج
فيه أحتويج و أضمج و ادفع عنج كل الحزن .. أنا بيتج يا دلال مو سجنج ... ليتج بس تفهمين ..

دلال : تلومني ؟ ... أنا خايفه .. شفت لك وجه يشبه لوجه أبوي في كذا موقف .. خفت أكون أمي و أنا في غفلة ...

جراح : أجل أسمعيني يا دلال .. انا مو عمي و أنتي مو أمج .. لا تقارنين حياتنا بحياة أي أحد حتى لو با حياة اسعد زوجين على ها الكوكب .. أنا و أنتي حياتنا غير ما يلونها إلا تفاهمنا و أحتوائنا لبعض ..
احترميني يا دلال ... شنو ها الطلب الكبير اللي مو قادره تلبينه ؟!!.. كل اللي أبيه
أحترامج ... ما ابيج تحبيني أكثر و لا تخدميني و تعطيني نور عيونج .. كل اللي أبيه
تحترميني و ما تقارنيني بأحد و تحكمين علي بعدل ..

.
.
.
.

ليت للحكمة مكتبة للإستعارة لكنت الآن أقف با الباب أنشد الحلول و فك العقد !

كل ما يلقي به جراح على مسامعي يصل قلبي بسهوله فا يتطفل عقلي و يشك به !

قبل يومان فقط وقفت أمام تهاني مدافعه عن موقفي و حياتي التي أصبحت محل

أنظار الكل ... كل من في هذا البيت يفتي بما يجب أن تكون عليه حالي .. الكل يراني

المشكلة و يجب إصلاحي !

و المضحك أني لا أرى أني معطوبه بل اشم رائحة العطب في المتطفلين من حولي

و أود لو اصرخ بهم هذه حياتي !

لكن هل أنا قادرة على تحمل ثقل الخسارة و مرادفاتها من ألم نفسي و شقاء و تعاسة

نعم خسارة ... فراق جراح العاشق أكبر خسارة ...

لن أكابد في حرب أعرف أني سأكسبها يوما و سوف يتنازل عنها جراح طوعا

نعم .. حياتنا سوف تستقيم بتلبية أحتياجاته و أحتياجاتي .. با أحترامه !

لأحترم كلمته و أمتثل لأوامره أمام الكل و في الخفاء سيكون لي عبدا !


.............................. .................... .................
.
.
.

يحملها معه للتنقل من يمينه ليساره و ترافقه في حله و ترحاله ..

مرات عدة يتأملها في ميدالية مفاتيحه التي تحمل إهدائها...

و أحيانا ينعكس صوتها في قلمه الفضي الذي يجلس شامخا فوق قلبه ...

حتى بقايا عطرها أكاد أشمه مختلطا في ثنايا ياقته !

ذوقها .. فيما تحب أن تأكل أصبح ما يتلذ به و يجب أن يكون وسط المائدة و في

المتناول ! ..

ذوقها ... فيما تفضل من برامج أصبح في قائمة المفضلة !

يجلس لساعات يتصفح كتبها ... و يقرأ ما كان لا يفقهه !

رغم غيابها إلا أنه يصر على تواجدها معنا و معه !

و كم علامة تعجب تثيرها تصرفاته الغير واعية ..

أشفق عليه ... ما زالت تقبع هناك في قلبه و تقابله سرا كلما شرد ذهنه في ذكرى

مضت .. أثارتها .. أبواب تجاوزتها لاحتضانه شوقا ... و كوب قهوة اعتادت

لثمه ليعود هو لارتشاف بقايا من شهد على أطرافه !

أبي العاشق رجل لم أراه من قبل و ها أنا أتعرف عليه عن قرب !

.
.
.
.

جراح يطل من النافذة عندما سمع صوت صفارة الإسعاف يقترب بينما رهف تناول والدها قهوته ...

.
.
.

رهف بخوف تضع يدها بالقرب من قلبها : الله يستر شكل سيارة الإسعاف دخلت شارعنا ..

أبو شاهين : جراح يا بوك روح طل بشارع ليكون أم بدرية صاير عليها شي قبل يومين أبو سعد يقول أنها تعبانه و جاراتها يتناوبون عليها ..

جراح بدى القلق على ملامحه : يبه سيارة الإسعاف وقفت قدام بيتنا !

أبو شاهين يقفز من مكانه ليطل من النافذة ليستطلع الأمر : إلا قدام بيت أم جاسم !
.
.
.
.

كإعصار تجاوزني أبي و هرع للخارج مرعوبا ... على لسانه " يارب أستر " .. " يارب أستر " ...






لابد أنكم تتسائلون ما آل له حال ضاري .. .أصبح أكثر جنونا .. و آخر مغامراته هو

خطف أبنه !



جنت سهى و احترق قلبها على فلذة كبدها الذي أختفى مع أبيه ...

و ما وجدت من الحلول إلا الشكوى و نشر الفضائح بين البيوت حتى بات سيرتنا

على كل لسان ..

.
.
.
.

ام فيصل : يا فيصل هذا أخوك مهما صار لازم أدور عليه ..

فيصل : ما راح أدور عليه ..و يمكن هذا أحسن شي سواه .. رحل و أخذ ولده معاه ينقذه من أم حقوده ..

دلال : و يعني هو اللي بيكون لولده افضل .

فيصل : ليش لا .. يمكن من ولده يتعلم العقل ! .. يمكن المسؤولية الجديدة تخليه يختبر جانبه العاقل !

أم فيصل : و حنا بنقعد على رجا يمكن و ليت ...

فيصل : كان معاج لسنين و سنين شنو سويتي عشان تنقذينه من نفسه ... يعني اللحين إذا جبته قدامج بتسوين اللي ما قدرتي عليه كل ها السنين !!

أم فيصل : لا تصير أنت و الزمن علي يا فيصل .

فيصل بصدق : أنتي يا يمه اللي ظلمتي نفسج و إلا الزمن عادل !

.
.
.
.

لم أبحث عنه .. و ودعت أخي لرحيل منذ آخر لحظات جنونه ...

لن ألبس قناع المنقذ و ارمي بنفسي خلفه كلما أرتكب حماقة .. لم يعد طفلا هو رجل

يفوقني طولا و إن نقص عني عقلا ... ليذهب و يختار طريقه فنتائج أفعاله هي

مصيره ...

لن أحبه أكثر من حبه لذاته .. هذي سذاجة .

.
.
.
.

وصل المسعفون سريعا بينما نحن نحملق بجزع لتلك الساكنة في أحضاننا ... لم تكف

أمي عن البكاء و هذه سابقة .. لا أذكر أني رأيتها يوما بمثل هذه الحال فقد كانت

دوما صلبه على الرغم من كل المآسي التي مرت عليها .. من موت عليا المفجع إلى

دخول ناصر السجن و فضيحة أبرار و فقد أختها الوحيدة للحزن ...

و لم يخف تواجد أبو شاهين المفاجأ من حالتها الغريبة التي تفاقمت حتى سقطت

مغشيا عليها حالما فتحت غالية عينيها بتعب ...

.
.
.
.

غالية : شلونها أمي ؟

منار : بخير ... ارتفاع با الضغط و كلها إبرة و صحت .. الله يسامحج خرعتينا عليج

غالية بوهن : أنتم الله يهداكم على طول أتصلتوا با الإسعاف جان غسلتوا وجهي بماي بارد او شممتوني عطر.. بصل ..ا للي موجد و لا أنكم تسون فيلم هندي يحضرونه كل الجيران ..

منار تبتسم بحب : أولا شكلج رحتي في سابع إغمائه لأنه ما فاد فيج شي و ثانيا الحمد الله طلعت خيره و هذا الحطب طاح بين أمي و أبو شاهين يعني أنتي أخذتي أجر بقلوب تحب .. شعليج لج الأجر يا غلوي ..

غالية بسؤال يخفي خيبه : تصالحوا ؟

منار تقرب ملعقة الحساء لغالية للتناوله : من طلعوا المسعفين و هو مقابلها بغرفتها
يعني الظاهر تصالحوا ..

غالية تبعد ملعقة الحساء بيدهالمرتعشه : ما أبي منار خليني أنام ..

منار برجاء : غالية تكفين طلبتج أكلي ترى طيحتج كلها من أهمالج با الأكل ..

غالية تنظر لمنار بعتب : ما صدقتي يا منار ... طيحتي سببها قلبي اللي تعب .

منار تسقط على خدها الناعم دمعه : أنا آسفه .. ما كان لازم أقولج بها الطريقه ..

غالية بحزن : و لو قلتيها بطريقه ثانيه النتيجة كانت بتكون وحده ... لو سمحتي منار اتركيني أنام ..

.
.
.
.

تركتها بعدما قرأت عليها من آيات الذكر الحكيم حتى تنام بسلام و لا ترى وجه

المتخاذل في الظلام عندما يقبل النعاس جفنيها المطرزان با التعب ...

.
.
.
.
.


بعض الرجال و هم قلة يلبسون الصمت متأنقين بحكمة مجردة من فلسفة مهرطق

فيهم يتزن الميل و تتضح الرؤية و تزهر سنين العمر التي مرت بسرعة للخريف

و ضنت أنها ودعت و لأرذل العمر انتهت قبل أن ترد على نبع يرويها عشقا مفهوما

لا يحتاج شرح واضح لا يمكن إخفاءه ...

.. عشق لا تخجل من أرتدائه و لا تخشى أتساخه أو تمزقه من سوء أستعماله !

.
.
.
.

أبو شاهين عندما انتهت أم جاسم من تناول حسائها : عوافي ...

أم جاسم : الله يعافيك ..

أبو شاهين بنبرة حنونة يريد بها طمأنة حبيبته : غالية بخير لا تشغلين بالج عليها ... توها صغيره و الأيام با قبال ..

أم جاسم : غالية إنسانه حساسه تحب بكل ما فيها ... و لما تنخذل ما تكره إلا نفسها !

أنا خايفه عليها .. خايفه تغير و ما عاد تعرف نفسها و لا يعرفها اللي حوالينها ..

أبو شاهين : غالية اللحين مصدومه و تعبانه بس الوقت بيداويها ..

ام جاسم بنبرة ترافقها نظرة متسائلة : و بيداويك ؟

أبو شاهين يبتسم و بصدق يبث لها ما أرقه لشهر: ما يداويني إلا ردتج لحظني .

أم جاسم تبتسم له من بين التعب : تبيني مثل ما أنا ؟

أبو شاهين : و لا أبي ينقص منج شي .

أم جاسم : بس أحس أني إذا برد راح يكون ناقص من كرامتي شي .

ابو شاهين : لج الكرامة يا بعد هلي ... آمري و اللي تبينه يلبى ..

أم جاسم : ملحق شاهين يكون لنا ... و رهف إذا تبي تقدر تعيش معانا .. أنا ما عاد اقدر أعيش في مكان محد فيه يحبني ..

أبو شاهين يدرك شعورها : مثل ما تبين يصير ..


.............................. .................... ..............

.
.
.

كل يوم أعدل من هندامي و ألبس مشاعر لا تقيم في صدري .. أحاول التذاكي و

خداع ذاتي لكن من دمعه على خدها أنهار و بشدة ...

ضعف قلبي و انكسرت عزائمي مع طفله ..

تريد صدر أمها و أريد أنا تلك الأنثى ... نعم .. أريد أمل أن تعود لحياتي التي

أصبحت بمرورة العلقم لا يمكن لي أن أستسيغه حتى أتجرعه ...

لكن أين السبيل و هي توغل في صدي و تتمادى في تجاهلي ... حاولت .. نعم

حاولت الوصول إليها و الاعتذار منها طالبا العفو تحت قدميها ...

لكن هيهات .. لم تجدي أي من محاولاتي ..

ظلّ طلال الشيطان يلقنها القسوة لتزداد جفاء و أزداد أنا قهرا ..

حتى ابنتنا التي نجحتُ في وضعها بطريق أمها عن طريق جدتها لم تفلح بتلين

موقفها اتجاهي ..

كل يوم أخرج من المنزل مع شريفة الصغيرة أتوجه بها لجدتها التي تستقبلنا بلهفة

لأكمل طريقي لعملي شارد الذهن متلهفا على العودة في طريقي لعلي أحضا بهما

في لحظة و أبات ليلي رب أسرة !

.
.
.
.

شاهين لاحظ شرود مشاري الذي يرسل نظرة ساهمة للفراغ : يا هوه .. وين سارح يا أبو شريفة ؟

مشاري ينتبه لمحدثه : خير بغيت شي ؟

شاهين : من وصلت ما شفت أبوي و ينه ؟

مشاري : عند أم جاسم ..

شاهين بإمتعاظ : يعني تصالحوا .

مشاري : أي اليوم وصلت الإسعاف لبيتهم و تعال شوف أبوي راح لهم ركض و اللي فهمته من أتصاله لرهف أن أم جاسم أرتفع ضغطها و طاحت عليهم ..

شاهين : غريبة .. أم جاسم آخر شخص أتخيله يتعب و ينهار ...

مشاري : كأنك شمات ؟!

شاهين :لا شمات و لا شي بس اعتقدت أن تخلصنا منها بس الظاهر أن ما منها خلاص ..

مشاري : مدام أبوي مرتاح معاها خلنا حنا بعد نريحه و نتقبلها ..

شاهين مستغرب منطق مشاري الجديد : ما شاء الله ... شكل فراق أمل غير قناعاتك

مشاري يسترخي بمقعده و يضع كفه على رأسه يدلكه : تعبت .. أبي أرتاح و غيري بعد يرتاح ..

شاهين : أجل قوم معاي ..

مشاري : لوين ؟

شاهين : يعني لوين .. لطلال نتفاهم معاه و بنمر خوينا المحامي يمكن يساعدنا بلسانه الذرب .

مشاري بيأس : و شنو راح يختلف ها المره .. طلال ما في أذنه ماي و راكب راسه
إلا أطلق أخته .. لا فارس و لا أنت بتغيرون رايه ..

شاهين : لا تستسلم ... خلنا نحسس طلال أن هذي فرصتهم الأخيرة لتعديل الوضع .. أكيد هو مهما كان ما يرضى أن أخته تطلق و هي عندها بنت منك و فوق جذيه أنت تأسفت فوق المرة ألف و عداك العيب .. يعني ماله حق يطولها أكثر من جذيه ..

مشاري بيأس : بس طولها و كل ما شافني قال وين ورقة طلاق أختي .. جنني ..

شاهين : لو ملزم راح للمحكة و رفع عليك قضيه و لا تقول أن اللي مانعه صداقتنا لأن مو هذا السبب ..

مشاري بإستفسار : أجل شنو السبب ؟

شاهين : السبب أن زوجتك حتى لو كرهتك تبي بنتها و أهلها مهما صار ما يبون يخربون حياتها و يبونها تعطيك فرصه ثانيه ... عاد أنت لا تستسلم و خلنا باجر نروح لهم بموقف قوي و نقولهم تشرطوا و حنا قابلين .. بس عاد ها المره حسن اخلاقك معاها ... حبيتها ما حبيتها خلك مضبوط عشان بنتك ..

مشاري : يا أبن الحلال قلتلك أنا ندمان و خلاص تبت و تعلمت .. أمل فيها جانب ما احبه لكن الحق ينقال فيها طباع حلوه و ممكن الواحد يعيش معاها ..

شاهين : زين .. تفكيرك يبشر با الخير .

.............................. .................... ....

.
.
.
.

كنت أنتظره .. و أعد الأيام لوصوله و ما أن استقرت عقارب الساعة على آخر دقيقة

من آخر لحظاته حتى أصابني الفزع .. أين ذاهب ؟ .. و لمن ؟ ..

هل أترك من احتوني هنا و صاروا لي سكنا و أحط بثقلي على من ضاقوا ذرعا

بوجودي ... عارٌ أنا عليهم و ورم خبيث لا يتمنون عودته ..

.
.
.

ناصر ساهما الفكر يجلس بزاوية زنزانته التي ألفها بيتا دافئا يضمه : تصدق ما ودي أطلع .. لمنو با طلع ؟ ... جاسم الوحيد من أخواني اللي يزورني و لا يمكن أروح اعيش معاه لا يمكن زوجته ترضى بوجودي في بيتها و ما ألومها .. و امي متزوجه و في بيت زوجها و لا يمكن تقدر تستقبلني و ابوي معاي في السجن و ماله بيت أرد له ... وين اروح ؟!!

ابو مازن : بيت امك موجود و اللي فهمته من أبوك أن أخوانك و أختك عايشين فيه ..

ناصر : بس ما يبوني ... ما اقدر أروح اضيق عليهم و هم مو طايقيني ..

أبو مازن بذكاء : انت تقصد اختك الكبيرة بكل ها الخوف ...

ناصر : فعلا أختي غالية لا يمكن ترتاح و أنا معاها في البيت .. ما ألومها ما تذكر لي شي زين .. كنت أمد أيدي عليها .. أطقها و أهينها و اسرق منها بعد ..

أبو مازن : لرديت و شافت التغير عليك بتسامحك و تنسى ..

ناصر كأنه يريد أن يمد يده لحبل الأمل الذي أمده أبو مازن به : ممكن ؟ .. أكيد راح تحس بتغير . .أنت مو شايف أني تغيرت عن أول مره شفتني فيها .. حتى شكلي أحسه تغير ..

ابو مازن : أي تغيرت .. و اللي يشوفك اللحين لا يمكن يصدق أنك نفس الشخص اللي دخل لسجن قبل سنتين ..

ناصر بصدق : راح أفتقد صوتك ... أنت يا ابو مازن صرت ضميري الواعي ..

أبو مازن : و أنا بفتقدك لأني حسيتك ولدي اللي ما جبته ... لا تنساني يا ناصر و متى ما فضيت سير على شايبك لين ربي ياخذ أمانته ..

ناصر ينهض من زاويته و يسارع بضم أبو مازن ليسكب دموعه : ما راح أنساك يا أبوي ...

.
.
.
.

كان والدي هو آخر المودعين لي و نبرة صوته الحزينة ما زالت ترن بأذني ...

تركته هناك و أنا أتمنى أن أعود أدراجي و آخذه معي .حتى نبدأ من جديد ..لكن

هيهات "ليس ما كل ما يتمناه المرء يدركه" ..

و من المضحك المبكي أني لن أحتار أين سأجده و كيف سألقاه ... أعرف الآن أنه

مهما جرى موعد لقائي معه مؤكد و مكانه ثابت !

و يا لسخرية .. السجن هو فقط من أعاد لي أبي !

.
.
.
.
.

كا يوم عيد تأنقت أنا و أبنائي و ذهبنا لاستقبال أخي العائد من دهاليز الضياع ...

ضممته حتى أيقنت أنه أصبح حقيقة أمامي ... يا ناصر أبني و ليس فقط أخي

سعادتي بعودته من جديد لم يضاهيها إلا اتصال سلوى المفاجأ لي !

.
.
.

سلوى : وينك ؟

جاسم : بطريق لبيت أمي و معاي ناصر .. خير فيه شي ؟

سلوى : أنزين عط ناصر الموبايل با تحمد له با السلامة ..

جاسم المستغرب ناول ناصر الهاتف و ما هي إلا دقيقة حتى أعاده ناصر له ..

جاسم : خير ؟

ناصر : أم معاذ تبيك ..

جاسم يتناول الهاتف من جديد : تبين شي ؟

سلوى : بعد نص ساعه تقريبا خليك موجود .

جاسم بهمس : ترى مو وقته أنا مشغول .

سلوى : جاسم شفيك ... تدري سيارتي خربانه يعني منو يبي يجيبني لأهلك ..

جاسم : تبين تجين لأهلي ؟!!

سلوى بتململ : جاسم الظاهر ما قريت المسج اللي دزيته لك .

جاسم : ما أنتبهت ..

سلوى : أنا مسويه غدا بمناسبة طلعة ناصر و أبيك تمرني و ناخذه لهم .. فهمت ؟

.
.
.
.

غمرتني السعادة باهتمام سلوى بهذه المناسبة ... أن تكون بقربي هي و أبنائي حول

أهلي هي أكبر أمنية و ها هي حبيبتي تحققها لي عن طيب خاطر ...

.
.
.
ترددت باتخاذ هذه الخطوة و ما إن عزمت أمري با لحظة حتى سارعت بإرسال

الرسالة لجاسم حتى أشعره باهتمامي .. و يعرف أني معه أشاركه فرحته .. فا كيف

لي أن أتجاهل تقلبه في فراشه كا طفل ينتظر فجر العيد .. و كيف لا تصيبني عدوى

نشاطه و هو يلبس بسرعة و يقفز بين الردهات ينادي أبنائنا للحاق به على وجه

السرعة ...

أيقنت أخيرا أن ليس من المهم أن يتقبلني كل من يسكن ذاك البيت الذي تصيبني به

الوحشة ... فا جاسم معي ليبد خوفي و يشعرني بابتسامة رضى منه با الأمان و أن

أي مكان يجمعنا جنة .

.............................. .................... .............

.
.
.
.

بت مساء الأمس و أنا أنوي تجاهل هذا اليوم ... كنت أنوي أن أرمي بنفسي في كل

عمل يصادفني حتى أتجاهل ذاك الشعور الخانق الذي يحثني على التنفس و استنشاق

وجوده !

لكن منار كانت لي با المرصاد !

.
.
.

منار باستحياء : ممكن أكلمك ؟

عزام الذي يقرأ الجريدة يرد عليها بنبرة تدل على الضجر من وجودها : خير .. شتبين ؟

منار : بروح أستقبل ناصر ..

عزام ينزل الجريدة و يرسل نظره لها بإستخفاف : و تعتقدين ناصر يهمه وجودج و إلا من الأساس يبي يشوفج ..

منار تلبس نبرة الثقة و تجادل : مو مهم اللي تظنه أو أظنه المهم أروح أستقبل أخوي اللي مشتاقة له ..

عزام يعاود رفع الجريدة ليخفي تعابير وجهه : إذا ما كنتي قدامي بعد خمس دقايق بعبايتج أنسي تروحين ..

منار تقفز لتبعد الجريدة عن وجهه و تطبع القبل على جبينه و رأسه : الله لا يخليني منك يا ابو ... إلا شنو بتسمون الحلو اللي بيوصل بعد كم شهر ..

عزام بذهول : منو ؟!!

منار تبتسم بحب : أقول ولدك شنو ناوي تسميه .. على كل حال قدامك ثمان شهور تفكر شتسمي ولد أخوي الحلو .. بس لا تنسى البشارة ..

عزام يقفز من مكانه ليمسك منار من ذراعيها : لج اللي تبينه .. بس أحلفي أنج ما تمزحين ...

منار تقفز العبرة لحنجرتها عندما شعرت با قرب أخيها الذي أفتقدته : أحلف لك .. بس سامحني .. كل اللي أبيه منك تسامحني ..

عزام يمرر أصبعه الغليظ على أنف منار الرقيق : هذي خالصين منها سامحتج من زمان بس كنت أبيج تكتشفين بنفسج ... يله آمري بشي ثاني ..

منار تحتضن منار و تبكي بشده : أبي سلامتك يا الغالي ..

.
.
.
.

نبعت الفكرة من نظرة رجاء أرسلتها لي منار ... عرفت أنها تتمنى أن أعطيها

الفرصة لتتسبب برسم الفرحة على وجهه أخيها الذي لم تره باسما لها منذ أمد بعيد ..

و نجحت الفكرة و ها هي مزروعة بأحضانه لتزهر من جديد تلك الطفلة ...
.
.
.
.

عزام الذي كان في بحث عن عذوب في أرجاء المنزل أخيرا وجدها في غرفة أبيها

جالسة با القرب منه تقبل كفيه و تدلكهما برقة ...
.
.
.
.

عزام يقترب من أبو علي و يقبل جبينه ليجلس بجواره و بنبرة شقيه : شفت يا عمي

عذوب تغلي منار أكثر مني ... قالت لها أنها حامل قبل ما تقول لي ..

عذوب ذابت خجلا في محلها و هي تلمح شبح ابتسامه جاهد والدها في رسمها : أجل لو تدري أني أغلي أبوي أكثر منكم كلكم ...

عزام يرفع حاجبه متفاجأ لأنها أخبرت والدها قبل الكل بحملها ... ليعاود الابتسام : ما تنلامين يا أم فهد في الغالي ..

عذوب بفرحة : يعني إذا ولد بتسميه فهد ؟

عزام يغمز بعينيه : و اللي وراه نسميه علي .. شتبين بعد ؟

عذوب حمرة الخجل صبغت ملامحها الخجلة : يو نسيت عشاي في الفرن ... عن أذنكم .

.
.
.
.

ما أن وصلت لحيث هربت حتى وجدته يحاوطني بذراعيه و يغرقني بعاطفته

الجياشة ... غرقت بأحضانه إلى أن ثملت و ما انتشلني من الحلم إلا صوت منار

تطالبنا با الاحتشام !

.
.
.

عزام يرسل نظرة متوعده لمنار : شكلي بأتصل على غنام يجي ياخذج اللحين ..

عذوب تعاونه : أي ليش التأجيل .. اتصل عليه اللحين خله يفكنا منها و تصير فرحتنا فرحتين ...

منار تضع كفها الصغيرة على صدرها الذي يحارب من أجل أستنشاق الهواء : يمه منكم مسرع ما قلبتوا علي ؟!!

عزام يحرك حاجبيه لها با خبث : أنزين أنتي ليش ما تصيرين ذربه و تخلينا بروحنا ..
منار : و ناصر ؟!!

عزام يضع يده على جبينه : يا نسيته تصوري ..

منار تنظر لعذوب و بابتسامه ماكرة : مو منك كله من اأستدرجتك وتوحدتك فيك و نستك العالم و اللي فيه ......

عذوب تسارع لمنار و منار تقفز من مكانها هاربة : سخيفه و ماصخه وبردها لج يا منوروه .. صج ما تنعطين وجه .

عزام يطلق ضحكاته الرنانة : خلاص هدي ما نبي ولدنا يجي عصبي ...

عذوب الخجله : خلاص هدينا ... أنزين متى تجي تاخذني ؟

عزام : وين أجي آخذج ؟

عذوب : للغدا ..

عزام : أي غدا ؟

عذوب : سلوى أتصلت علي و تقول مسويه غدا لناصر .

عزام بشك: و أنتي تبين تروحين !

عذوب بساطه : أي أكيد مو المفروض أتحمد لحماي با السلامة .

عزام : عذوب أنتي مو مضطره و معذوره إذا ما تبين تطبين بيت أمي من الأساس .

عذوب : أنا سامحته خاصة أنه ما كان في عقله و بعدين أنا ما راح استقبله معاكم بخليكم على راحتكم بس بعدها تعال أخذني عشان أحضر الغدا و أبارك لأمك ..

عزام يقبل كفيها التي تحضن كفيه : أنتي تامرين يا كل الغلا .


.............................. .................... .......................

شعور قريب صاحب عودتي .. كأني كنت في سفر طويل أنساني رائحة بيتي ..

و ملامح من أعرف و أصوات من أحب !

بدا لي الكل في صورة جديدة ... حتى أصواتهم و طريقتهم في التعاطي معي تم

بشكل غريب لم أعهده !

لكن ... أنا سعيد !

نعم ... حقيقي أنا سعيد ... أمي التي تبدو في الغالب متحفظة لم تكف عن تقبيل

وجنتي في كل لحظة والدي ذاك الشامخ الذي كان دوما بخيل مشاعر فاقها في

إمدادي بجرعات حنان ... مسح بقبلاته و لمساته الحانية آثار صفعاته التي ما زلت

أخجل من تذكر أسبابها ...
.
.
.
.

أبو ماجد : جذيه يا أبوك هنت عليك ... كل ها المدة تغيب و لا قلت شيباني وراي
منشغل قلبهم علي ...

ماجد يقبل كف والده بعظيم احترام : كنت زعلان من نفسي ... و ضايقه فيني
الوسيعة و ما أقدرت أرد و أحط عيني في عينك من كثر ما انا خجلان من نفسي .

أبو ماجد : بني آدم خطّاء و الله غفار ... و مهما صار يا أبوك لا عاد تخلي بيتك
تراها صعبه علي يا ماجد ...

ماجد يقبل كف أبيه مره أخرى لينتقل لجبينه : أنا آسف ...

.
.
.
.

كم كانت سهله .. نطقتها و لم أستصعبها .. فعلا أنا آسف لملأ قلب والدي با
الحزن في محاولة مني لإثبات إمكانية استمراري بعيدا عن سلطته ...

لكن الحقيقة بسلطة أو من غيرها أنا بحاجته ... بحاجة كونه أبي الذي سيغفر لي دوما

زلاتي لينتشلني لأحضانه و يهمس غفرت لك ..

بحاجة لمثالياته و توجيهاته ... بحاجة له رمزا أتطلع له لأواصل اجتهادي ..

.
.

.
.
.
.
.

شممت رائحة قدومه كا يوم ولدته استشعرت قرب حضوره ..

و جاء و قرعت الطبول و أقيم له احتفال بين أضلعي شاركت به كل حواسي ...

و تلقفته حتى أستوى في أحضاني ... ضممته .. ضممته حتى ذابت رائحته بدمي

لأنبض من جديد ... لأعرف شعور الغريق عندما تنتشله يد كريم .

.
.
.
.

انطوت الوحشة و عدت لأحضان المدينة ...

نعم هي المدينة و عبق الوطن و القبيلة لها أنتمي و منها ترتوي عاطفتي ...

اشتقت لرقة نبرتها و كلماتها الحنونة .. هي التي مهما عصيتها و تماديت في

خذلانها .. تبقى تحبني ... و دوما تغفر لي حماقاتي !

هي .. أمي التي اشتقت لعينيها تتلقف روحي وتؤازرني بحب غير مشروط ...

سيء أم جيد أنا مدللها ! ... واعرف يقينا أن لو كرهني الكل ستبقى هي الوحيدة التي

تنبع لي حبا لا ينضب ...

و اشتقت لتلك الأخرى التي كانت دوما لي متكأ ... أين هي ؟

ألا تريد حتى أن تراني ؟! ... أتجدني نتنا يصعب مصافحتي أو إلقاء السلام علي

حتى لو من بعيد .. أو تعتقد بأنه يمكن لي أن أجرحها بشوقي المترامي في كل

الاتجاهات لها ... تلك الأخت و الصديقة في صدقها ... وتلك الأم في احتوائها و

حنانها ..

.
.
.
.

.............................. .................... ................


.
.

ألدي القدرة على إعادة الكره و المحاولة مره أخرى على أمل النجاح بعد تحسن

الظروف و تبدل الأحوال !

لست واثقة إلا لحاجتي لها ... أبنتي الضعيفة التي تمد يدها الصغيرة لي تتحس

منابع حناني ... رقيقة و ناعمه صغيرتي أود أن أحملها بهون معي لكل مكان و أن لا

أفارقها أبدا ولو لثواني ...

.
.
.
.

طلال : أنا ما عندي ما نع تردين له و لا أنا في نيتي أخرب لج بيتج و أفرق بينج و بين بنتج ... بس اللي ابي أتأكد منه أنج طلعتي من بيتنا محشومه و مقدره لبيت رجال
كفو ..

أمل : و أنا مالي نية أرد إلا بموافقتك ..

طلال : و أنا موافق بشرط أنج تعزين نفسج و لا تسمحين له و لا لغيره يهينج و يقل من قدرج ..

أمل تقبل رأس أخيها : الله يخليك لي يا عزوتي ..

.
.
.
.
و هكذا عدت في كنف زوجي لكن بروح أنثى واثقة ... تعرف يقينا بأن أحتياجه لها

يفوق أحتياجها ... و هو ... أصبح أكثر تهذيبا و رقة معي حتى ولو أعرف بكثير من

الألم أني لم أملك قلبه و من الممكن أني لن أملكه يوما !

.............................. .................... .
.
.
.

طردت من المنزل بشكل مهذب ... فأمي تستقبل المهنئين با زفاف منار التي سوف

تزف لغنام مساء الغد ... و قررت أن لا أؤجل البحث عن مزنة أكثر مما أجلت ..

نعم ترددت با اقتفاء أثرها خوفا من المجهول .. مما ينتظرني عند لقائها !

لا أريد إلا أن أطمئن عليها .. أشعر بأنها أحد أخواتي .. .نعم أختي .. أليس أبو مازن

أبي !

.
.
.
.

أم مزنه من وراء الباب : من عند الباب ؟

ناصر بتردد : أنا أسمي ناصر من طرف أبو مزنه .

أم مزنه بنبرة هامسة : أبو مزنه مات ..

ناصر لم يعجبه ردها : لا يا خالة أبوها ما مات و أنا و أنتي نعرف ها الشي ..

أم مزنة غاضبه : أنت من وين طلعت لي .. شتبي يا أبن الحلال ؟

ناصر : ما ابي شي بس بغيت أعطيكم رقمي إذا أحتجتوا شي تتصلون علي .. أبو مزنة عزيز و له أفضال علي .. و أعتبريني يا خاله ولدج و لا تستحين مني إذا أحتجتوا شي لازم تتصلون علي ..

أم مزنة تريد أن تنهي اللقاء : مشكور و ما قصرت و حنا أن شاء الله ما راح نحتاج أحد ..

ناصر يمرر رقمه من تحت الباب : على العموم هذا رقمي إذا أحتجتوني ..

.
.
.
.

ما إن أبتعدت خطوات عن منزل أبو مازن حتى شعرت بخطوات عجله تتبعني

لألتفت و أجد شابه مترددة تحاول اللحاق بي ...

.
.
.

مزنه على عجالة : أنت تعرف و ين أبوي ؟

ناصر يغض بصره : لا ..

مزنه : أنا سمعت كل اللي دار بينك و بين أمي ماله داعي تجذب علي ..

ناصر شعر بأنه أرتكب حماقة : روحي الله يستر عليج ترى وقفتج بنص الطريق مع واحد غريب عيب ...

مزنه شعرت با الإهانة : العيب أنك توصل لبيتنا و بعدين يصيبك الخوف ..

.
.
.
.

لم أجد مفر من إخبارها با الحقيقة .. هي ليست صغيره و تحتاج أن تعرف أين والدها

.. فكم من العمر تبقى في رصيد والدها حتى يمكن له أن ينتظرها أكثر !

.
.
.
.

كنت أعرف ! ... لكني أردت أن أتأكد ... فا كم من مره سمعت ممن حولي ألغازا

تتعلق بمكان تواجد أبي و كم من مره بدت أمي شكوكي بكذباتها ...

لكن أتى الخلاص على يد غريب سلمني الحقيقة بوضوح حتى أتبعتها و ألتقيته

.. و امتلأ قلبي أملا و لو كان مصدره خلف قضبان السجن بحكم مؤبد ...

و عرفته ... تأكدت أني منه .. ملامحي نسخت ملامحه و بعضي يحب ما يحب حتى

أحاسيسنا وجدتها تتشابه ...

وجدته مرآتي فيها بوضوح أرى انعكاساتي ... ضميري الحي و كل أخلاقي أصبح

هو مصدرها لتهدأ شياطيني و أرتاح في حضرته و أدل بيتي و اسكن له ...

ولذلك الغريب ستكون دوما صادق دعواتي ...


.............................. .................... ............................

.
.
.

منذ قدومه ضجت أرجاء المنزل بأصوات السعداء و امتزجت ضحكاتهم بنبراتهم

الحنونة بينما أنا فضلت الانزواء هنا... و الغريب أنهم احترموا رغبتي با

الانعزال وحدي تعيسة ! ...

نعم .. تعيسة .. وجدا أيضا .. و كيف لا أكون و أنا أكثر من ظلم !

لمحه من بعيد للمجتعين بثت القهر في شرياني .. كلهم ملتفون حوله ذاك الذي

أشتاق له و اكرهه ! .. يجلس بجانب والدته التي لا تقل عنه إجراما ...

كلاهما كانا سببا في تعاستي و اغتيال قلبي و نبذي ممن خصصته بعاطفتي ..

ذاك القاسي الذي أحاول تجاهل حقيقة وجوده في المنزل المقابل ...

و لكن أين الخلاص و صوته محبوس بين طيات الدفاتر التي ألزمتها مشاعري و

حاولت أن أهملها على أبعد رف في العلية...

و وجهه الساحر يلاحقني كلما فتحت النافذة وقفت روحي على الحافة في محاولة

خلاص ... لأعود بعدها لزاويا الحزن أعزف نشيج بكاء محرومة و أنظر لمرآتي

لأطمأن على عيون كحلها الذبول فقد أصبحت بعده شبه أنثى تتدثر بأسمال عجوز !

فقد سلمني لغيابه الذي كان أقوى من كل حضور له حتى التقيت به في أحلامي أكثر

من لقاءاتي به يوم ضمنا عشنا الهش ...

يوم أحضانه كانت لي وسادة تسلمني للذيذ النعاس ... و ها أنا أستسلم للمنوات و

صرخات الفزع من كوابيس الرحيل !

.
.
.
.

ناصر يهرع لاحتضان غالية التي كانت تصرخ في منتصف الليل : بسم الله عليج ...

غالية تتمت باسم شاهين و هي تشهق بكاءا مرا .....

ناصر يمسح على شعرها و يقرأ آيات من الذكر الحكيم يهدأ بها روح أخته المعذبة و روحه الممزقة من تلاشيها : غالية كان كابوس ... تعوذي من الشيطان ..

غالية تنتبه أخيرا لما هي فيه : أعوذ با الله من الشيطان ...

ناصر يناوله كأس من الماء : سمي ..

غالية تتناوله بيد مرتعشة و تقول بنبرة خجله فاجأتها قبل أن تفاجأ ناصر : الحمد الله على سلامتك ..

ناصر يبتسم لها با حب : الله يسلمج يا غلوي ... زين ذكرتي تحمدي اللي با السلامة و لو بعد أسبوع ...

غالية تمسح دموعها و تحاول ترتيب هيئتها : شلون أبوي ؟

ناصر : بخير ... السجن ريحه من التعب !

غالية تبتسم بانكسار : الأحلام المستحيلة متعبه .. صح ؟

ناصر يبتسم لها بألم على حالها : في الحقيقة السعادة المطلقة هي المستحيلة ... تدرين يا غالية شنو مشكلتنا ...

غالية تبتسم بحزن : قصدك مشاكلنا ...

ناصر : لا .. أقصد مشكله وحده .. حنا ننسى يا غالية هدف وجودنا في ها الدنيا ...
قال تعالى ... (( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ )) ... و حنا يا غالية للأسف
حصرنا كل تفكيرنا بجهة وحده .. منا من سخر كل طاقاته و ركز كل اهتمامه شلون يجمع المال و منا شاف الحب و الزواج و العيال أقصى درجات السعادة و سخر كل إمكانياته عشان يوصل لها الهدف ... و لما نفشل نعتقد إن انتهينا !
كم مره يا غالية فكرتي أنج تعيسة و كم كمية الغضب اللي في نفسج علي و على كل من حولج ... و كم مره استغفرتي و احتسبتِ ... كم مره ياغالية تذكرتي حديث رسلونا عليه أفضل الصلاة و السلام ...
"إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله تعالى إذا أحب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فعليه السخط " ...

غالية تنظر له بتساؤل : هذا أنت ... ناصر .. و إلا أنا للحين نايمه و أحلم !

ناصر يمسك كفها و يضعها على خده : هذا أنا اخوج نويصر .. مو معقول بسنتين نسيتيني !

غالية تعاود دموعها التساقط لتخرج كلماتها مبحوحه : تدري أن دعوة عليا استجابت

ناصر بنظره تساؤل : الله يرحمها ...

غالية : كنت أرفع أيدي بدعي عليك و ألقاها تسبقني و تدعي لك .. وتقول لي بتشوفين ربي بيهديه لأني أحبه !

ناصر يرمي برأسه بأحضان غالية و يبكي بكاء رجل أستعاد و طن ...

.
.
.
.

أتخيلها سعيدة بعودة أخيها ... فا ليومين لم أشعر بها تراقبني من نافذتها الصغيرة

ليومين لم تصلني نداءات قلبها في رجاء التفاته .. ليومين لم أشعر بها تشهق باسمي

لتزفره أنينا !

تتساءلون لما أبالي ...

و كيف لا أبالي و قد أصبحت مشرد مشاعر تتقاذفني رياح الفقد حتى تحط بي على

رمضاء الشوق ...

ابحث عن معطف ألا مبالاة ليدثرني من صقيع فقدها و أفشل في التناسي و هي هناك

تسكن با القرب مني و من أنجبتها في عقر داري !

.............................. .................... ...................
.
.
.

قابلته أخيرا !

ذاك الذي سلخها في مغسلة عشقه و جردها من إنسانيتها حتى بات ذليلة مشاعر ...

تركتها حرة و عدت لأجدها كمن كان في سجن !

.
.
.
.

أبتسم لي ... و عرفت أنه ينوي محاكمتي !

و وجدت نفسي مكرها على شرح الصمت !

.
.
.

شاهين بعد انتهاء صلاة الفجر توجه لناصر ليمد يده با السلام : الحمد الله على السلامة ..

ناصر : الله يسلمك .. شلونك يا شاهين ... أحسن اللحين ؟

شاهين يعرف القصد الذي يرمي له ناصر بتلميحه : اللحين ماني بأحسن بس ربك كريم تمر الأيام و يطيب الخاطر ..

ناصر بشبح أبتسامة : الله كريم مثل ما برى قلب أحبه و عليل يبري قلبك ...

.
.
.

تركني و توجه لذاك المنزل الذي كان دوما مصدر شقائي !

ذاك الذي تصرخ جدرانه هازئة بكل ذكرى شهدت عليها ... لأقف با الطريق ساهما

في بقايا الحكايا التي تتأهب صورها للقفز أمامي كلما لمحت ملامحهم التي أختزلت

بعض ملامحها ... لأكسر صيامي و أفطر على ذكرى تتلوّ ذكرى !

.
.
.............................. .................... ..................
.
.
.
.

أراقب الساعة التي تأبى عقاربها على الإسراع .. مشتاقة له و من الظلم أن يتأخر

اليوم بذات و أنا أتلهف شوقا لسماع ضحكاته و هو يلاعب صغيرنا ..

أصبحت أعشقه أكثر و أكثر .. مفاجأ هذا الشعور الذي يتعمق في قلبي له ...

أصبح سلطان أكثر روعه و يثير فيني الدهشة بعدما أصبح أباً .. يليق به جدا

هذا الدور .. يلائمه و يبدو انه كان أبا منذ الأزل ! .. نعم لابد أنه ولد و أول عاطفة

نبعت من قلبه كانت عاطفة الأبوة ...

.
.
.
.

نجلا تحمل طفلها و تهرع لأحتضان سلطان : تأخرت علينا ..

سلطان يقبلها بشغف و يأخذ أبنه لأحضانه : لو بس تدرين شنو اللي أخرني ..

نجلا بفضول : خير شنو اللي أخرك ..

سلطان يناولها أبنه و يمد يده لمحفظته ليخرج شيكا بمبلغ يذهل العقل : مبروك علينا

نجلا بضيق : يعني سويتها و أخذت غرض ... حتى بدون ما تشاورني ..

سلطان : و أنتي على طول جهزتي نبرة الزعلو أسأتي الظن فيني ... لا يا قلبي هذا مو قرض هذي فلوسنا اللي حفظها أبوج لنا ...

نجلا با فرحه شلت المفردات من أن تنطق على لسانها ...

سلطان بضحكه صادقه : أخذي نفس و أستريحي و قولي شنو تبين أشتري لج هدية ..

نجلا تحتضن حبيبها بشدة : هديتي أنت يا راس المال يا غالي ...

.............................. .................... ................

.
.
.
.

بعض الكائنات لرقتها لو مشت على سطح الماء أبى أن يتجعد ..

و هذه منار العروس ... تنبثق من العتمة لنور لتخطف أبصار الكل و أنا أولهم ...

أصبحت زوجتي و ميدان عشقي الذي يصهل به خيل عنفواني ...

امتلكتها و ملكتها قلبي ... و معها بدأت حياة جديدة شمسها تشرق كل صبح متوسدة

قلبي ...

.
.
.
.

أنيق .. في همساته و حركاته ... يدرايني خوف أن يخدشني ..

معه أشعر بأني تحفة ثمينة لا يمكن أن يزهد بها صاحبها ...

لتصبح ضحكاتي مفردات دهشة و تعبيرات نشوة لسعادة بثها بعاطفته الملتهبة ..

.
.
.
.

و رحلت منار لأرض محبة ودعناها با قلوب ترتل الدعاء لها بسعادة ...

اليوم بزفافها شعرت بأننا أصبحنا أسرة حقيقية ...

كلنا كنا حولها .. و الكل تسابق على أخذ صورة تذكارية بجانبها ...

عزام الذي خلل أنامل عذوب بأنامله كان الأكثر سعادة و هو يطلق النكات و يستفز

الضحكات من العروس الخجلة ...


أما جاسم و أبنائها كانو كأسود حولها يزيحون الكل من أمامها .. حتى لا تتشوه

الصورة الجميلة بفوضوية فرح !


أما ناصر الذي أصبح أكثر هدوءا .. فقد أرتسمت عليه أبتسامة ساحره و هو يردد

أسم الخالق ليحمي أخته من شر عين حاسد ..

و أمي كانت أم العروس بامتياز .. مشغولة .. ترتب كل شيء و تصرخ با الكبير قبل

الصغير .. فا يبدوا أنها متوترة جدا من زواج أبنتها لصغيره ... لا ألومها حتى أنا

أشعر با التوتر .. أخاف على منار .. ليس من غنام لكن من تقلب الأحوال و خيبات

الزمان !

فا هو الطبيب الوسيم أكبر مثال !

شاهين الذي با الأمس كان يعد لزواجه من ست الحسن وجد نفسه منبوذا .. فقد أعطاه

الزمن ظهره و نبذه مجتمعه !

خطأ طبي تبعته فضيحة جنسية أودت بحياته المهنية و أنهت حياته الزوجية قبل أن

تبدأ !

مظلوم أم لا ... ليس مهم .. فقد انتهى على يد نفس المجتمع الذي أحترمه و أتبع

قوانينه !

.
.
.
.

فقدت كل شيء إلا ذالك المقعد الذي يأبى التحرك من مكانه أمام النافذة !

أجلس عليه و ألتمس نسمات الليل تحمل لي ذكرى ... و لعلي أيضا ألمح خيالها

صدفة من وراء تلك الستائر الظالمة التي تتمادى في تشويش الرؤية ..

و ما أن تساعدني رياح الليل من بعد السكون حتى ألمحها خيالا يهدهد طفلا يأبى

النوم إلا على صدرها لأشتعل شوقا و أنصهر عشقا لأعلم أن روحي وصلت

لشواطئها عندما أغلقت موانئها ..

لأرتل الوداع على قافية الرحيل ...

.
.
.
.
.


نقف على شرفة أمانينا لنطل على السحاب و نتمنى مطرا !

و كلما رحلت سحابة و خابت أمنية ... بكينا مطرا !

لنهبط من الشرفة و نتوسط واقعا لعل .. ديمة .. تهطل رحمة من أمانينا

لتجمع نبعا ينبض بأرواح الراحلينَ ...

.
.
.
.


تمت ...




أنتهيت أخيرا من تنزيل الروايه

أمنتيتي أشوف ردودكم وأرآئكم عليها

وأانتظروني قريب بروايه

أمراتيه روعه يغلب عليها الكوميديا

بانتظار آرآئكم

ودي لكم جودي

 




الساعة الآن توقيت السعودية الرياض و الدمام و القصيم و جدة 03:59 PM.


 
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024,
vBulletin Optimisation provided by vB Optimise (Pro) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

Search Engine Optimization by vBSEO 3.6.0